تشكيل الفراغات والساحات العامة في البلدة القديمة في مدينة نابلس: تحليلها ومقترحات تطويرها

تشكيل الفراغات والساحات العامة

في البلدة القديمة في مدينة نابلس

تحليلها ومقترحات تطويرها

Morphology of Spaces and Public Squares in Old City of Nablus: Analysis and Suggestions of Development

إعداد : أسامة عبداالله صالح مصطفى

إشراف : الدكتور حسن القاضي

قدمت هذه الاطروحة استكمالا لمتطلبات الماجستير في الهندسة المعماريـة بكليـة الدراسـات العليا في جامعة النجاح الوطنية في نابلس، فلسطين

2010 

الملخص

تعتبر الفراغات مكوناً مهماً في أي نسيج حضري، فهي الجزء المكمل للأجزاء المبنية في الشكل الحضري، تحوي داخلها نشاطات السكان المختلفة (ترفيهية، اقتصادية، اجتماعية وغيرها). وهي كذلك تعكس الصورة العامة للمدينة.

  الهدف الرئيسي لهذه الرسالة هو دراسة الفراغات الحضرية داخل البلدة القديمة في مدينة نابلس وتاثيرها على الشكل الحضري العام للبلدة القديمة، بكافة اشكالها وعناصرها من ساحات وطرقات عامة واحواش سكنية مع الأخذ بعين الاعتبار القيم الحضارية والتاريخية والجمالية المميزة بالاضافة الى النواحي الاقتصادية والتجارية التي اتسمت بها بعض هذه الفراغات على مستوى المدينة والتجمعات التي حولها.

   إرتكزت الدراسة في منهجيتها على المنهج التاريخي والمنهج الوصفي والمنهج التحليلي. كما تم استخدام بعض أدوات البحث العلمي مثل المشاهدة أو الملاحظة، والمسح الميداني. وذلك من خلال الاستعانة بالمصادر التاريخية والدراسات الأثرية والمعلومات المتوفرة التي تخص مدينة نابلس. وخلصت الدراسة الى بيان نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات التي تخص الفراغات الحضرية في البلدة القديمة. كما اشارت الى ان الفراغات الحضرية القائمة غير كافية، مهملة وغير مستخدمة بشكل فاعل.

  أوصت الدراسة على ضرورة صيانة وتاهيل الفراغات الموجودة حاليا واعادة تأهيل الفراغات غير المستغلة مثل البساتين والمناطق المهدمة باستخدامات ترفيهية خاصة وتزويدها بالعناصر التي تشجع وتطور السياحة داخل البلدة القديمة، وكذلك اوصت بضرورة انشاء مسار سياحي داخل البلدة القديمة.

   وأخيراً أكدت الدراسة على أهمية تطوير هذه الفراغات كونها تعبر عن القيمة الحضارية والتراثية للبلدة القديمة في نابلس مما سيساهم في زيادة الجذب السياحي ورفع المستوى الاقتصادي لسكان البلدة القديمة. 

Abstract

 Urban space is an important component of any urban fabric; it is the complementary part of the built up area containing various human activities such as social, recreational and economical activities. It also reflects the overall image of the city.

  The main objective of this thesis is to study the urban spaces (their forms and elements) inside the Old City of Nablus and their impact on the general urban form of the Old City.

  The study includes spaces such as plazas, public roads and residential courts, taking into account the cultural, historical, economical and commercial aspects in addition to the aesthetic values of these urban spaces. 

   The methodology of the study was based on the historical, analytical and descriptive methods, in addition to research tools such as observation and field survey. Literature review was achieved from the existing historical and archaeological studies, and available information concerning the city of Nablus. 

   The study concluded the positive and negative points of the urban spaces of the Old City of Nablus, the threats and possibilities to upgrade them, since the existing urban spaces are either neglected or not professionally used.

  The study ended with general recommendations such as the need for restoration and maintenance of the existing urban spaces, in addition to rehabilitation of some of the damaged or unused spaces.

   The study also recommended the need to establish a touristic path in the Old City connecting these urban spaces.

   Finally, the study emphasized on the importance of upgrading these urban spaces. These urban spaces reflect the significant cultural value of the Old City of Nablus. Upgrading these spaces will contribute to the increasing of the quality of life of the inhabitants, the touristic attraction and raising the economical level of the population of the Old City of Nablus. 

الفصل السادس 

النتائج والتوصيات 

النتائج 

  البلدة القديمة في نابلس بعناصرها المعمارية هي كنز تراثي وحضاري من الواجب المحافظة عليه، والفراغات الحضرية فيه بجميع عناصرها وأنواعها هي الجزء الظاهر، فالانسان الساكن في البلدة القديمة أو الزائر او المار بها يسير في فراغاتها وساحتها واسواقها، فيجب ان تكون هذه الفراغات مرآة تعكس القيمة الحضارية والتراثية للبلدة القديمة وتحكي قصصها من سالف الزمن حتى يومنا هذا. لذا فان هذه الفراغات يجب ان تحاكي هذه القيمة وتكون بما يليق بالماضي العريق لهذا التكوين الحضاري. وفي ضوء الدراسة والتحليل لهذه الفراغات والمقترحات التي وضعت خلال الفصول السابقة يمكن الخروج بمجموعة من النتائج، أهمها: 

(1) تعتبر الفراغات الحضرية باختلافها متنفس لسكان البلدة القديمة على اختلاف أعمارهم وخاصة الأطفال حيث بلعبون ويلهون في هذه الفراغات كانت ساحات أم طرقات عامة.

(2) الفراغات الحضرية في البلدة القديمة لها طابع خاص يجمع بين الشكل الشبكي ( Grid Pattern) الواضح الذي ورثته من تخطيط المدينة في زمن الرومان وبين التدرج الفراغي الخاص بالمدن الاسلامية من الفراغ العام فشبه العام فالخاص. 

(3) تزخر الفراغات الحضرية باختلاف أنماطها بالعناصر المعمارية والتراثية كسبل المياه والمشربيات والقناطر وغيرها. 

(4) تنتشر على جانبي الفراغات العامة مداخل الأحواش أو الطرق الغير النافذة والتي تربط الفراغات العامة بالخاصة (المساكن).

(5) معظم الفراغات الحضرية في البلدة القديمة تحيط بها المباني بارتفاعات مرتفعة نسبيا وتتراوح بالغالب من مستويين أو ثلاث مستويات، وتقل الواجهات ذات المستوى الواحد على جانبي الفراغات. 

(6) تنتشر الاستخدامات التجارية بشكل كبير في منطقة الوسط التجاري (شارعي النصر والخان وما بينهما) وكذلك المصابن التي اشتهرت يها المدينة كصناعة رائدة. 

(7) الفراغات الحضرية في المدينة تعاني من سوء أوضاعها مثل وجود النباتات الظاهرة على جدرانها والتشويه الناتج عن التمديدات الكهربائية والصحية البارزة، قلة النظافة في بعض هذه الفراغات، بالاضافة الى وجود العديد من الفراغات المهملة التي تتكدس فيها الركام وبعض النفايات.

(8) تمتاز بعض الفراغات بقلة الاضاءة فيها حتى في أوقات النهار بسبب وجود القناطر المعتمة كما هو الحال في حارة الياسمينة، والتي تحتاج الى إضاءة. 

(9) تفتقر هذه الفراغات بوجود الفرش المناسب من لمبان إنارة مناسبة أو مقاعد أو اشارات توجيهية.

(10) تفتقر البلدة القديمة من الساحات والحدائق العامة التي تتوفر فيها مرافق ترفيهية لسكان البلدة القديمة.

التوصيات 

  في ضوء النتائج المذكورة أعلاه بالإمكان وضع التوصيات التالية: 

(أ) توصيات تخص تطوير وتنمية الفراغات الحضرية موجهة للجهات المعنية: وتشمل 

(1) العمل على تطبيق القوانين والأنظمة التي وردت في المخطط التوجيهي للبلدة القديمة في نابلس–المشروع النمساوي، والتي تستهدف الفراغات الحضرية، وبالتحديد الأنظمة المتعلقة بتنظيم فتحات المحال التجارية والاعلانات الخاصة بها. 

(2) تنفيذ ما ورد بالمخطط التوجيهي بخصوص تنظيم واعادة تركيب التمديدات الكهربائية والصحية لكي تكون غير ظاهرة للعيان أسفل ارضية الطرقات ومن ثم تمديدها على الجدران بشكل غير ظاهر واخفاؤها .

(3) الاستمرار في اعمال صيانة واعادة تاهيل الفراغات من الساحات والطرقات من خلال تبليط هذه الفراغات وتكحيل الواجهات الحجرية وازالة الاعشاب وتدعيم الجدران وخاصة الآيلة للسقوط، بالاضافة الى ازالة العناصر العشوائية الحديثة التي لا تناسب المضمون العام المحيط. 

(4) العمل على إنشاء خط سياحي داخل البلدة القديمة يرتبط مع الخط السياحي لمدينة نابلس، وتزويد هذا الخط بالاعلانات الواضحة والأثاث المناسب وأكشاك تخص بيع ارشادات ونشرات عن البلدة القديمة وتركيز بعض المحال التجارية التي تبيع تذكارات سياحية ومنتوجات نابلسية على جانبي الخط السياحي، مع ضرورة ان يمر الخط بالمعالم المهمة في البلدة القديمة مثل ساحة الياسمينة والقريون والمنارة وكذلك المرور من الطرقات العامة مثل شارعي النصر والخان وما تحويه من عناصر معمارية مهمة مثل الحمامات والصبانات والخانات.

(5) تزويد هذه الفراغات من ساحات وطرقات بالأثاث المناسب مثل المقاعد والانارة وصيانة سبل المياه الموجودة وزرع الاشجار المنفردة. 

(6) صيانة وتأهيل الفتحات على جنبات هذه الفراغات من بوابات وشبابيك والتركيز على المشربيات واعادة تدعيمها وبناؤها بمواد البناء الأصلية. 

(7) العمل على تنفيذ مشاريع تستهدف الفراغات الناتجة عن تهدم المنشأت مثل ساحة صبانة كنعان وساحة صبانة فطاير أو الساحة الواقعة خلف مقام الشيخ مسلم واستملاكهما لأجل عملهما ساحات عامة لخدمة سكان البلدة القديمة والزوار وتزويدها بالفرش المناسب، كما ذكر في المقترحات الواردة في الفصل الخامس بخصوص هاتين المنطقتين. 

(8) العمل على استغلال البساتين الخاصة بالقصور وتنفيذ مشاريع فيها من اجل زيادة مساحة الفراغات العامة والتي تخدم سكان البلدة القديمة مع ضرورة ربطهما بالطرقات والساحات العامة الموجوددة اصلا، كما أقترح سابقاً بخصوص إعادة استخدام بستان عجعج وبستان قصر طوقان. 

(9) إعادة تأهيل البساتين التي صنفت كبساتين لها قيمة تراثية وتاريخية وصيانتها، كما في بستان دار طوقان وبستان قصر عاشور، مع ضرورة ربطهما بالمحيط لفتحمهما امام الزوار. 

(10) ضرورة إعادة تاهيل الأحواش السكنية وصيانتها واستغلال الفراغات المهملة فيها كالساحات والبساتين الملاصقة لها وإعادة استخدامها لتخدم سكان هذه الأحواش من خلال تزويدها بالفرش المناسب واذا أمكن ألعاب للأطفال.

(11) تطوير الحديقة الدنماركية الواقعة في أقصى غرب البلدة القديمة (بستان إستيتيه) من خلال عمل مدخل آخر لها من جهة البلدة القديمة لربطها بالبلدة من جهة ديوان الياسمينة ليستفيد منها سكانا لبلدة القديمة بشكل افضل.

(12) العمل على استغلال واعادة استخدام القصور والمباني المهملة لأغراض مرافق عامة واستغلال الفراغات المرافقة لهذه القصور كالبساتين من أجل خدمة أهالي البلدة القديمة كما في مقترح إاعادة استخدام دار عبدالهادي وصبانة عبد المجيد السيحاني في حارة القريون.

(13) العمل على تطبيق مقترحات الخطة التوجيهية بخصوص استغلال الفراغات والبساتين المحيطة بالبلدة القديمة كمواقف للسيارات والمركبات التي تدخل البلدة القديمة، والعمل بشكل جدي على تنظيم حركة مركبات الخاصة بالبلدية من والى البلدة القديمة وجعلها ضمن ساعات معينة للخدمة او للطوارئ، وتفضل أن تكون مركبات الخدمة هذه مناسبة لطرق البلدة القديمة ولا تلوث البيئة ويفضل أن تكون صديقة للبيئة. 

(14) الاهتمام بالعناصر المعمارية المميزة المنتشرة على جنبات الفراغات الحضرية مثل المداخل، المشربيات، وأسبلة المياه والعمل على صيانتها بشكل دوري لكي تعطي منظرا جميلاً للفراغات والطرقات العامة.

ب) توصيات تخص رفع مستوى الوعي وإشراك الأهالي في تحسين وتطوير الفراغات العامة: وتشمل 

(1) العمل على زيادة الوعي لدى الأهالي بأهمية الحفاظ على الساحات والطرقات العامة بجميع عناصرها والمحافظة على نظافتها وصيانتها.

(2) العمل على إشراك أهالي البلدة القديمة في أعمال تطوير وتنمية الفراغات الحضرية، كون سكان البلدة القديمة هم المستفيد الأكبر من هذه الفراغات، من خلال اشراكهم في المشاريع التي تخص إعادة تأهيل الفراغات مثل المشاركة في اتخاذ القرار أو المساهمة في العمل من خلال الجوانب التطوعية أو المادية وغيرها من الأساليب. 

(3) توفير برامج توعوية تستهدف السكان وتعنى بطرق المحافظة على الساحات العامة وصيانتها ونظافتها وعمل دورات لهم تعنى بزيادة الوعي أو ندوات أو نشرات.

4) تقديم دورات تدريبية تستهدف الفنيين داخل البلدة القديمة في مجال الترميم والحفاظ من اجل صيان منازلهم وخصوصا الواجهات أو المشربيات او النوافذ المطلة على الساحات والطرقات العامة . 

(5) العمل على تركيز أنشطة وفعاليات في المناسبات الدينية والوطنية في هذه الساحات مثل احتفالات ذكرى المولد النبوي والأنشطة الثقافية الأخرى، لتعزيز مكانة البلدة القديمة بشكل عام عند سكان المدينة، بالاضافة الى تنظيم زيارات ميدانية في أرجاء البلدة القديمة من قبل أطفال المدارس والجامعات لتعريفهم بالبلدة القديمة بشكل أكبر.

للقراءة أونلاين والتحميل إضغط هنا