التسميات

السبت، 28 نوفمبر 2015

الخريطة الجغرافية للنفط والغاز ...

                    

                      1. الخريطة الجغرافية للنفط والغاز

     2. التنافس الدولي على النفط والغاز
     3. خلاصة واستنتاجات
     4. جداول و خرائط

     عرفت حضاراتنا القديمة النفط من خلال ما طفا منه على سطح الأرض ، واستخدمته شعوب وادي الرافدين ووادي النيل في البناء وغير ذلك من الاستعمالات البدائية . ولم يعرفه اليونانيون إلا بعد أن وصلوا إلى منطقتنا ، حيث وصفه احد الجغرافيين قائلاً : " هناك إسفلت في بابل. إن سائل الإسفلت هذا ، الذي يسمى نفتا ، له طبيعة خاصة حيث يحترق إذا لامسته النار".

     ظل استعمال النفط على هذا الحال إلى أن تم التوصل إلى طرق استخراجه من باطن الأرض على النحو الذي يستخرج فيه الماء ، وذلك في منتصف القرن التاسع عشر في الولايات المتحدة الأمريكية .
      لقد أدى استخراج النفط واستعماله لتوليد الطاقة في الولايات المتحدة ، إلى تغيير موازين القوة في العالم ، حيث أخذت الولايات المتحدة منذ حفر أول بئر نفطي في أراضيها في عام 1859، تتقدم على بريطانيا في مجالات التطور الاقتصادي - الصناعي . وعلى الرغم من المحاولات الكثيرة التي قامت بها بريطانيا ، وكذلك هولندة ، لاستخراج النفط في أراضي مستعمراتهما في شرق آسيا ، في اندونيسيا وبورما ، حيث عمدت بريطانيا إلى إنشاء شركة النفط البورمية ، فإن الإنتاج لم يبدأ إلا في القرن التالي ، وظلت بريطانيا تعتمد في توليد الطاقة على الفحم الحجري بدرجة رئيسة ، وعلى ما أخذت تستورده من نفط قليل من الولايات المتحدة ، وذلك إلى حين بدأت عملياتها للتنقيب عن النفط في الأراضي الإيرانية، حيث تمكنت شركة النفط الأنغلو - فارسية ، التي حلت محل الشركة البورمية ، من حفر أول بئر في عام 1908 .
     هكذا اتخذت بريطانيا قرار تحويل جميع آليات الجيش البريطاني إلى النفط . وخلال الحرب العالمية الأولى ، لعبت تلك التطورات دوراً رئيساً في خطط الأطراف المتحاربة ، ومع انتهاء الحرب ، قال وزير الخارجية البريطاني ، اللورد كورزون:" لقد سبحت بريطانيا نحو النصر عبر بحر من النفط ". وكان النفط ، بكل ما احدث اكتشافه من ثورة في مجال الطاقة ، أحد الأسباب الأساسية في تصارع القوى الأوروبية على السيطرة على هذه المنطقة الشرق أوسطية التي تضم الأراضي العربية والأراضي الإيرانية ، والتي تأكد وجود مخزون هائل من النفط فيها ، حيث كانت ألمانيا قد تمكنت في عام 1903 من الحصول على امتياز خط برلين - بغداد من الدولة العثمانية ، بما في ذلك حق التنقيب واستثمار الثروات الطبيعية في الأراضي المحيطة بذلك الخط. غير أن الفوز كان لبريطانيا التي ما لبثت في عام 1911 أن حصلت على موافقة الدولة العثمانية على سلخ الكويت عنها ، وذلك بعد أن وقع الشيخ مبارك على تعهد بحصر حق التنقيب عن النفط في أراضي الإمارة ببريطانيا وحدها . وإذ أدت هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى إلى حصر صراع القوة في منطقتنا بين بريطانيا وفرنسا ، فان ميزان القوة ، الذي كان يميل على نحو حاسم لصالح بريطانيا ، قد مكنها اثر هزيمة الدولة العثمانية حليفة ألمانيا ، من تقسيم المنطقة ورسم حدود دولها على النحو الذي يضمن لها السيطرة على إيران وعلى العراق والكويت والإمارات الخليجية الأخرى - وكلها كانت تعد بفيض هائل من النفط ، وكذلك على فلسطين ومصر لتأمين خطوط إمداداتها النفطية عبر قناة السويس التي اكتسبت في ذلك الحين أهمية مزدوجة هي تأمين مرور النفط وتأمين طريق الهند .
       إن نتائج الحرب العالمية الثانية ما لبثت أن حسمت مصير خارطة القوة ، حيث أدى تراجع بريطانيا إلى بروز الولايات المتحدة كقوة رئيسة ووريثة لها في المنطقة النفطية . فالاستهلاك الهائل للمخزون النفطي الأمريكي على مدى نحو قرن من الزمن ، قد دفع الولايات المتحدة إلى البحث عن مصدر جديد لطاقة النفط هو الخليج العربي - الفارسي . ومع صعود الولايات المتحدة إلى صدارة القوى الغربية ، لم يعد الاستحواذ على النفط هدفاً أحادياً في المخططات الأمريكية ، وإنما أصبح مقترنا بهدف استراتيجي رفيع هو التحكم في إمدادات النفط لأوروبا الغربية للحيلولة دون احتمالات اتخاذها موقفاً حيادياّ في الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي ، وكذلك منع الاتحاد السوفيتي من الوصول غالى منابع النفط العربية ، وإبعاد اليابان والصين عن التفكير في مثل هذه المحاولات .
  هكذا ، وعلى مدى أربعة عقود من الحرب الباردة ، بقيت منطقة الخليج العربي -الفارسي احد المتغيرات الأساسية في صراع القوى ، وذلك في ضوء أنها البقعة الوحيدة في العالم التي ضمت اكبر مخزون نفطي مؤكد ومتاح للسيطرة عليه من قبل العالم الغربي . فعلى الرغم من المعلومات المتوفرة عن مخزون نفطي كبير في حقول سببيريا وبحر قزوين في الأراضي السوفيتية ، فان ذلك المخزون لم يكن معروفا إلا للسلطات السوفيتية ، وكذلك الحال بالنسبة لما تردد عن وجود مخزون كبير في خليج المكسيك ، حيث جرى وما زال يجري التكتم على حقيقة المعلومات بشأنه حتى الآن .
     وخلال هذه العقود ، حل النفط تدريجياً محل مختلف الوسائل السابقة لتوليد الطاقة ، وتوسعت استعمالاته مع تطور العلوم في الدول الصناعية ، حيث لم تعد مقتصرة على توليد الطاقة، بل دخل النفط في العديد من الصناعات الكيمياوية ، بما في ذلك صناعة الأقمشة . وعلى الرغم من المحاولات العديدة التي جرت وما زالت جارية من قبل الدول الصناعية لتوفير طاقة بديلة للنفط ، كالطاقة الشمسية والطاقة النووية ، فان هذه البدائل لم تفلح حتى الآن في أن تحل محل النفط ، وذلك لعدة أسباب في مقدمتها ارتفاع سعر تكلفة هذه البدائل وعدم جاهزيتها لتغطية كل الاستعمالات التي يوفرها النفط .
      ويتجه العالم حالياً لاستبدال الغاز بالنفط ، وذلك تحاشياً لما يحدثه استعمال النفط من تلويث للبيئة، حيث يتضح يوماً بعد يوم وجود كميات هائلة من الغاز حيثما يوجد النفط ، أو في مناطق يبدو أن النفط قد نفذ منها.غير أن استعمال الغاز بدلاً من النفط لا يغير شيئاً من الناحية السياسية والاستراتيجية ، وذلك بفعل أن الاثنين يستخرجان من باطن الأرض ويتطلبان استقراراً سياسياً في منابعهما وعلى امتداد الطرق والأنابيب التي تنقلهما.والىان تحل محل النفط والغاز طاقة بديلة لا ترتبط بالجغرافيا، فستظل المناطق التي تحتويهما مناطق ذات أهمية بالغة بالنسبة للقوى الدولية الراهنة وللدول المتطلعة للتحول إلى قوى دولية في المستقبل المنظور .
      أن انفتاح نفط بحر قزوين أمام العالم منذ انهيار الاتحاد السوفياتي وما اخذ يتردد عن وجود مخزون هائل فيه من النفط والغاز ، حيث تكهنت بعض التقديرات الأولية بأن ذلك المخزون يفوق مخزون الخليج العربي- الفارسي، قد أشعل المعركة العالمية على النفط مجدداً ، ووصل الأمر بالبعض إلى القول بقرب استغناء الولايات المتحدة وأوروبا عن نفط الخليج .
        وبغض النظر عن تلك التقديرات العشوائية وما يرافقها من أغراض سياسية ، فمن المؤكد آن ظهور منطقة بحر قزوين على الساحة النفطية العالمية ، قد عقد الخريطة الاستراتيجية الدولية، وأضاف إلى منطقة الخليج ، منطقة أخرى كساحة للصراع الدولي ، ليس فقط بسبب توقع زيادة الطلب العالمي على النفط والغاز في العقود القليلة القادمة ، وإنما بسبب أن الدول النفطية المستقلة حديثاً في منطقة بحر قزوين ، هي دول متخلفة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً ، شأنها في ذلك شأن دول الخليج العربي - الفارسي ، ولا تملك الأموال ولا التكنولوجيا التي تتيح لها استخراج نفطها وتسويقه بشروطها الذاتية ، أو الاحتفاظ بمخزوناتها كمخزونات استراتيجية مستقبلية .
     وقد يكون ممكناً القول أن مسألة السيطرة على نفط بحر قزوين ، إلى جانب مسألة السيطرة على نفط الخليج العربي - الفارسي ، ستلعب دوراً رئيساً خلال العقود القليلة القادمة، في حسم طبيعة النظام الدولي ، هل ستتعزز قوة الولايات المتحدة وتتكرس كقوة واحدة كبرى في نظام دولي أحادي القوة ، أم ستنجح مساعي القوى الأخرى الأقل قوة ، في تحويل النظام الدولي إلى نظام تعددي القوة . وستكون لهذه المعركة العالمية القائمة تأثيرات مصيرية على المنطقة العربية ، وعلى مستقبل الصراع العربي - الإسرائيلي بشكل خاص .

   الخريطة الجغرافية للنفط والغاز

      يذكر أن النفط سيظل موجودا في باطن الأرض طالما بقي كوكب الأرض ، وانه لن ينضب إلا بفنائها ، وذلك على الرغم من عدم قدرة العالم حتى الآن على الإلمام بكل عوامل وأسباب تكون النفط في باطن الأرض . وهذا يعني أن أية منطقة فوق الأرض يمكن أن يكون في باطنها نفط . غير أن تضاريس الأرض الخارجية والباطنية تجعل استخراج النفط سهلاً في مناطق وصعباً أو مستحيلاً في مناطق أخرى . وكلما تقدمت العلوم والتكنولوجيا ، كلما أصبح استكشاف النفط واستخراجه أكثر احتمالا. ويشهد العصر الراهن عودة سيطرة الشركات الغربية ، وبخاصة الأمريكية والبريطانية ، على الساحة النفطية العالمية ، وذلك بسبب امتلاكها للتكنولوجيا المتقدمة والأموال الطائلة التي يتطلبها استخراج النفط من الأعماق البعيدة ، حيث تراجعت معظم الشركات الوطنية التي تشكلت خلال السبعينات في دول الجنوب بعد قرارات تأميم النفط ، لكي تعود الشركات الغربية ذات الإمكانيات العلمية والتكنولوجية والمالية الهائلة إلى الساحة الدولية بزخم هائل . فبعد استنفاذ مخزون النفط القريب من القشرة الأرضية ، تصبح عملية استخراج النفط من الأعماق أكثر صعوبة وتعقيداً وأكثر تكلفة . ولذلك فان المعلومات المتوفرة عن النفط في الوقت الحاضر ، تنقسم إلى ثلاث مستويات : مخزون مؤكد في آبار محفورة ، مخزون شبه مؤكد في مواقع لم يتم حفرها ومخزون محتمل بعيد الأمد . وهذا المخزون بكل مستوياته يتوزع تحت مختلف مناطق العالم بدرجة أو بأخرى .
   وقد جرى التقليد الحديث على تقسيم المناطق النفطية وفقا للتقسيمات الجيوسياسية في العالم ، فبرزت أسماء الدول التي تم اكتشاف النفط في أراضيها ، وذلك على الرغم من حقيقة أن الدراسة الجغرافية المحضة هي الأساس في هذا المجال . وبفعل ذلك التوجه الجيوسياسي ، احتلت الأرض " الوطنية" أهمية فائقة، وبرزت في مناطق عديدة في العالم صراعات على مناطق حدودية يعتقد بأنها غنية بالنفط ، منها المشكلة الحدودية بين العربية السعودية واليمن على سبيل المثال ، وكذلك منطقة حقل الزميلة بين العراق والكويت . بل أن حدود بعض الدول قد رسمت في فترة زمنية معينة وفقاً للمناطق النفطية التي تم التعرف عليها ، و تشكل الكويت مثالا على ذلك، كما ورد سابقاً ، حيث بقيت محمية بريطانية منذ ذلك الحين والى أن يتم منحها الاستقلال في عام 1961 .
     ولدى النظر إلى مختلف المناطق الجغرافية في العالم ، فسوف يتضح بان الاستدلال على النفط فيها أنما يتم حاليا من خلال ما يجري في تلك الدولة أو الأخرى في أية منطقة جغرافية من تنقيب أو استكشاف للنفط . فمنطقة شرق آسيا تعتبر فقيرة بالنفط بينما تعتبر منطقة وسط وغرب آسيا غنية به . ويتضح بان أوروبا بشكل عام فقيرة بالنفط بينما يوجد النفط في أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية . أما في أفريقيا فالنفط موجود في شمالها ووسطها ويكاد يكون جنوبها فقيرا بالنفط . وهناك تقديرات غير موثوقة لنسب المخزون المؤكد في مختلف مناطق العالم ، وذلك على النحو الآتي : شرق آسيا والمحيط الهادي : 4% ، الخليج العربي - الفارسي : 65% ، أوروبا : 9% ، أفريقيا 6% ، أمريكا الشمالية : 4% ، أمريكا الجنوبية 12% . ويبدو واضحاً أن هذه النسب التي أوردتها بعض الشركات النفطية ، لا تدرج مخزون الاتحاد السوفياتي السابق ، نظراً لعدم توفر المعلومات المؤكدة عن مخزونه، غير أن انهيار الاتحاد السوفياتي ، وانفتاح المعلومات عن مخزونه بدرجة ما ومخزون الدول المستقلة المطلة على بحر قزوين ، قد غير النسب تغيراً ملحوظاً . فالتقديرات الحالية لحجم المخزون المؤكد لنفط دول بحر قزوين تفترض وجود نسبة 75% في دول بحر قزوين والخليج العربي الفارسي ، الأمر الذي يجعل إمكانية تقدير المخزون المؤكد لمختلف مناطق العالم ، بما فيها روسيا ، بنحو 25% فقط .
      ولدى إعادة النظر إلى تلك المناطق من منظور الدول القائمة فيها ، يتضح أن الصين في منطقة شرق آسيا فقيرة نسبيا بالنفط ، حيث أنها لم تتمكن حتى الوقت الراهن من إنتاج أكثر من ثلاثة ملايين برميل في اليوم ، وتستورد حالياً نحو نصف مليون برميل بينما ما زالت الصين تستخدم الفحم الحجري في كثير من المجالات لتوليد الطاقة . وتكاد تكون اندونيسيا هي الدولة الوحيدة الغنية نسبياً بالنفط والغاز في الوقت الراهن ، وذلك إلى جانب سلطنة بروناي، وبعض الكميات المتواضعة في بورما وماليزيا واستراليا . أما الهند ، فهي لم تتمكن حتى الآن من إنتاج سوى مليون ونصف المليون برميل يوميا وتستورد نحو ثلثي احتياجاتها . إن المعلومات المتوفرة حتى الآن أنما تشير إلى احتمال نفاذ مخزون اندونيسيا المؤكد من النفط بعد نحو 9 سنوات ، ونفاذ مخزون الصين بعد نحو 20 عاما، ما لم يتم صرف العديد من مليارات الدولارات للتنقيب ومحاولة الاستخراج ، الأمر الذي يجعل الاستيراد ارخص تكلفة. أن الدول الواعدة بالتحول إلى قوى عالمية بدرجة أو أخرى في شرق آسيا هما الصين والهند . وستحتاج هاتان الدولتان إلى استيراد كميات هائلة من النفط في المستقبل القريب .
      وتشكل منطقة غرب آسيا المنطقة الأغنى في العالم بالنسبة للنفط المكتشف . وبمعيار الدول ، فلقد كانت هذه المنطقة تضم في السابق كلا من الاتحاد السوفياتي شمالا والخليج العربي - الفارسي جنوباً . أما الآن ، وبعد تفكك الاتحاد السوفياتي منذ عام 1991 ، فقد أصبحت هذه المنطقة تضم روسيا شمالاً على الرغم من أن حقولها تقع في شمال شرق آسيا ، والقوقاز ودول بحر قزوين في الوسط ، والخليج العربي - الفارسي جنوباً .
       ففي روسيا ، يعتقد بان حقول سيبيريا تضم كميات هائلة من النفط ، غير أنها تندرج ضمن تخمينات الاحتياطي المحتمل وغير المؤكد ، وذلك لسببين ، أولهما أن الاتحاد السوفياتي السابق ، لم يكن ينشر المعلومات المتوفرة لديه أن توفرت ، حول هذا الاحتياطي . والثاني هو أن عمليات التنقيب والاستخراج من تلك الحقول تتطلب أموالا هائلة لم تكن متوفرة لدى الاتحاد السوفياتي السابق ولا لدى روسيا الآن . لقد كان الاتحاد السوفياتي ينتج حتى أواسط الثمانينات نحو 12.5 مليون برميل يومياً، معظمه من الأراضي الروسية ، وهو حجم يفوق ما تنتجه العربية السعودية، بينما كان نفط منطقة بحر قزوين والقوقاز غير مستغل إلا على نحو هامشي. أما في دول شرق أوروبا التي كانت تابعة للاتحاد السوفياتي ، فكانت رومانيا هي الدولة الوحيدة التي لديها ثروة نفطية غير كبيرة .
      ويقدر المخزون النفطي المؤكد في روسيا حالياً بنحو 40 مليار برميل ، كما يقدر مخزونها من الغاز بنحو 1500 ترليون قدم3 وهو يكاد يكون اكبر مخزون محقق في دولة واحدة، بينما تتراوح التقديرات بشأن دول القوقاز وبحر قزوين بين حد أدنى مؤكد يبلغ نحو 70 مليار برميل وحد أعلى محتمل نحو 200 مليار . وهناك في إحدى تلك الدول وهي تركمانستان مخزون كبير من الغاز .
      أما الخليج العربي - الفارسي ، فهو المنطقة الأغنى بالنفط والغاز في العالم ودون منازع، حيث يتراوح المخزون المؤكد وشبه المؤكد بين 70 مليار و 800 مليار برميل ، بالإضافة إلى مخزون الغاز الذي يقدر بنحو 4000 ترليون قدم3 . وتضم هذه المنطقة دولاً غنية جداً بالنفط هي إيران والعراق والعربية السعودية والكويت والإمارات العربية ، ودولاً ذات كميات متواضعة مثل عمان وقطر التي يوشك نفطها على النفاذ والتي يوجد لديها مخزون كبير من الغاز لم يتم استغلاله بعد، بينما يكاد لا يوجد النفط في دولة البحرين. ويقدر عمر النفط والغاز في هذه المنطقة بنحو 100 عام تقريباً ، إذا ما حوفظ على مستويات الإنتاج الحالية . وقد تم استخراج النفط ، وإنما بكميات متواضعة ، في عدد من الدول العربية الواقعة إلى الغرب من الخليج ، كاليمن وسورية وفلسطين حيث تقول المصادر الإسرائيلية أن هناك نحو 400 بئر تم حفرها وتسد قدراً ضئيلاً من احتياجات إسرائيل الداخلية .
      وتشكل أوروبا أكثر المناطق فقراً في العالم بالنسبة للنفط والغاز . ففي غرب أوروبا تكاد تكون النرويج ، ثم بريطانيا منذ اكتشاف نفط بحر الشمال قبل نحو 25 عاماً ، هما الدولتان الوحيدتان اللتان لديهما ما يكفي حالياً لاكتفائهما الذاتي ، بينما تصدر النرويج جزءا من نفطها . غير أن مخزونهما المؤكد ضئيل والاحتياطي شبه المؤكد لبحر الشمال لا يتجاوز 50 مليار برميل . وهناك مخزونات مؤكدة من الغاز في بريطانيا والنرويج وهولندة ، غير أنها تظل هامشية إذا ما قورنت بمناطق أخرى .
      أما أفريقيا ، فيتوفر النفط في الشمال العربي من القارة ، وفي الوسط في نيجيريا ، وكذلك أنغولا . ففي الشمال العربي ، يقدر المخزون النفطي في ليبيا بنحو 23 مليار برميل ، ولا يزيد مخزونها المؤكد من الغاز على نحو 130 ترليون قدم3 . وكذلك الجزائر التي يقدر مخزونها من النفط والغاز اقل من مخزون ليبيا . وهناك كميات قليلة في تونس ومصر والسودان ، وهي مخزونات مهددة بالنفاذ في فترة أقصاها عقدين باستثناء ليبيا التي قد يطول عمر نفطها إلى نحو 50 عاما . أما نيجيريا فان مخزونها النفطي يكاد ينفذ ، ولديها مخزون من الغاز يقدر بنحو 350 ترليون قدم3 .
        وتعتبر كتلتا أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية غنيتان نسبياً بالنفط والغاز . ففي أمريكا الشمالية ، هناك نفط وفير نسبياً في الولايات المتحدة وكندا وألاسكا والمكسيك . غير أن المخزون النفطي المعلن بأنه مؤكد للولايات المتحدة لا يتجاوز 23 مليار برميل ، كما أن مخزونها المؤكد من الغاز لا يتجاوز 162 ترليون قدم3 . وإذا ما كانت هذه التقديرات صحيحة ، فهذا يعني ان نفط الولايات المتحدة سينفذ خلال عشر سنوات . وهناك اعتقاد بان الولايات المتحدة لا تكشف الأرقام الحقيقية لمخزوناتها المؤكدة والمحتملة وبأنها تحتفظ بما لديها من مخزون كاحتياطي استراتيجي بعيد المدى ، حيث يشار إلى إن إنتاجها للنفط قد انخفض خلال العقد الأخير نحو 25% ، وأنها أخذت تتجه أكثر فأكثر نحو استخدام الغاز ، في الوقت الذي تشير فيه الأرقام المعلنة عن مخزون الغاز إلى أنه مخزون متواضع .
       كذلك هناك نفط في كندا ، حيث لا يزيد المخزون المؤكد على 5 مليارات برميل ، و 70 ترليون قدم3 من الغاز . ويقدر بان هذا المخزون سينفذ خلال تسعة أعوام .  
     أما ألاسكا ، فلا تتجاوز التقديرات لمخزونها النفطي المؤكد 15 مليار برميل والاحتياطي المحتمل نحو 40 مليار .
      وتحتوي المكسيك التي تنتمي لكتلة أمريكا الوسطى على اكبر مخزون نفطي في القارة الأمريكية ، حيث يقدر المخزون المؤكد بنحو 20-40 مليار برميل ، والمحتمل 37 مليار، بينما يعتقد آن لديها مخزوناً كامنا طويل الأمد يقدر بنحو 120 -150 مليار برميل ، وإذا ما صحت هذه التقديرات فان هذا يضعها في المرتبة الثالثة بعد الخليج وقزوين على المدى البعيد. وهناك اعتقاد بان المكسيك لا تنشر أرقام مخزونها الحقيقي حيث يعتقد البعض بأن الأرقام المذكورة أعلاه مبالغ فيها ، بينما يرى البعض عكس ذلك .
      وتشكل كتلة أمريكا اللاتينية إحدى المناطق الغنية نسبياً بالنفط حيث يقدر ما لديها بنحو 12% من الاحتياطي المؤكد في العالم . وتعتبر فنزويلا أغنى بلدان أمريكا اللاتينية في هذا المجال، حيث ارتفع حجم مخزونها المؤكد بين عامي 1970 و 1994 من 14 مليار إلى 65 مليار برميل . كما أن لديها كمية محققة عالية نسبياً من الغاز قدرت عام 1996 بنحو 406 ترليون قدم3. وهي عضو في الأوبك منذ تأسيسها في عام 1960 . وهناك كميات قليلة من النفط وكميات اكبر من الغاز في البرازيل ولكنها تستورد نحو ثلث احتياجاتها ، وكذلك في كولومبيا والإكوادور. كما يشار إلى استخراج الغاز في بوليفيا والبيرو .
     وبشكل عام ، فان المخزون النفطي العالمي المؤكد كان يقدر في عام 1970 بنحو 546 مليار برميل بينما قدر الاحتياطي غير المؤكد بنحو 900 مليار . وفي عام 1994 قدر المخزون المؤكد بنحو 817 مليار بينما وصلت تقديرات عام 1996 للمخزون المؤكد إلى نحو 965 مليار برميل ، بل أن هناك بعض الأوساط التي تقدر الاحتياطي بعيد الأمد للنفط في العالم بأكثر من ثلاثة ترليونات برميل. والجدير بالذكر ان تقديرات عام 1970 لم تكن تشمل مخزونات الاتحاد السوفياتي، في حين شملت التقديرات اللاحقة كلا من روسيا ودول القوقاز وقزوين .
     ويدل الاستعراض السابق أن هناك العديد من الدول في مختلف أنحاء العالم قد اتجهت وبخاصة منذ ارتفاع أسعار النفط بعد حرب تشرين 1973 للبحث عن النفط في أراضيها ، غير أن النفط سينفذ في العديد من دول العالم خلال عقد آو عقدين قادمين، ما لم تتم عمليات تنقيب واستخراج جديدة بالغة التكاليف ، وهي عمليات لا يمكن القيام بها على المدى المنظور إلا من قبل الشركات الغربية التي تملك التكنولوجيا والمال .
      كذلك يتضح أن الحاجة للنفط والغاز تتزايد باستمرار ، وبخاصة في الدول التي تعتمد برامج تنمية حديثة شاملة . وفي ضوء أن كتلة غرب آسيا الممتدة من جنوب روسيا إلى جنوب الخليج العربي - الفارسي ، عبر دول القوقاز وبحر قزوين ، هي المستودع الأكبر للعالم بالنسبة للنفط والغاز ، فمن المتوقع أن يكون التنافس الدولي على هذه المنطقة ضارياً ، وذلك في ضوء أن دول هذه المنطقة هي دول متخلفة غير قادرة على التحكم بمصير ثرواتها .
   للإطلاع على المزيد إضغط هنا

   مصادر الدراسة
     1.       الموسوعة البريطانية .
     2.       تقارير منظمة الأوبك لعام 1997 .
     3.       تقارير منظمة الأوسيد لعام 1997 .
     4.       اللوموند الفرنسية -دارسة نشرت في 27/9/1991 .
     5.       تقارير بعض الشركات النفطية : اينفستا الأمريكية وتوتال الفرنسية .
  6.  مجلة الإيكونوميست البريطانية - الأعداد : 24/5/1997 ، 15/11/1997 ، 3/1/1998، 24/1/1998 ، 3/1/1998، 24/1/1998 ،31/1/1998.
     7.       مجلة نيوزويك الأمريكية 24/11/1998.
     8.       صحيفة النيوزويك تايمز في 21/9/1997.
    وكالة الأنباء الأمريكية نشرتا 29/9/1997 و 24/11/1997 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا