التسميات

الخميس، 11 يونيو 2015

جيولوجية إقليم البطنان ( النطاق المحلي / البطنان )...


جيولوجية إقليم البطنان
. 2 الجيولوجيا:
 2. 2. 1 التاريخ الجيولوجي :
تنتمي جيولوجية ( النطاق المحلي / البطنان ) لمرتفعات الجبل الأخضر، التي تتكشف فيها الصخور الكربونية ذات الخصائص الفيزيائية المُتباينة ، والتي تشكل الصخور الجيرية فيها حوالي 90 % ، والباقي دولوميت ومارل ، وقد ترسبت هذه الصخور على الحافة الجنوبية لبحر التيتس (البحر المتوسط)، الذي يعود تكوينه إلى منتصف العصر الجوراسي، ويتراوح عمر هذه الصخور بين العصر الكريتاسي العلوي والعصر الثلاثي، وتغطي رواسب العصر الرباعي المختلفة مساحات شاسعة من أسطح المدرجات، وأجزاء محدودة من الحواف .


ويتركب الركن الشمالي الشرقي من ليبيا أو نطاق برقة من خمسة نطاقات جيولوجية، تم التعرف عليها من خلال الدراسات الجيولوجية السطحية والجوفية، وهذه النطاقات من الجنوب إلى الشمال هي :
1) مصطبة برقة الجنوبية الساكنة أو المصطبة الصحراوية .
2) نطاق صدع برقة .
3) حوض الجبل الأخضر الذي يتغير إلى حدبة الجبل الأخضر .
4) المرتفعات الشمالية المغمورة .
5) بقايا بحر التيتس ( البحر المتوسط ) .
2. 2. 2 التتابع الطبقي للصخور السطحية بالنطاق المحلي / البطنان :

يقتصر وجود الترسيبات الكربوناتية بالنطاق المحلي / البطنان الشكلان ( 11.2،12.2 )، على الأحجار الجيرية، والأحجار الجيرية الدولوماتية، وأحجار الجير الطباشيرية، والمارل أو الطفلة، وجميع هذه الرواسب تعود إلى الحقبين الثلاثي والرباعي، وتشمل رسوبيات الحقب الثلاثي تكوينات ثلاث مهمة، وهي تكوين الخويمات، وتكوين الفائدية، وتكوين الجغبوب على التوالي، وتغطى جميع هذه التكوينات الجيولوجية برواسب حديثة في معظم مناطق النطاق المحلي / البطنان.

وتظهر تكوينات الخويمات والفائديةو الشكل ( 13.2 ) بمنطقتين رئيستين على ساحل النطاق المحلي البطنان :

تقع المنطقة الأولى بأقصى غرب النطاق وتعرف باسم مرسى الزيتون، وتقع المنطقة الثانية في أقصى الشرق من النطاق، بامتداد ساحل منطقة البردية، وتتميز هاتان المنطقتان بسلسة من الجبال المرتفعة نسبياً والموازية عموماً لشاطئ البحر الأبيض المتوسط، وتأخذ اتجاه شرق ــ غرب تقريباً، وتقطع هذه المرتفعات مجموعة من الأودية العميقة نسبياً، وأشهرها واديا الهش، والراهب.
  
الشكل (11.2) : جيولوجية نطاق البطنان المحلي.
     
الشكل(12.2): ملخص تخطيطي لأهم التكوينات السطحية بالنطاق المحلي / البطنان.
  أما تكوين الجغبوب، فيسود معظم المناطق الوسطى والجنوبية، الشكل ( 13.2)، حيث يغطي مناطق شاسعة ومترامية الأطراف، يتراوح ارتفاعها بين 150 و 200 متر فوق مستوى سطح البحر، وتوجد بعض الأودية القليلة الضحلة في بعض الأماكن الجنوبية من النطاق المحلي / البطنان .
   وتنتشر معظم رواسب الحقب الرابع بامتداد ساحل البحر الأبيض المتوسط، حيث تظهر بصفة عامة في شكل رمال شاطئية، وكثبان رملية، بالإضافة إلى وجود بعض البحيرات المالحة أو السبخات، وتعرف أشهرها بسبخة عزاز، التي تقع في الجزء الشمالي الشرقي من النطاق المحلي / البطنان.
أما الأجزاء الوسطى والجنوبية من النطاق فتنتشر بها الترسيبات النهرية، حيث تظهر في شكل منحدرات من التربة الرملية والركام والطفلة الرملية الممزوجة بالحصى، كما تظهر بعض الترب الطينية المحمرة في بعض المواقع المتفرقة بالنطاق، وفيما يأتي عرض لأهم التكوينات الجيولوجية السالفة الذكر حسب ترتيبها الزمني من الأقدم إلى الأحدث.

أولاً: صخور الحقب الثلاثي :

(1) تكوين ( طبقات ) الخويمات :
يعد هذا التكوين أقدم وحدة صخرية بالنطاق المحلي البطنان، وعلى الرغم من أن هذا التكوين ينقسم إلى عضوين أساسيين هما عضو الخويمات السفلي، وعضو الخويمات العلوي، لوجود حد فاصل بينهما، إلا أن وجوده في نطاق البطنان يقتصر على العضو السفلي فقط، الذي يظهر بمنطقتين رئيستين بامتداد ساحل البحر الأبيض المتوسط، هما منطقة وادي الهش الواقع على بعد 10 كم شمال غرب منطقة القعرة، ومنطقة وادي الراهب الواقعة على بعد 5 كم شمال غرب منطفة البردية، ولا يظهر هذا العضو بجميع المناطق الوسطى والجنوبية في النطاق .

ويصل أقصى سمك لطبقات عضو الخويمات السفلي بنطاق البطنان إلى 30 متراً، وذلك بمنطقة وادي الراهب، التي تنفصل فيها صخور تكوين الفائدية العلوية عن صخور تكوين الخويمات السفلية ( عضو الخويمات السفلي ) بسطح تعرية واضح، حيث يمكن تتبع هذا السطح بامتداد الساحل الشمالي الغربي لمنطقة البردية لمسافات طويلة، ولا يظهر السطح السفلي لعضو الخويمات السفلي بكل مناطق نطاق البطنان المحلي .

وتجد الإشارة إلى أن ترسيبات هذا التكوين تعود إلى العصر الكريتاسي العلوي أو الأيوسيني الأعلى، وتمتد إلى الأليجوسيني السفلي حيث تتكون طبقات عضو الخويمات السفلي في مجملها من الأحجار الجيرية، وأحجار الجير الدولوميتية، وبعض رقائق الطفلة، وتتخلل أحجار الجير الدولوميتية رقائق متفاوتة السمك من الأحجار الجيرية الباهتة اللون نسبياً، التي تحتوي على حفريات النوميوليت التابعة للعصر الأليجوسيني السفلي، كما توجد درنات من الصوان المختلف الأحجام والأشكال، وبعض الجيوب والعروق من السلكا في بعض المواقع، ولجميع هذه الأحجار لون يتراوح بين الرمادي والأصفر، أما الحبيبات المكونة للصخور، فتتراوح بين المجهرية والخشنة .

الشكل (13.2):  قطاع جيولوجي عرضي لنطاق البطنان المحلي والعامود الطبقي في نطاق البطنان المحلي.
يعد عضو الخويمات السفلي فقيراً من ناحية وجود الحفريات بشكل عام، وذلك لطبيعة ترسيباته، لكن وجود بعض الحفريات من رتبة المنخربات الهائمة والقاعية الكبيرة مثل النيوميوليت ببعض طبقات الأحجار الجيرية مهم لتحديد عمر وبيئة هذا العضو .
(2) تكوين ( طبقات ) الفائدية :

توجد طبقات تكوين الفائدية بمنطقتين رئيستين بامتداد ساحل البحر الأبيض المتوسط، هما منطقة وادي الهش الواقع على بعد 10 كم شمال غرب منطقة القعرة، ومنطقة وادي الراهب الواقعة على بعد 5 كم شمال غرب منطقة البردية، ولا يظهر هذا التكوين بجميع المناطق الوسطى والجنوبية في النطاق، وتنفصل طبقات تكوين الفائدية بهذه المناطق عن طبقات تكوين الخويمات السفلية، وطبقات تكوين الجغبوب العلوية بأسطح غير توافقية، يمكن تمييزها بالحقل لمسافات طويلة نسبياً، ويتراوح سمك طبقات تكوين الفائدية بين 15 متراً تقريباً بوادي الهش، وحوالي 60 متراً بوادي الراهب .

ويتألف هذا التكوين في مجمله من طبقات الحجر الجيري، وتتخلله رقائق من الطفلة والطين والكونجلومرات ببعض المستويات من التتابع الطبقي، ويمكن تمييز الجزء السفلي من هذا التكوين بسهولة، لوجود طبقة سميكة من الطمي الأخضر تعلوها طبقات من الحجر الجيري الأبيض اللون الذي يتراوح نسجه بين الدقيق والخشن، أما الأجزاء الوسطى والعلوية من التتابع الطبقي فهي تتكون بشكل أساسي من الحجر الجيري الطباشيري الغني بالحفريات .

وتعود رسوبيات تكوين الفائدية إلى عصر الأليجوسين العلوي، وتمتد إلى الميوسين السفلي، بناءً على وجود بعض أنواع المنخربات القاعية الكبيرة، والبيئة الترسيبية السائدة هي البيئة البحرية الضحلة، غير أن وجود بعض حفريات المنخربات الهائمة ببعض الصخور، يشير بوضوح إلى توافر ظروف بحرية عميقة في بعض الفترات الزمنية .
(3) 
تكوين ( طبقات ) الجغبوب :

يعد هذا التكوين أكثر الوحدات الصخرية انتشاراً في النطاق المحلي / البطنان، حيث يغطي معظم المناطق الساحلية، وجميع المناطق الوسطى والجنوبية من النطاق، كما يمتد داخل الأراضي المصرية، مغطياً مناطق شاسعة جداً، ويبدأ في الاختفاء التدريجي كلما اقتربنا من مدينة الإسكندرية.

 حيث يتميز في عضوين أساسيين هما وادي الحميم، ووادي الخالي، بالمناطق المجاورة لجنوب النطاق، وقد أمكن التمييز بينهما، بناءً على وجود حد يفصلهما، إلى جانب بعض التباين في الخصائص الفيزيائية للصخور والمحتوى الأحفوري  بينهما، غير أن طبقات تكوين الجغبوب بهذا النطاق تعد متجانسة في كل المناطق الساحلية والوسطى، اما في المناطق الجنوبية لنطاق البطنان المحلي، يقتصر وجود تكوين الجغبوب على طبقات عضو وادي الخالي، في حين لا تظهر طبقات عضو وادي الحميم، وفي منطقة وادي  قوز الحمر يصل سمك ترسيبات عضو وادي الخالي إلى ما يقارب 25 متراً، وتتألف طبقات هذا الوادي بصفة عامة في هذه المنطقة، من أحجار جيرية، وأحجار جيرية طباشيرية، وأحجار جيرية دولوماتية، كما توجد درنات ورقائق من الصوان في بعض أجزائه .

ويصل أقصى سمك لطبقات تكوين الجغبوب إلى 130 متراً تقريباً بمقطع مرسى الرملة، بالقرب من منطقة البردية، وفي أقصى جنوب نطاق البطنان؛ حول منطقة الجغبوب يصل إلى حوالي 120 متراً،

ويتألف تكوين الجغبوب في مجمله من طبقات الحجر الجيري، والحجر الجيري الطباشيري، الغني بالحفريات، وتتخلله رقائق من الطفلة أو المارل، ويتراوح النسج الصخري لطبقات الأحجار الجيرية بين الدقيق والخشن،

ويعد تكوين الجغبوب غنياً جداً بالحفريات غير المجهرية، وتكوّن الرخويات من ذوات المصراعين، ومعديات الأرجل، وقنافذ البحر، معظم هذه الحفريات وتشمل المجهرية حفريات متنوعة ومحدودة من المنخربات القاعية الكبيرة والصغيرة، وبعض أنواع القشريات .

ثانياً : رواسب الحقب الرابع:

تنتشر أغلب رواسبه بامتداد ساحل البحر الأبيض المتوسط، عدا النهرية منها، التي تغطي معظم مناطق النطاق المحلي / البطنان، وتوجد بالقرب من الشاطئ صخور الكالكارينيت التي تعرف بتكوين إجدابيا، وهي تتميز بلونها الأبيض الرمادي والأصفر الباهت، وتتكون حبيباتها من الحجر الجيري، وبقايا القواقع من الرخويات ( البحرية والبرية )، والمنخربات، كما تحتوي على بعض الحبيبات الكوارتز.

أما الرواسب الرياحية فتظهر على هيأة كثبان رملية، في أمكان متفرقة وعديدة من النطاق، وهي تتكون بشكل أساسي من رمال متجانسة من الكوارتز وبعض حبيبات الحجر الجيري، والطفلة الرملية، ويلاحظ أن بعض الكثبان الرملية يصل ارتفاعها إلى حوالي 12 متراً بالقرب من الشواطئ .

وتوجد بمنطقة البردية أيضاً سبخات صغيرة عدة، وأشهرها سبخة عزاز التي تقع في الجزء الشمالي منها، وهي تتصل بالبحر، وتوجد بهذه السبخات رواسب من الطين والطفلة الرملية والجير الرملي، وبعض الأملاح التي حملتها إليها بعض المجاري المائية الموسمية .

وتغطي الرواسب النهرية ( المائية ) مساحات شاسعة من النطاق المحلي / البطنان، حيث تظهر في هيأة مسطحات يقع معظمها في الأجزاء الجنوبية من النطاق، وتتكون في مجملها من تربة بنية مائلة للاحمرار، وقد تظهر أحياناً في شكل منحدرات من التربة الرملية والركام والطفلة الرملية الممزوجة بالحصى.

ورواسب الأودية تتكون بشكل أساسي من حصى ورمال وطفلة رملية، ويتركز وجودها في قيعان الأودية في أغلب مناطق النطاق المحلي / البطنان الجنوبية، والشكل ( 13.2 ) يبين التتابع الطبقي للصخور في هذا النطاق.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا