المناخية في الغلاف الجوي وتأثيراتها الحيوية
على الكائنات الحية
(النباتية والحيوانية)
أ.د. علي صاحب الموسوي م.م. مثنى فاضل علي
جامعة الكوفة - كليةالتربية للبنات جامعة الكوفة - كلية الآداب
الخلاصة
تعد التغيرات المناخية واحدة من أهم وأبرز المشكلات التي تواجه الإنسان وبيئته بمجمل عناصرها وظواهرها ومنذ القدم، واليوم أصبحت هذه المشكلة واحدة من أخطر التحديات الآنية والمستقبلية، التي تعد ظاهرة مرافقة لنشاطات الإنسان الحضارية في حين كانت فيما مضى نتاج طبيعي لما شهدته الكرة الأرضية من تغيرات أو تبدلات شاملة عبر عصورها الجيولوجية .
يعنى علم المناخ بميدان واسع من الغلاف الحيوي للكرة الأرضية(الهواء، الماء والأرض)، ويشمل ذلك الاهتمام بالنواحي التطبيقية للنشاطات المتعلقة بهذا الغلاف الحيوي، وتبين الدراسات الحديثة للمناخ اتجاهات كبيرة شملت جميع الميادين والأصعدة الطبيعية والبشرية ومنذ القدم. فالمناخ يهتم بمشاكل الإنسان ونشاطاته كافة كالمتعلقة بالصحة، الطاقة، التصحر، الغذاء، العمليات العسكرية، المدن، التخطيط والصناعة...وغيرها، لذا تعد دراسة التغييرات المناخية من المواضيع المهمة ذوات الأهمية التي استولت على اهتمامات العلماء والباحثين والمتخصصين سواء أكانوا مناخين أم جغرافيين أم هيدرولوجيين أم بيولوجيين أم زراعيين...و غير ذلك من التخصصات.
ولقد أصبحت المعلومات المناخية عاملاً هاماً في التعرف على كل مظاهر الحياة الحيوية التي تتأثر بالتغيرات المناخية التي تحدث في الغلاف الجوي، لذا جاء هذا البحث ضمن تخصص مهم جداً من فروع الجغرافية ألا وهو الجغرافية الحيوية Biogeography التي تتضمن دراسة النباتات والحيوانات وتوزيعها الجغرافي وأسباب وجود أنواعها في بيئات دون أخرى... ودراسة الجغرافية البشرية والانثروبولوجيا والعلوم الاجتماعية، وكلها ميدان الجغرافية الحيوية.( ) وقد جاء بحثنا هذا ليركز على جانب مهم ضمن هذا الميدان ألا وهو التغيرات المناخية التي تؤثر على الكائنات الحية وطبيعة هذا التأثير حالياً ومستقبلاً. مستعرضين مفهوم هذه التغيرات وأسبابها الطبيعية منها والبشرية ومن ثم التأثيرات التي تؤديها هذه التغيرات، وكذلك الإمكانيات التي يمكن أن تحد أو تقلل من هذه التغيرات أو من أثارها السلبية على الحياة الحيوية للنباتات والحيوانات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق