تقييم النقص المساحي والوضع البيئي
لبحيرة -أم الماء- فزان – ليبيا
مبارك مختار الأمين نينو - نبيل محمد أبوالأسعاد
عبد السلام محمد المثياني
قسم علوم البيئة - كلية العلوم الهندسية والتقنية /جامعة سبها
المؤتمر والمعرض الدولي للتقنيات الجيومكانية – ليبياجيوتك 2 - طرابلس - ليبيا - 8 – 6 ديسمبر 2016 - ص ص 246 - 255
الملخص:
إن دور نظم المعلومات الجغرافية في مراقبة الأنظمة البيئية كبير جداً خصوصاً في النظم البيئية الصحراوية؛ ذلك لأن جوانب عديدة من عمليات التخطيط ومراقبة هذه النظم البيئية تعتمد على المعطيات والمعلومات المكانية التي يصعب الحصول عليها في مثل هذه النظم البيئية المتطرفة بالطرق التقليدية، وبذلك فإن نظم المعلومات الجغرافية تستخدم لتخزين كافة البيانات المهمة الخاصة بالنظم البيئية ومعالجتها بسرعة وبدقة لتسهيل مراقبة كافة الجوانب البيئية مثل الغطاء النباتي أو مساحة وعمق المسطح المائي وغيرها من المعلومات والذي لا يوفر الوقت والكلفة فحسب بل يساهم في تأمين بنك من المعلومات لبرنامج المراقبة البيئية المستقبلية لوضع الأنظمة البيئية.
أقيمت هذه الدراسة على بحيرة أم الماء التي تقع في إقليم فزان في الصحراء الليبية التي تتميز بوفرة الواحات والبحيرات الدائمة والمؤقتة ذات الأهمية الاقتصادية والاجتماعية والسياحية وتشكل عنصراً مهماً في النظام البيئي للمنطقة، وذلك من أجل التعرف على مساحة المسطح المائي للبحيرة وأبعادها والتغييرات التي قد تطرأ على مساحتها ومكوناتها البيئية بما يكفل منع اندثارها أسوة بعدد كبير من هذه البحيرات التي اندثرت.
باستخدام نظم المعلومات الجغرافية تم حساب مساحة ومحيط البحيرة وأخذ صورة ثلاثية الأبعاد باستخدام برنامج QGIS، وتبين أن مساحة المسطح المائي للبحيرة (52778.95م2) ومحيطها(1857.03متر) وارتفاعها عن سطح البحر 455 متراً وقد فقدت البحيرة من الجهة الشرقية حوالي 4.5% من إجمالي مساحتها بسبب المناخ الحار.
ويتميز النظام البيئي في بحيرة أم الماء بخصائص كيميائية وفيزيائية وبيولوجية خاصة، ويتعرض للعديد من التغيرات لأسباب بيئية وبشرية في مسطحه المائي ومحيطه النباتي والأرضي تؤدي إلى تسريع حدوث عملية التعاقب البيئي.
نتائج دراسة الخصائص الكيميائية لمياه البحيرة أوضحت أنها ذات ايصالية (µs/cm 398864-362604) والتي تشير إلى الملوحة العالية بسبب التركيزات العالية من الأملاح الذائبة الكلية التي بلغت (255-232 جم/لتر)، صاحبها تواجد تراكيز من المغذيات مثل النترات (0.816-0.780 ملجم/لتر)، والفوسفات (3.08-2.60 ملجم/لتر) والتي تساهم في الإثراء الغذائي وتسريع عمليات التعاقب البيئي، وكذلك تواجد السيليكا خصوصاً في المواقع التي توجد بها ممرات ترابية لدخول البحيرة والتي تعتبر مؤشراً مهما يدل على تسريع حدوث التعاقب البيئي.
امتاز الغطاء النباتي بتنوع محدود جداً لم يتعدى (4) أنواع (القصب، الديس، النخيل، الأثل) أكثرها انتشاراً نبات القصبة ثم الديس ثم النخيل ثم الأثل، ويمتد الغطاء النباتي حول البحيرة (6-19م)، وكان القصب الأكثر سيادة لإمكانيته التنافسية وخصائصه الريزومية التي مكنته من الزحف اتجاه مياه البحيرة، ويمثل وجوده مرحلة (مرحلة المستنقع القصبي Reed swamp stage) وهي مرحلة ممهدة لـ(مرحلة المروج Sedge weadow stage) والتي اتضحت بتواجد
نبات الديس في بعض المواقع حول البحيرة، أما نبات الأثل فيمثل (الطور الشجيري Shrubby stage) الذي يتوقع أن يكّون (طور الغابة الذروية Climax forest) في هذه البحيرة وقد تواجد في الجهة الشرقية من البحيرة. يصاحب الأطوار التعاقبية النباتية كائنات حية حيوانية، وقد تميز هذا النظام البيئي بوجود أنواع حيوانية أهمها الطيور والنمل والخنافس والوزغ.
لوحظ تأثيرات سلبية للأنشطة البشرية حول البحيرة تمثلت في تلوث محيط البحيرة بالمخلفات وإشعال النيران وتدمير الغطاء النباتي وكلها تساهم في تسريع حدوث عملية التعاقب التي بدورها تسهم في اندثار البحيرة بما تمثله من معلم بيئي ثقافي سياحي.
الخلاصة :
من خلال الدراسة التي أجريت على بحيرة أم الماء يمكن استخلاص الاستنتاجات التالية :
يتميز النظام البيئي في بحيرة أم الماء بخصائص كيميائية وفيزيائية وبيولوجية خاصة ، ويتعرض للعديد من التغيرات لأسباب بيئية وبشرية في مسطحه المائي ومحيطه النباتي والأرضي تؤدي إلى تسريع حدوث عملية التعاقب البيئي .
تبين أن مساحة المسطح المائي للبحيرة (52778.95م2) ومحيطها (1857.03متر) وارتفاعها عن سطح البحر455 متراً وقد فقدت البحيرة من الجهة الشرقية حوالي 4.5% من إجمالي مساحتها بسبب المناخ الحار.
خصائص الماء في البحيرة تشير إلى أنها ذات ايصالية (µs/cm 398864-362604) والتي تشير إلى الملوحة العالية بسبب التركيزات العالية من األمالح الذائبة الكلية (255-232 TDS جم/لتر) ، صاحبها تواجد تراكيز من المغذيات مثل النترات (0.780-0.816 ملجم/لتر)، والفوسفات (2.60-3.08 ملجم/لتر) والتي تساهم في الإثراء الغذائي وتسريع عمليات التعاقب البيئي ، وكذلك تواجد السيليكا خصوصاً في المواقع التي توجد بها ممرات ترابية لدخول البحيرة والتي تعتبر مؤشراً مهما يدل على تسريع حدوث التعاقب البيئي.
امتاز الغطاء النباتي بتنوع محدود جداً لم يتعدى (4) أنواع (القصب ، الديس ، النخيل ، الأثل) أكثرها انتشاراً نبات القصبة ثم الديس ثم النخيل ثم الأثل . ويمتد الغطاء النباتي حول البحيرة (6-19م) وكان القصب الأكثر سيادة لإمكانيته التنافسية وخصائصه الريزومية التي مكنته من الزحف اتجاه مياه البحيرة ويمثل وجوده مرحلة Reed swamp stage (مرحلة المستنقع القصبي) وهي مرحلة ممهدة لمرحلة المروج Sedge weadow stage والتي اتضحت بتواجد نبات الديس في بعض المواقع حول البحيرة . أما نبات الأثل فيمثل الطور الشجيري Shrubby stage الذي يتوقع أن يكون طور الغابة الذروية Climax forest في هذ البحيرة وقد تواجد في الجهة الشرقية .
يصاحب الأطوار التعاقبية النباتية كائنات حية حيوانية ، وقد نميز هذا النظام البيئي بوجود أنواع حيوانية أهمها الطيور والنمل والخنافس والوزغ .
يوجد تأثيرات سلبية عديدة للأنشطة البشرية حول البحيرة تمثلت في تلوث محيط البحيرة بالمخلفات وإشعال النيران وتدمير الغطاء النباتي وكلها تساهم في تسريع حدوث عملية التعاقب التي بدورها تسهم في إندثار البحيرة بما تمثله من معلم بيئي ثقافي سياحي.
8. التوصيات:
1. متابعة دراسة الخواص الفيزوكيميائية للمياه بشكل دوري ومستمر ، حيث التغير النوعي للمياه له تأثير على نمو الكائنات النباتية والتي بدورها تؤثر على مراحل التعاقب .
2. القيام بدراسة المجتمع البيئي القاعي دراسة مستفيضة لما له من دور مهم في المحافظة على تقليل نمو القاع في البحيرة .
3. عمل ممرات مناسبة للنزول لمياه البحيرة بما يتضمن قلة تحرك الرمال باتجاه مياه البحيرة .
4. المحافظة على الغطاء النباتي المحيط بالبحيرة والذي يعتبر موطن بيئي مناسب ألنواع حيوانية مستقرة به تجعل من هذا الموقع منطقة بيئية طبيعية ذات تنوع حيوي متميز والتحكم في عملية زحفه إلى داخل البحيرة .
5. دراسة العوامل البيئية المناخية وبإنشاء محطة أرصاد جوي حول البحيرة لتتبع التغيرات المناخية بالبحيرة لكون التغيرات المناخية تؤثر بشكل كبير على استمرار البحيرة والمحافظة على تواجدها .
6. وضع الخطط والبرامج على ضوء هذه المتغيرات بشكل خطط قصيرة الأمد وأخرى طويلة الأمد كبرامج للرقابة الحيوية ، ولتتبع التعاقب البيئي مستقبلاً والتغيرات التي تطرأ ، وتهيئة البحيرة بيئياً وسياحياً .
7. يوصي بدراسة تغيرات ماضي البحيرة بأخذ أعمدة من رواسب البحيرة لتتبع العمليات التعاقبية التي حصلت خلال السنوات الطويلة الماضية .
9. المراجع :
السلمان ، إبراهيم المهدي والمثناني ، عبد السلام وميدون ، نافع حسن (2007) . تأثير عناصر المناخ في سرعة تحلل الجزء العضوي للمخلفات المنزلية الصلبة ، مجلة العلوم الأساسية ، الهيئة القومية للبحث العلمي ، طرابلس ليبيا .
السلمان ، إبراهيم المهدي والمثناني ، عبد السلام محمد والسعيدي ، محمد علي (2007) أساسيات علم البيئة ، الطبعة الأولى ، جامعة سبها ، سبها - ليبيا .
السلمان ، إبراهيم المهدي والمثناني ، عبد السلام محمد (2007) . البيئة المعملية (دراسات معملية حقلية) ، الطبعة الأولى ، جامعة سبها ، سبها - ليبيا .
مولود ، بهرام خضر والسعدي ، علي حسين والزبيدي ، فوزي شناوه (1992) . علم البيئة ، الطبعة الأولى ، إصدارات جامعة بابل ، بابل - العراق .
زهران ، محمود عبد القوي (1995) . أساسيات علم البيئة النباتية وتطبيقاتها ، الطبعة الأولى ، دار النشر للجامعات ، القاهرة - مصر .
الككلي ، علي رجب (2002) . الغابات في العالم ، مجلة البيئة الليبية ، العدد 3 ، السنة الثالثة ، ص 21-18 ، الهيئة العامة للبيئة ، طرابلس - ليبيا .
Richadson , Louis Gene . B. A. (1971) . A sampling study of the macroinvertebrate Ecology of a desert playa lake in southwestern New Mexico .
Wilams , W. D. (1981) . Inland waters and their ecology , press longman Cheshire . Melbourne-Australia .
Scott , J. (2002) . Links between forestry practices and Human Health community Animation program Atlantic - Envi. Resa. Organic - farmer . USA .
Badkevech, V.A (1987) . Ecology 2nd press rauk Minsk . Byelorussia . pp 964-972 .
النص الكامل : للقراءة والتحميل اضغط هنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق