التسميات

السبت، 31 ديسمبر 2016

نمط البناء الأفقي الموجه إلى الداخل النموذج الأمثل لعمارة الصحراء ...


نمط البناء الأفقي الموجه إلى الداخل النموذج الأمثل


لعمارة الصحراء


د.م./ أحمد هلال محمد

أستاذ العمارة المساعدقسم العمارةجامعة أسيوطمصر
خبير استشاري معماري مكتب البيئةالرياض

  الملخص
يمكن تقسيم أنماط البناء من حيث الارتفاعات إلى قسمين الأول نمط البناء الرأسي والثاني هو نمط البناء الأفقي .ونمط البناء الراسي يعني الامتداد الراسي للمباني وفيه تأخذ المباني ارتفاعات كبيرة (أربعة أدوار أو أكثروهذا هو النمط السائد في معظم مناطق التعمير في الصحراء ،وهذا النوع له إيجابيات وفي المقابل له سلبيات تتغلب على الإيجابيات .أما نمط البناء الأفقي فيمكن تقسيمه إلى قسمين الأول هو نمط البناء المفتوح على الخارج ،والثاني نمط البناء الأفقي الموجه على الداخل ، وكل منهم له إيجابيات وأيضا له سلبيات .وتهدف هذه الورقة البحثية إلى دراسة نمطي البناء الأفقي للتعرف على إيجابيات وسلبيات هذه الأنماط ، والتعرف على مدى ملائمة كل منهم للمناخ وذلك للوصول إلى النمط الأمثل الملائم لعمارة الصحراء .
ولتحقيق هذه الأهداف فإن البحث اعتمد على المنهج التحليلي الوصفي ولذلك يتناول في البداية التعرف على سمات مناخ المناطق الصحراوية ،ثم التعرف على أنماط البناء في الصحراء ثم عمل دراسة لإيجابياتها وسلبياتها من خلال تناول مجموعة من المحددات والتعرف على مدى توافق وتلائم هذه الأنماط معها ، ثم التعرض لدراسة أمثلة تطبيقية لأنماط البناء المنفذة لعمارة الصحراء وينتهي البحث بالخلاصة والتوصيات التي خلصت إلى أن نمط البناء الأفقي الموجه إلى الداخل هو النمط الأمثل لعمارة الصحراء.


مقدمة

              يمكن تقسيم أنماط البناء المستعملة في عمارة الصحراء طبقا لمجموعة من الاعتبارات منها ما يرتبط بالارتفاعات كنمط البناء الرأسي ونمط البناء الأفقي ومنها ما يتعلق بالاستخدام كنمط البناء الديني والسكني..... ، وهذه الورقة البحثية تركز على دراسة نمط البناء الأفقي الذي يمكن تقسيمه إلى نمط البناء الأفقي الموجه على الخارج ونمط البناء الأفقي الموجه على الداخل بهدف الوصول إلى النمط الأمثل الملائم والمناسب لعمارة المجتمعات الصحراوية.

1- مناخ المناطق الصحراوية

يتسم مناخ المناطق الصحراوية بالارتفاع الكبير في درجات الحرارة في فصل الصيف حيث ترتفع النهاية العظمى للحرارة في الظل إلى 45ْم ، وقد تصل إلى 50ْم أما النهاية الصغرى في الليل فلا تنخفض عن 20ْم ويساعد على تطرف المناخ في جهات الصحاري قلة السحب وانعدام الغطاء النباتي تقريبا ومن ثم ارتفاع كثافة الإشعاع المباشر الساقط على هذه الجهات وارتفاع كثافة الإشعاع الأرضي أثناء الليل هذا بالإضافة إلى انخفاض كمية ونسبة الرطوبة في الهواء حيث تتراوح الرطوبة النسبية ما بين 20% في فترة الظهيرة إلى اكثر من 40% في الليل ، أما الأمطار فتتميز إلى جانب ندرتها بأنها طارئة وغير ثابتة حيث أن معظمها يسقط على شكل سيول طارئة تنحدر إلى بطون الأودية والمنخفضات ، أما الرياح المحلية فمعظمها رياح ساخنة محملة بالغبار والأتربة وغالبا تؤدي إلى هبوب العواصف الرملية أو الترابية التي تعد من أهم الملامح الخاصة لمناخ الصحاري الحارة [1].

2- أنماط البناء في الصحراء

تتعدد الانماط التي يمكن من خلالها تصنيف البناء على اساسه طبقا لمجموعة من الاعتبارات منها ما يتعلق بالارتفاعات كالبناء الافقي والرأسي ومنها ما يتعلق بالاستخدام ديني – عمراني سكني – صحي ...) وتهتم هذه الورقة البحثية بدراسة نمط البناء الافقي والذي يمكن تقسيمه إلى نمط البناء الافقي الموجه على الخارج ونمط البناء الافقي الموجه على الداخل ويمكن توضيحهما فيما يلي:-

2-1- نمط البناء الافقي الموجه على الخارج

يعني هذا النمط انتشار المباني على المستوى الافقي بارتفاعات قليلة لاتتعدى ثلاثة ادوار ويمكن أن تصل إلى اربعة ادوار على اقصى تقدير تفتح عناصر هذا النمط على الخارج (على الشوارع أو على الارتدادات الجانبية حول المبنى)

2-2- نمط البناء الافقي الموجه إلى الداخل

وهذا النمط يعني أيضا انتشار المباني على المستوى الافقي بارتفاعات قليلة كالسابق ولكن المباني في هذا النمط موجهة إلى الداخل على أفنية تفتح عليها عناصر المسكن ، وهذا النوع يوفر جوا اجتماعيا افضل ويعطي كثافات أعلى من النمط المفتوح ، [2].

3- دراسة إيجابيات وسلبيات أنماط البناء في عمارة الصحراء

1-3- نمط البناء الافقي الموجه على الخارج

1-1-3- التوافق والتلاؤم مع بيئة ومناخ الصحراء   لا يحقق هذا النمط التوافق والتلاؤم مع بيئة الصحراء وذلك لما يلي:-

تتعرض المساكن فيه للعواصف الترابية والإبهار الخارجي وزيادة المسطحات المعرضة للإشعاع الشمسي
الفراغات والشوارع مكشوفة وغير مظللة مما يحد من الحركة والتنقل وخصوصا في ساعات النهار[3].
تعرض معظم واجهات ومسطحات الأرض لأشعة الشمس وللعوامل الخارجية ، وعدم  توفر الظلال  الكافية أثناء السير لإن الشوارع تغطي نسبة كبيرة من الأرض [4].

2-1-3- الخصوصية   لا يحقق هذا النمط الخصوصية المطلوبة للسكان نظرا لعدم وجود اشتراطات منظمة لاماكن الفتحات الخارجية والبروزات فيؤدي ذلك إلى جرح خصوصيتها ولتحقيق ذلك يلجأ السكان إلى عمل سواتر أمام الفتحات أو عدم فتح النوافذ والاعتماد على الإضاءة والتهوية الصناعية لتحقيق العزل البصري المطلوب ، كما أن المسافة بين المباني لاتحقق الخصوصية[5]


وتشير دراسة إلى أن المدن المعاصرة أصبحت تخدم الدخل القومي لذلك تحولت إلى ملتقى طرق تحصر بينها مجموعة من البشر لخدمة الإنتاج والاقتصاد لذلك تكونت المباني حول فراغات غير محددة الاستعمال ولم تأخذ في الاعتبار علاقة الفرد بالأسرة والمجتمع وعلاقة المسكن بالمجاورة مما أدى إلى القضاء على الخصوصية [6].

أما محمود إدريس فيرى أن الدين الإسلامي يعتبر العامل الرئيسي في تشكيل الخصوصية وأن مفهوم الخصوصية يختلف في المجتمع الإسلامي عن المجتمع الغربي ففي المجتمع الإسلامي الخصوصية تعني التوازن بين خصوصية الفرد والمجموعة إذ أن الخصوصية لا تمنع التواصل الاجتماعي ولا تعني الانعزال الكلي والانفصال عن المجتمع ، وبالتالي تكون الخصوصية أداة لتنظيم التواصل والتداخل مستنيرة بضوابط الدين وسلوكيات المجتمع الذي يعيش فيه الفرد [7]. وأن البيئة السكنية الحديثة تفتقر إلى الخصوصية لذلك فإن الهدف الرئيسي يجب أن يكون لتصميم الفراغات لتوفير الخصوصية اللازمة للبيئة السكنية المعاصرة.

ويرى احمد عبد الكريم أن الخصوصية هي  الطريقة التي يعمل بها الفرد أو الجماعة من اجل تحديد غيرهم من الوصول إليه أو إليهم سواء بالنظر أو بالمخاطبة أو كليهما ،وقد قسم الخصوصية إلى الخصوصية الذاتية والخصوصية النفسية والخصوصية المقتصرة والتي تعني فصل الشخص مع عائلته عن محيطه الاجتماعي والشريعة الإسلامية أكدت هذه الرغبة مثل تحريم النظر إلى داخل منازل الآخرين [8]

أما صالح الهزلول فيرى أن نمط البناء الافقي الموجه على الخارج لا يحقق الخصوصية وفي هذا الصد يذكر مثالين الأول عبارة عن منزلين يشتركان بسور واحد شيد على نمط الفيلا مع ارتداد مترين من السور لكل منزل وقد قام كل منهم بفتح نوافذ تطل على الارتداد ولضمان تحقيق الخصوصية في الارتداد قام أحدهما بوضع ألواح متموجة على السور إلى الارتفاع الذي يحقق به الخصوصية شكل رقم (1). أما المثال الثاني فهو حالة منزلين متقابلين أحدهما بنى على خط الشارع والآخر بنى على نمط الفيلا ومرتد من الأمام ولتحقيق الخصوصية لمنزله قام بوضع ألواح متموجة أعلى السور لتحقيق الخصوصية في الفراغ الأمامي شكل رقم (2) [9].. 

شكل رقم (1) وضع ألواح أعلى السور بين الجار لتحقيق الخصوصية[9]. 

شكل رقم (2) وضع ألواح أعلى السور المطل على الشارع لتحقيق الخصوصية[9].
ويذكر احمد فريد مصطفى أن قوانين المباني كان لها تأثير كبير في وجود هذا النمط من العمارة غير متناسقة وتطل على الخارج وبالتالي فهي لا تراعي تقاليدنا الإسلامية لان المساكن تكشف بعضها البعض مما اضطر بعض السكان إلى ستر بيوتهم وأحواش مساكنهم لتحقيق الخصوصية [10].

3-1-3-  الشوارع   شبكة الشوارع متوازية نافذة غير مغلقة النهايات وعروضها لا تقل عن 12 متر مع عمل ردود لحد البناء لا يقل عن أمتار من جانبي الطريق ويتم تحديد نسبة البناء من إجمالي الموقع في حدود 60% من إجمالي مساحة الأرض مع تنفيذ ردود جانبية من كل جهة تتراوح من 2-3 أمتار ، كما يتم تنفيذ أماكن الأبواب والشبابيك الخارجية بدون قيود أو تنظيمات بين الجيران كما تشترك جميع الوحدات في عناصر الانتقال الرأسية والأفقية والخدمات العامة للمبنى من مناور وخلافه [5].


وقد أدي هذا النمط إلى امتداد الشوارع وبالتالي إلى زيادة المرور العابر الذي أدى بدوره إلى حركة مرور آلي عالية تعتبر من اكثر مصادر الضوضاء إزعاجا وقد أشارت دراسة أجريت في بريطانيا أن 84% من السكان يعتبرون أن ضوضاء المرور هي المصدر الأساسي في الإزعاج [11].

4-1-3-  العزل ضد الضوضاء   مباني هذا النمط لا تتمتع بالهدوء نتيجة لتوجيه المباني للخارج ولعدم وجود تدرج هرمي للشوارع في معظم الأحيان

5-1-3-  الآمان   لا يتحقق في هذا النمط الآمان نتيجة لعدم وجود فراغات شبه خاصة يستطيع الأطفال اللعب فيها ، وعدم وجود ممرات مشاة آمنة نتيجة لتداخل حركة المشاة مع حركة السياراتكما تعاني المساكن المفتوحة على الخارج من مشكلات أمنية أهمها السطو على المساكن بغرض السرقةكما ساعد التخطيط في هذا النمط على انفتاح الأحياء السكنية لكل عابر سبيل مما قلل من حرمتها وجعلها منتهكة من الجميع [4].

6-1-3-  ملائمة النمط للتكوين المعماري   لا يتلاءم مع طبيعة المنطقة لعدم وجود ترابط وتجانس بين المباني وكذلك لا يتمشى مع تقاليد ساكنيها لعدم توفر الخصوصية.

7-1-3- الاستعمال والتوزيع   عدم توفر ممرات للمشاة آمنة ومحمية من أشعة الشمس نتيجة لكون التخطيط موجه لحركة السيارة فقط يتمشى مع متطلبات السيارة.

8-1-3-  الفراغات   عدم توفر فراغات شبه خاصة تعطي فرصة التعارف بين السكان.

9-1-3-  الجوانب الاقتصادية   يؤدي هذا النمط إلى زيادة الطلب على الطاقة نتيجة لتعرض معظم واجهات ومسطحات المباني لأشعة الشمس طوال اليوم مما يزيد من استهلاك أجهزة التكييف وبالتالي الكهرباء ، إضافة إلى استعمال السيارة لقضاء كافة اللوازم مهما كانت بسيطة كذلك الإسراف الشديد في استهلاك المياه لري الساحات الكبيرة المكشوفة والحدائق الخارجية المعرضة لأشعة الشمس المحرقة

كما أدى هذا النمط إلى وجود مساكن متباعدة على شكل فيلات ، أنشئت على نظام تقاسيم الأراضي الشبكي الأمر الذي أدي إلى زيادة تكاليف المرافق  والشوارع والأرصفة وكذلك تكاليف الصيانة لهذه المرافق والطرقات[10].

10-1-3-  تبرز السيارة في هذا النمط باعتبارها العامل الرئيسي الذي يؤثر على تخطيط هذا النمط ، حيث تعطي السيارة الأولوية ، ولذلك أصبحت الطرقات ومواقف السيارات ومداخل البيوت مرتبطة وقائمة لخدمة السيارة وتسهيل حركتها وبذلك فقد هذا النمط مظهره الإنساني في توفير سبل الحركة لسكانها من المشاة لان المساكن تباعدت عن بعضها البعض لتفسح المجال للسيارة ،واختلت النسب بين ارتفاعات البناء وعروض الطرقات فانحسرت الظلال التي كانت تحمي المشاة[12].

11-1-3-  التوافق مع العوامل الاجتماعية   لا يساعد هذا النمط على العلاقات الإنسانية المتأصلة للمجتمع بل ساعد على تفكك العلاقات الاجتماعي ، وبذلك فقدت الصلات الاجتماعية القائمة على مبدأ التكامل الاجتماعي ، كما لم توفر المباني في هذا النمط الحد الأدنى من العلاقات الاجتماعية بين الأفراد وبالتالي ظهرت مظاهر العزلة الاجتماعية مما أدى إلى ضياع المفهوم الإنساني بأن يكون الإنسان جزء من منظومة اجتماعية متكاملة في إطار الحي أو المدينة ومرتبط معهم بعلاقة إنسانية في إطار قيم ومبادئ تحكم المجتمع [13].


              ويوضح شوكت القاضي أن تصميم المساكن في هذا النمط أدى إلى عزلها اجتماعيا عن بعضها البعضكما اصبح تصميم الفراغات الخارجية مهيأة لحركة السيارات مما أدى إلى العزل الاجتماعي في الأحياء الحديثة وضعف الاتصالات بين السكان الأمر الذي ساعد على إحداث الفرقة بين السكان وساعد على نمو الجريمة في شوارع المدينة[14] . وقد أشارت بعض الدراسات التي أجريت على الأحياء الجديدة في إحدى دول الخليج إلى أن اكثر المتضررين من العيش في تلك الأحياء هم الاطفال والنساء وبعد ذلك يأتي كبار السن بسبب عدم توفر بعض الفراغات التي تشكل جزء مهما في حياتهم اليومية [14].

        كما أثبتت الدراسات والأبحاث أن الحرمان من الاختلاط بالناس له علاقة مباشرة بالاختلال الفعلي ، كما ثبت أيضا أن المعدلات المرتفعة من أمراض انفصام الشخصية تحدث بين مجموعات الناس التي تعيش منعزلة أو الذين يعيشون منفصلون عن المجاورة التي يعيشون فيها كما يؤدي تأقلم الناس على الحياة المنعزلة المنغلقة داخل مساكنهم إلى صعوبة كبيرة في العيش وممارسة الحياة خارجها[15].ويؤكد وجيه فوزي ذلك حيث يرى أن المدينة أصبحت الآن مع امتداد الشوارع والسرعة الزائدة في المرور والزيادة في كثافة السكان فان العلاقات الاجتماعية تأثرت وانحصرت واصبح كل شخص يعني بأمر نفسه فقط [16]

              وقد أشار نمير هيكل في دراسة عن أزمة البيئة العمرانية أن الصورة التي يمكن أن تشاهد عليها عمارة الصحراء في الأحياء السكنية هي الفيلا وهى قطعة ارض صغيرة تضيق ببناء ضخم محاط بسور مرتفع يضيق الخناق على المسكن ، ويزيد الوضع سوء قوانين البناء المستوردة التي تسمح بارتداد مترين أو ثلاثة فقط عن الشارع والجوانب وكان من نتيجة ذلك السلبيات الآتية[17]:
-         الارتداد الأمامي لا يستفاد منه في اى وظيفة نتيجة لضيقه واستطالته.
-         الارتدادات الجانية تخل بمبدأ الخصوصية وتكشف الفتحات المقابلة .
-         تفكك التكوين العمراني بسبب انفصال الكتل والفردية في تشكيلات الكتل وتصميم الأسوار

2-3- نمط البناء الموجه إلى الداخل

1-2-3- التوافق والتلاؤم مع بيئة الصحراء   يلائم هذا النمط المناخ وبيئة الصحراء ويظهر ذلك من خلال استخدام الفناء الداخلي في هذا النمط الذي يعد من العناصر المعمارية التي عالجت مشاكل البيئة المناخية بنجاح كبير ومشاكل البيئة بشكل عام .ويعتبر تصميم المسكن حول الفناء من افضل الطرق لمواجهة المشاكل البيئية للمناخ وخاصة في المناطق الصحراوية ، لان الفناء يعمل كمنظم لدرجات الحرارة داخل المسكن ليلا ونهارا ،كما يؤدي الفناء إلى تحقيق التهوية والحماية من الرياح الحارة للمساكن وذلك بتوجيه الفناء أو تشكيل حوائطه بحيث تحقق ذلك.

كما يوفر الفناء الداخلي إمكانية زراعة النباتات والأشجار وعمل النافورات داخلة وبالتالي يؤدي إلى تحسين وتلطيف الظروف المناخية باستخدام تلك العناصر كما تلعب النباتات دور هام في تنظيف وتنقية الجو بتقليل الأتربة والدخان والمواد العالقة الموجودة بالجو وقد أشارت دراسة إلى أن الفراغ الخالي من الأشجار والنباتات يحتوي على 1200 حبيبة من الأتربة العالقة في اللتر أما في وجود الأشجار والنباتات فتقل النسبة إلى ما بين 1000 – 2000 حبيبة في اللتر[18].             
              وقد أشارت دراسة إلى أن استخدام نمط البناء الموجه إلى الداخل ذات الأفنية الداخلية يسمح بحركة الهواء داخليا في حدود المطلوب ومن المبني إلى الخارج حيث تكون ساخنة بمعدل يزيد عن 50% من ساعات السنة ولما كانت حركة الهواء تنخفض في الليل بمعدلات كبيرة عنها في النهار فان الهواء البارد يترسب في الفناء أثناء الليل ويتسرب إلى الحجرات ويستمر أثر هذا الترطيب إلى ساعة متأخرة من النهار وبهذا يعمل الفناء كمنظم للحرارة ، وفي الوقت نفسه نجد أن الهواء الساخن المار فوق المنزل أثناء النهار لا يدخل الفناء وفي الليل ترتفع درجة حرارة الفناء في الوقت الذي تكون درجة حرارة الهواء الخارجي قد انخفضت فيصعد الهواء الساخن من الفناء ليحل محله هواء بارد من أعلى ويتجمع في الفناء على شكل طبقات ثم يدخل إلى الحجرات المحيطة فيبردها، وفي الصباح يبدأ الهواء الذي تظلله جدران الفناء الأربعة يسخن تدريجيا وببطء حتى منتصف النهار ، ولاتدخل الرياح الساخنة التي تهب فوق البيت خلال النهار إلى الفناء الإ إذا وضعت عوارض لتغيير مسارها وبهذه الطريقة يعمل الفناء كخزان للبرودة[19]،[20]. 

2-2-3- تحقيق الخصوصية  المسكن في هذا النمط وبإطلالته على الفناء الداخلي يحقق مزايا منها الخصوصية لساكنيه والبيئة المحلية الألطف جوا وامكانية التوسع بحسب حجم العائلة، هذا التوجيه إلى الداخل يسمح بتقليل الفتحات الخارجية وبالتالي يؤدي إلى تحقيق الخصوصية البصرية والسمعية .


              و يشير محمود إدريس إلى أن النمط الموجه إلى الداخل يحقق تسلسلا متوازنا بين الفراغات العامة والخاصة ، وأن كل فرد يستحوذ على قدر من الخصوصية بعيدا عن أعين المتطفلين وبمعزل عن الضوضاء ويظهر ذلك بوضوح في المدينة التقليدية حيث يلاحظ أن المباني العامة ومباني الخدمات تخدم التكامل الوظيفي بينها وبين المساكن ويساعد على التواصل الاجتماعي ، وبالتالي تكون الخصوصية جزء من هذا الترابط اذ أن ما يميز هذه المدن هو الانسياب والتواصل بين المستويات المختلفة للفراغات والوظائف والاحترام القائم لكل ما هو عام وخاص [7].

              آما احمد فريد مصطفى فيرى أن الخصوصية شعور فطري يتطلبه الإنسان لامنه وراحته له ولأسرته وأن وجود فراغ خاص مفتوح في المسكن مثل الحوش أو الحديقة يؤدي إلى الاستمتاع بالخصوصية وبالهواء الطلق والشمس لافراد الأسرة دون أن يجرحوا من الجيران ، كما يؤدي الوجود المشترك إلى تقوية الأسرة وعدم تفككها وبالتالي المحافظة على الابناء والأجيال وهذا ما يتوفر في نمط البناء الموجه إلى الداخل [10].
3-2-3- شبكة الشوارع   يمكن في هذا النمط تحديد طرق السيارات بشبكة منفصلة عن ممرات المشاة مع مراعاة عدم تفادي اختراق طرق السيارات للمجموعات السكنية بأن تمر بمحاذاتها ثم تتفرع منها طرق تخديمية تؤدي إلى المجموعات السكنية ، وبذلك يمكن فصل شوارع السيارات عن ممرات المشاة مما يوفر الطمأنينة للحياة العائلية ويشجع الحركة مشيا على الأقدام في شوارع مناسبة المقياس ، كما يمكن في هذا النمط توفير ممر رئيسي يتجمع فيه حركة المشاة في قلب الحي السكني وتوجد على جوانبه احتياجات المجتمع الرئيسية مثل المساجد والمحلات التجارية والمدارس ورياض الاطفال وكلها سهلة الوصول إليها سيرا على الأقدام من كافة المساكن.

4-2-3- العزل من الضوضاء   يؤدي الفناء الداخلي في هذا النمط إلى عزل الضوضاء وذلك بحكم وضعه في المسكن والتفاف عناصره حوله فيشكل بذلك حاجزا طبيعيا وقويا ضد نفاذ الضوضاء.ولذلك يعتبر استخدام الفناء حلا مثاليا لتوفير فراغ هادئ داخل المسكن يمكن ممارسة الأنشطة المختلفة به في هدوء وبعيدا عن الضوضاء الخارجية[18].
              وتشير دراسة إلى أن المباني ذات الأفنية تتميز بقدرتها على حماية شاغليها من الضوضاء الخارجية حيث يكون أحد أضلاع المبنى حاجزا صوتيا طبيعيا يؤدي إلى تخفيض الضوضاء ما بين 48- 53 ديسبل وهو مستوى مقبول يحقق الراحة السمعية للسكان.كما أشارت الدراسة إلى أن أداء الأفنية الداخلية لا يقتصر على منع أو تقليل الضوضاء الصادرة إلى الفناء ولكنها أيضا وبنفس القيمة يمكنها تخفيض الضوضاء الصادرة من الفناء إلى الخارج حيث يسهل التحكم فيها ومنعها من الانتشار للمساكن المجاورة وفي مقارنة بين مقدار التخفيض في الضوضاء في كل من الأفنية الخارجية والداخلية أظهرت النتائج أن المباني ذات الأفنية الداخلية هي اكثر هذه الوسائل فاعلية حيث يمكنها تخفيض الضوضاء من 14-19 ديسبل وبذلك يمكن الوصول بمستويات الضوضاء إلى الحد المقبول للراحة السمعية[11].
5-2-3- مدى تحقيق الآمان يحقق هذا النمط الآمان للسكان والذي يمكن توضيحه في الآتي[21]
-  يساعد هذا النمط على توفير فراغات آمنة يلعب فيها الاطفال بعيدا عن الشوارع .
- يحقق هذا النمط إمكانية فصل حركة المشاة عن السيارات وبالتالي يوفر مكانا آمنا لمزاولة الأنشطة الاجتماعية من مقابلات ولقاءات وتعارف كما يسهل تحسين علاقات الجيران وبالتالي يعتبر مكان معيشة خارجي للسكان.
- إمكانية تحقيق ربط مناطق المشاة بالأحياء السكنية بمناطق المشاة في مركز الحي السكني الذي يحتوي على الخدمات العامة للسكان.

كما يحقق هذا النمط وظيفة دور السيارة في الحي السكني أو في المدينة وذلك بأن تكون أداة خدمة للساكنين وليس مظهرا طاغيا على المدينة وذلك بان يتيح إعطاء أولوية لحركة المشاة وبما تحتاجه هذه الحركة من عوامل تساهم في تشجيعها [12] .وقد أشارت دراسة إلى أن هذا النمط يؤدي إلى خلق فراغات إيجابية يشعر السكان فيها بالراحة ويستعملونها في أنشطتهم اليومية لانه يوفر لهم الأمن والإحساس بالأمان ، وفي نفس الوقت يصعب انتشار الجريمة داخل تلك الفراغات لصعوبة دخول غرباء أو متطفلين إليها [22].

6-2-3- ملائمة النمط للتكوين المعماري   يتلاءم هذا النمط مع التكوين العمراني لانه يؤدي إلى تخطيط نابع من معيشة وتقاليد السكان والذي يؤدي بدوره إلى الترابط العمراني كما أن شرط الخصوصية المطلوب تحقيقها ومناخ الصحراء يساهم في التصاق المباني وتحقيق استمرارية للكيان أو النسيج العمراني على عكس التطور العمراني الحالي والذي يتسم بالتمزق أو التفتيت [4]،[10].

7-2-3- الاستعمال والتوزيع   يوفر هذا النمط ممرات للمشاة آمنة ومحمية من أشعة الشمس مع وجود تدرج هرمي بالنسبة للشوارع.
8-2-3- الفراغات   يوفر هذا النمط فراغات شبه خاصة تعطي فرصة للتعارف بين السكان ويقوي الروابط الاجتماعية كما يوفر فراغات داخل المسكن تتحقق فيها الخصوصية التامة اى أن هذا النمط يساعد على توفير سلسلة من الفراغات تبدأ من توفر أماكن للعب الاطفال أمام المساكن ، ثم فراغات لتقابل ولقاء السكان في الخدمات المركزية ثم فراغات على مستوى المدينة.اى أن الفراغات في هذا النمط تساعد على تنمية روح الجماعة .وكان ذلك واضحا في معظم التخطيطات القديمة لأنها كانت تشمل على شوارع اغلبها مسدود من نهايتها.
9-2-3- الجوانب الاقتصادية   وتتمثل في الآتي [23] ، [24] ، [10]:
- قلة الطلب على الطاقة لوجود الفناء الداخلي الذي يعتبر كمنظم حراري داخل المسكن الأمر الذي يؤدي إلى تحسين البيئة المحلية عن طريق زراعتها واستخدام المياه فيهاوتكثيف المدينة في شكل متضام بحيث يتسنى وقاية المباني من التأثير الكامل للرياح والشمس المستمرة ، وبحيث تكون المسافات قصيرة بدرجة كافية ومظللة ومن ثم يتمكن السكان من قضاء حاجاتهم اليومية مشيا على الأقدام.
- قصر أطوال الشوارع يوفر المسافات داخل الحي ويقلل أطوال الخدمات لكل مسكن وبالتالي الاقتصاد في تكاليف المرافق والخدمات والصيانة.
- التوفير في مساحة الأراضي المخصصة للسكنى لان الفناء يقوم مقام الحدائق المنزلية.
- يمكن عمل تنسيق للحدائق الخارجية المحدودة المساحة بأقل التكاليف ما يضفي البهجة والخضرة على شوارع المشاة الداخلية ويمنع وجود مناطق ضائعة أو غير محددة الاستعمال.

وتشير دراسة أجريت لمقارنة تكاليف المرافق لجزء من مشروع مصمم على أساس النمط الافقي الموجه إلى الداخل والنمط الشبكي المفتوح على الخارج وجد الآتي شكل رقم (3):
- تكاليف المرافق في النظام الشبكي لكل وحدة سكنية تزيد بمقدار 322% عن التخطيط الافقي الموجه إلى الداخل بنسبة 3.2 : 1).
- تكاليف المرافق في النظام الشبكي لكل متر مربع من المباني تزيد بمقدار 232% عن النمط الموجه إلى الداخل بنسبة 2.3 : 1) . 

شكل رقم(3) مقارنة بين نمطي البناء الأفقي لدراسة الجوانب الاقتصادية [10].

10-2-3- زيادة الكثافة يساعد هذا النمط على تحقيق كثافة سكانية وسكنية معقولة مع الجوانب الاقتصادية وذلك باتباع أسس التخطيط العمراني السليم ومن خلال العودة إلى فكرة التخطيط المتضام والتي وجدت في المدينة الإسلامية القديمة حيث استعمال المساكن ذات الأفنية والحارات المغلقة.
11-2-3- التوافق مع العوامل الاجتماعية   يحقق هذا النمط التوافق والتلاؤم مع العوامل الاجتماعية وذلك من خلال الآتي [25]،[26]:
يمكن تجميع المساكن على فراغات داخلية تؤدي إلى تحقيق وتقوية الروابط والحوار والانتماء للموقع ، كما أنه يوفر العوامل التي تشجع على رضي السكان مثل الخصوصية الخارجية ، وتحقيق الأمن وحرية التنقل خاصة لصغار السن من وإلى مدارسهم .
يتوفر في هذا النمط الفناء الداخلي الذي يوفر الاحساس بالهدوء والمكان الملائم لمزاولة الأنشطة الاجتماعية المختلفة ويعمل على تقوية الروابط الاجتماعية بين أفراد الآسرة الواحدة أو بين الأسر وبعضها وتوفير الخصوصية الكاملة لاهل المسكن لقضاء أوقات الفراغ.
تلبية الاحتياجات الدينية يحقق هذا النمط بوجود الفناء متطلبات الإنسان المسلم النابعة من الدين لان الفناء يصبح متنفسا ومطلا لمعظم حجرات المسكن وبالتالي تقل الفتحات على الشارع مما يساعد على حفظ حرمة المسكن وحماية سكانه من أعين الغرباء.
يساعد هذا النمط على زيادة الألفة والتعارف بين الجيران وتقوية الروابط الاجتماعية بينهم
يمكن باستخدام أسلوب التخطيط المتضام المتجمـع في شوارع مغلقة تكوين مجموعـة
  صغيرة في عدد سكانها تحقق الترابط اللازم اجتماعيا وكبيرة بنائيا بحيث تكفي لخلق مجموعة من الفراغات والممرات في تدرج هرمي يساعد على خلق الترابط الاجتماعي المنشود.

4- أمثلة لتجمعات سكنية في الصحراء
1-4- مثال لنمط البناء الموجه على الخارج حي المصيف بمدينة الرياض .
              يوضح شكل رقم (4) مسقط أفقي لحي المصيف بمدينة الرياض ويتضح منه الآتي[27]:
تنقسم المناطق السكنية إلى أربع مناطق محاطة بشوارع رئيسية من جميع الاتجاهات وتتوزع المساكن في بلوكات سكنية تحيط بها الشوارع.
لا توجد مناطق تجارية محدودة في مركز الحي ولكن محاور تجارية على الشوارع الرئيسية
توجد بعض المناطق الترفيهية عبارة عن مناطق خضراء أو حدائق مفتوحة.
شبكة الطرق الخاصة بالسيارات عبارة عن طرق رئيسية محيطة بالحي بها أربع مداخل رئيسية بعرض 36 م تقسم الحي إلى أربع مناطق سكنية بالإضافة إلى الطرق الفرعية التي تحيط بالبلوكات السكنية الطرق شبكة متعامدة ) . أما ممرات المشاة فلا توجد ممرات خاصة للمشاة مفصولة عن السيارات وانما حركة المشاة مختلطة مع حركة السيارات على طول المحاور التجارية.
-         لا يحقق النسيج العمراني التوافق والتلاؤم مع مناخ المنطقة
2-4- أمثلة لنمط البناء الموجه على الداخل
1-2-4- حي الحمراء بمدينة الرياضاعتمدت الفكرة في هذا الحي على تصميم منطقة سكنية نموذجية ملائمة للبيئة المناخية والمحلية للمنطقة ، وتوفير بيئة سكنية يطيب فيها العيش وتصبح قادرة على تلبية احتياجات سكانها والارتقاء لمستوى تطلعاتهم وقد روعي في تصميم وتخطيط الحي عدة اعتبارات يمكن توضيحها فيما يلي شكـل رقم(5) [28] 

شكل رقم(4) حي المصيف بمدينة الرياض [27] 

شكل رقم (5) حي الحمراء بمدينة الرياض [28]

توفير المرافق بشكل متوازي مع احتياجات السكان.
تشجيع الاتصال الجماعي بين السكان بتقسيمهم إلى مجموعات محددة المعالم .
تشجيع حركة المشاة وجعلها آمنة وممتعة .
تقليل تكلفة إنشاء وصيانة الخدمات العامة وذلك بتقليل أطوال الشوارع وعروضها وعروض واجهات قطع الأراضي إلى الحد الملائم.
توفير مناطق مفتوحة تشمل الحدائق وملاعب للأطفال في ساحات قرب المساكن
هذا وقد اعتمد نظام حركة السيارات في الحي على طرق تجميع تبدأ من الشوارع المحيطة وتصل إلى المنطقة المركزية الاجتماعية وتتفرع من طرق التجميع مداخل المساكن في الساحات التي أعطيت الأولوية فيها لحركة المشاة وصممت الأرصفة بحيث تسمح بدخول السيارات من وإلى المساكن بسرعة متدنية نظرا لقصر مسافتها ويتحرك المشاة بموازاة حركة السيارات في طرق التجميع إما إلى المنتزه أو إلى المناطق التجارية.
2-2-4- مدينة الصليبخات بالكويتهو مشروع إسكان على ارض شريطية مساحتها 75 هكتار وعدد القطع 1224 قطعة ارض ومساحة كل قطعة 226موابعاد القطعة 9م×25م .وتتميز جميع المساكن بأنها مفتوحة على الداخل وتتمركز حول فناء داخلي يوفر لها الخصوصية والمناخ الداخلي الخاص كما أمكن عن طريق استخدام الفناء الداخلي الاستغناء عن وجود أية فتحات على الخارج والاستغناء أيضا عن توفير مساحة أمامية ولهذا جاءت البيوت متقاربة جدا من بعضها. 

وشبكة الممرات الخاصة بالمشاة ضيقة ومظللة ومعزولة تماما عن خطوط حركة السيارات مما يوفر الآمان للسكان المرتجلين ، وتفتح على هذه الممرات مداخل لكل وحدة سكنية روعي في هذه المداخل تحقيق الخصوصية للمسكنكما تم التوزيع من الطريق الخلفي المحيط بالكتلة السكنية إلى الطرق التخديمية التي تؤدي إلى مداخل انتظار السيارات في وسط المجموعة السكنية ، حيث تم توفير العدد الكافي من الأماكن اللازمة لانتظار السيارات لكل الوحدات السكنية شكل رقم (6) [14]. 

شكل رقم (6) مجموعة سكنية بمدينة الصليبخات ويظهر تلاحم الباني والأفنية الداخلية المتوسطة[14].

الخلاصة والتوصيات.
              نخلص مما سبق إلى أن نمط البناء الأفقي الموجه على الخارج لا يتوافق مع مناخ الصحراء ، ولا يحقق الخصوصية المطلوبة للسكان ، أصبحت الشوارع والطرقات عبارة عن شبكة متوازية ونافذة تخدم السيارة وليس الإنسان وبالتالي فقد هذا النمط مظهره الإنساني ، كما أن هذا النمط لا يحقق الآمان للسكان لعدم فصل حركة السيارات عن حركة المشاة، كما لا يحقق التلاؤم مع العوامل الاقتصادية لزيادة الطلب على الطاقة نتيجة لتعرض المباني لأشعة الشمس كما لا يحقق الاقتصاد في تنفيذ المرافق وشبكة الطرق كما أن هذا النمط لا يتوافق مع العوامل الاجتماعية ولا يحقق الخصوصية بل أدى إلى زيادة العزلة بين السكان وعدم الترابط الاجتماعي .
              أما نمط البناء الأفقي الموجه على الداخل فقد وجد أنه يحقق التوافق والتلاؤم مع المناخ نظرا لانفتاحه على أفنية تعمل على توفير التهوية لعناصر المسكن والحماية من الرياح الساخنة والعواصف الرملية كما أن النسيج العمراني في هذا النمط متضام يتلاءم مع المناخ وبالتالي يؤدي إلى زيادة الكثافة.كما يتوافق مع العوامل الاجتماعية فيحقق الخصوصية ويؤدي إلى تقوية الروابط الاجتماعية بين أفراد الأسرة وبين السكان كما يوفر مكان آمن للعب الأطفال وجلوس الكبار الأمر الذي يؤدي إلى زيادة الألفة والتعارف بينهم.كما يحقق هذا النمط إمكانية فصل حركة السيارات عن حركة المشاة ،ويحقق العزل ضد الضوضاء الخارجية والتحكم في الضوضاء الصادرة من الفناء ومنع انتشارها كما يتوافق هذا النمط مع العوامل الاقتصادية حيث يؤدي إلى قلة الطلب على الطاقة نتيجة لعدم تعرض المباني لأشعة الشمس والاقتصاد في تكاليف المرافق نتيجة لقصر أطوال الشوارع والممرات .
وعلى ذلك ومن خلال الدراسة يتبين لنا أن نمط البناء الأفقي الموجه على الداخل هو النمط الأمثل لعمارة الصحراء ولتحقيق ذلك يلزم اتباع التوصيات التالية:
التأكيد على أهمية استخدام نمط البناء الأفقي الموجه على الداخل في عمران المناطق الصحراوية
أهمية استخدام التخطيط المتضام الذي يتوافق مع مناخ الصحراء وفي نفس الوقت  يؤدي إلى التلاؤم مع الجوانب الاقتصادية

ضرورة مراعاة البعد الاجتماعي في عمارة الصحراء وذلك بتحقيق الخصوصية للسكان وفصل حركة المشاة عن السيارات وتوفير الفراغات اللازمة لهم لتلبية احتياجاتهم وتقوية الروابط الاجتماعية بين السكان.
يجب التأكيد على أن يكون دور السيارة في عمارة الصحراء هو دور خدمي للأحياء السكنية واعطاء الأولوية لحركة المشاة.
يجب إقناع متخذي القرار بأهمية استخدام النمط الموجه إلى الداخل.

المراجع

1-عادلي طارق كمال الدينأثر البيئة المناخية على التخطيط العمراني وحيز العمارة الداخلية بالمدن الجديدة في صعيد مصرالمؤتمر المعماري الثاني ، الخبرات العلمية والتطبيقية للتنمية العمرانية في صعيد مصر ، قسم العمارة، كلية الهندسة،جامعة اسيوط5،-7 ديسمبر 1995م.
2- محمد احمد هلالالإسكان في المجتمعات العمرانية الجديدة المجلس الأعلى للجامعات ، اللجنة العلمية الدائمة للتصميم المعماري،1999م
3- يوسف وائل حسين العشوائية العمرانية للمواقع السكنية بمدينة الخارجة محافظة الوادي الجديد مؤتمر التنمية العمرانية في صعيد مصر،قسم العمارة، كلية الهندسة،جامعة اسيوط1993 م.
4- عيد محمد عبد السميعإعادة توظيف المسكن ذو الفناء في العمارة المعاصرةمؤتمر مسكن الفناء الداخلي في المدن العربية – توجهات نحو القرن الحادي والعشرون، حمص سوريا 11-13 نوفمبر 2000م.
5- ايمن على القيم الإسلامية كمدخل لتحقيق الخصوصية في البيئة السكنية المعاصرة في مصر رسالة ماجستير، قسم العمارة ،كلية الهندسة ،جامعة أسيوط 1993م
6- حتحوت سهيرمضمون الخصوصية في البيئة الحضرية مجلة جمعية المهندسين المصرية، العدد الأول ،المجلد 25 1986م.
7- إدريس محمود محمد الخصوصية الدلالة والمفهوم في تشكيل الفراغ المعماري في البيئة السكنية مجلة جامعة الملك سعود المجلد السابع ، العمارة والتخطيط 1415هـ،1995م.
8- العليط احمد عبد الكريم العوامل الاجتماعية في عمارة نجد التقليدية ، مجلة البناء العدد 60،ذو القعدة ذو الحجة 1411هـ،يوليو 1991م
9- الهزلول صالح المدينة العربية الإسلامية اثر التشريع في تكوين البيئة العمرانية ، الطبعة الأولى 1414هـ، 1994م.
10- مصطفي احمد فريد القيم الإسلامية في العمران المعاصر ذو الحجة 1406هـ ،أغسطس 1986م.
11- رضوان مجدي محمد الخواص الصوتية للمساكن ذات الأفنية مؤتمر مسكن الفناء الداخلي في المدن العربية – توجهات نحو القرن الحادي والعشرون، حمص سوريا 11-13 نوفمبر 2000م.
12- شاهين إبراهيم ماجد وضع الأسس التصميمية للمدينة العربية مجلة المدينة العربية ، العدد 39 السنة 8، 1410هـ،1989م.
13-  الشاذلي عصام محمد.التكامل الاجتماعي والعمارة المؤتمر المعماري الثاني ، الخبرات العلمية والتطبيقية للتنمية العمرانية في صعيد مصر ، قسم العمارة، كلية الهندسة،جامعة أسيوط ، 5-7 ديسمبر 1995م.
14- القاضي شوكت محمد.الفناء كعنصر معماري في النسيج العمراني المتضام ودوره في تحقيق بيئة سكنية مريحةمؤتمر مسكن الفناء الداخلي في المدن العربية – توجهات نحو القرن الحادي والعشرون، حمص سوريا 11-13 نوفمبر 2000م.
15- الاكيابي محمود عبد الهادي، نوبي محمد حسنالعمران الافقي النموذج الأمثل لعمارة المدن القائمة والصحراء.المؤتمر المعماري الدولي الثالث ، عمارة وتخطيط الصحراء، تجارب الماضي وتطلعات المستقبل، قسم العمارة، كلية الهندسة،جامعة أسيوط، 17-19 نوفمبر 1997م.
16- وجيه فوزي العمارة والجريمة مجلة المهندسين ، عدد خاص بمناسبة يوم المهندس لعام 1984م.
17- هيكل نمير إسماعيل أزمة البيئة العمرانية مجلة البناء السنة 10، العدد 60 يوليو 1991م.
18- الاكيابي محمود عبد الهاديمدخل لتصميم المسكن ذو الفناء في المدينة الإسلامية المؤتمر القومي الأول للدراسات والبحوث البيئية ، معهد الدراسات والبحوث البيئية ، جامعة عين شمس ،31-4 فبراير1988 م.
19- محمد احمد هلال المحددات البيئية المؤثرة على تصميم المسكن الحضري في مدينة أسيوط الجديدةالمؤتمر العلمي لكلية الهندسة ، جامعة الأزهر ، مجلد رقم هندسة العمارة ،16-19 ديسمبر 1995م.
20- عطية إيمان محمد أساليب التصميم المعماري في المجتمعات الصحراوية المؤتمر المعماري الدولي الثالث ، عمارة وتخطيط الصحراء، تجارب الماضي وتطلعات المستقبل، قسم العمارة، كلية الهندسة،جامعة أسيوط، 17-19 نوفمبر 1997م.
21- هيكل نمير إسماعيلنحو عمران آمن لمشاة مجلة البناء ، السنة 12، العدد 70 
22- حواس سهير ذكيتوفير الأمن والآمان من خلال التنمية العمرانية للمناطق السكنية .المؤتمر المعماري الأول ،التنمية العمرانية في صعيد مصر، قسم العمارة، كلية الهندسة،جامعة أسيوط،1993.
23- ــــــــ مدخل إلى تصميم المستوطنات البشرية الجديدة في المناطق الصحراوية ، الجزء الثاني ، مجلة البناء ، العدد 84، 1987م.
24- الحصين محمد عبد الرحمنخصائص البيئة العمرانية للاحواش بالمدينة المنورةمجلة جامعة الملك سعود ، مجلد 4، العمارة والتخطيط.
25- الأحول مصطفى عبد الحفيظدراسات الجدوى الاقتصادية والفنية لمشاريع الإسكان الاقتصادي مجلة المدينة العربية ، العدد 43،السنة التاسعة 1410هـ ، 1990م.
26- الأحول مصطفى عبد الحفيظ دراسات لتصميم وتخطيط مشاريع الإسكان ،التكوين الوظيفي والبصري للتجمعات السكنية مجلة المدينة العربية ، العدد 38، السنة 8،ذو القعدة 1409هـ يوليو 1989م.
27 - ــــــــ دليل تخطيط الأحياء السكنية وكالة الوزارة لتخطيط المدن ، وزارة الشئون البلدية والقروية .
28- ـــــــــ تخطيط عمراني لحي نموذجي ، المخطط الإرشادي والمخطط التفصيليوكالة الوزارة لتخطيط المدن ، وزارة الشئون البلدية والقروية . 





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا