التسميات

الخميس، 6 نوفمبر 2014

تزايد العواصف الغبارية بين الحقيقة والوهم ...

تزايد العواصف الغبارية بين الحقيقة والوهم

الاقتصادية - الرأي - السبت 01 رجب 1434 هـ. الموافق 11 مايو 2013 - العدد 7152 :
د. رشود الخريف : 
    ما أثار الاستغراب سحائب الغبار التي غطت سماء مدن الرياض والقصيم بُعيد هطول الأمطار الغزيرة وجريان الأودية الكبيرة خلال الأسبوع الماضي. لكن من محاسن الصدف، قيام قسم الجغرافيا في جامعة الملك سعود بنتظيم ندوة عن ''العواصف الغبارية'' قبل أيام قليلة، شارك فيها عدد من المتخصصين الأكاديميين من جامعة القصيم وجامعة الملك سعود وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وبعض المختصين من الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، وتناول المشاركون أسباب العواصف الغبارية وآثارها في الإنسان والتنمية.

    وما أثار دهشتي ما توصل إليه المشاركون في إحدى الجلسات من أن تكرار العواصف الغبارية التي تضرب مدينة الرياض لم يشهد أي تغير ملحوظ في الأعوام الأخيرة! وازدادت دهشتي واستغرابي من ذهاب أحد المتخصصين إلى الاعتقاد بأن مصدر العواصف الغبارية هو ''الربع الخالي''!
    ودفعتني دهشتي - كالعادة - لطلب المداخلة وإبراز اعتراضي على ما طُرح من استنتاجات! أعتقد أن الأمر لا يحتاج إلى خبير ليكتشف أن تكرار وكثافة العواصف الترابية (الغبارية) التي تضرب مدينة الرياض ازدادت بشكل ملحوظ، أو أنها في الغالب تأتي من الشمال وليس من جهة ''الربع الخالي''، بل يدرك ذلك الإنسان العادي في الشارع وترصده تقارير المستشفيات التي تؤكد زيادة تردد الناس على المستشفيات.
   وبناء عليه، تقفز إلى الذهن تساؤلات كثيرها، لعل من أبرزها: لماذا تكون استنتاجات المتخصصين بعيدة عن الواقع في اعتقادنا؟! وهل جاءت هذه الاستنتاجات بسبب استخدام بيانات غير دقيقة أو مختزلة؟ أم أن الأمر يعود إلى تطبيق نماذج رياضية وإحصائية غير مناسبة؟ أم أن الخلل في عدم قدرتنا على إدراك أحداث الماضي بدقة؟
     وبعيداً عن محاولة الإجابة العلمية عن هذه التساؤلات، أعتقد أن المشاركين في الندوة ربما اعتمدوا على بيانات تنقصها الدقة أو تفتقر إلى التفاصيل، وربما ركزت بياناتهم على رصد تكرار العواصف الغبارية، لكنها لم ترصد كثافة هذه العواصف وكمية ما تحمله من أتربة وغبار أو أن بعض أبحاث هؤلاء المتخصصين مطبوخة في المعامل والمكاتب بعيداً عن أرض الواقع والميدان!
    فإلى جانب سنوات الجفاف وندرة الأمطار، لا بد أن للإنسان دورا في تزايد هذه العواصف الترابية، وذلك بما يحدثه في البيئة من تدمير ورعي واحتطاب جائر، إضافة إلى بعض الأنشطة العسكرية والتعدينية التي أسهمت في تحريك التربة وجعلها في مهب الرياح! ومن المهم ألا نسلب الإنسان من قدرته على السيطرة - ولو جزئياً - على البيئة المحيطة به من خلال التنسيق الإقليمي لمعرفة الأسباب والسعي للحد من كثافة هذه العواصف الغبارية، ولو على المدى الطويل!
    وما يعطي الأمل أن هناك جهوداً علمية تبذل لفهم أسباب حدوث هذه العواصف، منها الاتفاقية بين جامعة الملك سعود وجامعة وسكنسن في الولايات المتحدة التي يشارك فيها خبير المناخ السعودي الدكتور فهد الكليبي، لكن لا نزال في انتظار نتائج هذه الجهود، إن لم يكن لإيجاد الحلول، فليكن لتصحيح المفاهيم والوصول إلى حقائق أكيدة حول أسباب حدوث هذه العواصف الغبارية وتوزيعها ومصادرها وتكرارها وكثافة حمولتها من الأتربة التي تحطها كل أسبوع تقريباً على مدننا، خاصة في موسمي الربيع والصيف، التي قد تصل إلى آلاف الأطنان سنوياً.
    واختتمت الندوة بمقترحات للتعايش مع العواصف الترابية كاستحداث غرفة ''نقية'' في المنزل، وضرورة التوعية بأضرار الغبار وكيفية الوقاية منه، مع تأكيد الحاجة الماسة إلى دراسات جادة، وأهم من ذلك توفير بيانات أدق وأشمل بحيث تغطي أكبر مساحة من أرجاء الوطن، وكذلك عقد مؤتمر إقليمي أو دولي تشارك فيه دول المنطقة!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا