التسميات

الجمعة، 24 سبتمبر 2021

ظاهرة التصحر في الجزء الشرقي من محافظة البصرة (أسبابها - نتائجها - سبل الحد منها) - محمد هاشم حسين - حزيران 2020م

                                      ظاهرة التصحر في الجزء الشرقي من محافظة البصرة

أسبابها  -  نتائجها  - سبل الحد منها 


                                                                م. محمد هاشم حسين

                                                                    جامعة البصرة

                                                        مركز دراسات البصرة والخليج العربي

   Email : mohammed.altemimi@yahoo.com  

مجلة الخليج العربي - المجلد (48) - العدد (1-2) - حزيران لسنة 2020م - ص ص 324 - 363:

المستخلص:

التصحر ليس ظاهرة  حديثة على منطقة الدراسة، وإنما هي أحد المشاكل البيئية الخطيرة منذ القدم، وقد تطورت وتفاقمت في الوقت الحاضر بشكل متسارع  بسبب الإهمال لسنوات طويلة للبيئة ونظامها الحيوي بشكل عام وقطاع الزراعة والري بشكل خاص، وتضافرت عدة عوامل منفردة أو مشتركة في إيجاد هذه المشكلة ضمن أراضي منطقة الدراسة تمثلت بالعوامل الجغرافية الطبيعية، كالمناخ والسطح والتربة والمياه والنبات الطبيعي .

كما كان للإنسان دور سلبي وكبير ومباشر في نشوء وتفاقم هذه المشكلة من خلال سوء استغلال واستثمار موارد البيئة الطبيعية المتمثلة باستخدامه الأساليب غير العلمية والخاطئة كسوء إدارة التربة من خلال عمليات الري والبزل القديمة والضغط الزراعي على التربة أو من خلال الرعي الجائر وقطع الأشجار والشجيرات كالنخيل، كما كان للنمو وللزيادة السكانية الأثر الكبير أيضا في التمهيد والمساعدة على تدمير البيئة والنظام البيئي الذي كان محافظاً إلى حد كبير على توازنه إلى أواخر تسعينيات القرن الماضي  وأدت إلى  نشوء وانتشار مظاهر التصحر وتفاقمها في المحافظة بصورة عامة ومنطقة الدراسة بصورة خاصة، والتي كان لها أيضا تأثيرات سلبية  بيئية واقتصادية كبيرة فضلاً عن التأثيرات العامة على صحة الإنسان . 

الكلمات المفتاحية : مشكلة التصحر ، مظاهر التصحر ، الغطاء النباتي


 Desertification phenomenon in the eastern part of Basrah Governorate: its Causes - results - ways to reduce them

 

Lecturer. Muhammad Hashem Hussein

The University of Basrah

Basrah and Arabian Gulf Studies Center 

E- mail : mohammed.altemimi@yahoo.com  

 

Abstract:

     Desertification is not a recent phenomenon in the study area، which is one of the serious environmental problems since ancient times، has developed and exacerbated at the time of the ban accelerated because of the neglect of long years of the environment and its vital system in general and the agricultural sector and irrigation in particular، and stood several factors alone or jointly to find this problem within The study area was represented by natural geographical factors such as climate، surface، soil، water and natural vegetation.

     The human role has been negative and large and direct in the emergence and exacerbation of this problem through the exploitation and exploitation of the natural environment resources represented by the use of non-scientific and wrong methods such as poor management of irrigation through irrigation and old and the pressure of agriculture on the soil or through overgrazing and cutting trees and shrubs palm Growth and population growth have also had a great impact and have helped to destroy the environment and the ecosystem Which was conservative to the balance of the late 1990s and led to the emergence and spread of manifestations of desertification and exacerbated in the province in general and the study area in particular، which also had significant adverse environmental and economic as well as the overall effects on human health.

Keywords:desertification problem, manifestations of desertification, vegetation.

 

المقدمة:

تعد ظاهرة التصحر من أكبر المشكلات والظواهر التي تهدد البيئات الجافة وشبة الجافة والتي تعتبر منطقة الدراسة في ضمنها فتهدد بصورة مباشرة البيئات الحيوانية والنباتية، الطبيعية منها أو الزراعية وينجم عنها أضرار وأبعاد مباشرة أو غير مباشرة على حياة الإنسان الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، إذ أدى إلى انتشار هذه الظاهرة وتفاقمها في السنوات الأخيرة. كما أشارت التقارير(1)الأخيرة إلى تهديد صحة ومعيشة أكثر من مليار ونصف مليار إنسان على الكرة الأرضية ووقع تحت تأثير الخطر المباشر أكثر من 20% من مساحة سطح الأرض أي ما يعادل نحو 30 مليون كم2 وتعرضت إنتاجية الترب بمساحة تقدر بحوالي 20000 كم2 سنويا إلى نقطة "صفر الإنتاجية الاقتصادية " ، كما يفقد الإنتاج الزراعي ما يقدر بنحو 26 بليون دولار في السنة و إن ما يقارب من 52% من الأراضي المستخدمة للزراعة تتأثر بشكل متوسط، أو شديد بعوامل تدهور التربة وان فقدان الأراضي الزراعية في العقود الأخيرة يمثل ثلاثين ضعفاً مقارنة بالمعدل التاريخي لفقدان الأراضي حيث يفقد العالم حوالي 12مليون هكتار سنوياً أي ما يعادل23 هكتاراً في الدقيقة الواحدة. وهدد التصحر مستقبل مئات الملايين من سكان المناطق الجافة وشبه الجافة التي تمثل نحو 15% من سكان العالم. وبصورة عامة إن حوالي نصف المتأثرين بالتصحر من الفقراء وشديدي الفقر نتيجة ما يسببه التصحر من ندرة في الغذاء ،وتضافرت هذه المشكلة في منطقة الدراسة نتيجة لعدد من العوامل الطبيعية والبشرية وعلى رأسها المناخ الجاف وشبه الجاف للمنطقة والاستثمار غير الأمثل للموارد والثروة الطبيعية مما كان له الأثر في تقليص الطاقة الحيوية للأرض والإخلال بتوازن النظام البيئي وظهرت وتفاقمت هذه الصوره بشكل واضح  مع  بدايات عام 2007 إلى الوقت الحاضر .

حدود منطقة الدراسة :

تمثلت حدود منطقة الدراسة جغرافيا بالجزء الشرقي من محافظة البصرة وهي إحدى محافظات العراق الجنوبية (خارطة رقم1)، يحدها إدارياً من الشمال محافظة ميسان ومن الجنوب دولة الكويت ومن الغرب محافظتا ذي قار والمثنى ومن الشرق جمهورية إيران الإسلامية ، بين دائرتي عرض (29.5°- 34.2) شمالا وقوسي طول (43.4° ــ 48.5°) شرقاً، وتمثلت الحدود الزمانية للدراسة للفترة من 2015 ولغاية عام 2018 .

خريطة (1)  موقع محافظة البصرة بالنسبة للعراق



     المصدر :- الهيئة العامة للمساحة ، خارطة العراق الإدارية ، بغداد ، 2009.  

خريطة (2)

موقع منطقة الدراسة بالنسبة إلى محافظة البصرة

المصدر:رباب عبد المجيد حميد، استخدام الطرائق التقليدية ونظم المعلومات الجغرافية في إعداد الخرائط الاستنتاجية لمحافظة البصرة (دراسة كارتوغرافية)، جامعة البصرة، كلية الآداب، رسالة ماجستير (غير منشورة)، 2009 ،ص94.

أهمية البحث:

تأتي  أهمية البحث من خلال الآثار السلبية البيئية والاقتصادية والاجتماعية  الناتجة عن التصحر على البيئة والإنسان في محافظة البصرة بصورة عامة ومنطقة الدراسة بصورة خاصة

مشكلة البحث:

هناك تغيرات طرأت على خصائص العوامل الطبيعية والبشرية ذات العلاقة بظاهرة التصحر في الجزء الشرقي من محافظة البصرة .

فرضية البحث:

يؤسس البحث على الفرضية الآتية ( وجود دور فعال للعوامل الطبيعية والبشرية بالتأثير المباشر في تكوين وتفاقم مشكلة التصحر وتأثيرها المباشر في إيجاد نتائج سلبية من الناحية الاجتماعية والاقتصادية في الجزء الشرقي من محافظة البصرة )

في ضوء فرضية الدراسة يهدف البحث إلى:

1-       تحليل العوامل الجغرافية المؤثرة في تكوين ظاهرة التصحر في منطقة الدراسة

2-       توضيح بعض الآثار أو المظاهر الرئيسية لظاهرة التصحر والمخاطر السلبية  في منطقة الدراسة

3-       وضع حلول وآليات عمل تسهم  في الحد من التأثيرات السلبية لهذه الظاهرة أو جزء منها 

تناول البحث مشكلة التصحر على شكل مجموعة نقاط دار مضمون الأولى منها  حول  مفهوم التصحر وأسبابه وتناولت الثانية المظاهر والآثار الناتجة عن هذه المشكلة  والآثار والمخاطر المترتبة على التنمية البشرية بمختلف أشكالها، وشمل البحث أيضا الخلاصة والاستنتاجات والتوصيات حول محاولة معالجة هذه المشكلة من خلال اقتراح بعض النقاط التي تصب في صيانة وتعديل وتطوير أنظمة الري والبزل وصيانة الخصائص الفيزيائية والكيميائية  لترب منطقة الدراسة، مضافا إلى ذلك إعادة طرح بعض القرارات القديمة التي نوقشت في مؤتمرات وندوات عدة لغرض التخلص من هذه المشكلة أو جزء منها.

واعتمدت الدراسة منهج التحليل الوصفي من خلال تحليل البيانات والمعطيات والتقارير عن الموضوع  وعلى مرحلتين تضمنت المرحلة الأولى جمع الإحصاءات والمعلومات من الكتب والمصادر والبحوث الحديثة التي دار موضوعها حول منطقة الدراسة أو جزء منها وعلى موضوع التصحر بشكل عام وطرق صيانة الترب ، أما المرحلة الثانية فتضمنت تلخيص واستخراج نتائج البيانات والجداول المتحصل عليها وإدراجها ضمن جداول نهائية للحصول على أدق النتائج المرجوة من البحث.


مفهوم التصحر وحالاته في منطقة الدراسة:-

تعددت التعريفات الخاصة بمفهـوم التصحر إلا أنهـا تلتقـي فـي نقطـة واحـدة ألا وهـي أن التصحر هو عملية آنية أو تدريجية مفادها التدهور في الأنظمة البيئية والحيوية في موقع ما ، وسواء تمت هذه العملية بصورة مباشره أو غير مباشره من خلال تدهور العناصر الرئيسة للبيئة كالتربة والموارد المائية والنبات الطبيعـي ممـا يـؤدي إلـى قلـة الإنتاجيـة لمـوارد هذه الثـروة الطبيعية وسواء أكان هذا التغيـر فـي طبيعتهـا بسـبب الاسـتثمار غيـر الأمثـل مـن الإنسـان أو بسبب زحف الصحراء الطبيعي إليها، الناتج عن عوامل طبيعية خارج سيطرة الإنسان لها. ومن التعريف السابق نجد أن هذه العملية وليـدة تفاعـل الظـروف المناخيـة الطبيعيـة كقلة الإمطار وتذبذبها وارتفـاع نسـبة التبخـر وزحـف الكثبـان الرمليـة وتعريـة التربـة وكـذلك العوامـل البشـرية التـي تتمثـل باسـتغلال الإنسـان غيـر الأمثل لمـوارد الثـروة الطبيعيـة، وبمعنى آخر هو عملية هدم وتدمير الطاقة الحيوية للأرض والتغيير في خصائصها وإيصال هذه الرقعة من الأرض إلى ظروف أشبه بظروف الصحراء ، الأمر الذي بدوره يؤدي إلى تقلص الطاقة الحيوية للأرض المتمثلة في الإنتاج النباتي والحيواني ومن ثمة التأثير المباشر في الحياة البشرية.

بصورة عامة يكون التصحر مصاحباً موقعياً للمناطق الجافة وشبة الجافة التي تعتبر منطقة الدراسة من ضمنها وتتباين درجات التصحر والتي هي  مراحل تطور عملية التصحر وهي تمتد إلى المناطق غير المتصحرة بشكل تدريجي وبدرجات مختلفة، كالتصحر الخفيف وهنا لا يكون ذا تأثير كبير على القدرة البيلوجية والزراعية للأرض، والتصحر المتوسط أو المعتدل والمتمثل بانخفاض الإنتاج  الزراعي بنسبة10- 50% والتصحر الشديد المتمثل بانخفاض في الإنتاج الزراعي إلى أكثر من 50% والشديد جدا ويتمثل بتحول المنطقة إلى أشبه بالصحراء وتكوين الكثبان الرملية والأخاديد وتملح التربة ومن المستحيل أو الصعب جدا إرجاع  الإنتاجية لتلك المناطق (2).

العوامل الجغرافية المؤثرة في تفاقم مشكلة التصحر في منطقة الدراسة:-

هناك العديد من العوامل تعمل على تواجد أو تضافر هذه المشكلة في منطقة الدراسة. فهي أما أن تكون عوامل منفردة أو متداخلة من خلال اشتراك عاملين معا في هذا التأثير ، كما وتكون بصورة مباشرة من خلال تأثير عامل ما على التربة أو غير مباشره بتأثير عامل ما على عامل آخر ومنه إلى التأثير المباشر في ترب منطقة الدراسة ومن هذه العوامل:


أولا: العوامل الطبيعية :-

1- التكوين الجيلوجي والسطح :-

تمثلت منطقة الدراسة بالجزء الشرقي من محافظة البصرة المتمثل بسهل دجلة والفرات الذي عرف سابقا بأرض السواد لغطائه الأخضر طبيعيا أم زراعيا كان، ويقع هذا السهل وسط العراق وجنوبه وامتد من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي مسايرا اتجاه دجلة والفرات وشط العرب وشغل مساحة قدرها(30،2%) من مساحة العراق، و يعد خط الكنتور(5) الخط الفاصل بين إقليمي محافظة البصرة – إقليم شرقي(تكوينات السهل الرسوبي) وإقليم غربي(تكوينات الهضبة الغربية) تكونت أقسام هذا السطح في العصور الجيولوجية القديمة نتيجة الحركات الأرضية القديمة في الزمن الجيولوجي الرابع وبدأ منذ (2) مليون سنة وشمل عصر البلايوستوسين المتمثل بتكوينات (الدبدبة) التي تتألف من الصخر الحجري والكلسي والرملي، تتداخل بينها طبقات من الطين (clay) والغرين (Silt) إضافة إلى الجبس والأملاح  وبعض تكويناتها  تحتوي على مياه جوفيه مالحة، أما خلال عصر الهولوسين فتكونت تكوينات (الحمار)(3) بوجود بحر يسمى ( تثس) ذي صخور قليلة الصلابة في قاعه وأقل تعرضا لتلك الحركات حافظ إلى حد ما على انبساطه(4)، وتراكمت فيه كميات كبيرة من الرواسب البحرية أو المنقولة بفعل عوامل التعرية النهرية في الزمن الجيولوجي الرابع والحديث (5)،وساعد انحدار مجاري الأنهار مع انحدار السطح من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي ابتداء شمالا إلى مستوى سطح البحر في أقصى الجنوب عند المنطقة الساحلية بمعدل انحدار. وينحدر ببطيء من الشمال (3.5 م) عند القرنة إلى الجنوب لأقل من (0.5م) فوق مستوى سطح البحر(6) وبمعدل ارتفاع (ا متر) من مناطق الضفاف إلى الأراضي المجاورة(1م)( 7)، ومع انحدار الأنهار  من المرتفعات الشرقية وتكوين مراوح غرينية على امتداد حافة السهل الشرقية ومع تكرار هذه العملية في عدة مواقع أدى إلى تكوين سهل غريني مختلف موقعيا في صفاته تبعا لعملية الترسيب، وبدأ ينطمر تدريجياً بفعل الرواسب ابتداءً من الشمال بترسب الدقائق الأكثر خشونة والدقائق الناعمة باتجاه الجنوب ،إذ ترسبت الترب المزيجية الغرينية ناعمة النسجة ذات الحركة البطيئة للماء والهواء وذات السعة العالية لحمل الماء في الجزء الجنوبي منه وذات ملوحة عالية ترتفع تدريجيا من الأجزاء الشمالية للجزء الجنوبي من السهل لتصل إلى (9،3مليموز)ولتصل إلى (13،8مليموز) في الوسط والى(36،6مليموز) في الجنوب(8)

ومما سبق كانت هذه الأسباب قد أدت إلى ظهور بوادر التصحر الأولى نتيجة ارتفاع التراكيز الملحية في ترب منطقة الدراسة  –العصور القديمة – الناتج عن التكوين الجيلوجي للمنطقة الحاوي على الأملاح عبر قرون مضت وساعد ذلك على ترسب على سطح تربته الأصلية طبقة طينية نتيجة لطغيان مياه الأنهر في أوقات الفيضان واستغلت تربته الجيدة وأرضه المنبسطة منذ القدم للزراعة، وحفرت الجداول وشقت عدة قنوات للري السيحي من نهري دجلة والفرات وشط العرب وتفرعاتهما، وبمساعدة سطحه الذي امتاز بالانبساط تدريجيا ليقترب من مستوى المياه الجوفية التي قد  يتلاقى معها في بعض مناطق الأهوار ومضافا إلى ذلك رداءة الصرف الطبيعي وقلة الصرف الصناعي وبالأخص في الأجزاء الجنوبية منه لنسجه وتركيب تربته التي امتازت بقابليتها الكبيرة على الاحتفاظ بالرطوبة، وبمساعدة العامل البشري لملوحة مياه الري أي العامل الجديد في عملية التملح الأكبر مما أثر في ارتفاع التراكيز الملحية في ترب المنطقة.

2- التربة : -

تكونت ترب منطقة الدراسة  من الصخور الأم الحاوية على الأملاح المترسبة مع ترسبات الأنهار ودورها السلبي في احتضان الأملاح ولتضاريس وطبوغرافية المنطقة من انخفاض مستوى السطح وقلة انحداره، وخصائص المياه الجوفية التي تمتاز بقربها للسطح وارتفاع ملوحتها مما أدى إلى وجود دور سلبي وعامل مباشر في ظهور وتفشي ظاهرة التصحر في منطقة الدراسة كما أن التباين الموقعي قد أثر في خصائص التربة وانعكس على تباين كثافة الاستثمار الزراعي بين مناطق صدور الأنهار وذنائبها وعلى نوعية الإنتاج الزراعي وتباين معدلاته ، وتعد مشكلة ملوحة التربة التي كانت نتاجاً لعدة عوامل مشتركة. وفي مقدمة هذه المشاكل التي كانت أحد الأسباب الرئيسة في إيجاد المشكلة الأساس ألا وهي التصحر وتردي الأوضاع الزراعية في المنطقة. فتداخلت عدة عوامل ساهمت في رفع قيم التوصيل الكهربائي لهذه الترب وساعد عامل المناخ الذي تميز بكونه مناخاً جافاً مرتفعاً في درجات الحرارة السنوية التي يرافقها زيادة في عدد ساعات السطوع الشمسي التي تساهم بدورها في رفع كمية التبخر اليومي والسنوي مما يؤدي إلى ترسيب الأملاح في الترب المروية وزيادة فاعلية الخاصية الشعرية ورفع مناسيب المياه الجوفية إلى سطح التربة تاركة أملاحها بعد تعرضها للتبخر . 

وكما سبق ذكره إن الترب تعد من العوامل الأرضية المهمة في تباين المحاصيل الزراعية وكفاءتها الإنتاجية ولنتيجة تعدد أصناف الترب قسمت منطقة الدراسة إلى مجموعة من الترب الصالحة للزراعة قديما لبيان بعض الصفات الكيميائية والفيزيائية لها ذات العلاقة المباشرة بموضوع التصحر، تاركين مجموعه أخرى من هذه الترب التي تعد في الأساس ترباً ملحية أو متصحرة غير صالحة أو قابلة للزراعة قديما وحديثا كترب المنبسطات الساحلية وترب السباخ وترب منبسطات المد والجزر كما تعد غير مستصلحة تسودها بوادر التصحر منذ القدم. وفيما يلي بعض الصفات الأساسية لتلك الترب المستخدمة في العمليات الزراعية كالتركيب والنسجة  وكمية احتوائها من المواد العضوية والأملاح والكلس والجبس.

أ ـ تربة كتوف الأنهار :

تتوزع على شكل أشرطة تمتد على ضفاف نهر شط العرب ودجلة والفرات وتمـتاز بارتفاعها عن الأراضي المجاورة لـها بارتفاع يصـل ( 1.5-3م )عن مستوى الأراضي المجاورة، وهي ذات تصريف طبيعي للمياه لنسجتها الخشنة والتركيب الجيد وتراوحت نسبة الطين والغرين فيها مابين (32-52%) كما يتضح من الجدول رقم (1) حيث بلغ معدل مفصولات هذه الترب للعمق الأول والثاني فقد بلغ معدل العمق الأول(0-30سم)(321.1 ، 523.7 ، 150.3 ) غم/كغم (طين ، غرين ، رمل) على التوالي، وبلغ معدل العمق الثاني (31-60سم) ( 328.4 ، 521.3 . 155.2 ) غم/كغم أما معدل العمقين معا فهو ( 324.75  ، 522.5 ،154.25)  غم/كغم (طين،غرين، رمل) على التوالي، وبناءً على تقسيمات مثلث نسيج التربة تكون من الترب ذات النسجة(مزيجية طينية غرينية)، (مزيجيةغرينية)، (مزيجية طينية غرينية) العمق الأول ، الثاني ، الثالث) على التوالي  بلغ مقدار السعة الحقلية كمعدل للعمقين معا (133،4غم/كغم) . وترتفع نسبة الأملاح فيها فبلغ معدل الصوديوم للعمقين (129.4 ملي مكافئ/لتر)  مع ارتفاع نسبة (EC) كمعدل للعمقين  (13،89)ديسمنز/م أي تصنف ضمن الترب عالية الملوحة(جدول رقم2)  و الكلس والجبس للـ(64.55، 199.7 )  غم/كغم على التوالي فبذلك تقع في ضمن نطاق الترب شديدة الكلسية (جدول رقم3)، وكانت درجة التفاعل (pH) (7،75) فهي بذلك تصنف من الترب بسيطة القاعدية ( جدول رقم 4).

جدول رقم( 1 ) بعض الخصائص الفيزيائية والكيميائية لترب منطقة الدراسة

الموقع

العمق / سم

EC  ديسمنز/م

PH

Ma مكافئ/لتر

كلس غم/كغمCaCo3

جبس غم/كغم

طين%

غرين5

رمل%

سعه حقلية غم/كغم

الكتوف

0-30

14.56

7.8

131.9

77.3

111.5

321.1

523.7

150.3

25.7

31-60

13.22

7.7

126.8

51.8

187.9

328.4

521.3

155.2

22.9

معدل العمقين

13.89

7.75

129.35

46.55

199.7

324.75

522.5

154.25

24.3

الاحواض

0-30

19.9

7.73

182

88.9

243.8

332.7

575.2

92.1

27.1

31-60

16.22

7.71

175.9

76.4

214.3

336.3

563.1

100.6

26.6

معدل العمقين

17.07

7.67

178.95

82.65

229.05

304.5

569.15

96.35

26.85

الاهوار والمنخفضات

0-30

18.3

7.71

166

52.2

285.5

439.6

446.2

115.2

22.4

31-60

17.6

7.53

160.4

37.8

239

375.2

456.4

168.4

23.8

معدل العمقين

17.95

7.62

163.2

45

248.75

407.4

451.3

141.8

23

المصدر:تم إعداد الجدول بالاعتماد على التحاليل المختبرية كلية الزراعة ،201 

جدول رقم(2) تصنيف مختبر الملوحة الأمريكي للترب من حيث درجة التوصيل الكهربائي

ت

صنف التربة

درجة التوصيل الكهربائي ديسي منز/م

1

قليلة الملوحة

0-4

2

متوسطة الملوحة

4،1-8

3

عالية الملوحة

8،1-15

4

عالية الملوحة جدا

أكثر من 15

 

 

 

 


          المصدر: بشرى رمضان ياسين ،العلاقات المكانية بين مستويات السطح والزراعة في محافظة  البصرة ، أطروحة دكتوراه (غير منشورة ) ،كلية الآداب،جامعة البصرة،1998،ص59.


جدول رقم(3) صنيف درجة الكلسية حسب المحتوى الكلسي للترب

ت

صنف الكلسية

المحتوى الكلسي غم/كغم

1

ضعيفة الكلسية

30%

2

معتدلة الكلسية

30،1 -150%

3

شديدة الكلسية

أكثر من150%

        المصدر: نمير نذير مراد ،ظاهرة السباخ والارساب الريحي غرب شط العرب ،أطروحة دكتوراه(غير منشور)، 2002 ، كلية  الآداب، جامعة البصرة ، ص38.

 

جدول رقم (4) تصنيف الترب على أساس درجة التفاعل

ت

صنف التربة

درجة التفاعل

1

فائقة الحامضية

0،5

2

كثيرة الحامضية

0،5-4،5

3

شديدة الحامضية

4،6-5،5

4

متوسطة الحامضية

5،6-6

5

بسيطة الحامضية

6،1-6،5

6

متعادلة

6،6-7،3

7

بسيطة القاعدية

7،4-7،8

8

معتدلة القاعدية

7،9-8،4

9

شديدة القاعدية

9فاكثر

     المصدر: بشرى رمضان ياسين ،العلاقات المكانية بين مستويات السطح والزراعة في محافظة البصرة، أطروحة دكتوراه  (غير منشورة ) ،كلية الآداب،جامعة البصرة،1998،ص58

ب ـ تربة أحواض الأنهار :         

وهي الترب المحاذية للنوع الأول وتكون ذات نسجه ناعمة، وقد تكونت من تجمع الترسبات الناعمة التي نقلتها مياه فيضانات الأنهار في العصور القديمة والحديثة بعيدا عن مجاري الأنهار بارتفاع يصـل (0.5 -1.5م )وتكون ذات تركيب متماسك، وتمتاز بنسجة خفيفة وناعمة من الطين والغرين، ويبين الجدول رقم(1) أن معدل العمق (0-30سم) لمفصولات التربة فيها (332.7 ، 575.2 ، 92.1)غم/كغم(طين ، غرين ، رمل) على التوالي، وبلغ المعدل للعمق (31-60) سم (336.3 ، 563.1، 100.6)غم/كغم والمعدل للعمقين معا(304.5 ،569.15 ،96.35)غم/كغم (طين،غرين،رمل) على التوالي، وفقا لمثلث نسيج التربة لمعدل العمق الأول والعمق الثاني و للعمقين معاً هي ترب ذات نسجة (مزيجية طينية غرينية)، تراوحت نسبة الطين والغرين فيها ما بين ( 32 – 57 % ) ، ونتيجة لذلك تكون رديئة الصرف أحيانا ومشبعة بالماء وكانت درجة التفاعل (pH) (7،67) وهي بذلك من الترب بسيطة القاعدية (جدول رقم4)، وبلغ معدل العمقين معاً لكــل من الجبــس والكلــ،س(229،1 ،82.65)غم/كغم أي تصنف ضمن الترب معتدلة الكلسية (جدول رقم 3)  ونسجتها ضعيفة ومنه بلغ مقدار السعة الحقلية كمعدل للعمقين معاً (171،3غم/كغم ) كما ترتفع  نسبة الأملاح فيها فبلغ معدل الصوديوم للعمقين(178.9ملي مكافئ/لتر)والتوصيلة الكهربائية(EC)(17.06ديسمنز/م) وتصنف ضمن الترب عالية الملوحة جداً(جدول رقم2)

ج ـ تربة الأهوار والمستنقعات:

وهي الترب المغمورة بالمياه كليا  أو جزء منها ولا سيما في المنطقة الشمالية من منطقة الدراسة  كما في الأهوار الرئيسة كهور الحمار والأهوار الوسطى وهور الحويزة، أو ترب المنخفضات والمستنقعات التي تنغمر بالمياه في وقت طغيان مياه النهر سابقا ، تتصف هذه الترب باستواء سطحها وانخفاض مستواها عن مستوى الأراضي المجاورة لتصل مابين نصف متر إلى مستوى المياه الجوفية في بعض المناطق، وكما يبين الجدول رقم (1) أن معدل العمق الأول(0-30)سم لمفصولات التربة (طين،غرين،رمل )( 439.6 ،  446.2 ،  115.2) وللعمق الثاني( 375.2 ، 456.4 ، 168.4. غم/كغم وكما بلغ معدل العمقين معا ( (407.4 ، 451.3 ، 141.8)  غم/كغم على التوالي وهي بذلك  ذات نسجة (طينية غرينية) وبلغ معدل الكلس والجبس للعمقين(45 ، 248.8 ) غم/كغم(كلس ، جبس) على التوالي أي تصنف ضمن الترب معتدلة الكلسية (جدول رقم 3)، وتتصف بأنها ذات نسيج طيني يصلح لزراعة المحاصيل التي تتلاءم على وفق ذلك وفي مقدمتها الرز لكونها تتكون من تربة طينية ناعمة ونسبة كبيرة أيضاً من الغرين إلا أنه صعب الأمر حيث بلغ معدل السعة الحقلية  للعمقين معا (176،42) غم/كغم مما أدى إلى زيادة تركيز كمية الأملاح فبلغ معدل الصوديوم للعمقين (163.2 ملي مكافئ/لتر) وبلغ معدل التوصيلة الكهربائية (EC)للعمقين معاً (17.95) ديسمنز/م وهي بذلك تعد من الترب عالية الملوحة جداً (جدول رقم2) ،كما بلغ معدل (pH) للعمقين(7،62) أي أنها ترب بسيطة القاعدية(جدول رقم4)

3- عناصر  المناخ :

تعد عناصر المناخ من العوامل البيئية الرئيسة المؤثرة تأثيراً مباشراً وغير مباشر في إيجاد وتفاقم مشكلة التصحر في منطقة الدراسة من خلال التأثير في الغطاء الخضري الطبيعي  والزراعي أو من خلال مساهمتها في تحديد أنواع المحاصيل المستثمرة في منطقة دون أخرى والتحكم في التوزيع المكاني لتلك المحاصيل بناءً على طول أو قصر فصل النمو، ويأتي على رأس وأساس التباين في هذه العناصر تباين كمية الإشعاع الشمسي المستلمة بين الفصل البارد والفصل الحار يؤدي إلى تباين وتنوع المحاصيل الزراعية الشتوية والصيفية  تبعا إلى تداخلها مع عوامل أخرى كالتربة والموارد المائية أو عناصر مناخيه أخرى كالرياح والأمطار

أ ـ الإشعاع الشمسي :

تشير بيانات الجدول (5) إلى أن المعدل السنوي لمقدار زاوية سقوط (59،7°) درجة أما خلال فصل  الشتاء فبلغ المعدل لها (40.3°) خلال شهر كانون الأول وكانون الثاني وشباط (36.1 ، 38.3، 46.5) درجة على التوالي، وفي خلال فصل الصيف بلغ المعدل لها (79،1 °)  وبمعدلات شهرية (82.9 ° ، 80.6 °، 73.8°  ) حزيران وتموز وآب على التوالي، ومن تتبع القيم نلاحظ ارتفاع زوايا السقوط  بشكل عام. إذ ترتفع معدلاتها لتقترب من أن تكون بزاوية أقرب إلى العمودية، ويمكن ملاحظة الارتفاع أيضا خلال الأشهر الانتقالية نيسان ومايس وشهر أيلول (70 ،78.3 ،62.3)درجه على التوالي .

ومع ارتفاع ساعات سطوع الشمس التي يصل معدل ساعات النهار النظري ( 14.16 ) ساعة في شهر حزيران وعدد ساعات النهار الفعلي ( 11.18 ساعة / يوم ) وتنخفض إلى أدنى قيمتها في شهر كانون الثاني حيث تصل إلى ( 10.27 ) ساعة / يوم ليبلغ المعدل لعدد ساعات النهار الفعلي (6.21) ساعة / يوم  لشهر كانون الثاني ، ومن تتبع القيم يلاحظ طول الساعات النظرية والفعلية بشكل عام في منطقة الدراسة الأمر الذي بدوره أدى إلى استلام أكبر كمية ممكنة من الإشعاع الشمسي إذ بلغ المعدل السنوي العام لها(431 سم2/يوم) مما أدى إلى ارتفاع درجات الحرارة ومنه ارتفاع قيم التبخر والنتح  مما يزيد من فقدان الضائعات المائية اللازمة للمحاصيل الزراعية إضافة إلى  ترسيب الأملاح على سطح التربة ونشاط الخاصية الشعرية، وقد يقل معدل التبخر والنتح في فصل الشتاء فقد التربة للرطوبة ونشاط الخاصية الشعرية بفعل انخفاض ساعات السطوع الشمسي لشهر تشرين الثاني و كانون الأول وكانون الثاني لتبلغ ما يقارب ( 7.18 ، 6.18 ، 6.21) ساعة / يوم على التوالي وعلى الرغم من أنها تكون مرتفعة إلا أنها تعمل على تقليل نسبة التبخر . مما تقدم يتضح أن أكبر زواية سقوط أشعة الشمس في منطقة الدراسة انعكس على زيادة كمية الإشعاع المستلم مما أدى إلى زيادة الطاقة الحرارية، وأن زيادة الإشعاع الشمسي في منطقة الدراسة يؤدي إلى زيادة نسبة الاستهلاك المائي مما يؤدي إلى قلة المحتوى الرطوبي في التربة وارتفاع نسبة التبخر

جدول رقم(5)المعدل الشهري والسنوي للخصائص المناخية في منطقة الدراسة للفترة من1981-2017

 

ك2

شباط

أذار

نيسان

مايس

حزيران

تموز

أب

ايلول

ت1

ت2

ك1

المعدل او المجموع

زوايا سقوط الإشعاع الشمسي

38.3

46.5

58.3

70

78.3

82.9

80.6

73.8

62.3

50.1

40.1

36.1

59.775

كمية الإشعاع الشمسي سع2/يوم

284.6

338.5

447.9

491.8

538.5

563.9

558.4

541.4

473.6

394.8

273.7

265.1

5172.2

طول النهار النظري / ساعة

10.27

11.09

11.57

12.53

14.16

14.16

13.53

13.14

12.21

11.28

10.39

10.14

12.039

طول النهار النظري / ساعة

6.21

7.24

7.42

8.42

10.11

11.18

11.6

10.12

10.24

9.12

7.18

6.18

8.751

درجات الحرارة °م

11.8

14.8

19.8

24.9

30.6

33.7

35.5

34.8

31.9

26.8

19.2

13.9

24.808

الأمطار(ملم)

31.7

20.23

21.21

15.4

4.5

0.11

0،0

0،0

0.34

5.42

14.9

23.7

137.51

الرطوبةالنسبية %

63.6

57.4

48.9

36.5

26.3

25.8

20

22.8

23.6

24.71

49.7

63.8

38.592

الرياح م/ث

2.9

3.3

3.5

3.6

3.7

4.6

4.6

3.5

3.2

2.6

2.6

2.8

3.408

التبخر (ملم)

65.21

93.4

168.4

251

373.3

465.3

504.7

453.9

318.5

218.5

11.2

66.3

249.14

المصدر / تم إعداد الجدول بالاعتماد على جمهورية العراق ، وزارة النقل والمواصلات /الهيئة العامة للأنواء الجوية العراقية ، قسم المناخ ، بيانات غير منشورة ، 2016

ب ـ درجة الحرارة :

يبين الجدول رقم(1) أن المعدل السنوي لدرجات الحرارة في منطقة الدراسة قد بلغ (24.8º م)ويشير  الجدول إلى تباين تلك المعدلات إذ نراها  تأخذ بالارتفاع  من  شهر آذار (19.8º م) لتصل  في أشهر حزيران ، تموز ، آب إلى (33.7 ، 35.5 ، 34.8) درجة مئوية على التوالي، ثم تأخذ هذه المعدلات بالانخفاض التدريجي مرة أخرى ليصل أدناها في شهر كانون الثاني (11.8º م) . في حين يبلغ متوسط المدى الحراري الشهـري ( 24،6 )°م ، وهذا يدل على وجود تباين فصلي كبير بين الصيف والشتاء مما أثر في تباين زراعة وإنتاج المحاصيل الزراعية في منطقة الدراسة بين الفصلين الرئيسيين، وقد أثر ارتفاع  درجات الحرارة في منطقه الدراسة على رفع معدلات التبخر الأمر الذي انعكس على زيادة  كمية المياه المستخدمة في الري وهذا أدى إلى زيادة الضائعات المائية مما تطلب زيادة في عدد الريات للمحاصيل الزراعية، كما أصبح فصل النمو يشمل جميع فصول السنة فدرجات الحرارة من النادر أن ترتفع فوق50م صيفا ومن النادر أن تنخفض ما دون الصفر المئوي (18) مما يساعد على الزراعة على مدار السنة وهذا قد يؤثر على التربة مما يؤدي إلى انخفاض نسبة المواد العضوية والمعدنية فيها بسبب الزراعة المستمرة وعدم إعطاء راحة للأرض لكي تستعيد خصوبتها ومنه إلى عملية تصحر بطيء بفعل نقص المغذيات الطبيعية في التربة.

ج ـ الرياح :

بلغ المعدل السنوي لسرع الرياح في منطقة الدراسة (3.4)م/ث وأعلى معدل في أشهر الصيف (حزيران ، تموز، أب ) (4،6 ، 4،6 ، 3،5)م/ث على التوالي وأدنى معدل في أشهر الشتاء خلال شهر كانون الأول وكانون الثاني وشباط (2،8 ، 2،9 ، 3.3) م/ث على التوالي، وتتدخل الرياح في إيجاد مظهر من مظاهر التصحر بالجفاف عن طريق وجود علاقة طردية بين سرعة الرياح وزيادة عملية التبخر/ النتح  ومن تتبع قيم الجدول رقم (1) يلاحظ ازدياد سرعة الرياح بصورة عامة وبالذات خلال أشهر الصيف ومنه تسهم في جفاف التربة من ناحية وزيادة الضائعات المائية عن طريق التبخر وترسيب الأملاح على سطح التربة وفي قطاعها من ناحية أخرى،  ومنه الأثر المباشر على المحاصيل الزراعية ولا سيما المحاصيل الصيفية مما يتطلب زيادة عدد الريات التي تتطلبها المحاصيل الزراعية، علماً أن الرياح السائدة في منطقة الدراسة هي الرياح الشمالية الغربية التي تتميز بكونها رياحاً حارة جافة، ومع سيادة هذه الرياح ومع ارتفاع سرعتها في كثير من الأوقات لتصل إلى أعلى من (30)م/ث في أشـــهر الصيف تتكون العواصف الترابية التي تتكون عندما تصل سرعة الرياح (5-5،5م/ث)عند ارتفاع (15سم) من سطح الأرض وبسرعة (7-8م/ث)عند ارتفاع(100سم) من سطح الأرض وبزيادة ضغط الرياح على السطح بفعل زيادة سرعة الرياح يزداد مقدار التذرية و نقل الذرات الناعمة  للتربة وعندما تقل سرعتها تبدأ بالترسيب (9)، كما أن للرياح دوراً آخر في تكوين أو التسبب في مظهر من مظاهر التصحر من خلال نقل صفات المنطقة الهابة منها أو المارة فيها المتمثلة بالصحراء الغربية المرتفعة بدرجات الحرارة  صيفاً أدى إلى زيادة الضائعات المائية وعملية تسخين و صعود تيارات حمل ورفع جزيئات الماء إلى الأعلى ونقص المحتوى الرطوبي وجفاف وتفكك وتطاير ذرات الطبقة السطحية من التربة المهمة لنمو النبات مع الهواء من موقع  والترسيب في آخر أدى إلى موت أو صعوبة نمو الكثير منها أو الموت المحتم للكثير من أنواع النباتات الصغيرة الطبيعية والزراعية أيضا. كما تعمل الرياح بدور مباشر بتقلص الغطاء الخضري وإيجاد مساحات جرداء  أو تقلص نمو أو كثافة الغطاء الخضري في منطقة لما تتميز به من صفات غير جيد كالحرارة والجفاف فتعمل على التجفيف الفسيولوجي للنباتات الصغيرة حديثة النمو فعندما تكون قريبة من سطح الأرض تعمل على تجفيف بخار الماء الخارج مع الغازات الناتجة عن عمليتي النتح والتنفس(10)ومع هبوط الرياح  الشمالية الغربية السائدة على منطقة الدراسة ازدادت معها الضائعات المائية ونشطت عملية النتح والتنفس لدى النبات للموازنة مع المحيط الخارجي، وإن كانت هذه العملية تفوق عملية التعويض عن الرطوبة بواسطة الجذور وقد أدى ذلك إلى جفاف الأوراق والبراعم الحديثة في النبات، كما أنّ حركة الأوراق بفعل الرياح تؤدي إلى خروج الهواء المحمل بالرطوبة في الفراغات البينة للورقة ويدخل الهواء الجاف محله مما يؤدي إلى جفاف تلك الأوراق.(11)، يرتبط عظم هذه العملية بكمية الرطوبة الجوية ورطوبة التربة المتوفرة، ولانخفاض معدلات الرطوبة بنوعيها عملت الرياح سلباً بحدوث عملية تجفيف على الرغم  من هبوب رياح جنوبية شرقية رطبة في الموسم الصيفي إلا أنها تفقد قدرتها على التبريد لارتفاع  درجات الحرارة. كما تقوم الرياح السائدة (الرياح الشمالية الغربي) بدور سلبي آخر على الغطاء النباتي بنوعيه الطبيعي والزراعي ألا وهو عملية التقزم حيث لا تبلغ النباتات درجة جيدة من الصلابة تحت تأثير الرياح الجافة فيحدث عجز في قدرة الخلايا النباتية الناضجة على الاستطالة  والتحول إلى الأحجام الاعتيادية للنبات مما يؤدي إلى تقزم النبات دون التشوية(12)، ونتيجة لسيادة الرياح الشمالية الغربية الجافة تليها الرياح الشمالية الجافة أيضاً وسيادة فصل جفاف طويل يستمر إلى ما يقارب تسعة أشهر، جعل من نباتات المنطقة معرضة  لحدوث عملية الجفاف والتقزم لفترة تصل إلى تسعة أشهر خلال السنة الواحدة كما في المناطق المكشوفة في قضاء  شط العرب نزولا إلى الجنوب وصولا لناحية السيبة وقضاء الفاو .

د ـ الرطوبة النسبية :

يبين الجدول رقم(1) إن المعدل السنوي للرطوبة في منطقة الدراسة قد بلغ (38.59%) وبلغ أعلى معدل لها خلال أشهر الشتاء في شهـر كانون الثـاني إذ سجـل ( 63.6% )، في حين تنخفض القيم خلال أشهر الصيف و يسجل شهر تموز أوطأ معدلاتها بنسبـة ( 20 % ) بسبب ارتفاع درجات الحرارة وهذا له دور مباشر في تفاقم مشكلة الجفاف وظهور بوادر التصحر الموقعي الناتج عن زيادة سرعة فقدان المياه لانخفاض الرطوبة بشكل عام(رطوبة نسبيه ورطوبة التربة) و نتيجة التبخر والنتح مما يزيد من عملية الري السطحي لسد النقص في ري المحاصيل الزراعية عن كمية الرطوبة الجوية، مما يعني إضافة كميات كبيرة من الأملاح أثناء الري . 

هـ ـ الأمطار: 

يبدأ هطول الأمطار في المنطقة  بوضوح بداية شهر تشرين الثاني حتى شهر نيسان، جدول رقم (1) ويبلغ المعدل السنوي لها ( 17.3 ) غير موزعة بالتساوي أو بتقارب القيم على مدار السنة  إذ إن أعلى كمية لها تتركز في شهر كانون الثاني لتصل إلى( 31.7 ) ملم في حين تبدأ بالانخفاض لتنعدم تقريبا في شهري تموز وآب، مع حدوث بعض الحالات النادرة لهطول مطري في شهر حزيران وأيلول إلا أنها كميات ضئيلة جدا غير محسوسة. ولتبلغ كمية التساقط المطري ( 137.01 ) ملم سنوياً وتعد عاملاً أساسيا في قيام بوادر التصحر في المنطقة وبالذات خلال الفصل الحار ذي الأثر الكبير في عمليات فقدان المياه من التربة السطحية على وجه التحديد عن طريق عملية التبخر، وبصورة عامة لا تعد ذات كميات كافية وهذا ما سنتطرق له لاحقا في ضمن موضوع التبخر .

و- التبخر

بلغ المعدل العام لقيم التبخر  (257.54 ملم) في حين بلغ المجموع السنوي (3090.51 ملم) ، وإذ كان المعدل السنوي للأمطار( 17.3 ) المجموع السنوي لها ( 137.01 ) ملم سنوياً. ومن خلال ذلك يتضح مقدار العجز المائي الناتج من ارتفاع معدلات التبخر مقارنة مع معدلات التساقط السنوية، إذ يبلغ مقدار هذا العجز في المنطقة حوالي (  -2953.5 ملم )، ومنه جفاف التربة وعمل الخاصية الشعرية وسلبا في زيادة مشكلة الملوحة وان كانت هناك أمطار في فصل الشتاء لكنها لا تكون كافية لغسل التربة من الأملاح والتقليل من مظهر من مظاهر التصحر بالأملاح نتيجة ارتفاع درجات الحرارة وتبخر هذه  الكميات الساقطة بسرعة،  ومع عملية النتح عند النبات يجب أن تعوض هذه الاحتياجات أما عن طريق الأمطار وهي أمطار هنا غير كافية ووجود عجز مائي كبير وبالأخص عند  ملاحظة القيم وبالرجوع إلى الجدول رقم (1) يلاحظ عدم وجود هطول مطري خلال أشهر الصيف ومنه يجب تعويض هذه  الكميات المفقودة عن طريق عمليات الري ومع ارتفاع التراكيز الملحية في مياه الري وارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف  تنشط عملية أكسدة المواد العضوية في التربة من جهة وتنشيط عملية انتقال الأملاح بفعل الخاصية الشعرية . أما في فصل الشتاء أيضا فيوجد عجز مائي في كمية الأمطار قياسا بكميات التبخر إلى أن يحصل العكس وذلك لانخفاض درجات الحرارة نسبيا مما يؤدي إلى قلة الضائعات المائية بفعل عمليتي التبخر والنتح للنبات والتربة معاً. ونتيجة لما سبق وبمساعدة عوامل سلبية أخرى؛ سنتطرق إليها لاحقا كعامل التربة والموارد المائية تميز الغطاء النباتي الطبيعي والزراعي في أشهر الصيف باختفائه وندرته في عدة مواقع من منطقة الدراسة وبالدرجة الأساس في المناطق البعيدة عن المورد المائي وذلك لقلة كميات وتذبذب التساقط وانخفاض الرطوبة بنوعيها (رطوبة التربة والرطوبة الجوية ) وارتفاع معدلات التبخر فتتحول العديد من المساحات إلى أراض جرداء صحراوية.

3- الموارد المائية :    

نظرا لوقوع منطقة الدراسة في ضمن المناخ الصحراوي الجاف وقلة هطول الأمطار، الأمر الذي حتم استخدام المياه السطحية بشكل رئيس في عملية الري الزراعي ، لكن سوء التخطيط وتراجع الدعم الحكومي في تمويل هذا القطاع ومستلزماته وعدم وجود خطط زراعية محكمة، فضلا عن المشاكل المائية ومحاربة  دول الجوار بتقليل الحصص المائية المتدفقة من خلال الأنهار، لذلك سيشهد العراق مزيدا من النقص في الموارد المائية وتدني نوعيتها بعد استكمال تركيا مشاريعها الإروائية وكذلك قيام سوريا بتطوير مشاريعها الإروائية حيث تسعى كل من تركيا وسوريا إلى استزراع أكثر من 2،4 مليون هكتار تروى في حوض الفرات وحوالي مليون هكتار تروى في حوض دجلة ومنه تراجعت الإيرادات المائية السنوية  إلى أقل من۹ مليار م ۳ سنويا في الوقت الحاضر بعد أن كانت بحدود ۲۹ مليار م ۳ عند الحدود العراقية السورية، وتناقصت حصة الفرد من 1637 م3/ سنة خلال عام 2000 وتشير الدراسات إلى أن هذه الحصة سوف تتناقص لتصل إلى 887 م3 / سنة خلال عام 2025 إلى دون مستوى خط الفقر الثاني وسيعاني العراق من عجز مائي مقدار 15.3 مليار م3 في السنة نفسها(13)، وهي معرضة للتناقص لأسباب طبيعية أو سياسية تتعلق بالسياسات المائية لدول الجوار، ولإيران دور في ذلك أيضا من خلال إنشاء اثني عشر سداً وعدد من الخزانات الضخمة على نهر الكارون وفتحها لمبزلي النهر نحو شط العرب وإضافة إلى تغيير مجرى نهر الكرخة المغذي الأخير لشط العرب وهور الحويزة(14) ، و تغلغلت مياه البحر المالحة نتيجة لانخفاض مناسيب الأنهار وارتفعت ملوحتها في منطقة الدراسة، ليصل معدل كمية التصريف في شط العرب عام2016  جدول رقم(5) في القرنة إلى ما يقارب (24م3/ثا) وبمعدل منسوب (19سم) وبمعدل ملوحة (23473.9جزء في المليون) وتعد من المياه عالية الملوحة جدا، وعليه نجد ازدياد معاناة الفلاحين وعزوف الكثير منهم عن العمل في مهنة الزراعة وتربية الحيوان كما أن هناك أسباباً أخرى تتعلق بمختلف الفعاليات الزراعية، إذ تطرح كميات من المواد الكيميائية والأملاح عن طريق  مبازل الأراضي  الزراعية  فتتراوح كميات الأملاح الذائبة فيها (1200-4000) جزء من المليون(15)ولمصادر المياه السطحية وعناصر المناخ دور فاعل أيضا في تباين مناسيب وملوحة المياه الجوفية وبالذات كميات الأمطار المتساقطة والتغيرات الفصلية فيرتفع منسوبها في الموسم المطير وتزداد كمية المياه المتسربة داخل سطح الأرض وتنخفض في الموسم الجاف لارتفاع درجات الحرارة وزيادة كمية التبخر. وتعد المياه الجوفية من العوامل الرئيسة المؤثرة في كثافة ونوعية الغطاء النباتي الطبيعي وتساعد في تواجد الزراعة أيضا للأشجار والشجيرات التي تميزت بطول المجموع الجذري لها ونوعيته بالدرجة الأولى في الجهات التي تنعدم فيها المياه السطحية كأحواض الانهار ومنبسطات المد والجزر في منطقة الدراسة ، إلا إن المياه الجوفية لهذه الجهات التي تعاني من عدم انتظام و قلة كمية الأمطار الساقطة وارتفاع نسبة التبخر بسبب الحرارة العالية في فصل الصيف كان لها  دور سلبي كبير في تملح الترب إن كانت تربا مالحة وقد يعود السبب الأول هنا إلى ارتفاع مستواها إلى السطح إذ تتصل أحيانا مع مستوى المياه السطحية في مناطق الأهوار والمستنقعات ولربما ينعكس دورها سلبيا على النبات ، لتميزها بأعماق تراوحت بين (1.5-2.5)م ، عن مستوى سطح الأرض المجاورة وتباينت في مواقع أخرى في مناطق الكتوف النهرية ما بين (5-1،5) متر من سطح الأرض و(4) أمتار في المناطق الشرقية لمسطحات المد والجزر الغرينية في حين تكون (0،8-1،5) متر من سطح الأرض في الأجزاء الجنوبية الغربية من السهل الرسوبي (16) وتعد غير صالحة للاستعمال البشري والزراعي لاحتوائها على تراكيز عالية من الصوديوم  وأملاح كربونات الصوديوم (NaCo3) ، بنسب عالية جدا ، وبتراكيز عالية للأملاح(Ec)تتراوح مابين(8-16) ديسيمنز/م للأمكنة القريبة من الأنهار وتزداد بالابتعاد عنها لتصل مابين (32-64) ديسيمنز/ م(17) و يبلغ معدل المجموع الكلي لايونات الأملاح الذائبة في المياه الجوفية إلى أكثر من(40) ديسيمنز/ م إلا أنها متباينة من موقع لآخر لتتراوح مابين (3،420-4،680 ديسيمنز/ م) في شمال المنطقة (6،370-9،370 ديسيمنز/ م) وترتفع في الجهات الجنوبية لتصل مابين14-60 ديسيمنز/ م(18). كما أشارت دراسات أخرى إلى اقتراب مستوى المياه الجوفية للسطح ليصل إلى أعماق تتراوح مابين 145-162 سنتمر )عن مستوى الأراضي المجاورة مع ارتفاع نسب التراكيز(Ec) لتصل كمعدل مابين (32.03-40.2  ديسمنز / م) في جنوب منطقة الدراسة وكونها ذات صفات قاعدية تميزت بارتفاع قيم ايونات الصوديوم والكالسيوم والكلورايد وهي تتراوح مابين الموسمين لتصل إلى (230- 285 ، 9.3 -22.35 ، 175-255)مليمكافئ/لتر على التوالي  وان الصيغة الهيدروكيميائية لها (Na-cl) وهي بذلك ذات سمة بحرية ولها تأثير واضح في نشاط التجوية الملحية(19) ،ومع أن العامل المباشر لنوع الترب الطينية الرسوبية المتكونة من الصخور الأم الحاوية على الأملاح في أصل التكوين وذات النسجات الناعمة له دور سلبي في احتضان الأملاح. ولتضاريس وطبوغرافية المنطقة وانحدار السطح نحو الجنوب دور سلبي أيضا بارتفاع التراكيز الملحية لهذه المياه ومنه وبشكل عام لا  نرى أي غطاء نباتي طبيعي تميز بالكثافة في هذه المناطق إنما تواجدت بعض النباتات الطبيعية المتحملة للملوحة كبعض الأنواع والأصناف والأجناس للنبات الطبيعي التي تتحمل الملوحة والجفاف كنبات العاكول والرمرام والطحة والشفلح والحلفا كما أن هذه المناطق تميزت بوجود زراعة محدودة جدا. وبصورة عامة كان هناك دور كبير للمياه السطحية والجوفية وارتفاع التراكيز الملحية فيها في إيجاد وتفاقم مشكلة التصحر في منطقة الدراسة  وبخاصة في السنوات الأخيرة مع انخفاض الإطلاقات المائية لمجاري الأنهار الرئيسة في المنطقة مع سنوات الجفاف التي تمر  ومنه لا يمكن استخدام هذه المياه السطحية بصوره عامة في بعض المناطق والجوفية بصورة خاصة  كخزين متاح يمكن استخدامه عند كميات التساقط المطري إلا بعد عمليات التعامل مع تلك المياه بشكل صحيح.

جدول رقم (2)                                                                                                    معدل تصريف ومناسيب المياه في منطقة الالتقاء وكميات الأملاح للسنوات (1998،2002،2006،2009،2013،2015،2017)

السنة

كمية التصريف م3

المنسوب/سم

الأملاح/جزء من المليون

1998

186

143

6088

2002

-

122

7210

2006

160

88

11177

2009

95

30

16929،55

2013

65

23

17111.33

2015

27

20

22254.4

2016

24

19

23473.9

2017

22

17

24761.8

معدل

82.71

57.75

16125.74

 

 

 

 

 

 

 

     




      تم إعداد الجدول بالاعتماد على المعدلات الشهرية                                                                                               

1-    مديرية الموارد المائية،البصرة، شعبة نظم المعلومات،بيانات غير منشورة،2018

2- مديرية زراعة البصرة ،قسم التخطيط،،بيانات غير منشورة،2018                                           

3- وزارة الموارد المائية، مركز إنعاش الأهوار العراقية ،شعبة نظم المعلومات الجغرافية ، بيانات غير منشورة،2009 .-2013                                                                                            

        4- مديرية أهوار البصرة، بيانات غير منشوره، قسم إنعاش الأهوار العراقية،2009-2012


4- النبات الطبيعي:

إن النبات الطبيعي هو نتاج لعوامل متداخلة ومشتركة منها ما هو طبيعي كالتربة والموارد المائية وبشري كأنماط استخدامات الإنسان للأرض، ومثلما تؤثر عوامل تشكيل التصحر في المنطقة والتصحر بدوره على النبات لذلك فإن النبات يؤثر سلبا وإيجابا بتواجد هذه الظاهرة سواء باختلاف كثافاته من موقع لآخر أم باختلاف النوع والجنس وماله من قابلية على  تحمل الظروف البيئية السائدة في المنطقة. بصورة عامة أظهرت دراسة المناخ أن منطقة الدراسة تميزت بظروف مناخية غير ملائمة لنمو النبات بصورة عامة  لقلة كميات الأمطار وعدم انتظام توزيعها مع ارتفاع معدلات الحرارة لمدة تسعة أشهر تقريباً أي وقوع المنطقة في ضمن إقليم المناخ الجاف الذي تعتمد نباتاته على مياه الأمطار وبالذات المناطق الجنوبية من المنطقة ذات التراكيز العالية من الأملاح في المياه السطحية والأرضية، كما أظهرت دراسة التربة انقسام تربة منطقة الدراسة إلى نوعين رئيسين الأول في إقليمها الشمالي المتأثر بالترسبات المائية المنقولة الحديثة والقديمة منها ذات نسجة(مزيجية طينية غرينية) الأقل نعومة و تركيب أقل تماسكا من الجهات الجنوبية من منطقة الدراسة وبصوره أدق من ترب الكتوف تدرجا إلى الأحواض والمنبسات الساحلية،  كما احتوت على مادة عضوية بصورة عامة ذات قيم كبيرة ضمن الأجزاء الشمالية والوسطى من المنطقة ومنه إمكانية نمو بعض الأنواع من النبات الطبيعي فيها وقد ساعد ذلك العامل البشري، إذ إن استخدامات الأرض للعمليات الزراعية نتج عنها تكوين بيئات نباتية طبيعة وانتشار أنواع نباتية في مواطن غير مواطنها نتيجة لانتقال حبوب تلك النباتات مع الحبوب الزراعية. وإجمالا تميزت منطقة الدراسة بتشكيلة كبيرة من الأنواع النباتية غير أن هذه التشكيلة لا تتوزع توزيعاً منتظماً بحسب الكثافة وفي ضمن الموقع فنراها ذات توزيع أشبه بالمتوسط المائل إلى الكثيف في العديد من مساحات شمال منطقة الدراسة كما في قضائي القرنة والمدينة وبعض النواحي المجاورة لهما وعلى الرغم من قلة وتذبذب الأمطار في المنطقة ككل إلا أن وجود المياه السطحية ذات الأملاح الأقل تركيزا من الوسط والجنوب كان أحد الأسباب الرئيسة لتوفر هذا الغطاء وبالأخص في ترب الكتوف من نهري دجلة والفرات وشط العرب وتفرعاتها، كما لعبت البيئة الزراعية الدور الأكبر هناك لتواجد بعض الأنواع التي تسمى نباتات البيئة الزراعية وبيئة أخرى هي بيئة الأهوار وتمثلت جميعها بالحشائش والأعشاب البارزة أو الطافية أو الغارقة في المياه أو أعشاب صغيرة و قصيرة رطوبية ومعتدلة نسبيا وأدغال نامية مع المزروعات وإلى شجيرات كبيرة الحجم، كنبات سعد الخيزران Cyperuslongus L وجولانSchoenoplectuslitoralis (Schrad) Palla والقصب Phragmitesaustralis(Cav.)TrinexSteud ونباتات عشبية كذيل القط Polypogonmonspliensis (L.) Desf. والرويطهLoliumtemulentum  L. والشعير البري Hordeumgalucum ALL.  والكبار Capparisspinosa، L وكثير من الأنواع النباتية الأخرى، أما بالنسبة إلى باقي أجزاء منطقة الدراسة وكلما اتجهنا نحو الجنوب مع ارتفاع التراكيز الملحية في التربة والمياه وتلوثها نلاحظ تناقص كثافة هذا الغطاء كما ونوعا وصولا إلى ناحية السيبة وقضاء الفاو نجد تناثر هذا الغطاء إلا في بعض الرقع من التربة ولتشكل نباتات البيئة الجفافية الصحراوية والمتحملة للملوحة من الحشائش والأعشاب والشجيرات الجفافية المبعثرة  كالعاقول AlhagigraecorumBoiss والطرفة TamarixaralensisBge والطرفة SuaedabaccataForssk. والعرفجRhanteriumepapposumOliv. وهي النمط السائد في المنطقة مع أنواع أخرى وأعشاب متفرقة جدا بسبب تردي الظروف المناخية بصورة عامة والموارد المائية بصورة خاصة فتشكلت من النباتات التي  كيفت نفسها لتتحمل الظروف البيئية الصعبة،  كما كان هناك  تباين في فترة النمو بين الموسمين وخلال الموسم نفسه ضمن منطقة الدراسة فتميز المناطق الشمالية منها  بفترات طويلة لتصل في الكثير من الأنواع النباتية إلى الأشهر الأولى من الصيف ولربما إلى نهاية شهر حزيران وهي تتمتع بكامل نشاطها الفسيولوجي من نمو وأزهار وإثمار وتميزها بالخضرة قياسا بالنباتات الموسمية والحولية في وسط وجنوب منطقة الدراسة التي تنتهي دورة حياتها بعد فترة وجيزة من توقف تساقط الأمطار مع بقاء المعمرة أشبه بمتوقفة الحياة ومنتظرة الموسم المقبل من الأمطار. ويرجع السبب في ذلك لارتفاع درجات الحرارة والتبخر المصحوب بانخفاض كمية الأمطـار السـنوية وهذا لا يسـاعد علـى قيـام ونمو غطاء نباتي يقي التربة من عمليات التعرية الريحية ما عدا بعض الأعشاب القصيرة التي تنمو فـي مواسم أو في فترة سقوط الأمطار ولكن سرعان ما يختفي بانقطاع المطر أو يختفي قبل ذلك نتيجة للرعي الجائر الذي يسود في المنطقة عادة دون أي ضوابط ، ومع استمرار ظروف الجفاف وانخفاض الموارد المائية والتلوث البيئي في المنطقة فان الأراضي الخضراء تبدأ بالانحسار، سواء أكانت الأراضي الزراعية أم النباتات الطبيعية بصورة عامة.

وإجمالا تتقلص جميع تلك المساحات بسبب تردي الأوضاع الطبيعة ومع السبب الأساس التمثل بالكائن البشري الماثل في سوء الاستخدام والمفرط للأرض كتجفيف البيئة الخصبة والمراعي الطبيعية في الأهوار في تسعينيات القرن الماضي وما حل بها  في  منتصف عام 2009 إلى الوقت الحاضر نتيجة تآمر دول الجوار وتقليص وتلويث كميات المياه الواردة عبر الأنهار المشتركة .

 

ثانياً :العوامل البشرية المؤثرة في تفاقم مشكلة التصحر في منطقة الدراسة:-

1-  الضغط الزراعي على التربة:

ويقصد بالضغط الزراعي تكثيف استخدام الأرض بالزراعة أو تحميل التربة أكثر من طاقتها الحيوية حيث يؤدي ذلك إلى حدوث تدهور في التوازن البيئي وبدايات لظهور التصحر، وقد أدت بعض الأسباب إلى تفاقم مشكلة االتصحر قديما وحديثا في منطقة الدراسة بفعل الضغط الزراعي فمن ذلك الحين –العصور القديمة - وانتقال مراكز الحضارات القديمة من جنوب العراق إلى الوسط ومن ثم إلى الشمال كان أهم أسبابه انتشار الأملاح في التربة وتراجع إنتاجها(20)، وساعد على ذلك تكوين المنطقة الجيولوجي الحاوي على الأملاح عبر قرون مضت وتترسب على سطح تربته الأصلية طبقة طينية نتيجة لطغيان مياه الأنهر في أوقات الفيضان واستغلت تربته الجيدة وأرضه المنبسطة للزراعة منذ القدم، وحفرت الجداول وشقت قنوات عديدة للري السيحي من نهري دجلة والفرات وشط العرب وتفرعاتهم. ومنذ ذلك الحين بدأت البوادر الأولى لظهور أحد مظاهر التصحر وهي الأملاح. ومن الدلائل الواضحة على معاناة منطقة الدراسة من مشكلة الملوحة منذ القدم وعلى وجه التحديد في منطقة الغراف التي تحولت الزراعة على أثرها تدريجيا من زراعة القمح إلى زراعة الشعير في منتصف القرن الثالث قبل الميلاد وبدا استخدام نظام التبوير بشكل واضح منذ حوالي 2400ق.م(21)، وعلى الرغم من المعالجات البسيطة والوصايا في فترات سبقتها ولحقتها للحد من هذه المشكلة، كما ما وجد مدونا في أقدم تقويم زراعي في زمن السومريين الذي ذكر فيه وصية مزارع لولده في عدم الإفراط بمياه الري - لعدم ارتفاع مستوى الماء الأرضي وتغدق التربة - والمحافظة على الحقل من سير الأبقار لعدم تضاغط التربة - والمحافظة على السواقي من فيض الماء – لعدم زيادة الضائعات المائية - إلا أن هذه المشكلة استمرت لنجدها مذكورة في رسالة عتبة بن غزوان عام 635م التي ذكر فيها(رأيت أرضا سباخ لا يجف نداها ولا ينبت مرعاها...الخ)(22)، واستمر الوضع إلى الوقت الحاضر باستخدام التربة لغرض الزراعة وما صاحبها من ارتفاع ملوحة مياه الري في السنوات الأخيرة ولازالت تعاني هذه المناطق ذات المناخات الصحراوية وشبه الصحراوية من مشكلة ارتفاع الملوحة بإفراط في  الكثير من المناطق ونقص في كميات مياه الري أو ارتفاع ملوحتها

2- أساليب الري والبزل القديمة ورداءتها :

كثيراً ما يعمل الفلاح على ري أرضة بكميات كبيرة معتقداً أن ذلك يقلل من ملوحة التربة ومن ثم يزيد الإنتاج إذ يستخدم مزارعو وفلاحو إقليم السهل الرسوبي أسلوبين قديمين للري بالغمر هما السيحي والري بالواسطة. بيد أن الإفراط في الري يؤدي إلى مضار كبيرة من أرباك عملية التقنين المائي للمحاصيل الزراعية،(23)وما لهم من مضار كبيرة مع المناخ السائد في المنطقة، ومع جهل المزارعين بالاحتياجات المائية للنبات ومع طبيعة تربة السهل الرسوبي ذات النسجة الناعمة إلى النسجة المتوسطة وذات مسامية منخفضة إلى حد ما والانحدار البسيط لمستوى السطح والاقتراب من المياه الجوفية المالحة أدى إلى حدوث ضرر في الخصائص الفيزيائية والكيميائية والبايلوجية للتربة بسبب العامل الأساس المتمثل بارتفاع درجات الحرارة  وتأثر المنطقة بالرياح الجافة وتبخر جزء كبير من المياه الراكدة على السطح من خلال تشبع مسامات التربة بالمياه لمدة طويلة والذي بدوره أيضا يؤثر على نسبة تهويتها  وإلى ضياع نسبة كبيرة من الماء الذي يستفيد منه النبات وتبخر جزء كبير من تلك المياه وترك الأملاح على السطح ومع استخدام تلك المياه للري حيث يحتاج الدونم الواحد إلى 3600 م3 خلال الموسمين الزراعيين ومع ما يقارب 10 مليارات م3 مفقودات بفعل المناخ الجاف الحار لمنطقة الدراسة(24).ولتتركز الأملاح ضمن القطاع الأول للتربة وظهور بوادر التصحر الأولى فيها، نتيجة عملية البزل التي تعد عملية مكملة لعملية الري في المناطق الجافة وشبه الجافة ومنها منطقة الدراسة لغرض التخلص من المياه الزائدة عن حاجة المحصول والتربة، وتفتقر منطقة الدراسة إلى شبكة متكاملة من المبازل الحقلية والفرعية والرئيسة وبتدني مناسيب وتصاريف الأنهر الرئيسية والفرعية في منطقة الدراسة لم تعد طريقة البزل الطبيعية تعمل كما في السابق بتخليص الملح من التربة عن طريق المد وغسل التربة والجزر بسحب المياه الزائدة منها، كما ارتفعت التراكيز الملحية لتلك الأنهار، كما في ارتفاع نسبة الأملاح في نهر الفرات في قضاء المدينة  نتيجة مروره بأراض مالحة، مما يجعل مياهه أكثر ملوحة ومن ذلك يبدو أن حدوت تلك العملية من مد وجزر لا يكون ذا فائدة كبيرة بالتخلص من الأملاح إنما قد تعمل على إضافة تراكيز ملحية إلى تلك الترب لارتفاع ملوحة مياه الري وكثير من المزارعين يقومون بتحويل المياه الزائدة عن ري منطقة ما إلى المنطقة المجاورة لها في عملية الري السيحي المجاورة المتروكة والمنخفضة وبتكرار هذه العملية ينجم عنها تجمع المياه المالحة عند السطح في المنطقة الأخيرة الأقل مستوى من باقي المناطق ومنه إلى امتصاص الإملاح في ذلك الموقع عن طريق التربة السطحية، أو يتم إرجاع مياه البزل مرة أخرى إلى المجرى النهري الذي هو بالأساس مجرى للري ومنه تستخدم المياه المالحة مرة أخرى في ري المحاصيل الزراعية على سطحها.

3- أساليب الحراثة المتبعة:

نتيجة لاستخدام الحراثة غير الصحيحة من قبل المزارعين أو الفلاحين في منطقة الدراسة سواء الحراثة مع اتجاه الرياح السائدة أو الحراثة في المواسم الانتقالية التي تتميز بارتفاع سرعة الرياح  ومنه إلى تناثر الطبقة المهمة للزراعة وهي الطبقة السطحية الحاوية على المغذيات ومنه اضمحلت وتدهورت خصوبة هذه الأرض ويمكن ملاحظة هذه الحالة ضمن الأجزاء الجنوبية الشرقية من منطقة الدراسة، كما يقوم الكثير من الفلاحين بالحراثة في موسم الصيف مع جفاف التربة  ومع استعمال الآلات أو الضغط المتواصل على التربة التي تعرت وتبعثرت بفعل عوامل التعرية الريحية، كما يلاحظ في بعض المناطق أيضا في ناحية السيبة تحرث مساحات واسعة من الأراضي التي تترك بورا لعدم صلاحية المياه للزراعة لارتفاع التراكيز الملحية فيها ومنه إلى القضاء على الغطاء الخضري الطبيعي ودون استبداله بغطاء زراعي  ومنه موت بعض الأنواع النباتية الطبيعية التي تنمو في البيئات الزراعية وانقراضها ومنه إلى بدايات عملية التصحر باختفاء الغطاء النباتي الخضري كما يمكن ملاحظة تلك الحالة في مساحات شاسعة من الجزء الجنوبي الشرقي في بساتين أبي الخصيب والتنومة التي كانت في السابق أراضياً زراعية خضراء.

4- أساليب ونظام الزراعة المتبع :

نظرا لقلة تصريف مياه أنهار منطقة الدراسة صيفا قياسا بفصل الشتاء ومع انعدام هطول الأمطار ومع ارتفاع نسبة التراكيز الملحية للمياه في الموسم الزراعي الصيفي،الأمر الذي أدى إلى ترك مساحات كبيرة دون زراعة (بورا) ، فنجد على سبيل المثال  مناطق الكتوف في قضاء القرنة والمدينة وأبي الخصيب  فقط التي يتم زراعتها خلال الموسم الصيفي وقد يعود السبب هنا إلى هبوط معدلات تصريف وقوة المضخات المستخدمة في عمليات الإرواء وشبكات الري التي تم إنشاؤها منذ فترات زمنية بعيدة تميزت بكثرة تعرجاتها والتواءاتها وهي تعاني من مشكلة الترسبات الطينية في القنوات ومنه خسارة في مياه الري ومنه ترك الأراضي البعيدة من دون زراعة لانخفاض المنسوب في تلك المجاري بسبب الترسبات وبسبب عدم تعديل الأرض والمبازل التي ينجم عنها تقليص المساحات المستثمرة، واقتصارها في بعض المناطق على كتوف الأنهار، وغالبا ما يستخدم المبيد الحشري والأسمدة  بكميات كبيره للقضاء على الحشرات والأدغال وإعطاء أكبر قدر من الإنتاجية فبلغت تلك المبيدات الحشرية والفطرية ومبيدات الأدغال والقوارض المستخدمة في المناطق الزراعية أكثر من (4000لتر و25000كغم )(25) موزعة بحسب الأقضية لكن عملها سيكون عملاً سلبياً إن استخدمت بدون دراية مسبقة بتدمير خصوبة التربة.

5- تزايد أعداد السكان:-

تناقصت مساحة الأراضي الزراعية بشكل كبير في جنوب العراق والعراق ككل بعد عام 2003 إلى الوقت الحاضر، واتجه الناس إلى البناء على الأراضي الزراعية بدلا عن الأراضي الوعرة والصحراوية، غير الصالحة للزراعة، وكثر قطع الأشجار المثمرة مثل النخيل والحمضيات وغيرها، واتسعت ظاهرة تحويل جنس الأرض من زراعي إلى سكني فقد شهدت منطقة الدراسة زحفا إسمنتيا تجاه البساتين الزراعية جراء أزمة السكن وعدم الحصول على سكن ملائم تبعا لتميز العوائل الجنوبية من العراق بارتفاع العدد ضمن الأسرة الواحدة ما دفع الكثير من أصحاب الأراضي الزراعية والبساتين إلى تجريفها وبيعها قطعاً سكنية كونها تمتاز برخص أسعارها مقابل العقارات الأصولية.

وارتفع عدد السكان في البصرة  من ما يقارب 452102 نسمة في عام 1977 إلى ما يصل في عام 2004 إلى (2105326) نسمة وإلى ما يقارب (4700000)نسمة في عام 2014 (26) وبمعدل نمو ما يقارب 4.5% للمدة من (1977-2014) ، وهو معدل نمو سكاني مرتفع له القدرة على مضاعفة عدد السكان في هذه المنطقة في فترة زمنية قياسية تتراوح بين 20-30 سنة ويفرض طاقة استهلاكية كبيرة  بشدة على الموارد الطبيعية في منطقة الدراسة، وللتطورات الاقتصادية والاجتماعية يضطر السكان لاتساع الرقعة السكنية الخاصة بهم وللحصول على متطلباتهم الأساسية المتزايدة من غذاء ووقود ومساكن والتوسيع ضمن نطاق استخداماتهم للأرض نحو مناطق جديدة للسكن ومن جراء ذلك انعكست آثار هذا  التوسع الحضري للمدينة على حساب الأراضي الخضراء الزراعية أو الطبيعية وظهور إحياء سكنية جديدة ومالها من مخلفات مطروحة للبيئة بالتعجيل ببروز مشكلة التصحر وانتشارها وتفاقمها بشكل أسرع وأوسع  في المنطقة، وهنا يمكن القول إن ظاهرة التصحر في المنطقة  تعود بصفة أكبر للكائن البشري عما هي عليه من عامل طبيعي من خلال الاستغلال المفرط الذي يتجاوز حدود الطاقة التجديدية للأرض والإخلال بالتوازن البيئي وتحويل هذه البيئات إلى مناطق متصحرة .

6-  تجفيف الأهوار:

تعد عملية تجفيف الأهوار من أخطر الكوارث التي أدت إلى اختلال النظام البئيي والإخلال في التوازن الطبيعي في منطقة الدراسة فبعد أن كانت الأهوار بيئة للتنوع الإحيائي النباتي والحيواني، ودورها الكبير في تنظيم الموارد المائية في وسط العراق وجنوبه، وكونها مكيفاً  طبيعياً لما تحتويه تلك المساحات من آبار وحقول نفطية وبعد أن امتدت إلى مئات الكيلومترات بأراضي زراعية للكثير من أنواع الخضروات والحبوب، جرت أعمال تجفيف تلك الأهوار من الحكومة العراقية السابقة وتحديدا فوق حقول نفط غرب القرنة والطريق الرئيسي الذي يخترق الهور من الشمال إلى الجنوب وتجفيف منطقة الشافي وغلق نهري الشافي والغميج وتحديد الجهة الغربية والجنوبية من الهور بالمصب العام دجلة – الفرات وعلى أثرها تقلصت مساحات الغطاء النباتي  والتنوع الإحيائي الزراعي في المنطقة، ومن ثم بدأت عمليات انتعاشها بعد عام 2003م لتكون مرة أخرى بيئة طبيعية ومن ثم تقلصت أحجامها من جديد نهايات 2008م لتصل إلى شبه المعدومة في 2009م ولتتقلص تلك المساحات في الوقت الحاضر أيضا لتصل إلى أقل من 20% عما كانت علية في ثمانينيات القرن الماضي وليستمر تقلص تلك المساحات وانخفاض المناسيب إلى عامنا هذا مع تراجع كميات الإطلاقات المائية لنهري دجلة والفرات عبر الحدود التركية والسورية وعدم تدخل الحكومة الحالية بإيجاد سبل جديدة ومفيدة لإحياء تلك البيئة بالتعاون مع دول الجوار التي دمرت العراق بصورة مباشرة أو غير مباشرة، ويبين الجدول رقم (6) تراجع مناسيب المياه في أهوار منطقة الدراسة مع ارتفاع التراكيز الملحية فيها لتصل مساحة هور الحمار والأهوار الوسطى المغمورة بالمياه حوالي( 2.2 ، 10.6 كم 2 على التوالي)

 

جدول رقم (6) المعدلات السنوية للمساحة قبل وبعد التجفيف  وتراكيز الاملاح والحموضة للأهوار الوسطى وهور الحمار للفترة من 2003-2009

 

 

التجفيف

بعد

المساحه

التجفيف

قبل

المساحه

نسبة اغمار

منسوب

 

Ec

السنة

الاسم

مستصلحه كم2

مستبعده  كم2

مغموره كم2

مستصلحه كم2

مستبعده  كم2

مغموره كم2

%

متر

Ph

ملي موز/سم

2003

الوسطى

0

0

0

0

745

5

0،6

1

8

4

الحمار

0

0

0

0

1120

   80

6،6

0،4

5

6

2004

الوسطى

0

0

0

200

530

35

2،6

1،1

8

4

الحمار

200

750

0

175

945

200

16،6

0،13

5،2

6،1

2005

الوسطى

0

0

0

500

200

50

6،6

1،30

8

4

الحمار

425

750

0

175

250

200

16،6

0،13

5،2

6،1

2006

الوسطى

0

0

0

500

170

100

13

1،23

8،1

4،1

الحمار

425

762،2

0

817.5

265

350

24،3

0،8

5،9

6،1

2007

الوسطى

0

0

0

500

187،5

82،5

10،7

1،15

8،5

5،1

الحمار

0

0

0

950

280

450

26،7

0،55

8،4

4،2

2008

الوسطى

0

0

0

500

173

97،3

12،6

1،2

9،6

4،8

الحمار

0

0

0

1015

330

335

43،5

0،3

8،5

6،1

2009

الوسطى

0

0

0

345

144،3

10،6

2،1

0،34

9،9

5،5

الحمار

0

0

0

605

393،3

2،2

16،8

0،2

8،5

7،2

المعدل السنوي

الوسطى

0

0

0

363،6

307،1

54

6،9

1

8،6

4،5

المعدل السنوي

الحمار

150

323،2

0

533،9

511،9

260

22

0،4

6،7

6

المصدر:محمد هاشم حسين التميمي،التوزيع المكاني للنبات الطبيعي في قضائي المدينة والزبير /دراسة مقارنه في الجغرافية الحياتية ، رسالة ماجستير، جامعة البصرة ، كلية الآداب ، قسم الجغرافية ،2010، ص 80.


7- التلوث

تسبب المخلفات الصناعية وغير الصناعية بمختلف أنواعها الغازية أو السائلة أو الصلبة غير المعالجة التي ترمى مباشرة أو غير مباشرة في المياه والترب بالتلوث وبالضرر والخطورة على بيئته ويودي ذلك التلوث إلى تفاقم مشكلة التصحر بصورة مباشرة أو غير مباشرة من خلال الإخلال بالنظام البيئي وإضعاف القيمة الإنتاجية للتربة بشكل مباشر. ومن تلك الملوثات (27) ذات الحجم الأساس والكبير مصانع تكرير النفط وتسرب إلى الهواء الجوي حوالي (0.5 – 1)% من الطاقة العظمى وأهم هذه الغازات هو غاز أول أوكسيد الكاربون CO وثاني أوكسيد الكاربونCO2  والنتروجين  N كما يطرح مصفى البصرة مياه تزيد حرارتها عن (35) م° وتنخفض درجة حرارة هذه المياه عند وصولها إلى شط العرب، ومصنع البتروكيمياويات إذ يتم طرح 13.29 طن/ساعة من غاز ثاني أوكسيد الكاربون كما تبلغ كمية الهيدروكاربونات النفطية (5) طن/ساعة ، ومصانع توليد الطاقة الكهربائية محطة كهرباء النجيبية والغازية وتطـــــــرح يوميا مجمـــــــوعة من الغــــــازات ومـــــــن غــــــــاز ثاني أوكســـــــيد الكــــــاربون الذي يتراوح تركيزه بين (0.5 –0.02)% علاوة على ما تطرحه من هيدروكاربونات الذي يتركز بين (20-30) جزء بالمليون وغاز ثاني أوكسيد الكاربون (9.5-11.3)% والهيدروكاربونات بتركيز (30)جزء بالمليون. وتطرح المحطات مياه التبريد والصيانة إذ تعود هذه المياه إلى المصدر المائي(شط العرب) بعد أن ترتفع حرارتها بحدود (10)م° وقد يصل هذا الارتفاع إلى (25)م°، ومصانع الورق قديما في الهارثة الذي يطرح مجموعة من الملوثات التي تؤثر على تلوث التربة منها مخلفات القصب والبردي وغاز ثاني أوكسيد الكاربون والغبار السيلوزي التي تسقط بصورة مباشرة على التربة وغاز كبريتيد الهيدروجين وغاز الكلور، ومعامل الطابوق الطيني شمال شط العرب البالغة حوالي (44) كورة وتقدر كمية النفط الأسود المستخدم في معمل الطابوق (18000) لتر للحوض الواحد فضلاً عن الأملاح مع العناصر الثقيلة التي تنتقل بوساطة دقائق الدخان ويتم ترسيبها بالترب القريبة من المعمل. مضافا إلى ذلك التلوث الناتج عن عوادم السيارات وما صاحبها من اختفاء الفلتر الأساس للتصفية ألا وهو الغطاء النباتي في المنطقة، إذ بلغ عدد السيارات في عام 2018 إلى ما يقارب 300 ألف سيارة في محافظة البصرة(28) وبزيادة مستمرة. كما أن هناك ملوثات صناعية أخرى كالتلوث الناتج عن الصرف الصحي ويتم التخلص بنسبة 90 بالمئة منها في مياه مجاري الأنهر الرئيسية والفرعية2015 وما تحتويه هذه الملوثات من ملوثات حياتية وكيميائية وصلبة تصرف مباشره دون وجود معالجة سوى النادر الذي لا يتعدى مضخات التخلص من المياه الثقيلة والأمطار عن 150 موقعاً لعام 2015 موزعة على أقضية ونواحي محافظة البصرة  (29)مضافا إلى ذلك  التلوث الذي ينجم عن النفايات الواصلة من المنشآت الصناعية والنفطية والزراعية والصرف الصحي وارتفاع  التراكيز الملحية والملوثات فيه من جراء ذلك وذلك ما يتبين بشكل ملحوظ في جدول رقم (2)، وبالتحديد في منطقة السيبة والفاو، إذ بدأت بالزحف إلى الشمال باتجاه سيحان وأبي الخصيب ومركز البصرة بسبب قطع مياه نهر الكارون القادم من الأحواز في إيران، وتحوله إلى مكب للنفايات منذ عام 2002 عندما قامت إيران بتحويل وإقامة السدود على مجراه إلى أن أغلقت النهر الحقيقي بشكل كامل في عام 2007، وتحويل مجراه إلى نهر بهمنشير.

8- تردي سياسات الدولة تجاه القطاع الزراعي:

كان أغلبية سكان منطقة الدراسة  قديما يعملون في الزراعة وبعض القوانين كانت تمنع الفلاح من مغادرة أراضي الإقطاع ما لم يسدد الديون المترتبة بذمته كافة، فقد أسهمت سنوات الحروب وضعف الدولة، وما بعد احتلال العراق عام 2003 في تغيير استيطان السكان لعدد من المدن والقرى في جنوب العراق بصورة عامة ومنطقة الدراسة بصورة خاصة، وكانت الزراعة تعتبر وسيلة لتوفير سلة الغذاء  كالحبوب  والخضار والفواكه وما إلى ذلك  أما الآن فقد وفرت الأسواق للسكان هذه المواد على شكل استيراد من دول الجوار التي تحاول دائما إبقاء المنطقة تحت الخضوع الاقتصادي. مما أدى إلى الاستغناء عن الزراعة، كما قامت الدولة أو الأحزاب السياسية بالحصول بصفة رسمية أو غير رسمية على مساحات واسعة جدا من الأراضي الزراعية وتحويلها إلى مجمعات سكنية أو صناعية، كما عملت الدولة على عدم توفر الحماية المناسبة للنظام البيئي في المنطقة من خلال تحويل جزء من تلك الأراضي إلى استثمارات لحقول النفط والغاز كحقول مجنون وحقول غرب القرنة والسيبة ومجنون الشمالية ومنذ ذلك الحين تتعرض هذه المساحة من الأراضي وما يجاورها إلى التلوث البيئي فضلا عن ترك الفلاح للكثير من المساحات الزراعية المجاورة لها بورا والى درجات عالية من التصحر، لعدم وجود حلول منفذة من الدولة وعدم  قدرة المواطن على شراء أراض مخصصة للسكن، بسبب ضعف القدرة الشرائية وعدم وجود برنامج لمعالجة الأزمة السكنية التي تعانيها منطقة الدراسة ما بعد عام 2003 نتيجة الهجرة الخارجية والداخلية نحو محافظة البصرة ولكون الأراضي الزراعية قريبة من التجمعات السكانية فإنها تعرضت للتجريف والتقسيم وردم الأنهر وقلع أشجار النخيل والمغروسات الأخرى في محاولة لتحويلها إلى أراض سكنية، كما كانت هناك أسباب أخرى شخصية أشتركت الدولة فيها من خلال عدم توفير مستلزمات الزراعة الضرورية  للفلاح في المنطقة أو عدم متابعة الاستخدام الفعلي لهذه المستلزمات من المزارع وعدم بيعها في الأسواق الحرة والاستفادة من أثمانها بشكل مباشر دون اللجوء إلى الزراعة سواء بفعل متفق عليه مع المسؤولين أم عن طريق التهرب والاحتيال من المزارع نفسه.  ومن هنا توجه غالبية سكان المنطقة إلى العمل في الوظائف الحكومية أو المهن الحرة وتركوا العمل بالزراعة لأنه أصبح غير مجد بتوفير تكاليف المعيشة ويوضح الجدول  رقم (7) المساحات المقترحة للزراعة والمزروعة فعلا في منطقة الدراسة. وإذا تتبعنا قيم الجدول نلاحظ أن المجموع الكلي للمنفذ يكاد يكون هو الرقم نفسه للمقرر إلا أن الحقيقة غير ذلك وعليه سوف تكون أرض البصرة عبارة عن غطاء أخضر زراعي.


جدول رقم (7)

مساحات الأراضي المقترحة للزراعة والمنفذة فعلا في منطقة الدراسة

للأعوام 2015-2017 وللموسمين الصيفي والشتوي

القرنة

المدينة

الدير

الهارثة

عز الدينسليم

شط العرب

النشوة

الامامالصادق (ع)

السيبة

ابيالخصيب

الفاو

المجموع

مقررموسم شتوي 2014-2015

44213

18700

-

2136

15306

5606

9125

-

34

1136

-

96263

منفذ

13399

16546

1125

460

16781

13722

8875

19730

48.1

12.36

141

82703

مقررموسم صيفي 2014-2015

1213

2254

540

404

3013

2227

570

1276

82

613

-

12096

1213

1702

520

404

3401

2227

573

1480

44

631

109

12304

مقررموسم شتوي 2016-2017

8183

18060

1100

466

5632

7444

8960

13646

45

436

270

64129

منفذ

8183

10060

1100

415

3672

6284

8450

12500

46

458

270

43158

مقررموسم صيفي 2016-2017

1002

1405

836

404

2376

985

336

1466

85

367

293

8349

منفذ

1002

1406

635

404

2850

1009

336

1465

76

475

293

8946

المصدر :تم إعداد الجدول بالاعتماد على بيانات مدرية زراعه البصرة قسم المدلولات بيانات غير منشوره  2018

مظاهر التصحر في منطقة الدراسة:

إن للتصحر أبعاداً بيئية تظهر بشكل تدريجي في ضمن أراضي منطقة الدراسة وتنعكس سلبيا بوجود أكثر من مظهر الذي يعكس زحف الظروف الصحراوية على هذا الموقع والتي منها:

1- تملح وتغدق التربة :-

وهي أحد المظاهر الرئيسة التي تنتشر بشكل واسع في ضمن الأراضي الوسطى والجنوبية من منطقة الدراسة وتؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على النبات فكثير من البذور لأنواع مختلفة من النباتات لا تنبت في تربة ذات ملوحة عالية التراكيز أكثر من 5غ/ل لارتفاع ضغط محلول التربة الذي يعوق امتصاص البذور للماء ومنه تلف البذور، ونتيجة ارتفاع كميات التبخر وانخفاض كميات التساقط وتناقص كميات المياه السطحية الصالحة للزراعة مع تركز ملحي عالي للمياه الجوفية والتي ترشح إلى السطح بفعل الخاصية الشعرية لنسجة التربة الناعمة مع الاستخدام غير الأمثل للإنسان للموارد الطبيعية في المنطقة مما أدى إلى زيادة غير طبيعية في كمية الأملاح في التربة وبالتالي انخفاض القدرة الإنتاجية لها، مما يؤدي في النهاية إلى نوع من أنواع التصحر ألا وهو التصحر بالأملاح ويمكن ملاحظة عملية التغدق عندما تتشبع التربة بالمياه بتأثير المياه الجوفية القريبة من السطح في ترب المنبسطات االساحلية في جنوب المنطقة وفي بعض ترب الأهوار والمستنقعات الشمالية. وبصورة عامة نلاحظ إن معدلات تراكيز الملوحة ترتفع كلما اتجهنا من شمال غرب منطقة الدراسة إلى جنوبها الشرقي مع امتداد انحدار سطح المنطقة ليصل في بعض المناطق إلى ما يقارب (10) ديسيمنز/م تربة كتوف الأنهار، (21) ديسمينز/م في ترب أحواض وأهوار والمنخفضات (30)

2- زحف الكثبان الرملية:-

إن تواجد الكثبان الرمية وتناثر الغطاء النباتي في المناطق معتدلة المناخ وشبه الجاف والجاف فيه دلالة واضحة على وصول ظروف الجفاف والتصحر إلى هذه المناطق. وبفعل سرع الرياح التي تتعدى 3م في كثير من المواسم تتعرض الطبقة السطحية للتربة في منطقة الدراسة إلى التعرية الريحية، إذ تنقل الرياح كمية من ذرات الطبقة السطحية لهذه التربة بكميات تتراوح ما بين (19.6 – أكثر من 65 ) طن/هكتار/سنة(31)، وتترك عملية التعرية الريحية عند قيامها بهذه العملية أثاراً كبيرة على النبات بمختلف أنواعه الزراعية والطبيعية، كعملية التعرية والترسيب واختناق النبات أو اقتلاعه لضعف التربة في منطقة الجذر. وتتباين شدة هذه العملية  من فصل إلى آخر، فتكاد تنعدم خلال أشهر الشتاء وتصل ذروتها خلال أشهر الصيف توافقا مع الجفاف وارتفاع درجات الحرارة وزيادة سرعة الرياح والتبخر طول فترة تلك الأشهر، حيث تشتد الرياح مما يؤدي إلى نقل كميات كبيرة من الجفاف من شهر حزيران إلى نهاية شهر أيلول ومنه تشكيل الكثبان الرملية التي تعد من أهم الظواهر الجيومورفولوجية الناجمة عن فعل عملية الإرساب الريحي وقد تكون الكُثبان طويلة وضيِّقة، وقد تأخذ شكل الهلال وتسمى البرخان، وتمتد ذراعاه في اتجاه الريح وهو ذو جسم في اتجاه أعلى تيار الهواء ومقعر في اتجاه أسفل تيار الريح  وتكون الأوجه المقعرة أشد انحدارا من أوجه المحدبة أو كثبان طولية تنشأ بصورة موازية لاتجاه الرياح السائدة الشمالية الغربية(32).

3- تبعثر الغطاء النباتي:-

أدى ارتفاع درجات الحرارة والتبخر المصحوب بانخفاض كمية الأمطـار السـنوية ومنه عمليات تعرية للطبـقة السطحية من التربة إلى فقر التربة للمغذيات والعناصر الغذائية الأساسية التي يعتمد عليها النبات في نموه، إذ وجد إن نسبة العناصر الغذائية التي فقدتها الترب بفعل التعرية الريحية في منطقة الدراسة تتراوح بين (38 – 55% ) (33) ومنه لوحظ تناثر توزيع النبات الطبيعي في الكثير من الرقع المساحية في المنطقة بشكل عام في الوسط والجنوب منها بشكل خاص ماعدا بعض الأعشاب القصيرة التي تنمو فـي مواسم أو في فترة سقوط الأمطار ولكن سرعان ما يختفي بانقطاع المطر أو يختفي قبل ذلك نتيجة للرعي الجائر الذي يسود في المنطقة عادة دون أي ضوابط، ومع استمرار ظروف الجفاف وانخفاض الموارد المائية والتلوث البيئي في المنطقة فإن الأراضي الخضراء تبدأ بالانحسار، سواء أكانت الأراضي الزراعية أم النباتات الطبيعية بصورة عامة.

4- تكرار ظواهر الجو الغبارية :لما تعانيه بيئتها من نظم هشة وسوء استغلال من الإنسان لموارد بيئته  الطبيعية. لذا يمكن القول إن أغلب العواصف الترابية في منطقة الدراسة مصدره أرض العراق المتمثلة في أراضي الهضاب الغربية والجزيرة والأراضي المتروكة في السهل الرسوبي، أي أن 80% من مساحة العراق الواقعة جنوب خط العرض 35 درجة شمالاً تشكل مصدراً لغبار العواصف الترابية في حين أن قسماً من الغبار مصدره بادية الشام وشبه الجزيرة العربية وشبه جزيرة سيناء إذ يثير الغبار في الجو نشاط عمليات التذرية الهوائية ويزيد ظروف الجفاف وبتكراره يكوّن عواصف غبارية وكلما تكررت العواصف الغبارية على إقليم معين دل ذلك على اقتراب ظروف التصحر والجفاف من هذا الإقليم وتعد ظواهر الجو الغبارية من الظواهر الشائعة في المناطق الجافة وشبة الجافة، التي تعاني من تدهور الغطاء النباتي والتربة، وتعد هذه الظواهر وتكرارها من الظواهر المألوفة في منطقة الدراسة. فقد يصل المعدل السنوي للغبار العاق في المنطقة إلى (90.3 يوم) كما بلغ المجموع السنوي للغبار المتصاعد (86،2)يوما وأعلى كمية في فصل الصيف في شهر تموز (16)يوما، وأدناها في شهر كانون الثاني في فصل الشتاء (1،9)يوم وإن المجموع السنوي للعواصف الغبارية قدبلغ (11،9)يوما(34) وقد وصلت أعلى كمية للغبار المتساقط عام 2006 في محافظة البصرة إلى ما يقارب 168 (غم/م²/شهر) (35).

خلاصة واستنتاجات

تبين من خلال صفحات البحث إن التصحر ليس ظاهرة حديثة على منطقة الدراسة، وهي أحد المشاكل البيئية الخطيرة منذ القدم، وقد تطورت وتفاقمت في الوقت الحاضر بشكل متسارع  بسبب الإهمال لسنوات طويلة للبيئة ونظامها الحيوي بشكل عام وقطاع الزراعة والري بشكل خاص ، وتضافرت عدة عوامل منفردة أو مشتركة في إيجاد هذه المشكلة في ضمن أراضي منطقة الدراسة تمثلت بالعوامل الجغرافية الطبيعية، كالمناخ وارتفاع درجات الحرارة فيه وقلة كميات الأمطار وتذبذبها والسطح بقلة انحداره واقترابه إلى مستويات المياه الأرضية في المنطقة والتربة بتركيبها المتماسك ونسجتها الناعمة والمياه بتلوثها وبارتفاع نسبة التراكيز الملحية فيها والنبات الطبيعي  بتبعثره وانخفاض كثافته من موقع لأخر .

كما كان للإنسان دور سلبي وكبير ومباشر في نشوء وتفاقم هذه المشكلة من خلال سوء استغلال واستثمار موارد البيئة الطبيعية المتمثلة باستخدامه الأساليب غير العلمية والخاطئة كسوء إدارة التربة من خلال عمليات الري والبزل القديمة التي تمتاز برداءتها والضغط الزراعي على التربة أو من خلال الرعي الجائر وقطع الأشجار والشجيرات كالنخيل وقلة أو انعدام مصدات الرياح كما كان للنمو وللزيادة السكانية الأثر الكبير أيضا من خلال الزحف العمراني والتوسع الحضري والضغط على الموارد الطبيعية وعمليات تجفيف الأهوار وسوء التخطيط من الدولة، وجميعها مهدت وساعدت على تدمير البيئة والنظام البيئي الذي كان محافظاً إلى حد كبير على توازنه إلى أواخر تسعينيات القرن الماضي وأدت إلى نشوء وانتشار مظاهر التصحر وتفاقمها في المحافظة بصورة عامة ومنطقة الدراسة بصورة خاصة، والتي كانت لها أيضا  تأثيرات سلبية بيئية واقتصادية كبيرة فضلاً عن التأثيرات العامة على صحة الإنسان . 

نتج عن ما سبق ظهور وتفشى هذه المشكلة وبدرجات مختلفة في منطقة الدراسة وتدهورت خصائص التربة وانخفضت إنتاجيتها ومن ثم تراجعت الزراعة بشكل كبير بقطاعاتها المختلفة بشكل عام، ولتنحسر  المساحات الواسعة من الأراضي  الزراعية وظهرت حالات ومظاهر مختلفة من التصحر في المنطقة :-

1-   تصحر خفيف ( Slight Desertification):-  ويتصف بحدوث تلف أو تدمير طفيف جداً في  الغطاء النباتي والتربة بما لا يؤثر بشكل واضح على القدرة الحيوية والبايلوجية للبيئة، ولا يتأثر من خلاله النشاط الزراعي إلا من خلال حدوث تعرية بسيطة لأجزاء من التربة أو تملح  بسيط لبعض المناطق وهو ما يمكن ملاحظة أو ما تعاني منه بعض الأجزاء العليا من السهل الرسوبي .

2-   تصحر متوسط أو معتدل Moderate Desertification :- ويتصف بحدوث تلف أو تدمير بدرجة متوسطة للغطاء النباتي يرافق ذلك تعرية مائية وهوائية وتكوين كثبان رملية صغيرة أو أخاديد بسيطة بالإضافة إلى تملح واضح للتربة أي بدايات عملية التصحر الحقيقي ويمكن ملاحظة هذه الحالة بوضوح  في الأجزاء الشرقية من السهل الرسوبي .

3-   تصحر شديد ( Severer Desertification):- ويتصف بازدياد نشاط التعرية الهوائية على التعرية المائية أو إزالة الغطاء النباتي وظهور حشائش وشجيرات غير مرغوب فيها على حساب الأنـواع الطبيعية الأصلية والمرغوب فيها كما ويزداد تملح التربة وتجريد الأرض من غطائها النباتي، وتكوين الأخاديد الكبيرة ويصاحبه أو يرافقه ظهور واضح للكثبان الرملية ويمكن ملاحظة ذلك في الأجزاء الوسطى وأطراف المنطقة الجنوبية من السهل الرسوبي.

4-   تصحر شديد جدا ( Very Severe Desertification):- وهنا تتصف المنطقة بسيادة العمليات الهوائية من تعرية وترسيب ونشأة الكثبان الرملية الكبيرة، هذا بالإضافة إلى وجود درجة عالية من التملح وتفقد التربة قدرتها الإنتاجية بشكل كلي، حيث تتحول المنطقـة كلياً إلى النمط الصحراوي الحقيقي بحيث يصبح استصلاحها واستعادة قدراتها البيولوجية مرة ثانية عملية صعبة جدا، وكثيراً ما تكون غير اقتصادية وهذه المرحلة تمثل أخطر المراحل التي يصعب معالجتها ويمكن ملاحظتها في أغلب الأراضي الغربية والجنوبية من السهل الرسوبي. 

وكان من المظاهر الرئيسة للتصحر في المنطقة هو ظاهرة  التصحر الملحي وانتشار الترب الملحية والصودية في جزء كبير من ترب المنطقة وبالأخص في الأجزاء الجنوبية منها والتي تعتبر ترباً غير جيدة لنمو النبات باختلاف أنواعه الطبيعي أو الزراعي منه،  وقد لوحظت هذه الحالة بشكل كبير في ضمن أراضي قضاء الفاو إلا ما ندر كبعض الأنواع أو الأصناف التي تتحمل الملوحة، كما كان للتصحر مخاطر ومظاهر أخرى منها غزو الكثبان الرملية واشتداد وتكرار العواصف الترابية والرملية وزيادة كمية الغبار في الجو ، وتطرق البحث أيضا إلى محاولة إيجاد بعض الحلول الجزئية أو الكلية للمشكلة والتي كان أهمها تثبيت الكثبان الرملية واستخدام الوسائل الحديثة في عمليات الري تهجين أنواع جديدة من المحاصيل الزراعية المقاومة للملوحة وإنشاء المنتجعات الساحلية  والمحميات الطبيعية.

توصيات  للحد من ظاهرة التصحر في منطقة الدراسة :

على الرغم من إدراك خطورة التصحر إلا أن وسائل مكافحته لم ترق بعد إلى مستوى التهديد الذي يمثله على شتى الأصعدة البيئية والزراعية والاقتصادية والاجتماعية والحضارية والسياسية والأمنية أيضا. لذا بات من الضروري إعطاؤه مكان الصدارة في خطط التنمية. وتتطلب مكافحته وضع خطط تتضمن أهدافا مباشرة تتمثل في وقف تقدمه واستصلاح الأراضي المتصحرة وأخرى تشمل إحياء خصوبة التربة وصيانتها في المناطق المعرضة للتصحر. ويتطلب الأمر تقويم ومراجعة الخطط باستمرار لتلافي ما هو غير صالح ونظرة بعيدة المدى وإدارة رشيدة لموارد البيئة على المستويات جميعا وتعاون إقليمي ودولي مع الأخذ في الاعتبار عدم وجود حلول سريعة لهذه المشكلة. وتزداد أهمية ذلك إذا ما عرفنا أن 33.4% من سكان العراق عام 2007 مازالوا يعيشون في الريف، بحسب تقدير الجهاز المركزي للإحصاء، ويعتمدون بشكل مباشر أو غير مباشر على الزراعة لتوفير الغذاء، وإن اسـتنزاف الحاجـات المتزايـدة للغـذاء يرافقـه نقـص في المساحات المزروعة وزيادة مضاعفة وسرعة في النمو السكاني لذا يوصي الباحث بما يلي -:

1-                تثبيت الكثبان الرملية ومن أهم الطرق المتبعة في تثبيت الكثبان الرملية استعمال الأسيجة الواقية  وإنشاء السدود الترابية والزراعة والتشجير واستخدام مصدات الرياح.

2-                حراثة وغسل التربة لزيادة خصوبة الترب الطينية في الجزء الشرقي من منطقة الدراسة والتخلص من الأملاح .

3-                 استخدام الدورات الزراعية وتجنب نظام التبوير.

4-                استخدام أنظمة ري حديثة تقنن الحاجة إلى مياه الري مثل أنظمة الري بالرش والتنقيط .

5-                استخدام أنظمة وشبكات رئيسية وثانوية للصرف(البزل) للتخلص من الأملاح.

6-                توسيع مجالات القروض الزراعية وإعفاء المستفيدين منها من الفوائد المترتبة عليها.

7-                 التأكيد على ضرورة استخدام الوسائل الحديثة في عمليات الري والعمل على توزيع منظومات الري بأسعار مدعومة.

8-                تقليل الاعتماد على مصادر الري السطحية والتفكير في استغلال المياه الجوفية .

9-                اختصار حلقات الروتين في عملية توريد المحاصيل الزراعية إلى منافذ التسويق وزيادة أسعار المحاصيل الموردة وتأمين الاحتياجات للفلاحين وفرض العقوبات.

10-           تهجين أنواع جديدة من المحاصيل الزراعية المقاومة للملوحة وقلة المياه بالتعاون مع المؤسسات العلمية البحثية .

11-           زراعة محاصيل وشجيرات وأشجار دائمة الخضرة كأشجار النخيل والأثل والسدر .

12-           بعث الحياة في بعض المشاريع القديمة والمتوقفة عن العمل كالمزارع التعاونية وجذب طلبة كليات الزراعة والطب البيطري من خلال تقديم عدد من المغريات كالتوظيف والسكن .

13-           تفعيل التعاون بين الوزارات والقطاع الخاص والمنظمات العربية والإقليمية والدولية والاستفادة من تجارب الدول المماثلة .

14-            العمل على توسيع إنشاء المنتجعات الساحلية والمحميات الطبيعية في الأهوار واستقطاب السياحة إليها.

15-           منع قطع الأشجار والشجيرات كافة داخل المدن وخارجها بما فيها المناطق الصحراوية، ووضع ضوابط صارمة وغرامات كبيرة على المتجاوزين .

16-           عمل الجهات المعنية إلى جانب الإدارات المحلية وبمشاركة وزارة البيئة بصفة مراقب وتفعيل قانوني الغابات والمراعي الطبيعية.

17-           تشريع قوانين صارمة تحد من التجاوز على الأراضي الزراعية ومنع تغيير جنس الأراضي الزراعية إلى استعمالات أخرى .

18-           في حال وجود مصدر للمياه الجوفية، على أن تستعمل طرق الري الحديث والتوسع في إقامة الواحات الصحراوية ومحطات المراعي.

19-           إنشاء الأحزمة الخضراء حول المدن وداخلها وجوانب الطرق وبصورة نظامية ومدروسة، على أن تتولى وزارة الزراعة بمتخصصين تحديد أنواع الأشجار والشجيرات، ولا سيما الأشجار والشجيرات ذات القدرة على تحمل ظاهرتي الملوحة والجفاف وإلزام الجهات الأخرى بزراعتها .

20-           إدخال مشكلة التصحر بمفاصلها كافة في ضمن مناهج الدراسات العليا والمشاريع البحثية في الجامعات العراقية.

21-           عقد اتفاقيات مع دول المنبع لنهري دجلة والفرات لتحديد حصة عادلة ومنصفة من المياه بهدف تأمين الحاجات كافة وخاصة الزراعية منها.

22-           استخدام الصور الفضائية وبرامجيات معالجتها لمراقبة الظاهرة.

23-    تفعيل مشروع إطار وطني للإدارة المتكاملة لمخاطر الجفاف في العراق DRMUNISCO+UNDP.

24-           تفعيل  مشروع العواصف الغبارية والترابيةSDS

25-           تفعيل قرار مجلس الوزراء 272 بتأريخ 11/8/2011  المتضمن عشرين توصية هدفها مكافحة التصحر في العراق.

26-           تفعيل البرنامج التنفيذي للخطة الاستراتيجية الوطنية لمكافحة التصحر والجفاف ( وزارة البيئة) كجزء من الاستراتيجية الوطنية لحماية بيئة العراق وخطة العمل التنفيذية للفترة( 2013- 2017 ) و المتضمنة 12 مشروعاً.

27-         العمل على ضوء التقرير الوطني للتنمية المستدامة في العراق لمؤتمر الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2012 .

 

الهوامش:

1-            تقارير الأمم المتحدة ، اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف17 حزيران،2017.

2-             عبد مخور نجم الريحاني، ظاهرة التصحر في العراق وآثارها في استثمار الموارد الطبيعية، أطروحة دكتوراه (غير منشورة) ، كلية الآداب ، جامعة بغداد ، 1986 ص11-14.

3-       داود جاسم الربيعي، الوضع الجيولوجي والسطح في محافظة البصرة ، موسوعة البصرة الحضارية،المحور الجغرافي ، جامعة البصرة،1988،ص34.

4-            حطاب صكار العاني ،جغرافية العراق، وزارة التعليم العالي ،بغداد 1979،ص19 -20. 

5-            نصر عبد السجاد عبد الحسن الموسوي، التباين المكاني لخصائص ترب محافظة البصرة دراسة في جغرافية التربة، أطروحة دكتوراه (غير منشورة) ، كلية الآداب - جامعة البصرة ، 2005، ص11-12.

6-            عبد السجاد عبد الحسن الموسوي، التباين المكاني لخصائص ترب محافظة البصرة دراسة في جغرافية التربة، مصدر نفسه، ص 20.

7-    روى عبد الكريم شاكر الحسين، تحليل الجغرافي لطرائق صيانة ترب الإقليم الشرقي من محافظة البصرة، رسالة ماجستير(غير منشورة) ، كلية الآداب جامعة البصرة، 2011 ، ص13.

8-     داود جاسم الربيعي، ظاهرة الملوحة في القسم الجنوبي من السهل الرسوبي في العراق ، مجلة دراسات الخليج العربي ، مركز دراسات الخليج العربي ، جامعة البصرة ، المجلد العشرون، العدد الثاني، طبع الدار العربية ، بغداد، 1988 ص55.

9-     ماجد السيد ولي محمد، العواصف الترابية في العراق وأحوالها ،مجلة الجمعية الجغرافية العراقية، المجلد (13)، مطبعة العاني ،بغداد 1982 ص96 .

10- يوسف عبد المجيد فايد،جغرافية المناخ والنبات، دار الفكر العربي،2005، ص65 .

11- محمد هاشم حسين التميمي التوزيع المكاني للنبات الطبيعي في قضائي المدينة والزبير دراسة مقارنة في الجغرافية الحياتية ،رسالة ماجستير(غير منشورة) ، كلية الآداب جامعة البصرة ،2010 ص59 .

12- حكمت عباس العاني،رعد هاشم بكر،علم البيئة،وزارة التعليم العالي، دار الكتب،بغداد،1990، ص109 .

13- عبد الله سالم المالكي،  المشكلات البيئية في المناطق الجافة الطبعة الأولى،مكتبة دجلة 2015،ص68.

14-حسين القهواتي ،حقوق العراق في المحمرة تؤكدها وثيقة بريطانية سرية في عام 1848، ،بحث منشور، عدد خاص ، مطبعة جامعة البصرة، 1979،ص82-83.

15- سرور عبد الأمير حمزة البهادلي ،التباين الفصلي والمكاني لتلوث مياه شط العرب في محافظة البصرة وبعض تأثيراته البيئية، أطروحة دكتوراه غير منشورة،جامعة البصرة ،كلية الآداب،2006 ص7.

16- المصدر نفسه ، ص43.

17- نصر عبد السجاد عبد الحسن الموسوي، التباين المكاني لخصائص ترب محافظة البصرة دراسة في جغرافية التربة ،مصدر سابق ، ص 35.

18- داود جاسم  الربيعي، ظاهرة الملوحة في القسم الجنوبي من السهل الرسوبي في العراق ،مصدر سابق، ص62،63.

19- هدى احمد دحام ، دراسة هايدرو كيميائية وجيوكيميائية وجيوتكتونية لبعض المواقع المختارة في مدينة الفاو جنوب العراق ، كلية العلوم، جامعة البصرة مجلة جامعة ذي قار العدد 2 مجلد5 2009، ص13.

20- ماجد السيد ولي محمد، العوامل الجغرافية وأثرها في انتشار الأملاح بترب سهل ما بين النهرين، مجلة الجمعية الجغرافية العراقية، المجلد 17،1986، ص 24.

21- داود جاسم الربيعي، ظاهرة الملوحة في القسم الجنوبي من السهل الرسوبي في العراق ، مصدر ســـــــابق، ص50 -51.

22- المصدر نفسه،ص51 -52.

23- المصدر نفسه ، ص55 .

24- ماجد السيد ولي محمد ، المشاكل التي تتعرض لها الموارد المائية السطحية في العراق ، مجلة الجغرافي ، العدد 12 ، كلية الآداب ، جامعة البصرة ، 1986، ص188 .

25- مديرية زراعة البصرة ، قسم الوقاية ، بيانات غير منشورة، 2015  .

26- الجهاز المركزي للإحصاء ،بيانات غير منشوره  ،عام 2015.

27- أماني حسين عبد الرزاق البراك ، تحليل جغرافي لتلوث الترب في محافظة البصرة،  رسالة ماجستير(غير منشورة) ، كلية التربية جامعة البصرة،2010 ،ص115 -130.

28- مدرية المرور، قسم التسجيل ، بيانات غير منشوره ،2018.

29- مديرية مياه ومجاري محافظة البصرة،قسم الإحصاء ، بيانات غير منشورة2017.

30- تحاليل مختبريه ،  مركز علوم البحارقسم الرسوبيات ،2018.

31- عبدالله سالم المالكي ،ظاهرة التذبذب الريحية في منطقتي ذي قار والبصرة دراسة جغرافية ،أطروحة دكتوراه (بيانات غير منشورة ،كلية الآداب، جامعة البصرة ، 1999،ص44-45.

32- نمير نذير مراد الخياط، ظاهرة السباخ والإرساب الريحي غرب شط العرب، أطروحة دكتوراه غير منشورة ، كلية الآداب، جامعة البصرة، 2002، ص125.

33- عبدالله سالم المالكي ،ظاهرة التذبذب الريحية في منطقتي ذي قار والبصرة مصدر سابق ، ص 46.

34- بيانات الهيئة العامة للأنواء الجوية العراقية ، قسم المناخ ، بيانات غير منشورة ، بغداد ، 2018 .  

35- حسين نعمة ، مشكلة التصحر وأبعادها البيئية والاقتصادية والاجتماعية في العراق ،جامعة البصرة ، كلية الآداب، الطبعة الأولى ،مطبعة دار الحكمة ، 2012 ،ص19.


المصادر

أولا الكتب العربية والمترجمة:-

1-      العاني، حطاب صكار ،جغرافية العراق،وزارة التعليم العالي ،بغداد 1979.العاني، حكمت عباس ، رعد هاشم بكر ، علم البيئة ، وزارة التعليم العالي ،  دار الكتب ، بغداد،1990.

2-      المالكي عبد الله سالم ،  المشكلات البيئية في المناطق الجافة الطبعة الأولى ، مكتبة دجلة 2015 الهيتي، صبري فارس،(التصحر- مفهومه – أسبابه – مخاطره – مكافحته ) مطبعة دار اليازوري ،الطبعة الأولى ،2011.

3-      فايد ، يوسف عبد المجيد ،جغرافية المناخ والنبات،دار الفكر العربي،2005،ص65 نعمه، حسين نعمة ، مشكلة التصحر وأبعادها البيئية والاقتصادية والاجتماعية في العراق ،جامعة البصرة ، كلية الآداب، الطبعة الأولى، مطبعة دار الحكمة ، 2012 .

ثانيا: الأطاريح الجامعية:

1-      البراك، أماني حسين عبد الرزاق ، تحليل جغرافي لتلوث الترب في محافظة البصرة،  رسالة ماجستير(غير منشورة) ، كلية التربية جامعة البصرة،2010 البهادلي ،سرور عبد الأمير حمزة  ،التباين الفصلي  والمكاني لتلوث مياه شط العرب في محافظة البصرة وبعض تأثيراته البيئية،، أطروحة دكتوراه غير منشورة،جامعة البصرة،كلية الآداب،2006.

2-      التميمي، محمد هاشم حسين، التوزيع المكاني للنبات الطبيعي في قضائي المدينة والزبير دراسة مقارنة في الجغرافية الحياتية ،رسالة ماجستير(غير منشورة) ، كلية الآداب جامعة البصرة ،2010.

3-      الحسين،إقبال عبد الحسين ، الآثار البيئية لتجفيف الأهوار في جنوب العراق ، أطروحة دكتوراه (غير منشورة) جامعة البصرة ،كلية التربية ،2007.

4-      الحسين، روى  عبد الكريم شاكر الحسين،التحليل الجغرافي لطرائق صيانة ترب الإقليم الشرقي من محافظة البصرة، كلية الآداب جامعة البصرة.

5-      الخياط ، نمير نذير مراد، ظاهرة السباخ والإرساب الريحي غرب شط العرب، أطروحة دكتوراه غير منشورة ، كلية الآداب، جامعة البصرة، 2002.

6-      الريحاني ،عبد مخور نجم، ظاهرة التصحر في العراق وآثارها في استثمار الموارد الطبيعية، أطروحة دكتوراه (غير منشورة) ، كلية الآداب ، جامعة بغداد ، 1986.

7-      الربيعي ، داود جاسم الربيعي ، الوضع الجيولوجي والسطح في محافظة البصرة ، موسوعة البصرة الحضارية، المحور الجغرافي ،جامعة البصرة .

8-      الموسوي ، نصر عبد السجاد عبد الحسن ، التباين المكاني لخصائص ترب محافظة البصرة دراسة في جغرافية التربة ، أطروحة دكتوراه (غير منشورة) ، كلية الآداب - جامعة البصرة ، 2005.

9-      المالكي، عبدالله سالم المالكي ،ظاهرة التذبذب الريحية في منطقتي ذي قار والبصرة دراسة جغرافية ،أطروحة دكتوراه (بيانات غير منشورة ، كلية الآداب، جامعة البصرة ، 1999.

ثالثا: المجلات والدوريات والنشرات:

1-      الربيعي ،داود جاسم ، الوضع الجيولوجي والسطح في محافظة البصرة ، موسوعة البصرة الحضارية ، المحور الجغرافي ، جامعة البصرة ، 1988.

2-      القهواتي، حسين القهواتي ،حقوق العراق في المحمرة تؤكدها وثيقة بريطانية سرية في عام 1848،  عدد خاص ،مطبعة جامعة البصرة ، 1979.

3-      الربيعي،داود جاسم، ظاهرة الملوحة في القسم الجنوبي من السهل الرسوبي في العراق ، مجلة دراسات الخليج العربي، مركز دراسات الخليج العربي ، جامعة البصرة ، المجلد العشرون ، العدد الثاني ، طبع الدار العربية ، بغداد، 1988.

4-      الربيعي،داود جاسم ، الوضع الجيولوجي والسطح في محافظة البصرة ، موسوعة البصرة الحضارية ، المحور الجغرافي ، جامعة البصرة ، 1988.

5-      دحام، هدى أحمد، دراسة هايدروكيميائية وجيوكيميائية وجيوتكتونية لبعض المواقع المختارة في مدينة الفاو جنوب العراق ، كلية العلوم ، جامعة البصرة ، مجلة جامعة ذي قار العدد 2 مجلد5 2009.

6-      محمد ، ماجد السيد ولي، العواصف الترابية في العراق وأحوالها ،مجلة الجمعية الجغرافية العراقية ،المجلد (13) ، مطبعة العاني ،بغداد. 1982 

7-      محمد ، ماجد السيد ولي  ، العوامل الجغرافية وأثرها في انتشار الأملاح بترب سهل ما بين النهرين، مجلة الجمعية الجغرافية العراقية، المجلد 17،1986.

8-      محمد ، ماجد السيد ولي ، المشاكل التي تتعرض لها الموارد المائية السطحية في العراق، مجلة الجغرافي، العدد 12 ، كلية الآداب، جامعة البصرة، 1986.

رابعا: مواقع الانترنت:

1-      تقارير الأمم المتحدة ، اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف 17 حزيران ، 2017.

خامسا :المؤسسات والدوائر الحكومية وغير الحكومية:

1-      مديرية زراعة البصرة ، قسم الوقاية ، بيانات غير منشورة، 2015 .

2-      الجهاز المركزي للإحصاء ،بيانات غير منشورة  ،عام 2015.

3-      مدرية المرور، قسم التسجيل ، بيانات غير منشورة ،2018.

4-      مديرية مياه ومجاري محافظة البصرة،قسم الإحصاء ، بيانات غير منشورة2017.

5-      الهيئة العامة للأنواء الجوية العراقية،قسم المناخ ، بيانات غير منشورة ،بغداد،2009-2018  . 


التحميل 


👇



↲  top4top.io/download




👇



↲       4shared



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا