الهيدروجيولوجيا ( إقليم البطنان - النطاق المحلي / البطنان )...

الهيدروجيولوجيا ( إقليم البطنان - النطاق المحلي / البطنان )

5.2 الهيدروجيولوجيا

العنصر الهيدروجيولوجي من العناصر المهمة، التي تلعب دوراً مهماً في معرفة الوضع المائي وتطوره، ومعرفة السياسة المائية المتبعة للحفاظ عليه داخل النطاق المحلي / البطنان، فهناك العديد من العوامل التي تؤثر في تحديد الإمكانات المائية للنطاق، وتحديد كمية تغذية الطبقات التي تحمل المياه، ونسبة التصريف السطحي إلى البحر، وتتمثل هذه العوامل في نوع وطبيعة الصخور، وتباين قيم عناصر المناخ .

ونطاق البطنان المحلي يقع هيدروجيولوجياً ضمن حوض الجبل الأخضر المائي، وهو من الأحواض المائية الكبرى الخمسة في الجماهيرية ، وتبلغ مساحته 215000 كم² * .

 وتغطي منطقة هذا الحوض الجزء الشمالي الشرقي من الجماهيرية، الواقع شمال خط عرض
°30 درجة شمالاً، وتحدها من الشرق الحدود المصرية، وهذه المنطقة تتميز بوجود الجبل الأخضر، الذي يصل ارتفاعه إلى حوالي 850 متراً، تاركاً سهلاً ضيقاً بينه وبين البحر، أما السفوح الجنوبية فتنحدر نحو الجنوب مكونة سهلاً واسعاً، تكثر به السبخات، التي تكونت نتيجة تبخر مياه السيول المنحدرة من الجبل الأخضر .1.5.2 الجيولوجيا وعلاقتها بالمياه في النطاق المحلي / البطنان

توجد المياه بالخزانات الجوفية الأساسية للمياه الجوفية بنطاق البطنان في التكوينات الجيولوجية التابعة للحقب الثلاثي كالآتي:

Ÿ         الخزان التابع لعصر المايوسين.

Ÿ         تكوين الرجمة، ويعرف بتكوين الجغبوب.

Ÿ         تكوين الفائدية التابع لعصر الأليجومايوسين .

Ÿ         تكوين الأبرق التابع لعصر الأليجوسين العلوي .

ويتميز تكوين غالبية الصخور بأنها إما جيرية أو جيرية طباشيرية أو صخور دولوميتية غنية بأحافير، ويتراوح حجم حبيباتها بين المجهرية والخشنة، ونسبة منها تتكون من صخور حصوية ذات نفاذية عالية، إلى جانب وجود عدسات من الطفلة تكون مواقع هيدروليكية محلية.

وقد تم التعرف في هذا النطاق على الخزانات الجوفية الآتية:

1.      خزان عصر الميوسين

توجد صخور عصر الميوسين على أعماق تتراوح بين 180 و 220 متراً عند سطح الأرض، وتتكون من صخور جيرية ومارل، يتخللها بعض الطبقات الطينية، ويتميز هذا التكوين بوجـود شقـوق وفـواصل، تــشكـل وسـطاً جيـداً لتخزيـن المياه، التي يتراوح معدل ملوحتها بين4710 أجزاء في المليون و 6000 جزء في    المليونما يؤدي أحياناً إلى عدم إمكانية الاستفادة من مياهه، على الرغم من سمك طبقاته الحاوية  للمياه الذي يصل إلى 200 متر.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* مساحة الحوض قدرت بناءً على تقرير اللجنة الفنية لدراسة الوضع المائي للجماهيرية العظمى، والاستراتيجية الوطنية لإدارة الموارد المائية للفترة بين 2000 م   و 2025 ف،  اللجنة الشعبية العامة، 1999م.

ويعد حقل كروم الخيل المائي الحقل الرئيس المستغل من هذا الخزان، حيث تم حفر 37 بئراً بأعماق تتراوح بين 90  و 120 متراً، بإنتاجية تتراوح بين 4 و 10 لترات/ ثانية للبئر الواحدة، كما تبلغ طاقته الإنتاجية اليومية حوالي 6000 م³، وكذلك تنتج مياه حقل غرب طبرق من الخزان نفسه، حيث تم حفر 20 بئراً إنتاجية، بأعماق تتراوح بين 100 و120 متراً وإنتاجية تتراوح بين
3 و 8 لترات/ ثانية.

وكذلك تم اختراق خزان الحقب الثلاثي بحفر آبار عدة بالقـرى والمناطق الساحلية، بأعماق متفاوتة، وذلك في مناطق قصر الجدي والبردي وكمبوت وعين الغزالة، حيث وجد أن سمك الخزان بهذه المناطق يتراوح بين أمتار و100 متر، وقد أنتجت مياهاً من تكوينات مختلفة، كتكوين الفائدية في طبرق وعمر المختار، أو تكوين الجغبوب في مناطق إمساعد والبردية وبوفرجاني، حيث الحد السفلي لهذه التكوينــات، يحجز المياه عن طريق المارل الموجود في تكوين الفائدية أسفل منها، علماً بأن نوعية المياه في هذه المنطقة من أفضل مصادر المياه الجوفية.

وقد وجد من خلال حفر آبار المياه الذي تم بالمنطقة، أن الخزان الجوفي للحقب الثـلاثي موجود على هيأة عدسات مائية، في مواقع ساعدت الظروف الهيدرولوجية والتركيبية على تكوينها، ويتراوح سمـــك الصخور الجيرية الحاوية للمياه، التابعة لعصـر الميوسين الأوسط بين 60 و 140 متراً، وتتداخل مع الصخور الجيرية طبقات من الطين، كما هو الحال في بئر الأشهب، وفي منطقة بئر حكيم يبلغ سمك الخزان الجوفي حوالي 40 متراً، ويبلغ في إمساعد 60 متراً وفي البردية 30 متراً.

ونظراً لطبيعة ترسيب صخور الحقب الثلاثي، وما تتميز به من أصل بحري المنشأ، أثرت على نوعية المياه، إذ تتميز بارتفاع معدلات الملوحة، متركزة في نسبة عالية من الكلوريدات، والكبريتات، من عنصري الصوديوم والكالسيوم .

ومن دراسة التحاليل الكيميائية للآبار المنفذة بالمنطقة، وجد أن معدلات الملوحة تتراوح بين 2000 جزء في المليون و9000 جزء في المليون بحقل كروم الخيل، في حين أن أقل معدل ملوحة بآبار غرب طبرق يصل إلى 4200 جزء في المليون، ولوحظ أن نوعية الميـاه تتردى بازدياد عمق الآبار.

ومن خلال الحصر، اتضح أن حقل مياه كروم الخيل مقارنةً بالمناطق الأخر، يعد أفضل المواقع الموجود فيها مياه ذات نوعية ملوحة منخفضة، على الرغم من أن معدل الملوحة تجاوز المعدلات العالمية المسموح بها في الاستعمال المدني.

وقد وصلت كمية الأملاح المذابة في منطقة إمساعد شرق البطنان إلى 10790 جزء في المليون، وهو مستوى يفــــــوق الحد الذي يمكن معه استعمــال المياه في أي غرض، إذا لم تتم معالجتها .

2.   خزان عصر الأليجوسين

يعد الخزان الرئيس بالمنطقة، فهو يمتد من الشمال إلى الجنوب، ويتجه في ميله لاتجاه الجنوب، وأطرافه الشمالية توجد فوق مستوى سطح البحر، ويبلغ سمك الطبقات الحاوية للمياه حوالي 100 متر، وتمتاز بخواص هيدروليكية متوسطة، فقـــد أشير في دراسة مشروع وادي الشعبة ( هيروبروجيكات 1980 ف ) إلى التباين الكبير في نوعية المياه بهذا التكوين، حيث تراوحت نسبة الملوحة بين 1800 و 4200 جزء في المليون، ويعزى سبب هذا التباين إلى العلائق الهيدروليكية بين صخور هذا التكويــن، وصخور تكويــن عصر الأيوسين، حيث تزداد نسبة الأملاح بزيــادة الإيصال الهيدروليكي بين الخزانين.

3.  خزان عصر الميوسين الأوسط

تنحصر المياه المخزونة في صخور هذا العصر، خــــــــاصة في صخور تكويـــن الجغبوب، وهـي صخور جيرية، يوجد بقاعها بعض المارل والطين، ما يكون مانعاً هيدروليكياً تتجمع فوقه المياه، التي تتراوح كمية الأملاح المذابة فيها بين 1800 و 2500 جزء في المليون.

كمـا تم حفر عدد من الآبار الاختبارية على أعماق تتراوح بين 120 و 130 متراً، ووجد أن خواص الناقلية بهذا تبلغ  ^4- 10  ×20 متراً مربعاً / ثانية، ومعامل التخزين 0.05 ،وتجدر الإشارة إلى أن الامتداد الجغرافي لهذا الخزان، يقتصر على مساحة محدودة جنوب منطقة الشعبة.

 ويوجد في منطقة الجغبوب خزان جوفي غير عميق، سمكه حوالي 200 متر، من صخور جيرية، ورملية عالية النفاذية، تابعة لتكوين الجغبوب، وتبلغ الناقلية به حوالي  ^3- 10 × 9 أمتار
مربعة / ثانية، ومعامل التخزين حوالي 0.1  .

تتراوح أعماق الآبار بقرية الجغبوب بين 150 و 300 متر، حيث تم الوصول إلى طبقات مائية تنتج ما يتراوح بين 6 و 10 لترات / ثانية، تحت ظروف ضخ منسوب الماء الحر، وتتميز هذه المياه بارتفاع معدلات الأملاح فيها، إذ يتراوح التوصيل الكهربي بها بين 2500
و 12000 ميكروموز / سم² باستثناء بعض المواقع التي تقع جنوب منطقة الجغبوب، حيث تتحسن نوعية المياه كـلما اتجهنــا جنوباً، إذ يتغير إجمالي الأملاح المذابة من 4200 جزء في المليون بالجغبوب، إلى 2500 جزء في المليون في تكوينات الخزان العلوي جنوبها، وقد تم استقصاء الظروف الهيدرولوجية العميقة لمياه هذا النطاق، من خلال المعلومات المتحصل عليها من حفر بئرين عميقتين، الأولى بمنطقة الطرفاوي، والثانية بمنطقة بحر الرمال جنوب الجغبوب بحوالي 90 كم، حيث تبين وجود تكوينات صخرية، تتبع العصر الطباشيري السفلي (المعروفة بالصخور الرملية النوبية)، حاملة لمياه عذبة بمناطق أقصى الجغبوب، ومن نتائج الحفر تبين أيضاً أن الصخور الرملية النوبية توجد على أعماق تزيد على 1000 متر تحت سطح الأرض، وبانحدار بسيط في اتجاه الشمال، أما خواصها الهيدروليكية فقد سجلت ناقلية عالية وإنتاجية 25 لتراً في الثانية.

كما بينت نتائج حفر آبار النهر الصناعي العظيم مؤخراً في جنوب الجغبوب، وجود مياه جيدة من الناحية الكمية والنوعية، على عمق كبير بالخزان الجوفي، وبالإمكان استغلالها لسد حاجة منطقة الجغبوب وما حولها .