التسميات

السبت، 28 نوفمبر 2015

الأ ھمية الإ ستراتيجية لجمھوريات آسيا الوسطى ا لإس لامية بين الأ وضاع الداخلية والا ھتمامات الدولية ...


الأ ھمية الإ ستراتيجية لجمھوريات آسيا الوسطى ا لإس لامية بين الأ وضاع الداخلية وا لاھتمامات الدولية

أ.م.د. نوار محمد ربيع الخيري - كلية العلوم السياسية الجامعة المستنصرية :

المـقـدمــة

  تلقي التحولات بظلالها على المكان الذي تحصل فيه فتبعث بمختلف أشكال التأثيرات التي تتراوح بين الإيجابية والسلبية ، وقد مرت جمهوريات آسيا الوسطى الإسلامية بتلك الحالة فكان ظرف التحولات التي تمثلت بتفكك الاتحاد السوفيتي قد ألقى بظلاله على تلك الجمهوريات التي أضحت أمام حالة جديدة وعسيرة، فهي من جانب تسعى وتترقب اليوم الذي تتخلص فيه من الحكم السوفيتي، ومن جانب آخر إنها لم تهيئ أو تقدم لنفسها البديل المناسب والكامل لنظام الحكم السابق الذي يحقق لها الاستقرار والنمو، ففي الوقت الذي تترقب شعوب تلك الجمهوريات الفرصة لتحسين أوضاعها الاقتصادية والاجتماعية السيئة، نجد تلك الجمهوريات تعيش حالة من عدم الاتفاق والانقسامات الداخلية بين الحكومات وجهات المعارضة الأمر الذي أبقى تلك الجمهوريات في جو من الاضطرابات وعدم الاستقرار، هذا إلىجانب الرغبة الروسية في استعادة نفوذها ومكانتها السابقة مما يزيد تعقيدا وسلبية، ناهيك عن الكثير من القوى الإقليمية الراغبة الجديدة في الاستفادة والاستثمار والتي تنتظر الفرصة لتنفيذ مصالحها وأهدافها التي رسمتها في تلك الجمهوريات، فضلاً عن طموحات القوى الدولية الكبرى التي تسعى ومن خلال التنافس لإيصال نفوذها إلى تلك الجمهوريات، وعليه سيترتب على تلك المنافسة انحسار وإبعاد مجموعة أو جماعة على حساب الأخرى كل حسب قوته ودرجة تأثيره وقدرته على التغلغل، والأساليب التي يستخدمها وسقف مصالحه وأهدافه، إلى جانب طبيعة الوضع الجديد في المنطقة والمنطلقات والرؤى المطروحة بشأنه، أي بالشكل الذي ينسجم أو لا ينسجم مع دول المنطقة وكيفية تحقيقها لمصالحها وأهدافها . بمعنى إن الطرف الدولي الأقوى سيكون له اليد الطولى في النفوذ إلى المنطقة والاستفادة منها وتحقيق مصالحه. ولكن هل إن تحقيق هذه الأهداف والمصالح الخارجية سيتم على أساس التعاون والشراكة والعلاقات الإيجابية مع تلك الجمهوريات أم على حساب أهدافها ومصالحها ، وهنا سنكون أمام كيفية معالجة جمهوريات آسيا الوسطى الإسلامية لمشاكلها وتحقيق أهدافها وتصحيح أوضاعها من جهة، وكيفية تعاملها مع القوى والأطراف الخارجية . وعليه سنبتدئ بافتراض مفاده ان الأهمية الإستراتيجية لجمهوريات آسيا الوسطى الإسلامية بكل أبعادها ومجالاتها والظروف الداخلية والخارجية التي مرت بها تضعها أمام ضرورة معالجة أوضاعها وتصحيحها وتغييرها بالاتجاه الصحيح والقويم ومواجهة التطلعات والطموحات الإستراتيجية الإقليمية والدولية لوجود العديد من العوامل الجاذبة في تلك الجمهوريات التي تجعل تلك القوى تركز أنظارها على ووجهتها الإستراتيجية على واهتماماتها الخارجية صوب هذه الدول . فإزاء كل ذلك كيف ستتعامل هذه الجمهوريات مع التحديات المواجهة لها داخليا وخارجيا وما هي الآليات وطرق المعالجة التي ستلجأ إلى استخدامها لمواجهة تلك التحديات للخروج من الأزمات التي تحيق بها .

الخـاتــمــــة

   أوضح البحث في الأوضاع والتحديات الداخلية غير المستقيمة لجمهوريات آسيا الوسطى الإسلامية والتحديات والتنافسات الخارجية التي تعرضت وتتعرض لها ان على هذه الجمهوريات التي تتمتع بموقع إستراتيجي حيوي ومهم وتمتلك من الموارد الطبيعية الأكثر أهمية وهي النفط والغاز الطبيعي إلى جانب موارد كثيرة أخرى أن تستثمر كل تلك المقومات والعوامل بشكل إيجابي يؤهلها لتكون قوى مهمة وتمتلك قرارها ولها سياساتها المستقلة والمؤثرة على الصعيد الداخلي والإقليمي والدولي .

  فعلى الصعيد الداخلي على جمهوريات آسيا الوسطى الإسلامية أن تغادر حالة التفرق والتشتت والانقسامات الداخلية، وتعي خطورة تلك الانقسامات على وضعها كدول مستقلة تحتاج إلى أن تحافظ على ذلك الاستقلال من إمكانية استغلال تلك الانقسامات من قبل أطراف أخرى لتقويض أوضاعها الهشة التي هي في طور التكوين كدول مستقلة ، فعليها العمل على تحديد مسارها وتوجهاتها بشكل واضح من خلال حكومات قوية وقويمة تسعى إلى تطوير تلك الجمهوريات وتحقيق تنميتها السياسية والاقتصادية، وتحديد الحقوق والواجبات والمسؤوليات لشعوبها أي لكل فئات وشرائح المجتمع وذلك من خلال سياسات وقوانين وتشريعات تصب في المصلحة الوطنية لتلك الجمهوريات .

   أما على الصعيد الخارجي فعلى حكومات جمهوريات آسيا الوسطى الإسلامية أن تتبع سياسة واعية و رشيدة في تعاملاتها الإقليمية والدولية تدرك من خلالها مخاطر التحديات الخارجية التي تتعرض لها من خلال التنافس الذي قد يؤدي إلى توتر أو أكثر، وفي الوقت نفسه تعرف كيفية إقامة علاقات مع تلك القوى الإقليمية والدولية وبشكل لا تكون فيه تابع إلى تلك الدول والقوى أو منفذ لسياساتها ، بل تدخل في علاقات متكافئة إيجابية سواء كانت ثنائية أو جماعية من خلال الدخول في منظمات أو شراكات إقليمية أو دولية وبالشكل الذي يحقق أهدافها ومصالحها أي أن يكون لعضوية ومكانة هذه الجمهوريات دور واضح ومؤثر فيها بمعنى على جمهوريات آسيا الوسطى الإسلامية عدم إهدار تلك الأهمية الإستراتيجية لها بل استثمارها في الاتجاه الصحيح من خلال وضع إستراتيجيات أمنية تحافظ من خلالها على أمنها القومي وإستراتيجيات اقتصادية تتحكم من خلالها بمواردها الوفيرة التي تحقق لها الأمن الاقتصادي والغذائي ، واستراتيجيات اجتماعية أو مجتمعية تكفل من خلالها الوصول إلى الأمن المجتمعي وهذا يتطلب ضرورة تحقيق التوازن في العلاقات أي بين ما تحتاج إليه لتصحيح مسار أوضاعها الداخلية وتحقيق تنميتها وبناء علاقات دولية إيجابية والاندماج في بنية النظام الدولي ، وبين إدراك مصالح الدول الكبرى فيها وتحقيق أهداف تلك الدول على حسابها ، إذ إن الدول الكبرى تقدم نفسها كداعمة ومساندة لتلك الجمهوريات ولكن إلى جانب ذلك هي تحمل أهداف تصب في السعي للحصول على المنفذ الذي يدخلها إلى الجمهوريات وفرض شروطها وسياساتها على حتى عند تقديمها المساعدات ، فجمهوريات آسيا الوسطى الإسلامية نراها ً أمام القوى الكبرى بالشكل أو الحد الذي يحقق مصالحها لأنها في الوقت ذاته تريد إظهار مكانتها تبقي الباب مفتوحا ووجودها في المجتمع الدولي ولا تريد أن تكون في عزلة وهي تمر بمرحلة إعادة التشكيل وترى نفسها بأنها تحتاج إلى القبول والإسناد والتفاعل الإيجابي. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا