التسميات

السبت، 18 أكتوبر 2014

حركة السياحة الدينية وأثرها في تقييم كفاءة قطاع الخدمات المجتمعية في مدينة كربلاء لعام 2006 ...

حركة السياحة الدينية وأثرها في تقييم كفاءة
 قطاع الخدمات المجتمعية في مدينة كربلاء لعام 2006
مجلة الباحث - العدد الأول - 2011 م - الصفحات 95 - 114
أ.م.د. رياض كاظم سلمان ألجميلي
كلية التربية / قسم الجغرافية التطبيقية
خلاصة البحث
  يلعب قطاع الخدمات المجتمعية دورا حيويا في رفد حركة المدينة وسكانها على حدا سوا ويزداد هذا الدور أهمية عندما عندما تكون حركة السياحة الدينية نشطة كما هو الحال في مدينة كربلاء التي تتعرض التوافد إعدادا كبيرة من الزائرين والسواح العرب والأجانب طيلة أيام السنة الأمر الذي يعرض منظومة الخدمات المجتمعية (الصحية والتعليمية والترفيهية) في المدينة إلى ضغط كبير من قبل السكان المحليون والسكان الوافدون كون منظومة الخدمات مصممة أساسا لسكان المدينة ، مما أدى إلى حدوث عجزا وظيفيا ملحوظ في تركيبة المنظومة الخدمية وتحديدا في خدمات الصحة والترفية خلال مواسم الزيارات الدينية التي تتعرض لها المدينة بشكل منتظم سنويا ،الأمر الذي يتطلب أعداد هيكلة لقطاع الخدمات في المدينة وتخصيص منظومة خدمية-سياحية تأخذ على عاتقها تقديم خدماتها للسواح الوافدين بشكل مباشر.

المقدمة
     مارس العامل الديني أثره الكبير في ظهور العديد من المستقرات الحضرية عبر التاريخ ، بل انه كان أساس مراكز الحياة الحضرية في العديد من الحضارات الإنسانية ،  ويعتقد ( فوستال دي كولانج ) بان مصطلح ( Urban ) الحضرمشتقة من لفظة ( Urbs )  التي تعني مكان مقدس (1) .والدين ظاهرة إنسانية عرفها الإنسان منذ القدم وقد ظلت الحياة البشرية عبر مسيرتها التاريخية تحترم الأديان وتعتقد بها ، وان كل دين له مظهران أساسيان من الممارسات الجمعية وهي العقائد التي تمثل الجانب النظري للدين والعبادات التي تمثل الجانب العملي منه (2) .لذا فقد مارس الدين الإسلامي تأثيرا مباشرا على طبيعة وحياة وثقافة المجتمع في الشرق الأوسط منذ أكثر من ثلاثة عشر قرنا ، فالإسلام يسيطر على كل أوجه الحياة وصار ينظر إلى المدينة في العالم الإسلامي على أنها مدينة مسلمة لان الإسلام من أكثر الأديان المشجعة على إقامة المدن لأنه نشأ في المدينة وقد تأثرت المدينة العربية الإسلامية بمورفولوجيتها وبنظامها الحضري بطقوسه وعباداته (3) والعراق واحد من البلدان العربية الإسلامية الذي يحظى بمكانة دينية مرموقة لكونه يضم العديد من الأمكنة الدينية ومساجد وعتبات مقدسة ومتاحف وآثار إسلامية كونت له إرثا تراثيا وحضاريا بالإضافة إلى أن اغلب مدنه ذات طابع إسلامي كمدينة بغداد والبصرة والنجف وكربلاء وسامراء والتي ساهمت بشكل كبير في ترسيخ مفهوم السياحة الدينية (relegionalTourism) فيه وجعلته من البلدان التي تستقبل السياح الأجانب على اختلاف أماكنهم .ومدينة كربلاء واحدة من ابرز مدن العراق الدينية كونها ضمت العديد من المراقد الدينية للأولياء والصالحين والأماكن التراثية على مر تاريخها الطويل وبفعل وظيفتها الدينية في استقطاب العديد من الزائرين طيلة أيام السنة الذين يقضون معظم أوقات زيارتهم داخل المدينة فإنهم بهذه الحالة يشاركون سكان المدينة بقطاع الخدمات لاسيما الخدمات المجتمعية منها والمقدمة أساسا لسكان المدينة ، ومن هنا تبرز مشكلة البحث في تحديد كفاءة منظومة الخدمات المجتمعية داخل مدينة كربلاء أوقات المناسبات الدينية التي تشهدها المدينة معظم أيام السنة ، وبذلك تبرز مشكلة قطاع الخدمات الحضرية في المدينة على رأس المشكلات التي تعانيها المدينة نتيجة استقطابها أعداد كبيرة من الوافدين يعدون مستهلكين حقيقيين لمنظومة خدمات المدينة المجتمعية ،الأمر الذي حتم صياغة فرضية للبحث مفادها أن كفاءة منظومة المجتمعية في مدينة كربلاء تتأثر سلبا خلال مواسم الزيارات الأمر الذي يعرض مستوى كفاءة أدائها الوظيفي الى التدني أذا لم تخصص منظومة خدمية-سياحية تقدم خدماتها للسواح بشكل مباشر.
أولا: مفهوم السياحية الدينية
    تشكل السياحة بمفهومها الإنساني والاقتصادي ظاهرة مهمة تدعم حركة الشعوب والأمم نحو الاطلاع المباشر على تراثها وخصوصيتها ومبادئها وبالتالي الوصول إلى حالة من التقارب والتفاهم بين الحضارات لنبذ مبادئ التطرف والإرهاب ، وتلعب السياحة الدينية religion tourism المفهوم الواسع دورا في هذا المجال كونها تستهدف إشباع حاجات الفرد الإنسانية والإيمانية والروحية ، ويدخل ضمن مفاهيمها الاطلاع على أثار وحضارة الشعوب القديمة والحديثة وتتم من خلال زيارة الأماكن الدينية والأثرية والمتاحف والأسواق والأماكن القديمة(4) وهي تدخل ضمن الصادرات غير المنظورة وتعتبر من الصناعات التي لها ساهمتها في الناتج القومي وتستند على أساس ساهم الإسلام ومبادئه وادبياتة في ترسيخها وشرعنه أسسها العقائدية وحج بيت الله الحرام وأعمال العمرة ومراسيم الزيارات الدينية وطقوسها العبا دية ، وفي ضوء ما تقدم يمكن تعريف السياحة الدينية بأنها النشاط أو الأسلوب الذي يمكن من خلاله أن يصل السواح من داخل الدولة وخارجها الى الأماكن الدينية ذات البعد الديني والتاريخي بهدف تحقيق جوانب روحية بالدرجة الأولى (5) وتستقبل مدينة كربلاء الواقعة وفق التقسيم العالمي على خط طول 44°شرقا ودائرتي عرض31-32°شمالا (خريطة-2) طيلة أيام السنة أعداد كبيرة من الوافدين من داخل العراق وخارجة ضمن مفهوم حركة السياحة الدينية لعتباتها المقدسة ، ولأهمية هذا الموضوع وتأثيره المباشر على كفاءة الخدمات المجتمعية في منطقة الدراسة ارتأى الباحث تصنيف المناسبات الدينية التي تتعرض لها المدينة حسب أهمية المناسبة الدينية وعدد السكان الزائرين للمدينة فيها لكي يتسنى معرفة حجم الضغط والخلل الوظيفي الذي تعانيه هذه الخدمات في تلك المناسبات الدينية التي باتت سمة من سمات اغلب المدن الدينية في العالم ،إن معرفة حجم السكان الزائرين للمدينة لأغراض دينية وترفيهية في المناسبات الدينية وأيام العطل وأوقات الفراغ والوقوف على حجم قطاع الخدمات المقدمة لهم خلال هذه المناسبات السنوية من شأنه أن يوفر الدعامة الأساسية لبناء قطاع خدمي بشكله الصحيح في المدينة والاستفادة منه في تخطيط منشآت المدينة الخدمية بالشكل الذي ينسجم مع طبيعة الاستهلاك المحلي والإقليمي لهذه الخدمات .
(خريطة-1) موقع مدينة كربلاء من محافظات العراق لعام 2006م
 
المصدر : الهيأة العامة للمساحة ، خارطة الوحدات الإدارية ، بمقياس 1/1000000 ، بغداد ، 1999
ثانيا : كفاءة الخدمات المجتمعية خلال يومي الخميس والجمعة من كل أسبوع
تشهد مدينة كربلاء توافد أعداد كبيرة من الزائرين أسبوعيا وعلى وجه الخصوص ليلة الخميس ويوم الجمعة من كل أسبوع لزيارة الأماكن الدينية والروحية في المدينة ، ويرجع السبب في زيادة الزائرين للمدينة يومي الخميس والجمعة كونها من أيام العطل الرسمية التي تشغلها اغلب العوائل العراقية لقضاء أوقات الفراغ لزيارة الأقارب أو العتبات المقدسة فضلا عن الجوانب الترفيهية المتعلقة بها بالإضافة إلى تأدية العديد منهم فريضة ( صلاة الجمعة ) والتي تقام في المدينة بشكل مستمر، وقد دلت الإحصائيات والتقديرات الرسمية الخاصة بأعداد الزائرين للمدينة يومي الخميس والجمعة من الأسبوع بان ما يقارب من ( 216881 ) نسمة تستقبلهم مدينة كربلاء كل ليلة جمعة من مختلف محافظات القطر وبالخصوص محافظات الجوار الجغرافي الوسطى والجنوبية (جدول-1)

(جدول-1) الزائرون لمدينة كربلاء يومي الخميس والجمعة من كل أسبوع لعام 2006
المحافظة
عدد الزائرين
%
محافظة كربلاء
47450
21.8
النجف
31800
14.6
القادسية
23622
10.8
بابل
33850
15.6
المثنى
18940
8.7
واسط
9350
4.3
بغداد
31781
14.6
البصرة
7355
3.3
ذي قار
8321
3.8
ميسان
4412
2.5
المجموع
216881
100%
المصدر :1- إدارة الروضة الحسينية ، قسم الإعلام ، سجل تقديرات الزائرين يومي الخميس والجمعة ، بيانات غير منشورة لعام 2005.

2- الدراسة الميدانية لعام 2006.
    ويتضح من الجدول أعلاه أن زيادة أعداد الزائرين من مدن الجوار الجغرافي بفعل عامل المسافة الذي يرتبط عكسيا بعدد الزائرين فكلما قربت المسافة المقطوعة ازداد عدد الوافدين وبالعكس ، لذلك سجلت أقضية ونواحي محافظة كربلاء نسبة( 21,8% ) من مجموع الزائرين ليلة الخميس والجمعة وكذلك سجلت محافظات بابل والنجف وبغداد والقادسية نسب  ( 15.6% ) ، ( 14.6% ) ، ( 14.6% ) ،( 10.8% ) على التوالي بفعل عامل المسافة عن بقية المحافظات الجنوبية التي تقل فيها نسبة الزائرين إلى ( 2.5% ) لمحافظة ميسان ، وتلعب زيادة أعداد الوافدين للمدينة أثرها المباشر على قطاع الخدمات المجتمعية فيها بشكل واضح إذ إن كل أسبوع تطرأ زيادة سكانية في المدينة مما يجعل عدد سكان المدينة يزداد ليصل إلى (671607) نسمة بدلا من عددهم في الأوقات الاعتيادية البالغ(454726) نسمة بزيادة قدرها (216881) نسمة لتشكل الكثافة السكانية العامة في المنطقة المركزية للمدينة (CBD) منطقة بين الحرمين كثافة مقدارها (100 شخص/هكتار) وهذه الزيادة في حجم الزائرين تلعب دورا رئيسيا في التأثير على مستوى أداء الخدمات المجتمعية في المدينة خلال هذه الأوقات من الأسبوع وعليه تطلب الأمر الوقوف على طبيعة عمل الخدمات المجتمعية في هذه المناسبات بشكل أكثر تفصيلا.

1- الخدمات الصحية
    يستفيد العديد من الوافدين للمدينة يومي الخميس والجمعة من حجم الخدمات الصحية المقدمة في المدينة بشكل كبير ويظهر ذلك من خلال زيادة الخدمات الصحية بأنشطتها المختلفة والتي يوضحها (جدول-2) والتي تبين نسبة الزيادة الحاصلة في العديد من الخدمات الصحية عن الأوقات والأيام الاعتيادية ومن خلال الدراسة الميدانية التي أجراها الباحث للمؤسسات الصحية خلال هذه المناسبات الأسبوعية اتضح ان هناك زيادة في عدد الأطباء المعالجين قدرها (5) أطباء في ليالي الجمع عن الأيام الاعتيادية كذلك يزاد عدد الصيادلة الى (4) صيادلة إضافيين بالإضافة إلى العاملين في المهن الصحية والطبية ، كذلك تزداد الأسرة الطبية بزيادة (5) أسرة عن بقية أيام الأسبوع فضلا عن تضاعف عدد ساعات العمل والدوام إلى (12) ساعة بدلا من (8) ساعات يوميا وبفعل الزيادة السكانية يومي الخميس والجمعة بفعل الزائرين وسكان المدينة فان هذه الزيادة تولد ضغطا على حجم الخدمات الصحية مما يولد عجزا وظيفيا واضحا فيها ويصبح هذا العجز أكثر وضوحا عندما يقاس بالمعايير المحلية للخدمات الصحية والتي يوضحها (جدول -3 ). 
 (جدول-2) كفاءة الخدمات الصحية في الأيام الاعتيادية والمناسبات الدينية في مدينة كربلاء لعام 2006
الخدمات الصحية المتمثلة بالمستشفيات
أثناء الأيام الاعتيادية
أثناء يومي الخميس والجمعة
خلال المناسبات الدينية المتفرقة
المناسبات الدينية الكبرى
الأطباء
161
166
258
304
الصيادلة
20
24
126
170
العاملون في المهن الصحية
270
256
573
688
العاملون في المهن الطبية
204
220
253
300
الأسرة
459
464
529
551
عدد المراجعين
855
2364
49311
94550
عدد المرضى الراقدين
2121
2121
3328
7812
ساعات العمل
7
12
24
24
العمليات الجراحية الكبرى
26
33
17
49
العمليات الجراحية الصغرى
91
48
243
718
الإسعاف الفوري
12
29
66
87
الدوريات الطبية المتنقلة
صفر
2
14
183
المصدر : إدارة مستشفى الحسين العام ومستشفى الطف الميداني ، قسم الإحصاء ، بيانات غير منشورة لعام 2006.
(جدول -3 ) مستوى العجز الوظيفي للخدمات الصحية خلال يومي الخميس والجمعة في مدينة كربلاء
الخدمة
المتوفر فعلا من الخدمة
المعيار المحلي
حصة الطبيب في مدينة كربلاء
مستوى العجز الوظيفي
الأطباء
166
1/1000شخص
1/4045
505 أطباء
عدد الأسرة
464
1/200 شخص
1/1447
2894 سريرا
العاملون في المهن الصحية
256
1/500 شخص
1/2623
1087 مهنيا
الصيادلة
24
1/20000شخص
1/27983
91 صيدليا
المصدر: الدراسة الميدانية لعام 2006 .
ويتضح من (جدول -3) أن مستوى أداء الخدمات الصحية خلال يومي الخميس والجمعة ضعيف نتيجة العجز الوظيفي الحاصل في جميع الخدمات الصحية قياسا بحجم الزيادة السكانية التي تشهدها المدينة خلال هذه المناسبة،الأمر الذي يعكس طبيعة العجز الوظيفي في أداء الخدمة إذ تحتاج مستشفيات المدينة إلى (505) طبيبا خلال هذه المناسبة بحسب ما قدرته المعايير الصحية العراقية وكذلك سجلت الخدمة عجزا في عدد الأسرة قدره (2894) سريرا خلال المدة نفسها وبعدد العاملين عجزا بلغ (1087مهنيا) كما تحتاج إلى(91 صيدليا) للوصول بالخدمات الصحية إلى المستوى الذي نصت عليه المعايير العراقية والذي يتلاءم فيه حجم الخدمة المقدمة مع حجم السكان الزائرين خلال يومي الخميس والجمعة من كل أسبوع .

2- الخدمات الترفيهية
 تقدم مدينة كربلاء خدمات ترفيهية متعددة للسكان الوافدين إليها من مختلف المدن والمحافظات وتلعب هذه الخدمات دورا كبيرا في إشباع رغبات السكان من الفنادق السياحية والمقاهي والمطاعم فضلا عن خدمات الفندقة والمناطق الخضراء ويلعب التوزيع الجغرافي لهذه الخدمات في المنطقة التجارية القريبة من استعمالات الأرض الدينية في المدينة دورا مباشراً في تركز السكان الزائرين بالقرب من هذه الخدمات القريبة من الأماكن الدينية ، ومن خلال الدراسة الميدانية التي كشفت أن ما يقارب (241) فندقا سياحيا و (63) مقهى و (363) مطعماً سياحياً تتركز في هذه المنطقة (جدول -4) إذ تتوزع هذه الخدمات على أثني عشر حيا من أكثر أحياء المدينة كثافة بالزوار إذ بلغ عدد السكان النزلاء في فنادق المدينة السياحية يومي الخميس والجمعة ( 7230 ) زائراً( جدول -5 ).
إذ يوضح (جدول-4) أن نسبة الزيادة الحاصلة في عدد النزلاء في الفنادق السياحية (*)يزاد من ( 3615 ) نسمة إلى ( 7230 ) نسمة وبطبيعة الحال فان هذا العدد القليل قياسا بالعدد الإجمالي للزوار يومي الخميس والجمعة والبالغ( 216881 ) نسمة وهذا يعني أن فنادق المدينة لا تسع إلا إلى ( 3.3% ) من مجموع السكان الزائرين للمدينة في هذه المناسبة وان نسبة ( 96.7% ) من بقية الزائرين لا يتوفر لهم مكان إقامة مريح ومناسب إذا ما علمنا أن اغلب الزائرين يبيتون على أرصفة المدينة وشوارعها وبالخصوص بين الحرمين التي أعدت لهذا الغرض والتي تصل فيها الكثافة السكانية ( 6.1 شخص في المتر المربع الواحد ) والبعض الآخر يتوزعون على أحياء المدينة المختلفة بفعل القرابة والصلات الاجتماعية والأسرية مع سكان المدينة أو في أماكن مخصصة لاستقبال الزائرين أعد من قبل السكان المحليين وبالخصوص في المناسبات الدينية الكبرى ، أما بالنسبة للمطاعم والمقاهي السياحية المتوفرة في المنطقة التجارية والبالغ عددها( 426 ) مقهى ومطعماً فمن خلال (جدول -6) ، يظهر ان عدد السكان المرتادين لهذه الأماكن بلغ نحو ( 5  35 ) شخصاً لكل مطعم ومقهى في الساعة، أما عن المناطق الخضراء والمتنزهات العامة فقد شهد متنزه بين الحرمين كثافة سكانية عالية في جميع المناسبات الدينية بفعل عامل القرب من مراكز الدين والعبادة.
 (جدول -4 )
التوزيع الجغرافي للخدمات الترفيهية ( الفنادق والمطاعم والمقاهي السياحية ) في مدينة كربلاء لعام 2006
ت
المنطقة
الفنادق السياحية
%
المطاعم السياحية
%
المقاهي السياحية
%
1
باب بغداد
37
15.3
45
12.3
7
11.2
2
باب الخان
19
7.8
27
7.4
6
9.5
3
باب الطاق
27
11.2
23
6.3
2
3.6
4
باب طويريج
23
9.5
32
8.8
11
17.4
5
باب النجف
21
8.7
44
12.1
8
12.6
6
باب السلالمة
14
5.8
38
10.4
3
4.7
7
المخيم
19
7.8
36
9.9
6
9.5
8
السعدية
28
11.6
15
4.2
4
6.3
9
الجمعية
13
5.3
22
6.2
4
6.3
10
العباسية الشرقية
12
4.9
36
9.9
5
7.9
11
العباسية الغربية
17
7.6
23
6.3
6
9.5
12
البلدية
11
4.5
22
6.2
1
1.5

المجموع
241
100
363
100
63
100
المصدر : الجدول من عمل الباحث بالاعتماد على :- الدراسة الميدانية ، الجرد الميداني للباحث في المدينة عام 2006.
(جدول -5 )الزائرون النزلاء في الفنادق السياحية في الأيام الاعتيادية والمناسبات الدينية في مدينة كربلاء
ت
المنطقة
الفنادق السياحية
النزلاء في الأيام الاعتيادية
النزلاء في يومي الخميس والجمعة
في الزيارات المتفرقة
في الزيارات الكبرى
1
باب بغداد
37
555
1110
2775
9250
2
باب الخان
19
285
570
1425
4750
3
باب الطاق
27
405
810
2025
6750
4
باب طويريج
23
345
690
1725
5750
5
باب النجف
21
315
630
1575
5355
6
باب السلالمة
14
210
420
1050
3570
7
المخيم
19
285
570
1425
4845
8
السعدية
28
420
840
2100
7140
9
الجمعية
13
195
390
975
3315
10
العباسية الشرقية
12
180
360
900
2400
11
العباسية الغربية
17
255
510
1275
4335
12
البلدية
11
165
330
825
3300

المجموع
241
3615
7230
19075
60760
المصدر : الجدول من عمل الباحث بالاعتماد على :الدراسة الميدانية ، سجلات نزلاء الفنادق السياحية في مدينة كربلاء ، لعام 2006.
(جدول -6 )السكان المستفيدون من خدمة المطاعم والمقاهي السياحية خلال الأيام الاعتيادية
 والمناسبات الدينية في مدينة كربلاء لعام 2006
ت
المنطقة
المطاعم والمقاهي
المستفيدون في الأيام الاعتيادية
المستفيدون في يومي الخميس والجمعة
المستفيدون في الزيارات المتفرقة
في الزيارات الكبرى
1
باب بغداد
52
1300
1820
4160
10788
2
باب الخان
33
825
1155
2640
4351
3
باب الطاق
25
625
875
2000
3800
4
باب طويريج
43
1075
1505
3440
25900
5
باب النجف
52
1300
1820
4160
9401
6
باب السلالمة
41
1025
1435
3280
3615
7
المخيم
42
1050
1470
3360
6560
8
السعدية
19
475
665
1520
2149
9
الجمعية
26
650
910
2080
3400
10
العباسية الشرقية
41
1025
1435
3280
3571
11
العباسية الغربية
29
725
1015
2320
2709
12
البلدية
23
575
805
1840
2185

المجموع
426
10650
14910
34080
78429
المصدر : من عمل الباحث بالاعتماد على الدراسة الميدانية، سجلات نزلاء الفنادق السياحية في مدينة كربلاء، (بيانات غير منشورة ) ، لعام 2006 .

 ثالثا : كفاءة الخدمات المجتمعية خلال المناسبات الدينية المتفرقة
تشهد مدينة كربلاء العديد من المناسبات الدينية المتفرقة خلال أيام السنة قد يصل عددها إلى ( 9) مناسبات موزعة خلال أشهر السنة الهجرية (جدول -7).
(جدول -7 )
المناسبات الدينية الكبرى والمتفرقة لمدينة كربلاء وأعداد الزائرين التقديرية خلال السنة لعام 2005
المناسبات الدينية الكبرى
تاريخ المناسبة الدينية
سبب المناسبة
الأعداد التقريبية للزائرين
10 محرم
ذكرى واقعة الطف واستشهاد الحسين( عليه السلام )
750000
20 صفر
زيارة أربعينية الإمام الحسين
( عليه السلام )
1.5 مليون
15 شعبان
ولادة الإمام المهدي
1-2 مليون
1شوال و10 ذي الحجة
زيارة عيد الفطر وعيد الأضحى المبارك
لكل عيد 600 ألف زائر
المناسبات الدينية المتفرقة
28 صفر
وفاة الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم )
500 ألف زائر
1 محرم
الهجرة النبوية
500 ألف زائر
25 محرم
وفاة الإمام السجاد ( عليه السلام )
350 ألف زائر
27 رجب
مبعث الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)
350 ألف زائر
19 رمضان
جرح الإمام علي ( عليه السلام )
200 ألف زائر
21 رمضان
استشهاد الإمام علي (عليه السلام)
500 ألف زائر
9 ذي الحجة
يوم عرفة
500 ألف زائر
ليالي الجمع
48 جمعة خلال السنة
لكل جمعة 200 ألف
المصدر : إدارة الروضتين ، قسم الإعلام ، التقديرات الرسمية لزوار مدينة كربلاء لعام 2005 .

ولكل مناسبة دينية أهميتها والتي على أساسها يتوقف حجم الزائرين للمدينة وقد وصل حجم السكان الزائرين للمدينة في إحدى المناسبات الدينية المتفرقة(**) إلى ( 380329 ) نسمة من مختلف محافظات القطر الوسطى والشمالية والجنوبية (جدول-8) وبذلك فان الإقليم الديني لمدينة كربلاء يتسع في مثل هذه المناسبات ليشمل اغلب المحافظات العراقية (خريطة-2).

(جدول -8 ) الزائرون لمدينة كربلاء خلال مناسبة المبعث النبوي الشريف لعام 2006
المحافظة
عدد الزائرين
المسافة عن كربلاء ( كم )
النسبة المئوية
نينوى
324
504
0.08
إقليم كردستان
2380
583
0.6
صلاح الدين
6872
293
1.8
التأميم
6504
372
1
ديالى
4411
184
1.1
بغداد
29848
105
7.8
الانبار
129
218
0.03
واسط
27930
280
7.3
النجف
49491
78
13.6
بابل
47500
42
12.4
ذي قار
56308
317
14.8
القادسية
64450
143
16.3
المثنى
15509
212
4.7
ميسان
27973
481
7.3
البصرة
40700
524
10.2
المجموع
380329

100%
المصدر :- 1- دائرة سياحة كربلاء ، سجلات الفنادق السياحية لعام 2006 .
             2- إدارة الروضتين ، قسم الإعلام ، تقديرات الزائرين لعام 2006.
(خريطة-2)
أعداد  الزائرين لمدينة كربلاء من محافظات القطر خلال احدى المناسبات الدينية المتفرقة لعام 2006م



المصدر: نتائج (جدول-8)
فمن خلال نتائج (جدول -8 ) يتضح أن المحافظات الشمالية ابتداء من محافظات إقليم كردستان العراق وبقية المحافظات الشمالية الأخرى تشارك بنسبة ( 4% ) من مجموع الزائرين للمدينة خلال هذه المناسبة بينما تشارك محافظات الوسط بنسبة ( 59% ) من حجم السكان الزائرين ، أما محافظات الجنوب فان نسبة مشاركتها بلغت( 37% ) من حجم الزوار ، إن حجم الكثافات السكانية التي تشهدها مدينة كربلاء خلال هذه المناسبات الدينية لايتلاءم مع ما توفره المدينة من خدمات مجتمعية إذا ما علمنا أن حجم السكان الوافدين للمدينة خلال جميع هذه المناسبات المتفرقة قد يصل إلى ( 3 ) ملايين سنويا ، وهذا العدد الكبير يحتاج إلى مستوى عال من الخدمات الموجهة لخدمة الزائرين ومتطلباتهم،ولأجل الوقوف على مستوى أداء الخدمات المجتمعية في المدينة في مثل هذه المناسبات يتطلب الأمر دراسة الخدمات بشكل تفصيلي :

1- الخدمات التعليمية
تتأثر الخدمات التعليمية في مدينة كربلاء بمعدل السكان الزائرين للمدينة وبالأخص في المناسبات الدينية المتفرقة والكبرى على حد سواء ، وتؤدي الكثافات البشرية خلال مواسم الزيارات وما يرافقها من حظر سير المركبات الخاصة والعامة بالإضافة إلى بعض الإجراءات الأمنية المرافقة لهذه المناسبات التي تؤدي إلى قطع العديد من الطرق وبالتالي تحول دون وصول الطلبة إلى أماكن دراستهم وعلى اختلاف مراحلهم الدراسية بالإضافة إلى وقوع العديد من المدارس في المنطقة المركزية التي تشهد زحاماً شديدا من قبل الزوار الأمر الذي يعرقل عمل هذه الخدمات بالشكل المناسب مما اعتادت المؤسسات التعليمية في المدينة من التعطيل عن الدوام الرسمي أثناء هذه المواسم الدينية باستثناء بعض المدارس الدينية .

2- الخدمات الصحية
تلعب الخدمات الصحية دورا مميزا أيام هذه المناسبات الدينية وذلك من خلال ما تقدمه المؤسسات الصحية من خدمات طبية وصحية للسكان الزائرين وبالرجوع إلى (جدول -2 ) يتضح بان جميع مؤسسات المدينة الصحية تزداد بالشكل الذي تحاول به الوصول إلى مستوى لائق من الخدمة فقد بلغ عدد الأطباء في مثل هذه المناسبات ( 258 ) طبيباً بدلا من ( 161طبيباً ) في الأيام الاعتيادية وكذلك الصيادلة ازدادوا إلى ( 126 ) صيدلياً فضلاً عن العاملين في المهن الصحية والطبية إلى ( 826 ) مهنيا أما عدد الأسرة فزاد إلى ( 529 ) سريرا ، إلا أن زيادة أعداد الزائرين الذين يحتاجون إلى الخدمات الصحية لا ينسجم مع مستوى هذه الخدمات المقدمة الأمر الذي يحدث خللا وظيفيا كبيرا في أداء هذه الخدمات (جدول -9 ).

 (جدول -9 )
مستوى الخدمات الصحية خلال المناسبات الدينية المتفرقة في مدينة كربلاء لعام 2006
الخدمة
واقع حال الخدمة
حصة الكوادر الصحية  في المدينة
الأطباء
258
1/8350
صيادلة
126
1/30450
ذوو المهن الصحية
826
1/1670
الأسرة
529
1/4175
                المصدر: الدراسة الميدانية لعام 2006 .
ويتضح من الجدول أعلاه أن هناك ضغطا كبيرا على الخدمات الصحية في المدينة خلال المناسبات الدينية المتفرقة مما ينتج عنه عجز وظيفي في مستوى أداء المؤسسات الصحية بفعل زيادة أعداد الزوار فضلا عن سكان المدينة أنفسهم ولا سيما أن اغلب المراكز الصحية الأولية في المدينة لا تقدم أية خدمة لان اغلب كوادرها البشرية موجهة لخدمة زوار المدينة عن طريق بعض الفرق الطبية الجوالة على الطرقات الخارجية المؤدية إلى المدينة .
3- الخدمات الترفيهية
تمثل الفنادق والمطاعم والمقاهي السياحية في المنطقة المركزية والموجهة بشكل كبير لخدمة الزائرين للمدينة ولا تستطيع هي الأخرى سد احتياجات السكان وإشباع رغباتهم أثناء المناسبات الدينية كون اغلبها لا تفي بالغرض المطلوب ويتضح من نتائج( جدول -6 ) أن مجموع السكان المستفيدين من خدمات المطاعم والمقاهي بلغ ( 34080 ) نسمة خلال المناسبات الدينية المتفرقة وهؤلاء يشكلون نسبة ( 8.9% ) من مجموع الزائرين للمدينة فيما بلغ عدد المستفيدين من خدمات الفنادق السياحية ( 4.7% ) من مجموع السكان الزائرين وبذلك تسجل الخدمات الترفيهية عجزا وظيفيا أمام الأعداد الكبيرة من الزائرين للمدينة الذين بلغت كثافتهم في المنطقة المركزية ( 327.6 نسمة/هكتار ) في مثل هذه المناسبات .
رابعا : كفاءة الخدمات المجتمعية خلال المناسبات الدينية الكبرى
يحيي المسلمون وغيرهم من أصحاب الديانات العديد من مناسباتهم الدينية احتفاء بذكرى عظمائهم وتخليدا لمواقفهم التي ساروا عليها ، فالمسلمون دائما يحتفلون بمولد نبيهم محمد ( ص ) وكذلك المسلمون الشيعة يحتفلون بالعديد من المناسبات الدينية في مدينة كربلاء حيث تشهد المدينة ( 4 ) مناسبات دينية من بين اكبر المناسبات الدينية في العالم ، أهمها أربعينية الإمام الحسين وزيارة ليلة النصف من شعبان التي يصل فيها عدد زوار المدينة إلى أكثر من ( 4 ) مليوني زائر وهذا العدد يحمل المدينة سبعة إضعاف حجمها الاعتيادي من السكان ، فمن خلال رصد الباحث لأحدى المناسبات الدينية الكبرى(***) إذ وصل عدد الزائرين في هذه المناسبة إلى ( 1173418 ) نسمة (جدول-10 ) فمن خلال ملاحظة أعداد الزائرين الوافدين للمدينة ، يتضح أن مستوى أداء الخدمات الصحية والترفيهية يتناسب عكسيا مع حجم السكان الزائرين فكلما زاد عدد السكان قلت الخدمات وبالعكس ومن هنا يمكن تتبع الخدمات المجتمعية خلال هذه المناسبات الدينية الكبرى بالوقت الذي يصل فيه عدد السكان داخل المدينة إلى ( 1743677 )(****) .
(جدول -10 )الزائرون لمدينة كربلاء خلال مناسبة النصف من شعبان لعام 2006
المحافظة
عدد الزائرين
المسافة عن كربلاء ( كم )
النسبة المئوية
الموصل
688
504
0.05
إقليم كردستان
1423
583
0.1
صلاح الدين
28450
293
2.2
بغداد
12837
105
9.9
التأميم
1455
372
0.1
ديالى
4680
184
0.3
الانبار
2119
218
0.1
واسط
79708
280
6.3
النجف
153460
78
11.9
بابل
172107
42
13.3
ذي قار
89703
317
6.9
ميسان
117413
481
9.3
القادسية
197449
143
15.3
البصرة
222402
443
17.2
المثنى
89524
212
6.9
المجموع
1173418

100%
      المصدر : (1) إدارة الروضتين ، قسم الإعلام ، بيانات غير منشورة لعام 2006 .
                 (2) الدراسة الميدانية لعام 2006 .

إذ تصل الكثافة السكانية في مثل هذه المناسبات إلى ( 582.6نسمة/هكتار ) وهي كثافة عالية جدا بالنسبة للمدينة وخدماتها المجتمعية.

1. الخدمات الصحية
الخدمات الصحية في مثل هذه المناسبات والتجمعات الدينية الكبرى تعد الركيزة الأساسية لسلامة السكان الزائرين وحمايتهم من الحوادث والأمراض الطارئة لاسيما وان رداءة الأوضاع الأمنية وبالخصوص في مثل هذه المناسبات إذ سجل سقوط العديد من الضحايا والجرحى الذين هم بأمس الحاجة إلى الخدمات الصحية داخل المدينة والطرق المؤدية إليها ومن( جدول-11) يتضح طبيعة الزيادة في عدد الأطباء التي تصل إلى ( 304 أطباء ) بدلا من ( 161طبيباً ) في الأيام الاعتيادية وكذلك يزاد عدد الصيادلة إلى       ( 170 صيدلياً ) والى ( 988 مهنيا ) بالإضافة إلى عدد الأسرة التي تصل إلى ( 551سريرا ) لاستقبال المرضى وكذلك الزيادة الحاصلة في سيارات الإسعاف الفوري المجهزة بمختلف الخدمات الطبية والإسعافات الأولية فضلا عن المفارز الطبية المتنقلة على طول المداخل الرئيسية للمدينة لتقديم خدماتها بصورة مباشرة إلى الزائرين ذهابا وإيابا ولكن رغم هذه الاستعدادات الطبية والاستنفار الكامل للخدمات الصحية وعلى جميع المجالات الفنية والخبرات التقنية فهي غير قادرة على تحقيق الكفاية من هذه الخدمات للسكان .
ويتضح من نتائج الجدول أعلاه إن العجز الوظيفي في الخدمات الصحية أيام المناسبات الدينية الكبرى يقدر بـ ( 1439 ) طبيباً ممارساً و ( 854 صيدليا ) و ( 2499 ) مهنيا وبالإضافة إلى ( 8167 ) سريرا صحيا .

(جدول -11 )
مستوى الخدمات الصحية خلال المناسبات الدينية الكبرى في مدينة كربلاء لعام 2006
الخدمة
واقع حال الخدمة
حصة الكوادر الصحية داخل المدينة
الأطباء
304
1/17436 شخصاً
الصيادلة
170
1/87183 شخصاً
العاملون
988
1/3487 شخصاً
الأسرة
551
1/8718 شخصاً
                  المصدر : الدراسة الميدانية لعام 2006 .
2. الخدمات الترفيهية
بلغ عدد السكان المستفيدين من خدمات الفنادق السياحية ( 60760 ) نسمة الذين يشكلون نسبة ( 3.4% ) من حجم الزائرين للمدينة أما المستفيدون من الخدمات المطاعم والمقاهي السياحية فقد بلغ ( 78429 ) نسمة شكلوا نسبة ( 4.4% ) من حجم الزائرين للمدينة وبذلك يصل مجموع المستفيدين من الخدمات الترفيهية إلى نسبة ( 7.8% ) من الزائرين وتبقى نسبة ( 92.5% ) من السكان لا يستطيعون الحصول على هذه الخدمات بسهولة فيما بلغت الكثافة السكانية العامة للمنطقة المركزية في هذه المناسبات إلى ( 2212 شخص/ هكتار ) أي( 4.5 شخص/م) ، إن التركز الشديد للسكان في المنطقة التجارية المركزية وبالخصوص داخل المشاهد المقدسة والساحات الفاصلة بين الحرمين مكّن الباحث من تقدير كثافة السكان داخل الصحن الحسيني إلى ( 9.2 شخص/م) وهذه الكثافات تؤدي إلى حدوث خلل في حجم الخدمات المقدمة للسكان ويزداد الأمر تعقيدا إذا ما استمر معدل المناسبة الواحدة من يوم إلى ثلاثة أيام متتالية كمناسبة عيد الفطر المبارك.
أما بخصوص السواح العرب والأجانب إلى مدينة كربلاء فان الإحصائيات التي تم الحصول عليها لا تقل عددا عن السياحة الدينية الداخلية ( المحلية ) فقد بلغ مجموع السكان الزائرين للمدينة من بعض بلدان العالم إلى (462774) نسمة لعام 2004 (جدول -12) إذ تشير بيانات الجدول إلى أن نسبة ( 82.3% ) من مجموع الزائرين الأجانب هم من الإيرانيين ويعود سبب ارتفاع نسبة زوار إيران إلى ارتفاع نسبة المسلمين الشيعة فيها ، وهؤلاء الزوار يدخلون إلى العراق بموجب اتفاقية إقليمية (7) فيما يشكل الزوار الباكستانيون نسبة ( 5.7% ) من مجموع الزوار من الخارج بالإضافة إلى الزوار الهنود من طائفة البهرة الذين يشكلون نسبة ( 5.1% ) وبذلك يتسع الإقليم الديني لمدينة كربلاء ليشمل العديد من دول العالم الإسلامي وغيره (خريطة-3 ).
إن دخول ( 463874 ) نسمة أو أكثر سنويا إلى المدينة يشكل بدوره ضغطا إضافيا على حجم ومستوى قطاع الخدمات وبالخصوص المجتمعية منها لان السياح الأجانب تختلف خدماتهم باختلاف مستوى تحضرهم ومتطلبات حياتهم وعاداتهم وتقاليدهم وبالتالي فإن مستوى أداء الخدمات في الدولة المضيفة ينعكس على سمعتها السياحية بين دول العالم الأمر الذي يتطلب إعادة النظر في طبيعة حجم الخدمات المقدسة للسياح من الخارج بالدرجة الأساس والسياح المحليين بالدرجة الثانية فضلا عن سكان المدينة أنفسهم.
 (جدول -12 )السياح العرب والأجانب لمدينة كربلاء لعام 2004
الدولة
عدد الوافدين
النسبة المئوية
إيران
390528
84.3
باكستان
12584
2.7
الهند
4786
1.2
طائفة البهرة
23606
5.1
دولة قطر
42
0.01
أذربيجان
352
0.09
الإمارات
368
0.08
سلطنة عمان
444
0.09
مملكة البحرين
4496
0.9
سوريا
2509
0.5
المملكة العربية السعودية
3924
0.8
لبنان
4303
0.9
الولايات المتحدة الأمريكية
743
0.1
تنزانيا
862
0.3
أفغانستان
3221
0.6
بريطانيا
11106
2.3
المجموع
463874
100%
المصدر : علي عباس عيسى ، السياحة الدينية في محافظة كربلاء ، رسالة ماجستير مقدمة إلى جامعة بغداد ( غير منشورة ) ، 2004 ، ص151 .
(خريطة-3) أعداد السواح الأجانب لمدينة كربلاء لعام 2004 م

    المصدر: نتائج (جدول-12)
الخاتمة
نستنتج مما تقدم أن حجم قطاع الخدمات المجتمعية في مدينة كربلاء لا يتلاءم وواقعها الديني وما يفد إليها من مئات الآلاف من الزائرين المحليين والإقليميين لأداء مراسيم زيارة العتبات المقدسة والأماكن الدينية يوميا وأسبوعيا وسنويا لان طبيعة خدماتها المجتمعية غير قادرة على إمداد سكان المدينة بخدماتها وتعاني من عجز في العديد من خدماتها المجتمعية ،كون منظومة الخدمات المجتمعية مؤسسة أصلا لخدمة سكان المدينة أنفسهم ولا وجود لخدمات مخصصا للسواح العتبات الدينية ، فضلا عن طبيعة العجز الوظيفي الحاصل في معظم الخدمات المجتمعية وتأتي الخدمات الصحية في مقدمة الخدمات الى تعاني من عجز خدمي ملحوظ وتحديدا خلال مواسم الزيارات الدينية الكبرى لذا يجب الاهتمام بهذا القطاع الحيوي الذي إذا ما وظف في السياحة الدينية فانه سوف يساهم في دعم الأساس الاقتصادي للمدينة وديمومة حركة السياحة الدينية .

التوصيات

1. الاهتمام الكبير بطبيعة الخدمات العامة المقدمة للوافدين والسواح من خارج حدود المدينة وذلك عن طريق تخصيص منظومة خدمية سياحية مخصصة لأغراض السياحة الدينية من خلال توظيف واردات السياحة الدينية التي شرعت مؤخرا في البرلمان العراقي للمدن التي تشهد حركة سياحية كبيرة .
2. توجيه مبالغ هذه الواردات الى تحسين نوعية الخدمات الصحية وإنشاء مجمعات صحية موجهة لخدمة السواح بشكل مباشر .
3. الإسراع في إجراء مشروع تحديث التصميم الأساسي للمنطقة المركزية للمدينة لإتاحة فرصة أمام المخطط لإجراء تخطيط وإيجاد مناطق مناسبة للخدمات الترفيهية والترويحية موجهة للسواح بشكل مباشر.
4. إنشاء مركز وطني للسياحة الدينية في المحافظة يأخذ على عاتقة تنظيم وهيكلة الخدمات السياحية وإعداد البيانات والدراسات التي تخص السواح الوافدين للمدينة وتخطيط الخدمات الموجهة لهم ونوعيتها ومراقبتها وصيانتها ورسم إستراتيجياتها .

 الهوامش
(1)  Fostalde Goulanges , The Ancient city , A study on the religion laws and institution of Greece and Rome , New York , 1975 . P. 131.
(2) يوسف يحيى طعماس ، التوزيع المكاني للاستعمالات الأرض الدينية في مدينة بغداد ، أطروحة دكتوراه ، كلية الآداب ، جامعة بغداد ، ( غير منشورة ) ، 1997 ، ص22. . 
(3) ستنلي برون ، جاك وليمز ، مدن العالم ، ترجمة نظمي لوقا ، مطبوعات كتابي ، الجزء الثاني ، القاهرة ، 1986 ، ص582.
(4) فضل احمد يونس ، الجغرافيا السياحية ، دار النهضة العربية ،بيروت ، 1993 ، ص26.
(5) معيوف ابو حمد ، رضا صاحب ، زينب هادي،السياحة الدينية في النجف الاشرف وسبل تطويرها ، مجلة دراسات نجفية ،العدد2،2004، ص64.
(*) شملت الدراسة الميدانية التي أجراها الباحث ( 47 ) فندقا و ( 31 ) مطعماً ( 12 ) مقهى سياحياً في المدينة للاطلاع على أعداد السكان المستفيدين من خدماتها أوقات الزيارات والمناسبات الدينية كعينة عشوائية عممت على جميع أصناف الخدمات في المدينة.
(**) رصد الباحث عدد الزائرين الوافدين لمدينة كربلاء خلال زيارة المبعث النبوي الشريف والمصادفة يوم الاثنين 21/8/2006 والتي تعد من المناسبات الدينية المهمة لدى المسلمين ، وقد استطاع الباحث تسجيل العديد من الملاحظات عن حجم الزائرين وأعدادهم بالإضافة إلى معرفة أماكن قدوم العديد منهم عن طريق الاستعانة بمنافذ الدخول الشمالي والشرقي والجنوبي على مدار اليوم وكذلك عن طريق المركبات التي تقلهم وسعتها .
(***) رصد الباحث زيارة ليلة النصف من شعبان لعام 2006 والمصادفة بتاريخ 8/9/2006 والخاصة بولادة الإمام الثاني عشر لدى الشيعة الإمامية ، والتي استطاع الباحث من خلالها رصد حركة الزوار القادمين للمدينة مشيا على الأقدام وبالمركبات من خلال منافذها الثلاثة طوال ساعات اليوم وتمكن الباحث من تسجيل بعض الملاحظات الخاصة بالكثافة البشرية الداخلة للمدينة وما تشهده المنطقة المركزية من كثافة سكانية عالية.
(****) هذا العدد يمثل سكان المدينة مضافا إليهم السكان الزائرون للمدينة .
(7) تنص مذكرة الاتفاقية التنفيذية المبرمة بين الجانب العراقي والإيراني والمرقمة ( 1522 ) والموقعة بتاريخ 17 / 10 / 2005 والتي تسمح بدخول ( 1500زائر ) يوميا عبر منفذي الشلامجة وزرباطية الحدوديين فيما يتكفل الطرف العراقي بتوفير كافة الظروف الملائم لدخول مجاميع السياحة الدينية وتسهيل مهمة الاستقبال والمغادرة وتوفير جميع الإمكانيات والرفاهية وخدمات الراحة والتسهيلات الجمركية عبر الحدود ، وتدخل هذه الوفود على شكل مجاميع تتألف كل مجموعة من ( 45 ) شخصاً يرافق كل مجموعة شخص بصفة مدير المجموعة وشخص آخر بصفة رجل دين تلبث هذه المجاميع السياحية في العراق لمدة لا تتجاوز أكثر من عشرة أيام. ينظر :

     جمهورية العراق ، وزارة الدولة لشؤون السياحية والآثار ، بنود المذكرة العراقية الإيرانية لعام 2005 ، الفقرة الخامسة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا