التسميات

الأحد، 6 أكتوبر 2019

السياحة والتنمية المحلية بزيز الأسفل - مَحمد المولودي


السياحة والتنمية المحلية بزيز الأسفل


مَحمد المولودي

طالب باحث بكلية الآداب، ظهر المهراز- فاس


 
مجلة دفاتر جغرافية - جامعة سيدي محمد بن عبد الله - كلية الآداب والعلوم الإنسانية - مختبر التراث والمجال - عدد 2 - 2006 - ص ص.19-32.


مقدمة
I- المقومات السياحية : منتوج متعدد ومتنوع
1- الإطار الجغرافي والخصائص الطبيعية
2- المؤهلات البشرية: الخصائص التاريخية والثقافية
II– التجهيزات السياحية
1- بنيات الإستقبال: عرض إيوائي متنوع
2- أنشطة الخدمات والتجارة
3- الطلب السياحي
III- السياحة والتنمية المحلية
1- الانعكاس الاقتصادي والاجتماعي
2- الانعكاس المجالي والبيئي
VI- السياحة وآفاق الاندماج الجهوي
1- على المستوى المحلي
2- على المستوى الجهوي
- خلاصة

مقدمة:

   منذ مدة والمغرب يولي اهتماما خاصا لقطاع السياحة في سياسته التنموية. فباعتباره أداة لتحقيق التنمية فقد ركز مجهوداته على تثمين المؤهلات والموارد الجديرة بالاستعمال السياحي. إلا أن الوضعية التي لازمت سياسته هاته تكمن في تركيزه المجالي للأنشطة والاستثمارات بالساحل والمدن الإمبريالية وتجاهله للمناطق الهامشية[1])). لكن منذ أواسط الثمانينات أولت الدولة عناية خاصة للمجال الواقع جنوب الأطلس الكبير المطابق لما يسمى اليوم "الجنوب الداخلي"([2]) الذي يضم إقليمي الرشيدية ووارززات.
  حظيت المنطقة بمشروع تهيئة سياحية سنة 1978. وقد شكل هذا الأخير قاعدة للبرمجة المستقبلية بالنسبة لتوزيع التجهيزات والمؤسسات الترفيهية والسياحية على المستوى المحلي، إذ اعتبر المشروع السياحة أداة لتحقيق التنمية على المستوى الجهوي وعاملا لفك العزلة عن المجالات الهامشية.
   في هذا الإطار، يشكل زيز الأسفل بتافيلالت (المجال تحت-الجهوي للجنوب الداخلي) فرصة لإظهار بعض المقومات السياحية التي قد تكون جديرة بخلق تنمية محلية والتي من شأنها أن تؤهل هذه المجالات لربح رهان التنافسية وتدعيم التكامل والاندماج الجهوي مع باقي المجالات الوطنية.

I- المقومات السياحية: منتوج متعدد ومتنوع.

  إن رصد مؤهلات المنطقة ومدى أهميتها في تدعيم المنتوج السياحي ستشكل إطارا عاما لتفسير الدينامية السياحية بالمنطقة وانعكاساتها السوسيومجالية.

1- الإطار الجغرافي والخصائص الطبيعية.

1-1- الموقع:

   يوجد زيز الأسفل بالجنوب الشرقي للمغرب في النطاق شبه الصحراوي. يحده من الشمال والشرق حاشية حمادة الكريتاسي المنتمية للزمن الثالث، ومن الغرب والجنوب الكتل القديمة للأطلس الصغير، ثم من الجنوب الشرقي حمادة كَير. ويندرج زيز الأسفل في مجموع السهول النحتية (Plaines d' érosions) والأودية الواسعة الواقعة بالهوامش الشرقية لسلسلة الأطلس الصغير.
  يجمع زيز الأسفل بالمفهوم المحدود السهل الطميي الممتد على طول وادي زيز الذي يضم واحة تيزيمي والمعاضيض شمالا (المنطقة المحيطة بمركز أرفود) وسهل تافيلالت بالوسط (المنطقة المحيطة بمركز الريصاني) وواحة مرزوكَة بالجنوب.
  يتميز المجال المدروس بتنوع معطياته الطبيعية، وهذا ما يجعل الموارد متنوعة لكنها متفاوتة في توزيعها المجالي ومتكاملة في استقطابها السياحي.

2-1- التضاريس:

  تنتصب الكتل الجبلية بشكل متقطع بالمجال. وتكون كتلة أوكَنات امتدادا لمحدبات جبل صاغرو، وتبدو واضحة غرب أرفود. كما أن ارتفاعات هذه الوحدات تصل 982م بجبل بولعكَادي، و976م بجبل بولكَرون، ومقابل ذلك لا يتعدى علو جبل أرفود 935م. ومن ناحية الجنوب تنتصب كتل متفرقة مثل جبل الحجرة البيضاء بعلو 1046م، وجبل أدرار بعلو يصل 996م.
  ووسط هذه الكتل المتقطعة تمتد المنخفضات مكونة أحواضا رسوبية على طول وادي زيز وغريس ووادي أمربوح. وهكذا تعرف الارتفاعات انخفاضا كلما اتجهنا من الشمال نحو الجنوب، حيث يصبح النمودج صحراويا تتخلله من حين لآخر من أرفود إلى الريصاني والطاوس كتلا صخرية، كما تصبح التعرية الريحة قوية مما ينتج عنه تكون كثبان رملية أهمها العرق الشيبي بمرزوكَة.
  ويتجلى من ذلك أن العنصر التضاريسي يجعل من زيز الأسفل أحد وأهم المؤهلات التي بإمكانها أن تدعم المنطقة سياحيا لتنافس العديد من المجالات المجاورة مثل ورزازات، وبالتالي إغراء السياح. كما يشكل فرصة لتطوير العديد من الأنواع السياحية. ويقدم النطاق ما قبل الكامبري والصحراوي نموذجا غنيا بمشاهده وتناقضاته. وقد غدا في السنوات الأخيرة من المجالات المفضلة التي تبرمج في إطار السباقات الدولية والسياحة الاستكشافية وكذلك مجالا لإنتاج الأقاليم السينمائية.

3-1- المناخ:

  يحدد المناخ في جزء كبير منه أشكال السياحة الممكن ممارستها في الزمان والمكان. فهو يؤثر على التيارات السياحية سواء على المستوى الكمي أو على مستوى انتظامها الزمني. إلا أن عناصر المناخ بالمجال المدروس تقدم حالات سلبية تجاه النشاط السياحي. لكن دلك لا يمنع من كون بعضها يتيح فرصا للترفيه السياحي.
فالحرارة تتميز بالتطرف الكبير، حيث أن المعدل الشهري لدرجات الحرارة الدنيا خلال الشهر البارد (يناير) تزيد عن °10 والحرارة القصوى في الشهر الحار (يوليوز) تزيد عن°40. وهذه الأخيرة توفر فرصة للاستحمام في الرمال الذهبية لمعالجة بعض الأمراض كالروماتيزم.
  وتتلقى المنطقة أعلى معدلات مدة التشميس تزيد عن 3500 ساعة في السنة [أوجامع.ع، 1999. ص.114] خصوصا بالنطاق الصحراوي. كما أن السائح يستهويه مراقبة شروق وغروب الشمس في تماس مع التلال الرملية بمرزوكَة.
  وتتميز التساقطات بالتناقص من الشمال إلى الجنوب، حيث تصل إلى أقل من 50 ملم بمحطة الطاوس (46,2 ملم متوسط فترة 1971-1990)، بينما هذه بلغت 75 ملم بمحطة قنطرة أرفود (متوسط فترة 1957-1991). وينضاف إلى عدم الانتظام المكاني تفاوت على مستوى السنوات والفصول وحسب المحطات والنطاقات. فموقع المنطقة يجعلها تتأثر بالتيارات الصحراوية مما يضفي على المنطقة مناخا جافا.
  وتشهد المنطقة هبوب رياح قوية ذات اتجاهات مختلفة أهمها "رياح الشركي" وهي رياح ساخنة تهب من الشرق والجنوب الشرقي. وتؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة والى تيارات غبارية ورملية بسبب الانفتاح على الصحراء. وهذا العنصر يساهم في تكوين كثبان رملية متشتة في المجال، من أهمها العرق الشبي الذي يقدم منتوجا للاستهواء والاستحمام قل نظيره.

4-1- الجيومورفولجيا.

  يعتبر زيز الأسفل منخفض تعروي ناتج عن نشاط عمليتي الحفر والردم خلال الزمن الرابع. فقد تشكل حوض زيز من رواسب الاطماء والغرين المرمول التي نقلتها الأودية مكونة سهلا فيضيا انتظمت به الحياة البشرية على شكل أشرطة خضراء. ويمكن أن نميز بين عنصرين جيومورفلوجيين[MARGAT.J., 1962, p. 23]: التضاريس الأبلاشية وأشكال التعرية الناتجة عنها، ثم أشكال التراكم والردم التي ترسبت بفعل عمليتي النحت والنقل. إلا أن الأشكال التي تستهوي السائح تظهر في نوعين:
- الرقوق: وهي سطوح حصوية غير مرمولة. تمتد قدم التضاريس. وهي ذات انحدار وسمك ضعيفين تتميز بالامتداد الذي يبهر العين في الصحراء.
- الكثبان الرملية: وهي أشكال تكونت بفعل عملية النقل الريحية. تنتشر بشكل غير متجانس في المجال. ويمكن التميز فيها بين أشكال قديمة وأخرى حديثة (فترة الغربي شبه الحالي والحالي). فالأولى تتمثل في رمال العرق الشيبي والتي تنفرد بتجانس حبيباتها (80% من الحبات تزيد عن 0,2μ). أما الثانية (الحديثة) فهي أقل تجانسا من الأولى (15 إلى 20% تقل حباتها عن 0,2μ)، وتنتشر بشمال أرفود وبالضفة اليمنى لواد غريس (السيفا- حنابو) وبالضفة اليسرى لواد أمربوح [MARGAT.J., op.cit, p. 57]. وعموما تتميز هذه الرمال بلونها الذهبي الذي يعطي رونقا جذابا بالصحراء.

2- المؤهلات البشرية: الخصائص التاريخية والثقافية.

1-2- التنوع الاثني:

  بحكم موقعها (سجلماسة) كصلة وصل بين شمال إفريقيا وإفريقيا السوداء وبين الشرق والغرب، لعبت تافيلالت دورا لا يستهان به في ازدهار تجارة القوافل الصحراوية وفي صنع تاريخ المغرب. وكان من ايجابيات هذا العامل إشعاع المنطقة سياسيا واقتصاديا وثقافيا وعمرانيا.
  ومن حيث الاستقرار، فقد استقطبت المنطقة أعدادا هائلة ومختلفة من الأجناس البشرية في الأصول والمعيشة وفي اللغة والعادات. وهو ما يتأكد من خلال التنوع الاثني (عرب، أمازيغ، شرفاء، حراطين...) الذي ما زالت مظاهره بارزة إلى حد الآن. ومع ذلك فإنه يصعب ضبط عناصر السكان وتفسير طبيعة التركيبة الاجتماعية بالمنطقة. لكن يمكن أن نسجل حفاظ المنطقة على سماتها التقليدية. وهي سمات أصيلة تشكل مادة أولية في التخطيط السياحي.

2-2- أشرطة خضراء على طول الأودية.

  يشكل وادي زيز وغرس شريانين تنتظم حولهما الحياة البشيرية. ويقدم هذا النطاق مشاهد مختلفة التنظيم سواء من حيث المزروعات والمغروسات أو الهندسة المعمارية.
وفي الآونة الأخيرة، شكل المجال الواحي وسطا مفصلا لتموقع التجهيزات السياحية (أرفود، الريصاني، مرزوكة). وتستمد الدينامية السياحية أهميتها مما تقدمه المنطقة من مشاهد جذابة. كما أن النطاق الصحراوي بمنظره المثير أصبح يثير لعاب الهواة والمغامرين. وكل هذه المشاهد تدعم الوحدة السياحية للمنطقة. خارج هذا الإطار، هناك مجالات فارغة (رقوق) تشكل احتياطيا سياحيا لا زالت تعيش على هامش التيارات السياحية. وتوجد في جنوب شرق زيز الأسفل بجماعة سيدي علي والطاوس وجماعة الريصاني.

3-2- القصور والقصبات: غنى التراث وأصالته.

  ينفرد الجنوب والجنوب الشرقي (درعة– تافيلالت) بنمط معماري أصيل تجسده الهندسة المعمارية الترابية المتلائمة مع الوسط البيئي الجاف. وتكون القصبة والقصر صورة نمودجية للسائح، ونمط حياة منفردة وسط نطاق قاحل. ومن الملفت للانتباه التدهور الذي يلاحق هذا النمط المعماري بفعل الهجرة، إذ أخذ في التراجع التدريجي كتراث وكثقافة.
  ومن هذا المنطلق أثارت اهتمام المسؤولين. فقد عملت وزارة الثقافة على خلق" مركز لصيانة وترميم التراث الجنوب الأطلسي" مقره بمدينة ورزازات سنة 1989. واستفادت تافيلالت بدورها على غرار ورزازات من تداخلات المركز من خلال ترميم قصر الفيضة وقصبة مولاي عبد الكريم بالريصاني ثم قصر المعاضيض بأرفود. وبذلك يكون المركز قد ساهم في تدعيم الصورة السياحية للمنطقة رغم أنه جاء متأخرا بالنسبة للانطلاقة الحقيقة للسياحة سنة 1989. كما أنه من خلال الجرد الميداني الذي قامت به وزارة الثقافة في تحديدها للمعالم الحضارية التي تتطلب الحماية، وجدت 99 معلمة تاريخية بإقليم الرشيدية، منها 14 قصبة و38 قصرا كلها ستستفيد مستقبلا من الصيانة والترميم.

4-2- الصناعة التقليدية.

 تكون الصناعة التقليدية إحدى القطاعات التي يرتبط مصيرها بالسياحة. فهي تستأثر باهتمام السياح الذين يخصصون جزءا من إنفاقهم لاقتناء الهدايا والتذكارات، الأمر الذي جعل الجمعيات المسؤولة وطنيا وجهويا توليها اهتماما فعليا وتروج لها في إطار حملات الدعاية والإشهار.
  تتميز تافيلالت بهيمنة صناعة الأحجار الرخامية التي غزت الأسواق المغربية والأوربية. والى جانبها توجد منتوجات الدباغة والنجارة والحدادة.
  وقصد تمييز هذه الحرف، أنشئت عدة تعاونيات بالمنطقة. تضم كل واحدة عددا من الأشخاص يتخصصون في إنتاج مادة معينة. وتهدف هذه التعاونيات بالأساس إلى بيع المنتوج المحلي وتسويقه في إطار جماعي مع تخصيص جزء من الأرباح لصالح ميزانية التعاونية.

جدول1: تعاونيات الصناعة بزيز الأسفل.
التعاونية
سنة
التأسيس
المقر
طبيعتها
رأسمالها.د
عدد
المساهمين
الدباغة
1961
الريصاني
انتاجية
10.9910,00
25
النجارة
1976
الريصاني
خدماتية
48.900,00
46
الحدادة
1983
الريصاني
خدماتية
44.600,00
29
الخياطة
1989
الريصاني
خدماتية
176.100,00
121
الخرازة
1997
الريصاني
خدماتية
11.400,00
31
نحت الأحجار والمستحثات
1994
أرفود
خدماتية
91.000,00
21
الإنتاج الجماعي للأحجار الرخامية
1995
أرفود
انتاجية
103.100,00
12
المصدر: مندوبية الصناعة التقليدية بالرشيدية.

  وفي السنوات الأخيرة، عرفت التعاونيات إقبالا خاصا من لدن المخرجين السينمائين، كما عرفت تردد السياح لمشاهدة الصناع الحرفيين واكتشاف أنواع الصناعات التقليدية التي تزخر بها المنطقة.

5-2- الأسواق الأسبوعية.

  يستفيد النشاط السياحي من الأسواق الأسبوعية باعتبارها بضاعة تستغلها وكالات الأسفار والمرشدين في إطار الجولات السياحية. وتوجد هذه الأسواق على المسارات السياحية. وأهم مثال لذلك سوق الريصاني التي تجاوز إشعاعها المستوى المحلي والجهوي مستمدة قوتها من الإشعاع الاقتصادي والتجاري الذي كانت تتمتع به حاضرة سجلماسة سابقا.
  إلى جانب هذه المؤهلات الحضارية، يمكن أن نشير إلى بعض القيم الثقافية المتمثلة في الفلكلور المتنوع (كَناوة، أحيدوس، أحواش، جرافة...) والمواسم (التمور بأرفود، ومولاي علي الشريف بالريصاني)، ثم ما تزخر به الزوايا والخزانات من مكتبات غنية بالمخطوطات كما هو الشأن بزاوية سيدي حمزة بالرشيدية، وزاوية سيدي الغازي بالريصاني. هذا بالإضافة إلى المعالم التاريخية على سبيل الحصر: أطلال سجلماسة بالريصاني، وبعض النقوش الصخرية بالطاوس...
وهكذا تزخر المنطقة بموارد طبيعية وبشرية غنية ومتنوعة. وهو ما يجعل منها مادة أولية في التهيئة السياحية. ونظرا لتكامل هذه الموارد على المستوى المحلي يمكن أن تكون أداة لبلوغ تنمية اقتصادية واجتماعية كفيلة بتحقيق الاندماج على المستوى الجهوي. وهذا لن يتأتى إلا بتقييم التجهيزات السياحية ودورها في التنمية المحلية.

II-التجهيزات السياحية.

  تعتبر التجهيزات السياحية مؤشرا دالا لتفسير مدى قدرة المجال على استقطاب التيارات السياحية(عروض إيواء متنوعة)، وانتعاش الأنشطة الاقتصادية التي يرتبط مسارها بالسياحة. فتحليل هذا العنصر سيمكن من إبراز مكانة المجال على المستوى الجهوي وتحديد انعكاساته السوسيومجالية.

1- بنيات الاستقبال:عروض إيواء متنوعة.

  من بين العناصر التي تميز الانعكاسات السوسيومجالية للسياحة، نجد عروض الإيواء، خاصة الفندقية. وتعتبر هذه الأخيرة مؤشرا يمكن الاعتماد عليه لتفسير درجة الاستقطاب السياحي. وعلى غرار الجنوب الداخلي يتوافر زيز الأسفل على طاقة إيواء تقدر ب 2521 سريرا، أي بحصة 75,52% من مجموع الأسرة بإقليم الرشيدية، وبحصة 35,15% مقارنة بجهة مكناس-تافيلالت(5). وتتوزع هذه العروض بشكل متباين بين مركزي أرفود والريصاني ومحيطيهما القروي (مرزوكة).

جدول 2 : توزيع أنواع العرض الايوائي بزيز الأسفل مقارنة بالإقليم سنة 2002.

زيز الأسفل
إقليم الرشيدية
أنواع الوحدات
عدد الوحدات
عدد الأسرة
عدد الغرف
عدد الوحدات
عدد الأسرة
عدد الغرف
فنادق مصنفة
9
15,8
1477
58,6
635
54,4
10
10,6
1507
45,1
723
45,7
مآوي مصنفة
5
8,8
228
9
115
9,8
5
5,3
228
6,8
115
7,3
فنادق غير مصنفة
8
14
204
8,1
102
8,7
23
24,7
613
18,4
335
21,2
مآوي غير مصنفة
35
61,4
612
24,3
316
27,1
45
47,9
813
24,4
367
23,2
مآوي أخرى
-
-
-
-
-
-
11
11,7
177
5,3
42
2,7
المجموع
57
100
2521
100
1168
100
94
100
3338
100
1582
100
المصدر: مندوبية السياحة بالرشيدية.

  لا تنحصر بنيات الاستقبال في المنشئات الفندقية، بل تتحه نحو التنوع. ويفسر هذا التنوع بخصائص المنطقة وأنواع السياحة الممكن ممارستها، وذلك تلبية للرغبات وأذواق جميع الطلبات. وقد تجسد ذلك في ظهور أشكال ايواء بالمجال الصحراوي (مرزوكة). ومن هنا أصبح زيز الأسفل يستحوذ على 4/3 طاقة الايواء مقارنة بالإقليم وعلى أكثر من 3/1 مقارنة بجهة مكناس –تافيلالت. ويمكن تفسير هذه المكانة باستفادة المجال من التدابير والإصلاحات المتخذة في مخطط (1981-1985) والتي قضت بإصدار قانون الاستثمارات السياحية سنة 1983 والذي توسع نطاق عمله وعممت مزاياه على الأنشطة الملحقة بالسياحة كالمطاعم والمقاهي ومرافق الترفيه. وقد اتضحت نتائج هذا القانون مع الإنطلاقة الحقيقية للمشاريع السياحية بالمنطقة. ومع مخطط المسار(1988-1992) دشن المغرب إستراتجية جديدة تم على إثرها تعزيز المشاريع السياحية بالجنوب الداخلي عموما، حيث هدف المخطط إلى تصحيح الفوارق المجالية القائمة بين المركز والهامش.

1-1-مؤسسات الفندقة: هيمنة الأصناف الرفيعة بمركز أرفوذ.

  أصبح الإيواء الفندقي العنصر الأساسي الذي يميز التموقعات السياحية بزيز الأسفل. فمنذ أواسط الثمانينات عرفت المنطقة تزايد وحدات الفندقة محتلة تموقعات إستراتجية ومتوجهة نحو التركز المجالي. مما تولد عنه ظهور أحياء سياحية أخذت تنعزل عن أحياء المدينة.
   أنجزت جل مؤسسات الإيواء المصنفة منها أو غير المصنفة في النصف الثاني من عقد الثمانينات. وقد اقتصر إنجاز المشاريع السياحية من صنف الفنادق الرفيعة(4 أنجم)على الدولة. لكن لا يجب أن تخفي عنا هذه الصورة مجهودات متواضعة للقطاع الخاص، والتي يمكن اعتبارها إرهاصات أولية لاقتحام المستثمر سواء منه الأجنبي أو المحلي.
  وساهم المستثمر المحلي من جهته في الرفع من طاقة الايواء بتشييده وحدة من فئة 3 أنجم بأرفود بطاقة إيواء بلغت 160 سريرا وذلك سنة 1978 رافقتها فيما بعد أنشطة شبه فندقية وسط المركز. وما عدا هذه الوحدات القليلة العدد والمحدودة الطاقة، فقد ظلت بنيات الاستقبال تهيمن عليها استثمارات القطاع العمومي. لكن ابتداء من سنة 1984 ستتغير الوضعية بتدخل شركة السلام ذات الاستثمار الخارجي بتوطين فئة من 4 أنجم. ومن هنا بدأ أهم تحرك للنشاط السياحي بأرفود الذي سلب مدينة الرشيدية دور الريادة [أوجامع.ع.ص.321]. وباستثناء هذه الوحدة، تعتبر باقي الاستثمارات من مصدر محلي(حيث ظهر في السنين الأخيرة تشييد فندق من فئة 4 أنجم بأرفود وآخر من فئة 3 أنجم بالريصاني) وأجنبي (تشييد فندق من صنف 4 أنجم بأرفود) ومختلط (شلوكة من صنف 3 أنجم).
  تمثل الأسيسة الفندقية المصنفة 90%من مجموع الوحدات المصنفة بالإقليم و22% مقارنة بجهة مكناس-تافيلالت. وإذا كان من الصعب تحديد ما إذا كانت أهمية هذه الأسيسة سببا أو نتيجة للتنمية السياحية، فإن التوزيع الجغرافي وخاصية التموقع ونوع الإيواء، كلها عناصر تعد نتاجا لنوع السياحة الممارسة.
  ويتوافر زيز الأسفل على بنية فندقة رفيعة، تظهر مدى ضعف الأصناف الوسطى (1،2،3 أنجم) والتي تناسب فئة السياح ذوي الدخل المحدود والمتوسط. وقد شهدت البنية الرفيعة تركزا مهما بمركز أرفود (4 أنجم). وبذلك يسجل هيمنة على باقي الفئات الأخرى، حيث أن حصته من عدد الأسرة الرفيعة بلغت 1218، أي بنسبة 74,67% من مجموع الأسرة بالمدينة و36,48% مقارنة بالإقليم.
  وتفسر هيمنة الأصناف هاته بطبيعة الاعدادات السياحية المرغوب فيها، وبنوع الاستعمال السياحي الذي يستهدف هذا المجال بالدرجة الأولى ( سياحة الإقامة، جولات منظمة..)، وذلك استجابة للمجموعات السياحية وللأسفار المنظمة. ولعل ما يزكي هذا الطرح كون جميع أصناف الفندقة الرفيعة تعود لشركات سياحية ذات وزن لا يستهان به في الميدان السياحي. أما الأصناف الأخرى فتتقاسمها وحدات تابعة لمستثمرين محليين.
   ومقابل ذلك، لم تسجل الدرجات المتوسطة والدنيا (1، 2، 3 أنجم) سوى تموقعات قليلة. وقد انحصرت طاقة إيواءها في 259 سريرا، وهو ما يمثل 10,27% من مجموع الأسرة بزيز الأسفل و7,75% مقارنة بالإقليم.
  وبالنسبة للفنادق غير المصنفة ورغم تعددها، فإن طاقتها الاستيعابية تبقى ضعيفة مقارنة بالفنادق المصنفة. فقد بلغت 204 سريرا وهو ما يمثل 8,09% من مجموع الأسرة بزيز الأسفل و6,11% مقارنة بالإقليم. لكن ما لوحظ في السنين الأخيرة، هو أن اتجاهات عروض الإيواء تسير نحو التنوع والتطور، وذلك بظهور أشكال إيواء جديدة كالاقامات المصنفة وغير المصنفة. وهذا يدل على تنوع في العروض، والتي تعرف ترددا على السياحة القروية وبطلب من فئات اجتماعية متعددة مما انعكس على المشهد الجغرافي.

2-1- المآوي السياحية: بروز المجال الصحراوي.

  يعكس هذا النوع من الإيواء الذي يتخذ المجال الصحراوي مقرا له مدى الدينامية المجالية وتغلغل الأنشطة والتيارات السياحية في هذا الوسط الجاف. وهي بنيات إيواء تسعى الاستجابة لطلبات ترتكز على المغامرة والاستكشاف، وهو معطى أخذ يمنح أهمية في العقد الأخير للمجالات الهامشية بحكم احتضانها لمنتوج نادر لازال في طور الإعداد.
يحتضن المجال الصحراوي بمرزوكة بنيات إيواء عادية توفر في عموميتها راحة ورفاهية بسيطة. فعلى مستوى عدد هذه الوحدات بلغت 39، منها إثنتان(2) مصنفة متمركزة بمرزوكة وواحدة بأرفود، والباقي غير مصنف يتموقع بالعرق الشيبي.
   وتبلغ طاقة إستيعاب هذه المآوي 840 سريرا، أي ما يعادل 33,32% من مجموع الأسرة بالإقليم. منها 780 سريرا تتمركز بمرزوكة، أي ما يمثل 30,10% من مجموع الأسرة بزيز الأسفل.
  ومقابل ذلك، يشكل الجزء الجبلي وأقصى الجنوب الصحراوي مجالا فارغا، وهو في أمس الحاجة إلى الاستغلال والاستعمال السياحي نظرا للمواقع والمؤهلات السياحية التي يقدمها.
  وتنحصر المخيمات في وحدة متمركزة بأرفود. إلا أنها لا تستجيب إلا لحاجيات السياحة الفردية رغم احتلالها لمساحة هامة بالمدينة وتوافرها على تجهيزات لا يستهان بها(300 موضع- مقهى...).
  وعموما لم تبرز مكانة زيز الأسفل على المستوى الجهوي بشكل أكثر فعالية إلا منذ أواسط الثمانينات. وقد شكل مركز أرفود قطب تمركز مختلف وحدات الايواء، إذ يحتضن اليوم 1631 سريرا، أي بنسبة 64,70% من مجموع الأسرة بزيز الأسفل و48,86% مقارنة بالإقليم، ثم 22,74% مقارنة بجهة مكناس تافيلالت. إن هذه المكانة التي يحتلها أرفود على مستوى الإيواء السياحي تجعل منه قطبا تحت جهويا رائدا بمنطقته، وهي التي ستفسر مدى انتشار الأنشطة السياحية و تزايد الطلب وتنوعه.

2- أنشطة الخدمات والتجارة.

  إن تتبع أنشطة التجارة والخدمات المرتبطة بالسياحة مثل المقاهي والمطاعم والنقل السياحي والوحدات المرتبطة بالصناعة التقليدية "البازرات" ستمكن من مقاربة المجال السياحي لزيز الأسفل رغم التشتت والانتشار الذي تتميز به. وهي أنشطة لا تتطلب رؤوس أموال باهضة إذا ما قورنت بتلك الموظفة في أسيسة الفندقة. لكن من الصعب التمييز في هذه الأنشطة بين تلك الموجهة للاستهلاك السياحي، على اعتبار أن جميع الطلبات الاستهلاكية تلتقي في نفس الهدف. وهي اشكالية تتعمق أكثر حينما يطرح معها تحديد مفهوم "السياحة" وتحديد الأنشطة المرتبطة بها كما أشار إلى ذلك أحد الباحثين [GUIBILATO ;1983] الذي حاول التمييز بين نوعين من الأنشطة: الأنشطة المميزة للسياحة والتي تساهم في الوظيفة السياحية، ثم خيرات وخدمات تابعة تنتج من طرف أنشطة غير متخصصة. ومع ذلك فإن توزيع الأنشطة وتموقعها داخل المجال يعتبر مؤشرا دالا في تمييزها. ويدفع تحليل التوزيع الجغرافي لهذه الأنشطة إلى التأكيد على تمركزها بالوسط الحضري. لكن ونظرا لميزة التشتت وتعدد المواقع وضرورة الاستفادة من النشاط السياحي غالبا ما يتبع العرض والطلب مجالات تموقع هذه الأنشطة. فباستثناء وكالات الأسفار والنقل السياحي التي تتخذ مقرات لها بالوسط الحضري، تتمركز أنشطة التجارة والخدمات بالمجالين القروي والحضري، وخاصة على طول المسارات الرئيسية التي تعرف ترددا في التيارات السياحية.
  وتتضح الفوارق المجالية عند المقارنة بين مراكز زيز الأسفل، حيث نجد 77,24% من هذه الأنشطة تتمركز بأرفود مقابل 19,10% بالريصاني و3,66% تنتشر بالمجال القروي بمرزوكة.

جدول 3: توزيع أنشطة التجارة المرتبطة بالسياحة.

                     أرفود  الريصاني  مرزوكة  المجموع
بازارات
34
48,6
29
41,4
7
10
70
28,5
مقاهي ومطاعم
26
57,8
17
37,8
2
4,4
45
18,3
نقل سياحي
130
99,2
1
0,8
-
-
131
53,6
المجموع
190
77,2
47
19,1
9
3,7
246
100
المصدر: بحث ميداني. دجنبر 2002

  إذا اقتصرنا على محلات الصناعة التقليدية "البازرات". كمعيار أساسي لتتبع أهمية بروز المواقع والمراكز السياحية، نلاحظ أن مركز أرفود يضم لوحده حصة 13,82% من مجموع الأنشطة بزيز الأسفل، بينما يضم الريصاني 11,78%. وبذلك يشكل هذان المركزان أهم المواقع التي عرفت تموقعا لهذه الأنشطة. إلا أن هده الوضعية ستتغير منذ بداية التسعينات لصالح محطات أخرى مثل مرزوكة...
   وهكذا تعززت مكانة أرفود والريصاني كمحطات لبرمجة وانطلاق الجولات السياحية، وبالتالي كمراحل أولى لاستغلال المنتوج السياحي الصحراوي.
   ومن المثير للانتباه في إطار التوزيع الجغرافي لهذه الأنشطة هو ذلك الاكتساح الواضح للمجال القروي والتركز على طول المسارات الرئيسية أو المؤدية إلى المناطق الجذابة، حيث يقوم اشخاص بعرض المستحثات والقطع القديمة أمام السياح. وهذا يجسد التحول الذي يشهده العالم القروي الواحي، وخصوصا ذلك الذي اعتادت ساكنته بناء اقتصادها على الترحال. ومن دون شك، فقد تأثرت التنظيمات الاقتصادية والاجتماعية بظهور الأنشطة السياحية وبطرق تنظيمها، حيث أخذت هذه الأخيرة تقترح أنظمة جديدة في وسط قروي صحراوي بدأ يهيأ ويعاد تشكيله كما بدأ يعاد تنظيمه واستهلاكه.
  وإجمالا يكون زيز الأسفل أهم المجالات التي تأثرت بالدينامية السياحية على صعيد الإقليم وخاصة مركز أرفود، بينما تبقى باقي الأجزاء بالإقليم – باستثناء المجال القروي لمرزوكة الذي يساير وضعية أرفود- فارغة. ولا تشكل سوى مجالات عبور ومشاهدة. ومن شأن الطريق المنجزة حاليا بين الريصاني ومرزوكة وما بين أرفود وزاكورة ضمان توزيع أحسن للأنشطة وللحركة السياحية، وبالتالي منح المنتوج الواحي أبعادا جديدة وآفاقا واعدة.

3- الطلب السياحي.

  كيف يمكن تقييم الطلب السياحي وتقديره في المجال اذا كان هذا الأخير يعاني من النقص وعدم دقة الإحصائيات؟ كيفما كان الحال سنحاول التعرف على بنية الطلب السياحي من خلال رصد التيارات والليالي المستهلكة باعتماد أرقام تؤرخ للفترة ما بين 1990 و 1998، وخصوصا المسجلة في الفنادق المصنفة.

1-3- تطور عدد الوافدين والليالي السياحية.

  يظهر تطور عدد الوافدبن وبنيتهم الجغرافية مدى هيمنة الوافدين الأجانب. وتشير الإحصائيات الواردة في هذا الشأن أن عدد السياح الوافدين على زيز الأسفل بلغوا 61.980 سائحا سنة 1998، أي ما يعادل 73,15% من مجموع الوافدين مقارنة بالإقليم. في حين بلغت الليالي المستهلكة 84.504 ليلة، أي 82,78% من مجموع الليالي مقارنة بالإقليم و22,38% مقارنة بجهة مكناس-تافيلالت.

جدول 4: تطور عدد الوافدين والليالي بزيز الأسفل مقارنة مع الإقليم.

زيز الأسفل
الإقليم
% زيز الاسفل مقارنة بالإقليم

عدد الوافدين
عدد الليالي
عدد الوافدين
عدد الليالي
% الوافدين
% الليالي
1990
1991
1992
1993
1994
1995
1996
1997
1998
43.578
24.460
48.356
57.111
63.651
85.102
68.942
76.783
61.980
57.698
34.971
54.111
64.674
70.889
95.676
78.478
90.411
84.504
62.306
-
-
88.645
95.882
85.102
99.366
102.84
84.724
84.267
-
-
101.737
107.644
95.676
112.752
118.496
102.073
69,94
-
-
64,42
66,38
-
69,38
74,63
73,15

68,47
-
-
63,56
65,85
-
69,60
76,29
82,78
المصدر:مندوبية السياحة بالرشيدية.

  يكشف تتبع منحنى تطور عدد الوافدين السياح بزيز الأسفل المسجلين بالفنادق والمآوي المصنفة للفترة ما بين(1990-1998) أن هذا التطور لا يخرج عن الوضعية العامة على المستوى الوطني، والتي يطبعها عدم الانتظام من سنة إلى أخرى.
  وهكذا فقد انتقل عدد الوافدين بزيز الأسفل من 43.578 سنة 1990 إلى 61.980 سنة 1998، أي بزيادة إجمالية تقدر ب 42,22%. وهي زيادة تفوق النسبة المحققة على صعيد الإقليم(35,98%). ومقابل ذلك انتقل عدد الليالي السياحية من 57.698 ليلة إلى 84.504 ليلة بزيادة إجمالية تقدر ب46,45%، في حين لم تتعد هذه الزيادة 21,13% على مستوى الإقليم. ومن الواضح أن السنوات التي سجلت نسب تطور مهمة تمثلت في سنوات: 1994 و1995 و1996 و1997 ثم 1998. بينما شهدت باقي السنوات نسب تطور ضعيفة وخصوصا سنة 1991 التي صادفت حرب الخليج.
  بعد هذا الحدث الأخير، عرفت حركة السياحة نوعا من التطور المتصاعد رغم بعض التذبذبات. وتبرز الفوارق البيسنوية مدى ارتباط الدينامية السياحية للمجال بأسواق وتيارات سياحية غير قارة. وهكذا انتقل عدد الليالي السياحية من 57.698 سنة 1990 إلى 95.676 سنة 1995 أي بزيادة إجمالية تقدر ب 65,82% (الإقليم 13,53%). لتعرف تراجعا تدريجيا وصل إلى 84.504 سنة 1998 وذلك بزيادة بلغت 11,67% (للفترة 95-1998)، أي أقل مما سجل على صعيد الإقليم (6,68%).
  وبمقارنة زيز الأسفل بالإقليم، نلاحظ أنه استفاد كثيرا من اقتحام القطاع الخاص الذي وفر أسيسة إيوائية ساهمت في النقلة النوعية للطلب السياحي. أما تذبذبات هذا الطلب، فلا يمكن أن تتأثر سوى بترددات السياح على المستوى الوطني والذي يتأثر هو بدوره بالظروف الدولية كما حصل إبان حرب الخليج. كما دشنت هذه النقلة كذلك ببدايات محفزة تتمثل في تحسين البنية التحتية خاصة قطاع المواصلات الجوية(المطار الوطني للرشيدية) إلى جانب البحث عن تكوين أطر فندقة أكفاء بإنشاء مدرسة فندقية بأرفود سنة 1991. ناهيك عن برمجة المجال في إطار الجولات السياحية التي يشهدها الجنوب الداخلي عموما.

2-3-  بنية الطلب السياحي: هيمنة الزبون الأوربي.

  يكشف تحليل بنية الطلب السياحي طبيعة الزبون المتجه إلى المغرب عامة وإلى الجنوب الشرقي خاصة. فماهي مكانة زيز الأسفل في حركية الاستقطاب؟ وكيف يتوزع الزبناء المستقطبين به؟
  يهيمن على بنية الطلب السياحي الزبون الأوربي عموما، والفرنسي خصوصا، مما يبرز مدى ارتباط النشاط السياحي محليا بأسواق خارجية. ويمثل الطلب الدولي متوسط 93,3% من مجموع الوافدين للفترة(1990-1998).
  تستحوذ الجنسيات الأوربية على حصة الأسد من الليالي المستهلكة (75%). بينما تقتسم الجنسيات الأخرى 18%من الليالي السياحية. ومن هنا تتجلى مكانة السياحة الدولية ليس فقط بالمجال المدروس ولكن بكل المجالات الجنوبية ورزازات، مراكش، أكادير...وعكس ذلك يبقى حضور الطلب الوطني هامشيا أمام هذه التيارات.
  تنتمي أغلبية الجنسيات الممثلة إلى أوربا الغربية. وتأتي السوق الفرنسية في المقدمة بحصة 29,88% ثم تليها السوق الألمانية بحصة 22,77% ثم السوق الإسبانية بحصة11,44% والإيطالية بحصة11,02%.
  أما الجنسيات الأخرى، فتضم أربع مجموعات. الأولى تضم بلجيكا، اسكندنافيا، سويسرا والبرتغال بحصة5,21%، والثانية تضم أمريكا وابريطانيا بحصة 4,62%، والثالثة تجمع العرب والأفارقة ودول آسيا بحصة 8,49%، وأخيرا تأتي السوق الوطنية بحصة 6,7% كزبون يسجل حضوره في فصل الصيف (يوليوز-غشت)، ويفسر ذلك بالسياحة الصحية التي توفرها رمال مرزوكة.
  هذه الوضعية في تطور بنية الطلب بزيز الأسفل لا ختلف كثيرا عن مثيلاتها بالجنوب الداخلي عموما [اوجامع ع صص:45-47]. فرغم وجود بعض الاختلافات، فإن هناك تجانس في الدينامية السياحية الناتجة عن وجود ميكانيزمات متشابهة تؤثر فيها على المستوى الجهوي و الوطني و الدولي.

III - السياحة والتنمية المحلية

  شكل مشروع الإعداد السياحي للجنوب الداخلي عموما تحولا جوهريا في السيلسة السياحية بالمغرب، وفرصة لتقييم الموارد الإمكانيات المحلية عبر وضع هيكل جهوي قادر على تحقيق تنمية شاملة ومردودية مثلى للمشاريع السياحية. إلا أنه أثناء محاولة تحديد مدى نجاح أو فشل هذه السياسة، اصطدمنا بالنقص الحاصل في الإحصائيات وعدم دقتها أحيانا. مما صعب معه بلوغ تقييم كمي وكيفي في هذا الميدان. ومع ذلك سنقف على ملامسة بعض الانعكاسات الاجتماعية والاقتصادية والمجالية للسياحة بالمجال المدروس في أفق تحديد دور الأنشطة السياحية في التنمية المحلية.

1- الانعكاس الاقتصادي والاجتماعي

  إن السياحة كقطاع اقتصادي يساهم في إنعاش العديد من الأنشطة وخلق فرص الشغل. وباعتباره كذلك، فهو قطاع لتصريف العملة الصعبة ودينامية المبادلات. لذلك، فالذين يتصورون المشاريع السياحية والسكان الذين ينسجون علاقات وثيقة مع الأنشطة السياحية، ينتظرون الكثير من السياحة والسياح.
وقصد التمكن من تقييم دور السياحة في دينامية المجتمع والاقتصاد، سنقف على تقدير نصيب اليد العاملة المشتغلة في قطاع الإيواء وفي قطاعات اقتصادية مرتبطة به (تجارة، خدمات، حرف...) من جهة أولى، ثم دور المنعشين في هذه الحركية من جهة ثانية.

1-1- التشغيل السياحي

  سنحاول في هذا الاطار، تقديم صورة جزئية عن التشغيل السياحي بزيز الأسفل، وذلك اعتمادا على العمل الميداني وبعض الإحصائيات الرسمية.مع وضع تقديرات لعدد العمال مبنية تبعا لعلاقة تتأسس بين طاقة إيواء الوحدة السياحية وعدد فرص الشغل. لذا يمكن أن نميز بين ثلاثة أنماط: التشغيل في قطاع الإيواء، والتشغيل في قطاع التجارة والخدمات، ثم التشغيل في أنشطة متعددة ومختلفة...

جدول 5: توزيع اليد العاملة حسب أنشطة القطاع السياحي.

أرفود
الريصاني
مرزوكة
المجموع
طبيعة الأنشطة
516
56,52
27
13,98
205
42,44
748
46,98
التجارة والخدمات
250
27,38
71
36,22
18
3,72
339
17,92
الحرف
120
13,14
85
43,36
-
-
205
12,88
خدمات أخرى
27
2,96
13
6,64
260
53,84
300
15,86
المجموع
913
100%
196
100%
483
100%
1592
100%
%
57,34
12,32
30,34
100
المصدر: بحث ميداني. دجنبر 2002

  سجل عدد اليد العاملة بقطاع الإيواء نسبة 46,98% من مجموع اليد العاملة بزيز الأسفل. وهي حصة تبدو جد مرتفعة مقارنة بباقي القطاعات الأخرى. ويمكن تفسير ذلك بأهمية تمركز الوحدات الفندقية وشبه الفندقية. ومقابل ذلك يشغل قطاع التجارة والخدمات 17,92% وقطاع الحرف 12,88%، بينما تتوزع الحصة الباقية على خدمات الإرشاد، "الجمالون"([3])...أما من حيث التوزيع الجغرافي، يستحوذ مركز أرفود على أكبر حصة تشغيل (57,34%) وتأتي بعده مرزوكة (30,34%) وأخيرا مركز الريصاني (12,32%). إن هذا التباين في توزيع اليد العاملة يعكس طبيعة تمركز المؤسسات والأنشطة السياحية وتوزيعها في المجال.

1-1-1-  التشغيل في قطاع الايواء

جدول 6: توزيع اليد العاملة حسب أصناف الإيواء بزيز الأسفل.

أرفود
الريصاني
مرزوكة
المجموع
فنادق مصنفة
468
90,70
16
59,26
-
-
484
64,70
فنادق غير مصنفة
31
6
11
40,74
-
-
42
5,62
مآوي مصنفة
17
3,30
-
-
46
22,44
63
8,42
مآوي غير مصنفة
-
-
-
-
159
77,56
159
21,26
المجموع
516
100%
27
100%
205
100%
748
100%
%
%69
3,60 %
27,40 %
%100
المصدر: بحث ميداني. دجنبر 2002

  بلغ عدد العاملين في الفنادق المصنفة بزيز الأسفل 64,70%. وهو بذلك يفوق متوسط الإقليم الذي لم تتجاوز حصة تشغيله 53,41 %سنة 1994 [أوجامع.ع.ص.181]. وتعتبر هذه الحصة جد مرتفعة مقارنة بباقي الأصناف الأخرى. ويعود ذلك إلى أهمية تمركز مؤسسات الفندقة من النوع الرفيع (4 أنجم)، حيث يستحوذ أرفود لوحدة على حصة تشغيل بلغت 55,75 %من مجموع اليد العاملة المشتغلة بقطاع الإيواء. كما أن التشغيل يتعدد بتنوع أشكال الإيواء، وخصوصا مع تزايد الاهتمام بالسياحة الصحراوية، إذ سجلت المآوي القروية بمرزوكة حصة 21,26%. وهي نسبة تفوق المتوسط على صعيد الإقليم (7,06%). ويكمن التفوق الملحوظ لزيز الأسفل على هذا المستوى في كون المآوي القروية بمرزوكة ملأت النقص الحاصل في تجهيزات الفندقة واستجابت لنوع آخر من السياحة المتمثلة في السياحة الفردية.
  ولقياس أهمية التشغيل في قطاع الإيواء يمكن مقارنة اليد العاملة المشتغلة بطاقة استيعاب كل صنف.

جدول 7: توزيع اليد العاملة وطاقة الاستيعاب حسب أصناف الإيواء
نوع الإيواء
عدد اليد العاملة
عدد الأسرة
اليد العاملة/الأسرة
****4
417
1218
0,34
3***
32
96
0,33
2**
26
121
0,21
1*
9
42
0,21
المجموع
484
1477
0,32
مآوي مصنفة
63
228
0,27
فنادق غير مصنفة
42
204
0,20
مآوي غير مصنفة
159
612
0,27
المجموع
264
1044
0,25
المجموع
748
2521
0,29
المصدر: مندوبية السياحة بالرشيدية + بحث ميداني، دجنبر 2002

  إذا كان المعدل العام على المستوى الوطني قد وصل حسب بعض التقديرات لمجموع الوحدات واحد (1) [BERRIANE, 1983]، فإنه على مستوى زيز الأسفل لم يتجاوز متوسط 0,32، وبذلك يصح القول أن هذا الأخير لا يساير التزايد الحاصل في طاقة الاستقبال، وبالتالي لا يساهم في إنعاش التشغيل السياحي إلا بشكل محدود.
وهكذا لم نصادف أية وحدة فندقية وصل فيها المتوسط واحد (1). وهي وضعية تبرز مدى سعي أرباب الفنادق إلى تحقيق مردودية أكبر وربح سريع وبتكاليف أقل. ومع هذا وذاك نسجل أن متوسط التشغيل حسب أسرة الفندقة يبقى مرتفعا في الفنادق الرفيعة (4 أنجم)، حيث جاء متوسطها مساويا تقريبا للمتوسط الوطني (0,34) [BERRIANE,1991]. لكنه يبقى أقل من المتوسط المحقق على مستوى جهات أخرى من التراب الوطني مثل الساحل الأطلسي الشمالي (0,22) ومتوسط الجنوب الصحراوي (0,26) [BERRIANE,1991].
  وإذ نسجل هذه الاختلافات، نشير كذلك إلى تفاوت هذه المتوسطات على المستوى مكونات المجال نفسه، على اعتبار أن متوسط التشغيل حسب الأسرة بمركز أرفود يفوق مثيله بالريصاني: 0,31 للأول مقابل 0,25 للثاني. وهي حالة تنطبق على جميع الوحدات بزيز الأسفل، باستثناء صنف 2 أنجم بأرفود الذي ينزل فيه هذا المتوسط إلى 0,16. ويمكن تفسير تقلص اليد العاملة هاته بموسمية النشاط السياحي، وقرب هذه الوحدة من فنادق أكثر تجهزا ومنافسة.
   وعلى العموم، تؤثر موسمية العمل بقطاع الايواء سلبا على الحياة العملية للمستخدمين. ومن هنا تتضح هشاشة القطاع السياحي وعدم استقراره على مستوى التشغيل. كما تتضح الصعوبات المتعلقة بتحديد عدد العاملين وحالتهم بقطاع الإيواء وما يرتبط به. ومع ذلك يمكن القول أن التشغيل في الميدان السياحي أصبح يكتسي أهمية بالغة اليوم بعدما أخذت شرائح اجتماعية تنسج معه علاقات شغل متينة.

2-1-1- التشغيل في قطاع التجارة والخدمات

  لقد شكل قطاع الإيواء ملجأ العديد من القوى العاملة، ونتجت عنه انعكاسات اجتماعية واضحة مع توزيع مجالي متباين لوحداته والمستخدمين فيه. وهذه الميزة تلازم أيضا قطاع التجارة والخدمات.

جدول رقم 8: توزيع اليد العاملة بقطاع التجارة والخدمات.

                       أرفود     الريصاني  مرزوكَة    المجموع         %
بازارات              68          42        14           124          36,58
مقاهي ومطاعم      52         28         4              84          24,78
نقل سياحي          130         1          -             131          38,64
المجموع            250         71        18          339           100
%                   73,75   20,95     5,30
 
المصدر: بحث ميداني، دجنبر 2002.

  يستحوذ النقل السياحي على أكبر حصة تشغيل بنسبة 38,64%. وتتركز معظم اليد العاملة بأرفود لكونه يشكل محطة تبرمج منه جل الجولات السياحية نحو باقي المجالات السياحية الأخرى، بينما تشغل محلات البازارات نسبة 36,58% والمقاهي والمطاعم نسبة 24,78%.
  ويقدم مركز أرفود لوحده مايعادل 73,75% من فرص الشغل بزيز الأسفل. وبذلك يعتبر من بين المجالات التي حظيت بجاذبية تموقع مؤسسات سياحية رافقتها وحدات خدمات متنوعة انضافت لتميز هذا المجال. ومقابل ذلك تتقاسم الريصانى ومرزوكَة نسبة على التوالي: 20,95% و5,30% من اليد العاملة.
  وعموما، نادرا ما تتحقق ديمومة التشغيل في قطاع الخدمات بسبب موسمية العمل سواء بالنسبة للبازرات أو السائقين أو المستخدمين في المقاهي والمطاعم... كل هؤلاء يتقاضون أجورا غير منتظمة نظرا لارتباطهم بشكل أو بآخر بموسمية النشاط السياحي وبأهمية رواج منتوج الصناعة التقليدية.

3-1-1- التشغيل في مهن أخرى...

  أدى نمو الأنشطة السياحية إلى خلق أنشطة أخرى يصعب تحديد مظاهرها وضبطها بدقة. في هذا السياق نشير إلى أنتاج الأحجار الرخامية التي تنتشر بشكل عشوائي بالمجال الحضري، ثم الإرشاد السياحي وغيره... فكثير من فرص الشغل المستحدثة ساهمت بطريقة غير مباشرة في فتح المجاال لتشغيل يصعب حصره.
   وحسب التقديرات التي خلصنا إليها في أطار تعداد اليد العاملة، فإن 58,4% من أصل 205 عاملا في حرف إنتاج الأحجار الرخامية تتمركز بهوامش أرفود، بينما تتمركز النسبة الباقية بالريصاني. ويعزى تفوق أرفود في هذا المجال إلى أهمية التموقعات ذات الطابع السياحي، ووجود تجار الجملة والوسطاء الذين يسوقون المنتوج المحلي على الصعيد الوطني الدولي.
  إلى جانب هذا أصبح الإرشاد السياحي بمثابة بنية استقبال الفئات الشابة الباحثة عن شغل. وترى أغلب هذه الفئات في هذا الأسلوب فرصة لمحاربة العطالة وربما الهجرة إلى الخارج. ويشغل هذا القطاع حوالي 300 مرشدا، جلهم يترددون مابين أرفود، الريصاني ومرزوكَة...
  ونضيف إلى هؤلاء " الجمالة" و" الحفارة" و" الأكارة" بمرزوكَة. كل هؤلاء يستفيدون من عائدات السياحة لكن بشكل غير دائم وغير منتظم.
  وهكذا يعد التشغيل في القطاع السياحي سوق ساهمت في الحركية الاقتصادية للسكان، وفي توفير مناصب الشغل لها دلالتها رغم ضعفها وموسميتها. ولقد استفادت أماكن نوعا ما دون غيرها بسبب تموقع وحدات فندقية وشبه فندقية، بينما تبقى أجزاء متعطشة لإعداد المجال واستقبال الأنشطة.

2-1- الإنعاش السياحي

  تشكل الأنشطة السياحية موردا اقتصاديا مهما ينضاف إلى بنية النسيج الاقتصادي على المستوى المحلي والجهوي. ويكشف النشاط السياحي مدى دينامية المنعشين في المجال السياحي ودورهم في ميلاد وحدات الإيواء والتجارة والخدمات، وهنا يمكن أن نميز ما بين مستويين من الإنعاش السياحي. الأول يتعلق بدور القطاع الخاص المحلي، والثاني بدور الجماعات المحلية.

1-2-1- دور القطاع الخاص المحلي

   يمثل المستثمرون في قطاع الفندقة والمنحدرون من زيز الأسفل 76,48%. في حين تصل هذه النسبة بالمآوي القروية بمرزوكة 95%. ومن هنا يظهر أن ما يعادل 89,48% من المستثمرين بقطاع الإيواء عموما تنحصر أصولهم في المراكز الثلاث: أرفود- الريصلني- مرزوكة. والنسبة المتبقية(10,12%) تعود للخواص ولبعض المستثمرين الأجانب، خصوصا الفرنسيين الذين اقتحموا الوسط الصحراوي بإنشاء مأويين بالعرق الشيبي.
  وفي قطاع الخدمات، تعود الهيمنة للمستثمرين المحليين، إذ يمثلون أكثر من 99%. وهي نسبة تصل في صفوف البازرات إلى 98,58%. بينما جل المستثمرين في النقل السياحي وفي المقاهي والمطاعم هم من أصل محلي. هذا بالإضافة إلى مستثمر إيطالي في قطاع الأحجار الرخامية.

2-2-1- دور الجماعات المحلية

  فوعيا من الجماعات المحلية بالدور الذي أخذ يلعبه القطاع السياحي على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والإعدادي. بادرت إلى جلب المستثمرين عموما، وتسهيل مأمورية المنعشين السياحيين خاصة فيما يتعلق باقتناء الأرض لإنشاء المشاريع السياحية. وذلك بتكوين أرصدة عقارية ووضعها رهن إشارتهم. فعلى مستوى إقليم الرشيدية، استفاد زيز الأسفل من 90 هكتار، أي 34,36% من مجموع الأرصدة العقارية بالإقليم والمخصصة لفئات الفنادق من صنف 4 و5 أنجم، وللمآوي القروية بالنطاق الصحراوي.

جدول 9: توزيع الأرصدة العقارية بإقليم الرشيدية
الدائرة       المسلحة ب ه           %
الرشيدية        132             50,38
أرفود           20                 7,64
الريصاني      70               26,72
كلميمة         20                 7,64
تنجداد          10                3,82
الريش          10               3,82
المجموع      262               100%

المصدر: بحث ميداني، دجنبر 2002

   وهكذا تكون الجماعات المحلية قد خصصت مناطق للمشاريع السياحية وبالتالي ساهمت في التحكم في إعداد المجال السياحي سواء بالوسط الحضري أو القروي.

2- الإنعكاس المجالي والبيئي

  تكتسي الانعكاسات المجالية للأنشطة السياحية أهمية قصوى في توسيع المجال المبني وتغيير المشاهد. فحيث تتوطن المنشآت السياحية وتنمو، فإنها تشكل عنصرا من العناصر الرئيسية في تنظيم المجال، ولتوضيح هذه الفكرة سنركز على تناول مركز أرفود باعتباره يعكس مدى توجيه الأنشطة السياحية للتوسع الحضري. ونمودج مرزوكة باعتباره يجسد أسلوبا جديدا في استغلال المجاال الصحراوي واستهلاكه.

1-2- مركز أرفود

   منذ أواسط الثمانينات بدأت الآثار المجالية للسياحة تكون نمودجا يبين مدى استهلاك المجال من طرف المنشآت السياحية ودورها في توجيه التوسع الحضري. وقد اتخذ دور الوظيفة السياحية مظهرين:
- توطين مؤسسات فندقية غير مصنفة ومحلات التجارة والخدمات وسط المدينة.
- تركز المشاريع الفندقية من النوع الرفيع في جبهات التوسع الحضري جنوب المدينة (فندق السلام- العاطي- بلير...) إلى جانب المدرسة الفندقية...
  ونظرا للانتشار الواسع الذي تشهده الوحدات الفندقية وشبه الفندقية بالمركز، فإنه يصعب الحديث عن تجمعات، لكن يمكن أن نميز بين عدة أجزاء مجالية فيما يتعلق بتوزيع الأنشطة السياحية بالمركز (خريطة).
- وسط المركز: حيث تتوطن الأنشطة حول الساحة والسوق وعلى طول شارع محمد V والحسن II. ويتعلق الأمر بوحدات فندقية غير مصنفة وبجوارها وحدات البازرات والمقاهي والمطاعم.
- على طول شارع المولى إسماعيل، حيث تحوم الأنشطة حول فندق تافيلالت.
- وأخيرا بدأت تتمركز في الجنوب انطلاقا من مفترق الطرق: الجرف- الريصاني وحدات فندقية حديثة. كما تم خلق منطقة مخصصة للمشاريع السياحية. الشيء الذي جعل المجال الحضري لأرفود يتوسع أكثر في هذا الاتجاه.
  وتلعب الأنشطة السياحية المحرك الرئيسي في هذا التوسع، خصوصا مع الانتعاش الذي يشهده القطاع السياحي بصفة عامة.
  لكن أهم عائق يطرح بالنسبة لمركز أرفود يتمثل في مشكلة الأرض وندرتها. حيث تتشكل أساسا من مساحات شاسعة تابعة للدولة وسط المدينة، وللخواص في المجال الفلاحي المحيط بها. وينضاف إلى ذلك مشكل قلة التجهيزات التحتية مثل تعبيد الطرق والتطهير... هذا في غياب تصميم تهيئة يوجه ويتحكم في مسارات التوسع الحضري واستعمالات الأرض.

2-2- المجال القروي لمرزوكة

   بدأ المجال القروي يعرف في الآونة الأخيرة توطين تجهيزات ومنشآت سياحية. فقد بلغ عدد المآوي حسب آخر التقديرات أكثر من 41 مأوى. وتتوزع هذه الأخيرة بشكل غير متجانس في المجال حيث تنتشر بدون تهيئة مسبقة، وبدون ايلاء أية أهمية أو قيمة للتلال الرملية التي تشكل المورد الرئيسي لأغلبية السكان. وتتخذ هذه المآوي عدة أشكال في توطينها:
- إما وسط السكن القروي: ويظهر هذا الشكل بمركز مرزوكة وبحاسي البيض، حيث يصعب التمييز ما بين السكن والمآوي السياحية نظرا لطبيعة البناء.
- أو متفرقة ومتناثرة بشكل غير متجانس. وما يقلق هو تلك المتمركزة بالقرب من التلال الرملية
  مثل إنشاء أبراج لضخ الماء وسط هذه التلال، مما يعمل على تشويه المنتوج الصحراوي.
  ومن العوائق التي تطرح بالنسبة لمجال مرزوكة يكمن في هيمنة أراضي الجموع التي يصعب تداولها. ينضاف إليها غياب تصميم تنمية قروية. ناهيك عن ضعف الموارد المالية للجماعة المحلية وقلة وسائلها لاتخاذ إجراءات مستعجلة تتعلق بتنظيف المجال مستقبلا، والقيام بعملية التطهير على أحسن وجه. وذلك حفاظا على نظافة البيئة واستمرارية النشاط السياحي.
  أما على مستوى المجال البيئي، فإنه يخشى من الأنشطة السياحية إلحاق أضرارا بالبيئة المحلية وتدهور المواقع التي تعد بحق إحدى المقومات الرئيسية في التنمية السياحية. وما يسترعي الانتباه اليوم، هو الاستهلاك المائي من طرف المؤسسات الفندقية التي ترتفع حاجياتها أكثر، وهنا نسوق مثال أرفود سنة 1991.

جدول 10: توزيع الكمية المستهلكة بمركز أرفود حسب القطاعات

الكمية المستهلكة                     ب م3             %
السياحي والصناعي             153.532         26,67
المنزلي                           336.555         58,46
العمومي                          65.797            11,43
السبيل                            19.813             3,44
المجموع                      575.697            100%

المصدر: م.و.م.ص.ش.أرفود 1991.

  انتقلت حصة استهلاك مركز أرفود من 211.042 م3 سنة 1982 إلى 575.697 م3 سنة 1991 بمتوسط نمو عام بلغ 172,78%. الشيء الذي يبين الارتفاع المتزايد للكمية المستهلكة.
   وفي إطار التمييز بين القطاعات المستهلكة، فإن حصة القطاع السياحي التي أدمجت في القطاع الصناعي تزيد عن الربع(26,67%). وهي حصة سجلت ارتفاعا، إذ انتقلت من 20% سنة 1982(10) إلى 28,80% سنة 1992. ويفسر ذلك بتزايد وحدات السياحة وارتفاع طاقة استيعابها.
 وبقطاع مرزوكة، فإن المآوي السياحية المصنفة وغير المصنفة، أنشأت آلات ضخ لاستخراج الماء العذب وسط الرمال. وهذه العملية ستكون لها آثار سلبية على البيئة المحلية التي تنذر فيها المجالات الخضراء، وخصوصا استنزاف الفرشة المائية الجوفية القريبة من السطح، هذا في الوقت الذي ينادي فيه الكل بضرورة حماية المجالات الخضراء والاقتصاد في الماء قصد التخفيف من آثار التصحر الذي يهدد هذه المشاهد البيئية الهشة.
  وعلى أية حال، فإن تزايد استهلاك الماء من قبل القطاع السياحي بواحة زيز الأسفل يأتي على حساب حاجيات الساكنة المحلية والقطاع الفلاحي. لذا، فنذرة الموارد المائية تستدعي ضرورة اقتصاد وتقييم ترشيد استعمالها.

VI- السياحة وآفاق الاندماج الجهوي

   يندرج زيز الأسفل في مجال الظل فيما يتعلق بالنشاط السياحي، فبسبب موقعه الهامشي بالنسبة للمناطق السياحية المركزية، وبعده عن نقط وصول السياح المتمثلة في مطارات الدار البيضاء، مراكش، أكادير... فهو يظل حتى اليوم لا يستفيد من النشاط السياحي إلا جزئيا، مما يجعله محدود الاندماج في المشهد السياحي الوطني.
هذه الوضعية التي تساهم فيها عوامل جغرافية وسياسية واقتصادية مختلفة، تتعارض مع الإمكانيات المتنوعة التي تزخر بها المنطقة في المجال السياحي، فكيف يمكن أن تكون آفاق الاندماج الجهوي ومستقبل هذا المجال؟
إنه بإمكانه الاعتماد على مستويين مترابطين: المستوى المحلي والمستوى الجهوي.

1- على المستوى المحلي

   يتطلب إنعاش السياحة تعبئة كل الموارد المتاحة لتكون في خدمة الاقتصاد المحلي. يعني أن إرساء قواعد الإقلاع السياحي، لا يمكن أن تتم إلا بالاعتماد على المقومات الذاتية والموضوعية للمنطقة والتي تتجلى فيما يلي:
- تطوير بنيات الإيواء ذات الأحجام الصغيرة في نقط محددة تحترم الخصائص النوعية للمواقع كما تشهد على ذلك بعض النقط مثل العرق الشيبي.
- إقامة تجهيزات وبنيات تحتية ملائمة، مع إعداد مخططات قطاعية تعتمد أساسا على خلق وحدات متوسطة وصغرى تبعا لتنوع وتشتت المواقع السياحية. وهو جانب سيشكل حلا ناجحا للتخفيف من الفوارق الجهوية ودعم التنمية المحلية.
- أخذ بعين الاعتبار تنوع الطلب والعرض السياحي، مما يستدعي ضمان استمرارية هذا الطلب واستعمال هذا العرض لضمان مردودية مثلى.
- ضرورة توظيف كل الموارد المحلية، قصد بلورة صورة سياحية تميز المنتوج الواحي عن باقي المنتوجات على المستوى الوطني، على اعتبار أن هذا المجال لازال ينظر إليه كمنتوج سياحي مكمل لأقطاب سياحية كبرى ويتم استهلاكه في إطار جولات سياحية عابرة.
- ضرورة المحافظة على الإرث التاريخي للمنطقة خاصة الهندسة الترابية، وحماية المواقع ذات الأهمية السياحية. ولن يتأتى هذا الهدف إلا في إطار إعداد سياحي متين، إعداد يستمد أهميته من استعمال أمثل للموارد التي يزخر بها المجال.
- تعبئة الموارد المحلية وضرورة ربط القطاع السياحي بمختلف القطاعات الإنتاجية. وذلك عن طريق تفعيل المهارات الحرفية (غزل، نسج، نحت الأحجار...) موازاة مع تدعيم النشاط السياحي الذي يحظى هنا بعوامل متعددة: رصيد معماري، مجال طبيعي (واحة، جبال، صحراء...)
- تحسيس الساكنة المحلية وإشراكها في التنمية السياحية، فهي التي عليها أخذ المبادرة بدل تشجيع الاستثمارات الخارجية التي تجعل الفوائد والعائدات السياحية لا تستغل في عين المكان.
- التفكير جديا في إنشاء مؤسسات التكوين المهني وذلك لتأطير وتكوين متخصصين في الحرفة السياحية من أطر وتقنيين ومرشدين...
- الإسراع بتحفيظ الأراضي وتبسيط مساطر الحصول عليها في كل العمليات المطلوبة لإنجاز أي مشروع سياحي.
- حماية البيئة وتحديد أماكن مضبوطة لبناء المنشآت السياحية تلافيا للعشوائية التي تطبع قطاع مرزوكة.
- وضع تصاميم تنمية وتهيئة سياحية كفيلة بتنظيم المجال والتحكم في آفاقه المستقبلية.
- إيلاء عناية خاصة للقطاع الثقافي، نظرا لأهمية الرصيد الحضاري المحلي. واعتبارا للعزلة التي تعاني منها المنطقة، يمكن أن يساهم القطاع الثقافي في مت الجسور مع باقي المجالات في ارتباط مع السياحة (متاحف، مهرجانات، معارض، ندوات...)

2- على المستوى الجهوي

  يرجى من مشاريع التخطيط الجهوي والتنمية المحلية، أن تخلف ظروف التكامل بين مختلف مكونات جهة مكناس تافيلالت مع باقي المجالات المنتمية لجهات أخرى مجاورة في إطار تكامل التراب، حتى يتم استثمار كل الطاقات والإمكانيات التي تتوافر عليها المنطقة.
   لهذا، يمكن مثلا في إطار مشروع تصميم التهيئة والتنمية الجهوية تخصيص دور المجال السياحي لزيز الأسفل يتكامل بشكل ثلاثي مع منطقة فكيك من جهة ومنطقة مكناس وفاس من جهة ثانية ثم منطقة ورزازات ومراكش وأكادير من جهة ثالثة. وذلك باعتماد إدماج البعد التاريخي والحضاري الذي يمثله بالنسبة للمغرب. ففي هذا الإطار يمكن مثلا توظيف موارد التنمية المحلية من خلال استجلاب صناعات في إطار وحدات صغرى تعتمد على استغلال المنتوجات المحلية وغير المحلية، تكون قادرة على الاستثمار الإيجابي لطاقات الشغل. فيكمن مثلا إنشاء تجهيزات صناعية تتعلق بتلفيف وتحويل وصناعة التمور. الشيء نفسه ينطبق على الأحجار الرخامية والجلود التي تستوجب معامل يمكن أن يستغلها الشباب العاطل في إطار مقاولات صغيرة..
  ومن جهة أخرى يمكن توجيه عائدات السياحة نحو الاستثمار المنتج لمختلف أجزاء المجال الجهوي وقطاعات اقتصاده. وهذا يقتضي أن تتهيأ المؤسسات لتجعل من زيز الأسفل مجالا يتمتع بإنتاجية عالية قادرة على اجتذاب المستثمرين والمنعشين، خاصة وأن الأموال حاضرة مبدئيا ومتعددة المصادر (تجارة، سياحة...)، لكن لم تجد الآليات لتحويلها إلى رساميل توظف في مختلف قطاعات التنمية الاقتصادية والاجتماعية. فالاقتراح الهادف في هذا الإطار، يكمن في إنشاء "بنك" على غرار "بنك الشمال" مهمته جمع أرصدة التوفير الناتجة عن أنشطة التجارة والسياحة المختلفة قصد استثمارها محليا. لكن هذا لن يكون له معنى إذا لم تهيأ الأرضية للاستثمار في مشاريع منتجة ومنافسة.
   وعلى مستوى آخر، ولتمكين المنطقة من المساهمة في مجهود التنمية الوطنية والجهوية، فالرهان يبقى مرتبطا بتسوية الأوضاع السياسية وتطبيع العلاقات مع الجزائر. فباعتبار المنطقة توجد في أقصى الجنوب الشرقي للمغرب، وعلى الحدود الجزائرية المغربية، فيمكنها أن تقوم بدور جهوي لا يستهان به في عملية الربط بين المنطقة والصحراء الجزائرية عبر إحياء المسالك القديمة وإقامة مشاريع ثنائية بين البلدين خاصة في ميدان السياحة الصحراوية قصد إنعاش مناطق درعة وتافيلالت وفكيك، وذلك في تكامل مع منطقة توات وبشار وعمق الصحراء الجزائرية. وهذه المشاريع يمكن أن تهم قطاع السياحة وتربية الماشية والتجارة...
   وعموما نسجل أن منطقة زيز الأسفل التي تعتمد بشكل كبير على التجارة والسياحة، تعتبر جهة منفتحة جزئيا. غير أن انفتاحها على هذا النحو تكبحه معيقات اقتصادية واجتماعية. لذا، فالرهان الأساسي هنا يكمن في التمكن من استغلال هذا الانفتاح بصفة إيجابية قصد إدماج المجال المحلي في إطاره الجهوي.

خلاصة 

   مما لاشك فيه أن التنمية السياحية للهوامش، يقتضى عناية خاصة. ويمثل زيز الأسفل حجر الزاوية، فباعتبار مكانته المحلية والجهوية على مستوى البنيات السياحية وتيارات الاستقطاب، والدينامية الجديدة التي أصبح يعيشها مع السياحة، فإن تدعيمه يستدعي اليوم وضع خطة إنمائية متكاملة وجريئة قادرة على إخراجه من العزلة والركود الاقتصادي. فإنعاش السياحة، يبقى رهينا بإعداد مخططات شاملة تعتمد على تقييم اجتماعي واقتصادي، وكذلك بتغيير المنهجية السياحية التي لا تهم سوى الأجانب وذوي النفوذ. هذا بالإضافة إلى ضرورة نهج سياسة التكامل بين مختلف القطاعات المنتجة بالمنطقة والقطاع السياحي، والانفتاح على المجالات السياحية المجاورة وتقوية العلاقات مع الأقطاب السياحية الرئيسية بالمغرب حتى يتسنى اندماج المجال في محيطه الجهوي.


الهوامش:

- أوجامع عبد الرحمان، 1998-1999: السياحة والمجال بالجنوب الداخلي:نمودج وارزازات والرشيدية.(بين اختيارات المحططين والواقع الحالي). بحث لنيل د.د.ع في الجغراقية. كلية الآداب الرباط.353 صفحة.
- مَحمد المولودي: المقومات الحضرية والتنمية المحلية بأرفود. يوم دراسي نظمته جمعية الإشعاع الثقافي بالريصاني، سنة 2001.

- Annuaire statistique régional, 1998. Région Méknés-Tafilalet.
- BERRIANE.M, 1983 : Tourisme et emploi. Le cas d'Agadir. R.G.M, N° 7, NS, pp. 21-34.
- BERRIANE.M, 1991 : Tourisme, phase préparatoire du schéma national d'aménagement du territoire. Aménagement touristique, rapport provisoire. PNUD-DAT.
- GUIBILATOT. M. G ,1983 : Economie du tourisme. Edt delta et spes, SA
-MARGAT.J :1962 : Mémoire explicatif de la carte hydrogéologique de la Plaine de Tafilalet au 1/50000.
In mine et service géologique, Rabat.
-Royaume du Maroc, Ministère de l'Urbanisme, de l'habitat, du tourisme et de l'environnement. Aménagement touristique. Région Ouarzazete-Errachidia .
- Schéma directeur d'assainissement de la ville d'Erfoud. Juillet, 1991.185 p.

------------------------------------------------------------------------
[1]) ) - ونقصد بذلك المناطق الجبلية والواحات والتخوم الصحراوية.
[2] )) - عبد الرحمان أوجامع، 1999 : السياحة والمجال بالجنوب الداخلي : نموذج وارززات والرشيدية (بين اختيارات المخططين والواقع الحالي). بحث لنيل د.د.ع. في الجغرافية. كلية الآداب الرباط. 353 صفحة.
([3] )- ويتعلق الأمر بأولئك الذين يقودون السياح على ظهر الجمال لمراقبة شروق وغروب الشمس بالعرق الشيبي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا