التسميات

السبت، 12 فبراير 2022

التوزيع الجغرافي لمراكز الرعاية الصحية الأولية في مدينة بغداد - نوال جمعة جابر الوزان - رسالة ماجستير 2003م



التوزيع الجغرافي لمراكز الرعاية الصحية الأولية

في مدينة بغداد



رسالة تقدمت بها الطالبة

نوال جمعة جابر الوزان


إلى مجلس كلية التربية / ابن رشد- جامعة بغداد 

وهي جزء من متطلبات البشرية نيل درجة ماجستير آداب 

في الجغرافية



إشراف

الأستاذ الدكتور

بشير إبراهيم الطيف الدايني



1423هـ - 2003م





مستخلص البحث

تعتبر الخدمات الصحية أحد أهم الخدمات التي تقدمها الدولة للفرد والمجتمع لكونها تتعلق بحياة الفرد وأدائه كعنصر فاعل في المجتمع ومدى تأثير ذلك على عموم المجتمع وعلى حركة الحياة فيه وتطوره في شتى الميادين.

لقد ظهرت الحاجة للطب منذ ظهور الانسان على وجه الارض …ومع نشوء المجتمعات الأولى وتطورها ازدادت الحاجة لهذه الخدمات وأصبحت الحاجة لها ملحة خاصة في أوقات الحروب وعند انتشار الأوبئة ، وعلى مر العصور وتطور الحياة في جميع نواحيها، تطور أداء وسبل تقديم الخدمات الطبية كما ونوعها بقسميها العلاجي والوقائي إلى درجة أصبحت كفاءة تقديم هذه الخدمات من قبل الدولة مقياساً مهما لرقي وتطور المجتمع في يومنا هذا.

لقد كان الأهمية الموضوع وقلة البحوث التي تناولت هذا الجانب المهم من جوانب المجتمع دافعاً أساسياً لاختيار موضوع البحث، ولسعة موضوع الخدمات الصحية بشكلها العام تناولت الباحثة بالتركيز الحلقة الأولى والأكثر أهمية في تقديم الخدمات الصحية في المجتمع ألا وهي مراكز الرعاية الصحية الأولية باعتبارها واجهة الخدمات الصحية الأولى في سلسلة الاخلاء الطبي (سلسلة الاحالة) والتي يقصدها المريض بشكل مباشر ومن ناحية أخرى تعتبر هذا المراكز الجهة المسؤولة عن تنفيذ برامج الخطة الوقائية والمسح الصحي وقد عرجت الباحثة أيضاً بشكل مختصر وبسيط على الحلقات الأخرى للخدمات الصحية خارج إطار البحث كالمستشفيات العامة والمتخصصة مثلا لاتمام الفائدة المرجوة من هذه الدراسة.

لقد تناولت الدراسة التوزيع الجغرافي لمراكز الرعاية الصحية الأولية في مدينة بغداد حصراً أما البعد الزماني للدراسة فهو واقع حال فترة الدراسة الممتدة من تشرين الأول سنة 2001 لغاية تشرين الثاني2002.

تم تقسيم الدراسة إلى أربعة فصول متكاملة ومترابطة ومتممة لبعضها:

- الفصل الأول جاء بمبحثين تناول المبحث الأول الوضع الصحي في مدينة بغداد قبل عام 1990 حيث تم التركيز على تطور الواقع الصحي للفترة الممتدة بين عام 1958 تاريخ نشوء العراق الحديث وعام 1990 حيث فرض الحصار الاقتصادي في حين تناول الثاني الواقع الصحي للفترة بعد عام 1990.

- الفصل الثاني تناول مفاهيم الرعاية الصحية الأولية و بمحثين، الأول منهما كان حول مفهوم الرعاية الصحية الأولية فيما تناول المبحث الثاني التنظيم الهيكلي لهذه المراكز.

- وقد اهتم الفصل الثالث بمقاييس التوزيع الجغرافي لمراكز الرعاية الصحية الأولية وجاء بمبحثين أيضا تناول المبحث الأول منه واقع التوزيع الجغرافي الحالي لمراكز الرعاية الصحية الأولي وتناول المبحث الثاني منه المعايير المعتمدة في التوزيع الجغرافي لهذه المراكز وكانت الغاية المتوخاة من هذا المبحث مقارنة واقع الحال لعدد ومكان تواجد هذه المراكز على ما كان ينبغي أن يؤول إليه وفقا لهذه المعايير.

   لقد تم اعتماد عامل الكثافة السكانية أساسا للتوزيع الجغرافي للخدمات الصحية من قبل منظمة الصحة العالمية وهو ذات المقياس المستخدم من قبلها لمعرفة مدى كفاءة توزيع هذه الخدمات . ومن هذا المنطلق تم اختيار هذا العامل من قبل الباحثة باعتباره العامل الأهم والمفترض اعتماده من قبل دوائر الصحة في خططها لإنشاء وتوزيع هذه الخدمات والمتمثلة بمراكز الرعاية الصحية الأولية ، وعلى الرغم من أن العوامل الأخرى كالعامل الاقتصادي والثقافي وعامل والمساحة والمدى والعوامل الأخرى يمكنها أن تلعب دورا مكملاً وبنسبة معينة لعامل الكثافة السكانية في اختيار مواقع هذه المراكز إلا أنه من الصعوبة بمكان إيجاد مقياساً معتمداً ثابتاً لهذه العوامل، وفي كل الأحوال يجب أولا توفير العدد الكافي من المراكز الصحية اعتمادا على مقياس الكثافة السكانية باعتبارها الحد الأدنى المقبول، أما العوامل الأخرى المذكورة فيكن استخدامها عند بحث إضافة مراكز أخرى من عدمها.

-وتناول الفصل الرابع والأخير كفاءة أداء خدمات المراكز الصحية في بغداد باعتبار أن الجانب النوعي لا يقل أهمية عن الجانب الكمي في تقديم هذه الخدمات وقد جاء الفصل بمبحثين أيضا ركز المبحث الأول على المعايير الخاصة بالأطباء وموضوع الولادات والوفيات باعتباره مؤشراً لمدى كفاءة هذه الخدمات فيما لخص المبحث الثاني وجهة نظر الباحثة من خلال مجموعة من الاستنتاجات والتوصيات فيما تراه حلولا للمعضلات والمشاكل والتي تم التعرف عليها من خلال هذه الدراسة. 



The Geographical distribution of the

fundamental medical care centers in Baghdad



A thesis submitted by
Newal Jumaa Gaber Al- Wazan



To the council of the college of Education in Baghdad university in partial fulfillment for the requirement of the master degree in the art on geography


Supervised by

Prof. Dr. 
Beshir Ebrahim Al-Taif Al-Dieny


2003  - 1423H




Abstract


Health care represent one of the most important services that offers by city to it’s people and to people of the around area. It defers form other services because it relates to the person’s health which affects his works partially or completely, and it’s effect on life in it’s different ways.

Theses services were related to Baghdad since it’s establishment for many reasons:

The care of the officials all the time, especially when a pandemic attacks the city and kill thousands of it’s people.

All the economic activities in the city depends on what health services offers to it’s workers , the health services were effected by the historical circumstances which reflected a dangerous harm on health services especially during it’s first growth that was concentrated by this research in the first chapter.

Health services were developed in all it’s levels and in preparing it’s workers. Baghdad took a remarkable position in this field among all the country cities not in number only but also it extended to covers the specialization of these establishments and it’s workers, it had different specializations, naturally this developed the efficiency of these services, that was covered by the researcher in the first section of chapter one of this research through different point of views, it declared the theoretical outlines of the study which included the research importance, it’s justifications, it’s time and place limits, and procedure that was followed by the researcher, in addition to the previous studies related to the subject.

Section two of chapter one made a sean about health services in Baghdad before the revolution of 1968 and the health improvement in 1968, and health station in the nineties.

Chapter two dealt with the principal health care concept through it’s declaration, it’s principals, and it’s roots. it’s second section showed the system skeleton of the principal medical care.

The researcher listed through field study the geographical distribution of the principal medical care centers in Baghdad as shown in section one of Chapter three.

Section two of this chapter covered the criterion of the geographical distribution of the principal medical care centers in Baghdad.

Chapter four dealt with sections: the first one showed the geographical distribution of the Doctors through the number of people to each doctor, and the efficiency of the middle level medical workers. Section two dealt with born and death people.

المقدمة

    تعد الخدمات الصحية من المستلزمات الأساسية لأي مجتمع لأنها تعكس التطور الذي وصل إليه ذلك المجتمع، لذا فقد حظي هذا الجانب بالاهتمام الواسع من جميع الدول والمؤسسات لأن تطور هذه الخدمات يعكس قدرة البلد في الوصول إلى التنمية الاجتماعية والاقتصادية ولكي يؤدي المجتمع وظائفه بشكل كفوء ، فإن ذلك يتطلب ان يكون توزيع الخدمات الصحية بشكل يتناسب وأعداد السكان في أنحائها لأن زيادة حجم السكان وبشكل مستمر يولد ضغطاً كبيراً على مجمل الخدمات الصحية ويقلل من كفاء ادائها .

وتعد مدينة بغداد من المدن التي تشهد زيادة مستمرة في حجمها السكاني وأهمية كبيرة لمركزها وتزايداً في عدد أحيائها السكنية مما يتطلب ذلك دعم هذا القطاع كماً نوعاً والأهتمام بتوزيع هذه الخدمات بشكل كفوء يتناسب مع هذا الواقع وبناءً على ذلك فقد جاءت هذه الدراسة لتلقي الضوء على هذا القطاع الحيوي ومناقشة مشاكله من خلال تقويم علمي وسليم ودراسة ميدانية لطبيعة التوزيع الجغرافي لمؤسساته ومدى كفاءة الخدمات الصحية المقدمة وفق ماتهدف إليه الخطط التنموية الجارية في القطر للقطاعات المختلفة وفي مقدماتها قطاع الرعاية الصحية الأولية . ولقي حظي هذا القطاع باهتمام كبير بعد إعلان مؤتمر الماتأ واتخاذه أساساً لتقويم الخدمات الصحية الشاملة والمتكاملة للمواطنين منذ عام 1978 ومن خلال مراكز الرعاية الصحية الأولية المنتشرة في عموم القطر والتي تقدم الخدمات العلاجية والوقائية للمواطنين ضمن الرقعة الجغرافية للمركز الصحي وبهذه الطريقة يستطيع المركز الصحي أن يقدم اهدافه ضمن المنطقة في تطبيق الخطط وضمان عدم تسرب المواطنين ولمختلف الفئات من خدمات الرعاية الصحية الأولية.

إن أية دراسة لابد ان تنتهج منهجاً علمياً واضحاً ودقيقاً. فالمنهج الذي اتبعه الباحث في الدراسة هو استخدام المنهج التحليلي عند تحديد التوزيع والربط والأستنتاج معتمداً على الوسائل الرياضية في توضيح العلاقات المكانية لتحديد أسباب توزيع انتشار مراكز الرعاية الصحية الأولية في مدينة بغداد وتناول المتغيرات المرتبطة فيها من حيث المكان والاستعمال والأطباء والمرضى المستعملين لهذه المرافق الصحية.

ولقد جاءت الدراسة بأربعة فصول مترابطة تسبقها مقدمة ، اشتمل الفصل الأول منها على مبحثين، الأول ويشمل الوضع الصحي في مدينة بغداد قبل عام 1990و يتناول المبحث الثاني الوضع الصحي في مدينة بغداد بعد عام 1990.

أما الفصل الثاني فتناول مفاهيم الرعاية الصحية الأولية واشتمل على مبحثين : الأول تعريف الصحة العامة وتعريف الرعاية الصحية الأولية ومبادئها ومستوياتها وأسباب تبني العراق للرعاية الصحية الأولية أما المبحث الثاني فقد تناول التنظيم الهيكلي للرعاية الصحية الأولية.

أما الفصل الثالث فتناول مقاييس التوزيع الجغرافي لمراكز الرعاية الصحية الأولية واشتمل على مبحثين : الأول واقع التوزيع الجغرافي الحالي لمراكز الرعاية الصحية الأولية وتناول المبحث الثاني معايير التوزيع الجغرافي لمراكز الرعاية الصحية الأولية.

أما الفصل الرابع تناول كفاءة أداء خدمات الرعاية الصحية الأولية واشتمل على مبحثين الأول المعايير الخاصة بالأطباء والثاني الاستنتاجات والتوصيات.

هدف الدراسة : 

تهدف الدراسة إلى بيان أهمية الخدمات الصحية المتمثلة بمراكز الرعاية الصحية الأولية في مدينة بغداد من حيث موقعها الجغرافي وكفاءة خدماتها فضلاً عن المشاكل التي تعاني منها وسبل معالجتها.

مشكلة الدراسة

تتمثل مشكلة البحث في العوامل المؤثرة في التوزيع الجغرافي لمراكز الرعاية الصحية الأولية في مدينة بغداد .حيث تشير الباحثة إلى أن الزيادة السكانية في مدينة بغداد قد ولدت ضغطاً على تلك الخدمات وعليه وجدت من الضروري صياغة مشكلة البحث بعد التساؤلات الآتية :

-            ما العوامل التي أدت إلى انتشار وتزايد مراكز الرعاية الصحية الأولية في مدينة بغداد وتزايدها؟.

-    المعوقات التي تواجه تلك المراكز بدأ بكيفية توزيعها والتعرف على أهم الأسس والمعايير التي أخذت بنظر الاعتبار عند توزيع تلك المراكز حيث ترى الباحثة أن هناك بعض المعايير كان من الضروري الأخذ بها عند تأسيسها كالكثافة السكانية ضمن الرقعة الجغرافية للمراكز ومساحة الرقعة الجغرافي التي يغطيها المركز الصحي الواحد واستعمالات الأرض الجغرافية وغيرها.

فرضية الدراسة :

    يمكن من خلال تحليل مشكلة الدراسة تحديد الفرضيات والتي تمثل حلولاً أولية لمشكلة البحث وهي :-

   إن فرضية الدراسة تفترض وجود أثر للكثافة السكانية لأحياء مدينة بغداد في التوزيع الجغرافي لمراكز الرعاية الصحية الأولية إلا أن البحث بيّن أن دوائر الصحة لم تتبن سياسة منتظمة واستراتيجية واضحة في هذا الإطار ولم يخضع توزيع هذه المراكز لمعيار الكثافة السكانية لا على المستوى الوطني ولا على مستوى مدينة بغداد مما انعكس سلباً على الخدمات التي تقدمها هذه المراكز.

حدود الدراسة

    تقع حدود الدراسة ضمن حدود (أمانة بغداد) والتي تشكل (9) قطاعات عام 2002 (خارطة 1) اما الحدود الزمانية فكانت واقع حال للمدة الدراسة من 2001-2002 .

تنظيم قاعدة البيانات وتحديد مجتمع الدراسة والعينة :

   لقد جرت عملية جمع المعلومات وبياناتها من عدة جهات يمكن تحديدها بما يأتي :

-            المكتبة : تم مراجعة المكتبات العامة والمتخصصة لغرض توثيق المعلومات والأطر النظرية الخاصة بالبحث.

-            المنظمة المهنية والدولية : منظمة الأمم المتحدة واليونسيف : إذ تم الحصول على مجلدات منظمة الصحة العالمية.

-    الدوائر الرسمية : وقد تم الحصول على معلومات من الجهاز المركزي للإحصاء التابع لوزارة التخطيط ووزارة الصحة ، رئاسة صحة محافظة بغداد ومراكز الرعاية الصحية الأولية في مدينة بغداد.

-    الدراسة الميدانية : تم سد النقص الحاصل من البيانات من خلال اعتماد الدراسة الميدانية التي تمثل أداء مهمة في جمع المعلومات ، حيث وزعت الاستمارات على قطاعات مراكز الرعاية الصحية الأولية من قبل الباحثة لتحقيق أهداف البحث الموضوعية.

الخصائص الجغرافية لمدينة بغداد

1- الموضع الموقع :

إن اختيار موقع مدينة بغداد لم يكن اعتباطاً ، وإنما بشكل مدروس . إذ احتلت بغداد   موقعاً عقدياً بين شمالي جبلي من جهة وسهل منخفض من جهة أخرى وبين هضبة في الغرب وسهول مروجية في الشرق. تقع مدينة بغداد بحدودها الإدارية (حدود أمانة بغداد) مابين دائرتي عرض ( 11 33 و 29 33) درجة شمالاً وخطي طول (10 44 و35 44) درجة شرقاً ويقاطع العرض الشمالي (1873 3320) من خط الأستواء بالطول الشرقي (47 و 4433) من خط طول غرنتش .([1])

يمثل موقع بغداد موقعاً مثالياً متوسطاً من العراق إذ يبتعد مسافة (150) كم عن الحدود الشرقية و (450) كم عن الحدود الغربية و (500) كم عن الحدود الشمالية و (550) كم عن الحدود الجنوبية عن الخليج العربي (خارطة 1) هذا وبلغت مساحة مدينة بغداد (49 و 815) كم2 مقسمة على تسعة قطاعات هي مركز الرصافة والأعظمية ومدينة صدام و7 نيسان و الكرادة . وتقع في جانب الرصافة بمساحة قدرها (364، 350)كم2 على الضفة اليسرى لنهر دجلة وقطاعات مركز الكرخ والكاظمية والمنصور والرشيد، وتقع في جانب الكرخ بمساحة قدرها (451، 140) كم2 على الضفة اليمنى للنهر وتتضمن هذه القطاعات عدداً من الأحياء وكل حي يشمل عدداً من المحلات ([2](ينظر جدول ) وخارطة (2).

2- خصائص المناخ

    يوصف مناخ مدينة بغداد بأنه مناخ صحراوي يتميزبسعة المدى الحراري اليومي والسنوي وبجفافه المتمثل بقلة المعدل السنوي للأمطار.

     وفي الواقع تؤثر أكثر العناصر المناخية على حياة الإنسان بصورة دائمة ومباشرة ومن هذه العناصر الإشعاع الشمسي والرياح والرطوبة والأمطار وغيرها([3]) .

    بالنسبة لدرجة الحرارة انها ترتفع في مدينة بغداد خلال شهر حزيران ، وتموز ، آب ، إذ تبلغ درجة الحرارة العظمة 71و 41 ، 96 و 43 وتنخفض خلال شهر أيلول ، أما المعدل العام فتبلغ حدود (9, 29) أما أوطأ معدل لدرجة الحرارة العظمى فتبلغ ( 073 , 13)  و (90, 14) في شهر كانون الأول ويرتفع قليلاً خلال شهر شباط وآذار ليبلغ بحدود (30, 15) و (8 , 22) على التوالي ويستمر بارتفاع درجات الحرارة فتبلغ (3, 30) في شهر نيسان أما درجة الحرارة الصغرى فتبلغ (4 ,4) في شهر كانون الثاني و (84, 6) في شهر كانون الأول أنظر (جدول 2).

        تتميز درجة حرارة مدينة بغداد بالارتفاع صيفاً والانخفاض شتاءاً أما الخريف والربيع فصلان انتقاليان . وتعد الحرارة من أكثر العناصر المناخية تأثيراً على حياة الإنسان. أن ارتفاعها الشديد يجعل الإنسان يشعر بالإرهاق بل وربما بالضربة الحرارية ، أما انخفاضها فيؤدي إلى زيادة حدة الأمراض مثل التهاب المفاصل وغيرها من الأمراض.([4])

أما الرياح السائدة هي الشمالية الغربية في معظم أيام السنة في مدينة بغداد . الطقس في مدينة بغداد يمتاز بانخفاضه في الشتاء مما يسهل مرور أعاصير البحر المتوسط والخليج العربي وتكون أعلى نسبة للرياح الشمالية الغربية في شهر تشرين الأول 7 ، 72% وأعلى نسبة للرياح  الغربية في شهر حزيران ، تموز ، آب 3 6، 36 % وكانت نسبة الرياح الشرقية 10 % من شهر نيسان. أما الرياح الشمالية فكانت 9 % في شهر آيار. وأن لكل هذه الرياح صفاتها ولكن لايمنع من سيادة الرياح الشمالية الغربية المتميزة فهي تؤثر على المناخ انظر (جدول 3) . ([5]إن المعدل السنوي لعدد الأيام التي فيها العواصف الترابية او الرملية هو 4.8 يومياً . وأن الغبار الذي  تحمله الرياح هو في الصحراء الغربية ويكون ارتفاعه أحياناً (400-6000 )قدماً .  أنظر جدول (2).

هناك علاقة بين الرياح وصحة الإنسان وتختلف حسب صفاتها وسرعتها في بعض الأحيان تكون عاملاً مساعد على الراحة والاستمتاع وهدوء النفس وغالباً ما تؤدي إلى ظهور بعض الأمراض([6]) .

أما بالنسبة للأمطار التي تسقط على مدينة بغداد هي في الأصل أمطار إعصارية ناتجة عن مناطق الضغوط المنخفضة التي يكون مصدرها البحر المتوسط والخليج العربي .

يتصف مناخ مدينة بغداد بقلة أمطاره إذ يبلغ المجموع السنوي (118008) ملم وأعلى معدل لسقوط الأمطار خلال شهر كانون الثاني واقل معدل لسقوط الأمطار في شهر آب وتموز. أنظر جدول (2)([7])

    تختلف كمية الأمطار الساقطة سنوياً من إقليم لآخر في العراق واختلافها نفس اختلاف توزيع الأمراض فالبلهارزيا والأنكلستوما والأكياس المائية ناشئة من أقاليم جافة قليلة الأمطار. والأمطار داخل المدن تساعد على نقل الديدان والطفيليات فتسبب الأمراض المعدية والاسهالات وغيرها وبذلك يكون للأمطار تأثير مباشر على صحة الأنسان وحياته. ([8])  

3- خصائص التربة:

    تمتاز ترب كتوف الأنهار في مدينة بغداد بخصوبتها وامتلاكها للتصريف الطبيعي نحو النهر والحوض إلا أنها تحتاج الى نظام ري جيد لمنع تراكم الأملاح التي تحول دون الإستفادة منها في الزراعة والري . ولقد وجد أن التركيب الميكانيكي للتربة في موضع بغداد أو عند عمق يكون مابين (60.0) ويتألف من (16.3)% ملي و (50.6) % طين و(33.1)% طين مع اختلاف نسبي بين موضع وآخر وتتميز الطبقة السطحية لتربة مدينة بغداد بعمق يتراوح من متر واحد إلى عمق قد يزيد على 15 م في بعض المناطق القديمة ذات النشاط البشري والحضاري المنجز ويوجد في مدينة بغداد طبقة من التربة المتماسكة الطبيعية وتقع هذه الطبقة مباشرة تحت طبقة( Dill) وهي عبارة عن تربة طبيعية مكونة اساساً (clay silt) ويختلف سمك هذه الطبقة من منطقة إلى أخرى ضمن مدينة بغداد([9]) .

4- الخصائص السكانية :

    تختلف الخصائص السكانية في مدينة بغداد من مكان لآخر تبعاً لتباين أعداد السكان فضلاً عن كثافة السكان وتركزهم، إذ بلغ عدد السكان في مدينة بغداد عام 1997حوالي (4402092) نسمة موزعين على تسع قطاعات فكان عدد سكان قطاع مركز الرصافة (128855) نسمة وفي قطاع مركز الكرخ (109212) نسمة وقطاع الأعظمية (554688) نسمة وقطاع الكاظمية (507678) نسمة وفي قطاع مدينة صدام (1033950) نسمة وفي قطاع المنصور (372617) نسمة وفي قطاع الكرادة الشرقية (217904)([10]) نسمة. (جدول رقم 4)  أما بالنسبة إلى كثافة السكان في مدينة بغداد فكانت عام 1997 حوالي (5368) نسمة/كم2 وهذه الكثافة تختلف من قطاع لآخر في منطقة الدراسة كما ذكر أعلاه فكانت الكثافة السكانية في قطاع مركز الرصافة (6135) نسمة/كم2 وفي قطاع مركز الكرخ (4964) نسمة/كم2 وفي قطاع الأعظمية (5232)نسمة/كم2 وفي قطاع الكاظمية (3705) وفي قطاع مدينة صدام (20679) وفي قطاع المنصور (3131) وفي قطاع 7 نيسان (6448) وفي قطاع الرشيد (4560) وفي قطاع الكرادة الشرقية (26909)  . (الملحق)(1) .


([1]) صلاح داود سلمان الزبيدي ، الأتجاهات المكانية لنمو مدينة بغداد ، أطروحة دكتوراه ، غير منشورة ، كلية التربية / ابن رشد ، جامعة بغداد ، آذار ، 1997 ، ص104.

([2]) أمانة بغداد ، قسم التصميم الأساسي ، 2000.

([3]) خطاب صكَار العاني ، نوري خليل البزاري ، جغرافية العراق ، وزارة التعليم والبحث العلمي / مديرية دار الطبعة والنشر بغداد ، 1979 .

([4]) علي حسين الشلش ، مناخ العراق ، ترجمة ماجدة السيد ولي ، وعبد الإله كربل ، مطبعة جامعة البصرة ، 1988، 38.

([5]) الهيئة العامة للأنواء الجوية ، قسم المناخ لسنة 2000 .

([6]) عبد الغني ، جميل سلطان ، الجو وعناصره وتقلباته ، الجمهورية العراقية ، منشورات وزارة الثقافة والعلام ، 1985.

([7]) محسن عبد الصاحب ، المظفر، التحليل المكاني لأمراض متوطنة في العراق ، جامعة بغداد  1979 ، ص440-441.  

([8]) صالح فليح الهيتي ، تطور الوظيفة السكنية لمدينة بغداد الكبرى (1950-1957) ، رسالة ماجستير غير منشورة ، جامعة بغداد، كلية الآداب ، 1973.

([9]) علي محمد المياح ، أطروحة بحث دراسة ماهي الظواهر الزراعية وعوامل تباينها ، كلية الآداب ، جامعة بغداد ، 1976، ص76-79.

([10]) صلاح داود سلمان الزبيدي، الاتجاهات المكانية لنمو مدينة بغداد ، مصدر سابق ص98-99.

(3 ) هيئة التخطيط ،الجهاز المركزي للإحصاء ، نتائج التعداد العام اللسكان لعام 1997 . 

الاستنتاجات والتوصيات

 4. 2 .1- الاستنتاجات

استهدف هذا البحث دراسة التوزيع الجغرافي لمراكز الرعاية الصحية الأولية لمدينة بغداد من حيث تطورها التاريخي ونموها عبر مراحل زمانها وصولاً إلى واقع هذا التوزيع الجغرافي الحالي ومستوى التطور الذي بلغته من حيث كفاءتها صحياً ومكانيا وفي ضوء المشاكل التي الفت بمجموعها مشكلة البحث فقد توصلت الباحثة إلى جملة من الاستنتاجات تمثلت بما ياتي :

1-     أظهرت الدراسة ان هناك نقصاً واضحاً في أعداد المراكز الصحية الأولية على أساس الوحدة القياسية مركز لكل (10000) آلاف نسمة.

2-     عند دراسة التوزيع الجغرافي لهذه المؤسسات الصحية (المراكز الصحية الأولية) وجد أن هناك تباينا في توزيعها على أساس حجم السكان مما أثر على كفاءة الخدمات الصحية المقدمة.

3-     أظهرت الدراسة أن هناك تبايناً في أعداد الأطباء مما شكل ضغطاً كبيراً على الأطباء في بعض المراكز لقلة عددهم مقارنة بأعداد السكان كما قلل من كفاءة الخدمة المقدمة من قبل الطبيب في هذه المراكز.

4-     أظهرت الدراسة أن هناك تباينا كبيراً في عداد أطباء الأسنان بين احياء مدينة بغداد . بعضها يحتل قسم منها المركز الأول في أعداد اطباء الأسنان مثل حي صدام وانعدامها في أحياء أخرى مثل حي المهدي.

5-     تباين الكثافة السكانية بين أحياء مدينة بغداد فهناك أحياء ذات كثافة سكانية عالية مثل حي صدام ذ بلغت كثافتها (18276.3- 38507.4)  شخصاً للكيلو متر المربع الواحد وبذلك يكون عدد المراكز الصحية قليلا مقارنة بكثافتها السكانية.

6-     تباين أعداد ذوي المهن الصحية في قطاعات مدينة بغداد . إذ يحتل قطاع حي صدام المركز الأول وياتي بالدرجة الثانية حي 7 نيسان ونلاحظ قلتها في قطاعات أخرى مثل قطاع الكرخ.

7-     شاركت أسباب عديدة في زيادة عدد المراجعين على بعض مراكز الرعاية الصحية الأولية وقلتها على بعض المراكز الأخرى وهذا يعود إلى أسباب ثقافية واجتماعية واقتصادية بالنسبة لسكان الأحياء.

8-     ترجع أغلب أسباب وفيات الطفال بعمر دون الخامسة والأطفال الرضع إلى التشوهات الخلقية الناتجة عن تأثير التلوث الجوي وعن سوء والتغذية بسبب ظروف الحصار.

4. 2 .2 - التوصيات

في ضوء الاستنتاجات التي اتضحت من خلال البحث في التوزيع الجغرافي لمراكز الرعاية الصحية الأولية في مدينة بغداد توصي الباحثة بما ياتي :

1-     إعادة النظر بصيغ الموازنة بين الكثافة السكانية للمدينة ومستوى الخدمات الصحية فيها بما يكفل ضمان حصة الفرد من هذه الخدمات وما ينسجم وفق مستويات العالمية وضمن المديات القريبة والبعيدة ويكون ذلك من خلال زيادة عدد المراكز الصحية وأعداد العاملين فيها  بمختلف فئاتهم إلى الدرجة التي تسد فيها متطلبات السكان الصحية.

2-     ضرورة إيجاد موازنة التوزيع الجغرافي للمراكز الصحية على قطاعات المدينة بوصفها وسيلة لتخفيض حركة المرضى المراجعين بين قطاعات المدينة التي يواجه فيها الرضى صعوبات ذات علاقة بحركة المرور و كثافتها بين القطاعات . إذ أن امكانية الوصول إلى المراكز بطرق سهلة هو احد المؤشرات المهمة على كفاءة توزيعها الجغرافي وذلك بعد الأخذ بنظر الاعتبار الكثافة السكانية في كل قطاع.

3-     زيادة نصيب السكان في قطاعات مدينة بغداد من الأطباء وأطباء الأسنان وذوي المهن الصحية وتحقيق التوزيع بين الاختصاصات المختلفة وزيادة الاهتمام بالمرضى المراجعين.

4-     تكثيف النوعية الصحية بوسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة لغرض نشر الوعي الصحي بشأن أهمية الإستفادة من الخدمات الصحية والمتاحة . والمحافظة على الناس ووقايتهم من أخطار الأمراض عن طريق توفير كافة الخدمات العلاجية والوقائية تعاوناً مع وزارة الصحة في هذا المجال.

5-     ضرورة أن تأخذ متغيرات الوظيفة الصحية صيغ التطور المتوازن وفق مؤشرات مدروسة لتجاوز الخلل الذي يمكن أن يحصل في إحداها ومدى تاثيره على كفاءة بقية المتغيرات وذلك للترابط الوثيق بين مؤشرات قياس كفاءة الوظيفة الصحية وهذا يتطلب إعداد العاملين من أطباء وذوي المهن الصحية والطبية بشكل يتلائم مع أعداد المراكز الصحية ويتدرج ضمن السياق نفسه إعداد التخصصات الطبية للعاملين ويتم ذلك في ضوء متطلبات الحاجة للخدمات الصحية ومن خلال عدد السكان للمدينة وأعداد المراجعين للمؤسسات الصحية.

6-     على الرغم من الحملات الوطنية لرعاية الأم والطفل فما زالت في منطقة الدراسة فرصة كبيرة للعمل من أجل خفض وفيات الأطفال ومن خلال الموازنات مع الأقطار المتقدمة ,. من ذلك كان لابد من الاستمرار بالعمل على متابعة هذه الحملات والعمل على توعية الأم ضمن واجبات مراكز الرعاية  الصحية في قطاعات مدينة بغداد ولخفض معدل وفيات الأطفال دون الخامسة.

7-     تطوير شبكة النقل الحالية وربط منطقة الدراسة بمراكز خدماتها بطرق جيدة مع إدامة الطرق القديمة بما يسهل الحركة بأقصر زمن ممكن.

 تحميل الرسالة

↲   mega.nz

↲    4shared


  تحميل الرسالة

↲   t.me/ThesisGeo 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا