حوض وادي تناملو عامل نحت في البیئة شبه الجافة
وعامل إرساب في البیئة الجافة
من السفح الجنوبي للجبل الأخضر
دراسة حالة تطبیقیة جیومورفولوجیة بیئیة ھیـبسومتریة
بحث مقدم للمشاركة بالملتـقى الحادي عشر لجمعیة الجغـرافیین اللیبیین
المنعقد في جامعة عمر المختار - البیضاء 9-2007/04/11م
الباحثان
أ . محمود الصدیق التواتي
ملخص الدراسة
مقدمة:
یمثل حوض وادي تناملو حالة لكثیر من الأحواض المائیة الجافة العابرة للسفح الجنوبي من الجبل الاخضر، ھذه الأحواض تمتاز بغرابة في أشكالھا وخصائصھا، لكونھا تجتاز بیئات مناخیة متنوعة، وتظھر آثار ھذه البیئات في تنوع بیئات النحت والإرساب على طول ھذه الأودیة، ففي حین نلاحظ في الأعالي تطور في مظاھر النحت، وقوة فائقة في نقل المواد من حصى وحجارة وجلامید في المنطقة الوسطى، الواقعة أسفل الجشة عند أقدام الحافة الثانیة، نجد في القطاع السفلي من ھذه الأحواض تصنیفا واضحاً في بیئة الترسیب تبدأ بالمواد الخشنة من الجلامید و الحجارة في أعلى السروال، وتنتھي بالمواد الناعمة من السیلت والطین في بیئة المصب المتمثلة في البلط. كل ذلك یعكس وضعاً بیئیاَ متنوعاً یبدو واضحاً على حالات التربة التي تعرضت لكل مراحل التدھور والإنجراف الممكن ملاحظتھا في القطاعات العلیا، وبروز الصخور الأم على السطح في كل الأماكن من بیئات النحت العلیا، سواء على القمم من خطوط تقسیم المیاه أوعلى السفوح بكافة میولھا، أو في الكثیر من بطون الأودیة على طول ھذه الأحواض. كل ذلك أن تجبیئات لتجمعات نباتیة متنوعة متدھورة تتراوح من أشجار الشعرة وشجیرات الشبرق في البیئة العلیا شبه الجافة من ھذه الأحواض، مروراً بببیئة أشجار السدر وشجیرات الشیح والرمث في الوسط،، ووصولاً لبیئات نباتیة أخرى تتمثل بشجیرات الرتم والقطف والقزاح وأنواع أخرى في بیئتي السروال والبلط الجافتین. وكل ذلك یتحكم في النشاط الرعوي والزراعي.
في بیئة الإرساب یساھم الغطاء النباتي والریاح والمیاه بخلق أشكال جیومورفولوجیة من أكمات وأخادید وتفرعات نھریة شیقة للدراسة من حیث المنشأ والتنوع، إضافةً لتدخل ھذه العوامل في تحویل وتغییر أماكن المجاري المائیة على المراوح الإرسابیة شرقاً وغرباً باستمرار، مما یضفي على ھذه المراوح جمالاً واتساعاً بیئیاً خاصاً لا یوجد نظیره في كل أحواض أودیة الجبل الشمالیة التي تضیع رسوبیاتھا في البحر المتوسط. إن عملیة تفرع المجاري وھجرتھا شرقاً وغرباً على المروحة الإرسابیة یخلق حالة من تداخل الأحواض المتجاورة ببعضھا البعض لدرجة صعوبة تمییز حوض عن آخر في أعالي بیئة البلط، إضافة إلى خل ق بیئات ترسیبة خاصة توجد بین السروال والبلط تجمعت فیھا الرسوبیات على طول الحقب الرابع، فأخذت أشكال أحوض مستدیرة الشكل، سطوحھا اخفض بقلیل مما یجاورھا، مما جعلھا تأخذ كفایتھا من میاه الجریان، وأصبحت بذلك بیئات مستقلة تزرع بالشعیر في سنوات الخیر وتسمى ھذه البیئات من قبل أھل المنطقة بالعقایر. إن العامل البشري في بناء الطریق المعبدة (المخیلي – الخروبة) أدخل حالة استقرار لأسِرة المجاري في بیئة السروال في أعالي الطریق وتحدید مساراتھا عبر العبارات المشیدة لھذا الغرض، ملحق الصور ( من شكل 25 إلى 56) .
ھذه العوامل الجغرافیة والبیئیة والمائیة المتنوعة لھذه الأحواض قادت الباحثان لدراسة حوض وادي تناملو دراسة جغرافیة میدانیة تطبیقیة متعددة الجوانب لإبراز أھم الخصائص البیئیة والھیدروغرافیة والمورفولوجیة والھیبسومتریة، كما قام البحثان بتطبیق تقنیات حسابیة لإستنباط معامل النحت في الحوض كي یصار إلى تقدیر أحجام المواد المزالة من كلٍ من قطاعات الحوض العلوي بالنحت من كل بیئة، من أجل معرفة أحجام المواد المترسبة في بیئة الإرساب في منطقتي السروال والبلط واستنباط سماكة ھذه الرسوبیات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق