التسميات

الخميس، 11 يونيو 2015

التربة ( إقليم البطنان - النطاق المحلي / البطنان )...

التربة ( إقليم البطنان - النطاق المحلي / البطنان )
6.2 التربة.
تعرف التربة بأنها الطبقة السطحية المفككة من القشرة الأرضية، التي تمت تجويتها، وتكوينها، وتهيأتها لنمو النبات، وهي الوسط الطبيعي الذي يمد فيه النبات بالماء، والغذاء، والهواء.
ويشتمل النطاق المحلي / البطنان على أنواع مختلفة ومتباينة من التربات كبقية النطاق التخطيطي / بنغازي، لكن تربة هذا النطاق تختلف عن غيرها بسبب عوامل طبيعية عدة، منها انخفاض نسبة التساقط بصفة عامة وارتفاع المعدلات السنوية للحرارة عن غيرها، وتعرضها للاضطرابات الجوية، ولا سيما الرياح المحلية، إضافة إلى نوع الصخور القاعدية والمفتتة وما يضاف إليها من المواد المتحللة، حيث يحدث هذا التطور للمفتتات الصخرية ( التربة ) بفعل القوى المؤثرة الجوية السابقة الذكر، والحياتية المتمثلة في نمط الحياة النباتية والحيوانية، وبفعل الماء الأرضي بصورة تدريجية، لكنها مستمرة، وتستغرق عملية التكوين فترات زمنية متباينة تبعاً لمدى قوة وسرعة العوامل المؤثرة في عمليات التكوين ومدى توافرها، وبناءً على ذلك يتحدد سمك التربة وقدرتها الإنتاجية بالمدى الذي تكثر فيه المواد العضوية المتحللة بالقدر الكافي، ومما يعرف عن تربات نطاق البطنان أنها من أخصب تربات النطاق التخطيطي / بنغازي، وتوفر المياه الكافية لنمو النباتات ولا سيما الزراعة البعلية المعتمدة على الأمطار، وتشتهر بين الفلاحين في بض السنوات بما يسمى بالشرقيات، كما يحدث في بعض السنوات التي يزيد فيها معدل الأمطار على المتوسط العام ويقارب 300 ملم / سنة، حيث يزداد الإنتاج بنسبة كبيرة .
ويوضح الجدول ( 11.2 ) التركيب والتحليل الكيميائي لتربات النطاق، حيث يتبين من الجدول السابق الحقائق الآتيــــة :
الجدول(11.2): نسبة حبيبات التربة بالعينات في نطاق البطنان.
العينـــة
حصــى
رمــل
سلــت
المجمــوع
المرصص
38.3 %
59.9 %
1.8 %
100 %
عين الغزالة
33.0 %
60.0 %
7.0 %
100 %
أم شلينق
27.5 %
62.5 %
10.0 %
100 %
الجغبوب
16.5 %
81.0 %
2.5 %
100 %
المصدر: الدراسة الميدانية، تحليل عينات التربة ميكانيكياً بتاريخ 16/03/2005 ف.
أ  ـ أن نسبة الرمل مرتفعة جداً في جميع العينات، وتصل أقصاها في جنوب البطنان بمنطقة الجغبوب 81 %، وذلك يؤكد أن مادة الأصل لمعظم التربات السائدة بالنطاق من الرمال القارية السافية، ولوجود بحر الرمال العظيم في جنوب المنطقة، ترتفع نسبة الرمال بالتربة بمنطقة الجغبوب، وتقل بالاتجاه شمالاً، لتصل إلى 60 % من مكونات التربة بالأطراف الشمالية من خلال عينات عين الغزالة والمرصص .
ب ـ يشكل السلت ( الطمي ) أقل نسبة، فهي لا تتجاوز 10 % في منطقة أم شلينق جنوب كمبوت وتنخفض بالعينات الأخر، ويدل ذلك على أثر تذرية الرياح والعينة التي أخذت من المنطقة السابقة الذكر من تربة السهل التحتي (البيد منت)، وتنحصر بين حافتين هضبيتين بالمنطقة، وترتفع بها نسبة السلت نتيجة لتراكم الرواسب المائية والهوائية .
ج ـ أما الحصى فنسبته كبيرة وإن كانت أقل من الرمل، وتصل أعلاها بالأطراف الشمالية، حيث تبلغ نسبة الحصى في المرصص 38.3 %، وفي عين الغزالة تبلغ 33 % .
ويرجع ذلك إلى نشاط تذرية الرياح للرواسب الدقيقة من سطح التربة، ولضعف الغطاء النباتي السائد، وندرة وجود مصدات الرياح، ولذلك تنتشر المكونات الخشنة والحصى شمال النطاق وتقل بالاتجاه جنوباً .
ومن خلال ما سبق، فإن التربات السائدة في مجملها حديثة التكوين، وضحلة القطاع، وبسيطة التطور، وتوزيعها ويمكن حصر الأنواع التي تتدرج تحت هذه التربة بالنطاق فيما يأتـــــي :
1. التربات الحديثة التكوين الرسوبية : تنتشر في الأودية، ويرجع تكوينها إلى رواسب الأودية ومسيلات المنحدرات الجبلية للمجاري المائية الموجودة في الأودية المنحدرة شمالاً من الجبل، وتتميز بأن قوامها طيني أو طيني طمي، وتحتوي على نسب متفاوتة من الحصى، ولها القدرة على الاحتفاظ بالماء، أما معدلات النفاذية والرشح فهي تندرج من بطيئة إلى متوسطة، ويؤخذ عليها أنها سيئة التهوية واحتواؤها على المادة العضوية منخفض، و تصنف ضمن التربات القلوية التي تصل فيها Ph إلى ما بين 8 و 9، إضافة إلى احتوائها على نسب قليلة من الأملاح، والجبس .
وقدرتها الخصوبية جيدة نسبياً، بسبب وجود كميات مناسبة من بعض العناصر الغذائية، على الرغم من أنها تعاني من نقص غذائي في عنصر الفسفور، ويؤثر وجود الحصى على علاقة التربة بالماء، الأمر الذي يشكل عائقاً أمام زراعتها، وبنائها المتماسك، ما يؤدي إلى صعوبة إدارتها، كما يقلل ارتفاع الملوحة وكربونات الكالسيوم بها من نجاح زراعة بعض المحصولات، وتتعرض هذه التربة لأضرار الانجراف لوقوعها في مصاب الأودية ودالاتها .
ويتميز هذا النوع من التربات باللون البني الفاتح في الحالة الجافة، والبني الداكن في الحالة الرطبة، ويختلف عمق قطاعها من موضع إلى آخر وفق طوبوغرافية السطح، وتحتوي على حوالي
35 % من الحصى، ونسبة الرمال في تركيبها الميكانيكي تتجاوز 60 % .
وينتشر هذا النوع من التربات في شمال النطاق، ويغطي أكثر من ثلث المنطقة، ومادة الأصل عبارة عن تكوينات جيرية مختلطة بالرمال القارية السافية .
وتتميز بانخفاض محتواها من المادة العضوية، وتنتشر في قيعان الأودية الشمالية وفي أحواض الصرف الداخلي، ومعظم مكوناتها من رواسب المياه الجارية التي تتكون عقب تساقط الأمطار، ثم الإرساب الهوائي من الرمال القارية، التي تحملها الرياح من بحر الرمال العظيم جنوب النطاق ووفقاً لتصنيف التربة الأمريكي، يعرف هذا النوع من التربات باسم سولونتشاكس، وهذا النوع من التربات غير صالح للإنتاج الزراعي، لأن عمليات غسل التربة محدودة بمحدودية المياه العذبة .
وتعد تربات السقايف من أفضل تربات النطاق، وهي منقولة رسوبية، قوامها سلتي رملي تجمعت في منخفضات طولية، أو ما تعرف بالمدرجات على السفوح الجبلية الممتدة من الغرب إلى الشرق، ومن أمثلتها سقايف السد، وجنوب طبرق، والقبقابة، وجفلر جنوب كمبوت، والدارة في الجنوب الغربي من كمبوت، والزعفرانة، والخنق، والخوير، والغرابات، والشويغرات، والشومر، والدودة، والريفي، والقبة، وكروم الخيل وغيرها من السقايف التي تشتهر بها هضبتا البطنان والدفنة .
وتعد التربة الموجودة في قلب هذه السقايف من أعمق وأفضل الأراضي، وتقل جودتها عند الحدود الخارجية للسقيفة، نظراً لزيادة نسبة الانحدار وتعرضها للتعرية المائية والهوائية وزيادة نسبة الحصى والحجارة على السفوح، إذ إن كل سقيفة تنتهي بعدد من الأودية والمسيلات الصغيرة التي تصب فيها أثناء الموسم المطير، وتعمل على تجميع المياه وسط السقيفة، وتعرف محلياً باسم ( النقعة )، أي المكان الذي تستقر فيه المياه، وغالباً ما يتشكل غدير يستمر لبضعة أيام، وتعد موارد لري  الحيوانات في تلك الفترة، وبعد جفافها تزرع بالمحصولات البعلية، مثل البطيخ وغيرها .
كما تظهر في بعض السقايف تجمعات ملحية، كما هو موجود في سقيفة السد، وهي من أكبر السقايف، وتمتد بين عين الغزالة والحدود الغربية لمدينة طبرق، وتظهر السبخات الملحية لقربها من الشاطئ .
وتكمن أهمية هذه التربات في الزراعة البعلية والمراعي بالدرجة الأولى، وفي حالة توافر مياه الري يجود فيها نمط الزراعة المروية للخضراوات وبعض أشجار الفاكهة، وكلها على نطاق ضيق لمحدودية إمكانية مياه الري ولا ننسى الإشارة إلى التربات الحديثة التكوين الرملية، التي تظهر بالمنطقة الساحلية، المميزة بقوامها الرملي، وضآلة محتواها العضوي .
  1. التربات الجافة : تتوزع هذه التربات في المناطق الواقعة شرق وغرب الجبل الأخضر، المتكونة من مادة أصل متباينة، ومن أنواعها، التربات ذات الأفق الطيني المنتشرة في أراضي بعض الأودية، وتتميز بوجود الأفق الصودي، كما تنتشر التربات الجافة الملحية في بعض المناطق في نطاق البطنان المحلي، ومن أنواعهـــا :
أ ـ التربات الجافة ذات الأفق الطيني البسيطة التطور :
تتميز بقوامها الطمي الطيني المتدرج إلى الطيني، وتفتقر للمواد العضوية، إضافة إلى قلويتها، وتعد ملحية بدرجة بسيطة تندرج إلى متوسطة، ومحتواها منخفض من الجبس، وعادة تكون غير جيرية في الطبقات السطحية، وتزداد كمية كربونات الكالسيوم بزيادة  العمق، وهي ذات تهوية مناسبة خاصة في الطبقات السطحية فقط، ونتيجة لارتفاع محتواها من الطين، واندماج وانضغاط حبيباتها، وزيادة تماسكها، فإن قدرتها على الاحتفاظ بالماء مرتفعة، على الرغم من  أن الكمية الميسرة للنبات منخفضة، والأسوأ من ذلك أن عملية الصرف الداخلي غير جيدة، ومحتواها من عنصري النيتروجين الكلي والفسفور، والعناصر النادرة محدود، الأمر الذي يتطلب عند معاملتها المخصبات الكيمياوية، أما قدرتها الخصوبية بالنسبة للعناصر الأخر فتعد ملائمة، ولا يمكن زراعتها تحت نظام الري الدائم، لجفافها المستمر طوال السنة.
وتنتشر في السهل الساحلي وعند مصاب الأودية وبطونها وسفوحها كمدرجات، وتعد من أجود أنواع التربات للزراعة حسب توافر الإمكانات المائية، وتعاني المزارع في النطاق الساحلي من زحف الكثبان الرملية الشاطئية عليها في بعض المواضع .
  1. التربات القليلة التطور تغطي ما مساحته 44 ألف هكتار، وتوجد في مناطق صعبة التضرس، على ارتفاعات بين 400 و 880 م، وتنتشر في الأجزاء السفلية من المنحدرات، وفي بطون الأودية، ومواد أصلها رواسب الأودية والمسيلات المائية .
ونسب الأملاح بالتربات المروية بالأودية الشمالية، متباينة من منطقة إلى أخرى، ومن وادٍ لآخر، والجدول (12.2) يوضح بعض الخواص الكيميائية لتربات الأودية الشمالية بالنطاق .
الجدول(12.2): بعض الخواص الكيميائية لتربات الأودية الشمالية بنطاق البطنان المحلي.
الموقـع
التوصيل الكهربائي ملليموز / سم عند درجة الحرارة 25 م ( EC )
الحموضـة ( ph )
المادة العضوية %
الجرفان
7.846
8.70
0.91
الشقة
0.863
8.60
2.18
الملاحة
1.984
7.90
2.12
المنستير الشرقي
1.615
8.30
1.18
المنستير الغربي
7.482
8.60
1.23
الكيب
2.864
8.40
0.42
بوحلقومة
1.962
8.10
0.82
القبقابة
0.989
8.10
0.97
ربيع
2.836
8.20
0.47
الحتوة
1.241
8.10
1.16
العين
1.482
8.20
0.82
اللك
1.210
8.20
1.16
الخبيري
0.468
8.90
1.22
القرية
0.978
8.60
0.86
جنزور
0.946
8.60
1.04
عايد
0.886
8.90
1.24
الطرفاوي
0.789
8.90
0.56
الحريقة
1.928
8.20
0.43
السهل الشرقي
2.274
8.40
2.41
الحمارة
0.964
8.80
1.06
الراهب الغربي
1.846
8.10
0.52
بالعفاريت
1.654
8.00
1.83
رؤوس الكباش
1.896
8.10
1.14
العودة
2.646
8.20
1.10
السهل الغربي
5.842
8.40
1.08
المصدر : تم إجراء الدراسة المعملية بكلية الزراعة، جامعة عمر المختار، البيضاء، بتاريخ 22/01/2005 ف.
ملاحظة : تم أخذ العينات من عمق تراوح بين 0 و 30 سم، وذلك في القسم الأوسط بالأودية.
ومن خلال الجدول السابق، يمكن التوصل إلى النتائج الآتيـــة :
1) انخفاض حاد في نسبة المادة العضوية في معظم تربات الأودية، ويعزى ذلك للأسباب السالفة الذكر .
2)  معظم التربات بالأودية قلوية، فنسبة الحموضة ( ph ) تتراوح بين 7.90 و 8.90 .
3)  التربات الجيدة تمثل حوالي 32 % من عينات التربات بالأودية، ونسبة الأملاح فيها أقل من 1 ملليسيمنس / سم عند درجة الحرارة 25 م .
4) حوالي 40 % من تربات العينات معرضة للملوحة .
5) حوالي 16 % من تربات العينات قليلة الملوحة، حيث تتراوح نسبة التوصيل الكهربائي فيها بين 2 و 4 ميلليسيمنس / سم عند درجة الحرارة 25 م .
6)  حوالي 12 % من تربات العينات متوسطة الملوحة، حيث درجة التوصيل الكهربائي تتراوح بين 4 و 8 ميللسيمنس / سم عند درجة الحرارة 25 م .
ومن خلال ما تقدم يتضح أن مشكلة الأملاح بتربات الأودية مازالت بسيطة، ويمكن معالجتها بيسر عندما تتوافر كمية المياه اللازمة لذلك، ويعزى تنامي الأملاح بتربات الأودية إلى غسل الترسبات الملحية من الصخور بوساطة المياه السطحية الجارية، أو من تجوية المعادن الأولية بالتربات، إلى جانب ارتفاع معدلات التبخر، التي تفوق كميات الأمطار في أحيان كثيرة .
وعند مصاب تلك الأودية تتكون السبخات الساحلية بسبب ارتفاع منسوب الماء في الأراضي المالحة لقربها من البحر، ومع الحرارة والجفاف تتبخر المياه تاركة قشرة ملحية غير مسامية على سطح التربة، وتركز نسبة عالية من الأملاح في الطبقة السطحية للتربة التي تعوق نمو النباتات،
والجدول ( 13.2) يوضح بعض الخصائص الكيميائية للتربات الملحية أو تربات السبخات قرب مصاب بعض الأودية الشمالية من النطاق .
الجدول(13.2): بعض الخصائص الكيميائية لتربات السبخات قرب الشاطئ شمال نطاق البطنان المحلي.
الموقـــــــــــــــــــــع
التوصيل الكهربائي   ملليموز / سم عند درجة الحرارة 25 م ( EC )
الحموضـــــــــــــة ( ph )
المادة العضويــــــــــــــة %
مصب وادي السهل الغربي
228.400
31.90
0.17
مصب وادي الحريقة
247.621
31.60
0.10
مصب وادي الجرفان
189.235
30.98
0.26
المصدر : تم إجراء الدراسة المعملية بكلية الزراعة، جامعة عمر المختار، البيضاء، بتاريخ 22/01/2005 ف.
ملاحظة : تم أخذ العينات من عمق تراوح بين 0 و 30 سم.
ومن خلال الجدول السابق يمكن التوصل إلـــــى :
أ  ـ التركيز الشديد للأملاح بالطبقة السطحية من التربة في المناطق القريبة من شاطئ البحر، حيث تتكون قشرة ملحية غير مسامية على سطح التربة في أشهر الحرارة والجفاف التي تسود النطاق، ما يعوق عملية الرشح إلى أعماق التربة .
ب ـ تركيز الأملاح الشديد بمنطقة الجذور، يؤدي إلى تدهور النباتات بهذه التربات، وقلة النشاط البيولوجي للكائنات الدقيقة بالتربة، وانخفاض نسبة المادة العضوية بهذه التربة .
  1. التربات الصحراوية : تنتشر في أجزاء واسعة من النطاق المحلي / البطنان، لا سيما في النطاق الجنوبي وفي وادي الشعبة ومنطقة الجغبوب، ويتركز انتشارها في النطاق الجاف الذي يعم معظم أجزاء النطاق، وهي تربات تفتقر للمواد العضوية اللازمة لنمو النباتات، وتُستثمر في الأطراف الجنوبية مثل تربية الإبل بمشروع وادي الشعبة ، كما تستثمر التربات الرملية والملحية الطينية في منخفض الجغبوب في تنمية وزراعة النخيل والزيتون .
وبصفة عامة قدرتها الإنتاجية ضعيفة جداً، وإمكانية استصلاحها تحتاج إلى معالجات خاصة، سواء بإضافة الأسمدة والأغذية، أو غسل التربة من الأملاح كما يحدث في بعض مزارع منخفض الجغبوب، ومن ثم فاستثمارها غير مجدٍ اقتصادياً، لكن إمكانية استغلالها تنحصر في حدود الزراعة المعيشية المتعارف عليها في المنخفض .
بالإضافة إلى وجود الكثبان الرملية، وهي تكوينات لا تعد تربات بمفهومها التقليدي، وتتكون من حبيبات الكوارتز ومعدن الفلسبار، وهي رواسب هوائية قارية تراكمت في حقول واسعة الانتشار، تعرف ببحر الرمال العظيم، الذي يصل إلى جنوب النطاق حول منخفض الجغبوب، وهي ذات لون بني يميل للاحمرار وغير متماسكة، ومتحركة وفق اتجاه الرياح السائدة .
ومن نتائج التحليل الميكانيكي لعينات التربة بالنطاق، وجدت كميات كبيرة منها مخلوطة بمكونات التربة بالأطراف الشمالية شمال البطنان، وهذه الكثبان الرملية تشكل غطاءات متصلة من الرمال يتراوح ارتفاعها بين 50 سم و 90 سم، وتغطي حوالي 35.66 % من مساحة النطاق .
ومما سبق يتضح أن التربات السائدة في النطاق جافة حديثة التكوين وبسيطة التطور، وعمليات تكوين التربة بطيئة للغاية في ظل المناخ الجاف السائد، الذي ينعكس على صورة الغطاء النباتي الطبيعي، فهي تربات شديدة الحساسية وقدرتها الإنتاجية محدودة، وتدمير الغطاء النباتي الضعيف بطبيعته، يؤدي إلى نشاط عوامل التعرية دون عائق، والتربات ذات الغطاء النباتي أكثر مقاومة لعوامل التعرية .
وملخص القول إن التوزيع الجغرافي للتربة يشير إلى أن التربة حديثة التكوين الرسوبية والجافة المغطاة بالأديم الصحراوي، تغطي جلّ أراضي النطاق، حيث تصنف الأخيرة ضمن التكوينات غير الترابية ( تكوينات السرير )، الأمر الذي يحول دون الاستفادة من تلك المساحات .
كما تحتل الرمال والكثبان الرملية المرتبة الثانية من حيث انتشارها، وهي في الواقع تكوينات غير ترابية بمفهومها العلمي، لأنها تمثل تجمعات من حبيبات رملية تأخذ أشكالاً وأحجاماً متباينة، وتنشأ بالأساس من عملية التعرية والترسيب الريحي .
أما التربة الحديثة التكوين ( الرملية، والرسوبية، والشائعة )، فيقتصر ظهورها على مساحات محدودة من النطاق، مع لفت الانتباه إلى وجود بعض العوامل التي تقلل من نجاح زراعة بعض المحصولات كتعرضها للتعرية، وافتقارها للعناصر الغذائية ( النيتروجين والفوسفور )، ما يتطلب ضرورة إضافة الأسمدة لزيادة قدرتها الإنتاجية .
كما أن وجود الصخور الصلبة القريبة من السطح في التربة الحديثة التكوين الشائعة، قد يؤثر سلباً على عملية نمو أشجار الفاكهة، ويحد من استغلالها في زراعة المحصولات الحقلية ذات الجذور السطحية، والاستغلال الرعوي أيضاً .
تسود التربة الجافة ( ذات الأفق الطيني البسيطة التطور والصودية، والشائعة، والجيرية ) في مساحات محدودة مثلما هو حال تربة السبخات، والحقيقة التي يجب إعادة ذكرها أن الاستغلال الزراعي في هذا النطاق محدود جداً، ولا يتعدى 4 % من إجمالي الاستخدامات، في الوقت الذي تشكل فيه المراعي ما نسبته 40 %. الجدول (14.2) .
الجدول(14.2): الاستخدامات العامة للأراضي في نطاق البطنان المحلي.
نوع الاستخــــــدام
المساحة بالهكتــــــار
النسبة المئويــــــــة
زراعي
1088486.4
4.4
رعوي
973442.7
40
خالية من النبات
1054846.8
55.5
عمراني
3678.1
0.1
المجمـــوع
2436776
100
المصدر: الدراسة الميدانية، مكتب العمارة للأستشارات الهندسية ،بنغازي ،2005 ف.
وخلاصة القول إن الاستخدام الرعوي هو السائد في النطاق، ما يتطلب الحرص على حماية التربة من آثار الرعي الجائر، والاهتمام بتنظيم عملية الرعي بما يتناسب والقدرة الاستيعابية للمراعي، ومن ذلك تنمية الأراضي للزراعة القائمة والمحافظة عليها .
وعليه يُتطلب لإرساء قاعة تخطيطية لإدارة التربة بالنطاقات والعمل على استصلاحها والحد من تدهورها، أملاً في تحقيق الاستغلال الأمثل لهذه الأراضي، مراعاة النقاط الآتيــــة :
1.   اتخاذ التدابير اللازمة لإدارة التربة وحسن استخدامها .
2. وضع سياسة مستقبلية تأخذ في اعتبارها الخصائص التوزيعية للتربة، فمن المعروف أن كفاءة التخطيط الزراعي سمة التطور في المؤسسة الزراعية، وهو ما يؤثر على علاقتها بكل المستفيدين من خدماتها والعاملين على تقديمها .
3.  ضرورة إنشاء مراكز خاصة لأبحاث صيانة التربة والمياه، التي يمكن بوساطتها إعطاء مؤشرات دقيقة قدر المستطاع للاستخدام الأمثل للأراضي .
4. إسناد مهمات تخطيط الاستخدامات الزراعية إلى المؤهلين في مجال الإدارة .


هناك 4 تعليقات:

  1. دراسة ممتازة للمنطقة

    ردحذف
  2. د. علاء الضراط18 مارس 2023 في 9:42 ص

    من صاحب هذه الدراسة

    ردحذف
  3. هذه الدراسة مقتبسه من دراسة التصحر في منطقة البطنان دراسة جغرافية 2004 دون ذكر صاحب الدراسة الاصلي والجدول رقم 11.2 وارد بالدراسة صفحة 97 جدول رقم 23 وكذلك التحليل الذي يتبعه، الجدول 12.2 وارد بالدراسة المذكورة صفحة 178 جدول رقم 45 وكذلك التحليل الذي يتبعه، والجدول رقم 13.2 صفحة 180 حجول رقم 46 وكذلك التحليل الذي يتبعه، ويعد ذلك سرقة علمية يعاقب عليها القانون. تحياتي

    ردحذف

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا