التسميات

السبت، 31 ديسمبر 2016

التحكم البيئي في عمران المدن الصحراوية المصرية : مدخل للتخطيط البيئي المستدام ...


التحكم البيئي في عمران المدن الصحراوية المصرية

مدخل للتخطيط البيئي المستدام

م – بكر هاشم بيومي - م – إمام علي عبد الله

قسم التخطيط العمراني - كلية الهندسة - جامعة الأزهر

ملخص البحث

  في ضوء تأثر عمران المدن التقليدية الصحراوية بمتغيرات العصر الحديث وتغير صورة التجمع الصحراوي التقليدي كان دور البحث في التأكيد على مفهوم الاستدامة في التغلب على مشاكل التنمية بتلك المدن من خلال تعظيم وتفعيل دور المدن الصحراوية والكشف عما بها من إمكانات تنموية ومدى إمكانية استغلال تلك الإمكانيات.

  و يتناول البحث مدى تأثير المحتوى البيئي على عمران المدن الصحراوية المصرية ومدى إمكانية الخروج بأسس ومعايير للتحكم البيئي في عمران تلك المدن وذلك من خلال تقييم العمران القائم بالتجمعات التقليدية القائمة بالصحاري المصرية ومدى درجة تفاعله مع البيئة المحيطة والخروج بأسس تخطيطية للعمران الصحراوي المتوائم مع البيئة .

الكلمات المفتاحية : البيئة – المدن الصحراوية – الصحراء المصرية – التخطيط البيئي المستدام

مقدمة

  تأثر عمران المجتمعات الصحراوية في القرن الحادي والعشرين بالاتجاهات والمداخل الغربية الحديثة في التخطيط العمراني وتغيرت صورة المدينة الصحراوية التقليدية , كما ظهرت بعد قيام الثورة الصناعية وسائل وتقنيات حديثة في عمليات البناء ووسائل المواصلات والتي أدت إلى إهمال التقنيات الموروثة في عمران المناطق الصحراوية التقليدية , وشكلت تجمعات عمرانية حديثة غير مستدامة ذات نظام اقتصادي وطبيعة صناعية جديدة على عمران المناطق الصحراوية .

  يعد مدخل التخطيط البيئي أحد مداخل التعامل مع تنمية التجمعات الصحراوية وأساساً لصياغة استراتيجيات التنمية المستدامة وذلك من خلال مفاهيم الاكتفاء الذاتي والاستقلالية المحلية .

  فقد يساعد شكل المدينة على التهوية وسرعة الرياح وتحديد الاشعاع الشمسي داخل المدينة كما يقلل استخدام الأشجار داخل الفراغات العمرانية بالمناطق شديدة الجفاف درجة الحرارة لذا كان من الضروري دراسة شكل العمران بالتجمعات الصحراوية التقليدية من خلال الدراسات التحليلية لمورفولوجية المدينة وشبكة الحركة وتوجيه العمرانوتحديد الدروس المستفادة من العمران القائم كعمران مدينة موط القديمة بواحة الداخلة وقرية القصر ودرب السندادية بالخارجة كمحاولة لإثبات صلاحية مكونات العمران التقليدي حيث تعلمت هذه المجتمعات عبر القرون كيفية التعامل مع بيئتهم المحيطة ونتجت الحلول لمشاكل الإسكان وغيرها وكان من الاهمية بما كان الخروج من تحليل و تقييم هذا العمران بالتجمعات التقليدية بأسس ومعايير لكيفية التحكم البيئي في التخطيط المستقبلي للتجمعات الصحراوية المصرية

المشكلة البحثية : الطبيعة المميزة للتجمعات الصحراوية

  المدن أو المستقرات التي تقع في المناطق الصحراوية بأنماطها وأنساقها المختلفة تتميز بطبيعة وشخصية خاصة تنفرد بها عن الموروث التخطيطي المستخدم حالياً في عمليات التنمية المتبعة في مصر.

  ولذلك فإن تخطيط التجمعات العمرانية بالمناطق الصحراوية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بمدى فهم وإدراك المخطط لخصوصية العلاقة بين المدينة الصحراوية والبيئة المحيطة بها .هذه العلاقة تصبغ العديد من الملامح على المدينة وتعطي لها ميزة وملامح خاصة بها.

  ومن خلال استنتاج هذه الملامح يمكن الوصول إلى تطوير أسـس ومعايير التخطيط لمثل هذه التجمعات .

اشكالية البحث

  تكمن اشكالية التجمعات الصحراوية في التزاوج غير المتوافق بين أهداف ومفاهيم المهتمين و المخططين العمرانيين ومفاهيم واهتمامات سكان تلك التجمعات ( شركاء التنمية ) من ناحية والواقع الطبيعي للبيئة الصحراوية من ناحية أخرى .

أهداف البحث :

- استنتاج ملامح العلاقة بين الخصائص العمرانية للتجمعات الصحراوية وبيئتها المحيطة بها سواء الطبيعية والاجتماعية والاقتصادية .

- الوصول إلى ملامح محددة للتشكيل العمراني بالتجمعات الصحراوية.

- دراسة وتحليل العناصر التخطيطية المميزة للطابع العمراني للتجمعات الصحراوية .

- حماية التجمعات الصحراوية من النمو العمراني الغير مخطط بإحداث تنمية عمرانية على أسـس علمية وبيئية سليمة .

أ - البيئة الصحراوية المصرية

  البيئة هي الوسط المحيط بالإنسان والذي يشمل كافة الجوانب المادية وغير المادية البشرية منها وغير البشرية فالبيئة تعني كل ما هو خارج عن كيان الإنسان وكل ما يحيط به من موجودات .

هناك أربعة بيئات مختلفة في مصر وهي:-

- البيئة الزراعية والحضرية وهي تمثل المناطق التي بها زراعات أو صناعات مختلفة وهي تنحصر في مساحة 4.5% من المساحة الكلية لمصر.

- بيئة الأراضي الرطبة وهي البيئة المائية الداخلية والتي يتراوح عمق المياه فيها من عدة سنتيمترات إلى ستة أمتار وبها العديد من الكائنات الحية .

- البيئة البحرية وهي ممثلة في البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط وهذه البيئة بها العديد من الكائنات البحرية.

- البيئة الصحراوية وهي تمثل 96% من مساحة مصر الكلية ويقل فيها معدل سقوط الأمطار عن 25% مم في السنة , وهناك ثلاثة مناطق صحراوية في مصر وهي الصحراء الشرقية (223 ألف كم2 ـ حوالي 22% من المساحة الكلية ) والصحراء الغربية ( 68.1 ألف كم2 ـ حوالي 68% )وشبه جزيرة سيناء ( 61 ألف كم2 ـ حوالي 6.5% من المساحة الكلية ).

  وتضم الصحراء المصرية من الناحية الإدارية خمس محافظات صحراوية هي شمال سيناء – جنوب سيناء – البحر الأحمر – مطروح – الوادي الجديد .

ب - القرية والمدينة في المجال التطبيقي:-

القرية : هي تجمعات عمرانية مقامة على أراضى زراعية أو صحراوية لإيواء من يقومون على خدمة تلك الأراضي واستغلالها وتتميز بصغر أحجامها السكانية وقد تغلب الوظيفة الزراعية علي اقتصادياتها وقد يأوى إليها من يجمعون بين الرعي والزراعة وهي تختلف عن المدينة في أن الصناعة والتجارة فيها لا تلعب إلا دوراً ثانوياً في حياة سكانها.

المدينة :- هي تجمعات عمرانية سكنية تعتمد نشأتها عادة على نشاط أو أكثر غير الزراعة فقد يكون النشاط الأساسي بها الصناعة أو التجارة أو السياحة أو………الخ ، وتتدرج أحجامها بين الصغيرة والمتوسطة والكبيرة ، وتعتبر المدينة همزة الوصل بين القرية والسلطة المركزية ، فالعلاقة بين المدينة وإقليمها الريفي متبادلة فإذا كانت المدينة تغزو الريف بحضارتها وتمدنها فإن المهاجرين القرويين يحملون معهم للمدينة طريقة حياتهم وعاداتهم و تقاليدهم لفترة طويلة .

جـ - تنمية التجمعات الصحراوية 

  هي مجموعة من الجهـود الحكومية والشعبية المبذولة عن قصد وبغرض إحداث نوع من التغيير النامي في حياة الجماعات والمجتمعات الصحراوية وبما تشمله هذه الحياة من جوانب متنوعة ومتعددة في إطار من السياسة العامة للدولة.

  ومن هذا المنطلق يتضح لنا أن التنمية الصحراوية هي عملية تغيير عمراني مقصود وتتأثر بظروف السكان وخاصة البدو وتراثهم الثقافي والحضاري والنظم الاجتماعية السائدة في المجتمع البدوي خاصة وفي غيره من بقية قطاعات المجتمع الصحراوي ككل بصفة عامة .

  وترتبط تنمية التجمعات الصحراوية بعاملين هامين هما : التزايد المطرد في السكان وزيادة المتطلبات والاحتياجات تبعاً للتطور الفكري والحضاري للتجمعات الصحراوية ، وعلى ذلك تعتبر تنمية التجمعات الصحراوية هي العملية الملحة والموجهة لايجاد تحولات في الهياكل العمرانية والاجتماعية والاقتصادية بحيث تؤدي إلى تكوين مراكز عمرانية يمكن الانطلاق من خلالها .

  والمشكلة الرئيسية التي تواجه برامج تنمية التجمعات العمرانية بالمناطق الصحراوية هي عدم توافر الحد الأدنى من خدمات المجتمع وهيكل عمراني قادرين على الإبقاء على سكان هذه التجمعات الحاليين من جانب واجتذاب سكان جدد واستثمارات جديدة من جانب آخر ، بمعنى آخر أن الهدف الرئيسي الذي يجب أن تسعى لتحقيقه عمليات التنمية الشاملة للتجمعات العمرانية بالمناطق الصحراوية هو الوصول إلى تجمعات عمرانية لها صفة الدوام .

1 - تقييم عمران المدن التقليدية بالصحراء المصرية:-

  أدى اختلاف الخصائص الطبيعية للصحراء المصرية الى تنوع انماط حياة السكان الاقتصادية والاجتماعية ، ويظهر اختلاف خصائص الموقع الجغرافى بين عمران المدن الصحراوية في الصحراء الشرقية وسيناء وعمران مدن الواحات بالصحراء الغربية واضحاً ويمكن تقييم عمران المدن الصحراوية التقليدية بالصحارى المصرية من خلال أسس ومعايير العمران الصحراوى المستدام والتي تتخلص فيما يلي :

- الموائمه مع الاحتياجات العمرانية.

- معايير اجتماعية اقتصادية لتحقيق الكفاءة والعدالة.

- التوافق البيئي والايكولوجي.

- الاحساس بالمكان والتشكيل البصري.

1-1 الموائمة مع الاحتياجات العمرانية

أولاً درجة احتواء مقومات التنمية والحياة: يعتبر وجود مساحات من الأرض الزراعية بالمدن الواحية أو مصادر للموارد التعدينية بتجمعات الصحراء الشرقية أو الموارد المائية الملاصقة للتجمعات سواء البحار بالمدن الصحراوية الساحلية أو أبار المياه الجوفية بتجمعات صحراء مصر الغربية العامل الرئيسى لمقومات الحياة والتنمية بتلك المدن العمرانية المنعزلة داخل الصحراء فعلى سبيل المثال نجد أن مدينة سيوه تحصل على المياه من أكثر من 200 عين ارتوازية كما -توجد البحيرات وسط المنخفض فتعتمد المدينة على الزراعة كنشاط اقتصادى فهي المصدر الطبيعي والأساس حيث تحيط الأرض الزراعية بالعيون والآبار كظهير للكتلة العمرانية للمدينة.

ثانياً الكثافة السكانية ومساحة المدينة : تتناسب كثافة السكان مع مساحات الكتلة العمرانية للتجمعات المصرية ونتيجة لصغرمساحات تلك المدن فلا تتعدى مسافات السير 400 متر أقصى مسافة سير وارتفاعات المباني لا تزيد عن ثلاثة أدوار في أغلب المدن الصحراوية حيث مراعاة المقياس الإنساني فى الارتفاعات والمساحات. بينما فى بعض المدن نتيجة لامتدادات المدينة نجد بلوكات سكنية تصل ارتفاعها إلى خمسة أو ستة أدوار ( السويس – الخارجة.... )

ثالثاً إمكانية اختلاط الاستعمالات:- تمثل الاستعمالات السكنية الاستعمال الغالب وقد تداخلت معها الأنشطة الأخرى فتواجدت الحوانيت والمعاصر والمطاحن وغيرها التي تعتبر بمثابة مركز الخدمات بالمدن التقليدية كما سيطر المسجد على المساحة المخصصة للسوق بإستثناء بعض المدن مثل سيوه التى قسمت إلى قسمين قسم شرقي وقسم غربي وتميز كل قسم بعدد من المناطق يرتبط كل منها بعائلة وبذلك لم تحقق مدينة سيوه اختلاط استعمالات الأراضي داخل المناطق أو البدنات.

رابعاً إمكانية الوصول وتخطيط شبكة الطرق والفراغات : تعتبر بعض المدن التقليدية في الصحارى المصرية نقاط التقاء لعدد من الدروب القديمة كانت بمثابة الطرق الخاصة بالقوافل التجارية مثل سانت كاترين والفرافرة والقصر والعريش وغيرها0000 وتأتي شبكة الطرق في إطار تخطيط المدن الإسلامية التي تتميز بالتدرج الهرمى والطرق المسدودة النهايات فاحتوت على الدروب والحارات والأزقة كذالك تواجدت في بعض المدن التقليدية بالصحارى المصرية الطرق العامة وشبه العامة .

خامساً إمكانية الوصول للخدمات: سمح وقوع بعض المدن على مسار الطرق الإقليمية ـ والتي كانت في الأصل دروب خاصة بالقوافل ـ باتصال تلك المدن بالخارج في بعض الأحيان وإن كان هذا الاتصال ضعيف مما تسبب في العزلة الجغرافية لبعض من تلك المدن بينما تتوافر داخلياً امكانية الوصول للخدمات داخل تلك المدن .

شكل رقم (1 ) وقوع الخدمات على الطرق الرئيسية بالتجمعات الصحراوية

2-1 معايير اجتماعية – اقتصادية لتحقيق الكفا ءة والعدالة .

  يمكن تقييم عمران المدن التقليدية بالصحارى المصرية من الناحية الاجتماعية والاقتصادية من خلال دراسة إمكانية تحقيق الإنتماء والتواصل الاجتماعي كما يلي:

أولاً امكانية الاختلاط الاجتماعي: ساعد التدرج الهرمي للفراغات العمرانية بالعمران التقليدي على تحقيق التفاعل والاختلاط الاجتماعي بين السكان وارتبطت تلك الفراغات بتدرج الهيكل الاجتماعي للسكان الأصلين فمن بدنة تتكون من عائلات كل عائلة تتكون من عدد من الأسرة وطبقاً لذلك تتدرجت الفراغات طبقاً لمستويات التفاعل ومواقع النشاط وانقسمت الفراغات إلى ثلاثة مستويات هي فراغات عامة والفرغات الشبه عامة ثم الفراغات الخاصة على مستوى المحيط السكنية ووحدة الجوار.

ثانياً إمكانية توافر الاستقلالية المحلية:- يؤكد النتاج العمراني والمعماري للتجمعات العمرانية التقليدية بالصحارى المصرية تأثير دور الأهالى في تشكيل مجتمعاتهم وعمليات بناء المنازل الجماعية من خلال الروح الشبه جماعة للأهالي.

شكل رقم ( 2 ) الاستقلالية المحلية لعدد من المجتمعات داخل مدينة سانت كاترين

ثالثاً إمكانية توافر الاكتفاء الذاتي: لقد عبرت المدن بالصحارى المصرية عن مجتمعات صحراوية بها مقومات الحياة والاكتفاء الذاتي المتكامل مع اختلاف ظروفها وانشطتها الاقتصادية حيث اعتمد الكثير منها على الزراعة كنشاط اقتصادي رئيسي في حين أعتمد البعض الآخر على التجارة نتيجة مواقعها على محاور طرقية إقليمية كما أمتهمن أهالي تلك المدن العديد من الحرف والصناعات اليدوية بالإضافة إلى السياحة كنشاط مستحدث.

شكل رقم ( 3 ) استخدام الأساليب الطبيعية لمنع تلوث الهواء وآثار الأتربة

3-1 التوافق البيئي والايكولوجي :

(1) استخدام الأساليب الطبيعية المنع تلوث الهواء وآثار الأتربة : لقد أدى التشكيل المتضام للمنازل و جعل واجهاتها للداخل بحيث تفتح مداخلها على شبكة الطرق الداخلية دورهام فى تلاحم جدران المنازل بحيث تبدو كأنها سور خارجى يلتف حول تلك المدن العمرانية مما أدى إلى الاستغناء عن الأسوار كحماية من الأتربة والرمال أيضا ساعدت الشوارع الضيقة والمغطاة والفراغات الداخلية والأفنية المزروعة في التقليل من حجم الأتربة والغبار على تلك المدن.

(2) استخدام الأساليب الطبيعية للتبريد والتخفيف من درجة الحرارة: استخدام مواد البناء المحلية في بناء معظم المباني من الطوب اللبن والطفلة بسمك 60 سم في كثيرمن عمران المدن التقليدية بصحارى مصر أما السقف فبنيت من جذوع النخيل وتغطيته بالطوب اللبن واستخدام المشربيات الفتحات الصيفية بالواجهات كل ذلك أدى إلى تلطيف درجة الحرارة داخل المباني مما أدى إلى التقليل من استخدام التقنيات الحديثة الغير متوافقة مع البيئة.

4-1 الاحساس بالمكان والتشكيل البصري:

(1) وضوح شخصية المكان والطابع : لقد تميز كل نمط من أنماط المدن التقليدية بالصحارى المصرية بالشخصية المميزة له حيث التشكيل العمراني الواضح والنسيج العمراني المتضام والطابع المعماري المميز فتميزت المدن الواحية بالتلقائية و استخدام العقود والقباب والقبوات وغيرها من المفردات المعمارية المميزة في حين تأثرت تجمعات سيناء بالطبيعة الجبلية المحيطة والظروف السياسية الغير مستقرة .

شكل رقم ( 4 ) منظومة الطابع العمراني بالتجمعات الصحراوية المصرية

(2) وضوح الهيكل العمراني : تميزت المدن التقليدية الصحراوية بوضوح الهيكل العمراني والتدرج الهرمي لشبكات الطرق والفراغات حيث جاء هذا التدرج نتيجة تأثير الانساق الاجتماعية والاحتياجات الإنسانية التي انعكست في المقياس الإنساني للفراغات والمباني والارتفاعات كما في فراغات قرية شالي بسيوة كما تواجدت تتابعات بصرية في المسارات بتلك المدن القديمة و أدى التماسك العضوي للمباني كوحدة واحدة إلى ظهور نوع من الانسجام الروحي والاحساس بالأمن والآمان لدى السكان.

(3) التوافق الوظيفي والتعبير البصري : لقد تميز عمران وعمارة المدن العمرانية التقليدية بصحارى مصربوضوح التعبير الوظيفي كما يتضح في التعبير المعماري عن الوظائف والمباني في الجامع والمسكن والحانوت بتصميمات تلقائية أيضا في مواد البناء سواء من الطوب اللبن او الأحمر او الأخشاب بألوانها الطبيعية وأيضاً عكست الفراغات العامة في المدن القديمة الوظيفة فنجد الفراغ التجميعي وفراغ السوق حيث التحديد الواضح لمدخل الفراغ وسيطرة مئذنة المسجد كعلامة مميزة وتوافر مساحات مظللة بفراغ السوق.

(4) وضوح المعنى من خلال الرموز: لقد عكس الكثير من الرموز في عمران تلك المدن تأثير الانساق الاجتماعية مثل التقاء الأدوار العليا بين المساكن تعبير قوي عن الترابط والتالف بين السكان واستخدام بعض الأشكال الهندسية البسيطة (المثلثات على النوافذ) واستخدام الألوان النابعة من الطبيعة المحيطة أيضا اتصال المباني المستمر على الطريق وتغير حد البناء بين الردود البروذ و جذوع النخيل وما تسقطه من ظلال على الواجهات مما أثرى الصورة البصرية للطريق وساعد على تشكيل عمراني متميز.

  كما وضحت الخصوصية على مستوى الوحدة السكنية في استخدام المشربيات في بعض المدن وصغر مسطح الفتحات الخارجية في البعض الآخر وبالتالي فقد تميزت المدن التقليدية بالصحارى المصرية بالوضوح على مستوى التجمع ككل أو كأجزاء منفردة كما تميزت كل منها بطابع محلي متميز نابع من تأثير المكان والزمان في تشكيل عمران كل منها.

2 أسس التحكم البيئي من خلال تخطيط عمران المدن الصحراوية

  من خلال السرد التحليلي السابق لعمران المدن التقليدية بالصحاري المصرية نجد أن هناك اعتبارات أساسية يجب أن تؤخذ عند تنمية المدن التقليدية بالصحارى المصرية أهم ما تناسبه مع البيئة المحيطة من الناحية الطبيعية والاجتماعية سواء من حيث المناخ أو طبيعة الأرض (جبلية- واحية- ساحلية ) حيث يجب أن يعالج التخطيط الاجهاد والحرارة وذلك بتعديل المناخ المصغر للتجمع العمراني وفيما يليى يتم تناول أهم الأسس ومعايير التخطيط التى يجب مراعتها لموائمة النسيج العمرانى للظروف الخارجية وهي :-

- التخطيط المتضام.

- تكتل المباني والتوزيع فيها بفراغات داخلية.

- توجيه العمران.

- تخطيط الشوارع وشبكات الطرق.

- تنسيق المواقع بالمدن الصحراوية.

شكل رقم ( 5 ) تابع منظومة الطابع العمراني بالتجمعات الصحراوية المصرية

1-2 التخطيط المتضام :

  لاشك أن استمرارية وثبات التشكيل العمرانى المتضام فى القلب التاريخي للمدن العربية لمئات السنين حقق مفهوم التواصل الاجتماعي والوظيفي للأجيال المتلاحقة ونتج عنه تشكيل هوية عمرانية متميزة مستدامة وهو في أبسط صورة تقارب صفوف المباني المتجاورة وضيق مسارات الحركة وكثرة تعرجها لحماية الواجهات من أشعة الشمس ومن حركة الرياح الساخنة خلال الفراغات , ونظراً لشدة قسوة البيئة الصحراوية كان للعمران دوراً كبيراً في احتواء السكان علاوة على توفير الظلال من الناحية الاجتماعية أدى التخطيط المتضام أو المدمج من خلال الفراغات إلى تقارب العلاقات الاجتماعية بين السكان وبطبيعة الحال ينتج عن ذلك تجمعات ذات أحجام صغيرة وأكثر بساطة وأقل تلوثاً وأكثر استدامة.

شكل رقم ( 6 ) تطبيق مفهوم التخطيط المتضام في البيئة الصحراوية المصرية

  ويمكن أن نتناول ملامح التخطيط المتضام في تخطيط المدن الصحراوية المصرية في مستويين أحدهما خاص بالتشكيل العمراني بصفة عامة وهو رفع كثافة العمران للتجمع واتباع أسلوب الانتشار لتوزيع التجمعات العمرانية وثانيهما يختص بالبنية الهيكلية للعمران داخل التجمع والمقصود به خلط استعمالات الأراضي وتعدد استعمالات المباني الخدمية وتكثيف الأنشطة بها وتبعاً لذلك لا يجب المبالغة في أحجام التجمعات العمرانية من حيث السكان أو الحجم العمراني فلا يجب أن تحتوي تلك التجمعات المئات من الألوف من السكان حيث أنه من الممكن رفع الكثافة السكانية والبنائية للتجمع وبذلك يكون حجم التجمع أقرب ما يكون إلى وحدة مترابطة عمرانياً واجتماعياً بتجانس السكان في ظل القيم الموروثة من التجمعات الصحراوية التقليدية.

2-2 تكتل المباني والتفريغ فيها بفراغات داخلية:-

  إن تكتل المباني وتلاصقها من أهم الأسس التخطيطية للتخطيط في المناخ الصحراوي وذلك بهدف توفير أكبر قدر من الأظلال والإضاءة والتهوية الطبيعية ولتفادي تأثير عوامل المناخ فهناك علاقة طردية بين كمية الأظلال ومدى تلاصق وتكتل المباني .

  كما أن التفريغ بين المباني بأحواش وفراغات يؤدي إلى خلق بيئة داخلية رطبة بعيداً عن البيئة الخارجية الحارة , وينتج عن ذلك اتجاه الحياه نحو الداخل حول الفراغ ( الصحن ) المكشوف وليس إلى الخارج على البيئة الصحراوية الحارة.

شكل رقم ( 7 ) العلاقة بين تكتل المباني وكمية الظلال الساقطة عليها

  وتشير بعض الدراسات إلى أن السلوك المناخي للفراغ العام في المناطق الحارة يتأثر بدرجة الإنغلاق من جهة ونسب أبعاد الفراغ من جهة أخرى , فالفراغ العام يمكن تصنيفه من حيث :

- مداخل الفراغ حيث إذا ما كانت الفراغات محكمة الإنغلاق أو مفتوحة على الشوارع.

- الحوائط الرأسية المحددة للفراغ أو نسبة الارتفاع للعرض.

* التصنيف الأول :- إذا كان الفراغ مغلق كلياً فيصبح شبه بئر تنعدم فيه حركة الهواء فيتميز باستقرار الحرارة فيه ولذلك فهو يصلح للإحتفاظ بالهواء البارد في قاعه إلى أن تصل إليه أشعة الشمس , وهذا الفراغ يناسب المناطق الحارة الجافة ولا يتناسب مع متطلبات المناطق الحارة الرطبة بسبب غياب حركة الهواء واحتفاظه بالرطوبة , أما إذا كان الفراغ ينفتح على الشوارع فيتفاعل معها إيجابياً في إحداث حركة الهواء في التجمع العمراني فتعرضه للشمس يرفع من درجة حرارة الهواء فيه مما يتسبب في سحب الهواء البارد من الشوارع المؤدية إليه , ولذلك فإن الهواء في حركة دائمة مما يتسبب في تغير درجة الحرارة دورياً , وهناك نوعان من الإنفتاح , فهناك الانفتاح الركني والانفتاح المركزي أو الوسطي فالإنفتاح الركني أكثر تأثيراً في تجدد الهواء باستمرار والذي يصلح عادة للمناطق الحارة الرطبة , أما الانفتاح المركزي أو الوسطي فإنه قد يؤدي إلى حالة وسط بين تجدد الهواء والاحتفاظ بالمناخ المصغر في الأركان.

شكل رقم ( 8 ) العلاقة بين مداخل الفراغ والمناخ المصغر بداخله


* التصنيف الثاني : يؤثر معامل نسبة الارتفاع إلى العرض , حيث ما إذا كانت النسبة تقل أو تساوي أو تزيد عن الواحد الصحيح فلكل حالة أثر على المناخ المصغر , في الفراغ فكلما كان الفراغ عميقاً كان المناخ مستقراً في القاع لعدم وصول الرياح إليه وهو ما يجعل الفراغ حوضاً للبرودة النسبية (أو الحرارة أو الرطوبة).

شكل رقم ( 9 ) العلاقة بين نسب ارتفاع إلى عرض الفراغ والمناخ المصغر بداخله

نسب الفراغ وحجمه :-

  لتوجيه حركة الهواء داخل الفراغ العمراني بالتجمعات الصحراوية لابد من توجيه الفراغ , بحيث يكون البعد الأكبر للفراغ في اتجاه الرياح السائدة , وذلك للسماح بدخول الهواء داخل الفراغ العمراني.

  ويتحكم شكل الفراغ في حركة الهواء بدرجة كبيرة فنجد أن الفراغ المربع المركزي يعطي حماية أكبر في سطح الرمال بصرف النظر عن اتجاه الرياح أما الفراغ المستطيل فيعطي حماية جيدة علي ألا يزيد طول الفراغ عن ثلاثة أمثال عرضه , ويكون محور المبني الطولي عمودي على اتجاه الرياح.

شكل رقم (10) حركة الهواء في إطار تغير نسب الفراغات تبعاً لحركة الرياح.

المعالجات المختلفة للفراغ العمراني بالتجمعات الصحراوية المصرية :-

  تستخدم المعالجات المختلفة للفراغ العمراني مثل استخدام النباتات والأشجار والأرضيات التي تعكس درجة الحرارة وتوفير كم أكبر من الظلال للوصول إلى معدل اتزان حراري مناسب وتنقية الجو من الرياح والأتربة , حيث أن الأشجار تعمل علي تنقية وترشيح الهواء من الأتربة والغازات , وفي التجمعات الصحراوية المصرية يمكن معالجة المناخ المصغر في الفراغات العمرانية بما يلي :-

شكل رقم ( 11 ) المعالجات المختلفة للفراغ العمراني بالتجمعات الصحراوية المصرية

3-2 توجيه عمران المدن الصحراوية المصرية :-

  يلعب التوجيه الشامل للنسيج العمراني بالتجمعات الصحراوية دوراً كبيراً في التقليل من حدة المناخ الحار , ويجب أن يكون الهدف من التوجيه هو استقبال الرياح المحببة وتوجيه حركة الهواء داخل الكتلة العمرانية لتوفير التهوية داخل الوحدات السكنية وفي الفراغات العمرانية , ومن المعروف أن الإتجاه السائد للرياح المرغوبة في صحاري مصر علي وجه العموم هو الشمالي والشمالي الغربي , فلابد أن يوجه البعد الأكبر للمباني والفراغات نحو هذا الإتجاه للإستفادة بأكبر قدر من الهواء مع الأخذ في الإعتبار أن هذا التوجيه يستقبل كمية كبيرة نسبياً من الإشعاع الشمسي المباشر , ومن هذا المنطلق يجب اختيار التشكيلات العمرانية التي تحقق أفضل توجيه لحركة الهواء دون التعارض مع الاشعاع الشمسي سواءاً الاستفادة منه أو الحد من تأثيره السييء .

شكل رقم (12) توجيه العمران بالتجمعات الصحراوية المصرية

  وعلى ذلك يكون أفضل توجيه للعمران أن يكون محوره الطولي شرق ـ غرب بحيث تكون أكثر الواجهات شمالية بعيدة عن الاشعاع الشمسي أو جنوبية يمكن معالجتها ضد الاشعاع الشمسي .

4-2 تخطيط شبكات الطرق ومسارات الحركة

  إن انخفاض نسبة مساحة الشوارع والطرق بالتجمع العمراني الصحراوي إلى أقل نسبة ممكنة للمرور والتنقل له أثره في خفض تسرب كمية الاشعاع الشمسي وتثبيت درجة الحرارة داخل الكتلة العمرانية للتجمع ، فلابد من استجابة تصميم شبكة الطرق ومسارات الحركة للعوامل المناخية وتلك الاستجابة تعتمد على عدة عوامل كما يلي:

  تخطيط الطرق ومسارات الحركة من حيث الاستقامة والتعرج وعلاقتها بالمباني واتجاهات الرياح المرغوبة وبالتالي يمكن التحكم في توجيه حركة الهواء من خلال تخطيط شبكة الطرق داخل الكتلة العمرانية ، فنجد أن التصميم الشبكي المتعامد يزيد من حركة الهواء داخل الكتلة العمرانية ويستقبل كمية كبيرة من الاشعاع الشمسي في حين يستقبل التشكيل العمراني ذو الممرات الضيقة المروحية وذو الممرات المتعرجة أقل كمية من الاشعاع الشمسي المباشر وأقل تعرضا للرياح المتربة والمحملة بالرمال بالإضافة إلى أنة يعمل على زيادة سرعة الهواء داخل الكتلة العمرانية ويوفر مناخ محلي مناسب . ويمكن توضيح تأثير شبكة الطرق على توجية الرياح كما يلي : 

  شبكة الشوارع الضيقة الموجهة وشبكة الشوارع المتعرجة يستقبلان أقل كمية من الاشعاع الشمسي المباشر وهما أقل تعرضاً للرياح المتربة والمحملة بالرمال ويزيد من سرعة الهواء داخل الكتلة العمرانية لذا يفضل استعمالها في التجمعات الصحراوية .

  شبكة الشوارع المتوازية يفضل تجنبها في التجمعات الصحراوية وخاصة في اتجاه الرياح المحملة بالأتربة ويمكن معالجتها بعمل شبكة من الشوارع المتكررة.

  شبكة الشوارع المتعامدة بميل 45 درجة على الشمال يسمح بتخلل الرياح الشمالية الغربية المحببة داخل الكتلة العمرانية.

 شبكة الشوارع المتعامدة تزيد من حركة الهواء داخل الكتلة العمرانية ويستقبل كمية كبيرة من الاشعاع الشمسي لذا لا يفضل استعمالها في المناطق الحارة .

شكل رقم ( 13 ) أنماط شبكات الشوارع وتاثيرها على العوامل المناخية

معامل ارتفاع المباني إلى عروض الشوارع : وعلاقة ذلك بزاوية سقوط الشمس في فراغ الشارع فيجب أن يساعد ذلك في منع وصول أشعة الشمس إلى عمق الشارع وإبقاء الظل للمشاة في معظم فترات النهار ويختلف عمق الشارع المناسب في التجمعات الصحراوية الحارة الرطبة عنها في التجمعات الصحراوية الحارة الجافة ففي حالة التجمعات في المناطق الجافة يكون الهدف هو الوصول إلى مناخ مستقر مما يتطلب زيادة عمق الشوارع وبالتالي يكون معامل الارتفاع إلى العرض أكبر من الواحد الصحيح ، أما في حالة التجمعات في المناطق الحارة الرطبة فأنه يفضل مع التظليل تقليل الارتفاعات حتى يمكن تحريك الهواء الراكد الرطب في الأسفل.

مدى تناسب مقاييس الشوارع مع أطوالها : حيث يساعد ذلك على تحويلها إلى قنوات توزيع للهواء حيث يفضل تقصير الشوارع في التجمعات العمرانية في المناطق الصحراوية الجافة وزيادة أطوالها في التجمعات في المناطق الصحراوية الرطبة .

5-2 التحكم المناخي من خلال تنسيق المواقع بالمدن الصحراوية

  عند تخطيط وتنمية التجمعات العمرانية بالمناطق الصحراوية تعطى أهمية كبرى لعناصر تنسيق المواقع من مناطق خضراء ومزروعات وأرضيات وغيرها من العناصر وتلعب المناطق الخضراء دوراً فعالاً في إختلاف أو خفض الاشعاع كما يلي :-

- امتصاص النبات لنسبة 2/3 الاشعاع الشمسي الساقط عليه.

- الراحة الحرارية تتوافر أسفل النبات حيث تتولد الرطوبة.

ويمكن تناول أساليب التحكم من خلال تنسيق المواقع من خلال :

- التحكم في الاشعاع الشمسى (العلاقة بين الاظلال ودرجات الحرارة ).

- التحكم في حركة الهواء.

- التحكم في إزالة أو إضافة الرطوبة.

أولا: التحكم في الاشعاع الشمسي

  أشادت الدراسات إلى وجود فرق واضح في درجات الحرارة بين وسط المدينة وأطرافها قد يصل إلى 11ْم ويرجع ذلك إلى وجود مسطحات زراعية على أطراف المدن.

ثانياً : التحكم في درجات الحرارة الهواء (العلاقة بين الاظلال ودرجات الحرارة )

شكل رقم ( 14) العلاقة بين الاظلال ودرجة حرارة الهواء

  يمكن التحكم فى إكتساب أو فقد الحرارة عن طريق الاستخدام الأمثل للنباتات من ناحية أنواعها وتوزيعها في الموقع فمثلا تستخدم في المناطق الصحراوية ذات الاجهاد الحراري المرتفع النباتات ذات الأوراق الكثيفة في الصيف كما يفضل استخدام النباتات ذات الأوراق الخضراء الداكنة بقصد خفض كمية الاشعاع المنعكس عنها إلى الفراغات المكشوفة المحيطة بها .

* التوجيه والاشجار كعامل مؤثرعلى الظلال

   التوجيه ناحية الجنوب هو الاتجاه المرغوب في جميع المناطق المناخية للمسطحات الخارجية الرئيسية والفتحات مع استخدام الأشجار للحماية.

شكل رقم (15) التوجيهات المثالية للتحكم في الاشعاع الشمسي في البيئة الصحراوية المصرية

ثالثاً : التحكم في حركة الرياح باستخدام عناصر تنسيق الموقع

  هناك ثلاثة عوامل رئيسية تؤثر بصفة عامة على حركة الرياح وهى فروق الضغط الجوي وخشونة سطح الأرض والنتؤات الموجودة من طبوغرافيا وعناصر ايكولوجية وتجمعات الأشجار والإضافات الصناعية الأخرى مثل شكل الكتلة العمرانية , ويمكن تناول التحكم في حركة الرياح من خلال :-

- التحكم باستخدام تجمعات الأشجار.

- التحكم باستخدام عناصر من صنع الإنسان.

شكل رقم ( 16) تغير اتجاه الرياح حول المبنى وفقا لاستخدام الأشجار

  تستخدم الأشجار في التحكم فى حركة الرياح انعكاسا لنوعيتها وشكلها فأي نبات ليس أفقياً تماماً ويمكن أن يتحكم في الرياح لدرجة ما مع الأخذ في الاعتبار ان تكون في شكل تكتلات نباتية دائم الخضرة أو متساقطة الأوراق .

 وتستخدم الأشجار في التجمعات الصحراوية بحيث تشكل كاسرات أو حواجز للرياح وأفضل تصميم لها أن توضع في شكل متعاق على اتجاه مركز الرياح وفي تكوين يسمح فقط بنسبة نفاذية 50% وقد تكون في شكل منتظم أو عشوائي.

شكل رقم ( 17 ) استخدام الاشجار في توجيه الرياح المحببة

الخلاصة والتوصيات :

   يستخلص البحث حتمية اتباع مداخل تنموية جديدة لتنمية التجمعات العمرانية في الصحراء المصرية وتشكيل مجتمعات عمرانية مستدامة تحقق الأهداف التخطيطية من خلال مقومات الاحتواء والاستقلالية والإكتفاء الذاتي دون الإخلال بالنظام الايكولوجي ذلك بالإضافة إلى إدماج الخبرات القديمة المكتسبة من عمران المجتمعات الصحراوية التقليدية مع المعايير والاحتياجات المعاصرة والمستقبلية لذا يوصي البحث بما يلي :

- تحتاج تنمية التجمعات الصحراوية المصرية تبني أفكار ومفاهيم تنموية تختلف عما هو سائد خاصة فيمل يتعلق بنمط وأسلوب التنمية وطرق استغلال الموارد ونظم الطاقة والتعامل مع الموارد المائية.

- دراسة الأسس والتقنيات العلمية لاستخدامات الطاقة الطبيعية للتبريد واستخدام التقنيات المتوافقة مع البيئة لتحديد أليات معالجة المناخ المحلي من خلال تصميم شبكات الفراغات المفتوحة والأفنية الداخلية وتحقيق أسس ومعايير تصميم وتنسيق المواقع بالتجمعات الصحراوية .

- العمل على تطبيق أسس وسياسات التصميم العمراني المستدام والتي تتضمن مداخل الضوابط المتعددة لمعالجة اشكاليات التجمعات الصحراوية في جميع المجالات التخطيطية والعادات الاجتماعية والتقاليد الثقافية والعلوم السلوكية من خلال الدراسة التحليلية لاحتياجات الإنسان والتي يمكن استنباطها في صورة المعالجات التطبيقية في المجتمعات الصحراوية التقليدية .

- مراعاة تخطيط وتصميم وظائف التشكيل العمراني فراغياً وزمنياً وأنماط استعمالات الأراضي حيث تتغير نظم التوافق البيئي باختلاف فصول السنة وساعات الليل والنهار ومحاولة إمكانية تقارب واختلاط الأنشطة واستعمالات الأراضي .

- اختيار شكل المحيط الخارجي للتجمع الصحراوي ليحاكي تشكيل البيئة الصحراوية مما يساعد على حمايته من عواصف الرمال وتراكمها .

- تصميم نسيج عمراني متضام يحقق تكامل واتحاد وتركيب التجمع العمراني بدرجة تلبي الاحتياجات وتوفر الخدمات لمعظم سكان التجمع ويسمح بتشكيل فراغات للتفاعلات الانسانية لتوليد الإحساس بالتجانس الاجتماعي والأمان من خلال دراسة عناصر الإسكان الاجتماعية والنفسية في تشكيل العمران المستدام .

- توفير فراغات متعددة لممارسة الأنشطة الإنسانية تتكامل مع شبكة الطرق وتحقق النفاذية البصرية والعمرانية وتحقق تشكيل عناصر بصرية وجمالية لتوفير وضوح التشكيل العمراني والمعماري للتجمعات الصحراوية وذلك لتحقيق لتحقيق الاحساس بالمكان من خلال الربط بين اهتمامات التشكيل البصري والأنماط الحياتية .

شكل رقم ( 8-22) سلوك الرياح في حالة وجود مزروعات حول المباني

المراجع :

· أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا – مشروع دليل التصميم المعماري المناخ في مصر – التقرير الثاني العمارة والمناخ - أساليب التحكم – ديسمبر 1990.

· اناتولي ريمشا – تخطيط وبناء المدن في المناطق الحارة – دار مير للطباعة.

· عادل كمال – التصميم الحضري في المناطق الحارة الجافة – رسالة دكتوراه - جامعة الأزهر - 1990 ص 166 .

· حسن فتحي – عمارة الفقراء – الهيئة المصرية العامة للكتاب - القاهرة،2000.

· خالد الفجال – العمارة البيئية في المناطق الصحراوية الحارة – الدار الثقافة للنشر – القاهرة 2002.

عبد الفتاح وهيبه ـ جغرافية العمران ـ منشأة المعارف بالإسكندرية – الإسكندرية سنة -1996 ص 9.
· سعاد بشندى زكريا - مدخل التصميم العمراني المستدم وتشكيل عمران المتجمعات الصحراوية دراسة مجتمعات التقليدية بصحراء مصر - ندوة تنمية المناطق الصحراوية الرياض 2003.

· أحمد يسري & علي الحسين – الرجوع إلى التشكيل العمراني المتضام لتحقيق التنمية المتواصلة بالواحات المصرية – ندوة تنمية المناطق الصحراوية – الرياض.

· مصطفي بن حموش – استخراج المؤشرات المناخية الحضرية من المدن الصحراوية القديمة – دراسة مقارنة – ندوة تنمية المناطق الصحراوية – الرياض2003.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا