حرب عام 1948 وقيام دولة إسرائيل ( دراسة في الجغرافيا السياسية )
إعداد الباحث : د. فــوزي الجــدبة
كلية الآداب ـ قسم الجغرافية الجامـعة الإسلاميــة ـ بغزة
2008م
إن فكرة إنشاء وطن قومي لليهود
في فلسطين ليس محض صدفة ، إنما جاء حصيلة جهود بذلها اليهود في جميع أنحاء العالم لكي يتجمعوا في
وطن قومي لهم في فلسطين ، فكان أول مؤتمر لهم لتحقيق هذه الفكرة في بال بسويسرا 1897
، وظل هذا
الحلم حتى تحقق عام 1948في الرابع عشر من مايو بإعلان الدولة على الأراضي التي
احتلت من فلسطين والبالغة 78 % ،
إلا أن هذه الدولة تعاني من كثير من المشكلات لم يستطع زعماء بني صهيون إيجاد
الحلول المناسبة لها .
والناظر إلى خريطة هذه الدولة
يرى أنها لم تستكمل أهم شروط قيام الدول ، ألا وهو الحدود السياسية ، فإسرائيل
دولة بلا حدود
معترف بها دستوريا وعالميا ، هذا بالإضافة إلى إن إسرائيل دولة فريدة بموقعها
المجاور ، فهي جيب محاصر من شعوب
عربية يناصيبونها العداء السياسي والاثنوجرافي والثقافي والاجتماعي والاقتصادي
والديني .
كذلك فإن إسرائيل دولة غير مرغوب
فيها إقليميا سواء بسبب نشأتها السياسية والعسكرية ، آم لأنها دولة استيطانية قامت
على أنقاض
دولة أخرى كانت موجودة .
وقد أد قيامها إلى تغير ديمغرافي
في المنطقة العربية من خلال هجرة أعداد كبيرة من الفلسطينيين عن أرضهم إلى الأردن ولبنان وسوريا بشكل رئيسي
، وباقي الدول العربية و الغربية بشكل ثانوي .
من هنا جاء هذا البحث لإلقاء
الضوء على هذه الدولة من خلال :
1- تطور فكرة إنشاء دولة
إسرائيل .
2- المعطيات الطبيعية
والبشرية لهذه الدولة .
3- مواطن الضعف لهذه الدولة .
4- التحديات الإقليمية التي
تواجهه هذا الكيان .
المقدمة :
تعود
أهمية هذه الدراسة إلى كونها تناقش موضوعا مهما يتعلق بالنتائج التي ترتبت على
نكبـة عـام 1948م ،وخاصة فيما يتعلق بها من قيام دولة الكيان الصهيوني ونشأتها على
78% من أراضي فلسطين التاريخية ، بل وشـطرها القسم الغربي من مدينة القدس ليكون عاصمة لهذا الكيان .
وبالرغم
من هذه النتيجة المؤلمة فإن الكيان الصهيوني ومن خلال هذه الحرب استطاع أن يسيطر
على أجزاء كبيره جدا من الأراضي الفلسطينية وعلى رأسها القسم الغربي من مدينة
القدس ليتخذها عاصمة له ، ومن هنا قـسمت المدينـة إلـى قسمين الشرقي تحت الإدارة
الأردنية والغربي تحت الاحتلال .
ومنذ
ذلك التاريخ لم تضع دولة الكيان الصهيوني أي ملامح سياسية أو جغرافية لحدودها
الخاصة بها ، بمعنى أن هـذه الدولة سعت إلى التوسع على حساب الأراضي العربية
المحيطة بها من خلال احتلالها الجـولان الـسورية ذات المـساحة 1000 كم2 ، وباقي الأراضي
الفلسطينية البالغة 22% ، واحتلال سيناء البالغة 61 ألف كم2 ، وغور الأردن 22 كـم2
، بمعنى أن إسرائيل احتلت مساحة تقدر بأكثر من ثلاثة أضعاف ما احتلته عام 1948م.
من هنا جاءت أهمية هذا الموضوع ،
الذي يركز بالدرجة الأولى على أهم نتائج هذه الحرب وهو : قيـام الدولـة الكيـان
الصهيوني التي أصبحت تؤثر في مصير دول المنطقة بل وبالمنطقة العربية ككل .
أسباب اختيار الموضوع :
1- إن إسرائيل تعتبر من أحدث
دول العالم من حيث النشأة والتكوين ( 2008/ 1948 ) فهي تعتبر دولة بلا جذور
تاريخية .
2- حداثة الارتباط بين السكان
والأرض بحكم أنها دولة ذات تكوين مهاجر .
3- إن إسرائيل دولة لم تكتمل
فيها شروط التكوين السياسي للدول ألا هو الحدود .
4- إن حلم استمرار هذه
الدولة من عدمه بدأ يقلق زعماءها من خلال التخلي عن فكرة إسرائيل التوراتية.
أهمية الموضوع : تكمن أهمية
الدراسة بكونها :
1- تخص الباحث لأنه يعتبر
دولة الاحتلال سلخت جزء مهما من وطنه التاريخي فلسطين .
2- التعرف على النسيج
الاجتماعي والسياسي لهذه الدولة هل ستستمر أم لا .
3- تفيد الدراسة في مثل هذه
الحالة الباحث في التعرف على دولة الكيان هل هو كيان مستقل أم تابع .
4- استشراف المستقبل المنتظر
لهذه المنطقة في ظل استمرار الكيان الغاصب .
أهداف الدراسة : تهدف الدراسة
إلى :
1- التعرف على ظروف نشأه هذا
الكيان من خلال فترات التاريخ .
2- تحديد معطيات البقاء لهذه
الدولة من طبيعة وبشرية .
3- تسعى الدراسة إلى إبراز
مواطن الضعف لهذه الدولة .
4- الكشف عن التحديات
الإقليمية التي تواجه إسرائيل مستقبلا .
فروض الدراسة :
من أجل تحقيق الأهداف السابقة
كانت الفروض كما يلي :
1- إن إسرائيل تعاني من
كونها دولة ثيوقراطية قائمة على أساس الدين الواحد وهي عكس ذلك .
2- هل بإمكان إسرائيل
الاعتماد على نفسها في الدفاع عن بقائها كدولة سرطانية في الجسم العربي .
4- هل النسيج الاجتماعي
الصهيوني يساعد على قوة هذه الدولة بحكم تكوينها المهاجر .
منهج الدراسة :
يرى الباحث أن الدراسة تحتاج إلى عدد من المناهج وهي:
1 - منهج تحليل القوة : وهو أفضل وأنسب طرق البحث في هذا الموضوع حيث
يسعى هذا المنهج لتقـدير قـوة الدولـة ووضع تصور مستقبلي لها وستظهر هذه الدراسة
مواطن والضعف في الكيان الصهيوني .
2 - المنهج التاريخي : يحدد هذا المنهج تطور هذه الدولة ونشأتها ،
وكيف بسطت نفوذها على البقعـة الجغرافيـة التـي تسيطر عليها .
3 - المنهج المورفولوجي : يدرس هذا المنهج الشكل والموقع والحدود
السياسية وتحديد مواطن الضعف فيهما .
4 - المنهج الإقليمي : الذي يركز على المعطيات الطبيعية والبشرية
المؤثرة في قوة الدولة .
تحديد منطقة الدراسة :
لعل أهم مشكلة تواجه الباحث هنا في تحديد منطقة الدراسة
جغرافيا ( الحدود )، والسبب في ذلك هو غياب دستور للبلاد الذي يحدد سير تلك الحدود
،وبسبب التغير الدراماتيكي للحدود فقد تعاقبت على منطقة الدراسة عدة حدود سياسية
هي :
1 – حدود عام 1947م : حسب قرار الأمم المتحدة 181 في 29 من نوفمبر من
العم 1947م وهذه الحدود أعطت الدولـة العبرية 15.260 كم2 أي 56.5 % من مساحة
فلسطين ( 1 ).
2- حدود عام 1949م : وهي ما نسميه بخطوط الهدنة بين دولة الكيان الصهيوني
والدول العربية المجاورة ، وهذه الحدود أعطت هذه الدولة ما مساحته 20.922.023 كم2 أي % 77.4 (2 ) .
3 – خطوط وقف إطلاق النار ما بعد يونيو 1967م : وهذه الحدود لا يمكن
اعتمادها بسبب مجيئها عن طريـق التوسـع العسكري بالإضافة إلاً أنه لم يتم الامتزاج
بين الأرض والسكان اليهود عليها ( 3 ) . من هنا سوف نعتمد الحدود الثانيـة للعام
1949م ، وذلك حسب سندها القانوني في ممارسة السيادة بصورة فعلية خلال فترة من
الزمن 2008/1948 .
محتوى الدراسة : تحتوي الدراسة على العناصر التالية :
1- التطور التاريخي لإنشاء وطن قومي لليهود .
2- المعطيات الطبيعية والبشرية للكيان الصهيوني .
3- مواطن الضعف للدولة اليهودية .
4- التحديات الإقليمية التي تواجهه هذا الكيان الغاصب .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق