اتجاهات التغيّر في كميات الأمطار وأثرها في التصحر في شرق الجبل الأخضر
إعداد : أ. محمود سعد إبراھیم
عضو هيأة تدريس
قسم الجغرافيا – كلية الآداب والعلوم
جامعة عمر المختار – فرع درنة
مجلة
المختار للعلوم الإنسانیة - العدد 10
الملخص :
يعد اتجاه التغير العام في كميات الأمطار السنوية بالزيادة والنقصان مـن أهم خصائص مناخ الأقاليم الجافة، شبه الجافة، وشبه الرطبة، التي تسهم بشـكل واضح في تدهور النظم البيئية الهشة والمنهكة جراء جور الاستغلال البشري في تلك الأقاليم . فاتجاه كميات الأمطار نحو التنـاق ص وتعاقـب السـنوات الجافـة والمطيرة يتسبب بالاشتراك مع الرعي الجائر، التوسع الزراعـي علـى حسـاب الغطاء النباتي الطبيعي، قطع الأشجار والشجيرات، الزيادة السكانية، الإفراط فـي استهلاك المياه، وتدني مستوي الوعي البيئي، في إشاعة التصحر وزيـادة حدتـه على نطاق واسع، ومن ثم يتطلب علاجه وإرجاع البيئة إلى حالتها الطبيعية أموالاً ووقتاً وجهوداً حثيثة.
تتناول هذه الدراسة اتجاهات التغير في كميات الأمطار السنوية بوصـفها أحد الأسباب الطبيعية التي تشارك في صنع التصحر بالجزء الشرقي مـن إقلـيم الجبل الأخضر الذي ينتمي مناخياً إلى المناخ شبه الجاف باستثناء الأجزاء الواقعة في محيط شحات التي تدخل ضمن المناخ شبه الرطب حسب تصنيف آمبيرجيـه Emberger,L لمناخ حوض البحر المتوسط . بتحليل مسلسلات الأمطـار فـي محطات منطقة الدراسة باستخدام طريقة المتوسط النصفي ظهر أن خط الاتجـاه العام يميل إلى التناقص خلال السنوات الأخيرة في شحات، الفايدية، القيقب، القبة، ومرتوبة، بينما يشير خط الاتجاه العام إلى تزايد الأمطار في الفتائح، أم الـرزم، والتميمي، غير أن هذه الزيادة تعتبر بسيطة جداً مقارنة بمعـدل النقصـان فـي المحطات الأخرى . كما اتضح من استخراج المتوسطات المتحركـة الثلاثيـة أن أنحراف كميات الأمطار عن خط اتجاهها العام أدى إلى تعاقب فترات عشوائية من الجفاف والرطوبة، وكانت الفترات الجافة أكثر من الفترات الرطبـة، وتراوحـت أطوالها ما بين (11-1 سنة)، وعليه فإن فترات الجفاف التي شـهدتها المنطقـة ساندت ومازالت تساند على انتشار مشكلة التصحر وتفاقمها أكثر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق