التسميات

الاثنين، 19 ديسمبر 2016

العلاقة بين جغرافية الريف وجغرافية العمران الريفي - المحاضرة 1 ...


العلاقة بين جغرافية الريف و جغرافية العمران الريفي

هل جغرافية الريف هي نفسها جغرافية العمران الريفي؟ 

العلاقة بين جغرافية الريف وجغرافية العمران الريفي:

 جغرافية الريف تتعلق ببيئة متميزة هي البيئة الريفية عموماً ، بينما تتعلق جغرافية العمران الريفي بجزء صغير من البيئة الريفية هي المناطق المبنية فقط وهي بالتالي أكثر تفصيلاً . 

  وعلي العموم فإن جغرافية الريف هي إطار أوسع لجغرافية العمران الريفي وهي لا تعد أكثر من إقليم حضاري متميز، بينما جغرافية العمران الريفي تتعلق بظاهرة منفردة ومتميزة.

س : من خلال دراساتك العمرانية فسري العلاقة بين  جغرافية الريف وجغرافية العمران الريفي؟

مفهوم جغرافية العمران Geography of Settlement :

جغرافية العمران: هي فرع من فروع الجغرافيا البشرية تعالج العلاقات المتبادلة بين الإنسان وبيئته وانعكاسها على نمط الحياة السائد تنقسم إلي قسمين: 

1- جغرافية العمران الريفي 
GEOGRAPHY OF RURAL SETTLEMENT 

2- جغرافية العمران الحضري 
GEOGRAPHY OF URBAN SETTLEMENT 

  وكان عبد الرحمن بن خلدون (1332 ـ 1406م) أول من استخدم تعبير العمران و ذلك في مقدمته المشهورة . 

  وتهتم جغرافية العمران الحضري بدراسة المدن وتطورها (المدن الإغريقية، والرومانية، والإسلامية ومدن العصور الوسطى، ومدن العصر الحديث) وموضعها ، وموقعها، وتوزيعها، وحجمها السكاني، والعمراني، وخصائص وتوزيع المدن المليونية، والتجمعات الحضرية، وخصائص سكان المدن. أمّا جغرافية العمران الريفي فتختص بدراسة نشأة القرية، وتطورها، وتوزيعها، وشكلها، وأحجامها. 

أسئلة :

س : من خلال دراساتك العمرانية فسري مفهوم جغرافية العمران تفسيرا علميا دقيقا ؟.

س: (لم تحظى ظاهرة الاستيطان(العمران) الريفي باهتمام حقيقي من جانب الجغرافيين إلا مع بداية المؤتمر الجغرافي الدولي الذي انعقد بالقاهرة عام 1925م(اشرحي ذلك وبالتفصيل ؟ .

   لم تحظي جغرافية العمران(الاستيطان) الريفي باهتمام الجغرافيين إلا حديثاً ويعد العالم الجغرافي الفرنسي ديمانجون أول من تناول مفهوم جغرافية السكن الريفيفي سنة 1925. 

  حيث قدم أول بحث عن جغرافية السكن الريفي ومنهجها في المؤتمر الجغرافي الدولي الذي عقد بالقاهرة. مما أثار الرغبة لدى الجغرافيين لمعالجة السكن الريفي حيث أحرزت جغرافية السكن الريفي تقدما كبيراً في ألمانيا وفرنسا وهولندا وانجلترا. 

 كما اهتم ديمانجون أيضاً بدراسة المدن فدراسته لمدينة باريس سنة 1933م كانت دراسة جيدة اعتمدت عليها الكثير من الأبحاث.

س: (من خلال دراستك للعمران، حددي مجال جغرافية العمران الريفي(ثمانية مجالات فقط) اشرحيها وبالتفصيل ؟

- تركز دراسة العمران الريفي على :

1- توزيع وحدات العمران الريفي سواء كانت مزارع فردية أو عزب أو قرى وأحجامها والعوامل المؤثرة فيها من النواحي الطبيعية والبشرية والحضارية .
 
2- تصنيف أنماط العمران الريفي من حيث الوظيفة ،التجمع أو التبعثر وشكل امتداد المساكن والمباني. 

3- إبراز خصائص سكان الريف، خاصة تلك التي تميزهم عن سكان المدن وبالذات ما يرتبط منها بالنمو والتركيب والمستوى المعيشي. 

4- دراسة مواضع العمران الريفي،وظروفها الطبوغرافية وعلاقاتها المكانية. 

5- تحليل المسكن الريفي وخصائصه المميزة عن المسكن الحضري وبخاصة تصميمه الداخلي وشكله الخارجي، ومادة بنائه، وتأثره بكل من البيئة الطبيعية والبشرية السائدة. 

6- دراسة التركيب الداخلي للمستوطنة الريفية في مناطق مختلفة من سطح الأرض وبخاصة توزيع استخدامات الأرض والمناطق الوظيفية والخطة الداخلية لها. 

7 - حصر مشكلات المستوطنات الريفية وبخاصة تلك التي تعوق نموها ،وكيفية تخطيطها ، وشروط التخطيط الجيد لها،ودور الجغرافي في هذا المجال. 

8- مستقبل المستوطنات الريفية ، وبخاصة إمكانات نموها .

س: تحدثي بالتفصيل عن تاريخ نشأة المراكز الحضرية ؟ 

   نشأت المراكز الحضرية في بادئ الأمر في أماكن قليلة في الشرق الأوسط خلال العصر الحجري القديم الأعلى، فقد وجدت مدن في أراضي مابين النهرين ومصر ترجع إلى منتصف الألف الرابعة قبل الميلاد، وانتشرت بعد ذلك إلى وادي السند والى الصين . أما أول المدن التي أنشئت في العالم الجديد فهي مدينة المكسيك الحالية التي أنشاها السكان الأصليون من الهنود الحمر منذ نحو ألفي سنه تقريباً. 

  ومن نهاية العصور الوسطى كانت المراكز العمرانية الحضرية مقصورة على أوروبا وشمال أفريقيا وجنوب آسيا وأمريكا الوسطى، وقد تمخض التدخل الأوروبي في العالم الجديد وفي سيبيريا بعد عصر كولومبس عن إنشاء مدن جديدة في المناطق التي استعمرها الأوربيون ولكن نسبة سكان المدن ظلت ضئيلة بينما استحوذ الريف على معظم السكان. 

س: (هناك خمسة مراحل لتطور العمران الريفي) اشرحيها وبالتفصيل ؟ 

مراحل تطور العمران الريفي :

مرحلة الجمع والالتقاط : 

 كان العمران السائد في هذا الوقت هو العمران المؤقت المكون من مواد بسيطة يسهل نقلها ، حيث كان المسكن عبارة عن أكواخ وخيام مصنوعة من الأحجار والأشجار و جلود الحيوانات.

مرحلة الرعي : 

  باستئناس الحيوان أصبحت حركة الإنسان واسعة فانتقل من حرفة الجمع والالتقاط إلى حرفة الرعي ، فتربية الحيوان أدت إلى تعرف الإنسان على الأرض والنبات بشكل أفضل وزراعة محيط مأواه رغم امتلاكه المحدود للأدوات البسيطة التي تعينه على الزراعة فنتج عن هذا ظهور القبائل وبدايات التعمير العمراني .

مرحلة الزراعة : 

   تعرف الإنسان على الزراعة وبعض المناطق التي تكتمل بها مقومات الاستقرار ومن هنا ظهرت بدايات العمران الريفي الدائم المستقر المقاوم لظروف البيئة الطبيعية، فتركزت الزراعة فيالمناطق السهلية المنبسطة ورحل الرعي إلى المناطق الجبلية .

مرحلة التجارة : 

  بعد استقرار الزراعة زاد الفائض من المحاصيل فأدى ذلك لظهور التبادل بين المجتمعات ونتيجة لطول المسافة ظهرت مواقع بيئية تمثل مراكز التبادل للفائض لتسمى فيما بعد بقرى الأسواق والتي أصبحت فيما بعد مدناً تجارية . 

مرحلة الصناعة : 

  هي مرحلة استخدام التكنولوجيا من طاقة وتطور وسائل النقل والكهرباء مما انعكس على العمران الريفي في جوانب كثيرة كتغير مواد البناء ومد الخدمات إلى مناطق بعيدة وظهور أيضا المسقط الرأسي . 

س: (يمكن تقسيم مراكز العمران الريفي حسب النشأة إلى نوعين رئيسيين) أذكريهما مع الشرح بالتفصيل؟ 

   تنقسم مراكز العمران الريفي حسب النشأة إلى نوعين رئيسيين هما: 

أ) المراكز العمرانية الريفية المؤقتة (الغير مستقرة) .

ب) المراكز العمرانية الريفية الثابـــتة .

أ) المراكز العمرانية الريفية المؤقتة (الغير مستقرة) :

  تعكس المراكز العمرانية ارتباط التركز البشرى بالموارد المتاحة في البيئة المحلية ولذلك فإنها قد تكون مراكز عمرانية مؤقتة أو شبه دائمة ومن الطبيعي أن القرى الثابتة نتاج بيئي لتطور طويل ارتبط بتزايد الموارد الطبيعة وبعبقرية الإنسان في الحصول على هذه الموارد وزيادتها ومن ناحية أخرى فان المراكز المؤقتة ترتبط بالمجتمعات البدائية مثل جماعات القنص والرعاة وحتى بعض المزارع البدائيين المتنقلين بل إن البداوة قرينة بالتنقل الدائم وبمضارب الخيام ويبدو ذلك بوضوح في خيام العربان وفى مخيمات المغول في وسط آسيا ولدى هذه الشعوب فان المحلات العمرانية هي إحدى مظاهر الحياة فهي انعكاس لظروف البيئة المباشرة على التركيب الاجتماعي لهم لذا فان هناك تماسكا اجتماعيا قويا بين جماعات الصيد والزراعة البدائية والرعي البدائي ويبدو ذلك في جماعات الإسكيمو في النطاق القطبي وكذلك لدى جماعات الهنود الحمر في أمريكا الشمالية وشعوب شرق سيبريا ولعل في ظاهرة الانتقال الفصلي ما يدل على أن العمران غير مستقر حيث يشغل السكان المساكن بصفة غير دائمة بالرغم من أنها مساكن مبنية وثابتة حيث يسكنوها في فصل الرعي في خلال جزء من السنة بينما على الجبال تكون المساكن الفصلية الأخرى على بعد عشرة أو ربما ثلاثين ميلا من القرى الدائمة في الأودية السفلي. 

  وكذلك الحال لدى الزراع البدائيين الذين ينظفون مساحة من الأرض لزراعتها وعندما تقل خصوبة تربتها فإنهم يفضلون الانتقال بقريتهم إلى موضع آخر جديد عن البقاء في القرية الأصلية والعودة إليها ولذا تبدو المزارع القديمة مهجورة وكذلك القرية التي كانت مراكز عمرانية للجماعة البشرية تبدو مهجورة هي الأخرى . ولا تتم إزالة القرى عشوائياً فيما عدا بعض القبائل البدائية جداً بل يتم ذلك في دورة معتدلة ومن وقت لآخر تبنى القرية في موضع سابق شغلته مراكز عمرانية مرات عديدة من قبل ولذلك فائدة كبرى تتمثل في الاستفادة من بقايا القرية السابقة في إنشاء محلة عمرانية جديدة وقد يحدث في بعض الأحيان أن تتأقلم الزراعة المتنقلة مع العمران المبعثر كما في غابات الأمازون حيث يعيش الزراع المتنقلون في قرى ثابتة مع مساكن مبعثرة جنبا إلى جنب . 

   كذلك فإن جماعات الأروكان الذين يحترفون الزراعة المتنقلة فيما بين وسط وجنوب شيلي يعيشون في مساكن مبعثرة للغاية حيث تتكون بيوتهم من الأغصان ولذلك فعند انتقالهم يأخذون معهم الإطار الرئيسي للمسكن وذلك بعكس الحال في قرى الوطنيين المندمجة في شمال شيلي.

ب – المراكز العمرانية الريفية الثابتة

من السهل تحديد تعريف المحلات العمرانية الريفية في ضوء وظيفة سكانها ومن هنا تختلف المحلة العمرانية الريفية تماما عن المحلة الحضرية(المدينة) ذلك لان القرية هي ورشة زراعية كبرى ويتحدد شكلها بنوع العمل الذي يمارسه سكانها وأساليب الزراعة والطريقة التي تستغل بها التربة ويرتبط إنشاء المراكز العمرانية الثابتة بمجموعة من العوامل الجغرافية لعل أهمها تزايد السكان في رقعة ما وتوفير البيئة الصالحة لإنشاء هذه المراكز وعندما يتحقق ذلك فانه يعطى الفرصة لإنتاج الغذاء بدرجة كافية في مساحة أصغر وهنا تحل الزراعة الكثيفة محل الزراعة الواسعة وفى نفس الوقت فان المركز العمراني يصبح مركزا ثابتا ودائما بالضرورة كذلك فان هناك أسباباً أخرى تجعل المحلات العمرانية دائمة وغير متنقلة ومنها محاولة التجمع في محلة عمرانية ثابتة لتحقيق الأمن الجماعي وهناك أمثلة عديدة منها فعلاً ما حدث لبدو التيدا في شمال تشاد والذين كانوا أصلاً شعباً بدوياً متنقلاً وبعد أن تعرضوا لهجمات مستمرة من الطوارق تحولوا إلى الزراعة بقدر ما تتيحه ظروف بيئتهم الصحراوية و أصبحت محلاتهم العمرانية ثابتة ومستقرة مع وجود بعض الأنشطة الاقتصادية الأخرى التي ترتبط بالبداوة و الترحال في نفس الوقت . 

وفى أفريقيا كان للنظام القبلي أثره الكبير على العمران الريفي ذلك لأن العمران كان مرتبطاً بسكن أفراد القبيلة في مجموعات عائلية ففي مناطق البانتو كان ذلك يأخذ شكل نويت مبعثرة من الأكواخ على هيئة خلية النحل فهي ذات جدران طينية و أسقف مخروطية من القش وغالباً ما تكون هذه المساكن بالقرب من الحقول وحظائر الماشية وفى أفريقيا الزنجية الجنوبية تكون المساكن ذات جدران صلصالية بأسقف مستطيلة من القش حول تجمع مركزي ويحيط بها أسوار من النباتات الشوكية لحماية السكان والحيوان ويعكس هذا النمط طبيعة الاقتصاد المعاشى وارتباطه بموارد المياه والدفاع والحماية المشتركة وفى بعض الأحيان قد يكون المركز العمراني صغيراً لا يتعدى قرية صغيرة تتألف من عدة أكواخ تسكنها أسرة واحدة وفى أحيان أخرى تتجمع هذه الأكواخ على هيئة بلدة متواضعة تأخذ في النمو حول مسكن رئيس القبيلة . 

  ويقل التأثير القبلي بدرجة كبيرة بين السكان المستقرين في شمال أفريقيا ، ففي وادي النيل والدلتا في مصر تنتشر القرى ذات البيوت الطينية والأسقف المسطحة في نويات مركزية في الأرض الزراعية أسهمت في نشأة هذه القرى عوامل متعددة أهمها الموضع حيث كانت تنشا على تلال تعلو منسوب الفيضان قبل التحكم في مياه النيل منذ عهد محمد على في النصف الأول من القرن الماضي . 

وتبدو أخر مراحل الاستقرار في زراعة الأرز في آسيا الموسمية حيث يتطلب أيد عاملة كثيرة غالبا ما تكون مرتبطة بالحقول ومن ثم زراعة الأرز كما يقول بيربيلو والتي تعد المرحلة النهائية في التطور تعد أيضا مادة لاحمة قوية .




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا