قسم : التاريخ والحضارة الفرقة :الثالثة ( لائحة قديمة ) المادة/ جغرافيا سياسية
-----------------------------------
امتحان الفصل الدراسي الأول للعام الجامعي 2015-2016 م
أجب عن سؤالين فقط :
السؤال الأول : (10 درجات)
(تتأثر الدولة بمجموعة من العوامل الجغرافية سواء الطبيعة والاقتصادية والبشرية لقوة الدولة) تناول بالدراسة:
أ – العوامل الجغرافية البشرية .
ب – وظائف الحدود السياسية .
ج – أذكر تعداد:معايير تخطيط الحدود السياسية .
السؤال الثاني (10 درجات)
1- العلاقة بين الجغرافيا السياسية والعلوم الأخرى.
2- أنواع نزاعات الحدود السياسية .
3- النقل كأحدالعوامل الجغرافية الاقتصادية لقوة الدولة .
..................................................................
السؤال الثالث (10 درجات)
(تؤثر قوة الدولة بشكل واضح على سلوك الدولة السياسى نظرا لانها تتوقف على خصائصها الجغرافية) تناول بالدراسة:
1-أنواع قوة الدولة.
2- الحدود الهندسية كأحد تصنيف الحدود السياسية.
3- الموقع الجغرافى كأحد العوامل الجغرافية الطبيعية لقوة الدولة …………………………………………………………
مع خالص الأمنيات بالتوفيق
أ.د.م /مســـعد بحــــيرى
قسم : التاريخ والحضارة الفرقة :الثالثة المادة/ جغرافيا سياسية ( لائحة قديمة )
-----------------------------------------------------------
نموذج اجابة :امتحان الفصل الدراسي الأول للعام الجامعي 2015-2016 م
د مسعد السيد أحمد بحيرى تاريخ الامتحان الاربعاء 13 يناير 2015م
أجب عن سؤالين فقط :
السؤال الأول (10 درجات)
(تتأثر الدولة بمجموعة من العوامل الجغرافية سواء الطبيعة والاقتصادية والبشرية لقوة الدولة ) تناول بالدراسة:
أ – العوامل الجغرافية البشرية .
تعتبر العوامل البشرية من أهم المؤثرات في الدولة وسلوكها السياسي ، وعلاقتها بالدول الأخرى ، وتشتمل هذه العوامل على عدد السكان ، وتوزيعهم ، وتركيبهم ، وحركتهم ، وخصائصهم الاجتماعية والحضارية. بالإضافة إلى التكوين القومي للسكان حسب الجنس ، واللغة ، والدين .
أ ـ السكان :
مما لاشك فيه أن المظاهر السكانية بأنواعه ذات مغزي سياسي كبير ،لأن السكان هم العنصر المحوري في الجغرافية السياسية ، والعامل الحيوي المتحرك داخل الوحدة السياسية.كما أنه يعد من مكونات الدولة السياسية ، ويمكن تحليل المغزى السياسي للسكان من خلال العناصر التالية:
1- حجم السكان:
ـ مما لاشك فيه إن لحجم سكان الدولة بعض العلاقة بالقوة النسبية للدولة في الوقت الحاضر ، ويدل على ذلك أن جميع الدول العظمى اليوم تستند إلى جموع ضخمة من السكان (الولايات المتحدة ، روسيا ، الصين ، الهند، انجلترا ، فرنسا ، اليابان) . ويتميز قطبا القوة الحاليين في العالم ، وقطب الشرق الأقصى المستقبلي الصين والهند بأنهم أكثر سكانا ، وتعتبر الصين قوة عالمية جبارة ، حيث تضم وحدها ربع سكان العالم ، وقديما قالوا لا تيقظوا التنين الأصفر خوفا من عددهم الغفير.
ـ لكن الارتباط ليس كبيرا بين عدد سكان الدولة وقوتها ، فعدد السكان في إندونيسيا ، والبرازيل ، ونيجيريا ، وبنجلاديش أكبر من نظيره في انجلترا ، وفرنسا ، وإيطاليا ، واليابان ، ولكن المجموعة الأولى أضعف من الثانية فالمسألة ليست مجرد عدد سكان بل مهم نوعيتهم ، فالمجموعة الأولى تعاني الفقر ، والجهل ، والمرض ، والتخلف.
ـ ولكن لعب حجم السكان دورا كبيرا في تشكيل قوة الدول الأوروبية ، فقد كانت فرنسا أكبر قوة سياسية في أواخر القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر ، وجابت جيوشها كل القارة الأوروبية من أسبانيا على موسكو ، ومن العوامل التي أدت إلى ذلك الكثرة العددية لسكان فرنسا 24 مليون مقابل 19 مليون لروسيا.
ـ وحديثا امتلكت بعض الدول الأسلحة النووية بعد الحرب العالمي الثانية ، الأمر الذي يجعل نتيجة الحروب لا تتوقف على عدد السكان ، أبادت القنبلة الذرية الأمريكية 400 ألف ياباني في ثواني عديدة . ولكن طالما لم يستخدم هذا السلاح الرهيب في الحرب يبقى لعدد السكان أثره في تقرير مصير الحرب.
ـ وقد يتفاوت تأثير حجم السكان من دولة إلى أخرى فقد تكون زيادة السكان في استراليا والبرازيل سبب في تصاعد قوتهما الاقتصادية ، وتناقص عدد السكان في الهند يؤدي إلى نفس النتيجة . فمجرد زيادة السكان لا يعتبر مؤشرا كبيرا على القوة النسبية للدولة . العدد الكبير مع ضيق في موارد الثروة الاقتصادية يفرض حالة من الفقر يحيد ، وتلغي الكثير من قوة الجماهير والجموع السكانية الغفيرة .
ـ والوزن الديموغرافي يكون مؤثرا في السلوك السياسي ، فالدول المتقدمة تبدي تخوفا من زيادة سكان البلاد المتخلفة بمعدلات كبيرة ، مما دعاها إلى تبني الدعوة لتنظيم النسل في الدول المتخلفة ، وتقديم المعونات اللازمة لذلك.حيث شعرت ألمانيا بالقلق من زيادة سكان روسيا فعملت على تشجيع زيادة المواليد ، عن طريق زيادة فئات الضرائب على العزاب ، ودفع إعانة للأم عن المولود الأول ، وتقليل الضرائب على الأسرة الكبيرة.
ـ وأخيرا قد يكون هناك ارتباط بين زيادة السكان وعدم ترابطهم، وظهور النزعات الانفصالية ، وعلى العكس من ذلك يتميز عدد السكان القليل بالتجانس والترابط ، وبالتالي قوة الدولة.
2- التوزيع الجغرافي للسكان:
- شدة تركز السكان بمنطقة واحدة ذات مغزى سياسي كبير ، حيث يضم الشرق الأقصى وحده أكثر من نصف سكان العالم في حوالي 12% من المساحة، مما يجدد دعوة الخطر الأصفر ، وعلى العكس من ذلك تشعر الوحدات السياسية قليلة السكان من بالضعف النسبي ، فينادي بعض سكان استراليا البيض بتشجيع هجرة العناصر البيضاء إليها ليرتفع عددسكانها توجد علاقة بين التوزيع الجغرافي للسكان بالدولة وقوتها السياسية ، كلما زاد السكان وكانوا ينتشرون بانتظام في جميع أرجاء الدولة ، مع وجود قطب لتركزهم ؛ يتمثل في العاصمة ، كلما كان ذلك أفضل من الناحية السياسية . إذ لو كان السكان يتركزون في إقليمين بينهما صعوبات طبيعية( كالصحاري ، أو الجبال ، أو الغابات ) كلما كان ذلك خطرا يؤدي لإغراء أحد التركزات على الانفصال عن الدولة مثلما حدث في باكستان ، بانفصال باكستان الشرقية باسم بنجلاديش.
- كما لا يوجد شك في أن تركزات السكان في المدن الكبرى يعتبر خطرا على استقرار وأمن الدولة ، حيث يؤدي ذلك إلى وجود اضطرا بات داخلية ؛ تساعد على قيام الحركات الثورية .وتضخم المدن يغري الأعداء على تدميرها ، عن طريق استخدام الأسلحة الفتاكة ؛ والجرثومية ،والنووية ؛ والغازات السامة بهدف تحطيم الجبهة الداخلية ، وإشاعة الرعب فيها فالقنبلة الذرية على نجازاكي وهيروشيما سارعت بتسليم اليابان عسكريا وسياسيا ، فما بالك بأثر القنبلة الهيدروجينية التي تزيد قوتها التدميرية 3000 مرة عن القنبلة الذرية.
- وتوجد علاقة بين كثافة السكان والقوة الكامنة للوحدة السياسية ، فكلما كانت الدولة صغيرة المساحة ومكتظة بالسكان كلما كان ذلك خطرا يتهددها ، وتعبر أيضا عن مدى الضغط السكاني على الموارد المتاحة في الدولة ، وبالتالي كثرة الاضطرابات .
3- نمو السكان وتطورهم:
يؤدي نمو السكان إلى تغير حجمهم الأمر الذي يعمل على تغيير الأساس الديموغرافي للقوة السياسية باستمرار ، ونمو السكان يحقق عدة أمور مهمة ، هي :
1) تكثيف استغلال موارد الثروة المتاحة للدولة ، وتعمير المناطق الخالية.
2) نزوح وهجرة السكان من الدولة واتجاههم إلى الدول الأخرى ، مثل انتشار نفوذ الأوربيين في استراليا ونيوزيلندا والولايات المتحدة وكندا وجنوب إفريقيا وأمريكا اللاتينية . وانتشار المصريين للعمل والإقامة بالخارج مما يشكل ورقة ضغط على الاتجاهين الدول المرسلة والدول المستقبلة.
3) زيادة التقارب والتعاون بين الدول من أجل المساهمة في حل وتخفيف عبء الاكتظاظ السكاني ، ومن ثم تحسن العلاقات الدولية.
4) أحيانا زيادة السكان تؤدي إلى خفض مستوى المعيشة بها ، وبالتالي إلغاء الميزة السياسية التي يتيحها العدد الكبير فتشجع الحكومات السكان على خفض معدلات المواليد ، فتحاول الصين في الوقت الحاضر خفض معدلات المواليد عن طريق تقرير عقوبة اقتصادية على من يزيد إنجابه عن طفلين ، وتكافئ من يقتصر على طفل واحد ، ومن جهة أخرى تعمل الدول قليلة السكان خاصة الغنية بمواردها على زيادة معدلات المواليد.
5) الضغط السكاني قد يؤدي على وجود منازعات دولية ، والإساءة إلى العلاقات الدولية ، نتيجة للمنافسة الحادة للحصول على الموارد الطبيعية والاقتصادية مما يدفع بالدول المزدحمة بالسكان إلى الاعتداء على الدول المخلخلة سكانيا ، وسوف يكون الضغط السكاني الهائل في الشرق الأقصى عاملا حاسما في العلاقات بين هذه المنطقة واستراليا.
4-تركيب السكان:
ويقصد به التركيب من حيث النوع والعمر والجنس والحرفة والتعليم وغيرها من الصفات ، ويتمثل دوره في أنه سيحدد فاعلية الأفراد من ناحية مساهمتهم في القوة القومية للدولة ، وتكشف الأهرامات السكانية عن ذلك بوضوح ، ويلاحظ أن فاعلية الفرد في المساهمة في القوة القومية للدولة تكون محدودة جدا في الدول المتخلفة لأنه يعاني من الأعداء الثلاثة الفقر والجهل والمرض وعلى العكس من ذلك في الدول المتقدمة.
5- الهجرة وأثارها السياسية:
الهجرة حلا جزئيا ومؤقتا لمشكلة الكثافة السكاني ، بالإضافة إلى أنها تؤدي بالدولة إلى فقد ذخيرة شبابها ؛ وعلمائها ، وهذا بلا شك يضعف من قوتها خاصة لو كانت متخلفة تكنولوجيا .
ـ والهجرات الضخمة التي لا تخضع لأي قواعد دولية قليلة في التاريخ ومن أمثلتها هجرة رعاة الاستبس من وسط آسيا إلى الشرق الأقصى (الصين) ، وشرق أوروبا ، والشرق الأوسط خلال الفترات التاريخية المختلفة. وهجرة المسلمين التي خرجت من شبه الجزيرة العربية شرقا إلى الفلبين وجزر الهند الشرقية ، وغربا إلى شمال إفريقيا وأسبانيا ، وشمالا إلى الشام وتركيا والبلقان ، حيث أدت على تغييرات ديموغرافية وحضارية واقتصادية وسياسية بعيدة الأثر في المناطق التي حلوا فيها .
ـ وفي التاريخ الحديث يمكن التمييز بين ثلاثة موجات رئيسية للهجرة: الأولى مع الكشوف الجغرافية وصحبها اتجاه كبير للأوروبيين نحو العالم الجديد ، وكان معها عمليات خطف للزنوج من إفريقيا وبيعهم كرقيق للعمل في مزارع البيض . والموجة الثانية مع الثورة الصناعية خرجت جموع الأوروبيين نحو العالم القديم إفريقيا وآسيا بغرض استغلال مواردها الطبيعية. والموجة الثالثة: في أواخر القرن العشرين وجاءت نتيجة لتقدم وسائل النقل والمواصلات وتعدد أنواعها البري والمائي والجوي ن وتميزي الهجرة بها أنها كانت في جميع الاتجاهات ، ولكن يلاحظ عليها أنها كانت هجرة للفقراء والعلماء حيث خرجت هجرات كثيرة من البلاد العربية الفقيرة ومن أقطار جنوب شرق آسيا قاصدة الدول العربية البترولية والبلاد المتقدمة في أوروبا ، والولايات المتحدة الأمريكية.
ـ وقدرت هيئة المم المتحدة عدد المهاجرين بحوالي 20 مليون ن منهم 12 مليون في العالم الثالث ، وأثارت هذه العمالة حساسيات سياسية كثيرة مثل : الهجرة غير الشرعية للولايات المتحدة ، والدول الأوربية . وهناك أثر كبير ايضا على الدول المصدرة للهجرة ألا وهو هجرة العقول من البلاد النامية إلى البلاد المتقدمة ، وتأتي هذه العقول من الهند وباكستان والفلبين ومصر وبنجلاديش . ولكن لا ينفي ذلك وجود مزايا للأطراف الثلاثة الدول المرسلة ، والمستقبلة ن والعمالة ، مثل تنمية البلاد المستقبلة ، وتخفيف حدة البطالة في الدول المرسلة ، ومن التحويلات المالية والاستفادة المادية للعمالة.
ب – وظائف الحدود السياسية .
تتحدد وظائف الحدود السياسية في أربع وظائف مهمة : هي الحماية والأمن ، حماية الإنتاج الاقتصادي ،الوظيفة السياسية والقانونية،تنظيم التبادل التجاري.
- الأمن والحماية: كان الغرض الأساسي لإنشاء الحدود في الماضي هو الأمن والحماية. فأقامت الكثير من الإمبراطوريات الاستحكامات العسكرية مثل سور الصين العظيم ، وأنشأت الإمبراطورية الرومانية جدارا على نهر الدانوب ليحميها من هجمات رعاة الاستبس تحصينات خط ماجينو على الحدود الشمالية الشرقية لفرنسا مع ألمانيا ، ومازالت الدول تأخذ بالفكرة في الوقت الحاضر فأنشأت إسرائيل على طول حدودها مع الدول العربية دوائر الكترونية مكهربة ، ومزودة بوسائل الكشف والإنذار لمنع التسلل ، وأنشأت الكويت على طول حدودها مع العراق خندقا مليئا بالألغام لمسافة 200 كم وبعمق 3 أمتار وبعرض 5 أمتار وسورا ارتفاعه 4 أمتار وزودته بدوائر الكترونية مكهربة ووسائل للكشف المبكر والإنذار وذلك بعد غزو العراق لها عام 1990 . وكلما كان طول الحدود قصيرا كلما كان ذلك أفضل في الحماية ، والشكل المندمج هو أفضل الأشكال.
- حماية الإنتاج الاقتصادي: تحدد الحدود السياسية نصيب كل دولة من موارد الثروة وتحيط بها ن وتعمد الدول على تعيين حدودها بدقة حتى لا يصبح استغلال هذه الموارد سببا في قيام المنازعات بينها.ويحدث النزاع على الحدود السياسية لأسباب كبيرة منها الموارد الاقتصادية مثال حديد اللورين بين فرنسا وألمانيا ، وحقول البترول والغاز الطبيعي بين دول الخليج العربية.
ـ وتعمل الحدود السياسية على منع تهريب السلع عبر حدودها حتى لا يتضرر اقتصادها ، وتراقب تدفق السلع عبر الحدود في الاتجاهين ، وتقوم بتحصيل الرسوم الجمركية على السلع المستوردة .
ـ وقضت ظروف الحد الذي يسير في منطقة صحراوية إلى اتفاق الدول المشتركة على السماح للبدو بالعبور في كلا الاتجاهين بحثا عن الماء والكلأ.
ـ وتكثر عند نقاط العبور بعض الخدمات مثل محطات التموين والوقود والمطاعم والمحلات السياحية واستراحات ، والنزل والفنادق الصغيرة ، وورش الصيانة والإصلاح وذلك لتستفيد من العابرين.
3- الوظيفة القانونية والسياسية:
الحد السياسي يعبر عن وضع قانوني ن وحالة ملكية ، وحالة شرعية ، ولا يمكن اجتياز الحد السياسي لدولة ما إلا وفقا للقوانين المتعلقة بذلك . والحد السياسي يحدد القوانين التي سيخضع لها كل فرد طالما كان يعيش داخل الحدود السياسية لها حتى وإن لم يكن من مواطنيها .
4-تنظيم التبادل التجاري والانتقال عبرها:
مع تطور الزمن استحدثت وظيفة جديدة للحدود السياسية ألا وهي وظيفة الوصل ، بعد أن كانت وظيفة الحد السياسي تقتصر على الفصل
وتتوقف أهمية الغرضين الأساسيين للحدود (الفصل والوصل) على طبيعة الإقليم الذي تمر به ، وعلى ظروف وعلاقات الدول المتجاورة ودرجة تقدمها . فإذا لم تكن المنطقة التي تمر بها الحدود أهلة بالسكان فستكون وظيفته الفصل ، مثل الحدود الجبلية بين السويد والنرويج لذلك لم تزدهر التجارة بينهما ، في حين أن التجارة مزدهرة بين النرويج والدنمرك على الرغم من البحر يفصل بينهما . وإذا كانت الدول المتجاورة متقدمة كانت الحدود عامل وصل مثل الحد بين كندا والولايات المتحدة.
ج – إذكر تعداد:معايير تخطيط الحدود السياسية .
الاول:المعيار الاستراتيجي.
الثانى:الأثنوغرافي والحضاري.
الثالث:المعيار الاقتصادي. المعيار الرابع: معيار القوة
……………………………………………………………………………….
السؤال الثاني (10 درجات)
1- العلاقة بين الجغرافيا السياسية والعلوم الأخرى.
ترتبط الجغرافية السياسية بعدة فروع جغرافية بالإضافة إلى مجموعة من العلوم القريبة منها ، ويبرز ذلك من خلال النقاط التالية:
- ترتبط الجغرافية السياسية بالجغرافية التاريخية فالدولة ظاهرة سياسية من صنع الإنسان ، لذلك فهي عرضة للتغير ، والتغير موضوع الجغرافية التاريخية ، والجغرافية السياسية تحاول فهم الظاهرة السياسية في الوقت الحاضر ، ولا يمكن فهم الحاضر إلا في ضوء الماضي واستشراق المستقبل ، ولا يمكن دراسة العلاقات الخارجية والداخلية للدولة دون الرجوع إلى ماضيها . ومن هنا جاءت أهمية الجغرافية التاريخية بالنسبة للجغرافية السياسية.
- ترتبط الجغرافية السياسية بعلاقة قوية أيضا مع علم التاريخ فالتاريخ هو دراسة الجغرافية في الزمان ، والجغرافية هي دراسة التاريخ في المكان . ويرى راتزل " أن الجغرافية السياسية هي التفسير الجغرافي للتاريخ" أي كيف تؤثر الظروف الجغرافية على الأحداث التاريخية . والتاريخ فعل ماضي ( أي جهد الإنسان في المكان في الزمن ) والجغرافية فعل مضارع ( جهد الإنسان في المكان في الوقت الحاضر) . وعلى كل فالعلاقة وثيقة بين التاريخ والجغرافية ، وتبرز في نقاط ثلاث : هي التاريخ ذاكرة الأمة ، والجغرافية هي بيت (مكان) الأمة ، والتاريخ ذخر الأمة ، والجغرافية ذخيرة (ممتلكات ) الأمة . والتاريخ تراث الأمة ، والجغرافية وعاء الوطن .
- ترتبط الجغرافية السياسية بالجغرافية الاقتصادية لأن دراسة الظروف الاقتصادية للدولة داخل حدودها السياسية ، وتحليل مواردها الطبيعية والبشرية ، وتقصي عدالة توزيعها داخل الإقليم ، يعد من المقومات الأساسية لقيام الدولة ، وله دور كبير وحاسم في رسم حدودها السياسية ، وتحديد علاقتها بالدول ، ورسم علاقتها الخارجية.
- توجد علاقة حميمة بين الجغرافية السياسية والجغرافية الإقليمية حيث تركز الأخيرة على إبراز أهم الموارد الطبيعية والبشرية داخل الإقليم ، وتحاول إبراز التباينات والاختلافات ، والتشابهات داخله من أجل الكشف عن شخصية كل إقليم ، ومدى العلاقات التكاملية او التنافسية بين الأقاليم المتعددة ، وكيفية تحقيق العدالة والتكافل المكاني بين هذه الأقاليم. وبذلك تقدم الجغرافية الإقليمية للجغرافية السياسية الكثير من المعلومات التي تحتاجها ، لتمثل أساسا لتحليل قوة الدولة داخل حدودها السياسية.
- وتوجد علاقة بين الجغرافية السياسية والعلوم السياسية فالعلوم السياسية هي دراسة العلاقة بين الحاكم والمحكوم ، والنظريات والمبادئ السياسية ، ومدى تفاعل الإنسان معها ، بينما تقوم الجغرافية السياسية بتحليل تلك النظريات في ضوء المعلومات الجغرافية .والجغرافية السياسية تعتبر أن الدولة مكونة من أربعة عناصر : الأرض ، والشعب ، والسلطة المنظمة لهذه العلاقة ، والسيادة لذلك فهي تعد حلقة الوصل بين الجغرافية من جانب والعلوم السياسية من جانب آخر.
- توجد علاقة وثيقة بين الجغرافية السياسية وعلم العلاقات الدولية باعتبار أن العلاقات الدولية هي فرع من فروع علم السياسة ، تهتم بدراسة السياسة الخارجية للدول ، وتفاعل هذه السياسات مع بعضها ، وعلماء السياسة يهتمون بالاختلافات المكانية التي قد تؤثر في السلوك الدولي ، و الجغرافية السياسية تهتم بدراسة السلوك الدولي في المكان . وبذلك تعد كثير من أسس العلاقات الدولية موضوعات في الجغرافية السياسية مثل : توازن القوى العالمية ، المنظمات الدولية ، التحالفات والتكتلات الاستراتيجية والعسكرية. والشكل التالي يوضح العلاقة بين الجغرافية السياسية والعلوم الأخرى.
2- أنواع نزاعات الحدود السياسية .
ويمكن التعرف على أربعة أنواع من النزاعات :
1- النزاع بخصوص موقع الحد: والنزاع على موقع الحد له جانيان واحد قانوني بخصوص تفسير نص ورد في معاهدة الحد ، والثاني جغرافي لعدم التطابق بين الحد والأرض التي يمر بها ، ومن أمثلة ذلك النزاع ما حدث بين انجلترا وألمانيا 1886 بخصوص الحد بين مستعمرتي نيجيريا والكمرون وقتذاك. ونسير بعض الحدود مع النهار مما يتسبب في نزاع على موقع هذه الحدود النهرية
-2 نزاع على منطقة تحاول إحدى الدول أن تنزعها من دولة أخرى سواء كان ذلك في اليابس أو الماء مثل الذي حدث بين العراق والكويت ،والعراق وإيران.
-3 نزاع على الموارد التي تقع في المناطق الحدودية كأن يكون بها منجم أو نهر للصيد ، أو ثروات معدنية، أو أنهار دولية مثل مشكلة حوض النيل حيث يشترك في نهر النيل عدة دول هي أوغندة والسودان وإثيوبيا ومصر وكينيا ورواندا وبوروندي والكنغو الديموقراطية واريتريا وتنزانيا. فتستطيع الدول التي تقع في أعالي النهر أن تحجز المياه عن دول المصب ، وتستطيع دول المصب ان تقيم سدود وحواجز على مجراه فتغرق أراضي الدول التي تقع في أراضيه.
-4 نزاع بسبب الحدود التي نشأت في ظروف اختلفت كثيرا عن الواقع ، كأن تكون نشأت نتيجة تكوين دولة حاجزة تغير مفهومها في الظروف الحالية مثل كشمير وأفغانستان.
-5 نزاع بسبب وجود خصائص معينة في أطراف الدولة ذات جاذبية للدولة ، كأن تسكنها قومية تابعة لها ن أو تظهر فيها ثروة معدنية ، أو تكون إحدى الدولتين قد إنفردت بتعيين حدودها دون مراعاة حقوق ومصالح الدول المجاورة مثل النزاع على الصحراء المغربية بين المغرب والجزائر
3- النقل كأحدالعوامل الجغرافية الاقتصادية لقوة الدولة .
يعتبر النقل من العوامل المهمة التي تؤثر في الجغرافية السياسية ، ويمكن تناول أثره من ناحيتين : الأول يهتم بدراسة أثره الداخلي ، والثاني يهتم بدراسة أثره الخارجي.
ـ تمكن شبكات النقل الجيدة الحكومة من إحكام سيطرتها على كل أجزاء الدولة ، وهوامشها ، وإدارتها بكفاءة ، وتنعكس هذه السيطرة على قوة الدولة وزيادة درجة وحدتها. ومن خلال فحص خرائط شبكات النقل وتحليلها يمكن الاستدلال على قوة الدولة ودرجة تماسكها.
ـ تمكن شبكات النقل الجيدة الحكومة من الحيلولة دون انفصال أية منطقة من بلادها ، مما يجعل شبكات النقل عاملاً أساسيا في تحقيق الأمن الداخلي للبلاد
ـ وتعتبر شبكات النقل بمثابة عامل أساسي في حماية الدولة والدفاع عنها ضد أي عدوان خارجي ، إذ تسهل شبكات النقل الجيدة عملية نقل الجيوش والمعدات العسكرية إلى مواقع الخطر لمواجهته. لذا تعتبر سهولة الاتصال بالمناطق المختلفة من أهم الاعتبارات في النواحي العسكرية.
1- النقل البحري :
للنقل البحري أهمية كبيرة في الجغرافية السياسية نظرا لإجماع الدول على عدم المساس بحرية الملاحة الدولية في أعالي البحار. كما تم الإتفاق على قواعد المرور في المضايق البحرية ، والأرخبيلات ، ووضعت قواعد خاصة لتجنب اصطدام السفن ، وتفادي تلوث مياه البحار ، كما تؤثر طرق الملاحة البحرية في الجغرافية السياسية لكثير من الدول ، كما أنها تتأثر بالاعتبارات السياسية فعللا سبيل المثال سارعت إنجلترا إلى السيطرة على المناطق الاستراتيجية مثل السيطرة على مضيق جبل طارق للسيطرة على التجارة في جزر البحر المتوسط ، وقناة السويس ، وللتحكم في مضيق باب المندب للسيطرة على التجارة في البحر الأحمر والمحيط الهندي ، واحتلت سنغافورة لتتحكم في مضيق ملقا ، والسيطرة على جزر فوكلاند للسيطرة على مضيق ماجلان .
1- النقل الجوي :
ـ تستطيع الطائرات أن تحلق فوق أي منطقة من الكرة الرضية ، وعلى الرغم من ذلك فعلى الطائرات أن تطير على ارتفاعات معينة وتسلك ممرات محددة ، ويعترف القانون الدولي بسيادة الدول على نطاقها الجوي تماما ، مثل سيادتها على يابسها ومياهها الإقليمية وما تحتهما.
ـ ويعد النقل الجوي أكثر أنواع النقل ارتباطا بالسياسة لأن المجال الجوي ليس مفتوحا لأي دولة كالمجال البحري . وتلجا الدول بحجة دوافع الأمن القومي إلى تقييد الملاحة الجوية للدول الأجنبية في سمائها ، ولا تسمح إلا باستخدام ممرات معينة قد يكون لزيادة الأمان ، أو لعدم مضايقة السكان ، أو لأغراض سياسية واستراتيجية.
3- الطرق البرية:
شق الطرق البرية وصيانتها من وظائف الحكومة بمستوياتها المركزية ، والإقليمية ن والمحلية ، وللطرق البرية جانبها السياسي الكبير ، على سبيل المثال تتميز الشوارع والطرق في الأحياء الشعبية بالمدن ، وبمناطق الفقراء وفي الأرياف بسوئها.
وللطرق التي تعبر الجبال أهمية سياسية وحربية كبيرة في كل جهات العالم، فقد تؤدي إلى تعمير المناطق الجديدة، أو الربط بين تجمعات سكانية مهمة ، أو توفر محاور للغزو مثل ممر خيبر في جبال سليمان، وممر متلا في شبه جزيرة سيناء.
ولا شك أن للطرق البرية التي تعبر القارات مغزى سياسي كبير منذ القدم مثل طريق الحرير الذي كان يمر بوسط آسيا، ويربط بين الصين والامراطورية الرومانية في أوروبا. وهناك محاولات لإحيائه ولكن باستبداله بخطوط سكة حديد.
2- السكك الحديدية:
لخطوط السكك الحديدية مغزى سياسي كبير، حيث قامت السكك الحديدية بدور رئيسي في فتح المناطق الجديدة للتعمير وللزراعة والتعدين ولقطع الغابات ولتوطين الصناعة، ومعظم السكك الحديدية في العالم ملكية حكومية لخطورة وضعها من كافة الجوانب، وحتى في الحالات النادرة التي ينشئها القطاع الخاص يكون تحت إشراف الدولة.
وقد أنشأ الاستعمار خطوطا حديدية لأغراض سياسية، وعرقلة القوى الاستعمارية إنشاء خطوط السكك الحديدية في المستعمرات، بل وعرقلة توحيد مقياس السكك الحديدية في المستعمرات المجاورة منعا للاتصال بينها، مثل اختلاف مقياس السكة الحديد في كل من مصر والسودان لتدخل الإنجليز في ذلك لأغراض سياسية .
3- خطوط الأنابيب
تعد خطوط الأنابيب من أحدث الوسائل لنقل البترول والغاز الطبيعي، وغيرها وترتبط في عبورها بين الدول باعتبارات سياسية فخط التابلين يبدأ من السعودية إلى لبنان، ولما أراد الاتحاد السوفيت سابقا إنشاء 6 خطوط أنابيب لنقل الغاز الطبيعي من غرب سيبيريا إلى غرب أوروبا 81/1985، اعترضت أمريكا على ذلك لأسباب أمنية وسياسية ،وقررت فرض حظر على أي دولة أو مؤسسة غربية تساعده، إلا أن هذا التهديد لم يفلح وأنشئ أحد هذه الخطوط في 1983.
-4 النقل النهري:
للأنهار وجوه سياسية متعددة ، منها أنها مثار نزاعات دولية سواء فيما يتعلق بمشكلة تقسيم المياه ، كما هو في دول حوض النيل الآن ، أو حقوق الملاحة ن واستغلال المياه ، وتوليد الكهرباء ، وإقامة السدود . كما قد تسير الأنهار مع الحدود السياسية بين الدول ، كما يجري توصيل الدول الحبيسة بسواحل البحار والمحيطات عن طريق الأنهار (الراين / الدانوب) ز ولقد نظمت العديد من الاتفاقيات التي تنظم قواعد الملاحة في الأنهار الدولية.
5- المواصلات :
ـ تتعدد أنواع المواصلات فمنها التليفون /الهاتف ، والتلغراف / البرق، والراديو / التلفزيون ، والانترنت (شبكة المعلومات الدولية ) . ولها جميعا تأثير كبير على الناس في كل مكان .
ـ كما أنها تتميز بأنها أكثر دولية من النقل ، وتأثيرها كبير ، حيث أنها تعبر الحدود السياسية دون إذن أو تدخل ، ومحاولة منع بثها أو عرقلته مكلفة. ـ ـ ولقد أصبحت القنوات الفضائية لها تأثير دعائي قوي ، ولها أهداف سياسية ، وتشكل دورا مهما في تغيير الآراء، ومحاربة الديكتاتورية ، ونشر الديموقراطية ، وتنشيط حركات حقوق الإنسان.ولكن لها وجه آخر يتمثل في وجود قنوات تعمل على التعصب العنصري ، والحض على الجريمة ، والرزيلة والعنف والتحلل الخلقي ، والتحقير من الأديان .
ـ كما تستغل شبكة الانترنت لأغراض سياسية متنوعة فقد ظهرت عليها مواقع تبث ضد نظم الحكم القائمة، وأيضا توجد بها مواقع تحض على التحلل الخلقي ، والرزيلة ، والعنف ، والجريمة وتحقير الديان .لذا تعد تلك البرامج والمواقع غاية الخطورة من الناحية السياسية.
ـ ولوسائل الاتصال المكتوبة (الصحف ، المجلات ، الكتب ، المذكرات) دور كبير في التأثير على الآراء ونقل الأفكار ، نظرا لأنها واسعة الانتشار ، وذات تأثير فعال ، وتمتلك الحكومات بعض الصحف أو على الأقل تنظم عملها ، وإذا كانت الحكومة مالكة للصحف والمجلات فتتحكم فيمن يكتب فيها ، وفي المادة المكتوبة ، والمنشورة بها ، وإذا لم تمتلكها فإنها تمارس ضغوطا عليها من خلال الرقابة الصارمة ( حظر النشر ، الإغلاق ، سحب الترخيص ، السجن، وغير ذلك من الإجراءات التعسفية، وذلك من أجل التأثير على أفكار الناس ، والترويج لاتجاهات معينة، ونظم الحكم فيها، وللتحكم في التطور السياسي ، والاقتصادي ، والاجتماعي لبلادها وشعوبها.
...........................................................
السؤال الثالث (10 درجات)
(تؤثر قوة الدولة بشكل واضح على سلوك الدولة السياسى نظرا لانها تتوقف على خصائصها الجغرافية)تناول بالدراسة:
1-أنواع قوة الدولة.
وتوجد عدة أنواع من قوة الدولة :
- القوة المورفولوجية:
وهو القوة التي تستمدها الدولة من مساحتها ، وشكلها ، وموقعها الجغرافي ، ومظاهر التضاريس بها . فالمساحة الكبيرة ، والشكل المندمج ، والوقوع عند مسطحات مائية ، والتمتع بالمناطق التضاريسية السهلية، كلها عوامل يؤدي تضافرها إلى زيادة القوة المورفولوجية للدولة. إلا أن التطورات التكنولوجية الحديثة قللت من أهمية تلك العوامل.
- القوة الديموغرافية:
وهي القوة التي تستمدها الدولة من عدد سكانها ومهاراتهم التقنية ، وصحتهم ، وعلمهم ، وتركيبهم العمري ، والجنسي ، ونشاطهم الاقتصادي ، وأخلاقهم، فكل ما سبق يدل على مدى تماسكهم . كما توجد أيضا القوة المعنوية.
- القوة الاقتصادية:
تستمد الدولة قوتها من مواردها الاقتصادية ، والكفاءة التي تستغل بها هذه الثروات ، ومدى امتلاكها للتقنية الحديثة ، وعلاقتها التجارية ، ودرجة الاكتفاء الذاتي، وكم ثرواتها ، ومدى تحقيقها للعدالة الإقليمية في توزيع الموارد الاقتصادية ، وكذلك تحقيقها للعدالة الاجتماعية في توزيع تلك الثروة، ومدى توافر شبكة جيدة وسهلة ومتطورة ومتنوعة من طرق النقل البري ، والمائي ، والجوي. فكل ذلك يزيد من قوتها الاقتصادية.
- القوة التنظيمية:
وتعني نوعية الحكومة ، ومستويات الحكم والإدارة داخلها . والحكومة الديموقراطية تتيح قدر من القوة للدولة عن الحكومة الديكتاتورية. وعلى الرغم من عدم تكذيب التاريخ لهذا الافتراض ، إلا أنه أثيرت حوله تساؤلات ، حيث نجحت بعض الحكومات الشمولية في العصر الحديث في كسب قوة وتأييد.
- القوة العسكرية:
عدد أفراد الجيش ، ومقدار المعدات العسكرية ن ونوعيتها ، وميزانية الدفاع للجيوش ، ونوعية المقاتل ؛ ودرجة تعلمه ووعيه ؛وأخلاقه ؛ وإخلاصه، وامتلاك الدولة لجهاز مخابرات قوي ذا كفاءة عالية . ومدى دخول الدولة في تحالفات عسكرية لمعاونتها وقت الطوارئ.
- قوة العلاقات الخارجية:
تتحدد عن طريق عضوية الدولة في المنظمات الدولية ن والأحلاف العالمية ، وقوة هذه الأحلاف ، ودرجة الوثوق بها ، وكذلك السمعة الدولية ، والمساعدات الخارجية . فالدولة تستمد قوتها من الخارج كما تستمدها من الداخل .والدولة التي تساهم كثيرا في الشئون العالمية تتمتع بفرص أوسع لزيادة قوتها عن الدولة المعزولة عن المسرح الدولي.
- القوة الشاملة:
وهي حاصل جمع كل أنواع القوة التي سبقت الإشارة إليها.
2- الحدود الهندسية كأحد تصنيف الحدود السياسية.
- الحدود الهندسية : Geometrical Boundaries
وهذه الحدود تأخذ شكل خطوط مستقيمة ، أو مثلثات ، أو دوائر ، ولا تتأثر بالظواهر الطبيعية التي تقف أمامها ، وتكون مثل تلك الحدود مناسبة حينما يندر السكان فيها ، وظهرت عيوب تلك الحدود الهندسية خاصة في إفريقيا حيث خططت كثير منها تبعا لرغبات المستعمرين ، دون مراعاة للظروف البيئية ؛ ورغبات السكان. ونحو نصف الحدود السياسية في إفريقيا تعد حدوداً هندسية ، ومعظمها في مناطق صحراوية جافة مثل حدود موريتانيا ، ومالي ، والجزائر، وليبيا ، والنيجر، وتشاد.
3- الموقع الجغرافى كأحد العوامل الجغرافية الطبيعية لقوة الدولة .
1- الموقع الجغرافي: Situation
يعد الموقع أحد العناصر الطبيعية الرئيسية في الدولة ، وأحد العوامل المهمة التي تؤثر في الجغرافية السياسية للدولة؛ لتأثيره على سلوكها السياسي لحكوماتها ؛ وعلى علاقة الدولة بغيرها من الدول ؛ ولتأثيره على اتجاهات سكانها . ويمكن إرجاع كثير من نشاط الدولة وخصائصها إلى الموقع الجغرافي . وينقسم الموقع الجغرافي إلى نوعين أساسيين ، هما : الموقع الفلكي ، والموقع النسبي ، وينقسم الأخير إلى عدة أنواع
1 الموقع بالنسبة للبحار والمحيطات .
2- الموقع بالنسبة للدول المجاورة .
3- الموقع بالنسبة لسهولة الاتصال أو المركزية والهامشية .
4- الموقع الاستراتيجي .
1- الموقع الفلكي:
ويطلق عليه الموقع الرياضي ، ويعني الموقع بالنسبة لخطوط الطول ودوائر العرض الأول يؤثر في الزمن ، والثاني يؤثر في المُناخ. وينقسم العالم بالنسبة للموقع الفلكي إلى عدة مناطق حيوية أو بيئات متنوعة كل منها له تأثيره السياسي الذي يختلف فيه عن الآخر ، والخريطة التالية توضح مناطق البيئات المتنوعة في العالم
1- البيئة الاستوائية:
محكوم عليها بالتأخر، لأن مُناخها يتسم بالرتابة المزمنة ،نظرا لاقتران الحرارة المرتفعة طوال العام، مع الرطوبة العالية، مع المطر المستمر طوال السنة ، ويطلق عليه إقليم 80درجة فهرنهيتية ،80 بوصة، 80% نسبة الرطوبة. مما يجعل الجو غير محتمل ، ولا يشجع الإنسان على بذل الجهد للتقدم ، ويقتل الحاجة عند الإنسان ، مما يؤدي إلى الكسل والخمول ، بالإضافة إلى وجود ذبابة تسي تسي التي تصيب الإنسان بالكسل والخمول الذي يصل إلى حد الموت .
والإنسان في الجهات الاستوائية يستطيع أن يوفر غذائه بنفسه بأقل مجهود ممكن ، عن طريق التقاط الجذور والفاكهة من الأشجار ، أي ليست لديه دوافع ولا حاجة إلى التقدم ؛ والحاجة أم الاختراع .
لذلك فساكن هذه البيئة متخلف ومتأخر ؛ فهي بيئة بلا حضارة . كما إن تلك البيئة تُعد مقبرة الرجل الأبيض الذي رحل عنها وتركها ؛ حيث ذابت حضارته تحت رتابة مُناخها . ويمثلها أحسن تمثيل الغابات الاستوائية في حوض الكنغو بإفريقيا ، وغابات حوض الأمزون في أمريكا الجنوبية
2- البيئة القطبية:
كذلك يعتبر مُناخ البيئة القطبية عائقا أمام الحياة البشرية ، ولابد أن يأتيها التقدم هي الأخرى من خارجها ، شأنها في ذلك شأن الجهات الاستوائية ، ولهاتين الجهتين أثر كبير على الإنتاج الاقتصادي حيث تمثل تلك الجهات صعوبة بالغة أمام الاستغلال الاقتصادي . كذلك لا يتوفر وجود دول عظمى في البيئتين .
3- البيئة الصحراوية :
وكذلك المُناخ الجاف شديد الحرارة (تعد المناطق الصحراوية أكثر جهات العالم حرارة) يعرقل التقدم لندرة الأمطار ، وقلة مياه الشرب ولقسوة الطبيعة، ولكن حديثا امتلك الإنسان الوسائل التي تمكنه من التكيف مع هذه البيئة الصعبة ، ومع اضطراد التقدم العلمي والتقني ( كما في دول الخليج التي استثمرت عائدات البترول في تحسين بيئتها الصحراوية، وتكيفها معها والتفوق عليها حضاريا) كما ظهر الارتقاء الحضاري عند أطراف الجهات الاستوائية .
4- المناطق المعتدلة :
من خلال نظرة واحدة للخريطة التالية التي توضح أقاليم العالم الاقتصادية ، يتبين أن معظم الدول المتقدمة ، تقع في العروض المعتدلة بعيدا عن المناطق المدارية والقطبية . ومن الأمور التي تعكس تأثير الموقع الفلكي على النواحي السياسية ، وجود ارتباط وعلاقة وثيقة بين الاستعمار والمُناخ ، فانقسم الاستعمار إلى قسمين : الأول استنزافي ويرتبط بالمناطق قاسية المُناخ ، والثاني استيطاني ؛ويرتبط بالمناطق المعتدلة.
2- الموقع بالنسبة للبحار والمحيطات (البحرية):
يلاحظ أن الدول العظمى في العالم منذ أن عرف الإنسان الملاحة ، إنما هي دول بحرية ( الفينيقيين ، الإغريق ، الأسبان ، البرتغال ، هولندا ، النرويج ، بريطانيا الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس ، اليابان) ولا توجد دول عظمى اليوم وليست بحرية سوى روسيا.
ويؤدي الموقع الساحلي للدولة إلى أمرين مهمين هما : غناها الاقتصادي والاحتكاك الحضاري وبالتالي قوتها وتقدمها . فوقوع الدولة على البحر يشجعها على البحث فيه عن الثروات المعدنية (البترول ، الغاز الطبيعي، الأملاح ؛ المعادن ؛ الإسفنج ؛اللؤلؤ) ، واستخراج الأسماك . أو ركوب البحر والعمل بالوساطة التجارية ، أو يضمن مرور طرق التجارة الدولية العالمية من أمامه .
كما يسهل البحر عملية الاحتكاك الحضاري ، مما يجعله محورا للتقدم نتيجة لاحتكاكه بالحضارات المجاورة . ويخلق بيئة ذات عقول متفتحة لديها الرغبة في استيعاب الآخر وعدم رفضه والتعامل معه ورفض الانغلاق والانعزالية.
كما يمتاز سكان البيئة البحرية بغريزة حب الاستطلاع ، والنظرة العالمية وتقبلهم لكل جديد في سهولة ويسر ، وأنها عادة تكون أرقى من الداخل لارتباط جماعات السواحل بتيارات الحضارة ومحاور التقدم.
وبالإشارة إلى أهمية استخدام الأسلوب الكمي في التحليل في الجغرافية السياسية توجد معادلة رقمية تُظهر أثر الموقع الساحلي ؛واختلافه عن الموقع الداخلي :
4- المواقع المركزية والهامشية :
المواقع المركزية هي المتوسطة جغرافيا ، والمواقع الهامشية هي الواقعة على الأطراف ، مثل موقع مصر مركزي ، موقع استراليا هامشي . وعلى مستوى الدول موقع القاهرة مركزي ، وموقع السلوم هامشي .
والموقع المركزي يسهل العلاقات التجارية بين الدول ، والمحيط الأطلسي من أكثر محيطات العالم مركزية لوقوعه بين أعظم منطقتين في العالم أكثر تقدما أمريكا وغرب أوروبا .
كما تساعد مركزية المواقع على تبادل الآراء ؛ والأفكار ؛ والإيديولوجيات ، مثل انتشار الثورة الصناعية الأولى في دول غرب أوروبا.
وتجدر الإشارة إلى أن المركزية والهامشية ليست ثابتة جغرافيا ، ويرجع ذلك إلى التغير التقني . فقد كان البحر المتوسط واحدا من أكثر المناطق مركزية في العالم ، وكان غرب أوروبا موقع هامشي .
ثم انتقل مركز الثقل من شرق البحر المتوسط عند الإغريق والرومان ثم إلى الحوض الغربي عند الأسبان ، ثم غرب أوروبا على الساحل الشرقي للمحيط الأطلنطي ثم شرق الولايات المتحدة على الجانب الآخر من المحيط نفسه.
وهناك احتمال لإنشاء طريق عالمي ينافس قناة السويس من خلال الملاحة أسفل المحيط المتجمد القطبي الشمالي باتجاه انجلترا ، واليابان ، والنرويج لنقل التجارة من الشرق الأقصى إلى غرب أوروبا عبر ذلك الطريق.
5- المواقع الاستراتيجية :
وهو الموقع الذي يتيح للقوى المسيطرة عليه مزايا اقتصادية وسياسية وعسكرية في وقت السلم والحرب ، فيتحكم في وقت السلم في الحركة التجارية ، وتنشا فيه القواعد العسكرية في وقت الحرب ومن أمثلة هذه المواقع المضايق ، القنوات الملاحية ، أشباه الجزر ، والجزر ، أودية الأنهار ومصباتها الخارجية ، الممرات الجبلية .
……………………………………………………………………………………
مع خالص الأمنيات بالتوفيق
أ.د.م /مســـعد بحــــيرى
(تتأثر الدولة بمجموعة من العوامل الجغرافية سواء الطبيعة والاقتصادية والبشرية لقوة الدولة) تناول بالدراسة:
نموذج اجابة :امتحان الفصل الدراسي الأول للعام الجامعي 2015-2016 م
د مسعد السيد أحمد بحيرى تاريخ الامتحان الاربعاء 13 يناير 2015م
- الأمن والحماية: كان الغرض الأساسي لإنشاء الحدود في الماضي هو الأمن والحماية. فأقامت الكثير من الإمبراطوريات الاستحكامات العسكرية مثل سور الصين العظيم ، وأنشأت الإمبراطورية الرومانية جدارا على نهر الدانوب ليحميها من هجمات رعاة الاستبس تحصينات خط ماجينو على الحدود الشمالية الشرقية لفرنسا مع ألمانيا ، ومازالت الدول تأخذ بالفكرة في الوقت الحاضر فأنشأت إسرائيل على طول حدودها مع الدول العربية دوائر الكترونية مكهربة ، ومزودة بوسائل الكشف والإنذار لمنع التسلل ، وأنشأت الكويت على طول حدودها مع العراق خندقا مليئا بالألغام لمسافة 200 كم وبعمق 3 أمتار وبعرض 5 أمتار وسورا ارتفاعه 4 أمتار وزودته بدوائر الكترونية مكهربة ووسائل للكشف المبكر والإنذار وذلك بعد غزو العراق لها عام 1990 . وكلما كان طول الحدود قصيرا كلما كان ذلك أفضل في الحماية ، والشكل المندمج هو أفضل الأشكال.
- حماية الإنتاج الاقتصادي: تحدد الحدود السياسية نصيب كل دولة من موارد الثروة وتحيط بها ن وتعمد الدول على تعيين حدودها بدقة حتى لا يصبح استغلال هذه الموارد سببا في قيام المنازعات بينها.ويحدث النزاع على الحدود السياسية لأسباب كبيرة منها الموارد الاقتصادية مثال حديد اللورين بين فرنسا وألمانيا ، وحقول البترول والغاز الطبيعي بين دول الخليج العربية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق