التسميات

آخر المواضيع

الاثنين، 8 مايو 2017

الحدود المناخية لزراعة أشجار النخيل والزيتون في العراق


الحدود المناخية لزراعة أشجار 


النخيل والزيتون في العراق



أطروحة تقدمت بها

نسرين عواد عبدون عبد الله

إلى مجلس كلية الآداب في جامعة بغداد

وهي جزء من متطلبات شهادة دكتوراه فلسفة في الجغرافية



بإشراف

أ.د. صالح فليح حسن الهيتي


1427 هـ - 2006 م







  المستخلص 
                                                                                     
         يهدف هذا البحث إلى دراسة أثر العناصر المناخية في تحديد زراعة وانتاج أشجار النخيل والزيتون في العراق وتحديد المناطق أو الأقاليم الأنسب أو الأكثر ملائمة لزراعتهما , أي بمعنى تحديد أقاليم الملائمة المناخية لزراعة أشجار النخيل والزيتون وجاءت هذه الدراسة في خمسة فصول .
        تناول الفصل الاول منها الاطار النظري للبحث وهو يشمل مشكلة الدراسة وفرضيتها وهدفها ومبرراتها ومنطقة الدراسة والدراسات السابقة , فضلاً عن مقدمة عامة وشاملة عن موضوع الدراسة. اما الفصل الثاني فيوضح المتطلبات المناخية الملائمة لزراعة النخيل والزيتون , إذ اشار إلى الحرارة والضوء بما فيها الحدود الحرارية المثلى والعليا والدنيا الملائمة لزراعة النخيل والزيتون وفصل النمو والحرارة المتجمعة , كما تناول الامطار والرطوبة وعلاقتها بزراعة اشجار النخيل والزيتون ومدى تأثير هذا العامل على بعض أصناف أشجار النخيل والزيتون من حيث قدرتها على تحمل الرطوبة والأمطار, والرياح والعواصف الغبارية وعلاقتها بزراعة أشجار النخيل والزيتون .
      جاء الفصل الثالث ليتم فيه تحليل جغرافي لخصائص مناخ العراق موضحا" أهم الضوبط المناخية المتحكمة بمناخ العراق الثابتة منها والمتحركة , كما شمل تحليل وتوضيح خصائص الإشعاع الشمسي في العراق , كما تناول تحليل السير الشهري والسنوي للمعدلات الحرارية العامة والصغرى والعظمى وتباينها الزماني والمكاني ما بين مناطق القطر ومدى ملائمة الوحدات الحرارية المتجمعة في المنطقة لنضج ثمار النخيل والزيتون والذي يعكس مدى ملائمة الوحدات الحرارية المتجمعة والمتوفرة في العراق لأنتاج اصناف معينة من التمور والزيتون , وكذلك تم تحليل الأمطار والرطوبة والتبخر / النتح والرياح والعواصف الغبارية في العراق.
       تم في الفصل الرابع عرض وتحليل زماني ومكاني لتطور أعداد أشجار النخيل والزيتون وإنتاجهما ومتوسط إنتاجية الشجرة الواحدة في العراق مع إشارة خاصة للأقطار العربية  وأهم أصنافهما , كما تم فيه توضيح أهم آفات وأمراض النخيل والزيتون. إذ تذبذب أعداد أشجار النخيل ومجموع الإنتاج ومتوسط إنتاجية النخلة الواحدة زمانياً ومكانياً وعانى من التدهور بسبب الحروب والأوضاع السياسية التي مرت على القطر , وبصورة عامة تكون المنطقة الوسطى أكثر مناطق القطر بعدد نخيلها وإنتاجها ومتوسط انتاجية النخلة الواحدة فيها , في حين تكون لحالة معاكسة بالنسبة لزراعة أشجار الزيتون وإنتاجه في القطرفقد شهدت تطوراً وزيادة عن السنوات السابقة وذلك بفضل تخطيط وزارة الزراعة لمشروع زراعة الزيتون عالي الزيت في العراق وقامت بإستيراد العديد من الشتلات والأصناف التي تلائم البيئة العراقية من الدول المجاورة .
       أما الفصل الخامس من الدراسة الأقاليم المناخية لزراعة أشجار النخيل والزيتون في العراق , تمحور حول بيان مدى قوة العلاقة بين العناصر المناخية ومتوسط إنتاجية أشجار النخيل والزيتون في العراق , وتبعاً للدور المهم الذي تلعبه الحرارة وتأثيرها المميز على كلا المحصولين تم ايجاد أقاليم الملائمة المناخية لزراعة أشجار النخيل والزيتون على وفق أقاليم الحرارة المعيارية فكانت هناك أقاليم عالية الملائمة وتشمل كل من بغداد وكربلاء والنجف والقادسية وواسط وبابل والمثنى, إذ يبلغ معدل متوسط إنتاجية النخلة الواحدة في هذا الإقليم 994.6 كغم من التمور, وإقليم الملائمة المناخية الجيدة لزراعة اشجار النخيل وهو يشمل كل من ميسان وذي قار والبصرة ويبلغ متوسط إنتاجية النخلة الواحدة في هذا الإقليم 581.1 كغم من التمور إقليم الملائمة المناخية المتوسطة لزراعة أشجار النخيل يضم هذا الأقليم كل من نينوى وكركوك وصلاح الدين وديالى والأنبار والسليمانية , ويبلغ متوسط إنتاجية النخلة فيه542.3 إقليم الملائمة المناخية المحدودة أو العديمة الملائمة لزراعة أشجار النخيل يشمل هذا الإقليم دهوك وأربيل , إذ يكون النخيل فيها غير مثمر ماعدا بعض الأصناف النخيل التي تزرع للزينة هناك.وبالنسبة للزيتون أيضاً كانت هناك أقاليم مناخية على وفق أقاليم الحرارة المعيارية وهي إقليم الملائمة المناخية العالية لزراعة أشجار الزيتون  يشمل كل من نينوى وكركوك وصلاح الدين وديالى والأنبار والسليمانية ويبلغ متوسط إنتاجية شجرة الزيتون في هذا الإقليم 28.8كغم من الزيتون. إقليم الملائمة المناخية الجيدة لزراعة أشجار الزيتون يضم بغداد وكربلاء والنجف والقادسية وواسط وبابل والمثنى , ويبلغ متوسط إنتاجية شجرة الزيتون فيه 17.14كغم من الزيتون. إقليم الملائمة المناخية المتوسطة لزراعة اشجار الزيتون ويشمل كل من دهوك واربيل ليبلغ متوسط انتاجية شجرة الزيتون في الإقليم 16كغم , مما تجدر الإشارة إليه هو إن درجات الحرارة العالية والمطلوبة لنضج ثمار الزيتون لا تتوافر فيه بل تتوافر درجات الحرارة المنخفضة شتاءً والتي تحتاجها شجرة الزيتون لسكونها. إقليم الملائمة المناخية المحدودة أو العديمة الملائمة لزراعة أشجار الزيتون وتضم ميسان وذي قار والبصرة , إذ ينعدم إنتاج الزيتون في مثل هذه المناطق.
 The abstract
 The liminas of a climate are for the agriculture of the date palm trees and the olive is in Iraq
           
      This discussion aims at the study of the climate elements the same affecting the definition of an agriculture and the production of the date palm trees and the olive are in Iraq and the definition of the tracts are the most appropriate many suitable for their agriculture in other words, the definition of a territories is suitable climate for the agriculture of the date palm trees and the olive and this study occurred in the five of a trimesters.
        Having no front teeth separation the equivalent frame is from her my for the discussion and he contains a question of the study then she was satisfied with her and her aim and her causations and an area of the study and the precedent studies beside the arrival of a sheaf and global from a subject the study. 
        Truly the separation is the second then the climate makes the requirements clear the suitable for the agriculture of the date palm and the olive then he pointed out the heat and the light by what the extra murals are in her the heat the optimum the high , lower suitable for the agriculture of the date palm and the olive and the separation of and the accumulated heat as this worker took the rains with the agriculture of the date palm trees and the humidity and her relation with the olive and the extent of an effect on some of tree categories the date palm and the olive wherefrom her ability on the humidity and the rains bear fruit and the monsoons and the blusters the dust and her relations are by the agriculture of the date palm trees and the olive.
          The third chapter inclusive analysis to the properties Iraq climate explainer the most  important factors stability and instability which control in Iraq climate, and contained explain, the sun radiation properties in Iraq , contained analysis of the way of monthly, yearly average for the normal, minimum,miximum of heat and it differ by time and place between tracts of Iraq & suitable the unit of the accumulated heat in the area to maturity the fruits of the dare palm & the olive which reverse suitable the units accumulated & available heat in Iraq for the production of many kinds of date palm & olive & inclusive explain the rains, humidity,transporation and the wind, dusts in Iraq.

           As for the fourth separation showed the scores of the date palm trees and the olive and their productions the production the one tree in Iraq with a hint the diameters have the Arabs their categories as a taking I flow blights and the ills of the date palm and the olive.  Then the scores of the date palm trees and a total of the production set into a swinging motion , the production of the one palm by the difference of the time and the place and he was preoccupied with the fall in as much as the warfares which moved to and fro on the drip and by the picture of a sheaf the area is a middle finger he increased Iraq by the number of the date palm her and its production is the production of the one palm in her when as you are the right man for the situation of a contradiction by the ascription for the agriculture of the olive trees and his production is in the drip then you had witnessed and the over and above of the precedent years and that by dint of the drawing of the agriculture ministry the project of the olive agriculture is high oil in Iraq and she did a purchase the numerous from the cuttings and the categories which the setting is adequate to Iraq my the neighborhood is from the states.
         The separation is the fifth from the study the territories are the climate of agriculture the trees of the date palm and the olive are in Iraq the extent of the relation , the climate , squint-needed between the elements and the production of the date palm trees and the olive were in the middle in Iraq and a following for the role their which temperatures play it on the date palm and as for the olive , territories suffered the suitable climate for the agriculture of the date palm trees and the olive the criterion is on the in accordance with of the heat territories. there was above territories the suitable you prevail feed from Baghdad, Karbala, Najaf, AL-Qadsia,Wast, and Babel. The production middle of the one palm is 994.6kg.The good territories the suitable prevail it inclusive Basrah, Theeqar, Meesan. the production middle is 581.1kg . the one palm , goes far in this the suitable is from the dried dates the climate is for the agriculture of the date palm trees he wrongs this is feed from and a Neanwa, Kirkuk, Deeala, ALanbar, Alsleemanea, the productions middle of date palm is goes far in him 542.3, and the goodness of the debt is the climate the limited or the suitable poor for the agriculture of the date palm trees this contains Dahok, Erbil, then the date palm is in her fruitless excepting some of the date palm categories which  You till land for the embellishment there .  By the ascription for the olive there was the territories of a climate the criterion is on the in accordance with of the heat territories my and the suitable is the climate the above for the agriculture of the olive trees he prevails feed from the production of the olive tree, the suitable high region of agriculture the trees of olive in  Kirkuk Nenwa, Salah ALdeen, Deeala, ALanbar, ALsleemanea.the productions middle is a 28.8k, the suitable good region of agriculture trees olive is inclusive of Baghdad, Karbala, AL-Qadsia, Najaf, Wast,Babel,ALmothana, the productions middle in it is 17.14kg . the suitable middle region of agriculture of olive is inclusive of Dhok, Arabel& the productions middle is a16kg.the high degree of tem peratures which need it to maturity for olive is not available but available there the winter of the temperatures of the olive fruits, which need it is for her climate. the suitable limited region of agriculture the trees of olive it inclusive of Theeqar, Basrah, Meesan,the production of olive is lacking in such example of these region.

الفصل الأول : الإطار النظري

أولاً: المقدمة

  حظيت أشجار النخيل والزيتون بالعناية والذكر والاهتمام على مرّ العصور وفي الحضارات والأديان المختلفة لدى شتى الأمم والشعوب , وقد ذكرتا في القران الانجيل والتوراة مرات عدّة وفي عدد من أحاديث الرسول الأعظم (ص), وتتميزان بفوائد غذائية عدة ومتنوعة يطول الحديث عنها. يعدّ النخيل رمزا" للبيئة الصحراوية , ويتميز بتحمله ارتفاع درجات الحرارة ويعتقد الباحثون أن موطنه الأصلي هو الخليج العربي باعتباره منطقة شبه استوائية, أما الزيتون وهو من الأشجار المميزة في إقليم البحر المتوسط وتنتشر زراعته في المناطق الجافة والمعتدلة الدافئة من العالم ولكلا المحصولين حكايات وروايات عديدة عنهما في التاريخ والطب عن مدى الفوائد العظيمة لهما.

  النخلة هي الشجرة الوحيدة من بين الأشجار التي لا تتساقط أورقها. والنخلة هي الشجرة التي حظيت بالتقدير والذكر والاهتمام في العصور الغابرة.مجدت في كافة الأديان ، فقد ذكرت في التوراة والتلمود والإنجيل باسهاب.وذكرت في القران نصّا في 21 آية ، وذكرت في السنّة في أكثر من 300 حديث . كلّ جزء في النخلة له فائدة عظيمة ، ثمارها ، ليفها ، ساقها ، سعفها ، جريدها ، وخوصها ، فضلا"عن المواد العدة الأخرى التي تستخرج من ثمار وأجزاء النخلة المختلفة . ثمرها غنيّ بكلّ مقومات الغذاء اللازمة للإنسان ، من ماء ومعادن وأملاح وفيتامينات وسكريات وغيره ، فنحن نعلم أن رسولنا العظيم (ص) مكث شهرين على الأسودين ( الماء والتمر ) . وروى الإمام مسلم عن عائشة (رض) قالت قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم(ياعائشة بيت لا تمرفيه جياع أهله،أو جاع أهله).

  اشتركت مع الإنسان في الخير والعطاء والبركة ، وحتى في الموت فالنخلة تموت عند قطع رأسها. إلى جانب ذلك فثمار النخيل متوافر بكثرة وبأزهد الأسعار فضلا"عن سهولة ويسر زراعة النخيل ، وتحملها للظروف المناخية القاسية ، وعمر هذه الشجرة المديد , فلعلّ هذه الكلمات البسيطة تكون دافعا قويّا للاهتمام بزراعة النخيل , ويكفينا الاستشهاد بهذا الحديث الشريف – ففي الصحيحين : ( إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لايقوم حتى يغرسها فليغرسها ) .

  لا يزال الأصل الذي انحدر منه النخل غير معروف , والأقوال كثيرة في ذلك , ولكنهم يتفقون جميعا بان النخلة شجرة مباركة معطاء وثمرها غذاء كامل وعلاج وضارب في القدم . لم يستطع أحد الباحثين من تحديد الموطن الأصلي لنخلة التمر بالضبط فقد يكون أصل النخيل شمال أفريقيا أو شبه القارة الهندية أو شبه الجزيرة العربية ويعدُّ العراق من اقدم البيئات المناسبة لزراعة النخيل , إذ كانت الأقوام القديمة تزرع النخيل للافادة منه في نواح عدة وقد اكتشفت آثار النخيل في موطن الحضارات العراقية القديمة. يدعي العالم الإيطالي : أودورادو بكاري (Odarado Beccay ) الذي يعدُّ حجة في دراسة العائلة النخيلية من النبات – أن موطن النخل الأصلي هو الخليج العربي بأعتباره منطقة شبه استوائية إذ تجود زراعة النخيل , وقد بنى دليله على ذلك بقوله:( هناك جنس من النخل لا ينتعش نموه إلا في المناطق شبه الاستوائية إذ تندر الأمطار وتتطلب جذوره وفرة الرطوبة ويقاوم الملوحة لحد بعيد ). فلا تتوافر هذه الصفات إلا في المنطقة الكائنة غرب الهند وجنوب إيران ، أو في الساحل العربي للخليج العربي .أما العالم النباتي الفرنسي ديكاندولDecondolle فقد ذكر أن نخيل التمر نشأ منذ عصور ماقبل التأريخ في المنطقة التي تمتد من السنغال الى حوض الأندلس وهي المنطقة التي تنحصر غالبا" بين خطي عرض ْ15-30 ْ .([1])

  أما المناطق الأخرى التي ذكرتها الكتب فهي : وادي الرافدين , ووادي النيل , ومناطق مختلفة من المعمورة . ففي بابل مثلا كانت هذه الشجرة المقدسة تزين ردهات المعابد الداخلية , ومداخل المدن , وعروش ذوي التيجان , فآله النخل كان يظهرعلى هيئة امرأة ينتشر على أكتافها السعف كالأجنحة . حتى أن شريعة حمورابي قننت عددا من موادها لحماية زراعة النخل وتعهده : فالمادة ال 59 من شريعة حمورابي تنص على تغريم من يقطع نخلة واحدة بنصف من الفضة ( أي نحو نصف درهم ) ولابد من ان تكون هذه الغرامة باهضة في ذلك العهد ، كما وجدت المواد 60 / 64 / و65 وكلها ولاسيما بتنظيم زراعة وبيع وشراء وتلقيح النخيل.

   من كل ما ورد سالفا" نلمس أهمية النخل العظيمة لدى الأمم القديمة ، فالأمثلة كثيرة ومواقعها من المعمورة مختلفة . كما كان البابليون يفيدون من التمر ونخله فوائد كثيرة . وفي القصيدة البابلية في العهد الفارسي تعداد لفوائد النخل اذ أحصيت في 365 فائدة . وقد ذكر(سترابو) أهمية النخل للعراق القديم بقوله:(تجهزهم النخلة بجميع حاجاتهم عدا الحبوب ) . كما تصف المصادر المسمارية أصنافا كثيرة من التمر تتجاوز السبعين صنفا.كما أنها تذكر أصنافا بأسماء مواضعها مثل : تمر تلمون ( يرجح ان تكون البحرين) , وتمرمجان (أي عمان ) , وتمر ملوخا. كما أدخل البابليون والأشوريون التمر في بعض الوصفات الطبية حتى إن البابليين يحضرون شرابا من نسغ النخلة*.

   هناك رواية غريبة في تسمية النخل (إن الله أمر الملائكة فوضعوا التراب الذي خلق منه آدما في المنخل ونخلوه ، فما كان لبابا صافيا أخذ لطينة آدم ( ع ) وما بقي في المنخل خلق الله منه النخلة وبه سميت لأنها خلقت من تراب بدن آدم وهي (العجوة ) . وكان آدم يانس بها في الجنة ولما هبط إلى الأرض استوحش بمفارقتها وطلب من الله سبحانه وتعالى ان ينزل له النخلة فانزلها وغرسها في الأرض ، ولما قربت وفاته أوصى إلى ولده ان يضع معه في قبره جريدة منها فصارت سنّة إلى زمان عيسى ( ع ) ثم ان درست في زمان لمدة فأحياها النبي صلى الله عليه واله وسلم . وقال : انها ترفع عذاب القبر ما دامت خضراء ، وقد روى الجمهورعن النبي صلى الله عليه واله وسلم أنه قال للأنصار : خضروا صاحبكم فما أقل المخضرين يوم القيامة . وقالوا : وما التخضير ؟ قال صلى الله عليه واله وسلم : جريدة خضراء توضع من أصل اليدين إلى أصل الترقوة)([2]). فقد ورد في الحديث ( أكرموا عمّتكم النخلة فإنها خلقت من الطين الذي خلق منه آدم. ومما لا يغيب عن الأذهان قصة مخاض مريم (ع) وارتباطها بالنخلة " وهزي اليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا" جنيا" وكلي وأشربي وقري عينا")..........مريم 25 . إن التمر فاكهة وغذاء وله العديد من الخواص العلاجية والشفائية لذلك تكثر الدعوة لاستخدامها في الطب النبوي . ومن الأحاديث الشريفة ."إن التمر يذهب الداء ولاداء فيه" ([3]).

   وردت كلمة نخيل في القران الكريم 7 مرات حصرا في الآيات الآتية : 

1- (فأنشأنا لكم به جنات من نخيل وأعناب ) المؤمنون 19 . 

2- (ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب . . . . ) النحل 11 . 

3- (ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا . ) النحل 27

4- (جعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب . . . . ) يـس 34 . 

5- (أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجرالأنهار خلالها تفجيرا )الإسراء91 . 6- (أيودّ أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها) البقرة 266

7- (وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان . . . . ) الـرعـد 4 

   وردت الكلمات – نخلة – نخلا – نخل - ولينة 14 ( 7 × 2 ) مرة حصرا في الآيات الآتية أرقامها : / مريم 23 , 25 / الرحمن 11 , 68 / الكهف 32 / الشعراء 148 / عبس 29 / الان عام 99 , 1 41 / ق 10 / القمر 20 / طـه 71 / الحاقة 7 / الحشر/ 5 

  أما الأهمية الاقتصادية والتركيب الكيميائي فيوجد في الثمار إضافة للمواد السكرية كميات جيدة من الفيتامينات الذائبة في الماء مثل ( الثيامين – الريبوفلافين – حامض الفوليك ) وكميات قليلة من حامض الاسكوربيك .

   فضلا"عن العناصر الآتية : الزنك والبوتاسيوم والصوديوم والنحاس والكالسيوم والفسفور وكلوريد المنغيز والحديد ، وزيادةعلى القيمة الغذائية للثمارتستعمل الأوراق لصناعة الحصر والسلل والأقفاص والمكانس وغيرها من الصناعات. و اختص الله الرطب بفضائل كثيرة إذ انها مصد خيروبركة وأشارت الآيات القرانية الى ما للرطب من منزلة عالية .والاقتصارعلى الرطب عند الإفطار له فائدة طبية، وهي ورود الغذاء الى المعدة بالتدرج حتى تتهيأ للطعام بعد ذلك ، فان الصوم يخلي المعدة من الغذاء، فلا تجد الكبد فيها ما تجذبه وترسله الى القوى والأعضاء والحلوى أسرع شيء وصولاً الى الكبد وأحبه اليه ولاسيما إن كان رطباً، فيشتد قبولها له .يعدُّ التمر غذاءً مثالياً كافياً للانسان لاحتوائه على المواد الغذائية الرئيسة مثل السكريات والأحماض، والمعادن والدهون والبروتينات وغيرها . كما أنه يحتوي على مضادات السرطان . إن التمر هذه الفاكهة الحلوة الممتازة،غني جداً بالمواد الغذائية الضرورية للانسان فان كيلوغراماواحدا منه يعطي ثلاثة آلاف كالوري أي ما يعادل الطاقة الحرارية للرجل متوسط النشاط في اليوم الواحد وبعبارة أخرى ان الكيلوغرام الواحد من التمريعطي نفس القيمة الحرارية التي يعطيها اللحم، وإن ما يعطيه الكيلوالواحد من البلح يعادل ثلاثة اضعاف ما يعطيه كيلو واحد من السمك.

  يحتوي التمر على فيتامين (أ) وهو موجود بنسبة عالية تعادل في أعظم مصادره نسبته في زيت السمك والزبدة وفيتامين (أ) كما هو معروف يساعد على زيادةوزن الأطفال ولذلك يطلق عليه الأطباء اسم عامل النمو كما يحفظ رطوبة العين وبريقها وبذلك يضادالغشاوة الليلية.ويحتوي التمر على فيتامين ب 1وفيتامين ب 2وتعمل هذه الفيتامينات تقوية الأعصاب وتليين الأوعية الدموية وترطيب الأمعاء وحفظها من الالتهابات والضعف ويصف الأطباء فيتامين ب للرياضيين أما فيتامين ب 2فيوصف في آفات الكبد وتشقق الشفاة وفي تكسر الأظافر وتشقق الجلد. والتمر غني بالمعادن إذ توصل علماء التغذية الى ان التمرغني بالفسفور، فهو أغنى من المشمش والعنب ففي كل مئة غرام من التمر نجد أربعين مليغراما من الفسفورفي حين لا تزيد كمية الفسفور الموجودة في أي فاكهة عن عشرين مليغراماً في نفس الكمية اذا عرفنا الفسفور يدخل في تركيب العظام والأسنان ويستخدم التمر لعلاج نقص البوتاسيوم Hypokalemia لاحتوائه على كميات كبيرة من البوتاسيوم علاوة على ذلك، فان بضع حبات من التمر تزيد في مفعولها عن فائدة زجاجة كاملة من شراب الحديد أو أخذ ابرة كالسيوم، لان الحديد والكالسيوم موجودان في التمربشكل طبيعي يتقبله الجسم ويتمثله بسرعة في حين أدوية الحديد والكالسيوم تمجها المعدة وتثقل غشاءها المخاطي وقد لا يهضمها كاملة الدليل على ذلك اصطباغ لون براز من يتعاطى الأدوية الحديدية بالسواد. ويحتوي التمر على المغنيسيوم وقد لوحظ ان الذين يتناولون التمر بكثرة لا يعرفون مرض السرطان اطلاقا، ومن العناصر النادرة والمهمة في التمر البورون BORON الذي يعدُّ مهما لنمو بعض الكائنات الحية ويلعب البورون دوراً كبيراً في الفيتامينات التي تكون ذات أهمية لعلاج الروماتيزم ولقد دلت الدراسة على ان التمر يحتوي على البورون بنسبة تصل الى 3 6ملجرام/ 100جرام في الجزء اللحمي والنوى على حد سواء كما قرر العلماء اخيراً اطلاق عبارة (نقب عن المعادن في مناجم التمر) في كل حبة تمر والتمر غني بعدد من انواع السكاكر كالجلوكوز (سكر العنب) والليكوز (سكر الفاكهة) والسكروز (سكر القصب) ونسبتها تبلغ حوالي 70% ولذا فالتمر وقود من الدرجة الأولى، والسكاكر الموجودة بالتمر سريعة الامتصاص سهلة التمثيل، اذ لا يحتاج امتصاصها الى عمليات هضمية وعمليات كيماوية حيوية معقدة، كما هو الحال مثلاً في المواد الدهنيةوالنشوية (كالموجودة في الأرز والخبز) التي تحتاج الى مفرزات هضمية. وتستطيع المعدة هضم التمر وامتصاص السكاكر الموجودة فيه خلال ساعة أو بضع ساعة وفائدة السكاكر الموجودة في التمر لا تنحصر في منح الحرارة القدرة والنشاط بل انها مدرة للبول تغسل الكلى وتنظف الكبد.([4])

  يعدُّ الزيتون Olea-Europaeal الشجرة المثمرة المهمة في العائلة الزيتونية OleaCeae التي تنتج ثمارا" لها أهمية غذائية واقتصادية([5]). تعمر اشجارالزيتون حدا" يفوق عمراشجارالفواكه الاخرى ، فقد يصل 1000سنة وفي بعض الاقطار التي تشتهر بزراعة الزيتون وجدت فيها اشجاربلغت من العمر3000سنةيفتقد كثير من المزارعين للوعي الزراعي في التعامل مع اشجار الزيتون ويعتقد الكثير ان ما ينطبق على شجرة معينة قد ينطبق على أخرى وهذا عيب كبير تسبب في فقدان الكثير لانتاجهم بدءاً من اختيارالانواع المثالية للزراعة وكذلك عدم محاربة السرطانات التي تهاجم الأشجار والعنكبوت وايضا طرق الري والتقليم الجديد.. ولهذا على المهتمين بزراعة الزيتون استشارة الخبراء في هذا الشان حتى لا تضيع جهودهم سدى([6]) . 

  شجرة الزيتون من الاشجار المباركة التي ورد ذكرها في التوراة والان جيل القران الكريم"يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار...سورة النور36" وكل مافيها نافع للناس زيتها خشبها ورقها وثمرها،وهي شجرة الامان وعنوان السلام منذ ان عادت الحمامة بغصن الزيتون بعد ان اطلقها نوح(ع) من السفينة لترتاد حالة الطوفان فعرف ان الارض ان كشفت وانبتت ([7]). وتدل الدراسات التأريخية والاثارية على ماتميزت به هذه الشجرة من دون غيرها فقد كانت رمزا" للحكمةوالنصروالسلام في عهدالاغريق فقد ظفروا أغصانها تيجانا"على رؤوس الملوك والقادة في الاحتفالات وكذلك تقلد للفائزين بالالعاب الأولمبية التي ظهرت في اليونان 776ق.م. كما زينوابها منازلهم وقصورهم ومعابدهم وملاعبهم .

  اختلفت اراء الباحثين في تحديد موطن هذه الشجرة الا انها تجمع على ان اقليم الشرق الأوسط هوالنطاق الذي ظهرت فيه ومنه انتشرت الى انحاءالمعمورة إذ نقلها الفينيقيون والاغريق والرومان من خلال التجارة والحروب الى المناطق التي خضعت الى سيادتهم وكذلك العرب نقلوهاالى الاندلس وتفننوا في زراعتها ثم انتشرت بعد هذا التأريخ في النطاق الغربي من العالم ولاسيما على يد المستكشفين البرتغاليين والاسبان ([8]). ويعتقد ان الموطن الاصلي له هو منطقة البحر المتوسط ومنها انتشرت الى مناطق العالم الاخرى، وتنتشر زراعة الزيتون في الوقت الحالي في النصف الشمالي من الكرة الارضية بين خطي27˚-44˚وفي النصف الجنوب15˚-44˚ .

  تشير الدراسات القديمة على ان شجرة الزيتون ليست غريبة عن البيئة العراقية فهي أحد الموﱠاطن التي ظهرت فيها وترعرعت فيها هذه الشجرة ، وهذا راجع الى عوامل كثيرة ،منها ملائمة البيئة الطبيعية ورعاية الانسان لها ومما يؤكد ذلك انها تنمو بصورةغابات برية في دهوك في منطقة بيزة وبقية المحافظات الشمالية ([9]).

   أهتم بزراعة شجرة الزيتون منذ القدم الاشوريون والبابليون ، وتنتشر زراعتها في المناطق الجافة والمعتدلة الدافئة من العالم ، وتعد المنطقة الشمالية من العراق من اكثر مناطق القطر زراعة للزيتون ، وهو من الاشجار التي تتحمل الملوحة والمقاومة للعطش ([10]) .وله فوائد اقتصادية كثيرة وكبيرة في كثير من الدول المنتجة له ، اذ تستخدم ثماره لانتاج افضل انواع الزيوت النباتية ، فضلا"عن ان ثمار العديد من أصنافه تستخدم كزيتون مائدة ، ويمكن ان يكون الزيتون أحد المحاصيل الستراتيجية المهمة في العراق وذلك لتوفر كل المقومات الاقتصادية والزراعية والبيئية التي تساعد في قيام زراعة زيتون متطورة ، وفي السنوات الاخيرة أهتمت كثيرمن البلدان بزراعة وانتاج الزيتون لما له من مردودات اقتصادية وتجارية فضلا"عن اهميته الغذائية واستخدامه في مجالات عدة.

   لهذه الغلة اهمية اقتصادية كبيرة لافي العراق وحسب وانما في جميع الاقطارالمنتجة لها،ولاسيما الواقعةعلى ساحل البحرالمتوسط ومنها فلسطين وتونس والجزائروالمغرب واسبانيا،ان هذه الاقطار تنتج كميات كبيرة تدر واردا" ماليا"كبيرا"،نتيجة تصديرها طرية أو معلبة أوعلى شكل زيت مما جعلها تسهم بنصيب كبيرفي الاقتصاد القومي لتلك الاقطار، هذافضلا"عن سد الحاجة الغذائية الداخلية للسكان في الاقطار المنتجة ، كان العراق يستورد سنويا" كميات كبيرة من الزيتون وزيته لسد حاجته الاستهلاكية الغذائية ([11]).

   الزيتون من الفاكهة التي تنمو أشجاره في انواع من التربة وتعد اشجاره من الاشجارالمميزة في إقليم مناخ البحرالمتوسط وهي بذلك تتحمل التباين الكبير في درجات الحرارة.ولذلك تنتشرزراعتها في جميع محافظات القطر تقريبا". ولكن معظم اشجارالزيتون تتركز في محافظة نينوى , وعلى الرغم من ان زراعته تكون اكثر نجاحا" في المناطق التي تمتاز فيها درجات الحرارة بالاعتدال 18˚م- 38˚م , الا ان نجاح زراعتها يتطلب ان خفاضا" في معدل درجات الحرارة الى اقل من 10˚م خلال اشهر الشتاء([12]). فضلا"عن العوامل الطبيعية ترتبط زراعةاشجارالزيتون في العراق بعوامل حضارية واقتصادية , كما يلعب عامل توفيرالخبرة المتوارثة دورا" مهما" في تركز زراعة اشجار الزيتون في القطر([13]).

   للزيتون في التاريخ حكايات وفي الطب صفحات , إذ تحتوي ثمار الزيتون على مكونات غذائية مهمة مما يجعله نافعا" للانسان كغذاءودواء ، وتشير بعض الدراسات الى ان كل 100غم من لحم الثمار الخضراء للزيتون تحتوي على 4غم كاربوهيدرات و13.5غم دهون و144سعرة حرارية و420وحدة دولية من فيتامين A وكذلك تحتوي الثمار على بعض العناصر المعدنية مثل الفسفور والكالسيوم والحديد , كما أشارت احد المصادران ثمارالزيتون تحتوي على 80% رطوبة , 116 سعرة حرارية ,1.4غم بروتين, 13.8غم دهن , 2.5غم رماد , 2.6غم كربوهيدرات ، 300وحدة دولية فيتامين A فضلا"عن احتوائها على الصوديوم والبوتاسيوم.اما عن القيمة الغذائية والصحية للزيتون , فتتصفه ثمرته قبل تخليلها بالطعم المرالقابض وذلك لوجود مادة الاليورويين في اللب ويزال بوساطة عملية التخليل . ولثمار الزيتون قيمة غذائية مرتفعة فهي غنية بالموراد الكربوهيدراتية19% والبروتين 1.6% والاملاح المعدنية 1.5% والسليلوز5.8% وزيت الزيتون 15-20% وفيتامينات مختلفة A,B,G ويتألف زيت الزيتون من مواد دهنية كليسيريدات (أسترات) بنسبة 97% ومواد اخرى يدخل في تركيبها الفسفور مثل الليبدات والليسثين ثم انزيم الليباز الذي يمتازبقدرته على تحليل الكليسريدات بوجود الماء الى احماض دهنية وكليسرين ولزيت الزيتون المستخلص بطرق طبيعية فوائد صحية وغذائية عدة.وتعريف "زيت" الزيتون علميا هو العصير الطازج المستخرج من ثمار الزيتون بطريقة فيزيائية بعيدا عن الحرارة والمواد الكيميائية في حين ان الزيوت النباتية الأخرى تستخلص بطرق حرارية وكيميائية ولعمليات تكرير تفقدها الكثير من الخواص الطبيعية والفيتامينات. 

ثانياً : مشكلة البحث

   العراق من البلدان التي اغناها الله"سبحانه وتعالى"بطبيعة تعدهي بحد ذاتها ثروة،إذ يتميز بطبيعة متنوعة تساعده على زراعة اناع واصناف مختلفة من المحاصيل والغلات الزراعية، مما يمكنها من جعل النشاط الزراعي ذو أهمية كبيرة لقطاع عريض من السكان ويساهم بجزء كبيرمن الدخل القومي , ويعدُّ العراق من بلدان العالم الشهيرة بنخيلها وتمورها , اذا لم يكن من اشهر بلدان العالم.وكما يعدُّ العراق من بلدان العالم التي تزرع الزيتون وتهتم به منذ القدم فقد اهتم بها البابليون والاشوريون . ولما كان هدف البحث العلمي هو حل مشكلة أو مجموعة مشاكل تشكل معا" المحور الرئيس للبحث العلمي([14]). وعليه يمكن ايضاح مشكلة البحث بالاسئلة الآتية:

1. ما علاقة عناصر المناخ بتحديد زراعة وانتاج النخيل في العراق؟

2. ما علاقة عناصر المناخ بتحديد زراعة وانتاج الزيتون في العراق؟

3. ما أثرعناصر المناخ على تباين وتحديد زراعة وانتاج النخيل في العراق؟ 

4. ما أثر عناصر المناخ على تباين وتحديد زراعة وانتاج الزيتون في العراق؟

5. ما العنصرالمناخي ذو التأثي الاكبرعلى تباين وتحديد زراعة وانتاج النخيل في العراق؟ 

6. ما العنصرالمناخي ذو التأثيرالاكبرعلى تباين وتحديد زراعة وانتاج الزيتون في العراق؟ 

ثالثاً : فرضية البحث

   تقوم فرضيات البحث على ان للعناصر المناخية تأثيرا"على زراعة وانتاج كل من اشجارالنخيل والزيتون في القطر,وان بالامكان تطويروتوسيع أقاليم زراعتهما بما يتناسب مع المتطلبات المناخية المثالية لزراعتهما,إذ يمكن التوسع بزراعة كلاالمحصولين عن طريق زراعتهما بإقاليم جديدة أو تطوير زراعتهما في الاقاليم التي يكون مستواها قليل, وزراعة اصناف جديدة واجراء التوسع العمودي عن طريق تكثيف الزراعة وتنويعها في الوحدة الواحدة من المساحة واجراء التوسعات الافقية عن طريق استغلال مساحات اخرى الى جانب المساحات المستغلة حاليا" في زراعتهما. فرضيات البحث:

1. يعدُّ المناخ عاملاً محدداً لزراعة وانتاج النخيل والزيتون في العراق وتعدُّ درجات الحرارة العامل الأكثر تحديدا لزراعة هذين المحصولين في حالة توافر الظروف والعوامل الاخرى .

2. ان المعدلات المناخية المتوافرة في القطر كافية لمتطلبات زراعة النخيل والزيتون في القطر.

3. هناك تباين مناخي على مستوى مناطق القطريجعل من الممكن تقسيمه الى مناطق انتاجية متباينة لكل محصول ورسم هذه المناطق بخريطة.

رابعاً : هدف الدراسة

  يكمن هدف الدراسة في ان الدراسات المناخية مهمة جدا" عند وضع السياسة الزراعية في البلاد ولاسيما, تلك الدراسات التي تبحث في العلاقة بين المناخ والزراعة. فالمحاصيل التي تشملها هذه الدراسة هي محاصيل غذائية مهمة. وان دراسة علاقة أو أثر المناخ على زراعتها من الموضوعات الحديثة التي لم يتطرق لها الباحثون بشكل دقيق ومفصل لذلك فان النتائج التي يمكن التوصل اليها من خلال هذه الدراسة تعد رائدة ومهمة وتخدم التخطيط والمشاريع الزراعية مستقبلا", ولاسيما وان الباحثة عملت جاهدة على إيضاح وابراز هذه العلاقة بين عناصر المناخ وانتاج هذه المحاصيل أو الفواكه.

خامساً : مبررات البحث

  أن تحديد المناطق الانسب لزراعة المحاصيل الزراعية المختلفة تعد من اهم اهداف علم المناخ الزراعي , الامر الذي يساعد على تحسين نوعية الانتاج وزيادة كميته . إذ ان عناصر المناخ هي من أهم العناصر التي تتحدد على اساسها المناطق المثالية والملائمة لزراعة هذه المحاصيل. ان الدراسات التي تتناول النخيل والزيتون في القطر من الناحية المناخية محدودة وقليلة على الرغم من اهمية هذا الجانب الحيوي من الاقتصاد الزراعي,ممالايتناسب مع التأثير الواضح والمهم للعناصر المناخية في زراعتها,ولتحديدالمناطق أو الاقاليم التي يمكن ان تتوسع فيها زراعة هذه المحاصيل بحسب الانواع والاصناف التي تتلائم متطلباتها المناخية مع طبيعة ظروف مناخ المنطقة. 

سادساً : منطقة الدراسة 

  تقع حدود منطقة الدراسة (العراق) في الجزء الجنوبي الغربي من قارة آسيا بين دائرتي عرض 29.05˚– 37.22˚ شمالا خط الاستواء وخطوط طول 38.45˚- 48.45˚ شرق كرنتش,وكما توضحها الخريطة(1) وتم تحليل مناخ العراق من خلال بيانات المحطات الـ17 التي يوضحها الجدول(1) التي حاولت الباحثة فيها ان تشمل معظم أو أغلب اجزاء القطر.

جدول -1- محطات منطقة الدراسة



ت

اسم المحطة
دائرة العرض(˚)
خط الطول(˚)
الارتفاع عن مستوى سطح البحر(م)
1.     
زاخو
37.08
45.01
442
2.     
صلاح الدين
36.37
44.13
1088
3.     
سنجار
36.19
41.50
538
4.     
الموصل
36.19
43.09
223
5.     
سليمانية
35.33
45.27
883
6.     
كركوك
35.28
44.24
331
7.     
بيجي
34.36
43.26
115
8.     
عنه
34.28
42
138.5
9.     
خانقين
34.31
45.30
202
10.           
بغداد
33.14
44.24
31.7
11.           
رطبة
33.02
40.17
630.8
12.           
كربلاء
32.37
44.01
29
13.           
الحي
32.10
46.03
17
14.           
ديوانية
31.59
44.59
20
15.           
عمارة
31.51
47.10
7.5
16.           
ناصرية
31.01
46.14
5
17.           
بصرة
30.31
47.47
2.4


خريطة -1- منطقة الدراسة


المصدر : المنشأة العامة للمساحة , بغداد , خريطة العراق الإدارية. 

بمقياس رسم 1/500000.

سابعاً : الدراسات السابقة

   العراق من البلدان الغنية بثرواتها الطبيعية التي انعم الله بها عليه , إذ يتمتع بمناخ وأرض خصبة تسمح له بنموأو زراعة الانواع المتعددة من الفواكه والمحاصيل المتنوعة ومنها النخيل والزيتون , ان زراعة النخيل وانتاج التمور تشكل ثروة قومية للقطرالعراقي , ويمكن ان تكون احد المرتكزات الاساسية في تنويع الانشطة الاقتصادية ونظرا" لكون زراعة نخيل التمر وانتاج التمور عرفتها البشرية منذ فجرالتاريخ فهناك تراث ضخم من الدراسات والكتب التي تتناول النخيل من نواحي عدة ,الا ان ماكتب عنها من ناحية جغرافية مناخية فهو قليل , اما ماكتب عن الزيتون فهو قليل بل نادر بالرغم من اهمية هذه الغلة , وحتى في الاحصاءات الرسمية لاتوجد احصاءات ولاسيما بالزيتون بشكل خاص كأعداد اشجاره ومجموع انتاجه ومتوسط انتاجية شجرة الزيتون على مستوى المحافظات,ماعدا متوسط انتاجية شجرة الزيتون على مستوى القطر. وهذا من في ضمن العقبات التي واجهتها الباحثة إذ عانت من ندرة المعلومات والبيانات ولاسيما المتعلقة بالزيتون,فضلا"عن ان ماوجد من بيانات عن النخيل يعاني من عدم الدقة والقلة. فقد اعتمدت الباحثة في هذه الاطروحة على العديد من الاطاريح والكتب والمراجع المناخية والزراعية والبحوث والمنشورات التي تناولت موضوع البحث من نواحي مختلف أو متقاربة لموضوع البحث ومنها:-

1) حمدة حمود العبيدي ، أثر المناخ على انتاج التمور في العراق، رسالة ماجستير"غير منشورة"، جامعة بغداد- كلية الاداب ،1992م. وفيها تمت دراسة أثرالمناخ على زراعة النخيل وانتاج التمور بأصنافها, ومحاولة ايجاد تفسيرات للتخصص الاقليمي لانتاج اصناف التمور وفق مايظهر من العلاقات بين عناصر المناخ والانتاج,فقد اوضحت الدراسة المتطلبات المناخية لنمواشجارالنخيل وانتاجها والامكانات المناخية المتوفرة في العراق . وتحليل العلاقة بين عناصر المناخ واصناف التمور وتوزيعها وتحديد الافضلية لها مستخدمة عدد من الوسائل الاحصائية في ذلك. وفقا" لهذه الدراسة ([15]). 

2) جواد صندل جازع البدران , زراعة النخيل وانتاج التمور في محافظة البصرة للمدة (1950-1980) ,رسالة ماجستير" غير منشورة", جامعة البصرة –كلية التربية, 1988م . أذ اوضح فيها ماتكتسبه محافظة البصرة من موقعا"متميزا" في اجمالي نخيلها وكميات التمور التي تنتجها الى اجمالي القطر وماتملكه من اصناف تجارية كانت تغطي حاجة الكثير من الاسواق العالمية([16]). 

3) عدنان اسماعيل ياسين ،الزيتون في محافظة نينوى ،رسالة ماجستير"غير منشورة"،جامعة بغداد- كلية الاداب،1974م. تتناول هذه الدراسة تحليل الظروف الطبيعية والبشرية التي نتجت عنها امكانية زراعة شجرةالزيتون في محافظة نينوى وأثرها كثروة زراعية على الاقتصاد القومي ومدى ماتتعرض له هذه الغلة من مشاكل واستنتاج الحلول المناسبة لها لكي يمكن تطويرها حتى تحتل مكانتها الاقتصادية الكاملة بين الغلات الزراعية الاخرى التي تقوم هذه المحافظة بانتاجها . اذ تعتبر محافظة نينوى المحافظة الاولى بانتاجها من الزيتون. كما تتناول انتاج وتوزيع الزيتون في هذه المحافظة والتسويق والنقل والصناعات الخاصة بالزيتون([17]).

4) عدنان اسماعيل ياسين ، دور العوامل البيئية في زراعة الزيتون في العراق وآفاق تطورها , مجلة الاستاذ , العدد 2، مطبعة الارشاد ، بغداد ، 1988-1989م . اوضح هذا البحث الاهمية التأريخية والغذائية والاقتصادية للزيتون والوصف النباتي لهذه الشجرة والظروف الطبيعية الملائمة لها وطرق تكاثرها والاساليب المتبعة في زراعتها والتوزيع الجغرافي لبساتين الزيتون وانتاجه في العراق والامراض والآفات التي تصاب بها اشجار وثمار الزيتون وطرق تطوير زراعة الزيتون ([18]).

5) عبد الوهاب الدباغ , النخيل والتمور في العراق"تحليل جغرافي لزراعة النخيل وانتاج التمور وصناعتها وتجارتها", رسالة ماجستير, مطبعة شفيق – بغداد , 1969م. تناول في دراسته بحثا"مركزا"عن النخيل والتمورفي علم النبات من حيث العائلة التي تنتمي اليها النخلة وكذلك الفصيلة والنوع والمصطلحات الخاصة بالجنس والتلقيح والاخصاب والاثماروالمراحل التي تمربها ولاسيما في العراق. كما ودرس العوامل الجغرافية المختلفة في بيئة العراق وتأثير هذه العوامل في زراعة النخيل وانتاج التمور والتوزيع الجغرافي للنخيل في العراق والعالم واهم اصناف النخيل ومشاكل زراعتها وعن الامراض التي تصيب النخيل ومكافحتها. كما تناول بالدراسة التوزيع الاقليمي لانتاج التمورفي العراق والعالم ودرس بشيء من التفصيل تمورالبصرة بأعتبارها من أشهرمناطق العراق والعالم بتمورها, كما تناول صناعات التمور ومشاكلها وتجارتها واسواقها العالمية ([19]).

6) صالح عاتي جاسم, تطور انتاج التمور في العراق وصناعتها وتجارتها (1958-1988) , رسالة ماجستير "غير منشورة ", جامعة بغداد- كلية التربية الأولى ,1990م. تناول في رسالته العوامل الجغرافية المؤثرة بزراعة وانتاج النخيل الطبيعية منها والبشرية والاهمية الغذائية والاقتصادية للتموروتطورانتاجها في العراق للمدة من 1958م- 1988م مع القاء الضوء على التوزيع الجغرافي للنخيل في العالم والوطن العربي ومشكلات الانتاج والامراض التي يصاب بها وتناول فيها أهم الصناعات المعتمدة على التمور كمادة اولية , كما درس تجارة التمور العراقية في السوق الخارجية واهم الدول المستوردة لها فضلا" عن المنافسة التي تدخلها التمور العراقية مع تمور الدول الاخرى ([20]).

7) مخلف شلال مرعي ، دورالحرارة في التباين المكاني لأشجار الزيتون في العراق ، كلية التربية – جامعة الموصل ، 1998م . اوضح في هذا البحث اهم مميزات مناخ مناطق تواجد اشجار الزيتون وهي اعتدال درجات الحرارة , اذ بينّ اهمية درجات الحرارة في توزيع اشجار الزيتون في العراق . وفيه اتخذ الفروقات الحرارية بين المعدلات الحرارية المتاحة ودرجات الحرارة المطلوبة خلال مراحل الانتاج ومعاملات تركز اشجارالزيتون على مستوى المحافظات وسائل كمية لتحديد دورالحرارة في تباين تركز اشجار الزيتون.واعتمد في ذلك معدلات الحرارة وحالاتها المتطرفة في (20) محطة مناخية منتشرة في جهات مختلفة من القطر([21])0 

8) عبد الوهاب الدباغ ,النخيل والتمور, مجلة الأستاذ كلية التربية ,جامعة بغداد, المجلد 13 , العددان 1-2 , مطبعة الحكومة , بغداد 1966 م.([22])

9) علي عبد الحسين ،آفات النخيل والتمور وطرق مكافحتهما في العراق ، الموصل مطابع مؤسسة دار الكتب ،1974م ([23]).

10) جعفر الخليلي , التمور قديما وحديثا " بحث شامل عن النخيل والتمور العراقية من أول نشأتها الى آخر مراحل استهلالها, مطبعة المعارف , بغداد, 1956م .([24])

11) عبد الجبارالبكر ، مدى انتشار النخيل في العالم ، مجلة الزراعة العراقية ، المجلد 13 ، ج1 ، 1958م.([25])

12) د. فؤاد طه السامرائي, دراسة اعداد اشجار الزيتون وانتاجها وتوزيعها في العراق لعام 2005, وزارة الزراعة الشركة العامة للبستنة والغابات, مشروع الزيتون عالي الزيت, بغداد,2005م. ([26])

[1] - عبد المجيد,قيس جميل وعلي عبيد الحجيري ،النخيل والتمور، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ،هيئة المعاهد الفنية ، دار الحكمة للطباعة والنشر، بغداد،1990م ,ص9.

* - نسغ النخلة يسمى شراب الحياة ( النسغ بضم النون وتسكين السين المهملة – ماء يخرج من الشجرة اذا قطعت

[2]- WWW . Alargam. com.

[3] - WWW. Khayma. com.

[4] - alaboudy@ayna.com

[5]- الهام محسن البدري وداوود عبد الله داوود ، تأثير النفثالين وحامض الخليك والباكلوبيوترازل في نسبة نجاح شتلات الزيتون صنفي أشرسي ونبالي ، مجلة الزراعة العراقية"عددخاص بالبحوث"، وزارة الزراعة ، مجلد9،العدد1 ، 2004م ،ص79.

[6]- webmaster@Alriyadh-np.com

[7] - مخلف شلال مرعي ، دور الحرارة في التباين المكاني لأشجار الزيتون في العراق ، كلية التربية – جامعة الموصل ، 1998م ، ص 231- 232.

[8]- عدنان اسماعيل ياسين ، دور العوامل البيئية في زراعة الزيتون في العراق وآفاق تطورها , مجلة الاستاذ , العدد 2، مطبعة الارشاد ، بغداد ، 1988-1989م ،ص19-20 .

[9]- عدنان اسماعيل ياسين ، نفس المصدر السابق ، ص 21.

[10]- ثامر خضير وجمال احمد عباس ، تأثير الوسط ومنظمات النمو في مؤشرات النمو الخضري لعقل الزيتون شبه الطرفية، مجلة القادسية للعلوم الصرفة – كلية العلوم ، مجلد 8، العدد 1 ، 2003م ، ص 94 .

[11]- مديرية الاستيراد العامة ، جداول احصائية في منهاج الاستيراد العام ، فقرة 1/ 34 .

[12]- احمد فاروق عبد العال, بساتين الفاكهة المستديمة الخضرة , دار المعارف , القاهرة , ط2 , 1967م , ص 322.

[13]- مخلف شلال مرعي ,التباين المكاني لزراعة اشجار الفاكهة ,اطروحة دكتوراة , جامعة بغداد- كلية الاداب ,1980, ص80-82 .

1-عبد الرزاق البطيحي ، طرائق البحث الجغرافي , الموصل , مطبعة جامعة الموصل , 1989م , ص 11.

[15]- حمدة حمود العبيدي ،اثر المناخ على انتاج التمور في العراق،رسالة ماجستير"غير منشورة"، جامعة بغداد- كلية الاداب ،1992.

[16] - جواد صندل البدران, زراعة النخيل وانتاج التمور في محافظة البصرة للمدة (1950-1980) ,رسالة ماجستير" غير منشورة", جامعة البصرة – كلية التربية, 1988.

[17]- عدنان اسماعيل ياسين ،الزيتون في محافظة نينوى ،رسالة ماجستير"غير منشورة"،جامعة بغداد- كلية الاداب،1974.

[18] - عدنان اسماعيل ياسين، دور العوامل البيئية في زراعة الزيتون في العراق وآفاق تطورها , مجلة الاستاذ , العدد 2، مطبعة الارشاد ، بغداد ، 1988-1989م .

[19] - عبد الوهاب الدباغ , النخيل والتمور في العراق"تحليل جغرافي لزراعة النخيل وانتاج التمور وصناعتها وتجارتها", رسالة ماجستير, مطبعة شفيق – بغداد , 1969م 

[20]- صالح عاتي جاسم, تطور انتاج التمور في العراق وصناعتها وتجارتها (1958-1988) , رسالة ماجستير "غير منشورة ", جامعة بغداد- كلية التربية الأولى ,1990.

[21] - مخلف شلال مرعي ، دور الحرارة في التباين المكاني لأشجار الزيتون في العراق ، كلية التربية – جامعة الموصل ، 1998م.

[22]- عبد الوهاب الدباغ ,النخيل والتمور, مجلة الاستاذ كلية التربية ,جامعة بغداد, المجلد 3 , العددان 1-2 , مطبعة الحكومة , بغداد 1966.

[23]- علي عبد الحسين ،آفات النخيل والتمور وطرق مكافحتهما في العراق ، الموصل مطابع مؤسسة دار الكتب ،1974م [23]. 

[24] - جعفر الخليلي , التمور قديما وحديثا " بحث شامل عن النخيل والتمور العراقية من أول نشأتها الى آخر مراحل استهلالها, مطبعة المعارف , بغداد, 1956م .

[25] - عبد الجبارالبكر ، مدى انتشار النخيل في العالم ، مجلة الزراعة العراقية ، المجلد 13 ، ج1 ، 1958م

[26] - فؤاد طه السامرائي, دراسة اعداد اشجار الزيتون وانتاجها وتوزيعها في العراق لعام 2005, وزارة الزراعة الشركة العامة للبستنة والغابات, مشروع الزيتون عالي الزيت, بغداد,2005م. 

الفصل الثاني المتطلبات المناخية الملائمة لزراعة أشجار النخيل والزيتون في العراق

   يعدُّ المناخ من أهم العوامل الطبيعية التي تؤثر تأثيرا"مباشرا"وغير مباشرعلى الحياة النباتية إذ يظهر تأثير الظروف المناخية السائدة على توزيع المجموعات الرئيسة للنباتات على سطح الكرة الارضية بشكل اقوى من تاثيرأي عامل أخرمن العوامل المكونة للطبيعة، فالمناخ لايعمل فقط عن طريق عناصره كالحرارة والامطار والضوء والرياح بصورة مباشرة على التوزيع المكاني للنباتات، وانما يظهر أيضا" بصورة غير مباشرةعلى الحياة النباتية في عملية تجوية صخورالقشرةالارضية وتكوين التربة وعمليات طبقات قطاعها وفى المكونات المعدنية والعضوية، للمناخ أهمية بالغة التاثيرعلى الغطاء النباتي بالموازنة مع عوامل البيئة الطبيعية الاخرى . والسبب في ذلك يرجع الى ان النباتات تختلف عن الحيوانات بعدم قدرتها على التنقل و الحركة من مكان لآخر، وانها غير قادرة على توليد الطاقة الحرارية الأمر الذى يجعل النباتات خاضعة خضوعا"تاما"لتاثير مكونات البيئة الطبيعية ولاسيما الظروف المناخية.

  يحدد المناخ بشكل رئيسي نوع المنتجات الزراعية والغذائية و الصناعية، إذ ترتبط به اقاليم النبات الطبيعي ارتباطا"اساسيا"فلكل نبات متطلباته الخاصة من العناصرالتي تساعده على النمو ولاتعمل هذه العناصر بصورة انفرادية بل على العكس من ذلك فهي عناصر متداخلة ومتكاملة في ضمن مجموعة واحدة هي مجموعة العناصر المناخيه ([1]) .

  يعدُّ المناخ من العوامل الرئسية التي يجب الالمام بها عند تحديد صلاحية المكان للزراعة , و يعرف المناخ على انه العلم الذى يدرس معدل حالة الطقس يعمل على تحليلها لمدة طويلة من الزمن([2]). قد تصل هذه المدة الى نحو 35 سنة واكثر.لأتساع اثر المناخ على حياة الانسان ونشاطاته، فقد اهتمت الجغرافية المعاصرة بما يعرف بأسم علم المناخ التطبيقي Applied Climatology ،الذي ترتبط الشؤون والاعمال الزراعية به ارتباطا" وثيقا" وبالخصائص المناخية كالاشعاع الشمسي والحرارة والرطوبة والرياح التي لها اثرعلى نمو النباتات في في اثناء مراحل نموها المختلفة ،ومن ثم ظهرت العديد من الابحاث التي توضح العلاقات المتبادلة بين المناخ وكل ما يتعلق بالشؤون الزراعية هو علم المناخ الزراعي Agroclimatolgy وهو فرع من فروع الدراسات المناخية الحديثة ويتناول دراسة أثر العوامل المناخية التي لها أثر" بارز" في مراحل نمو النبات PHenology ومواعيد الازهار ونضج الثمار وانتاج النبات والامراض التي يصاب بها وطرق الري ومواعيدها وطرق الصرف وتحديد انسب المناطق التي يمكن زراعتها بمحصول ما إذ تعطي عائدا" اقتصاديا" مرتفعا" وكيفية العمل على زيادتها تحت ظروف المناخ السائد في المنطقة ([3]). 

  يواجه العالم ازمة في توفير الغذاء للاعداد الهائلة من سكان هذا الكوكب وبالرغم من التقدم الكبير الذي حققه الانسان في مجال الانتاج الزراعي، فان الظروف المناخية تلعب دورا"حاسما"في نجاح المحصول الزراعي أو فشله .وتؤثر الظروف المناخية على موسم زراعة المحاصيل وجنيها وانتشار الافات الزراعية وتكنولوجيا مقاومة الكوارث الطبيعية مثل الصقيع والبرد والجفاف وغيرها .([4])

   يمكن تتبع أثر المناخ من خلال أثر عنصر واحد أو من خلال تأثير مجموعة من العناصر المناخية مجتمعة على الزراعة . وتنحصر العوامل الاساسية المحددة لزراعة المحاصيل بما يلي :

أولاً- الضوءوالحرارة وعلاقتهما بزراعة أشجار النخيل والزيتون

1) الضوء وعلاقته بزراعة النخيل والزيتون

  الضوء هو شكل من اشكال الطاقة المشعة (الاشعاع الشمسيSolarRiadtion ) المنبعث في جميع الاتجاهات ويكون بشكل وحدات ضوئية تختلف في اطوالها وكثافتها وشدتها وفي طول مدة الاضاءة في اليوم الواحد ، وتقدر كمية الضوء أو الكثافة الضوئية باحدى المصطلحين واط / سم أو بالوحدات الحرارية ([5]). 

  أن تاثير الضوءعلى الكائنات الحية تحدد كثافة الاشعاع الشمسي وكمية الضوء الواقعة على مساحة معينة ، كما ان كثافة الضوء لا تعتمد فقط على قوة الضوء ، وانما على المسافة التي قطعها الضوء من مصدره حتى نقطة سقوطه وتتذبذب قوة الضوء مع طول مدة الاشعاع على مدى ساعات اليوم . كما تختلف كمية الضوء مع الضباب وكمية الرطوبة الجوية ومع كمية الغبار الموجود في الهواء ولاسيما في المناطق الجافة ومناطق الحشائش الجافة ، ولذلك فان الضوء من عناصر الطاقة الرئيسة في ضمن العوامل المناخية ، كما ان الغلاف الجوي يمتص قسما" من الطاقة ولاسيما بخار الماء وثاني أوكسيد الكربون الا ان قسما" آخر ينعكس مرة ثانية اما عن طريق الغبار أو الغيوم ([6]) . لاحظ الجدول -2- إذ يوضح الفرق في طول مدة الاضاءة بين دوائر العرض المختلفة بالساعات .

جدول -2- طول مدة الاضاءة بين دوائر العرض المختلفة بالساعات

دائرة العرض
صفر
30
40
50
60
66,5
اقصى طول للنهار
12.7
14,47
15,2
16,24
18,54
24
اقل طول للنهار
12,7
10,11
9,2
4,8
5,52
صفر

المصدر : مخلف شلال مرعي وابراهيم حسون،الجغرافية الزراعية،الموصل ،1996م ،ص 38 .

  يعدُّ ضوء الشمس ضروروة يتطلبها النبات في كل مرحلة من مراحل نموه ،كونه مهما" في توفير الطاقة اللازمة للتمثيل الضوئي وصنع الغذاء ، كما ان شدة الضوء وطول مدة الاضاءة اليومية يؤثران في مظهر النبات ([7]). فضلا"عن تاثيره على لون الثماروحجمها وكمية الانتاج ومقداراحتواء الثمارمن العناصرالغذائية ([8]). اذ تعتبر المواد الكربوهيدراتية الاساس في تكوينالخلايا النباتية والمحفزة على النمو بصورة عمودية ، ومما يساعد على تكوين هذه المواد هو توافر الطاقة اللازمة لتكوين المواد الكربوهيدراتية للحصول على ماتتطلبه منها عملية النمو ([9]) .

  ولاشك ان الضوء عامل اساس من العوامل المناخية اللازمة لنمو النبات فان لم تحدث عملية التركيب الضوئي والتي هي اساس فسيولوجية النبات لما ظهرت النباتات بالشكل الذي نعهده اليوم ، الضوء يعدُّ عنصرا"اساسيا"لنمو النبات وصنع الغذاء له ، وهو احد العوامل المهمة والمحددة لتكوين المادة الخضراء "الكلوروفيل" الضرورية لعملية "التمثيل الضوئي" والحرارةلاتغني عن النور(الضوء) ولكل اثره الخاص والمؤثر في النبات ، ولايكفي توافر الحرارة من دون الضوء لعملية التركيب الضوئي والانبات ([10]) . ويؤثر الضوءعلى لون الثماروالغباروالضباب من العوامل المؤثرةعلى تكوين الثمار،ويؤثرالضوءعلى نسبة السكرفي الفاكهة لانه احد العوامل الاساسية في التمثيل الضوئي، ولكن اثر الضوء كعامل من العوامل المناخية المؤثرة في توزيع النبات-لانموه- لايحتل الا اهمية ثانوية نسبيا" ([11]). 

   لكل نوع من النبات حدود عليا ودنيا من الضوء,أذ ان المقدرة على النمو في في ضمن هذه الظروف اي الحدود التي يستطيع فيها النبات وبهذا المقدار من الضوء يمكن القيام بانتاج المواد الغذائية التي يحتاجها وفي ضمن المدة المعينة من نمو النبات ، ففي مدة الازهار يحتاج الى ضوء اكثر من فترات النمو الاعتيادية . وفي التربة الفقيرة يحتاج النبات الى كمية من الضوء اكثر من البيئات التي تكون تربتها غنية بالمواد المعدنية التي يحتاجها النبات ([12]).

   ضوء الشمس من عناصر المناخ الضرورية لنجاح زراعة النخيل وانتاج التمور. فالنمو الطبيعي للنخلة الذي يظهرفي استطالة سعف قمتها يحدث غالبا" مابين شروق الشمس وغروبها ([13]). فاذا زرعت النخلة في الظل فان نموها لايكون طبيعيا" حتى في اشد المناطق حرارة ،وذلك لان سعفها الاخضر لايقوم بوظيفته الا اذا تعرض لأشعة الشمس المباشرة والمناطق التي يكثر انحجاب الشمس فيها لاتصلح لزراعة النخيل ([14]). ويؤثر الضوء على كمية المواد الغذائية التي تحصل عليها النخلة لانه يدخل عنصرا" رئيسيا" في عملية صنعها . ويعمل كذلك على تجهيز النخلة بالطاقة الحرارية لتساعدها في النمو ونضج الثمار لمدة زمنية اقصر ([15]). 

  عند تحليل اشعة الشمس وجد ان العامل الذي يعيق نمو السعف هي موجات طيف الشمس القصيرة التي تبدأ من اللون البنفسجي وتنتهي باللون الاصفر ،واما الموجات الطويلة اللون الاحمر فلا تمنع النمو بل تساعد على استمرار عملية التركيب الضوئي ([16]). كما وجد ان اكثرهذه الموجات التي تساعد على تكوين اللون بثمار الفواكه هي البنفسجية والفوق البنفسجية ([17]). اذ ان الضوء يعدُّ عاملا" مهما" لإكمال نمو النخيل وذلك لأهميته في تحديد نسب السكر والحوامض والمواد القابضة واللون لثمرة النخلة ، فضلا"عن ذلك يكون نمو الشجرة غير طبيعي عند زراعتها في المناطق التي يقل فيها الاشعاع الشمسي. لان افضل مدة لنمو سعف النخلة تكون مابين مدة شروق الشمس وغروبها وغالبا"مايبطئ نموالسعف في الايام الغائمة ([18]). إذ تتاثرانتاجية النخلة بالموجات القصيرة والمتوسطة من الموجات الطيف الشمسي والتي تنحصرمابين اللون البنفسجي(0,2) ميكرون واللون الاصفر(0,6) ميكرون([19]). 

   يبرز تاثير الضوء على عملية التزهير مابين شهري اذار- نيسان تقريبا"، وذلك لتساوي ساعات النهار والليل في هذين الشهرين ، اذ تستطيع ازهار النخيل الحصول على كميات جديدة من الضوء واشعة الشمس ، واخيرا" تساعد النخلة على اتمام دورة حياتها المختلفة من نمو خضري وتزهير واثمار ([20]). وكلما تقدمت ثمرة النخلة بالنمو تحتاج الى فترات ضوئية اكثرولاسيما في شهري حزيران وتموز . اذ ان لطول النهار دورا" مهما" في تزايد مدة الاشعاع الشمسي (الضوئي) فضلا"عن انه يساعد على سرعة التغيرات الكيمياوية والفيزياوية لثمار النخيل وسرعة تحوله من طور الى اخر ومن ثم نضجه.

   للضوء اثر في حياة الشجرة والثمار معا" بالنسبة لشجرة الزيتون ، وقد أوضحت الدراسات المتعلقة بهذا العامل بالنسبة للزيتون ،ان الثمار التي تحصل على اكبركمية من الضوء تكون كبيرة الحجم واكثر نضجا" من تلك التي لاتستلم الا كمية قليلة منه، هذا فضلا"عن انه يتدخل في تقدير المسافات التي تزرع فيها اشجار الزيتون، فالمناطق التي يكثر فيها الضوء يجب ان تكون الاشجارمتباعدة حتى لاتتزاحم فروع الاشجار، ومن ثم تصاب ثمارها بالضرر، إذ يتركز النمو في الاجزاء العليا من الشجرة في حين تكون الاجزاء المحرومة من الضوء عرضة لتساقط الأوراق بكثرة، أو انها تصاب بالاصفرار مما يجعلها عاجزة عن تأدية وظائفها بشكل جيد ، الامر الذي يتسبب عنه ضعف عام للأشجار ومن ثم يكون انتاجها قليلا" والثمار ذات نوعية غير جيدة ([21]).

2) الحدود الحرارية لزراعة النخيل والزيتون

   تتسم الحرارة بانها من اكثر الظواهر المناخية التي تؤثرعلى توزيع النباتات ولاسيما على المستوى العالمي و ليست للنباتات آليات نشطة للتحكم بالحرارة و تؤثر الحرارة في معدلات التفاعلات الكميائية والفيزيائية ومن ثم فسيولوجية النبات ([22]). تتغيرالحرارة على مدارالسنة باختلاف الفصول والليل و النهارمما يجعل طبيعة نمو وتكشف النباتات تحدث باختلاف المواسم و الفصول ([23]). الا انها لا تتناسب بصفه مستمرة مع نمو النبات و تكشفه فقد يشتد ارتفاعها أوانخفاضها ومن ثم فان ذلك يؤثر و بشكل مباشر على نمو وتطورالنبات وانتاجه([24]). و يرجع التأثير الأساسي لدرجات الحرارة على حياة النبات من تأثيرها على العمليتين الاساسيتين هما عملية التمثيل الضوئى و التنفس([25]). 

  تعد الحرارة من اهم العوامل المؤثرةعلى توزيع الانواع وغيرهما من الوحدات النباتية الاخرى([26]) . فكلما زادت قابلية النبات على تحمل التفاوت في درجات الحرارة كلما كانت له القدرةعلى الانتشاربشكل أوسع ([27]). ان تاثر النبات بالحرارة يختلف من نوع لاخر وذلك من خلال اصل النبات و تطوره التاريخي وللحرارة اثرعلى تفتح الازهار وتطورها و كبر حجم النبات ومورفولجية النبات و بشكل عام تستطيع النباتات العيش في ضمن مدى حراري يتراوح بين صفر ْم -45 ْم أو 50 ْم ، كما يتوقف نمو نباتات المنطقةالمعتدلة والحارة بزيادة درجة الحرارة عن 45 ْم -55 ْم ([28]).

  يكون تأثير درجات الحرارةعلى الاحياء القائمة في الاقاليم المتنوعة على اساس ان لكل محصول درجة حرارة دنيا للنموMinimum×Growth. Temperatures وتسمى صفر النمو الحراريZ× T× G إذ يبدأ عندها المحصول بالنمو ودرجة حرارة قصوى Maximum.G.T. يتوقف نمو النبات اذا تجاوزها صعودا، ودرجة الحرارة المثلي للنمو Optimum×G×T. وتقع ما بين هذين الحدين المتطرفين الادنى وألاعلى للنمو، تسمى هذه الحدودالحرارية الثلا ثة بحدود الحرا رة الاسا سية لنموالمحا صيل الزراعيةCardinal Growth Temperatures وإذ يبدا النمو البطيء عند الحد الا د نى و يزداد تدريجيا"مع ارتفا ع درجا ت الحرارة الى ان تصل الحد الانسب، إذ يسرع عنده النبات بالنمو واذا تجاوزته صعودا" الى درجة الحد الا قصى تبد ا نسبة النمو بالهبوط التد ريجى الى ان يتوقف النمو([29]). 

[1]- عبد خليل فضيل وعلوان جاسم الوائلي, علم البيئة, وزارة التعليم والبحث العلمي, جامعة الموصل, مديرية مطبعة جامعة الموصل, 1985, ص14.

[2]- قصي السامرائي وعادل الراوي ، المناخ التطبيقي ، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ، دار الحكمة للطباعة والنشر, الموصل , 1990 , ص23-29.

[3]- حسن سيد احمد ابو العينين، اصول الجغرافية المناخية ،مصر، دار النهضة العربية ، 1980 ، ص35- 36.

[4] - نعمان شحاذة ،علم المناخ ، الجامعة الاردنية ، ط2 ،1983 ،ص23 .

[5] - محمد منير محمد فؤاد ومحمد فايق ، اساسيات الزراعة الصحراوية (اساسيات انتاج البساتين) ،ج1، جامعة القاهرة ، 1994 ، ص59. 

[6] -- Salisbury×E×J× The Geography Cal distribution of Plants in relation to Climatic factors ,Geogr×J×vol×1926× 67× P: 312 -335 ×

[7] - - A× C× Hildreth , J× R× Mage ness and Johan Michelle effects of climatic Factors on Growing plants climate and man , Year book of Agriculture, 1941× P: 393×

[8] - -D× R× M× Smoky and A× M× Hubert , economic gropes vol× 11 New York ×1950× PP: 36× 80×

[9] - - Joseph× Evan Riper, Mans Physical world , MC Grow Hill Book, New York× 1971× P :48×

[10]- د. محمود شاكر ، جغرافية النبات ، المكتب الاسلامي ، بيروت ، 1978 ، ص170 .

[11]- يوسف توني ، جغرافية النبات ، مصدر سابق ، ص71-72 .

[12]- رياض عبد اللطيف ، الماء في حياة النبات ، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، جامعة الموصل، الموصل،1984 ، ص59 .

[13] - عبد الجبارالبكر ، مدى انتشار النخيل في العالم ، مجلة الزراعة العراقية ، المجلد 13 ، ج1 ، 1958 ، ص24.

[14] - عبد اللطيف رحيم حسن واخرون، الفاكهة المستديمة ، مصدر سابق ، ص102 .

[15] - هادي صالح المثلوثي ، التحليل المكاني لزراعة الحبوب الشتوية في العراق ، رسالة ماجستير "غير منشورة"، جامعة بغداد- كلية الاداب ،1983 ،ص65.

[16] - عبد اللطيف رحيم حسن واخرون، الفاكهة المستديمة، مصدر سابق ،ص102.

[17] - عز الدين فراج وعبد المجيد بدوي ،انتاج الفاكهة ،القاهرة ، مكتبة الانجلو المصرية ، 1963 ، ص135-136 .

[18] - مكي علوان الخفاجي وفيصل عبد الهادي المختار ، انتاج الفاكهة والخضر ، بيت الحكمة ، بغداد ، 1989،ص54.

[19] - عبد الجبار البكر ، مدى انتشار النخيل في العالم ، مصدر سابق ، ص24.

[20] - محمد هاشم البرقوقي ويوسف امين والي ، الفاكهة اساسيات الانتاج ، دار الهنا للطباعة ،1956 ، ص151.

6 - عدنان اسماعيل ياسين ،الزيتون في محافظة نينوى ،رسالة ماجستير"غير منشورة"،جامعة بغداد- كلية الاداب،1974، ص24.

[22]- مارتن كلمان, جغرافية النبات, ترجمة احمد عبدالله احمد بكر الدوحة , جامعة قطر, مركز الوثائق والدراسات الانسانية ,1989, ص103. 

[23]- فيصل رشيد الكناني, مباديء البستنة, وزارة التعليم والبحث العلمي, جامعة الموصل, الموصل, مديرية دار الكتب للطباعة والنشر, 1988, ص71. 

[24]- محمود رأفت وعبد العزيز حسين أيوب, اساسيات الخضار والفاكهة, مديرية الكتب والمطبوعات الجامعية, مطبعة ابن خلدون, دمشق, منشورات جامعة حلب, 1986, ص52. 

[25]- محمد علي باشا ، اساسيات زراعة الفاكهة ، دارالمطبوعات الجديدة ، الاسكندرية ، من دون سنة طبع ، ص61. 

[26] - يوسف توني، جغرافية الاحياء ( جغرافية النبات )، دار الفكر العربي ، القاهرة ،1969 ،ص .

[27]- نوري خليل البرازي وابراهيم المشهداني, الجغرافية الزراعية, وزارة التعليم العالي والبحث العلمي, جامعة الموصل, مطبعة دار الكتب للطباعة والنشر, الموصل, 2000, ص40. 

[28] - حسن ابو سمور, الجغرافية الحيوية،الجامعة الاردنية, ط,1 1995, ص54-55.

[29] -DEPARTMENT OF AGRICULTURE CLIMATE AND MAN ‚ YEAR BOOK OF‚ AGRICULTURE PRINTING OFFICE‚ WASH INGTON· -L-14- D- C- P -294

أ‌- الحدود الحرارية المثلى لزراعة النخيل والزيتون في العراق

 الحدود الحرارية المثلى هي التي يحقق النبات فيها أعلى مستوى من النمو والازدهاروالاثماروتتباين هذه الحدود، فهناك حدودعليا ودنيا لها وتختلف هذه الحدودبحسب مرحلة النمووالصنف وتراوح هذه الدرجة في النخيل مابين 9 ْم -44 ْم ويطلق عليها المدى الطبيعي لانتشار زراعة النخيل،اذ يبدأ بالازهارعند درجة 18 ْم في الظل ولتتحول الى ثمار عند درجة 25 ْم ([1]). ويفضل اجراء الغرس لاشجار النخيل حينما تكون درجة الحرارة تراوح مابين 32 ْم -38 ْم . 

  تعد درجة الحرارة من اهم العوامل الجو ية المحددة لانتشار نخلة التمر ومن المعروف ان درجة الحرارة تنخفض بمعدل 1˚م/ 100متر، ولذلك لاتنمو اشجار النخيل في المناطق التي ترتفع بمقدار 1500متر عن مستوى سطح البحر فما فوق وتنتشر زراعتها بين دائرتي عرض10˚-25˚ شمالا"وذلك لان المناطق المحصورة في ضمن المدى تمتاز بأرتفاع الحرارة صيفا"وهي اكثر جفافا"ونهارها المشمس صيفا"والمتسم بالطول([2]) .

  يتراوح ماتتطلبه النخلة في الصيف من حرارة مابين40˚م-47˚م واذا قلت درجة الحرارة عن هذه الحدود توقف نضج التمور ولم تعط النخلة ثمرها اللازم كما ينبغي . اما اذا تجاوزت درجة الحرارة هذا الحد فضلا"عن الرياح الجافة,اصبح الثمر جافا" ذا قشرة سميكة يابسة.اما في الشتاء فلا ينبغي ان تهبط درجةالحرارة الى أقل من -2 ْم لان النخلةلاتقوى بوجه عام على مقاومة البرد الشديد وتحمل تساقط الثلوج الجبلية.ويعدُّ معدل اجود المناخ لمختلف السنين هو الذي يتراوح متوسط حرارته صعودا أو هبوطا" بين 20 ْم -24 ْم . وقد تتحمل النخلة ما يساوي -5 ْم في الشتاء أو 52 ْم في الصيف ، لكن ليس معنى ذلك ان النخلة تستطيع تحمل هذا بصوره دائميه أو ان مثل هذا المناخ يلائم النخيل و نشأتها وانتاجها. ان اختلاف المناخ من برد الى حر وبالعكس وعدم خضوع المناخ لحالة معينة ثابتة أوشبيهة بالثابتة و عدم استقرار الهواء على حال معين . مما يلحق النخيل اضرارا تكثر و تقل بحسب نسبة تلك التقلبات الجوية ومواقيتها ومع ذلك فان درجة المقاومة والتحمل في النخيل تختلف باختلاف انواع واصناف النخيل .لاحظ الجدول الاتي-3 - الذي يوضح مراحل نمو ثمرة التمر بعد العقد حسب التعابير المتداولة في منطقة شط العرب للدلالة على هذه المراحل. تختلف الحدود الحرارية التي يتطلبها النخيل خلال اطوار نضج التمور بحسب الجدول الآتي :

جدول -3- الحدود الحرارية التي يتطلبها النخيل خلال اطوار نضج التمور

أسم طور النضج
مدة النضج(اسابيع)
الحدودالحراريةالمثلى ( ْم)
وحدات درجات الحرارة المتجمعة( ْم)
1- طور الحصل(الحبابوك)
4-5 اسابيع"بعد التلقيح حتى أوائل حزيران
18( ْم)
195-209( ْم)
2- طور الكمري
حزيران-أوائل اب
25( ْم)
845-900( ْم)
3- طور الخلال
3-5 اسابيع
اعلى من 25( ْم)
374- 383( ْم)
4- طور الرطب
2-4 اسابيع
ساعات نهار طويلة 14 ساعة
242-352( ْم)
5- طور التمر
2-3 اسابيع
أكثرمن 25( ْم)
250-352( ْم)

المصادر :

1) مكي علوان الخفاجي واخرون ،الفاكهة المستد يمة الخضرة ، مطبعة التعليم العالي،بغداد، ص56-90 .

2) عبد الجبار البكر ، نخلة التمور "ماضيها وحاضرها والجديد في زراعتها وصناعتها وتجارتها ", مطبعة العاني, بغداد,1972, ص247-250 .

3) علي حسين شلش ، استخدام بعض المعايير الحسابية في تحديد اقاليم العراق المناخية ، مجلة كلية الاداب ، جامعة الرياض ، المجلد الثاني ، السنة الثانية ، 1971 – 1972 ،ص 169 . 

4) عبد الباسط عودة ابراهيم, دراسة المستويات السنوية لعناصرNPK في أوراق وثمار تربة بعض اصناف النخيل التجارية, رسالة ماجستير "غير منشورة ", جامعة بغداد- كلية الزراعة, 1979, ص29.

  تبدأ هذه الاطوار( مراحل نضج التمر) بعد التلقيح مباشرة ويمثل طور الحصل مرحلة النمو البطيء ثم تكبر الثمار ويتكور شكلها، وفي مرحلة النموالمتوسط (طور الكمري) إذ تنمو الثمرة وتستطيل بسرعة ولكن لا يتغير لونها (أخضر) وفى الطور الثا لث يبدأ تغير لون الثمرة من الاخضرالى الاصفر أو الاحمر ويزداد تراكم المادة السكرية فيها ومع زيادة تغير لون الثمرة نحو اللون البنى أوالمحمرالغامق تكون الثمرة دخلت الطور الرابع وهو طور الرطب إذ تزداد حاجتها لساعات النهار الطويلة وفي اخر مرحلة يتكامل نضج التمور وتكتسب صفاتها النهائية وتركز المادة السكرية فيه التي تتحول الى السكروز وذلك بفقدانها جزء من رطوبتها وتحتاج ثمرة النخيل لتنضج (15-21 أسبوعا") بحسب متطلباتها الحرارية.وفي دراسة لصنفي الزهدي والساير أكدت ان هناك مراحل ثانوية تدخل في في ضمن المراحل الاساسية في مرحلتي الجمري والرطب ، فبالنسبة لمرحلة الجمري هناك مرحلتان ثانويتان ،الأولى تبدأ في نهاية مرحلة الحبابوك وتستمر لمدة 3-4 اسابيع ويكون المعدل النسبي للزيادة الاسبوعية لوزن الثمار عاليا"، اما المرحلة الثانية فتتميز بهبوط ملموس في هذا المعدل ولهذا سميت هذه المرحلة بمرحلة الخمول النسبي للنمو . وبالنسبة لمرحلة الرطب فقد وجد انها تكون ضمن مرحلتين ثانويتين المرحلة الأولى منها يكون فيها الهبوط في المعدل النسبي الاسبوعي لوزن الثمار أو حجمها قليلا" نسبيا" وتستمر هذه المرحلة من 2-3 اسابيع ، وفي المرحلة الثانوية الثانية من مرحلة الرطب فقد لوحظ خلالها انخفاض سريع في الوزن الطري وذلك في الاسبوع الاخير لمدة تحول الثمار من مرحلة الرطب الى مرحلة التمر([3]). 

  الزيتون من الاشجارالدائمة الخضرة وهي تنمو في مدى واسع من درجات الحرارة،الا ان الحدود الحرارية الملائمة لنمو الاشجار تتراوح بين الاشجار 18 ْم -37 ْم، ومع ذلك فالتباين في درجات الحرارة يعدُّ من مستلزمات انتاج الزيتون. وتتضح اهمية التباين الحراري في حاجة البراعم الزهرية الى معدلات منخفضة من درجات الحرارة 7 ْم -9 ْم وهي بذ لك تقل عن الحرارة الملائمة لنمو البراعم الورقية11 ْم-16 ْم وفي المرحلة التي تبدأ عقد الثمارحتى نضجها يتطلب درجات حرارة تراوح بين15 ْم-27 ْم،ولذلك تنمو شجرة الزيتون في المناطق الحارة ولكنها لاتعطي الانتاج الجيد ([4]) . ومع حالات التذبذب لدرجات الحرارة فالزيتون له القدرة على تحمل انخفاض درجات الحرارة حتى -7 ْم وتعطي الاشجار محصولا"جيدا" اذا كانت درجات الحرارة اكثرمن 10 ْم شتاء"اما اذا تميزالشتاء بانخفاض درجات الحرارة -9 ْم فان اشجار الزيتون تقاوم هذا الانخفاض المتطرف بدخولها في دور سبات طيلة المدة الباردة ، ثم تعاود نشاطها بعد ذلك إذ تبدأ بالتزهير ، ولكي تخرج من سباتها فانها تحتاج الى 200 ساعة أومايعادل 50 يوما" لاتقل درجة الحرارة فيه عن 7 ْم ، وتبدأ الشجرة بالنمو في درجة حرارة تراوح مابين 11 ْم -17 ْم ،وتباشر الاشجار بالتزهير حينما تبلغ درجة الحرارة 18 ْم-20 ْم ([5]). 

   وبصورة عامة يعدُّ النخيل والزيتون من محصولات الموسم الدافيء والتي تعطي افضل نمو في ضمن نطاق الحرارة الدافئة 15 ْم -23 ْم ومنها التمر والزيتون([6]). 

جدول-4-ويمكن ملاحظة الحدود الحرارية التي يتطلبها الزيتون خلال مراحل تكوين الثمار ونموها من خلال الجدول الآتي :


       مرحلة النمو
المدة الزمنية
درجة الحرارة(م˚)
مرحلة الازهار
اذار- نيسان
16  – 19
مرحلة العقمن دونمو ثمار
مارس – أيلول
20 – 22
مرحلة النضج
تشرين الأول – تشرين الثاني
15
مرحلة أكمال النضج
كانون الأول – كانون الثاني
5 – 10

المصادر:

1) البرتو برونو،غراسة الزيتون،ترجمة الهادي ابراهيم،تونس، 1977م ، ص25 .

2) مكي علوان الخفاجي واخرون ،الفاكهة المستد يمة الخضرة ، مطبعة التعليم العالي،بغداد،ص245 .

ب‌- الحدودالحرارية العليا لزراعة النخيل والزيتون في العراق

  تمثل الحدود الحرارية العليا الحد الاعلى الذي يتحمله النبات وبتزايدها يتوقف النمو. ويختلف الحد الاعلى لنمو النباتات من منطقة لأخرى فيكون اعلى بالنسبة للنباتات في المنطقة الاستوائية الحارة منه بالنسبة للنباتات في المناطق المعتدلة والباردة ([7]).

  هناك فرق بين درجات الحرارة المطلوبة لنمو ونضج الثمار وبين تلك الدرجات الحرارية الملائمة لنموالنبات من الوجهة الخضرية فقط.ففي المناطق التي تزرع شجرة النخيل فيها للزينة ، نجد ان معدلات الحرارة العظمى اليومية خلال شهر تموز وآب لهذه المناطق أقل من تلك المناطق التي تشتهر بانتاج التمور . وحتى تنضج الاصناف الطرية يجب ان يكون متوسط الحرارة أعلى من 27 ْم للمدة من مايس الى نهاية تشرين الأول في حين تحتاج الاصناف نصف الجافة الى معدل أعلى من 32 ْم في تلك المدة ([8]). تقع الحدود الحرارية العليا للنخيل مابين 50 ْم-55 ْم ، ألا ان النخلة تستطيع ان تحمل اعلى من هذه الدرجات ولكن لمدة محدودة ([9]). تحتاج نخلة التمرالى درجات حرارة عالية نوعا"ما لكي تستمر بالنمو طيلة أشهرالسنة أومعظمها وتستمرالنخلة بالنمو على مدار السنة اذا كان معدل درجات الحرارة اليومية اكثر من 9 ْم في اشهر الشتاء([10]) . 

  تتحمل نخلة التمر جميع الاقاليم الحارة وفي الاقاليم الشديدة الحرارة كشمال السودان وجنوب فزان نجد ان التمر لاينضج على شكله الاعتيادي من الليونة واللزوجة وانما يكون جافا" يابسا"متصلبا"ويعود السبب الى جفاف الجو اكثر من شدة الحرارة ، ان المناطق التي يزرع فيها النخيل والكائنة على جهتي دائرة عرض 30 ْشمالا" أشد حرارة من مناطق خط الاستواء مع ان اشعة الشمس على هذه المناطق لم تكن عمودية في هبوطها على الارض كما في المنطقة الاستوائية .اما السبب في زيادة الحرارة بالمناطق التي تزرع النخيل فيعود الى كونها اكثر جفافا"ونهارها المشمس صيفا"اطول ([11]). 

  بالرغم من ان درجة الحرارة 43 ْم تعدّ الحد الاعلى الذي يمكن ان تتحمله معظم اشجار الفاكهة ([12]). الاان اشجار النخيل والزيتون تتحمل الارتفاع في درجات الحرارة اكثر من ذلك. فتتحمل النخلة ارتفاع بدرجات الحرارة اكثرمن 52 ْم ([13]). ويرجع ذلك الى وجود السعف في اعالي النخلة والذي يحمي الجمارة من ارتفاع درجة حرارة الهواء المحيط بها .

  يتحمل الزيتون الحرارة العالية التي تصل اكثر من 50 ْم صيفا" دون ان يلحق بها ضررا" شريطة توافر مياه الري([14]) . فبالرغم من ان اشجار الزيتون تعدٌّ من الفواكه شبه الاستوائية الاانها لاتثمراثمارا"جيدا" في حالة ارتفاع متوسط درجات الحرارة في اثناء الشتاء اكثرمن 23.3˚م ولوان النموالخضري يكون جيدا" الا ان المحصول يكون قليلا" أو معدوما" ([15]). ان المتطلبات الحرارية لغرض الانتاج للزيتون والتي تميل للاعتدال تقع بين 18 ْم-37 ْم ،اذ ان الارتفاع في معدلات الحرارة غير ملائم بالنسبة للانتاج في مراحله المختلفة فهو يؤدي في مرحلة الازهارالى قتل حبوب اللقاح وزيادة تساقط الازهار،اما في مرحلة تكوين الثمارفيؤدي الى نقص في عقد الثمارالعاقدة مع ارتفاع في نسبة التساقط وقلة الانتاج في مرحلة النضج ومابعدها يؤثر على حجم وشكل الثماروقلة محتوياتها من االزيت ، ولذلك تعد الحرارة من اكثر عناصر المناخ تأثيرا"في تحديد مناطق انتشار شجرة الزيتون وانتاجها ([16]). 

  تتعرض النخلة لأضرارخطيرة اذا ما تجاوزت الحرارة الحدود الحرارية العليا التي يمكن للنخيل تحملها,تتمثل هذه الاضرار بتساقط الازهار والثمار وغالبا" مايسمي المزارعون هذه المدة بتساقط حزيران وآب ، وتتعرض الثمار الباقية في الشجرة الى تشويه قشرتها الخارجية نتيجة اللفحة الشمسية فيضطر المزارع الى جني المحصول قبل نضجه بشكل جيد وطرحه في الاسواق (كخلال مطبوخ) مثل البريم والجيجاب ([17]). مسببا"خسارة اقتصادية له.وتتميز المناطق الشديدة الحرارة بانتاج تمور جافة أو يابسة ولاسيما عند انخفاض الرطوبة الجوية وارتفاع درجات الحرارة العالية وقت التزهير بسبب انخفاض نسبة عقد الثمار نتيجة لفقدان اللزوجة في مياسم الازهار مما يسبب انخفاض كمية الحاصل . كما يؤدي ارتفاع درجات الحرارة الشديدة خلال ساعات النهار في الصيف الى رفع نسبة التبخر / النتح من الاشجار, مما يؤدي الى نقص الماء االضروري لتعويض ما يفقده ([18]) . الى جانب دورالحرارة المرتفعة في الجفاف وعدم التوازن بين التنفس والتركيب الضوئي عند النبات فان درجة الحرارة العالية تؤدي الى قتل البروتوبلازم عند ارتفاعها فوق الحدود العليا بالنسبة لنمو االنبات يدخل حالة السكون بعض الأوقات يصاحبها الاصفرار وبأستمرار الحرارة العالية يتحقق المستوى القاتل في اخر الامر . ربما يكون نشوء حالة اللاتوازن الناتجة من اختلاف في العمليات الايضية ووظائف الورقة تصبح ضعيفة بدرجةحرارة24 ْم تقريبا".ان درجة الحرارةالقاتلة بالنسبة للانسجة الجزءالخضري النشط هي بصورةعامة في المدى بين 50 ْم-60 ْم ([19]). 

   قد ترتفع درجات الحرارة في نهاية الشتاء وبداية الربيع بشكل غير متوقع ولمدة من الزمن تكفي لتنشيط امتصاص الماء والاملاح االمعدنية فتفقد البراعم صلابتها وتبدأ نشاطها عن طريق الانقسام الخلوي وتتفتح الازهارولهذا تفقد البراعم والازهارمقدرتها على مقاومة انخفاض درجة الحرارة. فاذا انخفضت الحرارة بعد ذلك الى الصفر المئوي أو من دونها بعد المدة الدافئة السابقة فان ذلك يؤدي الى قتل الخلايا في الازهار الى مابعد موجة الصقيع الربيعي ،ومن النباتات غيرالمقاومة لانخفاض درجات الحرارة شتاء" هي محصولي الزيتون والنخيل ([20]). 

  بهذا يمكن القول ان النخيل تحتاج الى درجة حرارة مرتفعة تزيد صيفا"عن40 ْم وكلما ازدادت كان ذلك في صالح الانتاج ولاسيما في اشهرالنضج ، كما اسلفت وعلى العكس من ذلك يؤدي انخفاض درجة الحرارة الى الصفر المئوي ضررا"كبيرا"بالنبات ، وهذا بطبيعة الحال يؤكد اصل شجرة النخيل الذي يعود الى المناطق المدارية الجافة وشبه المدارية من العالم القديم والتي تتوافر فيها مجار"مائية كافية للري ([21]).

ج- الحدودالحرارية الدنيا لزراعة النخيل والزيتون في العراق

  يقصد بالحد الادنى للحرارة بانه درجة النمو الصغرى وهي ادنى درجة من الحرارة التي يحتاجها النبات للنمو ويميل في حالة تناقصها الى الركود والسبات . وتصل هذه الدرجة في النخيل الى -12 ْم ويعدُّ هذا الحد الحد المثالي لزراعتها ويطلق عليها المدى التصنيعي لانتشار النخيل ([22]). تتطلب زراعة النخيل شتاء معتدل نسبيا"لاتنخفض فيه درجات الحرارة من دون 1-2 ْم تحت الصفر إذ تستطيع النخلة مقاومة شدة البرودة الملازمة لهذه الحالة وقد يصاحبها نزول الثلج مما يؤدي الى ابادة النخيل المعرض لهذه الظاهرة المناخية . وعلى كل حال قد تظل النخلة تعيش في حالات انخفاض درجات الحرارة من دون الحدود المذكورة ولكن قد لاتثمر ، واحيانا"تموت اذا مااستمرت تلك الحالة ([23]). تتباين الاراء حول الحدود الحرارية الدنيا الملائمة لنمو النخيل والحدود الدنيا الضارة فبعضها يعدُّ درجة 9 ْم هي الحد الادنى لتحمل شجرة النخيل وانخفاض درجة الحرارة ([24]). ومنهم من يذكر ان -8 ْم أو -12 ْم هي الحد الحراري الادنى ([25]). وهناك رأي آخر يقول ان -5 ْم الحد الحراري الادنى ([26]). وذكرفي مصدراخر ان نمو النخيل يتوقف حينما تكون درجة الحرارة 8,8 ْم-9 ْم ([27]). 

  يمكن ان تتحمل النخلة من البرد مايساوي -5 ْم شتاء"ولكن ليس معنى ذلك ان النخلة تستطيع ان تتحمل ذلك بصورة دائمية ، أو ان مثل هذا المناخ يلائم النخيل ومع ذلك فان درجة المقاومة والتحمل في النخيل تختلف باختلاف الانواع والاصناف . و قد دلت التجارب على ان(الدكل) من التمور الاكثر قابلية من الانواع الاخرى في الصمود امام البرد و الكوارث الطبيعية الاخرى ([28]). 

  يمكن للنخيل مقاومة الظروف المناخية غيرالمناسبة كانخفاض درجة الحرارة بسبب غلافها السميك المكون من قواعد الأوراق السعف(الكرب) والليف الذي يحيط بجذع النخلة فيجلعها معزولةعن الجوالخارجي وليس للنخيل طورسكون بل يستمر بالنمو طيلة السنة اذا لم تنخفض درجة الحرارةعن 10 ْم ([29]). كما وتكون قمةالنخلةالنامية (الجمارة) ذات مقاومةلانخفاض درجات الحرارة موازنة ببقية اجزاءالنخلة، نتيجة قلة التغيرات في درجة حرارة انسجة الجمارة ، ويعزى ذلك الى ان الجمارة محاطة بغلاف سميك عازل مكون من عدد من الكرب (أعقاب السعف) والليف وتمنع هذه الطبقات تسرب الحرارة الداخلية الى الخارج وبالعكس ، ويؤثر النسغ الصاعد من الجذور الى القمة على حفظ حرارة الجمارة ،ومن ثم يجعلها مسأوية لحرارة المياه الارضية ([30]) . 

  أن انخفاض درجة الحرارة الى حدودالصفر المئوي في وقت النضج يسبب ضررا"كبيرا"للنباتات. يجب ان نفرق عند الكلام على التاثير السيء لدرجات الحرارة المنخفضة وبين تاثيرها في السعف وتاثيرها في القمة النامية . وعموما"ان السعف اسرع واكثرتأثرا"بدرجات الحرارة المنخفضة والفسائل الحديثة الزراعة اكثرعرضة وتأثرا"بدرجات الحرارة المنخفضة عن نخيل التمر.لانخفاض درجات الحرارة من دون الحدود الدنيا للنمو تاثيرات عدة ومهمة على اشجار الفاكهة كتاثيرها على ميعاد الازهاروالتاثيرعلى عقد الثماروالمحصول والتاثير على ميعاد نضج الثمار وعلى صفات الثمار والتاثير على نمو الجذور .يتحمل النخيل لمدة زمنية قصيرة درجة حرارة واطئة تصل الى -15 ْم ولكن سعف النخيل الذي يتعرض لمثل هذه الدرجات الواطئة من الحرارة يموت ويجف بسرعة .اذ يموت السعف الاخضر عادة عند انخفاض درجات الحرارة الى-7,7 ْم وعند هبوط الحرارة الى ماتحت الصفر المئوي يموت جميع سعف النخيل الصغير الذي يبلغ عمره 3-5 سنوات ، وبالرغم من ذلك فان النخيل يكون سعفا"جديدا"بعدئذ لبقاء القمة النامية حية ، اما النخيل الذي عمره من8-20 سنة لايتاثر كثيرا"بانخفاض درجات الحرارة في اثناء الشتاء بالرغم من موت السعف الاخضر . اذ ان السعف الاخضر يؤدي الى ضعف نمو النخيل ومن ثم هبوط واضح في الانتاج ([31]). وان تباين درجة المقاومةلانخفاض درجات الحرارةعند النخيل باختلاف انواعها واصنافها يرجع الى تباين المناطق التي درس فيها ، تدخل النخلة مرحلة السكون كنتيجة للتغيرات البيئية المفاجئة وهي مرحلة قصيرة جدا"،واذا استمرت تعرض النبات للهلاك .وتتلخص هذه الاضرار بما يأتي ([32])::

1) يتوقف النمو وانقسام الخلايا اذا انخفضت درجة الحرارة عن-9 ْم لمدة طويلة نسبيا" .

2) يتاثر السعف ويهلك اذا انخفضت درجة الحرارة-7 ْم في ليلة واحدة مع العلم ان السعف الحديث اكثر تاثرا"من السعف المسن .

3) تتاثر الغرسة بانخفاض درجة الحرارة اكثر من النخيل المسن ولاسيما" اذا غرست في فصل الخريف وانخفضت درجة الحرارة قبل اتمام عملية التجذير مما يعرض الفسائل الى الهلاك لذا يجب حماية الفسائل الحديثة الغرس بأحاطتها بمواد عازلة. 

  وتؤثر الظروف الجوية على اشجار الزيتون بصورة عامة والحرارية منها بصورة ولاسيما، والعوامل الداخلية في تحفيز تكوين مبادئ الازهار الذي قد يحدث عند وقت تصلب النواة ([33]). ان الحث على تكوين مبادئ الازهاريحدث في شهر تشرين الثاني وبذلك تؤدي العوامل الجوية ولاسيما درجات الحرارة المنخفضة شتاء" في اكمال التحفيزوالتمايزفي البراعم الزهرية ([34]). وتؤثر الظروف الجوية في طول النورة وعدد الازهار فيها,وتحمل النورةالزهرية نوعين من الازهارالخنثى(الكاملة)والمذكرةوتختلف نسبتها من سنة لأخرى في الصيف الواحد([35]). ففي فصول الشتاء الدافئة تحصل مدة نمو وهذه تتاثربانخفاض درجات الحرارة القاسي ولاسيما اذا تعرضت المنطقة للصقيع . وتتاثر الشتلات الصغيرة عند حدوث الصقيع وكذلك تموت الازهار والثمار والأوراق ([36]) . 

 لا تقاوم شجرة الزيتون درجة الحرارة المنخفضة وتبدأ بالتاثيراعتبارا"من-7 ْم وحسب اجزاءالشجرة، تموت أوراق الزيتون عند درجة حرارة (-12 ْم)(-13 ْم), اما الشجرة الكاملة فتموت عند درجة حرارة (-19 ْم، -20 ْم) وتتضررالثمارعند درجة حرارة (-4,4 ْم,-3,3 ْم) لايؤثر الانجماد الربيعي على ازهارالزيتون لانها تتفتح عادة في وقت متاخروهو في أواخر شهر اذار ونيسان، ولاتتضررالشجرة بالثلج الا في حالة تراكمه بشكل كثيف. وعنداختيارالاراضي الصالحة لزراعة الزيتون يجب تحاشي المنحدرات الشمالية المعرضة للرياح الباردة لان الاشجار تفقد ثمارها تماما". والانحدارات المناسبة هي الجنوبية والوديان المحمية من الرياح الشمالية الباردة ([37]). تستطيع اشجارالزيتون تحمل انخفاض درجات الحرارةحتى-7 ْم ولكنها تصاب بالاضراراذا تدنى الانخفاض حتى -12 ْم ويزداد الضرر في حالة حدوث الصقيع الذي يؤدي الى موت الشتلات الصغيرة والازهار والأوراق والثمار الصغيرة والكبيرة بصورة تامة أو جزئية([38]).

[1]- مكي علوان الخفاجي واخرون،الفاكهةالمستد يمة الخضرة ،مطبعة التعليم العالي،بغداد،1990،ص56 . 

[2]- قيس جميل عبد المجيد وعلي عبيد الحجيري, النخيل والتمور, وزارة التعليم العالي والبحث العلمي, هيئة المعاهد الفنية،دار الحكمة للطباعة والنشر, بغداد،1990, ص31-32.

[3] - سوسن عبد الله عبد اللطيف ، فسلجة ونضج ثمار النخيل ، رسالة ماجستير "غير منشورة " ،جامعة بغداد-كلية الزراعة ،قسم البستنة ،1988م ،ص3-4.

[4]- مخلف شلال مرعي و ابراهيم حسون , الجغرافية الزراعية ، الموصل ،1996م ،ص 276 .

[5] -HARTMAN and BUGAS‚ OLIVE PRODUCTION‚ VOL 4‚ U·S·A‚ ·1971.

[6] - د. فيصل رشيد الكناني, مباديء البستنة,مصدر سابق ,ص73. 

[7]- علي حسين الشلش وعبدعلي الخفاف,الجغرافية الحياتية,وزارة التعليم والبحث العلمي, مطبعة جامعة البصرة,البصرة,1982,ص49-50.

[8]- د.قيس جميل عبد المجيد وعلي عبيد الحجيري, النخيل والتمور،مصدرسابق,ص31-32.

[9] - جواد صندل البدران, زراعة النخيل وانتاج التمور في محافظة البصرة للمدة (1950-1980) ,رسالة ماجستير" غير منشورة", جامعة البصرة –كلية التربية, 1988,ص67.

[10] - علي عبد الحسين, النخيل والتمور وآفاتهما في العراق, بغداد, 1974 ,ص72 .

[11]- عبد اللطيف حسن واخرون، الفاكهة المستديمة، دار الكتب للطباعة والنشر،جامعة الموصل، الموصل 1991 ،ص99-101. 

[12] - راجع: 1)- احمد فاروق عبد العال ،اساسيات بساتين الفاكهة ، ط1، القاهرة ،1964 ، ص432 . 

2)- عز الدين فراج ، انتاج الفاكهة،مطبعة دار الهنا ، القاهرة،1963،ص128. 

[13]- جعفرالخليلي ، التمورقديما"وحديثا", مطبعة المعارف, بغداد, 1956م, ص38.

[14]- عدنان اسماعيل ياسين ، دورالعوامل البيئية في زراعة الزيتون في العراق وآفاق تطورها ، مجلة الاستاذ العدد 2 ، مطبعة الارشاد ، بغداد، 1988-1989،ص23-24.

[15]- أحمد فاروق عبد العال, بساتين الفاكهة المستديمة الخضرة, ط3, مطبعة دارالمعارف, مصر, 1977, ص292.

[16] - مخلف شلال مرعي،دور الحرارة في التباين المكاني لاشجار الزيتون في العراق، ص240 .

[17]- حمزة حسن حمود وآخرون ، تأثير الفيبر كاد (V G) والايثرل على ثمار التمور صنف جيجاب، مجلة البحوث الزراعية والموارد المائية في العراق ، مجلد 7 ، العدد1، 1988 ،ص57- 168.

[18]- خطاب صكارالعاني, جغرافية العراق الزراعية, مطبعةالعاني, ط2, بغداد, 1976, ص 38.

[19]- آر.أف دبنماير, النباتات وبيئتها , ترجمة يحي داوود المشهداني, وزارة التعليم العالي والبحث العلمي, جامعة الموصل , مطبعة دار الكتب للطباعة والنشر, الموصل, 1988, ص 247.

[20]- محمود رأفت وعبد العزيز حسين أيوب, اساسيات الخضار والفاكهة, مصدر سابق ،ص60.

[21]- صالح عاتي جاسم, تطور انتاج التمور في العراق وصناعتها وتجارتها (1958-1988) , رسالة ماجستير "غير منشورة ", جامعة بغداد- كلية التربية الأولى ,1990 ,ص 13- 14 .

[22] - انظر الى: 1) جعفرحسين محمود ، اثر المناخ في تحديد انتاج الفاكهة في المنطقة الوسطى من العراق ، رسالة ماجستير،جامعة بغداد –كلية التربية الأولى ,1990 ، ص61.

2) جواد صندل البدران, زراعة النخيل وانتاج التمور في محافظة البصرة للمدة (1950-1980) , مصدر سابق ، ص67 .

[23] - عبد الوهاب الدباغ ,النخيل والتمور, مجلة الاستاذ كلية التربية ,جامعة بغداد, المجلد 13 , العددان 1-2 , مطبعة الحكومة , بغداد 1966 ,ص139.

[24]- عبد الجبار البكر، نخلة التمر ماضيها وحاضرها والجديد في صناعتها وزراعتها وتجارتها ، مصدر سابق، ص105.

[25] - مخلف شلال مرعي انتاج الفاكهة في محافظة كربلاء رسالة ماجستير "غير منشورة "جامعة بغداد كلية الاداب 1974 ص56.

[26] صالح عاتي جاسم ، تطور انتاج التمور في العراق وصناعتها وتجارتها (1958-19878) ، مصدر سابق ، ص10-12

[27] - علي عبد الحسين ، النخيل والتمور وآفاتهما، مصدر سابق , ص77 .

[28]- جعفر الخليلي ، التمور قديما و حديثا ، 1956 , مصدرسابق ،ص38 .

[29] - احمد فاروق عبد العال ، بساتين الفاكهة المستديمة الخضرة ، مصدر سابق ، ص273.

[30] - فيصل عبد العزيز،منسي الموالح "الاسس العلمية لزراعتها"،دارالمطبوعات الجديدة،الاسكندرية،ط1 ،1975، ص168.

[31] علي عبد الحسين ، النخيل والتمور وآفاتهما، مصدر سابق , ص 77.

[32]- صالح محسن بدر وعلي محمد حمادي ،تحديد الموعد الامثل لزراعة فسائل الاصناف الزراعية من نخيل التمر (خستاوي وزهري) ،مجلة البحوث الزراعية والموارد المائية ، المجلد 6 ، العدد3 ،1987 ،ص91.

[33] - انظر كلا"من: -Fernandez Escober , R×, M × Benlloch , C , Navarro and G× C × Martin × The time of floral induction in the Olive× J× Amer × Soc× Hort× Sci ×1992 × 117(2) : 304-307 ×

-Pinney , K× and V× S× Polite× Flower initiation in " Manzanillo" Olive× Act Hortic× 1990× 286 : 203 – 205×

[34] - 3-Brooks, R× M× Swasonal incidence of Perfect and staminate Olive Flowers× Proc× Amer× Soc× Hort× Sci×1948× 52:213 -218×

[35] - 4-Hackett, W×, P, and H× T× Hartmann× 1967× The influence of temperature on floral initiation in Olive× Physiol× Plant× 20 : 430-436×

[36]- د.عدنان اسماعيل ياسين ، دورالعوامل البيئية في زراعة الزيتون في العراق وآفاق تطورها ، مصدر سابق ،ص23-24.

[37]- عبد اللطيف رحيم حسن واخرون ، الفاكهة المستديمة ، مصدر سابق،ص158-159.

[38] - مهدي العزاوي ،اساسيات زراعة واكثار اشجار الفاكهة ، القاهرة ،المكتبة الانجلو المصرية ،ط4 ، 1970, ص47 .

2) فصل النمو والحرارة المتجمعة

 صفر النمو Zero of Growth وهي الدرجة التي يبدأ عندها المحصول بالنمو([1]). وفي تعريف آخر لفصل النمو Zero– Point of Growth وهي الدرجة التي عندها تبدأ نباتات المنطقة المعتدلة بالنمو في أوائل الربيع ([2]). المقصود بفصل النموبانه الفترة الزمنية التي يتطلبها المحصول لاكمال نمو ونضج الثمارمن مرحلة التلقيح الى مرحلة نضج الثمار ، ويختلف طول أو قصر هذه المدة بأختلاف اصناف النخيل والزيتون .

  تختلف هذه المدة في مفهومها بالنسبة لطلبة علم المناخ عما هي عليه بالنسبة لطلبة علم الزراعة ،ففي علم الزراعة يعرف بانه المدة المحصورة مابين عمليتي البذور والحصاد، وفي علم المناخ هو تلك المدة من السنة التي لاينخفض خلالها المتوسط اليومي لدرجة الحرارة عن صفر النمو بالنسبة للحياة النباتية بصفة عامة .ويختلف طول فصل النمو باختلاف انواع النباتات ،ونتيجة لذلك اختلف توزيع النباتات على سطح الكرة الارضية ([3]). 

  يحدد فصل النمو تحديدا"اخر يقوم على اساس آخر سقوط للصقيع (*)، بمعنى المدة الخالية من الصقيع والتي تزيد فيها درجة الحرارة على الصفر المئوي. ان معرفة طول فصل النمو لايمكن اعتبارها معلومات دقيقة للاعتماد عليها في وضع خطة انتاج زراعي،لان ظروف الحرارة في هذا الفصل عرضة للانحراف ولاسيما اذا كان الانحراف متكررا" وكبيرا"نسبيا"فانه يعرض الانتاج لخسارة كبيرة بفعل حدوث الصقيع في الربيع والخريف وتحاشيا"لمثل هذه المخاطروتحقيقيا"لظروف انتاج ملائمة يصار الى جمع أو معرفة مقدار الحرارة المتجمعة ، وحينئذ يصبح من الواضح ان كفاية الحرارة اذا كانت اصبحت من المحاسن ، اذ تزداد معها احتمالات تنوع المحاصيل مثلا"ان زراعة النخيل تختفي في الحجاز الواقعة في وسط الصحراء الافريقية الكبرى وذلك لانتظام حدوث الصقيع في الشتاء نظرا" لارتفاعها البالغ حوالي1219متر([4]). 

  يقصد بالحرارة المتجمعة بمجموع الدرجات أو الوحدات الحرارية التي تتجمع فوق الحد الادنى للمتوسط الحراري الذي يمكن ان تنمو فيه النباتات ([5]). أي مجموع درجات الحرارة المتراكمة خلال فصل النمو التي تزداد على درجة الحد الأول لنمو المحصول والتي يحتاجها المحصول لأتمام النضج ([6]).فدرجات الحرارة المتجمعة لأي يوم هي الفرق بين متوسط درجة حرارة ذلك اليوم وأدنى درجة حرارة يستطيع فيها النبات النمو(6˚م)، فإذا كان متوسط درجة الحرارة ذلك اليوم 15 ْم فالحرارة المتجمعة لذلك اليوم هي 15 ْم-6 ْم =9 ْم ([7]). ولذلك يمكن حساب الحرارة المتجمعة لفصل النمو من المعادلة الاتية[8] : 

(م) الحرارةالمتجمعة=

(المعدل الحراري الشهري"ح"– الصفر النوعي"ص") * عددايام النمو والنضج

  وعليه فان فصل النمو المثالي هو الذي يوفر الطاقةالحرارية أو وحدات الحرارة التي يحتاجهاالنبات في مراحل النمو من بذره الى الحصادوجني الثمار. ومايزيد على ذلك يجب ان يتخلص منه النبات عن طريق التبخر/النتح والا قد يقل الانتاج أو يصبح النبات قزميا"أو يصفر لونه أو قد يجف dry-up ويهلك تماما"اذا وصلت درجات الحرارة مابين 50 ْم -60 ْم وهو الحد الاعلى الممكن لعيش النبات وكذلك الحال اذا ما هبطت الوحدات الحرارية دون الصفر ،فقد تؤدي الى تجمد عصارة الأوراق والسيقان وتجمدها في الجذور ([9]). لتباين مجموع الوحدات الحرارية أثرعلى طول فصل النمو للمحاصيل الزراعية عامة ولأصناف التمور بشكل خاص ،تحتاج الثمرة حتى تنضج حوالي 150 يوم ، ويتباين عدد هذه الايام بين صنف وأخرتبعا"للموقع الجغرافي لهذه الاصناف وتحتاج التمور من بداية تزهيرها الى اتمام نضجها كمية من الحرارة تقدربـ 5100 ْم ([10]). انظر الجدول-6- والجدول-5-. وعموما"وجد ان المناطق التي يبلغ فيها مجموع وحدات الحرارة فوق18 ْم في المدة من أول مايس–تشرين الأول 1149 ْم وتصلح لزراعة الاصناف المبكرة والرطبة . وتعد المناطق التي تبلغ فيها مجموعة الوحدات الحرارية مابين 1982 ْم- 2093 ْم انسب المناطق لزراعة الاصناف الجافة وشبه الجافة . ومن البديهي ان اصناف التمر الجاف تحتاج لوحدات حرارية تزيدعن تلك المطلوبة للاصناف شبه الجافة ([11]).

جدول-5- مقدار الحرارة المتجمعة وفصل النمو لبعض أصناف التمر في بعض مناطق العالم


 الباحث
المنطقة
الحرارة المتجمعة مْ
فصل النمو
فشر
القاهرة
6136
329

الجزائر
6216
227

العراق
------
151
Swingle*
بغداد
3898
184

الجزائر
3049
184
فيبر**
--------
1800
180

--------
1890
200
المصدر :

1) عبد اللطيف ، الفاكهة المستديمة ، مصدر سابق ، ص101.

2) علي عبد الحسين ، النخيل والتمور وآفاتهما، مصدر سابق، ص73.

* اعتبر موسم النمو 184 يوم من بداية مايس الى نهاية تشرين الأول حاسبا"الدرجة الحرارية العظمى اليومية -18مْ

** يعود هذا الاختلاف الى ان فيبر استعمل معدلات الحرارة اليومية في حين اعتمد Swingle على جميع وحدات الحرارة العظمى ناقصا" 18مْ 

جدول-6- عدد أيام فصل النمو لأصناف مختلفة من التمور في العراق

الصنف
الزهدي
الساير
الخستاوي
الخضراوي
الحلاوي
عدد الايام/ المنطقة الوسطى/ العراق
207
130
150
208
-------
عدد الايام/ المنطقة الجنوبية/ العراق
185
125
------
--------
160
المصدر :

- علي عبيد الحجيري، تاثير منظم وحامض الجيرليك GA3 والايثرل ETHREL على عقد ثمار النخيل الصنف الزهدي ،رسالة ماجستير ،جامعة بغداد، كلية الزراعة قسم البستنة، 1981 ص25.

- محمود عبد الحسن مراد،تاثير منظمي النمو نفثالين وأستيك أسدد والايثرل على بعض الصفات الفيزياوية والكيمياوية ونضج ثمار النخيل صنف الساير، رسالة ماجستير،جامعة بغداد- كلية الزراعة قسم البستنة،1980م ص45.

- الهيأة العامة للتعاون التدريب والارشاد الزراعي ، زراعة وخدمة بساتين النخيل مطبعة العمال المركزية ط3 من دون سنة ص13 .

ثانياً - الامطاروالرطوبة وعلاقتها بزراعة أشجار النخيل والزيتون

 مقدارما يحتويه الجو من بخارالماء يسمى الرطوية الجوية، وتقدرغم/ م3 من الهواء في درجة حرارة معينة ([12]) . ويعبرعنها بتعابير عدة ومنها الرطوبة النسبية Relative Humidity وهي عبارة عن النسبة المئوية لبخار الماء الموجود فعلا"في الهواء في درجة حرارة معينة الى المجموع الكلي لما يستطيع الهواء حمله من بخارالماء وهوفي نفس درجة الحرارة ([13]) .اما الر طوبة الارضية فانهاتعني المحتوى الرطوبي للتربة أي نسبة الماء المفقود منها عند تجفيفها على درجة حرارة 105˚م ويعبر عنهابوحدات غم ماء/غم تربة أوسم3ماء/سم 3 تربة ([14]). ان اثر الرطوبة الجوية كعامل من العوامل المناخية التي تؤثر في نمو النبات لايظهر بصورة مباشرة ، وانما يرتبط تأثيرها بمقدار كمية التبخر/النتح ،اذ انه كلما كانت نسبة الرطوبة الجوية عالية في الجو كلما قلت نسبة التبخر /النتح من النبات ([15]).

   أن زيادة نسبة الماء في التربة يعني توفرماء اكثرللنباتات،فالماء ضروري للنبات في مراحل نموه المختلفة.فان الخلايا تحتاج للماء وعملية التركيب الضوئي تحتاج للماء كمصدر ضروري للالكترونات اللازمة في اختزالCO2 وكذلك الانزيمات لاتكون فعالة الافي محيط مائي وبفضل الماء تبقى الأوراق غضة ومعرضة لضوء الشمس ويبقى الساق منتصبا" ([16]).

  تتأثر الرطوبة النسبية بدرجة حرارة الهواء فالهواء الساخن له قدرة على الاحتفاظ بنسبة أعلى من الرطوبة من الهواء البارد . اي بمعنى ان الهواء المحيط بالنبات اذا كان يحتوي على نسبة قليلة من الرطوبة ،فان كمية من الرطوبة تخرج من غرف الثغور الى الخارج وكلما زاد الفرق بين غرف الثغور والمحيط الخارجي كلما زاد فقدان بخار الماء والعكس صحيح ،وهذايعني ان معدل النتح يتناسب عكسيا"مع الرطوبة النسبية([17]).

  تعتبر رطوبة التربة من اهم عوامل التربة EdaphicFactors التي تمارس تاثيرها على النبات من خلال التربة ([18]) . يساعدتوفرالرطوبة النسبية بمقدار ملائم للنبات وفي مراحل نموه المختلفة على تعادل أو تناسب بين ما يفقده النبات من الماء عن طريق النتح وبين ما تمتصه الجذور من الماء ففي ساعات الصباح الأولى يكون معدل النتح اعلى من معدل الامتصاص وثم يزداد بصورة تدريجية وعند الظهر يتساوى معدل النتح مع معدل الامتصاص ،وبعدها يبدأ معدل النتح بالانخفاض ومعدل الامتصاص يستمر بالزيادة ، وفي الليل يكون معدل الامتصاص اعلى من معدل النتح ، وبذلك تكون عملية التركيب الضوئي على اشدها في الصباح إذ تكون الثغور مفتوحة وتسمح بدخول CO2 الذي يذاب في الماء الموجود في النبات لينتقل الى الخلايا التي تصنع الغذاء فيستهلك النبات جزءا"من مائه بالنتح ، وينخفض معدل سرعة التركيب الضوئي في الليل وتغلق الثغورفيزداد معدل الامتصاص لتعويض النقص الحاصل في كمية الماء لدى خلايا النبات،اي ان التناسب بين مايفقده النبات وبين ما يمتصه من الماء بمقدار كاف"يوفر فائض من الغذاء لأزدياد معدل عملية التركيب الضوئي على معدل عملية التنفس،ولكن حينما يزداد معدل النتح على معدل الامتصاص يقل الغذاءالمتوفر للنبات الذي يؤدي الى نقص النمووقلة المحصول ([19]). 

  تختلف نسبة الرطوبة في بساتين النخيل عن الرطوبة في جو الاراضي المكشوفة المحيطة بالبساتين كالحقول المزروعة وغير المزروعة أو الاراضي القاحلة .وكلما كانت المساحة المزروعة بالنخيل كبيرة كلماازداد الفرق في الرطوبة بداخل وخارج البساتين . وتكون نسبة الرطوبة عالية في داخل البساتين وواطئة في الاراضي الواقعة خارجها ، وقد يقل هذا الفرق في مناطق السواحل المزروعة بالنخيل ، إذ تكون الرطوبة عالية عادة في المناطق المزروعة بالنخيل والمناطق المكشوفة ([20]) . 

  هذا يؤكد ان هناك علاقة بين الرطوبة والمياه والمجموعة الخضرية للنبات ، فالاشجار المتكاملة النمو وذات مجموعة خضرية كبيرة وواسعة الانتشار يمكن ان تفقد من محتواها الرطوبي خلال عملية النتح كميات كبيرة من المياه اذا لم تخضع عملية النتح لضوابط معينة وردود فعل مناسبة من قبل النبات . وهذه الردود لاتكون متساوية بالنسبة لعملية النتح وفي جميع اجزاء المجموعة الخضرية بل يتم ذلك على شكل مراحل متعاقبة ،إذ تحاول الشجرة الوصول الى الموازنة الايجابية في محتواها الرطوبي من خلال ردود الفعل الجزئية ، اما بالنسبة لعلاقة الرطوبة والمياه والمجموعة الجذرية للنبات فتتوقف على حجم المجموعة الجذرية نفسها ومدى تعمقها وانتشارها في مقاطع التربة المختلفة ([21]) .

  تعيق الرطوبة النسبية العالية نشاط الحشرات التي تساعد على التلقيح ولاسيما النحل وتسبب الحرارة العالية والرطوبة النسبية العالية اثار خطيرة على النبات فتشجع مثل هذه الظروف انتشار الامراض الفطرية في النبات ([22]) . كما ان قلتها تعمل على اخلال التوازن المائي داخل شجرة النخيل ومن ثم زيادة النتح منها . اما ارتفاع معدلاتها ولاسيما قبل نضج الثمار تلحق ضررا" خطيرا"تزيدعلى الاضرار التي تلحقها زخات قوية يعقبها جو مشمس جاف .وقلة الرطوبة الجوية في وقت الازهار وعقد الثمار يؤدي الى سقوطها ، في حين يتباين تاثير الرطوبة على ثمرة النخلة بتباين معدلاتها فارتفاع معدلات الرطوبة يقلل من سرعة النتح من الثمارومن ثم قلة النشاط الانزيمي واخيرا" تاخر نضج الثمار، في حين انخفاض معدلاتها يعمل على زيادة عملية النتح من الثمرة ومن ثم قطف الثمار قبل نضجها بسبب قلة محتواها الرطوبي واخيرا" الحصول على ثمار جافة ، وكذلك تعمل زيادتها على نشرالامراض الفطرية على الاشجار ولاسيما الثمار ويزداد تعفن ثمار النخيل بزيادة الرطوبة الجوية والامطار . كما تؤدي قلتها الى اختلال بالتوازن المائي داخل الاشجار إذ تزيد من معدل النتح عن الامتصاص ومن ثم تقل المحتويات المائية داخل الخلايا مما يؤدي الى ابطاء العمليات الفسيولوجية وتتوقف مظاهر النمو في الأوراق والازهار وتذبل وتجف وتسقط في النهاية ([23]) . 

    تختلف اصناف النخيل في درجة تحملها للرطوبة والامطارعلى النحوالاتي([24]) :-

1. أصناف تتحمل الرطوبة والامطار( الديري ، الخستاوي ، الخضراوي ، الحلاوي ، الساير"أسطة عمران")

2. أصناف متوسطة التحمل للرطوبة والامطار( الزهدي،والبرحي، والخلاص )

3. أصناف قليلة التحمل للرطوبة والامطار(الحياني ، الغرس, يتيمة, البريم) 

   ومن الجدير بالذكران ثمار بعض الاصناف لاتنجح الا في المناطق التي تراوح نسبة الرطوبة فيها بين 25-40% ، كما هو الحال في الابراهيمي في حين تتطلب اصناف اخرى رطوبة تزيد نسبتها عن 60% ،وعليه يمكن القول ان الرطوبة والامطار يمكن ان يحدا من انتشار انتاجية التمور على نطاق تجاري ([25]). 

   تتميز اشجار الزيتون بقدرتها على تحمل العطش والجفاف بدرجةكبيرة، واشجار الزيتون حساسة لزيادة الرطوبة الارضية. وتتباين هذه القدرة على التحمل بتباين اصنافها، فمثلا تعتبر أصناف الزيتون النبالي والرصيعي وجروسادي إسبانيا من الأصناف التي تتحمل ظروف الجفاف. أما الأصناف كالشامي والنصوحي فهي تناسب المرتفعات عالية الأمطار ،أما الأصناف التركية آيفوليك وجيكر وأورمجيك فهي تناسب المناخ الصحراوي ويمكن ريها بالمياه المالحة ([26]). كما وتتميز شجرة الزيتون بأحتوائها على مجموع جذري كبير كثير التفرع ينتشر سطحيا" لمسافات طويلة تبلغ 8 متر في جميع الاتجاهات ، كما وتكون أوراق الزيتون جلدية متقاربة الوضع رمحية الشكل مغطاة بطبقة سميكة من الكيوتن ( الكيونكل) ولاسيما" على السطح السفلي إذ ينتشر الزغب الذي يقلل من فقدان الماء عن طريق النتح، والذي يساعد على الاحتفاظ بماء المطر لمدة اطول والاستفادة منه ([27]).

  فمن المسلم به بالنسبة للاقطار التي تشتهر بانتاج الزيتون في اقليم حوض البحر المتوسط ان اشجاره لها القدرة على النمو ، من دون الحاجة الى استخدام الري في فصل الصيف بسبب توافر الرطوبة الارضية والجوية ، اذ تمتصها الأوراق عن طريق الثغور والجذور عن طريق تشبع التربة برطوبة الهواء ، الا ان المناطق ذات الحرارة المرتفعة كالعراق يصبح توفير المياه للري امر ضروري ولاسيما خلال مدة عقد الثمار حتى لاتتعرض للانكماش ومن ثم التساقط ([28]) . 

  تحدد مصادر المياه الانتاج الزراعي بنوعيه النباتي والحيواني . فالنبات يعتمد في نموه على مايتوافر في التربة من ماء أو من طبقة المياه الباطنية ، وترتبط مصادر المياه هذه على اختلافها ارتباط وثيقا"بنظام المطر السائد . اذ ان معدله السنوي وتوزيعه الفصلي والكيفية التي يسقط بها ودرجة الاعتماد عليه من العوامل التي لها اثر كبير على واقع الزراعة فالمناطق الدائمة المطرفي حال توفير ظروف الانتاج الاخرى تكون زراعة المحاصيل فيها متعددة ومتنوعة والمناطق الموسمية فان نشاطها الزراعي يصاحب فصل سقوط الامطار([29]). تتطلب النخلة جوا"خاليا" من الامطاروخلال اشهر التلقيح ونضج الثمار([30]).

  لا يظهر للامطار الساقطة اي اثر سلبي على ثمار النخلة حينما تكون في مرحلة الكمري والبسر وربما تفيد في غسلها من الاتربة فقط ، الا ان الامطار الساقطة مباشرة بعد عملية التلقيح تسبب ازالة المادة اللزجة الموجودة على المياسم ، واخيرا" غسل حبوب اللقاح وضياعها ، الا ان اثرالامطارعلى عملية التلقيح يقل بشكل واضح اذا تاخر سقوط الامطار الى اكثر من 6ساعات بعد عملية التلقيح([31]).

  من أهم ما تتطلبه النخلة لتنتج ثمرا"جيدا"هو ان يكون الجو خلال ايام التلقيح وايام نضوج التمر خاليا"من الامطار ، ففي المناطق المشهورة بزراعة النخيل لاتكاد تجد امطارا"خلال المدة الخطرة. والمطر لايضر النخلة كشجرة ، وانما يحدث اضرارا"بالثمار ان بكر في الهطول قبل نضجها أو اذا كانت من الاصناف متأخرة النضج ،واذا اعقبت الامطار رطوبة عالية كان الضرر أشد ولاتضر الامطار الثمار حينما تكون في دوري الكمري ودور البسر الا انها قد تصاب بعاهتي التشطيب واسوداد الذنب وتغلق الثمار ثم التعرض لاضرار ثانوية كالتعفن والتخمر والتحمض. وفي كثير من المناطق التي يزرع فيها النخيل تبدأ امطار الشتاء قبيل جني أواخر الاصناف المتأخرة , اما اصناف التمر الشتوية كالخصاب والهلالي فلا تتضرركثيرا"لانها تبقى في دور البسر وتقطف للاكل وهي في هذا الدور تستنضج في الخزن([32]).

  توجد بساتين النخيل في المناطق الجافة أو شبه الجافة وتتميز هذه المناطق بندرة الامطار ولاسيما في فصل الصيف ولايؤثر المطر سلبيا"على الاجزاءالخضرية للنخيل بل يسبب اضرارعدة لثمار النخيل . وتعتبر اشهر حزيران ( يونيو) وتموز(يوليو) وآب (أغسطس) وأيلول(سبتمبر) وتشرين الأول (اكتوبر) من الاشهر المهمة في نمو ونضج ثمار النخيل . ان عدم أو قلة هطول الامطار في هذه الاشهر يؤدي الى نضج التمور على النخيل بصورة طبيعية. ويسبب المطر اضرارا" متعددة في ثمار النخيل في عدد من الاقطار . اذ يسبب المطر في كاليفورنيا ضررا" للرطب والتمر يبلغ 20-80% وبمعددل 40%. وفي تونس تقطع عذوق دكلة نور قبل ان يتم نضج التمور وتعلق في غرف ولاسيما لوقايتها من الامطار ويتم نضج التمر تدريجيا" في هذه الغرف وتساعد هذه الطريقة على حماية التمر من الامطار والاصابة بالامراض والحشرات . اما في العراق فتسبب الامطار اضرارا"للتمور في منطقة بغداد يبلغ حوالي 5%مابين التمر . اذتتساقط كميات من الامطارفي بعض السنين في المنطقة الوسطى في العراق في شهر ايلول (سبتمبر) وتشرين الثاني (اكتوبر) ،اي قبل وبعد جني التمور. وعند وجودهاعلى النخيل يتأثر الرطب الامطار اكثر من التمر. ولايتأثر الجمري والخلال كثيرا" بهطول الامطار .ويساعد المطر على ظهور بعض الامراض وأشتداد الاصابة بها ,فضلا"عن حدوث اضراراخرى ،اذ يسبب المطر الكثير من الامراض والاضرار. عند هطول الامطار تتاثر الثمار في النخيل الواطئ أو الصغير اكثر من الثمار في النخيل العالي ويرجع السبب في ذلك الى كثرة التهوية وسرعة تبخر الماء من النخيل المرتفع . وفي بعض الاحيان يصحب هطول المطر حدوث صواعق رعدية تؤدي الى موت بعض النخيل([33]) .ولحماية ثمارالنخيل من الامطارتغطي العذوق بأغطية أواكياس ولاسيما مفتوحة من الاسفل وتصنع هذه الاغطية من الورق أوالجنفاص أوالجوت أوالقماش وغيرها.وتساعد تغطية العذوق على حماية من الامطاروالطيوروالزنابيروغيرها من الحشرات،الا ان بقاء هذه الاغطية حول العذق لمدة طويلة يؤدي الى ظهورامراض التعفن على الثمار. وتستخدم هذه الاغطية من عدد محدود من الاقطار كالولايات المتحدة الامريكية وغيرها. 

[1]- علي حسين الشلش،اثر الحرارة المتجمعة على نمو و نضج المحاصيل الزراعية في العراق ، الجمعية الجغرافية الكويتية ، الجامعة الكويتية ،عددها 61 ، 1984 ،ص5.

[2] - عبد العزيز طريح شرف ،الجغرافيةالمناخية والنباتية ،الاسكندية ،ط4،1967 ،ص169.

[3]- علي حسين الشلش وعبد علي الخفاف, الجغرافية الحياتية, مصدر سابق, ص 51-53.

* المقصود بالصقيع بمعناه الضيق هو ظهور المادة الثلجية البيضاءعلى أوراق النباتات وفوق سطح الارض، بشرط ان تكون هذه المادة قد تكونت نتيجة للانخفاض المفاجئ لدرجة الحرارة الى دون درجة التجمد والتي يترتب عليها تحول بخار الماءالموجود في الهواء من حالته الغازية الى الحالة الصلبة مباشرة اي من دون ان يتكاثف الى ماء أولا"ثم الى ثلج بعد ذلك .وهذا الهبوط الفجائي في درجات الحرارة يكون عادة اشد خطرا"على حياة النبات من هبوطها بشكل تدريجي ،ولذلك تستخدم كلمة الصقيع في الوقت الحاضربمعنى أوسع من معناها القديم ،اذ انها تطلق على اي انخفاض في حرارة الجو الى درجة الصفر المئوي أو ما من دونها حتى ولو لم يؤد ذلك الانخفاض الى ظهور المادة الثلجية البيضاء في فصل الربيع الى أول سقوط له في فصل الخريف

[4]- علي محمد المياح،الجغرافية الزراعية،جامعة بغداد،مطبعة الرشاد، بغداد،1976، ص24.

[5]- احمد سعيد حديد وعلي حسين شلش وماجد السيد ولي، علم الطقس، جامعة بغداد ،1979،ص100 .

[6] - صباح الراوي ، المناخ وعلاقته بزراعة محاصيل قصب السكر-البنجر-القطن ، أطروحة دكتوراة "غير منشورة "، جامعة بغداد- كلية الاداب ، 1985م ،ص 179.

[7]- الجغرافية الحيوية ، حسن ابو سمور ، مصدر سابق ، ص59 .

[8] - مجيد محمد الانصاري واخرون ، مباديء المحاصيل الحقلية ، دار المعرفة ، ط1 ، 1980 ،ص66 .

[9] - علي محمد المياح الجغرافية الزراعية , مصدر سابق , ص139.

[10]- عبد اللطيف رحيم حسن واخرون ،الفاكهة المستديمة الخضرة ، مصدر سابق ،ص101.

[11]- قيس جميل عبد المجيد وعلي عبيد الحجيري النخيل والتمور , مصدر سابق , ص31-32.

[12] - علي علي البنا ، اسس الجغرافية المناخية والنباتية ،دار النهضة العربية ، بيروت ، 1970م ،ص93 .

[13] - يوسف الانصاري ، الجغرافية الطبيعية ،ج2 ،ط1 ، القاهرة ، 1959م ،ص96 .

[14] - رياض عبد اللطيف ، الماء في حياة النبات ، مصدر سابق ،ص49 .

[15] - Batten ‚ Alexander and Kramer‚ Physical Geography‚ Second Edition‚Wordsmith publishing CO; Inc· Belmont‚ Caliph; 1974, P: 310. 

[16] - رياض عبد اللطيف ، الماء في حياة النبات ، مصدر سابق ، ص49,

[17] - فيصل رشيد ناصر الكناني، مبادىءالبستنة ،مصدر سابق ، ص65 .

[18] - فولار د.باين، عالم النبات، ترجمة د. قيصر نجيب واخرون، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي،الموصل، مطبعة دار الكتب للطباعة والنشر،جامعة الموصل،ج2، بدون تاريخ،ص820.

[19] - محمد منير محمد فؤاد واخرون ، اساسيات الزراعة الصحراوية (اساسيات انتاج البساتبن) ، مصدر سابق ، ص50 .

[20] - علي عبد الحسين ، النخيل والتمور وآفاتهما ، مصدر سابق ، ص80 .

[21] - عبد خليل فضيل ود.علوان جاسم الوائلي,علم البيئة ، مصدر سابق ، ص34-35 .

[22] - Batten ‚ Alexander and Kramer‚ Physical Geography‚ Second Edition :P310 

[23] - انظر:-محمدعلي باشا ,اساسيات زراعة الفاكهة، مصدر سابق،ص93-95. 

[24] - مكي علوان الخفاجي ، الفاكهة المستديمة الخضرة ،مصدر سابق ،ص68 .

[25] - محمد مهدي العزوني ، اساسيات زراعة واكثار الفاكهة ، دار الانجلو المصرية ، مطبعة المعارف ، القاهرة ، 1965م ، ص86-92.


[27]- عبد اللطيف رحيم حسن واخرون ، الفاكهة المستديمة الخضرة ، مصدر سابق ، ص159.

[28] - عدنان اسماعيل ، دور العوامل البيئية في زراعة الزيتون في العراق وافاق تطورها،مصدر سابق ، ص26.

[29] - محمد علي المياح ، الجغرافية الزراعية ، مصدر سابق ، ص26.

[30] - عبد الجبار البكر ، مدى انتشارالنخيل في العالم ، مصدر سابق، ص 22.

[31] - علاء عبد الرزاق الجميلي وجبار عباس حسن الدجيلي ، انتاج الفاكهة ، مطبعة التعليم العالي والبحث العلمي ، جامعة الموصل ، الموصل ،1989 ، ص345،ص324.

[32] - عبد اللطيف رحيم حسن واخرون ، الفاكهة المستديمة الخضرة ،مصدر سابق ، ص101- 102.

[33] - علي عبد الحسين ،النخيل والتمور وآفاتهما ، مصدر سابق ، ص86-89.

  تختلف الاصناف بمدى تاثرها بالامطارفي في اثناء وجود الرطب والتمر على النخيل ويمكن تقسيم اصناف النخيل على ثلاث مجموعات من حيث مدى تاثر الامطار على الرطب والتمر :([1]) 

المجموعة الأولى :- وهي اكثر تحملا" للامطار وتشمل (الديري- الخستاوي – الثوري – الخضراوي – الحلاوي – الساير – أشرسي )

المجموعة الثانية :- وهي متوسطة التحمل للامطار وتشمل ( الزهدي – الخلاص – البرحي ) ففي حالة اصابتها بالاضرار تظهر عليها الاعراض الآتية كالتشقق والتحمض والبقع بصورة قليلة .

المجموعة الثالثة :- وهي قليلة التحمل للامطار وتشمل (دكلة نور – يتيمة – الحياني – الغرس – ثوري "صنف عراقي") تتاثر الثمار بدرجة كبيرة فيظهر عليها التبقع والتحمض بدرجة أقل .

   تنمو شجرة الزيتون من دون ري في المناطق التي يتراوح سقوط الامطار السنوية فيها بين 400-600ملم ، ولكن الانتاج العالي يتطلب من 600-800 ملم ، لذا يحتاج الزيتون في العراق الى الري التكميلي في المناطق الوسطى والشمالية ولاسيما خلال اشهر الصيف ([2]) . وتعتبر اشجار الزيتون من اكثر اشجار الفاكهة مقاومة للعطش ويستطيع الاكتفاء بأقل كمية ممكنة من الماء وهناك بعض اشجار الزيتون المزروعة في مناطق الجزيرة إذ تروى بماء الآبار من 3-5 مرات اسبوعيا" بمعدل 20-40 لتر من الماء في كل مرة ، وهي تنمو بصورة جيدة (مناطق ربيعة والمناطق المجاورة لها ) ([3]) .لاتعاني مناطق زراعة الزيتون التي تتلقى 400 ملم / السنة فأكثر من مشكلات نقص رطوبة أو ارتفاع تكلفة الانتاج إلا اذا كانت مزروعة في أرض سهلية أو يقل انحدارها عن 6%. أما الاراضي التي يقل معدل الامطارفيها عن400 ملم فتحتاج الى ري تكميلي ليكون انتاجها اقتصاديآ ([4]) .تقاوم شجرة الزيتون الجفاف فهي تزرع في مناطق محدودة الامطار وقد تصل الى 150 ملم مع ري تكميلي صيفا" وكذلك في الواحات والبيئات الصحراوية فمقاومتها للجفاف تتأتى بسبب أوراقها السميكة، كما يمكن زراعتها في المناطق التي يكون معدل سقوط الامطار فيها اكثر من 600 ملم وقد يصل الى 1500 ملم. وتزرع في المناطق التي ترتفع عن سطح البحر لغاية 800 متر ([5]) . 

ثالثاً- الرياح والعواصف الغبارية وعلاقتها بزراعة أشجارالنخيل والزيتون

   تحدث الرياح بصفة عامة كنتيجة للتغيرات في الضغط الجوي ولذا يجب ان لايغيب عن الذهن عند دراسة اثر الرياح على توزيع النبات، ان نربط هذا العامل بعلاقته الوثيقة بالضغط البارومتري ، ولكن موضوع الضغط لم يلق عناية كبيرة من بين العلماء كعامل مباشر من عوامل توزيع النبات فالواقع ان الضغط ليس من العوامل المهمة أو المباشرة التي تتحكم في هذا التوزيع ، وان كان بعض العلماء يرى ان هناك نوعا" من الضغط الانسب لبعض النباتات([6]). وتقوم الرياح بنقل حبوب اللقاح بين الازهار المختلفة والتي ينتج عنها نجاح عملية التلقيح الطبيعي، كما تقوم بنقل بعض البذور ولاسيما تلك البذورالتي تحتوي على اهداب وشعيرات يتمكن الهواء المتحرك من نقلها من مكان لاخر([7]). 

   وفي الوقت الذي تظهر فيه ايجابيات الرياح ذات اثرفي العملية الزراعية فان سلبياتها تكون ذات اثر من شانه التأثير في كمية الانتاج الزراعي ونوعه ، فمن ذلك ان الرياح تقوم بنقل جراثيم الامراض النباتية والتي ينتج عنها الضرر الكبير. وما تنقله من غازات وابخرة ملوثة نتيجة مرورها فوق المناطق الصناعية ، والرياح الحارة تكون اكثر خطورة في نقل الامراض والافات من الرياح الباردة لان ارتفاع درجات الحرارة يساعد على عملية تفقيس البيوض وينشط من تكاثر الامراض، ان موجات الجراد التي تسود في مناطق شمال افريقيا وجنوب غرب آسيا تتزامن مع هبوب الرياح الحارة في هذين الاقليمين وكذلك تعمل الرياح كعارض لعمليات المكافحة التي يقوم بها الانسان للحد من انتشار الامراض والآفات الزراعية ([8]). 

   تؤثر الرياح كذلك في النواحي الفسيولوجية كجفاف الأوراق وسقوطها وتكسر الاغضان نتيجة لهبوب اعاصيرورياح شديدة. وتسبب الاضرار المادية في الكثير من المحاصيل الزراعية ولاسيما فيما اذا هبت تلك الرياح في مواسم التزهير والتي ينتج عنها سقوط الازهار والثمار. وكثيرا"ما تتلف العواصف الرملية في المناطق الصحراوية والجافة المحاصيل الزراعية بالدرجة التي تتطلب حماية تلك المحاصيل عن طريق عمل الاسيجة ومصداة الرياح التي من شانها تثبيت الرمال الزاحفة بأتجاه المناطق الزراعية . وهناك أثار واضحة لتأثير الرياح على طبيعة التربة ، فكثيرا" ما تقوم الرياح بعملية نقل التربة من مكان لأخر مسببة قلة في تربة بعض المناطق ووفرة في المناطق الاخرى. كما ان نقل الاملاح المختلفة مع التربة تساهم فيها الرياح بنطاق واسع ([9]) .

  تعتبر الرياح من العوامل الجوية التي لها تاثير كبير على نجاح زراعة الفاكهة . فعلاوة على تأثيرها الميكانيكي على الافرع واسقاط الكثير من الازهار والأوراق والثماروجرح الكثير من الثمار الباقية نتيجة لتصادمها مع الافرع. فان للرياح تاثير فسيولوجي آخر وهو الاسراع بعملية النتح ولاسيما" اذا كانت الرياح ساخنة جافة كرياح الخماسين، مما يسبب سحب الاشجار للماء من الثمار ويترتب على ذلك تكوين طبقة انفصال Abscission Layer في الثمرة وهي طبقة ضعيفة من الانسجة ، تنفصل الثمرة عن الشجرة حينما يهتز الفرع اهتزازا"بسيطا"ويمكن تقليل الضرر الذي يحدث من مثل هذه الرياح الساخنة وذلك بري الاشجار في اثناء هبوبها ([10]). 

  أن تاثير الرياح في سرعة النتح معقدة وتتداخل مع عوامل اخرى، وعموما"تؤدي الرياح الى زيادة سرعة النتح اذا كانت سرعتها معقولة ، فالرياح تزيل الهواء الرطب المحيط بالورقة وتبدله بهواء اقل رطوبة اي اقل جهدا". زيادة شدة الرياح لاتعني معها زيادة مضطردة في سرعة النتح مادامت هناك عوامل اخرى تؤثر في هذه العملية وفي الواقع فان زيادةالرياح عن الحدود المعقولة تؤدي الى فقدان الماءبسرعة من الأوراق فتغلق الثغور وتقل نتيجة سرعة النتح ، ان سرعة النتح تزداد بسرعة بزيادة شدة الرياح حتى 8 كم/ ساعة ، ثم تبدأ بالزيادة البطيئة ثم تقل نتيجة غلق الثغور([11]). 

  تؤثر الرياح في عملية التلقيح في ان هبوب الرياح الحارة في اثناء مدة التلقيح يؤدي الى جفاف المياسم وخفض قابليتها على استقبال حبوب اللقاح ومن ثم التقليل من نسبة عقد الثمار، ويفضل ان يجري التلقيح حينما تكون الرياح دافئة وهادئة خلال النهار([12]). ويتم اللقاح احيانا"بوساطة الحشرات والرياح والنخلة التي لاتلقح يصبح ثمرها (شيص)* يعطى علفا" للحيوانات ويستعمل الفلاحون لأجراء عملية التلقيح للنخيل ونثر حبات اللقاح (الطلع) يدويا"على حبات لقاح الانثى آلة تسمى (التبلية)*([13]).

   الرياح عامل مهم لإتمام عملية التلقيح في الازهار وتعدّ ضارة بأشجارالفاكهة عند اشتدادها وكذلك حينما تكون جافة سواء أكانت ساخنة أم باردة ([14]). ومن تأثيرات الرياح على النباتWind Influences on Plants هي المساعدة في تبريد وتجفيف النبات Cooling-Desiccation . فالطبقة المجاورة للبشرات المعرضة للاشعاع الشمسي تجمع كمية من الحرارة بوساطة التوصيل ، واذا كان النسيم يقلل من سمك هذه الطبقة فان ضغط حرارة الورقة تشتت بصورة مؤثرة تحتاج الورقة الكبيرة الى سرعة رياح كبيرة لترقيق سمك الطبقة المجاورة الى سمك معلوم ([15]). 

   تعمل الرياح الشديدة السرعة على تساقط اشجار النخيل العالية والضعيفة والمسنة،وتعمل العواصف الشديدة على سقوط النخيل الطويل الضعيف أو النامي بتربة ضحلة أو المصاب جذعه بنخر حفار الساق ، كما ان النخيل الذي يقلع فسيله بأجمعه دفعة واحدة يتعرض للسقوط اذا هبت رياح عالية ، اما النخيل الفتي السليم فلا يتاثر بالرياح الشديدة ، وذلك لان جذع النخلة له من المرونة والقوة والتثبيت في الارض بجذوره الكثيفة ما يساعد النخلة على مقاومة الاعاصير الشديدة ([16]).

  أما خوص سعف النخيل فله من المرونة والمتانة ما يساعده على مقاومة الرياح الشديدة من دون ان يتمزق ، واما الثمار الخضراء فقد تسبب الرياح اصطدامها بجريد السعف وقد تتسبب عنه البقع السوداء التي تظهر على الثمار الخضراء . واذا تعرض النخيل الى هبوب عواصف في ميعاد التلقيح فان ذلك يؤدي الى عدم اتمام التلقيح بصورة جيدة وينتج عنها اضرارا" في الحاصل إذ يصبح الكثير من الثمار شيصا". وفي حالة تعرض الثمار الى الرياح الجافة اللاهبة صيفا"تؤدي الى اصابة التمور بامراض فسيولوجية من أشهرها المرض المعروف محليا"(أبو خشيم)*([17]). 

يعزى حصول ضرر ابو خشيم الى هبوب الرياح الحارة الجافة عند تحول الثمار من مرحلة الرطب الى مرحلة التمر وان شدة الاصابة تكون عالية في تمور البساتين في المناطق الصحراوية ([18]). وهذا ما يحدث عند هبوب الرياح الشمالية الغربية والشمالية الحارة الجافة صيفا"لحين نضج التمر يكون ثمر الصنف التجاري المشهور "الحلاوي" مائلا"للجفاف وتصل نسبة اصابة تمور الحلاوي بين 8-13% في بساتين الصدور و20-70% في منطقة شط العرب في بساتين الذنائب ([19]).

   يبدو ان ضرر ابو خشيم يقتصر الحدوث على صنفي الحلاوي والزهدي فقط ، لذلك فهي تعتبر صفة متعلقة بهذين الصنفين ، وعلى الرغم من انتشار العديد من اصناف النخيل في منطقة واحدة وتعرضها لظروف بيئية واحدة من درجة الحرارة والرياح والجفاف ولكن لاتبدو عليها اعراض الاصابة بضرر ابو خشيم كما هو الحال في صنفي الحلاوي والزهدي ([20]) . اما اذا هبت رياح شرقية قبل نضج التمر والتي تكون عادة" رطبة فيكون ثمر الحلاوي لينا" ([21]) . 

   قد تعمل الرياح المحملة بالغبار على تغطية النخيل بالاتربة مما يكون بيئة ملائمة لظهور عنكبوت الغبار، وهو من الآفات الاقتصادية الخطيرة على نخيل التمر تظهر الاصابة على الثمار في مرحلة الجمري (في أواخر حزيران- وأوائل تموز) اي بعد ستة اسابيع من عقد الثمار وبعد مدة تصبح الثمرة المصابة مشققة وذات لون قهوائي ومحمر ولاسيما قرب القمع وتحيط بالثمار المصابة خيوط حريرية عدة من نسيج العنكبوت وتستمر الاصابة في مرحلة الخلال ويزداد معها تاثير الاصابة وقد لاتنضج الثمار المصابة وفي حالة نضجها تهاجر العناكب الى قمة النخلة في حين تبقى الثمار غير الملقحة (غير الناضجة الشيص) حتى الاسبوع الثاني من تشرين الأول وتصبح الثمار المصابة فلينية القوام ذات سطح خشن الملمس وقشرة جلدية مغبرة اللون علاوة على الافرازات الحريرية ومايتراكم عليها من غبار وقشور الانسلاخ وقشور البيوض الفاقسة مما يجعلها رديئة النوعية وغير صالحة للاستهلاك البشري* وتتسبب العواصف الترابية اضرارا" فادحة بالنخيل والتمور ، اذ انها توفر فرص اكبر لأصابتها بالآفات والامراض. تتسبب الرياح الحارة بتبخر نسبة من ماء الثمار فتجعلها تنضج قبل أوانها فتصبح قليلة الجودة والوزن([22]). 

   تؤثر الرياح بشكل غير مباشر, إذ ان هبوب الرياح الشمالية الغربية المعاكس لأتجاه حركة المد يؤدي الى خفض مناسيب مياه شط العرب ، فتقل كمياتها الواصلة الى بساتين النخيل في مناطق الذنائب ولاسيما عند هبوبها في مدة المد الادنى ، وبذلك لايأخذ النخيل حاجته الكافية من المياه ([23]) .

   قد تثير الرياح الشديدة كثبان الرمل المتنقلة وتدفن ما يصادفها من نخيل كما حدث في منطقة الاحساء بالسعودية فقد غطت الرمال عددا" كبيرا" من النخيل خارج البساتين بأتجاه الرياح كي تتجمع عندها الرمال([24]). 

   ومن تأثيراتها الايجابية ، فهي تساهم بتلقيح النخيل طبيعيا" في البساتين الكثيفة ولاسيما بالرغم من عدم الاعتماد على هذا النوع من التلقيح والرياح الجنوبية الشرقية التي تهب في مقدمة المنخفضات الجوية وبأتجاه حركة التيار تعمل على رفع مياه المد في شط العرب،فتزداد مناسيبه بنسبة 69-90سم ولاسيماعند مصاحبتها للمد الاعظم وبذلك تسهم في دخول المياه الى الجداول وسواقي البساتين والذنائب فتسقيها([25]).

   أما الاضرار التي تسببها الرياح لأشجار الزيتون فهي لاتختلف عما تسببه من اضرار لأشجار النخيل ، فتتسبب الرياح بأسقاط الكثير من الأوراق والازهار والثمار ، وحتى الثمار التي تسلم من السقوط فانها تسبب جرحها نتيجة تصادمها بالفروع الاخرى ، كما ويظهر اثرها بوجه خاص بتعرية التربة مما يؤدي الى ظهور اجزاء من المجموعة الجذرية للأشجار التي ينتج عنها ضررا" للشجرة نفسها،كما ان الرياح الحارة الجافة تزيد من سرعة النتح الذي يؤدي بالتاكيد الى تساقط الثمار.ولعلاج هذه المشكلة تتحتم زراعة المصدات لوقايتها من تأثير تلك الرياح في مناطق السهول ، اما في المناطق الجبلية إذ تنمو اشجار الزيتون في الأودية المحمية من حركة الرياح بسبب احاطتها بالجبال فانها تشكل مصدات طبيعية ضد تلك الرياح الباردة الهابة اليها شتاء" والحارة صيفا" ([26]) . 

  تساهم الرياح الخفيفة السرعة والمعتدلة في عملية التلقيح ، الا ان شدتها تؤثر سلبا" على الازهار وتساقطها أو تقلل الرياح الحارة الجافة في اثناء التزهير نسبة عقد الثمار, وتؤدي الرياح الشديدة الجافة مع ارتفاع الحرارة الى تساقط الثمار الصغيرة وكرمشة الثمار(تيبس وذبول قشرة الثمرة) على الاشجار. وكذلك تسبب انشداخ الأفرع (تكسرها أو تمزقها) . وموت البراعم الخضرية ولذلك يفضل زراعته في المناطق البعيدة عن الرياح الشديدة السرعة وكذلك زراعة مصدات الرياح للتقليل من اضراره ([27]). 

[1] - انظر كل من: 1- حمدة حمود العبيدي ،اثر المناخ على انتاج التمور في العراق،رسالة ماجستير"غير منشورة"، جامعة بغداد- كلية الاداب ،1992،ص11.

2- علي عبد الحسين ،النخيل والتمور وافاتهما في العراق، مصدر سابق ،ص89.

[2] - فؤاد طه مهدي ، زراعة الزيتون عالي الزيت ،وزارة الزراعة ،الشركة العامة للبستنة والغابات ، شركة الدايني اخوان للطباعة والنشر المحدودة ، 2004م ، ص9.

[3] - فيصل رشيد الكناني ،مبادئ البستنة ، مصدر سابق ، ص26-27.


[4] -العامه للزراعة بمنطقة الجوف/ www.alriyadh-np.com/*******s

[5] - عبد الحسن الصراف،الزيتون غذاء كاف"...ودواء شاف"،مجلة الزراعة العراقية، وزارة الزراعة – بغداد ، العدد 4 ، 2000 ، ص40 .

[6] - يوسف توني ، جغرافية النبات ، مصدر سابق ، ص72-74.

[7] - نوري خليل البرازي وابراهيم المشهداني،الجغرافية زراعية ، مصدر سابق ، ص55.

[8] - قصي السامرائي وعادل الراوي ، مصدر سابق ، ص193-194.

[9] - نوري خليل البرازي وابراهيم المشهداني،الجغرافية زراعية ، مصدر سابق ، ص55.

[10] - حسن أحمد البغدادي ود.فيصل عبد العزيز منسي ، الفاكهة اساسيات انتاجها ، ط3 ، دار المعارف ، القاهرة ، 1964م ، ص232.

[11] - رياض عبد اللطيف، الماء في حياة النبات ، مصدر سابق ، ص251.

[12] - حسام علي ، النخيل العملي ، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ، مطابع دار السياسة ،جامعة البصرة – كلية الزراعة ،1980م ، ص304-305 .

* لا تتكون نواة داخل الثمرة وتسمى شيص

* وهي قطعة من الحبال المحاكة يربط احد طرفيها الى حلقة حديدية صغيرة أسلاك حديدية ملفوفة على بعضها والطرف الثاني الىقضيب معكوف يضع الفلاح قطعة الحبال حول وسطه (خلف ظهره) ويربط الطرفين خلف النخلة بعد ان يدخل القضيب المعكوف داخل الحلقة ويبدأ بصعود النخلة بواسطته.

[13] - عبد علي سلمان ، المجتمع الريفي في العراق ،دار الرشيد للنشر ، منشورات وزارة الثقافة والاعلام – الجمهورية العراقية ، سلسلة دراسات (229) ، 1980 ، ص149.

[14] - عز الدين فراج وعبد المجيد بدوي ، انتاج الفاكهة ، مصدر سابق ، ص133-135 .

[15] - آر.أف دبنماير, النباتات وبيئتها , ترجمة د. يحي داؤد المشهداني, ترجمة د. يحي داؤد المشهداني, مصدر سابق ، ص343-346 .

[16] - عبد الجبار البكر ، نخلة التمر ماضيها وحاضرها ، مصدر سابق ، ص120.

* - هو مرض فسيولوجي يسبب جفاف النصف القريب من القمع وبقاء ذنب التمر شبه لين.

[17] - عبد اللطيف رحيم واخرون ، الفاكهة المستديمة ،مصدر سابق ،ص102 .

[18] - Furr, J, R× and Armstrong , W, W× Infuence of Summer or Fall drought on Hard and immature Shatter of Hillawi dates× Date Grower Inst× Rep 1960× 37:7-10 .

[19] - علي عبد الحسين ،آفات النخيل والتمور وطرق مكافحتهما في العراق ، الموصل مطابع مؤسسة دار الكتب ،1974م، ص16 .

[20] - عباس مهدي جاسم و عبد الباسط عودة ابراهيم ، العلاقة بين الضرر الفسلجي "أبو خشيم" ومحتوى الثمار من الرطوبة والكالسيوم والمغنيسيوم في صنف النخيل الحلاوي ،مجلة البصرة للعلوم الزراعية ، المجلد 4 ، العدد 1-2 ، 1991، ص64. 

[21] - عبد الإله مخلف العاني ، فسلجة الحاصلات البستانية بعد الحصاد ، ج2 ، مطابع جامعة الموصل ، جامعة الموصل ، 1984 ، ص 577. 

* للمزيد من المعلومات انظر :- 

1)- حيدر الحيدري واخرون ، تاثير درجات الحرارة الثابتة على تطور عنكبوت الغبار ، الكتاب السنوي لبحوث وقاية المزروعات،1982 ، 2(1) : 165-176.

2)- رامون كركيس وبديعة مجيد،الكفاءة الغذائية لمفترسي Stethorus Glivifrons Mulls على عنكبوت الغبار ،Oligonychus afrasiaticus MCGR ، الكتاب السنوي لبحوث وقاية المزروعات ، 1982 ، 2(1) : 29-32 . 

[22] - جعفر الخليلي ، التمور قديما" وحديثا ، مصدر سابق ، ص67.

[23]- سالم سعدون المبادر ، قضاء الفاو "دراسة في الجغرافية الزراعية " ، بغداد مطبعة الارشاد ، 1978م ، ص23.

[24] - قيس جميل واخرون ، النخيل والتمور ، مصدر سابق ، ص37.

[25]- محمود بدر علي ،تحليل اثر العوامل الجغرافية للتباين المكاني لزراعة الطماطة ، رسالة ماجستير "غير منشورة " ، جامعة البصرة ، 1987م ،ص70-71.

[26]- عدنان اسماعيل ياسين ،الزيتون في محافظة نينوى،مصدر سابق، ص22023.

[27] - عبد اللطيف رحيم حسن واخرون ، الفاكهة المستديمة ، مصدر سابق ، ص159.







النص الكامل

تحميل من 

                            mediafire

                   top4top



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا