التسميات

الأربعاء، 11 مايو 2016

إستكشاف الأمية المنهجية في الأدب الجغرافي العربي - أ.د. فتحي محمد مصيلحي ...


استكشاف الأمية المنهجية في الأدب الجغرافي العربي

بقلم : أ.د. فتحي محمد مصيلحي



ندوة الأمية الجغرافية في مصر

المجلس الأعلى للثقافة


3 / 4 / 2012

توطئة:

    تناقش بهذه الندوة قضية شائكة تتمثل في تفشي الأمية بين الجغرافيين مما يعد تحديا كبيرا في تقويم هذه القضية لكونهم مشاركين في المسئولية عن تفشيها وصعوبة فصل المٌلاحظ (الجغرافيون)عن الملاحظ (الأمية الجغرافية) ، لكن يعد هذا مقبولا إذا كان الغرض تصويب مسار البحث والتعليم الجغرافي في مصر. 

   وتتغلغل الأمية لتتجاوز الحقائق الجغرافية إلى أدبيات المنهج الجغرافي الذي يتحكم في التفكير الجغرافي السليم ويحدد خواص المنتج الفكري لعلم الجغرافيا بما يسمح بتسويقه، بما ينعكس على تصويب مكانتها التي تليق بها بين العلوم الأخرى.

   وإذا كانت نظرية المعرفة الجغرافية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالمكان الذي يعد الظاهرة المحورية للمعرفة الجغرافية. فإن علم المنهج (الميثودولوجيا) يتضمن البرنامج العام للبحث ابتداءً من تحديد المنهج المقترح إلى استخدام أساليب وأدوات لتنفيذ الأهداف المنوه عنها في مراحل سابقة. ومن ثم يوصف المنهج في الحقائق التالية:

  المنهج هو نسق أو نظام من التفكير العلمي الذي يتميز بمنطقيته وتجرده من التحيز أو الهوى والعاطفة، إذ يتعامل بلغة الحقائق التي لا تقبل الجدل. يتألف من مراحل وخطوات متسلسلة ومترابطة في نسق يتميز بالعضوية .

   تنتهى كل خطوة أو مرحلة بنتائج جزئية، إما أن تدخل في الحصيلة النهائية للنتائج ، أو تدخل كمدخلات في المرحلة الثانية لتفتح باباً جديداً في التحليل المنهجي، وتتراوح النتائج بين نتائج معرفية تضفي على نظرية المعرفة مزيداً من الحقائق، أو نتائج تقنية تتمثل في ابتكار تقنية أو تطبيق طرق بحثية مستحدثة، أو نتائج نفعية للفرد أو المجتمع أو مؤسساته في الإطار المعرفي للعلم.

   يوصي المنهج باستخدام البيانات والأساليب والأدوات المناسبة، لتحقيق أقصى مردود ممكن في تحقيق الأهداف، ومدى مناسبتها للظاهرة المبحوثة. وترتبط الجغرافيا بإحدى عشرة أسلوبا وآداة لكل منها مزاياها ، هذه التعددية تضفي بفعالية في الحصيلة الفكرية والنتائج.

إشكالية البحث:

    تجسد تلك الورقة تفشي الأمية المنهجية بالمدرسة الجغرافية العربية التي تعد مسئولة أساسا في تضاؤل القيمة المضافة للمنتج الفكري الجغرافي، وتراجع المزايا النسبية للجغرافيا غير الممنهجة، ومن ثم فقدانها لهويتها بين العلوم والمعارف الأخرى وتدهور مكانتها في المجتمع، وقد انعكس ذلك على جملة المتعاملين معها طلابا وأساتذة ، وإهدار الفرص المتاحة لنهضة الجغرافيا عبر سياق تطورها عالميا .

   يستهدف البحث إستكشاف حجم مشكلة الأمية المنهجية لدى الجغرافيين عامة وبين الجغرافيين بالجامعات المصرية والعربية المرتبطة بها، وتطورها عبر الزمن خلال العقود الثلاثة الأخيرة، ورصد الاتجاهات المنهجية السائدة المعلنة، حتى يتسنى تصويب الاتجاهات المنهجية السائدة في ضوء السياق التطوري للمنهجيات العالمية.

  وقد تخيرنا مجلة الجمعية الجغرافية المصرية لإجراء عينة من البحوث الواردة فيها في العقود الثلاثة الأخيرة ، لكونها مجلة المؤسسة القومية الأولى المعبرة عن المنتج الفكري لعلم الجغرافيا في مصر والعالم العربي. واشتملت العينة على 269 بحثا منشورا بإحدى وعشرين مجلدا، امتدت على مدى خمسة عشر عاما فيما بين 1983 حتى عام 2010.

حجم أزمة الأمية المنهجية: 

  أبرو الحقائق تتمثل في أن أكثر من ثلثي حجم عدد البحوث في العينة لم تعلن عن منهجية للبحث من قريب أو من بعيد ، مما يؤشر على عشوائية البحث الجغرافي وتكشف عن حجم الأزمة في التفكير والبحث الجغرافي، كما يوضحها جدول رقم (1).

  ترتفع نسبة الأمية المنهجية عن هذا المتوسط في البحوث المنشورة من جامعات كبريات المدن (القاهرة –الاسكندرية-عين شمس-الأزهر- حلوان) والواردة من الدول العربية، بينما تنخفض عنه في بحوث وجامعات الوجهين القبلي والبحري، وقد جاءت جامعات الوجه القبلي أحسن حالا ، حيث انخفضت نسبة البحوث غير الممنهجة(.147%) من جملة البحوث المنشورة منها. 

  جدول رقم (1) حجم التنويه عن منهجية البحث في عينة بحوث وفقا للتوزيع الجغرافي مستخرجة من مجلة الجمعية الجغرافية المصرية في العقود الثلاثة الأخيرة.

حجم الأزمة في مؤسسات ألتعليم الجامعي:

  تجدر الإشارة إلى أن أمية المنهج الجغرافي تتباين درجاتها فيما بين الجامعات عربياً وقومياً، وذلك على النحو الذي يوضحه جدول رقم (2)، ونستخلص منه مايلي:

أولا : جامعات كبريات المدن: سجلت جامعات القاهرة الكبرى والإسكندرية أعلى مؤشرات أمية المنهج الجغرافي، حيث تجاوزت نسبة البحوث العلمية غير المبينة منهجها المتوسط العام (67.3%) بجامعاتها ليصل إلى 73.3 % من جملة البحوث في العينة، تتراوح بين 84-80% على التوالي بجامعتي القاهرة والاسكندرية، تنخفض قليلا في جامعتي الأزهر وعين شمس (75-74%) بالترتيب، تنخفض لما دون المتوسط العام في معهد البحوث الأفريقية وحلوان (67-58% على التوالي).

ثانيا : الجامعات العربية : تؤشر البحوث الجغرافية غير المبينة مناهجها بالجامعات العربية عن أمية شبه مطبقة، فقد بلغ مؤشرها (73.3%) مثلها مثل جامعات كبريات المدن المصرية، حيث تتراوح الأمية المنهجية بين مطبقة (100%) بين البحوث العربية من سوريا وليبيا وعمان وموريتانيا، ترتفع بالكويت (83.3%) وفلسطين (80%)، والأردن (75%) والسعودية (70%)، وتنخفض بالجزائر (65.0%)، أما على مستوى البحوث من خارج المدرسة الجغرافية فتبلغ نسبتها (80.0%).

ثالثا : جامعات الوجه البحري: تجاوزت جامعتان منها فقط متوسط مؤشر الأمية المنهجية هما بنها ودمنهور (81-80% على التوالي)، بينما كانت دونه في بقية جامعاتها الثمانية، حيث ترا وحت بين 60-66.7% في دمياط والزقازيق والمنوفية والاسماعيلية وأخيرا طنطا ، وتنخفض إلى 50% في بورسعيد وكفر الشيخ، وتصل أدناها في جامعة المنصورة (43%).

رابعا: جامعات الوجه القبلي : ظهرت أفضل حالا من جامعات الوجه البحري وجامعات كبريات المدن والجامعات العربية حيث انخقض مؤشر الأمية المنهجية لما دون نصف جملة عدد البحوث الجغرافية (47.1%) ، جاءت جامعة أسيوط أفضل الجامعات المصرية حيث انخفضت نسبة عدد البحوث المبينة مناهجها لما دون الثلث (29.4%) تصل إلى النصف في جامعتي إلمنيا والفيوم، وترتفع في سوهاج (66.7%) وبني سويف (71.4%).

تطور أمية المنهج الجغرافي:

أولا: تراجع الأمية المنهجية:

   تسجل العينة تراجعا واضحا في الأمية المنهجية خلال العقود الثلاثة الأخيرة ، فبعد أن كانت أمية مطبقة في الثمانينيات أصبحت 93% في التسعينيات، استمرت في إنخفاضها في مطلع القرن الحادي والعشرين، فانخفضت إلى ثلاثة أرباع(76%) عدد البحوث المنشورة في العينة خلال السنوات الخمس الأولى من العقد الأول(2000-2005)، واستقرت حول 67% في السنوات الخمس الأخيرة (2005-2010) ، أنظر الجدول رقم (3) .

ثانيا : تراجع الأمية المنهجية وتزايد التعليم الجامعي:

  هذا التراجع الواضح في الأمية المنهجية بين الجغرافيين ربما يعكس تطور الحالة التعليمية في مصر والتعليم الجامعي خاصة ونشأة الجامعات الاقليمية في الربع الأخير من القرن العشرين ، فقد شهدت الأمية الأبجدية في مصر تناقصاً ملحوظاً بها من (56.2%) عام 1976م ، إلى (29.6%) عام 2006م ، بمقدار النصف تقريباً . في المقابل تزايد نسبة الحاصلين على الدرجة الجامعية الأولي من 2.1% عام 1976 أصبحت 3.3%-5.5% عامي 1986-1996 ، وأصبحوا يشكلون مايقرب من عشر جملة السكان (9.4%).

    أما فيما يتعلق بمن يحملون مؤهلات فوق جامعية(دبلوم عالى أو ماجستير أو دكتوراه) ، فقد شهدت تزايد عددهم ونسبتهم من 23181 تشكل 0.1 % عام 1967 أصبحوا 32357 ولكن نسبتهم ظلت تشكل 0.1% عام 1986 ،تضاعفت حجمهم ونسبتهم لتكون77970 تشكل 0.2% عام 1996 ، واستمرت في التضاعف العددي حتى عام 2006 (140268 ) ولكنها ظل مكونها النسبي ثابتا (0.2%).

    بإستخدام الوحدة المكافئة للمستوى التعليمي للتعبير عن عدد السنوات التعليمية لكل فرد خلال رحلاتهم الدراسية في الفترة (1976 – 2006م)، نلاحظ أن السمة العامة تتمثل في ارتفاع متوسط نصيب الفرد من سنوات التعليم في مصر، حيث ارتفع المتوسط العام من ( 2.7 – 3.7 - 5.1 - 7.2 سنة / فرد ) ، بنسبة تغير بلغت (37.0 – 37.8 – 41.2 %) بنفس ترتيب السنوات، أنظر الجدولين رقما () () ، والشكل رقم () اللذين يوضحوا الحالة التعليمية بمصر.

ثالثا :عدم تكافؤ تطور التعليم وأمية المنهج الجغرافي:

  لكن التراجع في الأمية المنهجية بالبحوث الجغرافية بنسبة(32.7%) في الفترة (2006-1976) لاتعكس تماما معدلات التطور المطرد لحالة التعليم عامة والتعليم الجامعي خاصة في نفس الفترة:

• بلغت نسبة زيادة نصيب الفرد من سنوات التعليم تقدر ب 167% في ثلاثين عاما، أي خمسة أمثال تراجع الأمية المنهجية الجغرافية.

• تقدر نسبة زيادة عدد الجامعيين ب 348% في نفس الفترة، أي أكثر من ثلاثين مثل نسبة تراجع الأمية المنهجية في البحث الجغرافي.

• وقد تزايد عدد الحاصلين على درجات علمية عالية (فوق التعليم الجامعي) بنسبة 4918% ، أي أكثر من 1512 مثل نسبة تراجع الأمية المنهجية الجغرافية. 

   رغم أن التطور في التعليم عامة والتعليم الجامعي خاصة كان مصحوبا إنخفاض انتاجيته، لكن مازال عدم التكافؤ بين في تطور التعليم الجامعي وأمية المنهج الجغرافي ليس في صالح تطور البحث والتعليم الجغرافي في مصر ، وربما يرجع هذا بدرجة أساسية إلى التطور السريع للاتجاهات المنهجية في الجغرافيا بالدرجة التي يصعب على غالبية الجغرافيين من ملاحقتها واستيعابها من ناحية ، والسقوط والاستسلام للتقنيات الجديدة التي غيبت الباحثين عن رؤية الحقائق الكلية للعلم.

   يتفاوت انتشار الأمية المنهجية بين المجالات الرئيسية للبحث الجغرافي (أقسام وفروع الجغرافيا)على النحو الذي يوضحه الجدول رقم (6)، ونخلص منه بالحقائق التالية:

• تنتشر الأمية المنهجية المطبقة (100%) بالعينة في مجالات الجغرافيا التاريخية والسياسية والفكر الجغرافي وأخيرا تطبيقات نظم المعلومات الجغرافية.

• ترتفع نسبة الأمية المنهجية ارتفاعا كبيرا إلى 93.1% في كل من الجغرافيا الطبيعية وجغرافية العمران (87.1%).

• تنخفض نسبتها قليلا (70%) في كل من جغرافية البيئة والجغرافيا الاقتصادية (69.7%)، وتصل أدناها في الجغرافيا الاجتماعية(54,7% ).

الاتجاهات المنهجية لدى غير الأميين:

    مما سبق يتضح واقع البحث الجغرافي فيما يتعلق بالمنهج من عدمه بوجود 67 باحثا يجرون بحوثا بدون منهجية معتبرة وفقا لأدبيات العلم وتطورها مقابل 32 نوهوا على مناهج متبعة بغض النظر على أهميتها أو ملائمتها أو مدى حداثتها أو الاستفادة منها تطبيقيا.

   ولقد تضمنت البحوث الممنهجة الإشارة الى إتباع منهج معين أو عدة مناهج ، بلغ عدد تكرارات مسمياتها 23 منهجا، يوضحها جدول رقم (7)، ويمكن توصيفها في ثلاث مجموعات رئيسية.
• توجهات منهجية كانت سائدة قديما في تدريس الجغرافيا في النصف الأول من القرن العشرين، وتعامل البحث الجغرافي في مصر معها رغم عموميتها وبدائيتها حتى الآن، وسيطرت على أكثر من ثلث جملة عدد البحوث الممنهجة (36.4%)، وتضمنت اتجاهين رئيسيين، هما المنهج الموضوعي والأصولي(21.6%) والمنهج الإقليمي( 14.8%)، هذ فضلا عن المنهج الإيكولوجي (1.14%).

• توجهات منهجية مقتبسة من علوم أخرى في فترة الإهتمام الباكر للمدرسة الجغرافية المصرية بالجغرافيا التاريخية، وظل هذا الاتجاه المنهجي قائما في البحث الجغرافي الحالي رغم انقراض الجغرافيا التاريخية وتحولها من خلال الجغرافيا الحضارية في سياق تنظيري تطوري جديد، ولقد بلغت نسبة تكرارات المنهج التاريخي ثمن جملة عدد تكرارات الإشارة إليه 12.5%.

• وقد ورد في البحوث الممنهجة بالعينة إتجاهان محليان هما المنهج الوصفي والمنهج الوصفي التحليلي فيما يزيد عن ربع جملة عدد تكرارات البحوث الممنهجة( 22.7%). فالوصف ركن في منهجية البحث الجغرافي التقليدي القديم عند هارتشهورن، أما التحليل فهو اتجاه عام يرتبط بكل العلوم ومصطلح دارج .

• تضمنت بعض البحوث الممنهجة اتجاهات منهجية قديمة ولكنها راسخة وفعالة وسليمة في التحليل الجغرافي، وتتفق مع أدبيات البحث الجغرافي عالميا ، وتتمثل في منهج التحليل المكاني بنسبة محدودة( 1.14 % )، والمنهج الاستقرائي بنسبة 2.27 %. 

• كما ظهرت في بعض البحوث الممنهجة اتجاهات حديثة في التحليل الجغرافي وفقا لتطور الفكر الجغرافي الحديث، مثل منهج النظم (تحت مسميات مختلفة) وهو من أكثر المناهج فاعلية حيث يتعامل مع المكان كمنظومة متكاملة ومترابطة لايجب تجزئتها، وقد بلغ نسبته 5.7% من جملة التكرارات، ومنهج تكلفة العائد من مناهج التنمية بنسبة 1.14 % ، والمنهج السلوكي من المناهج المناوئة للوضعية بنسبة 1.14 %.

• كما تم تبني بعض المداخل المنهجية من العلوم الأخرى مثل منهج دراسة الحالة من مداخل التحليل في الدراسات الاقتصادية والاجتماعية ومداخل مصدر الطاقة والبنية التحليلية واقتصاديات الطاقة(2.27 % لكل منها).

• وقد أثر الإفراط في استخدام التقنيات في التعامل معها كالمنهج الإحصائي الكمي(2.27%) ومنهج الاستقصاءات الميدانية(1.14%) ، كما ظهر منهج التطبيق المعاصر(1.14%) مقابل المنهج النظري (1.14%).

النتائج والتوصيات:

- تتفشى الأمية المنهجية في البحوث الجغرافية بمصر في ثلثي جملتها، مما يؤشر على عشوائية البحث الجغرافي ووجود أزمة في التفكير والبحث الجغرافي في البحث الجغرافي بمصر. ترتفع الأمية المنهجية في بحوث جامعات كبريات المدن والدول العربية، وتعتبر جامعات الوجه القبلي أحسن حالا ، بينما جاءت جامعات الوجه البحري فيما بينهما. 

- تراجعت الأمية المنهجية خلال العقود الثلاثة الأخيرة بنسبة (32.7%) في ثلاثين عاما بسبب تطور مؤشرات الحالة التعليمية عامة والتعليم الجامعي بنسبة أكبر بما يشير على وجود خلل في التعليم والبحث الجغرافي. فقد زاد نصيب الفرد من سنوات التعليم بنسبة 167% والجامعيون (348%) وما فوق التعليم الجامعي (4918%). وربما يرجع هذا بدرجة أساسية إلى التطور السريع لمنهجية البحث في الجغرافيا بالدرجة التي يصعب ملاحقتها واستيعابها، والاستسلام للتقنيات الجديدة التي غيبت الباحثين عن رؤية الحقائق الكلية للعلم.

- تنتشر الأمية المنهجية المطبقة في الجغرافيا التاريخية والسياسية والفكر الجغرافي وتطبيقات نظم المعلومات الجغرافية، وترتفع ارتفاعا كبيرا في الجغرافيا الطبيعية وجغرافية العمران، وتنخفض في جغرافية البيئة والجغرافيا الاقتصادية، وتصل أدناها في الجغرافيا الاجتماعية. وقد نوهت البحوث الجغرافية الممنهجة عدة اتجاهات منهجية نذكر منها:

1. توجهات منهجية قديمة هي المنهج الموضوعي والإقليمي والإيكولوجي سيطرت على أكثر من ثلث جملة البحوث (36.4%) ، والمنهج التاريخي (12.5%)، ومنهجيات قديمة وفضفاضة مثل المنهج الوصفي والوصفي التحليلي( 22.7%). 

2. اتجاهات منهجية قديمة ظلت فعالة في التحليل الجغرافي، تتمثل في منهج التحليل المكاني(1.14%) والاستقرائي(2.27%) ومنهج النظم (5.7%) ومنهج تكلفة العائد (1.14 %) والمنهج السلوكي (1.14 %) .

3. تعظيم بعض المداخل الفرعية كمناهج كمنهج دراسة الحالة ومصدر الطاقة والبنية التحليلية واقتصاديات الطاقة (2.3 % لكل منها)، والتعامل مع الأساليب والأدوات كمناهج كالمنهج الإحصائي الكمي(2.3%) ومنهج الاستقصاءات الميدانية(1.1%)، ومنهج التطبيق المعاصر(1.14%).

   وتتطلب مواجهة الأمية المنهجية جهودا كبيرة ومتواصلة على المستوى المؤسسي والتشغيلي نذكر منها:

• توصيف المنتجات الفكرية للجغرافيا في شكل تقاليد ومقاييس ومعايير ومهن وصناعة، واعتمادها وترويجها بين الجغرافيين والعلوم المختلفة.

• العمل على إضفاء حيوية جديدة للجغرافيا من خلال تنمية توجهات البحث الجغرافي نحو رصد القضايا المجتمعية الملحة ومشاكل الوطن بالتمكين المنهجي لتلك الاتجاهات المطلوبة. 

• تنظيم المؤسسات القومية للجغرافيا لورش عمل الفروع الرئيسية للجغرافيا لتنمية الثقافة المنهجية في ضوء الأدبيات العالمية في علم المنهج الجغرافي.

• تحفيز الجغرافيين على التأليف في منهجيات البحث الجغرافي في التخصصات الفرعية والرئيسية.

• تعديل لوائح أقسام الجغرافيا لتتضم مقررات منفصلة لعلم المنهج الجغرافي ولا يرتبط به أي ملحقات كالفكر الجغرافي أو طرق البحث أو الكشوف الجغرافية.

• تحرير مؤلف تشاركي عن المنهج الجغرافي تنشره الجمعية الجغرافية أو لجنة الجغرافيا ويشترك فيه أساتذة الجغرافيا في كل تخصص لترويج الثقافة المنهجية.

• عدم نشر أي بحث بدون منهجية متوافقة مع أدبيات الجغرافيا، وأن تتضمن برنامج بحثي شارح بدءا من الأهداف وكيفية تحقيقها وتنتهي بالنتائج.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا