التسميات

الخميس، 11 يونيو 2015

تضاريس إقليم البطنان ( النطاق المحلي / البطنان )...

تضاريس إقليم البطنان
3.2 التضاريس
تمثل التضاريس المظاهر الطوبوغرافية والمعالم الطبيعية للسمات المميزة للسطح الخارجي للنطاق المحلي البطنان،فلكل مظهر تضاريسي خصائصه الطوبوغرافية المميزة له، التي تعمل على تكوين بيئة طبيعية خاصة به وعليه تتحكم التضاريس في طبيعة العلاقة بين مظاهر سطح الأرض والنشاط البشري القائم عليه، ويمكن تقسيم النطاق المحلي البطنان إلى وحدات تضاريسية مختلفة:

1. السهل الساحلي :
يمتد السهل الساحلي من خليج البمبة غرباً إلى حدود الجماهيرية مع جمهورية مصر العربية شرقاً، ويتميز السهل بأنه ضيق ويختلف اتساعه من مكان لآخر، وعموماً لا يزيد اتساعه على 40 كم، وقد ساهمت طبيعة امتداد خط الساحل وتوغله في اليابسة لمسافة أربعة كيلومترات على تهيئة الظروف الطبيعية، التي أدت إلى وجود ميناء طبرق، وهو من أكبر الموانئ الطبيعية على الساحل الليبي، وكذلك يوجد إلى الشرق منه مرفأ البردي، كما يكثر في الساحل العديد من الفجوات العميقة التي تشبه الفيورات، وبذلك يتميز السهل الساحلي بالضيق في أغلب المواضع، ما جعل الحافة الشمالية للهضبة تشرف على البحر مباشرةً.
وتعد سواحل هذا السهل، خاصة في منطقتي البطنان والدفنة أقل استقامة من بقية السواحل الليبية، ما سمح بوجود الخلجان والفجوات العميقة، التي تظهر عند مصاب الأودية القصيرة ذات الحواف الحادة والانحدارات الشديدة، وتنتشر الشواطئ الحصوية في مناطق عدة بامتداد هذا الساحل، وتظهر بعض الشواطئ الرملية المنخفضة، والكثبان المتفرقة، كما هو موجود في مناطق رأس التين، وخليج البمبة، وعين الغزالة، وكذلك يظهر العديد من السبخات فيما بين طبرق وخليج البمبة، وهي المناطق التي تعرف بالسقائف مثل سقيفة السد عند القرضبة .
2. هضبتا البطنان والدفنة :
اشتهرت منطقتا البطنان والدفنة باسم مارماريكا، ويقصد بالبطنان ذلك النطاق الممتد من جنوب شرق خليج البمبة نحو الشرق إلى طبرق، والدفنة تطلق على الهضبة الممتدة من مدينة طبرق إلى هضبة السلوم، ويمتد هذا النطاق المحلي إلى ما بعد منطقة الجغبوب في الجنوب، الشكل( 14.2).

وهما تمثلان هضبة واحدة، تمتد من خليج البمبة غرباً إلى قرية البردي شرقاً على استقامة واحدة، بطول يصل إلى 250 كم، وترتفع إلى نحو 220 متراً فوق مستوى سطح البحر، ويفصلها عنه سهل ساحلي ضيق، يختلف اتساعه من مكان لآخر، لكنه لا يزيد على 
40 كم، وتعد مدينة طبرق الحد الفاصل بين الهضبتين، وتمتد هذه الهضبة بصفة عامة بجوار خط الساحل المتعرج، وتتخذ شكلاً سُلمياً في المناطق الساحلية الشمالية، بسبب انحدار واجهتها الشمالية الشديد باتجاه الساحل، والانحدار الهين ناحية الجنوب، ومن ثم ظهر العديد من المدرجات التي تتباين في اتساعها من منطقة لأخرى، وتنتشر بها مجموعة من المنخفضات الطولية التي تتخلل سطحها، ويبلغ اتساعها كيلومترات عدة، ، ويطلق عليها اسم السقائف، التي تعرف محلياً باسم السقيفة، ويعتقد أن أصل هذه السقائف (جمع سقيفة) ناتج عن تعرض الأرض لحركات تكتونية، بالإضافة إلى عوامل

الشكل (14.2): المظهر العام لهضبتي الدفنة والبطنان.

التعرية البحرية، ويفصل بين السقيفة والأخرى تلال مرتفعة تعرف محلياً باسم (الحجاج)،أو الظهر، وتوجد مجموعة كبيرة من السقائف لها تسميات محلية، مثل : اطبيريق، الزعفرانة، حفلّز، الشويعرات، الخارجة، القبة، القبقابة .
ويلاحظ التصريف الخارجي متمثلاً في الأودية الشمالية التي تقع في الحافة الشمالية، وهي تتباين في طولها وعمقها، فبعضها قصير لا يزيد على 5 كم، يتمثل كفجوات صغيرة في حالة الهضبة أو أحواض دائرية قاعها مسطح، وهذه الأودية تبدأ من الشرق بوادي جرفان، وتنتهي غرباً بوادي السهل، مروراً بأودية الحقوة، وجنزور، والعودة ... وغيرها .
وتتميز بعض مناطق هذه الهضبة بوعورة تضاريسها، نظراً لكثرة انتشار الصخور المهشمة ميكانيكياً، والأودية والشقوق في أمكنة متفرقة، ويرجع ذلك إلى طبيعة التكوينات الصخرية والتراكيب الجيولوجية لهضبتي البطنان والدفنة من ناحية، وأثر فعل التعرية والتجوية الميكانيكية وسيادتها في المنطقة من ناحية أخرى، نظراً لطبيعة ظروفها المناخية المتطرفة .
ويحدها من ناحية الجنوب الكثبان الرملية، وبعض بقايا التكوينات الصخرية، التي تظهر على هيأة تلال منعزلة، وتنتشر في المنخفض البحيرات الضحلة والسبخات.
ويغطي معظم الساحل الصخور الميوسينية الجيرية، حيث تُكون جروفاً بحرية، قد يزيد ارتفاعها على 40 متراً، خاصة شرق مدينة طبرق، وتظهر الشواطئ الحصوية في مناطق متفرقة بامتداد الساحل، كما تظهر الشواطئ الرملية المحدودة الاتساع .
كما يلاحظ أن المرتفعات والتلال (الظهر أو الحجاج)، التي تفصل السقائف عن بعضها بعضاً، تُقطع بوساطة أودية صغيرة، تزداد أطوالها نسبياً بين رأس عزاز والسلوم، وفي هذه المنطقة يأخذ الساحل الاتجاه الشمالي الجنوبي، وهذه الأودية تتميز بأنها ذات حواف حادة وشديدة الانحدار والساحل كثير التعاريج، بحيث يتداخل اليابس مع الماء، وتكثر التجاويف التي تمثل مصاب الأودية الكثيرة التي تقطع الحافة، وقد تكوّن هذه المصاب خلجاناً متباينة في أحجامها وأبعادها، خاصة في المناطق التي تشرف فيها الهضبة على البحر مباشرة مثل منطقة البردية، وتظهر مصاب هذه الأودية على هيأة خلجان صغيرة، تحددها رؤوس صغيرة من التكوينات الصخرية، ومن أكبر هذه الخلجان ذلك الخليج الذي نشأ فيه مرفأ البردية، وتتركز هذه المظاهر بوضوح في الجزء الشرقي من الهضبة، في حين تنحدر الواجهة الجنوبية للهضبة انحداراً تدريجياً ناحية الجنوب،فتظهر الصحراء بخصائصها الطبيعية، ويظهر نمط التصريف النهري الداخلي المحلي، حيث تتجه مصابها من منطقة وادي الشعبة إلى منطقة البلط الجنوبي جنوب الهضبة، ومن أهمها بلطتا المتورور والعبد .
3. الأحواض القليلة العمق ( منطقة البلط ) :
تتميز منطقة البلط أو البساط بوجود الأحواض القليلة العمق، التي بها رواسب فيضية دقيقة حملتها الأودية، وهي عبارة عن تربة صلصالية ناعمة وسلت، وهذه المنخفضات تمتلئ بالمياه في فصل الشتاء، وتتبخر في فصل الصيف تاركة خلفها طبقات من الصلصال الناعم والسلت والمواد الكربوناتية الدقيقة والمواد الناعمة، ومن أمثلة هذه المناطق بلطات: الزلاق، بورخيص، الرملة .
4. الإقليم الصحراوي :
يتميز نطاق البطنان كذلك بوجود الإقليم الصحراوي الذي يقع إلى الجنوب من منطقة هضبتي البطنان والدفنة، وتتحدد بدايته بانتهاء السقائف والحافات، حيث تأخذ الأرض في الانحدار الهين نحو الجنوب، ويمتد إلى بداية بحر الرمال العظيم عند منطقة الجغبوب .
5. منخفض الجغبوب :
يتحدد المنخفض بحافة تطل على منسوب 13 متراً فوق مستوى سطح البحر، وأقل من هضبتي البطنان والدفنة، وهو يتميز بالانخفاض عموماً، ويتألف من مجموعة متفرقة من الأحواض الصغيرة، تفصلها التلال المتقطعة، وتشرف على المنخفض من الناحية الشمالية حافة تتكون من الصخور الرسوبية الأفقية الشديدة الانحدار، تخترقها مجموعة من الأودية العميقة نسبياً، المتخلفة من العصر المطير، كما يحدث في بقية النطاق الصحراوي بالجماهيرية .
ويقع منخفض الجغبوب بين خطي عرض °29  َ40 و °29  َ50 شمالاً، وبين خطي طول  °24  َ30 و  °25، وهو يقع على ارتفاع 29 متراً دون منسوب سطح البحر، ويبلغ اتساعه حوالي 20 كم وطوله 50 كم، ويبعد حوالي 220 كم عن ساحل البحر .
ومنخفض الجغبوب يبدو في نشأته الأولى، أنه تمخض عن هبوط أصاب الأرض في الجنوب، في الوقت الذي كان فيه الجبل الأخضر وهضبة البطنان يرتفعان شمالاً، ولعل من آثار ذلك ما نراه من انحدار الأرض بين الهضبة البرقاوية والمنخفض انحداراً هيناً نحو الجنوب.

 وهناك شَبهٌ كبيرٌ بين منخفضي الجغبوب ومرادة في أن كلا المنخفضين يحدهما من جهة الجنوب قور عدة (جبال صحراوية)، منتشرة بين الكثبان الرملية، كما توجد بعض المستنقعات المحلية ( سبخات )  .



هناك تعليقان (2):

  1. كم نسبة الانحدار من الشمال الي الجنوب لواحة جغبوب

    ردحذف
  2. د. علاء الضراط18 مارس 2023 في 9:37 ص

    من صاحب هذه الدراسة

    ردحذف

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا