التسميات

الخميس، 11 يونيو 2015

جيومورفولوجية إقليم البطنان ( النطاق المحلي / البطنان ) ...

جيومورفولوجية إقليم البطنان
2. 4 الجيومورفولوجيا
تتمثل الجيوموفولوجيا في دراسة شكل سطح الأرض،الناتج عن التعرية والتجوية بأنواعها المختلفة، التي تعرضت لها مناطق النطاق المحلي / البطنان، بعد بروزه وظهوره فوق مستوى سطح البحر، ممثلاً في طبقات وتكوينات جيولوجية خالية من أية أودية أو أنهار أو شواطئ بحرية أو منخفضات أو سهول، أو أية سمة من سمات ظواهر سطح الأرض المختلفة والمعروفة، التي بدأت تتجدد بعد تعرضه لعوامل التجوية والتعرية، والتي باتت تمثل العوامل الرئيسة لتشكيل مظاهر السطح الحالية لنطاق البطنان المحلي.

وقد اتسعت الدراسة في مجال الجيوموفولوجيا في الآونة الأخيرة، وأصبحت تزود غيرها من العلوم الأخر كعلوم الأرض والجغرافيا والهندسة المدنية بنتائج مهمة، التي بدورها تؤدي إلى التطور العلمي، والتقدم التقني، ويعد سطح الأرض المتحف الطبيعي ( اللاندسكيب الطبيعي ) الذي يحتفظ بالظواهر التضاريسية العديدة والمختلفة فيما بينها، ومن ناحية أخرى يعد المسرح الطبيعي الذي يُقيم الإنسان عليه مستوطناته، ويمارس عليه مختلف أنشطته .
وبالإضافة إلى ذلك تعد الجيومورفولوجيا من العلوم الحديثة التي دخلت الحياة العملية، والتي تتناول العلاقة بين أشكال وتكوينات مظاهر السطح والنشاط البشري المتنوع ، ولها أهمية قصوى في التخطيط الحضري والمكاني  والتنمية الزراعية، وتخطيط المشروعات الهندسية، والري، والبحث عن الموارد الطبيعية .
وفي هذه الدراسة الجيومورفولوجية لأراضي النطاق المحلي / البطنان سوف نتعرض بالدراسة والتحليل الجيومورفولوجي لأشكال سطح الأرض ، وهذه الأشكال يمكن أن تندرج تحت الأقسام التضاريسية المختلفة ، مثل السهول الساحلية، والجبال، والهضاب، والأودية، وسوف نعرج بالدراسة على أبرز الرواسب التي تنتج عن عمليات التجوية والتعرية وتحرك المواد، التي تغطي أراضي هذا النطاق المحلي.
وكما سبق أن أشرنا في الجانب التضاريسي "الطبوغرافي" للنطاق، فإن أراضي هذا النطاق يغلب عليها شبه الاستواء في كثير من مناطقها، خاصة أن النطاق الصحراوي يحتل جزءاً كبيراً منه.
ويمكن إيجاز الظواهر الجيومورفولوجية في نطاق البطنان المحلي في الآتي :ـ
 أولاً: الظواهر الجيومورفولوجية الناتجة عن التعرية البحرية :
·     المدرجات (الأرصفة) البحرية:
تمتد ظاهرة المدرجات في البطنان، حيث تبدأ الأرصفة من الغرب في خليج البمبة، بسلسلة تموجات أرضية هينة، وإذا اقتربنا من وادي بالفرايس تظهر الدرجة الأولى، التي ترتفع نحو 100 متر فوق مستوى سطح البحر، ثم ترتفع في الشرق حتى تصل إلى رأس المحيطة ومرسى العودة، وهنا تبدو كأنها درجة ثانية، إذ تظهر أمامها نحو البحر درجات أقل ارتفاعاً، وفي أسفلها يمتد شريط سهلي ساحلي ضيق حول خليج البمبمة، ثم يأخذ في الارتفاع نحو الشرق من عين الغزالة، كما تظهر في منطقة طبرق خمسة مدرجات بارتفاع 150 متراً فوق مستوى سطح البحر، ناشئة عن التعرية البحرية،وهذه الأرصفة بحرية النشأة.
وتستمر هذه المدرجات واضحة إلى شرقي طبرق، حيث مرسى اللك، الذي ينخفض ثم يزداد انخفاضاً، في رأس الملح، وبالاتجاه شرقاً من هذا الموقع الأخير، ينحصر ظهورها في درجتين، ثم تتلاشى قبل الوصول إلى البردي ، بينما تستمر الدرجة العليا، حتى تصل إلى البردي، فتظهر بارتفاع 100 متر.
وسنتناول هذه الأرصفة أو المدرجات البحرية بشئ من التفصيل، خاصة مدرجات (أرصفة) طبرق والبردية.
1.  مدرج أو رصيف طبرق :
تمثل مدرجات طبرق كتلاً لسطح طوبوغرافي واحد قديم، والصدوع والحركات التكتونية هي التي أدت إلى تغير مواضع وارتفاعات هذه الأرصفة ( المدرجات )، وتستمر هذه المدرجات أو الأرصفة في الظهور إلى شرق طبرق، وإن كان عددها يتناقص عموماً، فتصبح أربعة أو ثلاثة حتى تصل إلى مرسى اللوك، وبالتدريج يقل ارتفاع الهضبة، ومن ثم يقل ارتفاع المدرجات إلى مشارف رأس الملح، وبالاتجاه شرقاً من موقع رأس الملح يتحدد ظهور المدرجات في درجتين محدودتين بوضوح، تتميز الأولى بحافة مرتفعة، وجرف شديد الانحدار، لكنها تتلاشى قبل أن تصل موقع البردية، ومدرجات طبرق ذات نشأة انكسارية، فهي تنقسم إلى أربعة أرصفة، تمر جميعها عدا الأول فوق سطح واحد منحدر من الرصيف العلوي ( الرابع) على الرصيف الأول.
2.  مدرج أو رصيف البردية :
تعود نشأة رصيف البردية إلى النشأة التكتونية، أي أنها تعود إلى الأصل التكتوني، وما يثبت هذا الرأي أن أصل نشأة الأحواض الطولية التي تسمى محلياً بالسقيفة، يرجع هو الآخر إلى النشأة التكتونية .
ثانياً: الظواهر الجيومورفولوجية الناتجة عن الماء الباطني (الظواهر الكارستية) :
يوجد العديد من الظواهر الجيومورفولوجية في هذا النطاق، مثل البحيرات الكارستية كبحيرة الملفا، وهي من أكبر البحيرات الموجودة في الصحراء الليبية، والفريدغة، وعين بوزيد، والعراشية، ومياهها جميعاً مالحة، ولا تصلح للاستهلاك البشري .
بالإضافة إلى انتشار الظاهرات الجيومورفولوجية الصحراوية في النطاق المحلي / البطنان مثل الكويستات، وهي تلال أو شكل أرض، يتألف من مُنحدر شديد عكس ميل الطبقات والقور، أو القارات والموائد الصحراوية، والمطارق الصحراوية، والكثبان الرملية المختلفة، والسبخات والبُحيرات، وتلعب الرياح والتجوية الميكانيكية دوراً كبيراً في تشكـل الظواهر الجيومورفولوجية الصحراوية، ويُعد مُنخفض الجغبوب مُنخفضاً جيومورفولوجياً رائعاً، تظهر فيه مُعظم الظواهر الجيومورفولوجية الصحراوية، وهذا المنخفض وصلت إليه مياه بحر التايثس القديم، الذي كان يمتد من خليج سرت القديم، مُتداخلاً في اليابس صوب الشرق، حتى يصل إلى مُنخفض واحة الجغبوب.
وكما أسلفنا فإن المنخفضات الصحراوية قد تتكون تحت تأثير عمليات تكتونية، أو بظروف جيولوجية خاصة بالنطاق، ويتلوها فعل التعرية النهرية في عصر جيولوجي لاحق، حديث نسبياً، ثم تأتي بعد ذلك التعرية الريحية لتصنع المنخفض بمظهره الحالي، ومُنخفض الجغبوب يبدو في نشأته الأولى قد تمخض عن هبوط أصاب الأرض في الجنوب، في الوقت الذي كان فيه الجبل الأخضر وهضبة البطنان يرتفعان في الشمال، ولعل من آثار ذلك ما نراه من انحدار الأرض بين الهضبة البرقاوية والمنخفض انحــــــداراً هينــــــاً نحو الجنوب، وقــد تعدل شكله بفعل التعرية المائية، وفعل المياه، ثم بعد ذلك أخذ شكله الحالي بتأثير التعرية الريحية، وقد حدث ذلك عندما تغيرت الظروف البيئية والمناخية، وتحولت إلى الجفاف في العصر الجيولوجي الحديث.
وكذلك تنتشر رواسب الحقب الجيولوجي الرابع في غالبية النطاق، وفيما يأتي وصف مبسط لهذه الرواســـــــب:
· تكوين إجدابيا :
يتألف هذا التكوين من رواسب الكثبان الرملية المتحجرة، المعروفة بالكالكارنيت ذات اللون الأبيض الرمادي والأصفر، وتتكون رواسب الكالكارنيت من حبيبات من الحجر الجيري، وفتات القواقع والأصداف، وبعض حبيبات الكوارتز، وتوجد كثبان الكالكارنيت بالقرب من الشواطئ .
· السبخات :
يوجد في هذا النطاق سبخات عدة، من أشهرها سبخة عزاز، وهي تتصل بالبحر، ورواسب هذه السبخات عبارة عن طين وطفل رملي وجير وبعض الأملاح، وبها أيضاً رواسب رياحية وأخر فيضية، نقلتها إليها الرياح والأودية، وهذه السبخات تغطى بقشرة من الملح والجبس .
·   الرواسب الرياحية :
تتكون هذه الرواسب من رمال رياحية متجانسة من الكوارتز وحبيبات الحجر الجيري والطفل الرملي، وتظهر هذه الرواسب في شكل غطاءات وحقول من الكثبان الرملية .
·   رمال الشاطئ :
توجد هذه الرواسب على شكل شريط من الرواسب بالقرب من الشاطئ، وهي تتكون من حبيبات الحجر الجيري وفتات القواقع والأصداف البحرية، وهذه الرواسب ذات لون أصفر وأبيض، وفي بعض الأماكن تبدو هذه الرواسب في هيأة كثبان وغطاءات رملية قد تصل إلى ارتفاع 12 متراً .
· الرواسب المائية :
تتكون هذه الرواسب من حبيبات غرينية أو تربة بنية، وهي تنتشر بشكل كبير في منطقة البردية، ورواسب الأودية تتكون من حصى وجلاميد ورمال وطفل رملي، وهي تملأ قيعان الأودية، ومنها أودية : السهل، والعودة، ورأس بياض، وغيرها .
 ثالثاً :الجيومورفولوجيا وعلاقتها بالمياه في النطاق المحلي البطنان
تقسم العناصر الجيومورفولوجية بالنطاق المحلي / البطنان إلى أربع مناطق هي :
§  منطقة الساحل:
تمثل المنطقة الشمالية، وهي عبارة عن سهل ساحلي، مساحته 67 كم²، وطوله 80 كم، وهو يمتد من ميراد رأس الهلال غرباً إلى الحدود المصرية، ويتراوح ارتفاعه بين 5 و 20 متراً فوق مستوى سطح البحر كلما اتجهنا شرقاً.
§ المنطقة السهلية بالحافة الأولى :
وتسمى بالبلاتوه، وهي عبارة عن منطقة سهلية فوق الحافة الأولى، يتراوح ارتفاعها بين 50 و 300 متر فوق مستوى سطح البحر، وهي مغطاة بترب صالحة للزراعة.
§ منطقة البلط :
هي عبارة عن منطقة مرتفعات وهضاب في الأجزاء الشمالية منها، ومنطقة سهلية نسبياً في الأجزاء الجنوبية، ويتراوح ارتفاعها بين 300 و 700 متر فوق مستوى سطح البحر.
§  منطقة الكثبان الرملية بالجغبوب.
§  الظواهر التكتونية (الأنكسارات)
لم تنشأ الأودية التي تقطع الحافة نتيجة للتعرية فقط، إنما ساهمت في نشأتها العمليات التكتونية ( الانكسارية )، فهذه الأودية عبارة عن انكسارات ثانوية متعامدة على الانكسارات الرئيسة، وشروخ وشقوق ابتدائية، مارست فيها المياه عمليات النحت، حتى أعطتها شكل الوادي .
§   الأودية
يتخلل النطاق المحلي / البطنان العديد من الأودية، التي يصب بعضها في السهل الساحلي الضيق، ومن ثم يصل إلى البحر.
§      الظواهر الكارستية  :
ينتشر في هذه المنطقة العديد من الظواهر الكارستية الناتجة عن الإذابة والتعرية الكارستية، ومن أمثال هذه الظواهر، بعض الكهوف الجيرية، والحفر الانهيارية، والحفر الكارستية، فالحفر الكارستية تنتشر مثلاً على سطح المصطبة الثانية، خاصة بين زاوية العرقوب وشحات، وقد تكونت هذه الحفر الكارستية والكهوف الجيرية، التي توجد في بعض الأودية، بفعل عمليات إذابة الصخور الجيرية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا