التسميات

الأحد، 29 نوفمبر 2015

جغرافية تسول النساء والأطفال بمدينة مكة المكرمة - فاطمة موسى مطاعن - رسالة ماجستير 1428هـ


جغرافية تسول النساء والأطفال بمدينة مكة المكرمة




إعداد
 فاطمة موسى مطاعن


 

إشراف 

الأستاذ الدكتور 
رمزي بن أحمد الزهراني 



  دراسة مقدمة إلى قسم الجغرافيا كلية العلوم الاجتماعية

جامعة أم القرى متطلب تكميلي لنيل درجة الماجستير
 
في الجغرافيا



الفصل الدراسي الثاني ١٤٢٨هـ






الملخص

   اهتمت الدراسة بجغرافية تسول النساء والأطفال بمدينة مكة المكرمة ، وذلك بتعرف أنماط التوزع المكاني للمتسولين ، وربطها بخصائصهم الاجتماعية والاقتصادية ، واعتمدت في بياناتها على استبانة أعدت لهذا الغرض ، إضافة إلى بعض البيانات الإحصائية المتوفرة لدى مكتب مكافحة التسول وإدارة الترحيل بمكة المكرمة .كما استخدمت بعض الأساليب الإحصائية لتعرف العلاقة المكانية بين متغيرات ظاهرة الدراسة ، وأهمها مربع كاي ومعامل كريمر . 

  وقد أبرزت النتائج الرئيسة لهذه الدراسة نزعة واضحة لتركز المتسولين ضمن الدائرتين الأولى والرابعة ،كأماكن للسكن بشكل عام . كما لوحظ تفوق نسبة الإناث من الأطفال على الذكور في غالبية مناطق الدراسة ، خاصة من تقل أعمارهم عن ( ١٢ عاما ) ، والتي شكلت نسبتهم أكثر من نصف حالات الدراسة . وظهر بوضوح أن غالبية المتسولين هم من غير السعوديين ، مقيمون في المملكة بصورة غير نظامية ، كان قدومهم إلى المملكة لأداء شعيرتي الحج والعمرة ، أميون ، وعاطلون عن العمل . كما أن غالبية النساء من هذه الفئة متزوجات ، يقطن بالدائرة الأولى . 

  وبشكل عام فقد كان التخطيط والبعد عن العشوائية السمة الغالبة على أداء المتسولين بهذه الدراسة ، والعمل ضمن مجموعات تراوحت في غالبيتها ما بين ( ٢- ٤ أفراد ) . وكان من أبرز الوسائل المستخدمة للتنقل سيارات الأجرة ، يليها السير على الأقدام . كما ثبت وجود رحلتين متتاليتين للتسول ، الأولى مباشرة من مكان السكن إلى مكان التسول الأول ، والأخرى غير مباشرة ، تتم عبر انتقال المتسولين من مكان التسول الأول إلى الثاني . ويتسول الغالبية العظمى خلال الفترة الممتدة من الصباح حتى الظهيرة .

   وأخيرا توصي الدراسة بضرورة الاستفادة من نتائجها في مكافحة ظاهرة التسول ، وإجراء مزيد من الدراسات الأخرى على مدينة مكة ، تركز على جغرافية تسول الذكور ، التي لم تتطرق لها الدراسة الحالية ، وكذلك إجراء دراسات جغرافية أخرى على غرار هذه الدراسة لمدن أخرى في المملكة .

الفصل الأول 

التعريف بموضوع الدراسة 

- المقدمة

- مشكلة الدراسة وتساؤلاتها 

- أهداف الدراسة 

- بيانات الدراسة وطرق تحليلها 

الفصل الثاني

الإطار النظري والدراسات السابقة 

- الإطار النظري 

- تطور ظاهرة التسول 

- الدراسات السابقة

٦– الخاتمة :

   تعد دراسة جغرافية تسول النساء والأطفال في مدينة مكة المكرمة ، من الدراسات الحديثـة التي تدخل ضمن إطار الجغرافيا الاجتماعية ، التي بدأت تأخذ مكانها بين العلوم . وقد كان الهـدف من هذه الدراسة كشف خصائص المتسولين وارتباطها بأسباب التسول ، مع تتبع التوزع الجغـرافي للمتسولين من حيث مواقع السكن والتسول وفقا لهذه الخصائص ، بالإضـافة إلى إبـراز و تحليـل العلاقات المختلفة بين خصائص التسول والمتسولين وكل من أسباب التسول و مواقعـه ، و مواقـع سكن المتسولين . ولقد تم التوصل في نهاية هذه الدراسة إلى مجموعة من النتائج و التوصيات ، الـتي يمكن الإفادة منها مستقبلا في مكافحة هذه الظاهرة.

النتائج 

  أسفرت هذه الدراسة التي تم تطبيقها على مجموعة من المتسولين من النسـاء و الأطفـال في مدينة مكة المكرمة عن مجموعة من النتائج تتمثل في تباين الخصـائص الاجتماعيـة والديموغرافيـة للمتسولين من الأطفال والنساء ، فقد ظهر أن غالبية الأطفال المتسولين على مستوى المدينة بحسـب الجنس كانوا من الإناث ، الذين شكلوا الغالبية من المتسولين الأطفال بنسبة تقدر بنحو (٥٩.١٪) ، وكان انتشارهم مرتفعا في جميع الدوائر الانتخابية ، ما عدا الدائرتين الانتخابيتين الثانية والثالثة الـتي ارتفعت كما نسبة الذكور . 

   وبإمعان النظر في الوضع العام للمتسولين في مدينة مكة المكرمة حسب الجنسية ، ظهـر أن غير السعوديين شكلوا الغالبية من المتسولين في مدينة مكة ، وقد كان انتشارهم مرتفعـا في جميـع مناطق الدراسة ، بينما جاء السعوديون كأقل الجنسيات إسهاما في التسول . في حين ظهر أن غالبية المتسولين في هذه الدراسة هم ممن تقل أعمارهم عن (١٢ عاما ) ، حيث شكل المتسولون من هـذه الفئة العمرية أكثر من نصف حالات الدراسة ، وكان تركزهم عاليـا في مجموعـة الـدوائر الأولى والرابعة والخامسة . 

  وقد اتسم المستوى التعليمي بالتواضع والانخفاض لغالبية المتسولين ، حيث جاء الأميـون في رأس قائمة المتسولين المقيمين بالدائرة الأولى ، تلاهم مباشرة ذوي التعليم الابتـدائي الـذين جـاء معظمهم من سكان الدائرتين الأولى والرابعة ، أما الذين تجاوزوا التعليم المتوسط والثانوي فلم يكـن لهم أي تأثير يذكر على معدلات المتسولين . وفيما يتعلق بالحالة الاجتماعية للنساء المتسولات ، فقد كشفت نتائج الدراسة عن أن (٧٧٪) من المتسولات هن من المتزوجات ، اللاتي يسكن غالبيتهن في الدائرة الأولى . كما أن غالبية المتسولين المقيمين ذه الدائرة تقل مدة إقامتهم في السـكن عـن (٥ أعوام ) ، وجاء المتسولون الذين تجاوزت مدة إقامتهم في السكن عن (١٨ عاما فأكثر ) في مـؤخرة قائمة المتسولين هذه الدائرة . 

   وحول عدد المقيمين مع المتسولين في السكن ، فقد ظهر أن غالبية المتسولين هم ممن يقيمون مع أسر يتراوح حجمها بين المتوسطة والكبيرة ، وقد كان غالبية المتسولين المقيمين مع أسر متوسطة من سكان الدائرة الأولى ، أما الذي يقيم منهم مع أسر كبيرة فمعظمهم قدموا مـن الـدوائر الأولى والرابعة والخامسة.

  وجاء القسم الأكبر من المتسولين غير السعوديين المقيمين في مدينة مكة بصورة غير نظامية ، يسكن معظمهم في الدائرة الأولى ، وتقل مدة إقامة غالبيتهم في مدينة مكة عن ( ٥ أعوام ) . 

   وبتتبع أسباب قدوم غير السعوديين إلى مدينة مكة نجد أن أداء شعيرتي العمرة والحج ، كانت من أبرز أسباب قدوم هؤلاء المتسولين إلى مدينة مكة ، حيث كان أعلى تواجد لهـاتين الفئـتين في الدائرة الأولى أيضا ، التي ثبت ارتفاع نسبة المهاجرين المتواجدين بها بشكل مؤقت ، وقد كانوا ممن يكثر حراكهم السكني ضمن حدود الحي نفسه . 

   وحول التوزع الجغرافي لسكن المتسولين على مناطق الدراسة ، فإن السواد الأعظـم منـهم يتركزون في الدائرتين الأولى والرابعة على التوالي ، في حين جاء أقل تركز لهم في الدائرة الخامسة 

   وبتتبع نتائج تحليل العلاقة بين مواقع السكن وفق الخصائص الاجتماعية للمتسولين ، اتضـح تفاوت مستوى هذه العلاقة وقوتها بين متغير وآخر ، حيث تراوحت غالبية هذه العلاقـة مـا بـين المتوسطة والقوية ، مما يكشف قوة العلاقة الكامنة بين مواقع سكن المتسولين حسـب الخصـائص الاجتماعية . 

   كما وتتباين مستويات العلاقة بين أسباب التسول حسب الخصائص الاجتماعية للمتسولين ، فقد تراوح مستوى غالبية هذه العلاقات ما بين المتوسطة والقوية أيضا ، مما يعكس مدى التأثير الذي لعبته الخصائص الاجتماعية في ممارسة التسول . 

  ولعل من الجدير بالإشارة عند النظر إلى الخصائص الاقتصادية للمتسولين ، ملاحظة ارتفاع نسبة العاطلين عن العمل بين المتسولين في مدينة مكة . وعلى العكس من ذلك جاء المتسولون ممـن يمارسون أعمالا متعددة كالبيع والخدمة في المنازل في آن واحد معا ، و ممن يدرجون تحت مسـمى عامل كأقل الفئات تأثيرا في ظاهرة التسول ، وأعلى تركز لهم بين سكان الدائرتين الأولى والرابعة . 

  في حين ظهر تباين مستوى الدخل الشهري للمتسولين ، فقد حل المتسولون الذين يقل دخل أسرهم الشهري عن ( ٣٠٠ ريالا ) أولا بالدائرة الأولى ، التي يسكنها أغلبية وافدة غير نظاميـة ، الأمر الذي يصعب عليهم الحصول على عمل . أما الذين يتراوح دخلهم الشهري بين ( ١٠٠٠ إلى أقل من ١٣٠٠ ) ريالا ، فقد أظهرت النتائج ضعف التأثير الذي تلعبه هذه الفئة في ممارسة التسـول في مدينة مكة المكرمة . 

   وبتتبع الدخل الشهري للمتسولين من المهنة ، أظهرت الدراسة أنه كان متنوعـا ، غـير أن أغلب هؤلاء المتسولين كان يصل دخلهم من المهنة إلى أقل من (٧٠٠ ريالا ) . كما ظهر أن غالبية المتسولين ممن يزيد دخلهم الشهري من التسول عن ( ٢٥٠٠ ) ريالا ، جاءوا من الـدائرة الأولى ، التي شهدت تدني بنسبة المتسولين ممن يتراوح دخلهم من التسول ما بين ( ٢٠٠٠ إلى أقل من ٢٥٠٠ ) ريالا .

  ولعل من الجدير بالملاحظة أن أكثر من نصف المتسولين كانوا يقيمون في مساكن مستأجرة ، وجاء أعلى تواجد لهم بين سكان الدائرتين الأولى والرابعة . فيما حل ثانيا المتسولون الذين يقيمون في مساكن مملوكة لهم أو لذويهم ، نصفهم تقريبا يقيم في الدائرة الأولى التي شهدت تزايدا بنسـبة ساكني المساكن الشعبية ، في حين سجلت نسبة المقيمين في شقق نسبة لا بأس بها بين سكان الدوائر الأولى والثالثة والخامسة .

  وعند تتبع نتائج تحليل العلاقة بين مواقع سكن المتسولين وفق خصائصـهم الاقتصـادية ، كشفت الدراسة عن تقارب مستوى تلك العلاقة والتي تعد متوسطة في مستواها بشكل عام ، ممـا يؤكد مدى التوافق بين مواقع السكن حسب خصائص المتسولين الاقتصادية . 

  كما ويتباين التوزع الجغرافي للمتسولين حسب الخصائص العامة لظاهرة التسـول داخـل مناطق الدوائر الانتخابية بمدينة مكة المكرمة ، وأن كان تركزها أكثر وضوحا في مجموعـة الـدوائر الأولى والثالثة والخامسة على التوالي ، بينما انخفضت نسبة المتسولين إجمـالا بالـدائرتين السادسـة والسابعة . كما كشفت الدراسة أيضا أن القسم الأكبر من هؤلاء المتسولين هم ممن تم القبض عليهم للمرة الأولى ، حيث شكلت هذه الفئة أكثر من ثلثي حالات الدراسة ، وكان انتشارهم مرتفعـا في الدائرة الأولى . 

   كما ظهر أن الغالبية العظمى من المتسولين كانوا ممن يخططون لتسولهم ، ولعل ما يؤكد هذه النتيجة تباين عدد المشاركين بالتسول ، والذي تراوح في غالبيته ما بين (٤-٢) أفراد ، ممـن تزايـد تركزهم في الدائرتين الأولى والثانية . فيما انخفضت نسبة من زاد عدد المشاركين لهم عن ( ٨ أفراد ) والذين جاءوا كأقل الفئات انتشارا في مدينة مكة ، حيث كان أعلى انتشار لهم في الدائرة الأولى . 

   أما وسيلة المواصلات المستخدمة في التسول ، فقد كشفت النتائج أن سيارات الأجرة يليها السير على الأقدام شكلت أكثر من ثلثي وسائل المواصلات التي استخدمها المتسولون في هذه الدراسة ، حيث جاء أعلى انتشار للمتسولين ممن يستخدمون سيارات الأجرة كوسيلة للوصول إلى منـاطق التسول في الدائرة الأولى ، كما ظهر ارتفاع نسبة تركز المتسولين ممن يستخدمون السير على الأقدام ضمن نفس الدائرة أيضا ، والتي تتميز بازدحامها مما يجعل السير فيها على الأقدام هو الوسيلة المثلى . 

  كما كشفت الدراسة ارتفاع نسبة المتسولين ممن تنخفض تكلفة نقلهم عـن (٩٠ ريـالا ) شهريا، جاء غالبيتهن من متسولي الدائرتين الأولى والثانية . ولم يكن للمتسولين ممن تزيـد تكلفـة نقلهم عن (٣٥٠ ريالا ) شهريا ، أي تأثير يذكر في ظاهرة التسول . 

   وقد تميزت ظاهرة التسول في مدينة مكة ، بوجود رحلة واضحة للمتسولين تتسم بعضـها بعدم الثبات بالمسافة المقطوعة بها ، مما أدى لوجود رحلتين للتسول ، الأولى مباشرة من موقع السكن إلى موقع التسول مباشرة ، والتي يقطع غالبية المتسولين خلالها ما بين (٤-١كم ) ، وبخاصـة ممـن يتسولون بالدائرة الأولى . والثانية تعد رحلة غير مباشرة ينتقل المتسولون خلالها من موقع التسـول الأول إلى موقع التسول الثاني ، وغالبية المتسولين من هذه الفئة يقطعون مسافة تتراوح ما بـين (١- ٣كم ) . 

   وبتتبع نتائج تحليل العلاقة بين مواقع التسول حسب الخصائص العامة له ، ثبـت تفـاوت مستوى هذه العلاقة وقوتها بين متغير وآخر ، حيث ظهر أن غالبية هذه المتغيرات تظهر ارتباطا ضعيفا بموقع التسول ، مما يكشف ضعف التأثير الذي يمكن أن تلعبه الخصائص العامة لظاهرة التسـول في اختيار مواقعه . 

   وبشكل عام يتشابه التسول مع بقية أنشطة الإنسان الأخرى التي تزداد في فترات زمنيـة ، وتقل في أخرى ، حيث نجد أن غالبية المتسولين هم ممن يتسولون خلال الفترة الممتدة من الصـباح وحتى الظهيرة ، وقد كان انتشارهم عاليا في جميع مناطق الدراسة بلا استثناء ، خاصة بالدائرة الأولى . حيث كان الدافع بغالبية المتسولين لاختيار هذه الأوقات يعود إلى خروج الناس لأداء الصلاة وقلة حركة الدوريات على التوالي ، وتركز غالبيتهم ضمن الدائرتين الأولى والثانية .

  كما تفوق يوما الخميس والجمعة على باقي أيام الأسبوع بارتفاع دخل المتسولين خلالهما ، وقد ارتفعت نسبتهم في غالبية الدوائر وبخاصة الدائرتين الأولى والرابعة . 

  وبتتبع نتائج العلاقة بين مواقع التسول حسب الخصائص الزمنية له ، ظهر أن غالبيـة هـذه العلاقة قد جاءت متوسطة في مستواها بشكل عام . مما يعكس مدى التأثير الذي يمكـن أن تلعبـه الخصائص الزمنية للتسول في اختيار مواقعه . 

  ولعل من الجدير بالإشارة عند النظر في نتائج هذه الدراسة ومقارنتها مع فرضياتها الواردة في بدايتها ، ملاحظة إمكانية التعميم عند الحديث عن واقع توزع المتسولين ، سـواء مـن النسـاء أو الأطفال، بالرغم من تباين مستويات العلاقة بين كافة المتغيرات ، فقد ترتفع قيمة معامل ما ، بينمـا تنخفض قيم الآخر . إلا أن غالبية هذه العلاقات قد اتفقت مع فرضيات الدراسة . 

   وأخيرا أسفرت النتائج الخاصة بالحالة الاجتماعية لأولياء أمور الأطفال في مدينة مكة المكرمة ، أن نسبة المتزوجين منهم قد شكلت الغالبية العظمى بنحو (٨٢.٨٪) من إجمالي حالات الأطفال ، وكان غالبية المتسولين من هذه الفئة يمارسون التسول بدافع الفقر والحاجة . وجاء من كانت والدته متوفية بأقل النسب إسهاما في التسول ، وقد كان جميعهم أيضا يمارسون التسول نتيجة للفقر والحاجة ، في حين جاء غالبية المتسولين الأطفال في هذه الدراسة ممن كان والده يمثل رب الأسرة ، وذلـك بنسبة تقدر بنحو (٦١.٥٪) .

   وبالنسبة لوجود الأب والأم على قيد الحياة ، فقد أثبتت نتـائج الدراسـة أن نحـو مـن (٨٨.٢٪) من الأطفال والدهم على قيد الحياة . في حين شكلت نسبة من كانت والدته على قيـد الحياة نحو (٩٨.٥٪) . 

   أما بالنسبة للمستوى التعليمي للوالدين ، فقد جاء الأميون من الوالدين بأعلى نسبة ، وجميع الأطفال من هذه الفئة يمارسون التسول نتيجة لعاملي الفقر والحاجة والرغبة في زيادة الـدخل ، في حين تساوت نسبة من كان والديه من ذوي التعليم الجامعي والتي بلغت (٢.٥٪) . 

   وفيما يتعلق بالحالة الاقتصادية للوالدين ظهر أن ما يقارب (٢٩.٦٪) من الآباء يمارسـون أعمالا حرة متواضعة ، فيما بلغت نسبة الأمهات الأميات من هذه الفئة نحـو (٢٥.٦٪) . وكـان غالبية الأطفال المنتمين لآباء يمارسون أعمالا حرة متواضعة يتسولون بدافع الفقر والحاجة ، في حـين كان إجبار ولي الأمر هو الدافع بالأطفال لممارسة التسول من جهة الأمهات الـلاتي يمارسـن ذات الأعمال .

التوصيات 

  يعرض هذا الجزء من الدراسة على ضوء النتائج التي أسفرت عنها بعـض التوصـيات الفاعلـة لأخذها بعين الاعتبار أثناء التخطيط المستقبلي لمكافحة هذه الظاهرة و إجراء البحوث العلمية في هذا المجال : 

١ - تشجيع البحوث المتعلقة بموضوعات جغرافية التسول ، لأهميتها و إسهاماتها الفاعلة في فهم ظاهرة التسول والحد من انتشارها ، باعتبار أن مثل هذه الدراسات يمكن أن تشكل قاعـدة أو ركيزة أساسية لأي دراسة مستقبلية في هذا المجال . 

٢- إجراء بعض الدراسات الجغرافية على غرار هذه الدراسة في مدن أخرى من مدن المملكـة العربية السعودية لمعرفة الخصائص الاجتماعية و الاقتصادية التي يتسم بها المتسـولون ، وكيفيـة انتشارهم ، مع محاولة إجراء دراسة متكاملة عن جغرافية التسول في مدينة مكة تتضمن الذكور . مما لم تتناوله هذه الدراسة . 

٣- الاهتمام بنشر الإحصاءات الخاصة بالمتسولين على مستوى الدولة أو المدن ، لأهميـة هـذه الإحصاءات في الدراسات العلمية لهذه الشريحة الاجتماعية . 

٤- تضمين الاستمارات التي تملئ من قبل المتسولين لبعض البيانات التي قد تساعد المهتمين على تتبع سير هذه الظاهرة وذلك على النحو التالي : 

أ - بيانات تتعلق بالخصائص الاجتماعية : كحجم الأسرة ومكان الميلاد ، و الأحيـاء السابقة للسكن لكونها من أكثر العوامل التي تدل على حراك المتسـولين ، إضـافة إلى الاهتمام بتتبع الأوضاع الاجتماعية لأسر المتسولين الأطفال . 

ب - بيانات تتعلق بالخصائص الاقتصادية : كالدخل أو موقع السكن وملكيته ونوعيته ، ومدة الإقامة به وعدد غرفه . 

جـ - بيانات تتعلق بخصائص التسول العامة والزمنية : كموقع التسـول ، و درجـة التخطيط له ، وعدد المشاركين به ، وكذلك الأماكن المختـارة للتسـول ، وأوقـات التسول، وأكثر الأيام لممارسته ، والوسيلة المستخدمة في الوصول لتلـك الأمـاكن ، وتكلفتها والزمن المستغرق للوصول لها مع بيانات متكاملة عن المسافة الـتي يقطعهـا المتسولين 

٥ - تكثيف الوعي بمخاطر ظاهرة التسول ، وذلك من خلال إقامة الندوات التثقيفية بصـورة مستمرة للتعريف والتوعية بمخاطر هذه الظاهرة ، وما قد يترتب عليها من أضرار قد تـنعكس على المجتمع وعلى هؤلاء المتسولين أنفسهم . 

٦- إيجاد نظام أكثر صرامة من قبل وزارة الشئون الاجتماعية نحو هؤلاء المتسولين ، سواء مـن النساء أو الأطفال ، يقتضي بالترحيل الفوري لغير السعوديين مع سجن السعوديين لمدة لا تقـل عن أسبوعين على الأقل ، وذلك في سبيل الحد من هذه الظاهرة .

٧- تكثيف عمل الدوريات للقبض على المتسولين حسب أوقات مدروسة لكل مواقع التسول في جميع أرجاء مدينة مكة المكرمة. 

٨- العمل على دراسة ومعالجة ظاهرة التخلف بين الوافدين واجتثاثها. 

٩- دراسة أوضاع المتسولين السعوديين وحل مشاكلهم بما يكفل لهم الحياة الكريمة . 

١٠- إنشاء خريطة موحدة لمدينة مكة المكرمة ، وذلك لتجنب التضارب في مسميات الأحيـاء وعددها مع وضع حدود دقيقة وواضحة لهذه الأحياء .


تحميل الرسالة

👇





للقراءة وتحميل الرسالة


👇

👈               drive.google




تحميل الرسالة من قناة التليغرام





👇







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا