التسميات

الاثنين، 13 أكتوبر 2014

كوارث بيئية وإنسانية وراء التغير المناخي .. الاحتباس الحراري والعيش في بيت زجاجي ...

•الاحتباس الحراري والعيش في بيت زجاجي
•كوارث بيئية وإنسانية ..وراء التغير المناخي


جريدة الجمهورية - كتبت : علا علي :
    ظاهرة الاحتباس الحراري هي ارتفاع درجات حرارة الأرض عن معدلها الطبيعي، وكأن الإنسان يعيش في بيت زجاجي. وفى الآونة الأخيرة تعددت الأبحاث والدراسات التي تناولت تلك الظاهرة بالتفسير والبحث عن الأسباب الطبيعية و المعاصرة والتوصيات اللازمة والتحذير من مخاطرها.

   واللافت للانتباه هنا دخول مصر في نطاق التغير المناخي، مما يجعلها عرضة للكوارث البيئية والإنسانية، وهذا ما أكدته العديد من الدراسات والتقارير منها التقرير الصادر عن هيئة الدفاع البيئي التابعة للأمم المتحدة في شهر ابريل من العام الحالي والتي قامت بتقديم الدعم المالي والتكنولوجي للدول النامية وفى مقدمتها مصر، لمساعدتها على اتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، ومواجهة التأثيرات الناتجة عن ظاهرة التغيرات المناخية.
    ويشير الدكتور السيد صبري منصور، المشرف على الإدارة المركزية لتغير المناخ بجهاز شئون البيئة إلى أن الدراسات الحديثة كشفت عن ثلاث اتجاهات لحماية مصر من ظاهرة الاحتباس الحراري، ومواجهة الخطر الذي يهدد باختفاء مناطق واسعة من المناطق الساحلية والدلتا خلال السنوات القادمة وهى:
الاتجاه الأول المتمثل في التكنولوجية المستخدمة في الوقت الحالي مثل مزارع الرياح ، ومحطة الطاقة النووية واستخدامات الطاقة الشمسية وغيرها .
الاتجاه الثاني المتمثل في الخيارات النظيفة التي تلبى احتياجات البلد من الطلب الفعلي وتعزيز كفاءة الطاقة، مثل زيادة طاقة الرياح واستخدام الطاقات المتجددة.
الاتجاه الثالث عن طريق استخدام المزيد من التقنيات المبتكرة لتعزيز إنتاج الطاقة النظيفة إلى ما بعد عام 2020 مثل إنشاء محطات للطاقة الشمسية وكذلك نشر استخدامات خلايا الوقود.

مصر أكثر الدول تأثرا بالاحتباس الحراري :
   يؤكد حافظ شقير المدير الإقليمي للدول العربية بصندوق الأمم المتحدة للسكان، إلى أنه في الوقت الذي يذهب فيه80% من استهلاك المياه في العالم العربي للزراعة، فإن قلة المياه نتيجة تغير المناخ من المتوقع أن يخفض الإنتاج الغذائي بنسبة 50% في المنطقة.
   وأوضح شقير أن مصر التي يكتظ معظم سكانها البالغ عددهم 77 مليون نسمة في وادي النيل والدلتا المنخفضة قد تكون أحدى أكثر دول العالم تضرراً من تغير المناخ.
عام 2050 .... عام التشرد وظهور لاجئي المناخ.
   وفي أحدث تقرير يظهر مدي خطورة تلك الظاهرة وما تمثله من تهديد واضح لكل سكان الكرة الأرضية، كشف تقرير منظمة البيئة والإنسان البريطانية والمنشور على موقعها الالكتروني أن ما لا يقل عن مليار شخص سينزحون بحلول 2050 بسبب ارتفاع حرارة الأرض الذي سيؤدي إلى تفاقم النزاعات والكوارث الطبيعية الحالية، وسيتسبب بنزاعات وكوارث جديدة، وظهر في الأوساط العلمية مصطلح جديد يدعى "لاجئي المناخ" في إشارة إلى هؤلاء المشردين وقد وجه التقرير - الذي يحمل عنوان "مد بشري: أزمة النزوح الحقيقية"، تحذيراً واضحاً من وتيرة تسارع النزوح السكاني خلال القرن الحادي والعشرين.
   ودعت المنظمة المجتمع الدولي إلى "تحرك عاجل"، وإلى اتخاذ تدابير وقائية حازمة، معتبرة أنه "بالوتيرة الحالية، سيضطر مليار شخص إضافي إلى مغادرة ديارهم من الآن وحتى 2050"، موضحة أن ارتفاع حرارة الأرض سيزيد في تفاقم عوامل النزوح الحالية والتسريع في أزمة نزوح ناشئة، كل هذه التغيرات تعطي مؤشرًا واحدًا وهو بدء تفاقم المشكلة؛ لذا يجب أن يكون هناك تفعيل لقرارات خفض نسب التلوث على مستوى العالم واستخدام الطاقات النظيفة لمحاولة تقليل تلك الآثار، فرغم أن الظاهرة ستستمر نتيجة للكميات الهائلة التي تم إنتاجها من الغازات الملوثة على مدار القرنين الماضيين، فإن تخفيض تلك الانبعاثات قد يبطئ تأثير الظاهرة.
    ويرى الدكتور أيمن الدسوقي رئيس الهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء أهمية الاستفادة من تقنيات الاستشعار من البعد وصور الأقمار الصناعية وحزم البرامج التخصصية في تحليل ومراقبة الظواهر المناخية، مشيراً إلى أهمية تفعيل السياسات والتدابير للحد من آثار التغيرات المناخية، خاصة ارتفاع مستوى سطح البحر ونقص موارد المياه والإنتاج الزراعي واختفاء بعض أنواع المحاصيل وتأثير التغيرات المناخية على المناطق الساحلية والموارد المائية.
   مشيرا إلى أن البشرية تواجه تهديداً يتمثل في نقص الغذاء والماء، العنصرين المهمين للحياة، فضلاً عن مواجهة الكوارث البيئية كالفيضانات والحرائق، وحتى على الصعيد الفردي يؤثر التغير المناخي مباشرة على الملايين من البشر وخاصة من ليس له قدرة على التكيف ومن يعانى من أمراض القلب والجهاز التنفسي وانتشار الأمراض وانتقال مسبباتها ووسائط نقلها إلى أماكن لم يعهدها من قبل.

مكافحة التلوث :
   وعن الجهود الطلابية في مكافحة هذا التلوث المسبب للاحتباس الحراري تتحدث مجموعة من طلبة معهد بحوث البيئة أن التلوث من أهم أسباب ارتفاع درجات حرارة الأرض نتيجة لانبعاث الغازات الملوثة والتي تقوى مفعول التدفئة لأشعة الشمس، وعن تجربتهم في مشاريع التخرج والتي اشتملت على جانب بحثي وجانب إرشادي أنهم تناولوا ظاهرة ارتفاع درجات حرارة الأرض وما تتعرض له مصر من تغير مناخي ثم قاموا بجولات عمل ميدانية لتوعية بعض العاملين بالمصانع للحد من مخاطر التلوث الناتجة عن ملوثات المصانع.
   ويتحدث الدكتور حمدي هاشم خبير الدراسات البيئية موضحا طبيعة الكرة الأرضية وظاهرة الانبعاث الحراري أن ما يميز الكرة الأرضية عن الكواكب الأخرى في المجموعة الشمسية هو الغلاف الجوي الذي يحيط بها, ووجود الغلاف الجوي وثبات مكوناته يتوقف عليه استمرار الحياة بالشكل المتعارف عليه. ويتكون الغلاف الجوى من غازات ندرة تسبب التلوث الجوى إذ ما تزايد تركيزها بالجو وتؤدي إلى حدوث اختلال في مكونات الغلاف الجوي والاتزان الحراري. وهذا ينتج عنه تغيرات في المناخ والجو وآثار سيئة على صحة وحياة الإنسان والأحياء، وعلى هذا لابد من تكاتف الجهود العلمية والبحثية في هذا المجال مع تعاون جماهيري لمواجهة خطر هذا الانبعاث والتلوث الناتج عن كثير من المصانع، ولابد من توافر دورات استرشادية للمصانع وللإفراد للمشاركة الايجابية برفع التلوث عن البيئة.
7 خطوات لتقليل المخاطر :
   ويوضح الدكتور حمدي سبع خطوات للتقليل من الاحتباس الحراري وهى:
1- التبريد والتدفئة من خلال التقليل من استخدام الكهرباء للتدفئة في المناطق الباردة والتبريد في المناطق الحارة وذلك باستخدام مواد عازلة عند البناء
2- ترشيد استهلاك الكهرباء بالمنازل والمؤسسات 

3- استخدام الإضاءة المناسبة عن طريق استبدال المصابيح العادية بأخرى من الفلورسنت 

4 - استخدام الثلاجات التي تستهلك مئة كيلو وات في السنة وهذه الثلاجات عالية الكفاءة أغلى من غيرها 5-15 % ولكنها بالأخير توفر في استهلاك الكهرباء وتبقى لمدة أطول
5- استخدام غسالات الملابس التي تستهلك 0.9 كيلو وات في الساعة والتي توفر في السنة 1.500 لتر ماء
6- ترشيد استخدام الكومبيوتر واللاب توب 

7- توفير المياه باستخدام الرؤوس الخاصة بتوفير مياه الاستحمام 

    وأخيرا وفى ظل هذا الكم من الكوارث والتهديدات التي تواجهنا لابد من تفعيل الأبحاث والدراسات العلمية للحد من آثار التغيرات المناخية، خاصة ارتفاع درجة حرارة الأرض ونقص الموارد المائية، هذا وبالإضافة إلى الاهتمام بعقد الدورات التدريبية للمختصين بما يسمى الإرشاد البيئي، والعمل برخصة سلامة البيئة التي تمنح للمصانع بعد التأكد من مطابقتها للمواصفات البيئية .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا