التسميات

الأربعاء، 16 أغسطس 2017

محاضرة 3: التحضر Urbanization ...

محاضرة 3: التحضر  Urbanization
  يعد مصطلح التحضر واحدا من المصطلحات العلمية الفضفاضة وغير الواضحة بحدودها ومدلولاتها ،وعلى العموم يمكن تعريفه بأنه عملية تجّمع وترّكز أعداد كبيرة من السكان في أماكن معينة محدودة المساحة من الدولة ،ويعرف أيضا بأنه نمو عدد السكان الذين يقيمون (يتمركزون في مراكز مصنّفة على أنها حضرية ،وارتفاع وزنهم النسبي إلى مجموع السكان .ويعرف التحضر لإغراض إحصائية على انه مجموعة السكان المقيمة في تجمعات بشرية تقع في تصنيف المدن .

وبالرغم من تعدد المداخل لدراسة عملية التحضر فانه يمكن حصرها في اتجاهين أساسيين هما :
1-الاتجاه أو التعريف الديموغرافي للتحضر
يركز هذا الاتجاه على عدد السكان أو الحجم السكاني ،إذ يعزو أصحاب هذا الاتجاه تبلور عملية التحضر وتطورها وتداعياتها المرافقة اجتماعيا واقتصاديا من حيث نوعية البناء ومساحته إلى الكم السكاني .فيتم تصنيف المجتمعات السكانية على أساس حد معين من عدد السكان أذا تجاوزه عدد سكان المجتمع البشري اعتبر مدينة وإذا قل عن ذلك الحد اعتبر قرية أو بلدة وبناء على ذلك يكون مستوى التحضر (level of urbanization )لأي دولة هو النسبة المئوية للسكان المقيمين في المدن من جملة سكان الدولة وعند نقطة زمنية محددة .

2.الاتجاه أو التعريف الاجتماعي للتحضر
يقوم التمييز بين المجتمعات الريفية والحضرية تبعا لهذا التعريف على أسس وقواعد مستنبطة من أنماط الحياة الاجتماعية،فبعض الباحثين صنف المجتمعات البشرية إلى نوعين ؛إحداها يقوم على أساس المكانة (    ( statusوالآخر يقوم على المصلحة والتعاقد(contract، وميز البعض الآخر المجتمعات إلى مجتمعات يشيع فيها التضامن الآليmechanical )وأخرى يشيع فيها التضامن العضوي ((organic.
  وهكذا تعددت الاتجاهات والتعريفات للتحضر عبر التاريخ الحديث ، لكن يبدو أن أكثر التعريفات قبولا،ذلك الذي يعد التحضر أكثر من مجرد عملية مستمرة ملازمة للتصنيع والاستقرار في المدن التي يتزايد عدد سكانها ،وكثافة المباني واتساع رقعتها الجغرافية ،فشمل كذلك مجموعة العوامل والإبعاد المتصلة بالنمو الاقتصادي والتغير الاجتماعي وأسلوب الحياة ونوعيتها وأنماط التفاعل مع البيئة ومنظومة القيم والمواقف الثقافية لإفراد المجتمع .
مقومات التحضر   Elements of urbanization
أن الهجرة من الريف إلى المراكز الحضرية ، والتباين الريفي-الحضري لمعدلات الزيادة الطبيعية ،والهجرة الحضرية والدولية (أي الهجرة الوافدة من خارج الدولة إلى مراكزها الحضرية )،وإعادة تصنيف الأماكن الريفية التي تحقق شروطا لاعتبارها أماكن حضرية (بما في ذلك إقامة مراكز حضرية جديدة هي العناصر أو المقومات الديموغرافية الأساسية للتحضر .

النمو الحضري       urban growth
  هو عملية تعكس زيادة عدد السكان الحضر وتقاس بعدد سكان المراكز المصنفة على أنها حضرية ،فنمو المدينة هو عملية مكانية وديموغرافية وتدل على تزايد أهمية المدن كمناطق تركز سكاني في مجتمع معين .

درجة التحضر    Urbanization Level
يقصد بها نسبة سكان المدن لمجموع السكان في الدولة ،أو الوزن الفعلي النسبي لما يمثله سكان المدن في مرحلة ما نسبة إلى سكان الدولة في المرحلة نفسها  .

الحضرية      Urbanism
إن للحضرية معنى مباشر لمفهوم العصرية أو الحداثة (Modernityلتؤشر نوع الحياة التي تتولد في المدينة والتي تستخلص من انصهار السكان وذوبان سلوكهم ضمن اتجاه معين يحمل قيما ومفاهيم حياتية وعلاقات اجتماعية تتقارب في الأسس والهياكل وتتباعد عن التجانس .ويتضمن هذا المعنى قدرة المجتمع على الاختراع والإبداع والاستيعاب المتمثل بتقبل المبتكرات الحديثة واستخدام أدوات التطور التقني (6).
  ويشير مفهوم الحضرية إلى قدرة المجتمع الحضري على استثمار الموارد وتوزيع الإنتاج والمحافظة على توازن موارد هذا الإنتاج بحيث يحقق فائضا في الإنتاج يفوق حاجة المجتمع الحضري ويمكن تصديره إلى الأسواق الخارجية ،ومن ثم استثمار عوائده في مجالات التنمية الحضرية من حيث التطور التقني والبحث العلمي والتدريب والمهارات التي تضاعف الإنتاج وتوسع من قدرة القاعدة الاقتصادية التي تعتمد عليها حياة المدينة.
إن كل ذلك يحدث حينما يكتسب الفرد الحضري أسلوب حياة المدينة ،أو انه ينمّي ويطور سلوكه الحضري لأغراض التميز ،والتميز هنا ليس التعالي فحسب ،وإنما لأغراض الرفعة والسمو والرقي الحضاري ،والنابع من شعور الفرد الحضري بما يجري حوله من تطور في العالم ،فيدرك حينئذ دوره الذي ينبغي أن يكون عليه والذي يرتب عليه مسؤولية البحث عن حياة أفضل وسلوك امثل وظواهر حياتية أرقى .وان هذا الشعور والإحساس بالمسؤولية الحضرية لا يدركها إلا الذين استطاعوا أن يضعوا لأنفسهم مكانة خاصة بين المجتمع الحضري ،وعكسهم الذين لا يبالون بما يجري حولهم والذين تنطبق عليهم الآية القرآنية الكريمة من سورة البقرة الآية 18 ﴿صُمُّ بُكمٌ عُمٌ فَهُم لَا يَرجِعُونَ .
ترييف المدن   Ruralization
ينطوي مفهوم التحضر على أبعاد اقتصادية واجتماعية وثقافية ترافق عملية الانتقال من الريف إلى المدينة أو تليها بعد حين، وهو أي التحضر نقيض عملية الترييف التي حولت المدن إلى مجتمعات ريفية قروية بكل تقاليدها وعاداتها وسلوكياتها،  و بلغة عالم الاجتماع الألماني ماكس ويبر Max Weber فإن عملية التحضر أو التمدن يقابلها من الجهة الأخرى عملية "الترييف"، وفي هذا الصدد يقول العالم ذاته " ( إننا بصدد نموذجين متضادين من القيم والسلوكيات وأشكال التنظيم وأنماط الفعل والتأثير والتدبير..)، نموذج التحضير والذي يؤكد مركزية المدينة وهيمنتها، بكل ما يعنيه ذلك من نشر وانتشار للقيم الحضرية واكتساحها للمجال، ونموذج "الترييف" الذي تستحيل معه المدينة كفضاء إلى مجرد حاضنة لإعادة تفريخ وإنتاج نفس القيم والعلاقات القروية.
أصبحت مظاهر الترييف في المدينة العربية والناتجة عن الهجرة السكانية غير المخططة من الريف إلى المدن تضايق سكانها الأصليين الذين تعودوا وتربوا على نمط راق من العيش الكريم ،وهذا لا يعني أن أبناء الريف الذين جاءوا إلى المدن يحملون قيم وعادات باليه إنما عاداتهم لا تنسجم مع نمط التطور الحضري ،ومن الأمثلة على ذلك انتشار ظواهر السكن العشوائي وما يترتب عنه من مشاكل ، الأسواق الشعبية ، التسول بكل أنواعه، الكتابات الحائطية، انتشار المواشي في شوارع المدينة،الاستباحة غير القانونية المال العام ، وذلك بطريقة مخالفة للقوانين سواء من طرف التجار وأصحاب المقاهي والباعة المتجولون (الفراشة ) الذين يعتبرون أن استغلال الملك العام حقا مشروعا!! وهو ما نتج عنه عدة مظاهر تخدش التمدن ،وتضيق الخناق على مستعملي الشوارع وحركة تنقل السيارات لا سيما في الأعياد والمناسبات وأيام العطل وخلال نهاية الأسبوع ، عدا عن تعرض جمالية المكان و المساهمة في ترويج صورة سلبية عن المدينة .
ولعل المشاكل المرتبطة بتهميش المجال السكاني ، يفرز لنا بالمدينة التناقض الحاصل في المشهد الحضري، سكن جد راقي يجسد مظاهر الراحة ، وسكن عشوائي يتغذى من الهجرة القروية ،يتم عبرها نقل عادات وتقاليد قروية للمجال الحضري ،تربية المواشي والدواجن مثلا انظر الصورة في أدناه ، تحويل الأسطح إلى مكان لتجميع كل ما لا يصلح ، وعدم الاهتمام بجمالية الأحياء ، كل هذا يفرغ المجال الحضري من الحس الجمالي الذي يجب أن يكون عليه، حيث يظهر لنا بجلاء غياب الاندماج الحضري بإحياء المدن.
 الأسواق الشعبية غير المهيكلة والأسواق الأسبوعية والباعة المتجولون الذين ينتشرون بأزقة وشوارع المدن تجسد واقع "الترييف" الذي تعاني منه المدينة. إن مجرد خطف نظرة إلى حالة الأسواق العشوائية في المدن ، تنقلك من أجواء المدينة إلى أجواء قرية نائية ، محلات تجارة ودكاكين ، جنبا إلى جنب أكواخ استعملت فيها كل المتلاشيات ، قصدير قديم ، خشب ، غطاء بلاستيكي ، وعرضالمنتجات دون أي رقابة ، السيطرة فيه للفتوة ، عدا من أن تلك الأسواق تحظى بعناية خاصة من طرف "لصوص الأسواق " ، و تشهد مشادات وتلاسن وعراك، يتحول الأمر معه إلى مشاكل أمنيةواجتماعية تسيء للمشهد الحضري.
فإذا كانت هذه الأسواق هي نتاج ظاهرة الهجرة من القرية إلى المدينة ، التي تبقى ظاهرة كونية وحق مشروع للجميع ،تتباين نتائجها من بلد إلى آخر، ، فإنها تحتاج للمعالجة وتدخل بعيدا عن المقاربة الأمنية من طرف الجهات المسئولة بالمدينة .
 
التحضر في الوطن العربي
  عرفت المنطقة العربية ظاهرة التحضر منذ القدم ،فأول ثورة حضرية عرفتها البشرية حدثت في هذه المنطقة .وفي هذه البقعة من العالم سجل تاريخ البشرية القديم نشوء وازدهار واندثار مدن مشهورة كبابل وعمون وأور ونينوى وطيبة وقرطاج.ولا يزال الوطن العربي يشهد حتى اليوم تسارعا في عملية التحضر وتعددا وتضخما في العديد من مدنه ،والمناطق الحضرية تتسع باضطراد لتضم إليها مساحات شاسعة من الريف .
  وان المدن الرئيسة Major cities (غالبا العواصم )باتت تهيمن على المنظر الحضري العام .ففي القرن التاسع عشر كان اغلب سكان الوطن العربي يعيشون في القرى والأرياف وكانت مدنه محدودة الإحجام ،إذ قدر سكان الوطن العربي عام 1800 بحوالي 13 مليون نسمة وانعكس هذا العدد المتواضع آنذاك على صغر حجم مدنه،إلا أن سكان الوطن العربي بدا بالتزايد في بداية القرن العشرين ،إذ وصل حوالي 30 مليون نسمة وبنسبة نمو (1%)، وقدرت نسبة سكان الحضر عام 1910 في سوريا ولبنان بحوالي 20% من المجموع الكلي للسكان وكانت النسبة 7% في العراق و9%في مصر.
  وزاد عدد سكان الوطن العربي حتى بلغ عام 1950( 80 )مليون نسمة وزادت أعداد المدن التي يزيد حجمها عن 100000نسمة من (11) مدينة عام 1900 إلى( 37) مدينة عام 1950،وزادت أعدادها عام 1960 إلى (52)مدينة .وبلغت نسبة السكان الحضر عام 1970 حوالي 39% وبمعدل سنوي بلغ 5%.
  ومن جانب آخر ،فانه في منتصف القرن العشرين كان الريف العربي يضم ثلاثة أفراد مقابل كل فرد واحد يقيم في المدن ،أما اليوم فمن بين كل اثنين في الأقطار العربية يقيم واحد في المدن وآخر في الريف ،ومن المتوقع في الربع الأول من القرن الحادي والعشرين لن يبقى في الريف العربي سوى واحد فقط في مقابل كل ثلاثة أفراد يعيشون في المدن .
على أية حال ،فان الوطن العربي يتجه بتسارع مطرد نحو المزيد من التحضر ،إذ ارتفعت درجة التحضر فيه من 22%الى30%و47%و53%و54%في السنوات 1950و1960و1980 و1995و2001 على التوالي الجدول (3) ويتوقع أن تصل النسبة إلى نحو 59%في عام 2015(7) هذا علما بان متوسط الدول المتقدمة يبلغ 77%.
  وتدل هذه الأرقام إلى أن سكان الحضر قد تزايد عددهم بمعدل ستة أضعاف خلال مدة الأربعين سنة التي تفصل بين التاريخين (1950-1990)إذ ارتفع العدد من( 18 )مليون إلى (108) ملايين تقريبا ،بحيث ضاعفت المدن العربية سكانها كل سبع سنوات تقريبا ،وبلغ هذا  العدد(156 ) مليونا عام 2000 ومن المتوقع أن يبلغ( 336 )مليونا بحلول عام 2025 (8).
  ويعود ذلك إلى تغيير معدل النمو السنوي لسكان الحضر ،إذ نجد أن معدل النمو السنوي كان في حدود 6%خلال المدة 1950-1955 مقابل 2.6%لمجمل سكان الوطن العربي ،واستمر الارتفاع بين عامي 1990-1995 بوتيرة بلغت 4.1% مقابل 2.4% لجملة السكان ،وتشير كل الدلائل وبالمقارنة مع النمو السنوي لمجمل سكان الوطن العربي ،إلى أن تزايد المدن العربية ثم زيادة نسبة التحضر قد حصلت بسرعة لا مثيل لها في تاريخ الاستيطان البشري ،وقد فاقت مثيلاتها في بعض الدول المتقدمة خلال عملية انتقالها نحو التحضر .
   وتمخض عن ارتفاع مستوى التحضر ارتفاع نسبة سكان المدن العربية وزيادة عدد المدن المليونية وظاهرة المدينة الأولى (الرئيسة)والمدينة الدولة-وقد باتت تستأثر بنسب متزايدة ولها أهميتها بالنسبة لسكان الحضر ،إذ تراوحت ما بين 23% و 65% بالنسبة إلى المدن المليونية ،وما بين 12% و65% بالنسبة إلى المدينة الأولى.
  إن معظم الدول العربية لم يكن نموها لعوامل جذب يفرضها تطور النشاط الصناعي والتجاري والإداري في المدن وما يرتبط به من توسع في فرص العمل والإنتاج فيها ،بقدر كونه نتيجة لعوامل الطرد التي تسود في البيئة الريفية ممثلة في قلة فرص العمل وانخفاض الإنتاجية والدخل وتفتت الملكية الزراعية والإدارة التنموية على مستوى كل قطر عربي .
و أدى هذا النمو الانفجاري للمدن إلى تزايد الضغط على البنية التحتية وتدهور الخدمات البيئية والاجتماعية ،وباتت مسالة النمو الحضري وازدحام المدن تشكل تهديدا للصحة العامة وتلوث البيئة وسببا في تراجع التعليم وارتفاع معدلات البطالة الحضرية والإصابة بالإمراض ووفيات الأطفال وتزايد المشاكل النفسية والاجتماعية كالإحباط والجريمة .
جدول 3: الخصائص العامة للتحضر في الوطن العربي .


البلد/
المؤشرات



عدد
السكان 2009

                نسبة السكان الحضر%
     اكبر مدينة




المدينة



السكان بالألف

1960

1995

2005


2025
الأردن
الإمارات
البحرين تونس الجزائر
فلسطين
جيبوتي السعودية السودان سوريا
الصومال
العراق
عمان
قطر
الكويت
لبنان
ليبيا
مصر
المغرب
موريتانيا
اليمن

5.8
4.6
1.1
10.3
34.6
3.9
0.868
24.8
38.1
19.6
10.3
30.5
2.8
1.4
3.4
3.9
7.2
74.2
32.5
3.2
24.3

43
40
82
36
30
82
50
30
10
37
17
43
4
72
72
40
23
38
29
6
9

71
74
84
59
55
95
82
76
24
52
35
65
31
91
97
87
86
47
48
54
34

82
82
90
65
59
87
84
88
41
54
36
67
79
100
100
88
87
43
59
64
26

84
91
90
75
74
97
90
88
46
70
46
85
80
95
99
94
93
62
66
73
58

عمان
دبي
المنامة
تونس
الجزائر
-
جيبوتي
الرياض
الخرطوم
دمشق
مقديشو
بغداد
مسقط
الدوحة
الكويت
بيروت
طرابلس
القاهرة
دار البيضاء*
نواكشوط
صنعاء

1183
266
152
2037
3702
-
290
2576
2492
1900
1000
5478
700
217
1155
1600
828
11000
3289
500
427
المجموع
334.500
30
52

55




المصدر :_ التقرير الاقتصادي العربي الموحد لعام 2009,ص272.
          _برنامج الأمم المتحدة الإنمائي،تقرير التنمية البشرية 1996،نيويورك،ص176-177.
الدار البيضاء بلغ عدد سكانها أربعة ملايين نسمة عام 2005.



التحضر في العالم    World Urbanization
  إذا كانت بذور الاستيطان الحضري الأولى بدأت في بلاد الرافدين وبلاد الشام ومصر منذ الألف التاسع قبل الميلاد ،حينما حدث الانتقال من مرحلة الترحل والرعي إلى الزراعة والاستقرار،فان مسار التحضر في باقي بقاع العالم كانت تسير بخطى بطيئة ،إذ لم يتجاوز حجم أية مدينة أوروبية 50 ألف نسمة ما بين عامي 600-1100م .
  وفي عام 1850 ظهر في أوروبا ولأول مرة في تاريخ العالم إن زادت نسبة السكان الحضر على سكان الريف ،وما أن حل القرن العشرين حتى أصبحت أوروبا اكبر مراكز التحضر في العالم ، وأصبح سكان الحضر نصف سكان الدول الصناعية في الوقت الذي لم يشكل سكان الحضر سوى سدس مجموع السكان في الدول النامية انظر جدول(4).
  لكن القرن الحادي والعشرين يحمل توقعات تعكس صورة التوزيع الحضري في العالم فسوف تتحول الدول النامية بصورة قوية من انتشار القرى الريفية إلى السكن في المدن ،ويتصف التحدي الذي ينشا من الإنماء الحضري بتوجهين متميزين :التحضر المتسارع وانتشار الفقر في المدن بحلول عام 2025 ،وعليه سوف نجد الآتي :
1-سيصل عدد المدن التي يبلغ تعداد سكانها بين المليون وعشرة ملايين إلى 516 مدينة .
2-حوالي 70% من سكان العالم سوف يعيشون في المدن .
3-يصل تعداد سكان الحضر إلى أكثر من بلايين نسمة ،80% من هذا العدد سوف يكونون في البلدان النامية ،وان أكثرية هؤلاء السكان سوف يكونون من فقراء المدن .
4-ولن يكون التغير كمياً بل نوعياً كذلك من خلال:
-سوف يزداد معدل أمد الحياة في مدن البلدان الصناعية المتقدمة .
-سوف يتناقص معدل أمد الحياة في مدن الدول النامية مما يتطلب إعادة هيكلة  الاحتياجات للخدمات الاجتماعية (التعليم والصحة Education and Health ).
-سوف تزداد كثافة السكان في المدن مما تزداد معه المشكلات في المناطق الفقيرة فيها  .
  أما من حيث معدلات النمو فان اغلب الدول النامية تشهد معدلات تحضر عالية ،وفي شرق أسيا وإفريقيا شبه الصحراوية والشرق الأوسط وشمال إفريقيا ،تتسارع خطى التحضر بنسبة نمو حضري تزيد على 4%. فالمدن المليونية مثل بانكوك والقاهرة وليما ومكسيكو سيتي عليها أن تستوعب ضعف سكانها خلال 25 سنة الماضية كما سبق وان فعلت لندن ونيويورك حين بلغت أقصى درجات نموها في نهاية القرن الماضي .

جدول 4: النسب المئوية للسكان الحضر في العالم والوطن العربي لسنوات مختلفة .


الدول

1950

1970

1990

1995

2000

2010

2025

مجموع العالم

29.30

36.60

43.10

45.20

47.60

52.80

58.50

الدول المتقدمة

54.30

66.60

72.70

74.20

75.80

79.10

83.80

الدول النامية

17.00

24.70

34.30

37.20

40.30

46.80

56.70

الوطن العربي

23.57

37.77

49.35

52.06

53.96

59.64

68.05

المصدر :United Nation ,world urbanization prospects,1992,rev. table A.l.p.74,Newyork,1994.


أحجام المدن الكبرى في العالم   Major cities in the world sizes
   يعد القرن التاسع عشر بداية ميلاد المدينة المليونية والذي شهد في بدايته أول مدينة بهذا الحجم هي مدينة طوكيو ،ليتوج هذا القرن في نهايته حوالي 13 مدينة مليونيةوبعد حوالي 50 سنة أي في منتصف القرن العشرين ارتفع عدد المدن المليونية إلى( 77) مدينة ،واستأثرت بأكثر من 25% من السكان الحضر .أما في عام 1975 وصل عددها إلى( 185) مدينة لتستأثر بأكثر من ثلث السكان الحضر ،وبلغ عددها في عام 1990 (275) مدينة ،ومن المتوقع إن يصل عددها في عام 2015 (450) مدينة مليونية (انظر الجدول 5).
  لقد كانت أكثر المناطق تسارعا في النمو هي المدن الكبيرة التي يتراوح سكانها بين (1-5)مليون نسمةبيد إن تكاثر المدن المليونية (أكثر من 10 ملايين نسمة)هو الاتجاه الغالب خصوصا في آسيا وأمريكا اللاتينية .
  ولعل أكثر المدن المليونية نموا تقع في بلدان مكتظة بالسكان من بينها مدينة القاهرة التي بلغت مرحلة التضخم والذي يشبه الانفجار السريع في بعض مظاهره ،وذلك من حيث الهيمنة الشاملة على مدن البلاد الأخرى ،فهي تضم 37%من سكان الحضر و 17%من مجمل سكان مصر ،ومثلها مدينة بغداد التي يسكنها 30%من سكان الحضر  و22%من مجمل سكان العراق .وتسري هذه الهيمنة في اغلب العواصم العربية .
  أما المدن التي يزيد عدد سكانها عن (10) ملايين نسمة والتي يطلق عليها المجمعات الحضرية هي :مكسيكو سيتي Mexico City،ساو باولو Sao Paulo ،لوس انجلوس Los Angeles،بمباي Bombay،كلكتا Calcutta ،اوساكا Osaka،بيونس ايرس Buenos Aires، ريودي جانيرو Rio de Janeiro، منطقة الراين الرهر في المانيا Alrhr Rhine region in Germany،باريسParis،سيؤل Seoul.

جدول 5: عدد المدن المليونية في العالم.


السنة          

عدد المدن      

1870
1900
1920
1939
1951
1964
1979
1990
2015

7
20
30
57
95
140
213
257
450

  


الجامعة المستنصرية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا