تحليل التغير السّكاني في لواء الجامعة (عمان)
للفترة (1979 - 2012)
باستخدام نظم المعلومات الجغرافية
Analyzing the Population Change in the University District (Amman)
During the Period (1979 - 2012)
UsingGeographical Information Systems
مي محمد السعدي - حمزة علي خوالدة
قسم الجغرافيا - كلية الآداب - الجامعة الأردنية
دراسات - العلوم الإنسانية والاجتماعية - عمادة البحث العلمي - الجامعة الأردنية - المجلد 43 - العدد 1 - 2016 - ص ص
ملخص
هدفت هذه الدراسة إلى تحليل وتفسير التغير السكاني في لواء الجامعة ودراسة اتجاهاته وأسبابه خلال الـعقود الثلاثة الأخيرة (1979 إلى 2012)، وكذلك بيان التغيرات والتطورات التي طرأت على النمو والتوزيع السكاني، ومن ثم تحليل هذا التغير. وقد اعتمدت الدراسة على البيانات السكانية المنشورة في التعدادات السكانية للأعوام 1979 و 1994 و 2004 وكذلك التقديرات السكانية. وقد توصلت الدراسة باستخدام الأساليب الإحصائية الديموغرافية المختلفة وتقنية نظم المعلومات الجغرافية إلى مجموعة من النتائج أهمها: تضاعف عدد السكان في اللواء حوالي 9 مرات نتيجة للزيادة الطبيعية أولا ثم الهجرة، وكذلك وجود تركز سكاني كبير وكثافة سكانية عالية في بعض مناطق اللواء خاصة في مناطق الجبيهة وتلاع العلي والتي تم توضيحها باستخدام مجموعة من الطرق الكارتوجرافية كالخرائط النقطية وخرائط الكوربلث وأداة كيرنل ونقطة مركز السكان المتوسط وكذلك منحنى لورنز.
النتائج
يمكن تلخيص النتائج التي توصلت إليها الدراسة، على النحو الآتي:
1) تضاعف الحجم السكاني للواء الجامعة تسع مرات ً خلال الفترة (2012 -1979)، من 39,830 ألف نسمة تقريبا عام 1994 إلى 355,790 ألف نسمة عام 2012، أي بمعدل ً. ومن المتوقع أن يصبح مجموع مرة كل خمس سنوات تقريبا سكان اللواء مع نهاية عام 2020 حوالي 417,990 ألف نسمة، أما مع نهاية عام 2050 فمن المتوقع أن يصل مجموع سكان اللواء 651,240 ألف نسمة.
2) أسهم معدل الزيادة الطبيعية في النمو السكاني للواء الجامعة خاصة خلال الفترة الممتدة من عام 2004 إلى عام 2012 على نحو أكبر من مساهمة معدل صافي الهجرة حيث بلغت نسبة مساهمة معدل الزيادة الطبيعية في النمو السكاني في عام 6,5 2004 لكل ألف نسمة من السكان، وجاء ذلك نتيجة للارتفاع في معدل المواليد والانخفاض المستمر في ً لتحسن الأحوال المعيشية والصحية لسكان معدل الوفيات نظرا اللواء. بينما بلغ ذات المعدل في عام 2012 نحو 8,7 لكل ألف نسمة من السكان. وبالمقابل يلاحظ أن أعلى مساهمة لمعدل صافي الهجرة في معدل النمو السكاني للواء الجامعة كان في عام 1994 حيث بلغ 4,5 لكل ألف نسمة من السكان، ويعود السبب في ذلك لحرب الخليج عام 1991 وعودة مئات الألوف من الأردنيين للأردن وتوزعهم في مختلف أن الأمر الذي أسهم في زيادة معدل صافي الهجرة مناطق عم في العام المذكور، ومع مرور السنوات انخفضت مساهمة هذا المعدل في معدل النمو السكاني لتصل في بعض السنوات إلى أقل من الصفر وبالتالي انعدام المساهمة.
3) انخفاض معدل النمو السكاني بشكل عام نتيجة للتغيرات الديموغرافية التي شهدها اللواء من حيث التطور في أعداد السكان والتوزيع وما صاحب ذلك من تطور شهدته العاصمة عمان وكافة ألويتها في المجالات الاقتصادية، الاجتماعية، الصحية والتعليمية، حيث انخفض معدل النمو السكاني في اللواء من 9,7 % للفترة من1979- 1994 إلى 4,9% للفترة من 1994-2004 ثم إلى 3,02% للفترة من 2004-2012 ، ويظهر هذا التفاوت أيضا في معدلات النمو السكاني في مناطق لواء الجامعة الإدارية، ففي الفترة الممتدة من عام 1994-2004 سجلت منطقة تلاع العلي وخلدا وأم السماق نموا سكانيا مرتفعا بلغ 7,7%، بينما سجلت منطقة صويلح نموا سكانيا منخفضا وبمعدل 1,5%. ويعود الإرتفاع في معدل النمو السكاني في مناطق لواء الجامعة بشكل عام ومنطقة تلاع العلي بشكل خاص في الفترة من1994-2012 إلى عودة الأردنيين من الخليج برؤوس أموال ضخمة عملت على زيادة الاستثمار في المشاريع الاقتصادية والذي بدوره شجع السكان على الاستقرار في مناطق اللواء.
4) أظهرت الدراسة خصائص التوزيع السكاني وتطوره في لواء الجامعة ومناطقة الإدارية الخمس من خلال استخدام منهجية تعتمد على عدة أساليب لإظهار النتائج، ومن بين تلك النتائج التي أظهرتها الدراسة ما يلي:
- أظهرت خرائط الكثافات السكانية في لواء الجامعة بأشكالها النقطية والمساحية ووفقا لأداة كيرنل ارتفاعا ملحوظا في الكثافات السكانية منذ عام 1994 وحتى عام 2012، والمتمثلة بوجود ارتفاعات ملحوظة في الكثافات السكانية ذات القيم العالية في مناطق وتجمعات لواء الجامعة القريبة من المركز، وذلك نتيجة عوامل عدة منها:
التطور الذي شهدته المنطقة عمرانيا وسكنيا وخدميا، إنشاء المشاريع الاقتصادية التجارية والصناعية بالإضافة إلى إنشاء عدد من المؤسسات التعليمية وتطوير البعض منها، مما جعلها تشكل مركز جذب يستقطب السكان للاستقرار فيها، كما تميزت الكثافات السكانية في لواء الجامعة بالانخفاض كلما اتجهنا نحو المناطق الهامشية (مناطق الأطراف).
- أظهرت خرائط الكثافات السكانية وفقا لأداة كيرنل ازدياد في قيم الكثافات السكانية التي أصبحت تتراوح ما بين أقل من 5 نسمة وأكثر من 15 نسمة بعد اقتصارها على قيم أقل من ذلك في النمطين السابقين، كما يلاحظ أن امتداد هذه الكثافات السكانية يزداد بشكل طولي مع ازدياد أعداد السكان من شمال اللواء إلى جنوبه، بينما يقل امتداد هذه الكثافات مع الاتجاه نحو المناطق الشرقية والغربية.
5) أشارت النتائج المترتبة عن تطبيق أسلوب التركز السكاني في لواء الجامعة إلى أن نسبة التركز على مستوى اللواء للعام 1994 بلغت 39,4%، بينما بلغت في عام 2004 حوالي 30,7% في حين بلغت 31,9% في عام 2012. ويعود السبب الرئيسي في ارتفاع نسبة التركز للسكان في عام 1994 إلى عدم وجود توازن بين المساحة والسكان ويتمثل ذلك بشكل واضح في منطقة شفا بدران حيث أن 4,6% من سكان هذه المنطقة يتركزون في مساحة تبلغ 44,1%. كما أن اتجاه التركز السكاني في مناطق اللواء بشكل عام يدل على وجود ارتفاع في هذه النسبة في مناطق لواء الجامعة الخمس.
6) أوضحت الدراسة تركز السكان بناء على كثافاتهم في لواء الجامعة باستخدام أسلوب منحنى لورنز، ما يلي:
- وجد أن ما يقرب من 10% من سكان لواء الجامعة في عام 1994 يعيشون في مناطق كثافتها ما يقرب من نسمة واحدة أو أقل، يتركزون في ما يقرب من نصف مساحة اللواء. أما في عام 2004 و2012 فكان السكان التي تقل كثافتهم عن نسمة واحدة في الدونم المتري يشكلون حوالي 15% من سكان اللواء وينتشرون على أكثر من 60% من مساحتها، بينما يعيش بقية السكان في أحياء تزيد كثافتها عن النسمة الواحدة في الدونم المتري وفي مساحة أقل من 40% ويتركز سكان هذه الأحياء في مناطق شفا بدران وأبو نصير وفي بعض مناطق تلاع العلي وخلدا وأم السماق وصويلح، وذلك يدل على وجود عدم توازن في التوزيع السكاني ضمن هذه المناطق.
- بلغت نسبة السكان في الأحياء التي تتراوح الكثافة السكانية فيها بين 2 وأقل من 3 نسمة في الدونم المتري الواحد للأعوام %91,2و %86,1و %81,8 نحو 2012/2004/1994، ويتركزون في ما يقرب 40% من مساحة اللواء ويتركز معظم سكان هذه الفئة في أحياء تابعة لمناطق الجبيهة وتلاع العلي وخلدا وأم السماق.
- بلغت نسبة السكان في الأحياء التي تزيد فيها الكثافة السكانية عن 3 نسمة في الدونم المتري الواحد للأعوام ،%86,8و %73,3و %61,7 نحو 2012/2004/1994 حيث يتركزون في مساحة لا تتجاوز 30% ويعيش معظم سكان هذا اللواء في أحياء تابعة لمناطق الجبيهة، تلاع العلي وخلدا وأم السماق وصويلح.
7) تغير موقع نقطة مركز السكان في لواء الجامعة خلال الفترة الزمنية للدراسة أي من عام 1994 إلى عام 2012، حيث انتقلت من الحدود الجنوبية الغربية للمنطقة الإدارية الجبيهة إلى الجنوب نحو حي التلاع الشمالي الواقع ضمن المنطقة الإدارية تلاع العلي وخلدا وأم السماق لتنتقل ً نحو الشمال وتقع ضمن منطقة محايدة بين هذه النقطة قليلا منطقين هما الجبيهة وتلاع العلي، حيث تحركت النقطة نحو المناطق التي شهدت توسعا سكانيا مع مرور الأعوام. ً
التوصيات
في ظل النتائج التي خرجت بها الدراسة، توصي الدراسة بما يلي:
1) إن تضاعف الحجم السكاني في لواء الجامعة ومناطقه الإدارية يتطلب من كافة الجهات الرسمية الحكومية وغير الحكومية توفير مختلف أنواع الخدمات والمرافق الأساسية التي يحتاجها السكان وبالأخص السكنية، الصحية، الاقتصادية، التعليمية، الاجتماعية والثقافية، وذلك لمواجهة الأعداد المتزايدة من السكان بحيث تتناسب مع متطلبات هذه الأعداد في اللواء ومناطقه حيث تختلف احتياجات ومتطلبات كل فئة من فئات السكان.
2) ينصح بأن يوضع عنصر الزيادة الطبيعية بعين الاعتبار نظرا لإسهامه الكبير في معدل النمو السكاني من قبل المخططين والمسؤولين عند وضع السياسات السكانية للواء وربطه مع حاجات ومتطلبات اللواء الأساسية من جهة، ومشروعات التنمية الاقتصادية والاجتماعية من جهة أخرى، وذلك من أجل ضبط حركة السكان ضمن اللواء وتشجيعهم نحو الاستقرار.
الحرص على تحقيق العدالة في توزيع المؤسسات والخدمات بأنواعها بين مناطق اللواء بعيدا عن وجود تركز في الخدمات في مناطق دون أخرى ، وذلك في سبيل إعادة توزيع السكان بين مناطق وأحياء اللواء والتقليل من انتقال السكان بين مناطق اللواء نحو المناطق التي تتركز بها المؤسسات والخدمات كونها من العوامل المشجعة للإستقرار.
للقراءة والتحميل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق