التسميات

الخميس، 6 نوفمبر 2014

تخطيط المدن وخطر الإصابة بالاكتئاب ...

تخطيط المدن وخطر الإصابة بالاكتئاب!

الاقتصادية - الرأي - الأحد 1430-11-13 هـ. الموافق 01 نوفمبر 2009 - العدد 5865 :
د. رشود الخريف :
    نُشر قبل فترة على شبكة الإنترنت خبر عن «أسعد المدن» Happiest Cities، وكذلك عن قائمة «المدن الكئيبة في أمريكا» Saddest Cities. واحتلت مدينة ريودي جانيرو في البرازيل المركز الأول في قائمة المدن الأسعد، وبعدها مدن في الشرق والغرب. لا تهمنا القائمة بقدر ما تهمنا التساؤلات الكثيرة التي تبرز في الذهن عند الاطلاع على قائمة المدن، تساؤلات مثل: هل مدننا سعيدة أم كئيبة؟ وهل هناك مدن تتميز بارتفاع تكاليف المعيشة؟ وأخرى ترتفع بها معدلات التلوث؟.

    لا شك أن هذه المعلومات مهمة جدّا، ولكن هل لدينا البيانات الكافية لإعداد مثل هذه المؤشرات عن مدننا؟ ثم هل بالإمكان إعداد مؤشر عن تكاليف المعيشة لتحديد المدن التي ترتفع بها تكاليف المعيشة، وتلك التي تنخفض فيها هذه التكاليف؟ وهل يمكن معرفة أفضل المدن من حيث انخفاض التلوث؟.
     أقولها بصراحة مؤلمة: لا تتوافر المعلومات الأساسية عن مدننا، فكيف نطمع في البيانات اللازمة لمؤشرات كهذه؟ واللوم في هذا الخصوص يقع على الجهات ذات العلاقة (دون تسمية). فالبيانات التي تجمع عن المدن محدودة، وإن وُجدت تحظى بالسرية وتُصنف بأنها «غير قابلة للنشر أو التوزيع والتداول»، مما يحد من الاستفادة منها، رغم التكاليف الباهظة التي تنفقها الحكومة في جمعها.
    وما دام مجال الحديث عن المدن والتخطيط والكآبة، فما حال تخطيط مدننا؟ وهل مدننا سعيدة أم أنها تدعو للكآبة؟ في الحقيقة، إن تخطيط المدن يتجاهل العامل النفسي للسكان، ويقلل من شأن الجانب الترفيهي، ولا يخصص مساحات كافية لكي «تتنفس المدينة» لسبب بسيط جدّاً، هو نمطية التخطيط وسيطرة سماسرة العقار على شؤون التخطيط الحضري. إن المدن الكبيرة لدينا تصيب سكانها بالكآبة والسمنة، وربما تسبب لهم بعض الأمراض النفسية الأخرى، خاصة مع الاختناقات المرورية المتكررة، والكثافات العالية في بعض أجزائها.
    لو نظرنا لمدينة الرياض مثلاً، وعلى الرغم من جمال المدينة والتحسن الكبير الذي تشهده المدينة في الآونة الأخيرة، إلا أنها مكتظة، لا توجد فيها مساحات فضاء كافية، فتكاد تقتصر الأماكن التي يستطيع الإنسان ممارسة رياضة المشي فيها على ما يُسمى بـ «رصيف أو ممشى الحوامل» الذي خصص لممارسة رياضة المشي، ورصيف آخر بالقرب من مدينة الملك فهد الطبية، وأماكن أخرى قليلة. ولكن هذه الأماكن المحدودة أصبحت مكتظة وملوثة، نتيجة كثافة الحركة المرورية بجوارها. وإضافة إلى ذلك لا تتوافر مساحات واسعة محاذية للطرق الرئيسة، مما يجعلها مختنقة وهواءها ملوثا، مما يتطلب تخصيص مساحات واسعة لتكون بمثابة «رئة للمدينة».
     قد نجد بعض العذر لما حدث في الماضي نتيجة الطفرة التنموية الكبيرة التي فاقت توقعات المخططين، ولكن لا ينبغي أن تستمر الأوضاع على ما هي عليه، لا بد من تحسين أسلوب التخطيط، ووضع استراتجيات «واقعية» تعتمد على الإمكانات الموقعية وتلامس احتياجات السكان، وتأخذ التوسع والاحتياجات المستقبلية في الاعتبار، كالنقل العام فوق الأرض أو تحتها. فلا مكان في هذا الوقت للتخطيط السريع المتأثر بسماسرة العقار، إلا إذا أردنا خلق مدن مكلفة، لا تتمتع بإمكانية الاستدامة، ولا تحقق طموحات سكانها، بل تصيبهم بالكآبة وتعرضهم للعنف والجريمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا