التسميات

الأربعاء، 9 أكتوبر 2019

الجغرافية التاريخية بين إشكالية المفهوم ووضوح المنهج


الجغرافية التاريخية


بين إشكالية المفهوم ووضوح المنهج


المدرس

عبدالرحمن علي عبدالرحمن

قسم الجغرافية ، كلية الآداب

جامعة البصرة





المقدمة:

   لم تستحوذ دراسة الجغرافية التاريخية بالعناية الكافية من الباحثين الجغرافيين، وذلك لإنشغال الباحث الجغرافي بمشاكل الحاضر بشكل مطلق كأنه مستقل عن ماضيه، ونحن لا نستطيع أن نتجاهل أهمية الجغرافية التاريخية في حقل الجغرافية، إذ أن الكثير من الحقائق الجغرافية الحاضرة هي نتاج الماضي، وبما أن الاهتمام الجغرافي ينصب على دراسة المكان بشكل أساس، إذ كيف أصبح المكان بالشكل الحالي؟ فالجواب يقودنا إلى دراسته في الماضي.

   يهدف البحث إلى الكشف عن مفهوم الجغرافية التاريخية من خلال إماطة اللثام عن الإشكاليات التي تحيط به، فضلاً عن إبراز أهمية الجغرافية التاريخية ومدى وضوح مناهجها. وتأتي أهمية البحث من قيمة الجغرافية التاريخية كقسم له فروعه، فهو ذو أهمية كبيرة للباحثين الجغرافيين. ولقد اعتمد البحث على منهجين، منهج التحليل السببي والمنهج الاستقرائي بغية تحقيق هدف البحث .

العلاقة بين الجغرافية والتاريخ :

  إن العلاقة بين الجغرافية والتاريخ موضوع قديم جداً شغل أذهان المفكرين والباحثين منذ أن اهتموا بدراسة طبيعة المجتمع البشري على سطح الأرض(1)، إذ تهتم الجغرافية بالمكان وهذا دليل على وجود متغيرات مكانية في الماضي والحاضر ومستقبل الإنسان، بينما يهتم التاريخ بالزمان وهذا دليل على وجود متغيرات زمانية في ماضي وحاضر ومستقبل الإنسان، لذا فأن الجغرافية التاريخية تتمحور في ثلاثة معايير أساسية وهي المكان والإنسان والزمان، حيث نستطيع أن نحدد الظاهرة الجغرافية من عبر معاييرها.

   يرى كانت أن الجغرافية تدرس جميع الظواهر المنتظمة وفق أنماطها المكانية، بينما يدرس التأريخ جميع الظواهر المنتظمة وفق أنماطها الزمانية(2)، إذ أن الجغرافية تحاول وصف الأنماط المكانية وتفسيرها لظواهر سطح الأرض ثم تقسيم الأرض إلى أقاليم، أما التاريخ يحاول وصف الأنماط الزمانية وتفسيرها وفق الأحداث التاريخية بغية تقسيمها إلى المراحل التاريخية، فضلاً عن أن الميدان التاريخي ليس الماضي البعيد فحسب بل الماضي القريب والحاضر، وميدانه أيضا العالم بأجمعه، ولسهولة الدراسة عمل التاريخي على تقسيم عالمه إلى أقاليم جغرافية، مثلما عمل الجغرافي حين قسم دراساته إلى مراحل تاريخية(3). بينما يرى ميشلية بغير الأساس الجغرافي يبدو لنا أن الناس الذين يصنعون التاريخ كما لو كانوا يمشون في الهواء، أما هايلين فيرى أن الجغرافية بغير التاريخ قد تكون لها حياة وحركة، ولكنها بغير نظام أو استقرار(4). ولقد اعتقد البعض أن التاريخ متحرك والجغرافية جامدة، ويبدو أن هذا الرأي يفتقد الصواب لأن الجغرافية متحركة، إذ يلعب الموقع الجغرافي أهمية في مرحلة تاريخية ما ومن ثم يفقدها في مرحلة أخرى، مثل رأس الرجاء الصالح الذي لعب دوراً مهماً إلا إنه ضعف بعد فتح قناة السويس، لذا يمكن القول أن الجغرافية التاريخية من أصعب أقسام الجغرافية وأكثرها تعقيداً لأنها تهدف إلى ربط التفاعلات الجغرافية في الماضي وتحليلها، إذ أن دراسة الجغرافية التاريخية على درجة عالية من التداخل بين الجغرافيا والتاريخ حيث لا تستقيم الدراسة إلا إذا جاءت بشكل منهجي دقيق. والباحث في الجغرافية التاريخية يستلهم مادته من الحوادث التاريخية ذات البعد المكاني والزماني، فالجغرافية والتاريخ كالنخلة أرضها الجغرافية وماؤها التاريخ، يرى هتنر بأن الجغرافية التاريخية ينبغي أن تعهد بدرجة كبيرة إلى أيدي المؤرخين، وهذا يدل على مدى ارتباطها بالوثائق التاريخية، إلا إن براون يرى أن مراجعة الوثائق التاريخية وتفسيرها تتطلبان دراية الجغرافي وإمكانياته(5)، ويقف الباحث مع الرأي الأخير موقفاً مؤيداً فهو التفسير العلمي المنطقي لحقيقة الجغرافية التاريخية.

مفهوم الجغرافية التاريخية :

   لا يستطيع الجغرافي أن يكتفي بدراسة جغرافية الحاضر* أساسا لأية دراسة جغرافية لأن اللاندسكيب الطبيعي الذي نشاهده لم يصل إلى وضعه الراهن إلا بعد تبديل وتغيير، وهو في طريقه لأن يكون لاند سكيب حضاري، إذ أن أية مدينة ظهرت في التاريخ وتطورت فأن مظهرها الحاضر هو نتيجة للماضي الذي عاشته، لذا يمكن القول أن الجغرافية التاريخية هي جغرافية الماضي التي تكشف تطور المكان عبر الزمن، ولقد أكد ذلك مارثه وهتنر وفايمر(6). وهنا يطرح سؤال ما هو الحد الفاصل بين الجغرافية التاريخية وجغرافية الحاضر؟ الجواب أن الماضي في مفهومنا هو أي زمن مضى سواء قبل أيام أو قبل مئات الآلاف من السنين، وإما الحاضر فهو حالة لا تلبث أن تدوم طويلاً حتى تمسي جزءاً من الماضي بعد حقبة من الزمن، فهي تشبه صورة في فلم سينمائي تختفي لتحل محلها صورة أخرى. إن كل ما في جغرافية الحاضر سيصبح جزءاً من الجغرافية التاريخية، لذا يرى الباحث أن كل دراسة تقع خارج نطاق التاريخ المعاصر** تعد ضمن حدود دراسة الجغرافية التاريخية، ويمكن تشبيه ذلك بالجبل الجليدي الطافي لا يظهر منه إلا ثلثه وهو جغرافية الحاضر بكل فروعها، وإما الجسم الغاطس الأكبر فهو الجغرافية التاريخية بكل فروعها(7) .

   ولا يتصور البعض خطأ أن الجغرافية التاريخية تعني بالماضي فقط بل إن مجالها الإضافي هو الامتداد إلى الحاضر(8) لأنها تصل الماضي بالحاضر مما يؤدي إلى استشفاف المستقبل، إذ يرى تونبي أن المعرفة الدقيقة للماضي والحاضر تؤدي إلى تنبؤ صائب بالمستقبل(9). ويمكن تقسيم جغرافية الماضي إلى قسمين هما الجغرافية التاريخية وجغرافية ما قبل التاريخ*** - تسمى في بعض المصادر بالجغرافية القديمة من أجل تمييزها عن الجغرافية التاريخية - وقد يتساءل البعض ما الفرق بينهما؟ الجواب أن الدراسة في جغرافية ما قبل التاريخ تختلف في مضمونها وأسلوب بحثها اختلافاً جذرياً عن الجغرافية التاريخية، إذ تتم فيها دراسة كل المتغيرات التي طرأت على القشرة الأرضية والأحوال المناخية عبر العصور الجيولوجية القديمة وتطور الإنسان وانتشاره والمراحل الحضارية قبل الكتابة(10)، إما الدراسة في الجغرافية التاريخية فهي تهدف إلى التعرف على أصل الظواهر الجغرافية وكيفية تطورها منذ عصر الكتابة، وكذلك دراسة الإنسان وفعالياته المختلفة وتفاعلها مع الحيز المكاني .

  ومن أجل أن ندرك طبيعة دراسة الجغرافية التاريخية لا بد أن نلقي نظرة على مفهومها الذي سيحدد موقعها الحقيقي ضمن حقل الجغرافية، فهناك مفاهيم متنوعة ومتعددة تدل على تفرع الجغرافية التاريخية، والتفرع دليل على سعتها المتأتية من ارتباطها بكافة فروع الجغرافية الطبيعية والبشرية، ويمكن إجمال تلك المفاهيم بما يلي :

1- المظهر الخارجي المتغير للبيئة عبر الزمن: The Changing Landscape Through Time يدرس تطور البيئات الماضية وتحليل كيفية ظهور الظاهرة واتخاذها لحيز مكاني، حيث يرى جلبرت وفريمان أنها دراسة تغير الحدود السياسية بين الدول، بينما يرى تايلور وبراون وهتنر أنها دراسة جغرافية أية مرحلة تاريخية تحتوي على أدلة تاريخية(11)، كما يرى إيست أنها تحاول الكشف عن أنواع العمران ونوع النشاط الاقتصادي وتوزيع السكان فيها(12) .

2- التغير الجغرافي عبر الزمن: Geographical change Through Time 

  يهتم بوصف العمليات التي أدت إلى تغير العوامل الجغرافية عبر الزمن، ويتميز هذا المفهوم بقلة العثرات المنهجية ومرونته(13)، إذ يؤكد وتيلسي على الاهتمام بوصف العلاقات الجغرافية المتبادلة وتفسيرها لمرحلة معينة من مراحل التاريخ، ويرى جلبرت أنها دراسة تاريخ الكشوف الجغرافية ودراسة تاريخ علم الجغرافية، ولقد أكد ساور على أن دراسة تاريخ علم الجغرافية جزء من عمل الجغرافية التاريخية، وهي أيضا ركيزة من ركائز الفكر الجغرافي****، وكما يرى ميشيل أنها دراسة التغيرات الجغرافية عبر السنين الطويلة(14)، بينما يرى كلارك إنها دراسة التغير الجغرافي لأية مرحلة زمنية سواء كانت الدراسة خاصة بظاهرة بشرية أم طبيعية ومهما كانت مساحتها (15).

3- أثر الجغرافية في التاريخ: The Geographical factor in History يهتم ببيان أثر العامل الجغرافي في توجيه التاريخ من عبر دراسة نشاط الإنسان في الماضي وأثره وفي تتابع الإحداث التاريخية، حيث يرى جلبرت أنها دراسة تأثير البيئة على مجرى الحوادث التاريخية(16). ويرى فاوست أنها دراسة تأثير الحقائق الجغرافية بالحوادث التاريخية(17)، وأما سمث فيرى أنها تكشف أثر البيئة على الأفكار الدينية في التاريخ(18) .

4- إعادة بناء جغرافيات الماضي:The Reconstruction of past Geographies 

  يعد من أكثر مفاهيم الجغرافية التاريخية شيوعاً، فهو يسعى لإعادة بناء جغرافيات الماضي، ونقصد بجغرافيات الماضي جميع الدراسات الجغرافية الطبيعية والبشرية. ولقد اكتشف الجغرافيون إن إعادة بناء جغرافية الماضي لها أهميتها وقيمتها المتمثلة في المساعدة على رسم قطاعات جغرافية متتالية لمنطقة ما عبر الزمن(19). ويرى ولدرج أنها تتعلق بمشاكل الحاضر تكمن حلولها بالعودة إلى الماضي، أما كريتشمر فيجد أنها إعادة بناء الجغرافيات الماضية الإقليمية والبشرية، ويذهب ويمر أنها مقارنة جغرافيات المراحل المختلفة للمنطقة نفسها، بينما يرى هارتشون أنها توزيع الجماعات البشرية ووصف تكوينها العنصري وتطوره عبر الزمن، وأما ماكندر فيرى أنها دراسة تطور الأحوال الجغرافية في الماضي ووصف ما كان قائماً وصفاً دقيقاً ينطبق على الحاضر التاريخي لتلك المنطقة(20). ويذكر جلبرت أنها دراسة الجغرافية الإقليمية للماضي(21) .

   يعتقد بعض الجغرافيين أن الجغرافية التاريخية تأتي عملياً وفلسفياً مرافقة لقسم الجغرافية البشرية مترجماً فقط إلى الماضي القريب أو البعيد، وهذا ما أعتقده أيضا الجغرافيون الفرنسيون، إذ اعتبروا الجغرافية التاريخية جزءاً مهماً من الجغرافية إلا أنهم عملوا على حصرها داخل حدود الجغرافية البشرية، بينما فصلها بعض الجغرافيين عن الجغرافية الطبيعية البشرية(22)، ويرى الباحث أن الجغرافية التاريخية ليست فرعاً من الجغرافية البشرية وليست فرعاً من الجغرافية الطبيعية وليست جغرافية التاريخ أنما هي جغرافية مستقلة ولها فروعها، وهذا ما أكده هتنر أن الجغرافية التاريخية هي رؤيا جاهزة لأية فترة من فترات التاريخ، وأنها تكتب بصورة منفصلة لكل فترة فليس هنالك جغرافية واحدة ولكن هنالك العديد من الجغرافيات التاريخية (23).

 نستشف من ذلك إن إشكالية المفهوم تنقسم إلى ثلاثة محاور أساسية هي :

المحور الأول: إشكالية المفهوم من جراء تنوع المفاهيم

فهي تهدف إلى دراسة المظهر الخارجي والتغير الجغرافي وآثر الجغرافية في التاريخ وجغرافيات الماضي، فكل واحدة مـن هذه المفاهيم تعد دراسة متكاملة بحـد ذاتها، ويدخل ضمن طياتها العديد من الدراسات الجغرافية .

المحور الثاني: إشكالية المفهوم من جراء غموض الخط الفاصل بين الماضي والحاضر

  يرى الباحث إنه يمكن حسم الإشكالية بتحديد التاريخ المعاصر - يبدأ من عام 1945 إلى وقت الحاضر - الذي يعد الخط الفاصل بين الماضي والحاضر، فـكل ما يقع خارج نطاقه يعد دراسة في الجغرافية التاريخية . 

المحور الثالث: إشكالية المفهوم من جراء غموض الخط الفاصل بين الجغرافية التاريخية وجغرافية ما قبل التاريخ

  تحسم الإشكالية بعصر ظهور الكتابة، فـكل ما يقع قبل هـذا العصر، يعد دراسة في جغرافية ما قبل التاريخ وما بعده دراسة في الجغرافية التاريخية. 


أهمية الجغرافية التاريخية :

  إن دراسة الجغرافية التاريخية ليس اهتماماً بجغرافية الماضي بشكل مجرد بل لأنها سبباً لجغرافية الحاضر، إذ أن معرفة خصائص البلدان في الماضي على سبيل المثال معرفة الموارد الاقتصادية يتيح الفرصة لمعرفة طبيعة علاقتها التجارية التي تساهم في تفسير النشاطات البشرية في الماضي، وعلى الرغم من إن الجغرافيين لم يعد عملهم الرئيس جمع المعلومات وعرضها بل أصبحوا يقدمون دراسات أكثر تطوراً ودقة، إلا إن جوهر الدراسة في الجغرافية التاريخية وقيمتها يقومان على وصف الحقائق الجغرافية لتفسير الماضي بغية فهم الحاضر، لذا فأن الباحث في الجغرافية التاريخية هو الوحيد الذي بإمكانه أن يفهم الحاضر الجغرافي بشكل صحيح(24).

  وعلى الرغم من قدم مفهوم الجغرافية التاريخية، إلا أنها تميزت بحداثة أبحاثها بسبب انشغال الجغرافيين بجغرافية الحاضر بشكل مطلق من جهة ولصعوبة جعل ما موجود في كتب التاريخ في قالب الجغرافية التاريخية من جهة أخرى، فمن أجل أن نكتب جغرافية تاريخية لا يشك أحد في نسبها الجغرافي بحيث تضم بين سطورها حلقات الأحداث التاريخية التي لا يمكن الاستغناء عنها في فهم جغرافية الحاضر، فلابد من دراسة المظاهر العمرانية التي تترك وراءها أثاراً تدل عليها حتى الوقت الحاضر - تسمى هذه الدراسة بالتعمير المتصل ***** - فضلاً عن كشف الضوء عن النواحي الاقتصادية والسكانية للمدينة، فأهمية الجغرافية التاريخية تأتي من قدرتها على وصف الخصائص الطبيعية في الماضي وبيان دور العامل البشري فيها وتحليلها ضمن إطارها المكاني من أجل أن تكون الدراسة ذات جدوى، إذ يرى هارتشون أن الجغرافية التاريخية قسم مهم من أقسام الجغرافية وأن جغرافية الحاضر تكتسب عمقاً ومعنى بالرجوع إلى الماضي (25)، ونستشف من ذلك مدى أهمية الجغرافية التاريخية في الجغرافية، إذ أن أهميتها واضحة ولا جدال فيها، ولكن تتصف دراستها بالصعوبة والتعقيد لأنها تستلزم الإلمام بقدر كبير من المصادر من جهة ومقدرة الباحث على الفصل ما بين البحث التاريخي والبحث في أثر الفعل الجغرافي في مجريات التاريخ، إلا إن بعض الجغرافيين لا يقتنعون بأهمية الجغرافية التاريخية بحكم دراستها للماضي، إذ يرون أن الجغرافية علم متجدد وأمامه من المواضيع الحديثة ما يغني الجغرافيين عن التفكير بالبحث في الماضي(26) .

موقع الجغرافية التاريخية في الجغرافية:

  من الضروري أن نحدد موقع الجغرافية التاريخية في علم الجغرافية. إذن أين تقع الجغرافية التاريخية؟ لقد تميز علم الجغرافية عن بقية العلوم بأنه علم واسع متعدد الأقسام والفروع، لأنه يهتم بدراسة الأرض وما على سطحها من مظاهر طبيعية التي ليس للإنسان دخل في وجودها، ومظاهر حضارية قد صنعها الإنسان، لذا تشعبت دراسته بحيث أمست لا يضاهيها أي علم آخر فجاءت الجغرافية التاريخية لتشكل قسماً مستقلاً ومهما استمد مواضيعه من قسمي الجغرافية اللذين يشترك معهما لتكوين اختصاصات أو فروع جديدة تابعة للجغرافية التاريخية، لذا تشعبت الجغرافية التاريخية واتسعت مما أدى إلى تعدد مفاهيمها. ويرى الباحث أنها ترتبط بقسم الجغرافية الطبيعية وفق بعد زمني ومكاني لينبثق فرع جديد تابعة لها، على سبيل المثال دراسة الظروف المناخية للعصور الجيولوجية دراسة في الجغرافية التاريخية للمناخ القديم، ودراسة الأنهار والمسطحات المائية دراسة في الجغرافية التاريخية للموارد المائية، ودراسة معالم المظهر الخارجي Landscape منذ ظهورها دراسة في الجغرافية التاريخية الجيمورفولوجية وغيرها من الدراسات الطبيعية، أما ارتباطها بقسم الجغرافية البشرية وفق بعد زمني ومكاني سيولد فروعاً جديدة. على سبيل المثال دراسة الوظائف الاقتصادية (الزراعية والصناعية والتجارية) في الماضي ضمن حيز مكاني، تعد دراسة في الجغرافية التاريخية الاقتصادية، ودراسة التغيرات في الحدود السياسية دراسة في الجغرافية التاريخية السياسية، فنحن لا يمكن أن نفهم المشاكل السياسية الراهنة في العالم إلا إذا درسنا جغرافيتها التاريخية، - الجغرافية السياسية متصلة اتصالاً جوهرياً بالجغرافية التاريخية ، إذ ألف الفرنسيون كتباً عن العلاقة بينهما - (27)، ودراسة الوظيفة السكنية أو التركيب الداخلي تعد دراسة في الجغرافية التاريخية للمدن، ودراسة استصلاح الأراضي واستثمارها دراسة في الجغرافية التاريخية الزراعية وغيرها من الدراسات البشرية كما في الشكل، فعبر ارتباط الجغرافية التاريخية بشقي الجغرافية ستنضج دراسة جديدة لها منهجها الخاص الذي يسلكه الباحث في عمله.

  يرى الباحث على الجغرافي أن يكون ملماً بقسمي الجغرافية وفروعهما حتى يتمكن من البحث في إطار الجغرافية التاريخية، لأن الجغرافية التاريخية جذر الاختصاصات، فعلى الجغرافي أن يتسلح بالمعرفة بكافة جوانب الجغرافية من جهة والتمعن بقراءة التاريخ من جهة أخرى حتى يتم صهر المعلومات الجغرافية في قالب التاريخ بكل مهارة من أجل الخروج ببحث رصين في الجغرافية التاريخية، فهي تمد ذراعاً في الجغرافية الطبيعية وذراعاً في الجغرافية البشرية ، لينتج من هذا التفاعل والتلاحم والتكامل الجغرافية التاريخية بفروعها العديدة. وبما أن الجغرافية توصف بالنحلة التي تجني رحيقها من الزهور، لأنها شمولية لا تخصصية ولا ينازعها أحد في الانفتاح على العلوم الأخرى ، لذا يرى الباحث أن الجغرافية التاريخية كالجغرافية بإطارها العام، منفتحة على التخصصات الجغرافية بلا استثناء، اذ أنها تشبه الصقر الذي ينظر من السماء إلى الأشياء نظرة شاملة لا تخصصية .

البعد الزمني والمكاني في الجغرافية التاريخية :

  بما أن الجغرافية التاريخية هي دراسة الحقائق الجغرافية في الماضي، لذا فأن دراسة المظاهر الطبيعية والبشرية بدأت بعد الزمن الرابع أي ما بعد وجود الإنسان لا سيما عصر ظهور الكتابة، أما قبل ذلك فقد اقتصرت الدراسة بشكل خاص على المظهر الطبيعي للأرض والتي سميت بالجغرافية ما قبل التاريخ.

  أن حجم المرحلة الزمنية التي تخضع الدراسة الجغرافية لها، قد تكون عبارة عن وحدات زمنية قصيرة كما في دراسة النقل، ودراسات تصل الوحدات الزمنية فيها إلى مستوى أعوام عديدة كالدراســات


الشكل

موقع الجغرافية التاريخية في الجغرافية


من عمل الباحث .

المناخية والسكانية، ودراسات أخرى تصل إلى عقود وقرون عديدة كالدراسات الاقتصادية، فضلاً عن دراسات تمتد لمئات وآلاف السنين كالدراسات التاريخية والجيمورفولوجية والمناخ القديم، إذ يلعب الزمن دوراً مهماً في الدراسة الجغرافية بشكل عام وبعض الدراسات الجغرافية لا سيما الجغرافية التاريخية بشكل خاص بحكم اعتمادها في الأساس على الماضي في الدراسة، ومما لا شك فيه تتفاوت قيمة الزمن من دراسة جغرافية إلى أخرى، إذ أن معظم الدراسات الجغرافية الحديثة لا تظهر أهمية الزمن بشكل صريح، ويرى الباحث أن قيمة الزمن عامل مهم في أية دراسة جغرافية.

  أن الجغرافي معني بالتطور أو التغير في الظواهر الجغرافية التي يرام دراستها، لذا يصبح البعد الزمني ذا أهمية كبيرة لأن دراسة أي موضوع جغرافي سيخضع لرغبة الجغرافي في دراسة ماضي الظاهرة الجغرافية أو لأهمية تناول موضوع الدراسة في الماضي، حيث يرى هتنر أن الجغرافية حقل يتوارى فيه الزمن في الصورة الخلفية (28)، وبما أن النوع البشري مستمر والمكان موجود، لذا فأن الزمن مستمر فما يعد اليوم ضمن دراسة الحاضر بعد سنوات يصبح جزءاً من الماضي. ولا شيء أهم من أن يكون البعد الزمني محدداً بعناية شديدة في الدراسة، إذ يمنح البعد الزمني الجغرافية التاريخية العمق التطوري ويمنحها سهولة الربط التتابعي التحليلي في الإطار المكاني بحيث يكون الماضي مفتاح الحاضر(29)، فالزمن هو البعد الثالث بعد المكان والإنسان اللذين يعدان بعد الجغرافية الرئيسين، فهو يهب الجغرافية التاريخية عنصر الدينمية المتجددة في الدراسة الجغرافية ، أما البعد المكاني فهو لا يقل أهمية عن البعد الزمني في الدراسة الجغرافية، إذ تهتم الجغرافية بالمكان الذي سكنه ويسكنه الإنسان بكل عناصره وصفاته، فقد ذكر فيدال دي لابلاش - أول من عرف الجغرافية - أنها علم المكان(30)، ومما لا شك فيه يعني بالمكان الذي سكنه الإنسان وليس المكان قبل ظهور الإنسان.

  يعد البعد المكاني البعد الأساس الذي حدد معالم الجغرافية، إذ أن المعنى الحرفي لكلمة الجغرافية - شكل الأرض - هو الذي أعطى للمكان الأهمية المطلقة في الجغرافية مما جعل الجغرافية الحديثة لا تتطرق إلى دراسة الفلك او جوف الأرض إلا من باب خصائص المكان، فالبعد المكاني أمسى من الأهمية والأساس في الجغرافية مما جعل دراسة أية ظاهرة جغرافية تحدد ضمن حيزها المكاني الذي يختلف في خصائص عن غيره من الأماكن ومن ثم تحليلها من أجل إيجاد أفضل العلاقات والتوزيعات المكانية القائمة على أساس الاختلافات المكانية.

   وعلى أية حال، تهتم الجغرافية التاريخية بالبعد المكاني بحكم كون المكان هو أساس الظاهرة الجغرافية، إذ أن البعد المكاني يعنى بدراسة شقين هما:

أولاً: الخصائص المكانية Spatial Characteristics

  يقصد بها جملة من الخصائص الطبيعية والبشرية في الحيز المكاني، إذ يرى شولي أن هدف الجغرافية هو معرفة الأرض من حيث خصائصها، وكما يرى أينشتاين - في نظريته النسبية - إن خصائص المكان تعتمد على طبيعة المادة الموجودة، وهو يتفق مع نظرية كانت - النقدية في المكان - بوجود العلاقة بين خصائص المادة وطبيعة المكان (31)، ونستشف أن خصائص المكان هي سبب لبلورة شخصية المكان.

ثانياً: التغيرات المكانية Spatial Changes

  يقصد بها التغيرات التي تحدث في خصائص المكان، إذ يرى شلوتر أن التغيرات في الحيز المكاني تسبب تحركات السكان من مكان إلى آخر(32) ويرى الباحث أن التغيرات المكانية هي نتاج تغير الخصائص المكانية.


مناهج البحث في الجغرافية التاريخية:

    لا بد أن نطل بكل موضوعية على مناهج الجغرافية التاريخية، لأنه يحدد مسار البحث. ويقصد بكلمة المنهج Method في البحث العلمي هو الطريق المؤدي إلى الهدف ومحقق النتائج المطلوبة، ولا يتم ذلك إلا من عبر المعالجة الصحيحة والمتكاملة لكل جوانب البحث والتي تتم عن طريق وضع المنهج السليم منذ البدء، وعلى الرغم من وضوح منهج الجغرافية التاريخية، إلا إن دراستها تضم بين طياتها العديد من الصعوبات، وتتفاوت الصعاب حسب نوع الدراسة. تمتلك الجغرافية التاريخية مناهج عديدة يمكن إجمالها بما يلي:

1- المنهج التاريخي:

  يعد هذا المنهج الأساس الثابت لأية دراسة في الجغرافية التاريخية، إذ يقوم المنهج على إظهار الخصائص الجغرافية وفق تسلسل الأحداث التاريخية في المكان بغية إعداد تفسير جغرافي رصين، إذ يتعامل الباحث في الجغرافية التاريخية مع مغزى وأهمية المعلومات الكامنة في التاريخ البعيد أو القريب، حيث أن التاريخ هو مجموعة من الأنشطة البشرية يسعى الباحث إلى دراستها.

2- المنهج الأصولي:

  يعتمد هذا المنهج على دراسة ظاهرة جغرافية واحدة في مكان ما عبر مرحلة زمنية أو مراحل زمنية متتالية، وكيف لعبت دورها في التأثير على سير الحوادث التاريخية، إذ يقوم على صياغة المفاهيم لتفسير العديد من الظواهر والمشكلات الجغرافية (33))، ويندر أن تخلو أية دراسة في الجغرافية التاريخية من إتباعه.

3 المنهج الإقليمي:

  يقوم على أساس دراسة خصائص الإقليم المختلفة عبر مرحلة أو مراحل زمنية متتالية، إلا أن متبعي هذا المنهج قد يضعون أنفسهم وسط خضم من المعلومات الجغرافية مما يترك الخط الفاصل بين ما هو في الجغرافية الإقليمية والجغرافية التاريخية غير واضح (34). إن الباحث في الجغرافية التاريخية والمتخذ من الإقليم مكاناً للدراسة، أنه يهدف إلى إعطاء صورة كاملة للإقليم من حيث إمكانياته الطبيعية والبشرية والاقتصادية وغيرها وأثرها في سير الحوادث التاريخية من أجل إظهار الشخصية التي تميزه عن غيره من الأقاليم في ظل العلاقات المكانية.

4- المنهج الوصفي :

 يعد من المناهج المهمة، إذ يقوم على أساس وصف للمكان طبيعياً وبشرياً لمرحلة أو لمراحل تاريخية متتالية من أجل معرفة أسباب الحوادث التاريخية. الملاحظ أنه كلما كانت الدراسة في مرحلة تاريخية قديمة كلما زاد الاعتماد على هذا المنهج بحكم كونه الأكثر قدرة ومرونة على الإيفاء بمستلزمات البحث العلمي الجغرافي (35)، ويرى بعض الباحثين في هذا المنهج ما يشكل عيباً على الجغرافية بالنظر لما يوحي له من أنه منهج قديم وقليل الفائدة، إلا إن أغلب الدراسات الجغرافية الحديثة حتى المعتمدة على الوسائل الكمية يكون الوصف الطابع الرئيس فيها.

5- المنهج الوظيفي:

  يعتمد المنهج على التحليل الجغرافي للوظائف الاقتصادية والسكانية والاجتماعية التي يؤديها الحيز المكاني سواء كان على مستوى مساحي صغير أم كبير ضمن مرحلة زمنية أو مراحل زمنية متتالية.

6- المنهج المقارن:

  يقوم المنهج على مقارنة الظاهرة الجغرافية لمرحلة زمنية واحدة في مكانين متباعدين أو المقارنة بين ظاهرتين من أجل بناء قاعدة من العلاقات المكانية والسببية. وقد اعتمد دودج هذا المنهج في دراسته.(36)

7- المنهج دراسة الحالة:

  يعتمد المنهج على تعمق الباحث في دراسة العامل أو العوامل الجغرافية عبر مرحلة تاريخية أو مراحل تاريخية متتالية والتي تؤدي إلى التغير الجغرافي عبر الزمن (37)، إذ تكون الدراسة مفصلة مستفيضة من أجل الكشف عن جوانبها المتعددة والوصول إلى تعميمات، على سبيل المثال دراسة القرية أو الوظيفة السكنية أو الوظيفة الصناعية أو النشاط العمراني وغيرها.

8- المنهج الاستقرائي:

  يعتمد هذا المنهج على الملاحظة والتجربة تمهيداً لصياغة الفرضية والتأكد من صدقها، ومن ثم التوصل إلى النظرية التي تفسر المشكلة، أي الانتقال من الخاص إلى العام، ومن الظواهر إلى قوانينها، وهو استدلال منطقي، إذ يقوم الباحث بملاحظة الظاهرة أو المشكلة الجغرافية لمرحلة تاريخية أو لمراحل تاريخية متتالية ثم يحلل العلاقات القائمة بين عناصرها (38) بغية وضع الفرضية.

9- المنهج الاستنباطي:

  وهو عكس المنهج الاستقرائي، إذ ينتقل من العام إلى الخاص، أي استدلال النتائج من المقدمات لأن النتيجة تكون متضمنة في المقدمة والاستنباط يبرزها (39)، فهو يقوم على جمع البيانات والحقائق الجغرافية لمرحلة أو لمراحل تاريخية ثم فحصها للتأكد من صلاحية الفرضية.

10- منهج التحليل السببي:

 يقوم على أساس التفسير السببي للخصائص الجغرافية من أجل بيان أثرها في الحوادث التاريخية لمرحلة أو مراحل تاريخية متتالية (40)، إذ يساعد على تشخيص العلاقات المتبادلة بين الظاهرات المختلفة من عبر معرفة الأسباب والمسببات، ويقوم المنهج على أساسين هما: التوزيع والعلاقات الجغرافية.

11- منهج الفرض المسبق:

  يعتمد هذا المنهج على دراسة الخصائص الجغرافية لمرحلة تاريخية أو مراحل عديدة من عبر وضع الفرضية ثم السعي للتأكد من صدقها أو عدم صدقها(41) .

  مما لا شك فيه لا يقتصر الباحث في الجغرافية التاريخية على منهج واحد، بل يمكن أن يتعداه إلى مناهج عدة لتساعده في دراسته، إذ توجد مناهج عديدة يكمل أحدهما الآخر من أجل الوصول إلى هدف البحث المراد انجازه في الجغرافية التاريخية.

الخلاصة :

  إن الدراسة في الجغرافية التاريخية ستخرج بالجغرافية إلى مفاهيم وأفاق ورؤية جديدة، يساهم الباحث من عبرها بتوسيع حلقة الدراسة الجغرافية ، إذ أن الكثير من الحقائق الجغرافية في الحاضر غامضة، ولكنها تصبح واضحة عندما نصلها بجذورها، إذ تحتل الجغرافية التاريخية أهمية واضحة في العمل الجغرافي بحكم دراستها للماضي الذي يعد جذر مشاكل الحاضر ورؤية المستقبل، فأية ظاهرة جغرافية ظهرت وتطورت فهي تستمد حقيقتها من ماضيها.

  يرى الباحث أن الجغرافية التاريخية قسماً مستقلاً وله فروعه وهو ليس فرعاً من الجغرافية البشرية حسبما يعتقد بعض الجغرافيين، فهي تهتم بدراسة دينمية المكان عبر الزمن، لذا مما لا شك فيه تمتلك مفاهيم متنوعة أدت إلى خلق إشكالية في مفهومها لرؤية واحدة واضحة للعمل الجغرافي، بالإضافة إلى إشكاليات الفصل بين الماضي والحاضر أو بين الجغرافية التاريخية وجغرافية ما قبل التاريخ. وقد وضع الباحث حدود بين تلك الإشكاليات التي أدت إلى قلة اهتمام الباحثين الجغرافيين فيها وعلى الرغم من تميزها بوضوح منهج البحث فيها.

  ومن جانب آخر، يجب الإحاطة بأسس الجغرافية الطبيعية البشرية لكل من يرغب في التخصص في الجغرافية التاريخية، فضلاً عن امتلاكه موهبة الاستنتاج السليم وعدم الخلط بين الجغرافية التاريخية والتاريخ . 

الهوامش :

(1) يسري الجوهري ومحمد السيد غلاب ، الجغرافية التاريخية عصر ما قبل التاريخ وفجره ، الطبعة الأولى ، مكتبة الانجلو المصرية ، 1968 ،ص6.

(2) صفوح خير ، الجغرافية موضوعها ومناهجها وأهدافها ، دار الفكر، دمشق ،2002 ،ص34 .

(3) محمد رشيد الفيل ، الجغرافية التاريخية للكويت ، الطبعة الأولى ، 1972 ،ص95 .

(4) دربي ، العلاقة بين الجغرافية والتاريخ (محرر) جريفت تيلور، الجغرافية في القرن العشرين/ دراسة لتقدمها وأساليبها وأهدافها واتجاهاتها ، ، ترجمة محمد مرسي ابو الليل وزميله ، ج2 ، القاهرة ، 1975، ص409 .

(5) هارتشون ، طبيعة الجغرافية ، ترجمة شاكر خصباك ، ج1، مطابع الموصل ،1984 ، ص286 .

* جغرافية الحاضر : هي كل فروع الجغرافية الطبيعية والبشرية التي تدرس الحاضر .

(6) هارتشون ، طبيعة الجغرافية ، المصدر نفسه ، ص 283.

** تبدأ دراسة التأريخ المعاصر حسبما يذكر التاريخيون من عام 1945 الى الوقت الحاضر .

(7) جمال حمدان ، شخصية مصر ، دراسة في عبقرية المكان ،مطبعة دار العالم العربي ، القاهرة ، 1980 ، ص53 .

(8) محمد رشيد الفيل ، الجغرافية التاريخية للكويت ، المصدر السابق ، ص91 .

(9)حسن صعب ، المقاربة المستقبلية للإنماء العربي ، الطبعة الاولى ، دار العلم للملايين ، 1979 ، ص106.

*** لم ينته عصر ما قبل التاريخ في وقت واحد ، ففي العراق ومصر عرفا الكتابة في وقت مبكر جداً حوالي الألف الثالثة قبل الميلاد ، بينما عرفت بلاد العالم الأخرى الكتابة في التواريخ المتتالية ، ولا تزال تعيش بعض الشعوب عصر ما قبل التاريخ حتى الوقت الحاضر مثل الشعوب الأسترالية الأصلية وشعوب البوشمن في جنوب افريقيا .

- يسري الجوهري ومحمد سيد غلاب ، الجغرافية التاريخية عصر ما قبل التاريخ وفجره ، مكتبة الأنجلو مصرية ، 1986 ، ص 19 – 20 .

(10) يسري الجوهري ومحمد السيد غلاب ، الجغرافية التاريخية عصر ما قبل التاريخ وفجره ، المصدر السابق ،ص22 .

(11) يسري الجوهري ، دراسات في الجغرافية التاريخية ، الكتب الجغرافية (42) ، منشأه المعارف الإسكندرية ، بلا سنة ، ص15 .

(12) جوردن أيست ، الجغرافية توجه التاريخ ، ترجمة جمال الدين الديناصوري ، مراجعة دولت احمد

صادق ، سلسلة الألف كتاب (91) ، دار الهلال ، بلا سنة ، ص20 .

(13) عبد الفتاح محمد وهيبة ، الجغرافية التاريخية بين النظرية والتطبيق ، دار النهضة العربية للطباعة والنشر ، بيروت ، 1980 ،ص17 .

**** ان بعض الجغرافيين غير المتخصصين في الجغرافية التاريخية يتصورون ان الدراسة التطورية مرتبطة بالجغرافية التاريخية ، إلا انها تدخل ضمن حقل الفكر الجغرافي ايضاً .

- يسري الجوهري ، دراسات في الجغرافية التاريخية ، الكتب الجغرافية (42) ، منشأة المعارف ، الأسكندرية ، بلا سنة ، ص 19 .

(14) محمد رشيد الفيل ، الجغرافية التاريخية للكويت ، المصدر السابق ، ص83_86 .

(15) يسري الجوهري ، دراسات في الجغرافية التاريخية ، المصدر السابق ، ص16 .

(16) يسري الجوهري ، دراسات في الجغرافية التاريخية ، المصدر نفسه ، ص18 .

(17) يسري الجوهري ومحمد السيد غلاب ، الجغرافية التاريخية عصر ما قبل التاريخ وفجره ، المصدر السابق ، ص9 .

(18) محمد رشيد الفيل ، الجغرافية التاريخية للكويت المصدر السابق ، ص82 .

(19) عبد الفتاح محمد وهيبة ، الجغرافية التاريخية بين النظرية والتطبيق ، المصدر السابق ، ص20 .

(20) محمد رشيد الفيل ، الجغرافية التاريخية للكويت ، المصدر السابق ، ص82_86 .

(21) يسري الجوهري ، دراسات في الجغرافية التاريخية ، المصدر السابق ، ص18 .

(22) جمال حمدان ، شخصية مصر ، دراسة في عبقرية المكان ،المصدر السابق ، ص55 .

(23) هارتشون ، طبيعة الجغرافية ، المصدر نفسه ، ص823 .

(24) طه محمود جاد ، نظرات في الفكر الجغرافي الحديث ، مجلة الجغرافية الكويتية ، العدد 19 ، الكويت ، 1980 ، ص36 .

***** التعمير المتصل : وهي طريقة ابتكرها هوتيلسي في سنة 1929 ، تقوم على دراسة اية مدينة من خلال تقسيمها الى عصور تاريخية يتميز كل عصر بنمط عمراني متميز عن غيره .

- هارتشون ، طبيعة الجغرافية ، ترجمة شاكر خصباك ، ج 1 ، مطابع الموصل ، 1984 ، ص 274.

(25) هارتشون ، طبيعة الجغرافية ، المصدر السابق ، ص274 .

(26) طه محمود جاد ، نظرات في الفكر الجغرافي الحديث ، المصدر السابق ، ص37 .

(27) يسري الجوهري ، دراسات في الجغرافية التاريخية ، المصدر السابق ، ص14 .

(28) هارتشون ، طبيعة الجغرافية ، المصدر السابق ، ص282 .

(29) يسري الجوهري ، دراسات في الجغرافية التاريخية ، المصدر السابق ، ص17 .

(30) عبد الفتاح محمد وهيبة ، الجغرافية التاريخية بين النظرية والتطبيق ، المصدر السابق ، ص26 .

(31) صفوح خير ، الجغرافية موضوعها ومناهجها وأهدافها ، المصدر السابق ، ص54 .

(32) صفوح خير ، الجغرافية موضوعها ومناهجها وأهدافها ، المصدر نفسه ، ص55 .

(33) محمد محمد سطحية ، الجغرافية الإقليمية ، دراسة لمناطق العالم الكبرى ، دار الفكر العربي ، القاهرة ، بلا سنة ، ص 19.

(34) محمد محمد سطحية ، الجغرافية الإقليمية ، دراسة لمناطق العالم الكبرى ، المصدر نفسه ، ص20.

(35) طه محمود جاد ، نظرات في الفكر الجغرافي الحديث ، المصدر السابق ، ص58 .

(36) هارتشون ، طبيعة الجغرافية ، المصدر السابق ، ص287 .

(37) احمد بدر ، اصول البحث العلمي ومناهجه ، الطبعة الثانية ، وكالة المطبوعات ، الكويت ، 1975 ص292 .

(38) صفوح خير ، الجغرافية موضوعها ومناهجها وأهدافها ، المصدر السابق ، ص124.

(39) صفوح خير ، الجغرافية موضوعها ومناهجها وأهدافها ، المصدر نفسه ، ص124 .

(40) طه محمود جاد ، نظرات في الفكر الجغرافي الحديث ، المصدر السابق ، ص72 .

(41) طه محمود جاد ، نظرات في الفكر الجغرافي الحديث ، المصدر نفسه ، ص87 .

للتحميل اضغط                    هنا



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا