التسميات

الجمعة، 10 يونيو 2022

الصناعات الخشبية في مدينة العمارة دراسة في جغرافية الصناعة - ختام ثجيل شمخي - رسالة ماجستير 2016م


الصناعات الخشبية في مدينة العمارة

(دراسة في جغرافية الصناعة)

رسالة تقدمت بها



ختام ثجيل شمخي



إلى مجلس كلية التربية / جامعة واسط

وهي جزء من متطلبات نيل درجة الماجستير في الجغرافية



بإشراف

الأستاذ الدكتور

ناجي سهم رسن



1438هـ - 201


فهرس المحتويات

الموضوع

الصفحة

العنوان

 

الآية القرآنية

 

إقرار المشرف

أ

إقرار المقوم اللغوي

ب

إقرار لجنة المناقشة

ج

الإهداء

د

الشكر والتقدير

        ه

المستخلص

و

فهرست المحتويات

ز-ح

فهرست الجداول

ط-ك

فهرست الخرائط

ل

فهرست الأشكال

م

فهرست الصور

ن

فهرست الملاحق

س

المقدمة

1-7

الفصل الأول : مفهوم الصناعات الخشبية وعوامل توطنها في مدينة العمارة

8 - 48

    أولا : مفهوم الصناعات الخشبية وفروعها في مدينة العمارة

9 - 24

    ثانيا: عوامل التوطن الصناعي للصناعات الخشبية في مدينة العمارة

25 - 48

الفصل الثاني : التوزيع الجغرافي للصناعات الخشبية في مدينة العمارة وهيكلها الصناعي

49 – 92

    أولاً : التوزيع الجغرافي على أساس عدد المعامل

50 -57

    ثانياً : التوزيع الجغرافي على أساس الأيدي العاملة

58 – 64

    ثالثاً : التوزيع الجغرافي على أساس كلف المكائن

65 – 71

    رابعاً : التوزيع الجغرافي على أساس المساحات التي تشغلها المعامل

72 – 78

    خامساً : التوزيع الجغرافي على أساس رؤوس الأموال في الصناعة الخشبية

79 – 85

    سادساً : التوزيع الجغرافي على أساس قيم الإنتاج

86 – 92

الفصل الثالث : أنماط التوطن الصناعي للصناعات الخشبية في مدينة العمارة  

 وروابطها المكانية

93 – 131

    أولاً : أنماط التوزيع الإقليمي للصناعات الخشبية في مدينة العمارة

94 – 124

    ثانيا : الروابط الصناعية للصناعات الخشبية وأنواعها

125 – 127

    ثالثاً : الروابط المكانية والصناعية للصناعات الخشبية في مدينة العمارة 

128-131

الفصل الرابع : المشكلات التي تواجه الصناعات الخشبية في مدينة العمارة وآثارها الإيجابية  ومستقبلها

132 - 155

    أولاً : المشكلات التي تواجه الصناعات الخشبية في مدينة العمارة

133 – 152

    ثانياً: مستقبل الصناعات الخشبية في مدينة العمارة

153 – 154

الاستنتاجات والمقترحات

155 – 160

   اولا : الاستنتاجات

156 – 157

   ثانيا : المقترحات

158 – 159

الملاحق

161 – 165

المصادر

166- 173

ملخص الرسالة باللغة الإنكليزية

L

المستخلص

الصناعات الخشبية في مدينة العمارة

(دراسة في جغرافية الصناعة)

الباحثة:ختام ثجيل شمخي           إشراف :أ.د ناجي سهم رسن

      نشأت الصناعات الخشبية في مدينة العمارة شأنها في ذلك شأن مدن العراق الأخرى والصناعات الخشبية لها أهمية كبيرة، كونها تدخل في صناعة الأثاث المنزلي كما تستخدم في صناعات أخرى كإطارات الصور والأبواب والشبابيك فضلاً عن دورها في توفير فرص عمل للسكان، كما تعد الصناعات الخشبية في مدينة العمارة  من الصناعات القديمة التي تطورت مع تطور الزمن إذ تعد البدايات الأولى لها في النصف الأخير من القرن التاسع عشر وتطورت إلى أنْ وصلت بشكلها الحالي في وقتنا الحاضر واستخدمت مختلف التقنيات والآلات و المكائن الحديثة .

     وتهدف الدراسة إلى الكشف عن الصناعات الخشبية من حيث توزيعها والعوامل المؤثرة فيها فضلاً عن المشاكل التي تواجهها . وجاءت الدراسة على مستوى القطاعات البلدية في مركز مدينة العمارة بغية الاستفادة منها للأغراض التخطيطية كما أن الدراسة اعتمدت الأساليب الإحصائية المختلفة وباستخدام برنامج (( EXCEL  وقد توصلت إلى عدد من الاستنتاجات .

     إذ تبين الدراسة وجود (247) معملاً للصناعات الخشبية في مدينة العمارة تتنوع بنيتها وتضم أربعة أنواع  هي ( صناعة الأثاث المنزلي (112) معملا و يأتي بالمرتبة الثانية صناعة الأبواب وإطاراتها (52) معملاً ويليه صناعة إطارات الصور (42) معملاً وأخيراً صناعة الأثاث المنزلي والأبواب وإطاراتها (41) معملا , بعدد من الأيدي العاملة (855) عامل . ومن استخدام الأساليب الإحصائية كالتركز والتشتت الصناعي فضلاً عن التخصص والتنوع الصناعي أتضح وجود تركز للصناعات الخشبية في القطاع الشرقي فضلاً عن التنوع الكبير لهذه الصناعات في المدينة ككل , فضلا عن وجود أنماط اتخذتها معامل الصناعات الخشبية في توزيعها أهمها وجود منطقة صناعية في القطاع الشرقي في سوق النجارين لكل من حي (المحمودية والجديدة واليرموك )، كما تبين من الدراسة وجود مجموعة من المشكلات التي تعاني منها الصناعات الخشبية في مدينة العمارة  


The Wooden Industries In The City Of Amarah

(study in the industrial geography )

A Thesis submitted By:

KHITAM THAJEEL SHAMKHI

To the council of the college of education / university of Wasit. In partial fulfillment of the requirement for degree of master in Geography



Supervised by Prof. Dr.

Naji Saham Ressen




2016 A.D - 1438 A.H



Abstract 

   Wood industries in the city of Amarah (study in the industry geographic ) Wood industries originated in thecity of Amarah lik other cities of Iraq , and wood industries of great significance , Being involved in cabinet and furnishing industy , also used in other industries like framed pictures and doors and windows . as well as its role in providing employment apportunities for residents , wood industries is also considered in the city of Amarah of the old industries in the city of Amarah that has evolved with evolution of time as it is the first beginnings in the latter half of the nineteenth century and evolved until it reached its current form in the present day and used various techniques and modren machinery the study aims to address the wood industries in terms of distribution and the factors affecting them as well as problems experienced by . the study comes on the level of municipal sectores in the city of Amarah , in order to take advantage of them for planningpurposes. The study adopted adifferent statistical methods using the program (EXCEL) and has reached anumber of conclusions As the study shows the presence of ( 247 ) Laboratory wood industries in the city of Amarah vary its terms of four types are ( cabinet making and furnishing industry (112) laboratory and it comes in second place doors and its frames industry (52) laboratory followed photo frames industry ( 42 ) laboratory . finally cabinet making doors and its frames industry (41 ) laboratory operational card of the work force (855) workers . it is the use of statistical diversity it turns out the presence of concentrated wood industries in the eastern sector as well as the great diversity of these industries in the city as a whole , as well as the presence of different patterns taken by wood industries laboratories in distribution , the most important of the existence of an industrial area in the eastern sector of carpenters marke to each of the quarter ( Mahmudiyah , ALgedaidh , yarmouk ) the found the presence of arrange of problems of the wood industries in the city of Amarah .

المقدمة

      تعد جغرافية الصناعة فرعاً من فروع الجغرافية البشرية التي تعنى بدراسة المواقع الصناعية وتحليل العوامل التي ساعدت على  قيامها فهي تهتم بدراسة أنماط التوزيع الجغرافي  للصناعة التي تظهر كنتيجة للتوزيع غير المتكافئ للصناعة سواء على المستوى العالمي أو على مستوى دولة من الدول  كما يهتم هذا الفرع من فروع الجغرافية بدراسة الصناعات على المستوى العالمي والمحلي .

     وتعد الصناعة نشاطاً اقتصادياً قادراً على تامين احتياجات السكان في الكم والكيف فضلاً عن حجم الوفورات الاقتصادية والمجتمعية التي من الممكن خلقها في بيئات توطنها  وحجم الترابطات الأمامية والخلفية للنشاط الصناعي في باقي النشاطات الاقتصادية والاجتماعية الأخرى مما يسهم في أحداث تغييرات جذرية مهمة في بيئات توطنها باعتبارها حجر الزاوية لأي تطور اقتصادي هادف , وترتيباً على ذلك فقد حظي النشاط الصناعي بمكانه متميزة في اقتصاديات الدول المتقدمة والنامية بسواء .

     وإن نجاح أي صناعة يعتمد على مجموعة من العوامل الاقتصادية والجغرافية وبخاصة الموقع ومن هنا جاء دور الجغرافي في تحليل ودراسة الصناعات المختلفة كما في موضوع دراستنا التي ستهتم بالصناعات الخشبية في مدينة العمارة التي يظهر فيها دور الجغرافي ضمن إطار المنهج الجغرافي التحليل، والتوزيع، والتركيب وعدم إغفال الجوانب الأخرى المهمة كالتركيز على أبرز المشكلات التي ترافق هذه الصناعة وجاء الاهتمام بهذا النوع من الصناعات،  كونها من الصناعات المهمة في حياة السكان في مدينة العمارة واقتصادياتها بشكل عام لذا جاءت الدراسة للوقوف على أبرز العوامل التي ساعدت  على تطور هذه الصناعة وكانت السبب الرئيسي في اتخاذها لمواقع معينة أو انتشارها وأيضاً معرفة المشكلات والمعوقات التي تقف في وجه تطور هذه الصناعة والمشكلات الناجمة عنها وسبل معالجتها وتنميتها.

مشكلة الدراسة :

تقوم الدراسة على مجموعة من الأسئلة التي يجب توضيحها للوقوف على واقع الصناعات الخشبية في مدينة العمارة :

1. هل للصناعات الخشبية في مدينة العمارة مساهمة متميزة في الأساس الاقتصادي للمدينة؟.

2. هل توجد روابط صناعية للصناعات الخشبية في مدينة العمارة وما أهم تلك الروابط؟.

3.  ما أهم المشكلات والتحديات التي تواجه الصناعات الخشبية في مدينة العمارة؟.

4. ماذا تقدم الصناعات الخشبية في مدينة العمارة من الوفورات الاقتصادية لمنطقة الدراسة وماهي تطوراتها المستقبلية؟ .

فرضية الدراسة :

1-   للصناعات الخشبية مساهمة في الأساس الاقتصادي لمدينة العمارة .

2-  هناك مجموعة من الروابط المكانية والصناعية للصناعات الخشبية في مدينة العمارة .

3-  تعاني الصناعات الخشبية في مدينة العمارة من عدة مشاكل منها مكانية وأخرى اقتصادية كما تسبب الكثير من المشاكل التي أهمها التلوث .

4-  تحقق الصناعات الخشبية مجموعه من الوفورات الاقتصادية لمنطقة الدراسة .

أهمية الدراسة :

        جاءت أهمية هذه الدراسة (الصناعات الخشبية في مدينة العمار) للوقوف على واقع هذه الصناعة المهمة في مدينة العمارة كونها تعد من الصناعات الخدمية التي ترتبط بشكل مباشر بحياة السكان إذ لها دور كبير في توفير الاحتياجات الأساسية للحياة فضلاً عن دورها في حياتهم الاقتصادية والاجتماعية .

مبررات الدراسة :

      نظرا للدور الذي تقدمه الصناعات الخشبية بشكل عام كصناعة بحد ذاتها ودورها في مدينة العمارة بشكل خاص كونها تعد صناعة ذات أهمية من نواحي متعددة اقتصادية واجتماعية وعمرانية وبيئية ورغم المنافسة من المنتجات المماثلة المستوردة من الخارج إلا أن السكان لا يزال الكثير منهم يفضل تلك الصناعات الخشبية المنتجة داخل مدينة العمارة لطول عمر استخدامها فضلاً عن أنها تعبر عن رغبة المستهلك على الرغم من ارتفاع أسعارها فضلاً عن أنها توفر فرص عمل للسكان لذا جاءت هذه الدراسة كأول دراسة لها في مدينة العمارة لبيان دورها وتنميتها والنهوض بواقعها .

الحدود المكانية والزمانية للدراسة :

     تقع مدينة العمارة في وسط محافظة ميسان (مركز المحافظة ) جنوب العراق بين دائرتي عرض (31,42° ــ32°) شمالاً وخطي طول (46,52°ــ47,22°) شرقاً  كما في خريطة (1) التي توضح موقع منطقة الدراسة من محافظة ميسان , إذ تبلغ مساحتها (2862) م2 ويبلغ عدد سكانها (568627 ) نسمة من مجموع سكان المحافظة البالغ عددهم (1091015) نسمة , تبعد عن مدينة بغداد (390) كم و (184) كم إلى الشمال من مدينة البصرة , وعن الحدود الإيرانية (50) كم حيث تتوسط منطقة الدراسة تجمعات حضرية من أقضية ونواحي المحافظة منها قضاء الكحلاء الذي يبعد عنها (24) كم، وناحية المشرح (30 ) كم وعن قضاء المجر الكبير(32) كم إذ تحدها ناحية الكميت من جهتي الشمال والغرب أما جهة الشرق تحدها ناحية المشرح، في حين يحدها قضائي الميمونة والمجر الكبير من جهة الجنوب، وقسمت وفقا للتقسيمات البلدية في مدينة العمارة إلى ثلاث قطاعات بلدية تضم (56) حي سكني  قسمت على قطاعات مدينة العمارة وهذا ما تم اعتماده في دراستنا لإمكانية الإستفادة من أصحاب القرار لأمور تخطيطية، أما حدود الدراسة الزمانية فقد اعتمدت الدراسة على نتائج الدراسة الميدانية التي أجريت عام 2015 وبيانات دائرة الإحصاء في ميسان عام (2015) .

 خريطة(1)



مصادر البيانات ومنهجية الدراسة :

      تمت الدراسة بالاعتماد على مصدرين هما المصادر المكتبية والمصادر الميدانية وتنوعت المصادر المكتبية للحصول على البيانات وجمع المعلومات فمنها الكتب والدراسات التي تشمل الرسائل والأطاريح والبحوث المختلفة العراقية منها والعربية وكذلك المجلات والمنشورات والدوريات ومعلومات من الإحصاء المركزي كما تم اعتماد البيانات التي تم الحصول عليها من المسح الشامل إذ اعتمد لسد النقص الحاصل في المعلومات ملحق (1) وتم توزيع استمارات الاستبيان بعدد (247) ويمثل جميع معامل الصناعات الخشبية في مدينة العمارة إلا أن (18) استمارة تم اهمالها لعدم تعاون بعض أصحاب المعامل مع الباحثة وبهذا اصبح عدد الاستمارات المعتمدة في الدراسة (229) استمارة إذ توزعت على جميع معامل الصناعات الخشبية في مدينة العمارة وحسب الأحياء السكنية ضمن القطاعات ملحق (2) وفقا لعدد معامل الصناعات الخشبية في مدينة العمارة , وكذلك تم إجراء الزيارة الميدانية من خلال تلك الاستمارة وإجراء المقابلات الشخصية وتم استخدام المنهج الوصفي والكمي والمقابلة والاستبيان فضلا عن استخدام طرق إحصائية متعددة للوقوف على واقع هذه الصناعة باستخدام الخرائط والأشكال البيانية .

الدراسات السابقة :

      هناك العديد من الدراسات التي ناقشت موضوع الصناعات الخشبية أو جزء منها تمثلت بما يأتي :

1-   منها دراسة ( سميرة كاظم الشماع ) مناطق الصناعة في العراق، أطروحة دكتوراه، بيروت، 1980، تناولت الدراسة الصناعة في العراق وقسمتها إلى شمالية ووسطى وجنوبية ومبينة الصناعات الخشبية في محافظة ميسان مبينة العوامل المؤثرة في توطنها.

2-    دراسة (محمد حماد عبد اللطيف العاني ) الصناعات الخشبية ومنتوجاتها في مدينة بغداد, رسالة ماجستير , كلية التربية ابن رشد بغداد , 2000 ,  إذ تناولت الدراسة التوزيع الجغرافي للصناعات الخشبية في مدينة بغداد فضلاً عن عوامل توطنها وأهم المشكلات التي تعاني منها .

3- دراسة ( انتصار حسون رضا السلامي ) الحرف الصناعية في قضاء الكاظمية , رسالة ماجستير , مقدمة إلى جامعة بغداد / كلية التربية , 2003 , تناولت الدراسة طبيعة الصناعات الحرفية الموجودة في قضاء الكاظمية فضلاً عن دراسة عوامل توطنها وتوزيعها الجغرافي وتناولت الدراسة الصناعات الخشبية كجزء منها مبينة توزيعها الجغرافي وطبيعة العوامل الجغرافية المؤثرة فيها والمشاكل الناجمة عنها ومستقبلها في قضاء الكاظمية .

4-     دراسة ( مشتاق طالب صالح ) الصناعات الخشبية في مدينة كربلاء , رسالة ماجستير كلية التربية , جامعة ديالى ,2009 . وتناولت الدراسة التوزيع الجغرافي للصناعات الخشبية في مدينة كربلاء مبيناً أهم العوامل الجغرافية المؤثرة في توطنها كما تناولت الروابط الصناعية لها وأخيرا تطرقت الدراسة إلى أهم مشكلات الصناعات  الخشبية في مدينة كربلاء .

5-  دراسة ( أنعام عبد الصاحب حنتوش الركابي ) التحليل المكاني للصناعات التقليدية في محافظة ميسان عام 2013, رسالة ماجستير , مقدمة إلى جامعة بغداد/ كلية الآداب , 2015 , تناولت الدراسة أهم الصناعات التقليدية في محافظة ميسان وأهم العوامل المؤثرة في توطنها وتوزيعها الجغرافي ومستقبلها في مدينة العمارة , كما تناولت الدراسة الصناعات الخشبية التقليدية منها فقط وكجزء من الدراسة كصناعة الزوارق وصناعة الأدوات  الزراعية اليدوية .

6-   دراسة (خالد أرشيد عبد الحميد محاسيس ) الأخشاب المصنعة وأثرها على التصميم الداخلي  , جامعة السودان /كلية الدراسات العليا / الفنون الجميلة والتطبيقية , رسالة ماجستير , 2014 , حيث تناولت الدراسة لأنواع الأخشاب الطبيعية والمصنعة وتأثير نوع الأخشاب على طبيعية التصاميم الداخلية العمرانية فضلاً عن تأثيرها في الأثاث المصنوع منها .

هيكلية الرسالة :

      تضمنت الرسالة أربعة فصول ناقش في الفصل الأول مفهوم الصناعات الخشبية وعوامل توطنها في مدينة العمارة , أما الفصل الثاني فقد اهتم بالتوزيع الجغرافي للصناعات الخشبية في مدينة العمارة , بينما تناول الفصل الثالث أنماط التوطن الصناعي  للصناعات الخشبية في مدينة العمارة وروابطها المكانية , أما الفصل الرابع والأخير فتناول المشكلات التي تواجه الصناعات الخشبية في مدينة العمارة ومستقبلها . فضلاً عن احتواء الرسالة على المقدمة والمشكلة والفرضية والمنهجية والأهمية والمبررات والدراسات السابقة والمستخلص والاستنتاجات والمقترحات والمحتويات والخرائط والأشكال البيانية وملحق استمارة الاستبيان .

 الفصل الأول: مفهوم الصناعات الخشبية وعوامل توطنها في مدينة العمار

أولاً: مفهوم الصناعات الخشبية وفروعها في مدينة العمارة.

ثانياً: عوامل التوطن الصناعي للصناعات الخشبية في مدينة العمارة.

أولاً : مفهوم الصناعات الخشبية وفروعها في مدينة العمارة

1- مفهوم الصناعات الخشبية

      ترتبط الصناعات الخشبية بصناعة النجارة بشكل كبير بل إن من الممكن أن تأخذ المفهوم نفسه. إذ تعد الصناعات الخشبية أو ما تعرف بصناعة النجارة مهنة قديمة وتعتمد على الخشب كمادة أساسية لها حيث عرفها الإنسان مع أول معرفته للأشجار والغابات إذ تشير المصادر التاريخية إن موطنها الاول كان في وادي الرافدين .(1) والصناعات الخشبية لها أهمية كبيرة في حياة السكان قديما وحديثا , وتطورت الصناعات الخشبية تدريجيا واتخذت مفاهيم متعددة بحسب البيئة ونوع المنتج الخشبي والغرض منه , واتخذت مفهوما مختلفا في الصحراء ( إذ تعد من أبرز وأهم الحرف اليدوية في الصحراء وذلك لأهمية منتجاته في حياتهم اليومية إذ يتخذون منه العمد والأوتاد للمسكن والرماح والسهام كسلاح ) .(2) في حين كانت حرفة النجارة سائدة لعمل الأدوات الزراعية وصناعة القوارب التي تستخدم لتنقل السكان في مناطق الاهوار, بينما شملت جميع أنواع الصناعات الخشبية في المراكز الحضرية ولا سيما بعد التطور التقني , وتم استخدام الخشب بشكل واسع في مدينة العمارة سابقا في المباني والتي لاتزال آثارها باقية إلى يومنا هذا وفي الوقت الحاضر إذ تستخدم الأخشاب بشكل واسع في تغليف الأرضيات والجدران والسقوف , لكونها عازلا للحرارة والبرودة فضلا عن مظهرها الجميل وخفة وزنها مقارنة بالمواد الإنشائية , إذ كان استخدامها في السابق يدل على الفخامة وكانت تستخدم في الواجهات الرئيسة للمساكن في المدينة التي تعرف في العراق بـ(الشناشيل )* كما في الصورة (1) التي تبين جانب من الشناشيل التي بقيت آثارها في بعض المدن العراقية التي اشتهرت بها كما في مدينة العمارة . إما الجانب الأكبر من الصناعات الخشبية في وقتنا الحاضر تمثل في  صناعة الأبواب وإطاراتها والأثاث المنزلي والمكتبي والمنتجات الأخرى الخاصة  به فضلاً عن صناعة  إطارات الصور .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ     

(1)     عبد الرضا عوض , تاريخ الصناعات والحرف الشعبية في الحلة , العراق / الحلة , مكتبة الصادق , سلسلة تراث الحلة , 2005,  ص64.

(2)  انتصار حسون رضا السلامي , الحرف الصناعية في قضاء الكاظمية , رسالة ماجستير (غير منشورة ) كلية التربية / ابن رشد , جامعة بغداد ,2003, ص71 ـ 72 .

(*)  تعرف الشناشيل :  بأنها عبارة عن زخارف جميلة تعمل من الخشب على هيئة شبابيك بالإمكان الوقوف عليها والنظر من  خلالها,تبنى مع إنشاء المنزل وموقعها في الطابق العلوي على الواجهة الأمامية  وتثبت بالأسفل أيضا بواسطة أعمدة من الخشب .       

صورة (1)

جانب من بيوت الشناشيل في مدينة العمارة

المصدر : الدراسة الميدانية حي السرية 15/10/2015


2- تعريف الخشب وأنواعه

     تعرف الأخشاب بأنها : عبارة عن مادة طبيعية ذات خصائص متنوعة ومتجددة مما يجعلها صالحة للكثير من الاستعمالات والصناعات .(1)

وتقسم الأخشاب بحسب طبيعتها إلى :(2)

أ- أخشاب طبيعية : متمثلة بالأخشاب التي يمكن الحصول عليها من أشجار الغابات سواء كانت تلك الغابات طبيعية أو مزروعة ويمكن أن تقسم الأخشاب على أساس الأهمية التجارية إلى ما يأتي:(3)

- مجموعة الأخشاب الصلبة : تنمو أشجار هذا النوع من الخشب في القسم الجنوبي من النطاق البارد والمعتدل في دول امريكا الشمالية وانكلترا والنمسا وايطاليا واليونان ودول البلطيق وأهم أشجارها البلوط ,القسطل ,الاسفندان , البتولا ,الزان , الجوز, الماهوجني , التيك , الأبنوس, الساج , القثقرو, الواو , السنط .

- مجموعة الأخشاب اللينة : وتنمو أشجار هذا النوع في مساحات واسعة  في صورة حزام أو نطاق مستمر في النطاق البارد والمعتدل في كندا وروسيا واسكتلندا والسويد ودول البلقان , وأهم أشجاره هي الصنوبر , الشربين , التنوب , الشوح .

ب- أخشاب صناعية : ويتمثل هذا النوع من الأخشاب بـ(ألواح المعاكس, خشب اللاتيه (السندويش) الخشب الحبيبي أو المضغوط , الألواح المركبة , ألواح الشظايا) وهي أخشاب تم صناعتها من الأخشاب الطبيعية وبقاياها.(4)

أما أهم أنواع الخشب المستخدم في الصناعات الخشبية بشكل كبير فهي :(5)

- الماهوجني : وتعد من أهم الأخشاب المدارية الصلبة , ويستخدم في صناعة الأثاث , وتمتاز بأنها ذات وزن خفيف ولها بريق ذهبي وذات سطح خشن وبعضها ناعم .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)  خالد أرشيد محاسيس , الأخشاب المصنعة وأثرها على التصميم الداخلي , رسالة ماجستير, جامعة السودان ,كلية الدراسات العليا , الفنون الجميلة والتطبيقية , 2014, ص109.

(2) المصدر نفسه , ص111.

(3) محمد رياض و كوثر عبد الرسول , الجغرافية الاقتصادية وجغرافية الإنتاج الحيوي , ط4, دار النهضة العربية , بيروت , 1996,   ص136و137 .

(4)  خالد أرشيد محاسيس , الأخشاب المصنعة وأثرها على التصميم الداخلي ,مصدر سابق, ص119ـ158.

(5) حسن سيد أبو العينين , الموارد الاقتصادية ,الدار الجامعية للطباعة والنشر , بيروت , 1979, ص329ــ331 .

- الساج أو التيك : ويعد من الأشجار الهامة في الصناعات الخشبية لما تميز به من عظم استواء سطحه وعدم تعرضه للانثناءات أو التحدبات ومقاومته الشديدة للتآكل .

- البلسا : ويــــــــــــــــعد من أكثر الأخشاب شيوعا في الســــــــــــــــــوق العالمي لما يمتاز به من خفة وزنه إذ يستخدم في التصميمات الإنشائية . كما لايمكن إغفال الأنواع الأخرى من الأخشاب المستخدمة في الصناعات الخشبية مثل الابنوس والليجنوم فيتاي والأرز الاسباني .

3- تصنيف الصناعات الخشبية

       تصنف الصناعات بصفة عامة إلى تصنيفات عالمية عدة وفقا لأسس ومعايير متعددة , وقد صنفت الصناعات الخشبية من الصناعات الصغيرة وفقا للتصنيف الصناعي على أساس حجم المؤسسة أو المشروع , وقد تختلف بحسب كل دولة أيضا إذ عرفت المشروعات الصغيرة وفق دراسة في مديرية الإحصاء الصناعي لعام 2012م  بأنها " المنشأة المستقلة في الملكية والإدارة ويستحوذ على نصيب محدود من السوق " .(1) إذ اعتمد تصنيف الصناعات المتوسطة والصغيرة والمتناهية الصغر خمسة معايير هي الأيدي العاملة , حجم القرض , رأس المال , الأصول الثابتة , رقم المبيعات السنوية .(2)

       ويعد معيار عدد العاملين أكثر المعايير شيوعا في تصنيف المشروعات الصناعية الصغيرة إذ تعرف المشاريع الصغيرة في العراق بأنها تلك المشاريع التي يعمل بها مابين (1 ــ 9) عامل أما الصناعات المتوسطة فهي تلك المشاريع التي يعمل بها مابين (10ــــ 30) عامل .(3)

      ويمكن إن تندرج الصناعات الخشبية في مدينة العمارة ضمن الصناعات الصغيرة والصناعات المتوسطة إذ إن إعداد العاملين في معاملها يتراوح بين (1 ــــ 9) عامل في المعامل الصغيرة ومن 10 ــــ 12) في المعامل المتوسطة , إما تصنيفها وفقا لمعيار طبيعة الصناعة فتعد من الصناعات التحويلية , كونها تعتمد تحويل مادة الخشب الخام إلى منتجات ذات إشكال وهيئات مختلفة عن الشكل الأصلي للمادة الخام , إذ تعرف الصناعات التحويلية بأنها " الصناعة التي تشمل كل المنشات الصناعية التي تقوم بتجهيز المنتجات المختلفة والمواد نصف المصنعة واستخراج الخامات

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)  ياسمين سعدون صليبي , الصناعات الصغيرة والمتوسطة الواقع والآفاق , بحث منشور , مديرية الإحصاء الصناعي , بغداد ,2012, ص2.

(2)    خالد أبو التمن , المشاريع الصغيرة في العراق , صحيفة الوسط , بغداد, 2013 , ص2 .

http://www.alwaseet-iraq.com

(3)   منتدى البحوث الاقتصادية , دراسة عن تعريف المشروعات المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة , وزارة التجارة , بغداد , 2003, ص14.

      الأولية ومواد الوقود والخشب وتقوم بمعالجة الناتج النهائي الذي يتم استخراجه من مصادر مختلـــــفة ( الأرض , الــــــــــغابة , الحقول الزراعية ) ".(1)

وأخذت رقما في التصنيف العالمي للصناعة التحويلية ضــــــــمن القسم (3) من التصـــــــنيف والـــــــــــــــــــباب رقم (3) .(2) وقد أخذت صناعة الخشب ومنتجاته والفلين باستثناء الأثاث رقم (16) ضمن التصنيف الصناعي الدولي الموحد لجميع الانشطة الاقتصادية ويشمل (الخشب المنشور –الخشب الرقائقي –قشرة الخشب –الأوعية والأرضيات والمباني ) وصنفت منتجات خشبية أخرى ضمنها إطارات الصور والمرايا في القسم (1629) , كما صنفت صناعة الأثاث ضمن الصنف (31) الذي يشمل صنع الأثاث من أي نوع من أي مادة أولية باستثناء (الأحجار أو الخرسانة أو الخزف ) . (3)

     كما تصنف الصناعات التحويلية بحسب توزيعها الجغرافي بأنها تعد من صناعات المجتمع التي تشمل " مجموعة من الصناعات التحويلية البسيطة التي توجد في كـل منطقة أو إقليم وتسمى بصناعة الخدمات لأنها من الصناعـات التي يحتاج إليها المجتمع " (4)

     وتصنف على أساس الشكل على أنها من الصناعات الخفيفة والمتوسطة , كما تصنف وفق التصنيف البيئي الذي يقسم الصناعات إلى صنفين بأنها:(5)

أ- صناعات منفصلة إي (تكون منفصلة عن السكان بسبب الأضرار البيئية الكبيرة والخطيرة على الإنسان وصحته ) .

ب- صناعة متصلة إي (التي تعد ذات صلة بقلب المدينة ولا يمكن فصلها عنه وذلك لحاجتها التسويقية ) وتعد الصناعات الخشبية في مدينة العمارة من ضمن هذا الصنف .

    بينما تصنيفها وفقا للارتفاع الذي يقسم الصناعات إلى صنفين هما كالأتي : (6)

أ- مصانع بارتفاع طابق واحد .

ب- مصانع متعدد الطوابق .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)  أحمد حبيب رسول , مبادئ جغرافية الصناعة , مطبعة دار السلام , بغداد , 1970, ص169. 

(2)فؤاد محمد الصقار , الجغرافية الصناعية في العالم , ط1, وكالة المطبوعات , الكويت , 1980, ص15ـ16.

(3)التصنيف الصناعي الدولي الموحد لجميع الأنشطة الاقتصادية , التنقيح 4, إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية , شعبة الإحصاءات ,السلسلة ميم ,العدد 4 ,الأمم المتحدة نيويورك 2009 , ص122-124 .

(4) محمد أزهر السماك وعباس علي التميمي , أسس جغرافية الصناعة وتطبيقاتها, دار الكتب للطباعة , جامعة الموصل , 1987, ص88 .

(5)هاشم محمد صالح , جغرافية الصناعة , ط1, مكتبة المجتمع , عمان , 2013, ص32 ـ 34.

(6)هاشم محمد صالح , المصدر نفسه , ص35.

وتعد الصناعات الخشبية في منطقة الدراسة من القسم الأول كون أغلب منشاتها ومؤسساتها ذات طابق واحد .

4- أهمية الصناعات الخشبية

      للصناعات الخشبية أهمية كبيرة في تحقيق التنمية الاقتصادية , ويعد قطاع الصناعات التحويلية جزءا مهما من الصناعة في تحقيق الاقتصاد عموما , وتبرز أهمية قطاع الصناعات التحويلية بشكل استثنائي في العراق نظرا لتوفر الإمكانات البشرية والمادية , التي يمكن إن تتيح له

التطور في هذا القطاع .(1) وللصناعات الخشبية دور أساسي في توفير المتطلبات الأساسية للســــــــــــــــــــــــــــــكان من أثاث منزلي ومكتبي والأبواب والأسرة إلى غيرها من المنتجات الخشبية فضلاً عن استخدامها في تغليف وتجميل المساكن قديما وحديثا . وللصناعات الخشبية دورٌ كبيرٌ في اقتصاد البلدان لكونها تساهم في زيادة الدخل القومي والحد من الاعتماد على الإنتاج الأجنبي , فضلا عن ذلك تساهم في الأساس الاقتصادي للمدن* , ومن الضروري الحفاظ على تلك الصناعات وحماية الإنتاج من المنافسة الأجنبية لأنها تقلل من الاعتماد على الاستيراد والاعتماد على المنتج المحلي هذا من جانب , فضلا عن الأهمية الاقتصادية في توفير فرص العمل والتقليل من البطالة ورفع المستوى المعاشي من جانب آخر.

      كذلك تساهم في تطور الاقتصاد الوطني من خلال الصناعات الحرفية والتراثية التي تكون عادة محط أنظار السياح , كما تمثل جزءاً كبيراً من تاريخ البلاد و وصناعة منطقة الدراسة تعد صناعة قديمة وتعطي للسياح صورة عن تراث مدينة العمارة إذ مرت بعدة مراحل إلى إن وصلت إلى الشكل الحالي الذي هي عليه الآن , وثمة علاقة بين تلك الصناعات وعدد السكان ومستواهم الحضاري إذ كلما  ازداد عدد السكان  وارتفع المستوى المعاشي وارتقى مستواهم الحضاري والثقافي كلما ازداد إقبالهم على تلك الصناعات كونها تعد من صناعات المجتمع المهمة.(2) لذا فإن الاهتمام بهذه الصناعة وتشجيعها بشتى الوسائل يكون له مردود كبير من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية .

 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) فليح حسن خلف , الإنتاج والإنتاجية في قطاع الصناعات التحويلية في العراق , مطبعة الخلود , بحث منشور ,مجلة الاقتصادي , العدد1, بغداد , 1958, ص40و41.

(*) يقصد بالأساس الاقتصادي للمدن : هي الأموال التي تأتي من إقليم المدينة , ينظر عبد الرزاق عباس حسين , جغرافية المدن , مطبعة اسعد , بغداد ,1977, ص235 .

(2)  إبراهيم شريف وآخرون , جغرافية الصناعة , دار الكتب للطباعة /جامعة الموصل , بغداد , 1981 , ص141 .

5- الآثار الايجابية للصناعات الخشبية في مدينة العمارة

       للصناعة أهمية كبيرة في التنمية الإقليمية إذ تعد القاعدة الأساسية في تطوير الاقلإم من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية كما أنها تحقق دوراً سريعاً في التنمية وإحداث تغيرات في الهيكل المكاني للصناعة إذ لا ينحصر تأثير نمو الصناعة على الجانب الصناعي فقط وإنما يمتد إلى إحداث تغيرات وتطورات في قطاعات الحياة الأخرى عن طريق التداخلات التي يخلقها التفاعل بين الصناعة وأنشطة الحياة الأخرى .

      كما أن للنشاط الصناعي دور كبير في تسيير عجلة التنمية وفق الخطط التي تضعها الدولة كون الصناعة تعد الركن الأساسي في النشاط الاقتصادي والأكثر فاعلية من غيره من الأنشطة الاقتصادية الأخرى في أي مكان . إذ تبقى آثار الصناعة الإيجابية في جميع الأحوال أكثر من آثارها السلبية إذا استغلت بشكل صحيح ومناسب .

أ- الأثر الاقتصادي للصناعات الخشبية في مدينة العمارة 

      إن مؤشرات الأثر الاقتصادي للصناعة تظهر من خلال التغير الحاصل في هيكل الإنتاج والدخل المتحقق وتظهر التأثيرات الواضحة للمشروعات الصناعية من خلال السلع المنتجة وأبعاد حركتها المكانية والأجور المدفوعة للعاملين .(1) والنشاط الصناعي له دور كبير في دعم الأنشطة الاقتصادية الأخرى  في تطورها وتقدمها بما يوفره لها من وسائل حديثة ومتطورة .

     وتعد الصناعات الخشبية في مدينة العمارة من الصناعات المهمة فيها حيث أن تطويرها يساهم في تطوير جزء من الاقتصاد المحلي في مدينة العمارة فضلاً عن دورها في تحريك عوامل السوق المختلفة مما يعني تطوير المدينة ونمو حركة السوق المحلي , كما تسهم الصناعات الخشبية من الناحية الاقتصادية أيضا في تحريك عوامل الإنتاج اللازمة لتلك الصناعات في مدينة العمارة إذ أن وجود عامل للإنتاج يسهم في تطوير عوامل الإنتاج الأخرى في المدينة , فضلاً عن دور الصناعات الخشبية في تحقيق الاكتفاء الذاتي للمدينة من منتجاتها وتقلل من عملية الاستيراد والمنافسة للمنتجات المستوردة من خلال تطوير المنتج المحلي وتشجيعه واحلاله محل المنتجات  المستوردة من خارج البلاد فضلاً عن دور الصناعات الخشبية في تحقيق تكامل اقتصادي مع غيرها من الأنشطة المختلفة كالنشاط الزراعي الذي لا يزال بعضــــــه يعتمد على الآدوات البسيطة اللازمة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)       محمد جواد عباس شبع , الصناعة وأثرها في التنمية الإقليمية في محافظة النجف , رسالة ماجستير , جامعة الكوفة , 2007 , ص42 ــــ 43 .

للنشاط الزراعي المصنوعة من الخشب وكذا الحال بالنسبة لنشاط الصيد حيث يعتمد على الزوارق المصنوعة من الخشب أيضاً كما تحقق نوعا من التكامل الاقتصادي مع النشاط التجاري لمستلزمات الإنتاج حيث أن الصناعات الخشبية تعمل على توفير موادها الأولية اللازمة للإنتاج من محلات بيع مستلزمات الإنتاج المختلفة في المدينة من ( أخشاب , مسامير, غراء , أصباغ , نرمادة , كيلون , الخ من مستلزمات الإنتاج الأخرى ) فضلاً عن دورها في أعمال البناء حيث بزيادة نشاط حركة البناء يكثر الطلب على الصناعات الخشبية وبالأخص صناعة الأبواب وإطاراتها , فضلاً عن ذلك فإن للصناعات الخشبية دوراً في تحريك السوق المحلية والأسواق المجاورة حيث أن زيادة الطلب عليها يزيد من حركة نشاط التجارة من داخل وخارج مدينة العمارة وكذلك المحافظة حيث يتم الحصول على مستلزمات الإنتاج ليس فقط من داخل المدينة وإنما من خارجها , هذا وأن للصناعات الخشبية دوراً في تنشيط حركة النقل , كما أن الصناعات الخشبية وفرت فرص عمل لكثير من الأيدي العاملة في مدينة العمارة بلغت (855) فرصة عمل , الأمر الذي يساهم في تنمية المدينة اقتصادياً.

ب- الآثار الاجتماعية للصناعات الخشبية في مدينة العمارة

      إنّ للصناعة دور كبير وتأثير بارز في تطوير المنطقة من الناحية الاجتماعية إذ تؤثر من عدة جوانب مهمة في المجتمع , فهي من جانب تساهم في توفير فرص عمل والتقليل من حجم البطالة كما لها دور في تفعيل دور المهارة الفنية في العمل وهذا بدوره ينعكس على حياة العاملين من الناحية المعيشية الأمر الذي ينعكس على الجانب الثقافي لهم .

      والصناعات الخشبية أحد الأنشطة الصناعية التي تعد ذات تأثير وارتباط بالسكان ومستوى معيشتهم وثقافتهم إذ تساهم هذه الصناعات في تشغيل جزء من البطالة ورفع مستواهم المعيشي فضلا عن نوع الصناعة الذي يتطلب الأيدي الماهرة في العمل مما يعطي أهمية لهذه الفئة من العاملين دون غيرهم لكونهم أحد المتطلبات الأساسية في عملية تطوير الصناعات الخشبية وفقاً للتطورات الاجتماعية والحضارية والاقتصادية , فضلاً عن دور الصناعات الخشبية في خلق علاقات اجتماعية من خلال العمل التجاري المتبادل بين الصناعات الخشبية ومصادر شراء مستلزمات الإنتاج من المواد الأولية في خارج المحافظة فضلاً عن حركة التسويق إلى مناطق قد تكون بعيدة عن مدينة العمارة مما يجعل هناك علاقات بين أصحاب تلك المعامل والعاملين بها من جهة ومع الزبائن من جهة أخرى .

6- الصناعات الخشبية في مدينة العمارة

     استخدم الإنسان الأخشاب لغرض صناعة عدة منتجات منذ زمن قديم لإشباع حاجاته بصورة مباشرة وغير مباشرة أو توفير مصدر كسب مادي وتطورت تلك الصناعات مع زيادة احتياجات الإنسان منها ومع تقدمه العلمي , استخدم سكان محافظة ميسان ولا سيما مدينة العمارة أعمدة من الخشب في بيوتهم القديمة تسند فيها السقوف والطارمات فضلاً عن استخدامه في إنشاء الشناشيل والشبابيك المزخرفة التي كانت تضيف جماليه للبيوت شأنها في ذلك شأن مدن عراقية أخرى كالبصرة وغيرها وإن بناء البيوت ذات الشناشيل يرجع إلى شخصيتين مهمتين في تاريخ مديـنة العمارة هما الحاج محمود المهدي (1820 ـــــ 1908) م وهو تاجر أقام في منطقة السالمية لأول مرة وهي المنطقة المحصورة بين نهري دجلة والكحلاء حتى شارع بغداد اليوم وبنى فيها (24) دارا بعد إن جــلب كميات كثيــــرة من الأخشاب وبهــذا يعد باني المدينة ومؤســـــــــــسها الأول وذلك من حيث اعتماد الخشب في إنشاء المساكن وجمالها بما وفره من مواد أولية كالخشب والطابوق وهو الذي أتاح الفرصة إمام بعض الميسورين من أبناء المدينة لبناء بيوتهم على نفس الطراز. والثاني هو الحاج سالم (1872 ـــ 1922)م عمل هو الآخر ببناء مثل تلك البيوت مستخدما الأخشاب لإغراض الجمال وإسناد سقوف تلك الدور.(1)

     وكانت الصناعات الخشبية ولا تزال تعتمد على الخشب المستورد , إذ إن العراق يفتقر إلى الخشب على الرغم من كونه بلد النخيل فضلا عن وجود الغابات في الموصل إلا أن تلك الأخشاب لا تصلح للصناعات الخشبية وإنما كانت تستخدم كروابط خشبية للسقوف أو لعدد محدود من الصناعات الخشبية ,(2) وصناعة بعض الأدوات من وأغصان وجذوع الأشجار المحلية المنتشرة على ضفاف الأنهار في المناطق الوسطى والجنوبية كـ(القوغ والغرب والصفصاف والتوت ) اذ كانت صناعات يدوية تعتمد على الآلات البسيطة (القلم والمزرف والمنشار والمطرقة ... الخ ) ,وكانت أشهر المصنوعات هي (البلم, الطرادة , المجلاشة , الغرافة , المردي , المرواح ( المذراة ) , المرازة , المحمل , الصندوق , صندقجة ) (3)

      وبصورة عامة يمكن القول بأن العراق يفتقر إلى الأخشاب الجيدة الصالحة لأعمال الصناعة والبناء ويعتمد في الغالب على الأخشاب المستوردة .(4) 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)     جبار عبد الله الجويبراوي , الشناشيل في ميسان , مجلة التراث الشعبي , العدد(6) , دار الجاحظ / بغداد,1980, ص125

(2)      صباح اصطيفان كجه جي , الصناعة في تاريخ وادي الرافدين , بغداد , 2002, ص30

(3)     كريم علكم الكعبي , الأهوار بيئة ساحرة وخيرات وافرة , طبع قناة العراقية الفضائية ,بغداد ,2013 .

(4)   وفيق حسين الخشاب ومهدي محمد الصحاف , الموارد الطبيعية , دار الحرية للطباعة , بغداد , 1976, ص208.

      كما أشتهر(الصابئة المندائية) بصناعة الزوارق منذ زمن بعيد في مدينة العمارة , وهذه الصناعة كانت مزدهرة في المدينة وفي المناطق المجاورة للأهوار كقلعة صالح والكحلاء والمشرح والمجر الكبير والميمونة لما للزوارق من أهمية في حياة سكان الأهوار لاستخدامها واسطة للانتقال فضلاً عن استخدامها في المجالات الأخرى إلا أن هذه الصناعة أخذت تتضاءل فيما بعد بسبب انحسار مساحات الاهوار واختفاء بعضها بسبب شحة المياه و تجفيفها لأسباب أمنية فضلا عن قلة عدد سكانها وقلة المواد الأولية المستعملة في بناء هياكل الزوارق واستيرادها من الخارج حتى وصل سكان الأهوار أنفسهم إلى شراء الزوارق من منطقة (الهوير )* وزوارق هذه المنطقة تتميز بجودة صناعتها فضلا عن قلة سعرها.(1) ومهنة النجارة تم نقلها إلى مدينة العمارة عن طريق جنود من مدينة العمارة كانوا في الجيش العثماني وخدموا في تركيا وتعلموا مهنة النجارة هناك فضلاً عن وجود الشاميين والأتراك الذين عملوا في مدينة العمارة بمهنة النجارة بحدود النصف الثاني من القرن التاسع عشر, لذا نجد إن اغلب المصطلحات المستخدمة في هذا المجال تركية الأصل مثل (ديلة , بيني , ونبينيم ,قام , ابلر, تريشة ) وكذلك أسماء الأدوات (ري بون , رندة ,تيغ , بولونيا, سكنجة, منجنة).(2) وفي لقاء مع أحد أولاد النجارين القدماء (علوان مطشر اللامي ) يقول إنه ورث المهنة عن إبائه الذين كانوا يستوردون الخشب من خارج البلاد  لغرض صناعة الأثاث بينما كان الخشب المحلي (كالصفصاف القوغ ) الذي مصدره من شمال العراق (غابات الموصل , كركوك , دهوك ) مقتصراً على صناعة الأدوات الزراعية وبعض الأدوات المنزلية البسيطة , وكان ينقل عن طريق نهر دجلة على شكل ربطات مايشبه مركباً يضع عليه الناقل فراشه وأدواته وعدته وينتقل معه إلى إن يرسو في مدينة الكوت أو العمارة أو البصرة  (أي ربط القطع الخام مع بعضها وتركها عائمة في المياه حتى وصولها عن طرق النهر إلى مدينة العمارة وبدون تكاليف نقل ) ويطلق عليها بـ( الكلك) ومن الأخشاب التي كانت وما زالت تستورد إلى مدينة العمارة للصناعات الخشبية وبقيت إلى حد الان عدا الجنا تمثلت بالآتي :(3)

أ.الخشب الأبيض وسمي (الجام) نسبة إلى مصدر استيرادها من جامايكا.

ب.الخشب الأحمر وسمي (الجاوي) نسبة إلى جاوة .

ج.إما الصاج من (الهند وبورما).

د.الجنا : تستورد من جنوب الهند .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  

(*) مدينة الهوير ( تسمى حاليا مدينة عز الدين سليم ) بعد عام 2003م وهي إحدى مدن محافظة البصرة .

(1)  جبار الجويبراوي , صناعة الزوارق في ميسان , مجلة التراث الشعبي , العدد( 8و9 ) , بغداد 1975.

(2) مقابلة شخصية مع الحاج (علوان مطشر اللامي ) بتاريخ 10/9/2015.

(3)     مقابلة شخصية مع الباحث التاريخي جبار عبد الله الجويبراوي , في 2/9/2015.

     ويعد سوق النجارين من الأسواق القديمة في مدينة العمارة ولا يزال هذا السوق قائم إلى هذا اليوم وتصنع فيه مختلف الصناعات الخشبية وينقسم النجارون فيه على قسمين الأول يختص بحاجات سكان الحضر والثاني يختص بما يحتاجه الفلاحون في عملهم من وسائل زراعية كـ (الفدان والمذراة ومقابض الفؤوس وربود المساحي وأدوات منزلية أخرى ) .(1)

7- مراحل نشوء وتطور الصناعات الخشبية في مدينة العمارة

      إنَّ أية صناعة موجودة في وقتنا الحاضر وذات أصول تاريخيه لم تصل إلى ماهي علية الآن بمحض الصدفة , بل أنهــــــــــــــــــا مرت بعدة مراحل تطويرية مختلفة  فرضتها عليها ظروفها من عوامل طبيعية وبشرية التي كان لها الأثر البالغ في تغير هذه الصناعة أو تطورها مع الزمن , وتعد الصناعات الخشبية في مدينة العمارة من الصناعات التي نشأت منذ القدم وتطورت إلى أشكال متعددة ومرت بمراحل عدة في تطورها متأثرة بالزيادة السكانية . وبالإمكان اعتبار بداية نشوء الصناعات الخشبية في مدينة العمارة مع النشأة الأولى للمدينة في ظل سيطرة الدولة العثمانية للعراق منذ تاريخ تأسيس مدينة العمارة باعتبارها مركز قضاء تابع لولاية البصرة عام 1861م .(2)

      إذ تعد صناعة الخشب قديمة قدم التاريخ لكن أغلب ماتشير إليه المصادر التاريخية بأنه في تلك المرحلة بدأت بذور تطور الصناعات الخشبية وازدهارها في مدينة العمارة , إذ تميزت الفترة التي سبقت عام 1958 بنشوء بعض الصناعات اليدوية والمنزلية والحرفية ومن بينها الصناعات الخشبية.(3)

      فكانت صناعة الخشب تدخل في بناء المنازل بما يعرف بـ(الشناشيل ) حيث يشترك البناء والنجار معا في إنشاء المنزل التي تم الإشارة إليها مسبقاً. , إما الأخشاب التي كانت تستخدم في صناعة الأثاث هي أخشاب مستوردة وليست محلية لكون الأخشاب المحلية كـ(القوغ والصفصاف ) لا تستعمل في عمل ألواح الخشب المستعملة في عمل الأثاث وإنما تقتصر على صناعة الأدوات الزراعية وبعض الأدوات المنزلية البسيطة.(4)كذلك وصناعة الزوارق يتم استخدام الأخشاب المستوردة من خارج العراق في صناعتها ويستخدم الخشب المحلي لعمل بعض الأجزاء البسيطة من الزورق .(5)

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)     مقابلة شخصية مع النجار صادق باقر مطشر في 12/9/ 2015.

(2)  جبار عبد الله الجويبراوي , تاريخ الطب في ميسان العمارة , ط1,مطبعه البينة , بغداد ,2010, ص13.

(3)  هشام عبد الستار حلمي, الصناعات الخشبية والنقوش, مجلة التراث الشعبي , وزارة الثقافة ,العدد(9) ,1971, ص17ــ21.

(4) جبار عبد الله الجويبراوي , الشناشيل في ميسان , مجلة التراث الشعبي , مصدر سابق , ص133.

(5)       مقابلة شخصية مع الحاج (علوان مطشر اللامي ) بتاريخ 10/9/2015.

  ويعد النجار الماهر في تلك المرحلة  هو من يجيد الحرفة بشتى أشكالها فمن صناعة هياكل الأبواب إلى صناعة الأبواب المكبوسة والدواليب والمناضد والصناديق والكراسي ومختلف قطع الأثاث البسيطة الأخرى، بالإضافة إلى ما يحتاجه النجار إلى تعلم فن الصبغ .(1)

      وبدأت صناعة الخشب تتطور تدريجياً في مدينة العمارة مع تطور أعداد السكان إذ بلغ عددهم لغاية عام 1915م (9500 ) نسمة.(2) ولم يكن للنشاط الصناعي دور في اقتصاد البلد ولم يوجد قطاع صناعي بالمعنى الحقيقي حتى عام 1929نتيجة الحاجة الملحة للمصنوعات والمنافسة الأجنبية الشديدة للسلع الوطنية في عهد الاحتلال البريطاني للعراق الأمر الذي دفع الحكومة إلى إصدار قانون تشجيع الصناعة العراقية وسمح هذا القانون ببعض الإعفاءات من ضريبة الدخل ورسم الإنتاج وضريبة الأملاك وغيرها من وسائل التشجيع .( 3)

     وبذلك بدأت تتطور الصناعات الخشبية مع تطور الحياة وتطور إعداد السكان في مدينة العمارة  إذ بلغ عددهم وفقا لتعداد عام 1947م (36501 ) نسمة رغم إن الأدوات والآلات كانت بدائية يدوية حتى الأربعينات من القرن العشرين متمثلة بسكاكين وأدوات قص الخشب وصقله وفرزه وحفرة وتثقيبه .(4) كما وتعد سنة 1950 سنة تحول بارزة في تطور الصناعة العراقية ومساهمة الدولة والاقتصاد العراقي فقد ساعدت الزيادة من العوائد النفطية على توسيع النشاط الاقتصادي وتنمية القوة الشرائية والسوق المحلية والتراكمات التي شكلت حافزا على التوسع في إقامة المشاريع الصناعية .(5)

  ومع  دخول الطاقة الكهربائية في بداية الخمسينات من القرن الماضي إلى مدينة العمارة تطورت الصناعات في مدينة العمارة وبخاصة الصناعة الخشبية اذ تعد البدايات الأولى لدخول الآلات والمكائن الخاصة بها الحديثة والثقيلة التي تعمل بالطاقة الكهربائية وبشكل خاص بعد ثورة عام 1958م.(6)وهذا التطور والتغير جاء منسجما مع توجيهات وزارة التخطيط منذ نشأتها نحو التنمية الصناعية حيث تم وضع التخصيصات المالية للمشاريع المختلفة .(7)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)    هشام عبد الستار حلمي ، الصناعات الخشبية والنقوش , مصدر سابق ، ص17ــ21.

(2)   مرتضى سرحان عوض , الكفاءة الوظيفية للخدمات الصحية في مدينة العمارة , ط1, مطبعة العمارة ,  ميسان , 2013, ص14.

(3)   عبد العزيز مصطفى عبد الكريم ورشاد مهدي هشام, التخطيط الصناعي , مطبعة دار الكتب , جامعة الموصل ,19 , ص313.

(4)    هشام عبد الستار حلمي , مصدر سابق , ص20.

(5)  محمد أزهر السماك , وعبد العزيز عبد الكريم, وطاهر جاسم التميمي , أساسيات الاقتصاد الصناعي , مطبعة جامعة الموصل ,  1984, ص499 .

(6)     مقابلة شخصية مع الحاج (علوان مطشر اللامي ) .بتاريخ 10/9/2015

(7)    عبد العزيز مصطفى عبد الكريم ورشاد مهدي هشام, مصدر سابق , ص313.

      وارتفع عدد السكان إلى (53529) نسمة عام 1957م وكانت نسبة النمو(3,9 %) وهذه الزيادة نتيجة الهجرة من الريف إلى المدينة بسبب ظروف الريف الطاردة آنذاك .(1) كما إزدهر نوع من الصناعات الخشبية بهذه المرحلة في المدينة والتي بقيت تقريباً حتى عام 1960م متمثلة بصناعة هياكل خشبية لسيارات من نوع (فولفو)* على هيئة باصات تستخدم للنقل.(2)

     واتجهت الدولة نحو التنمية الصناعية بشكل أكبر في خطتها الخمسية للمدة (1961ـــ 1965)م وبما إن اغلب معامل الصناعة الخشبية للقطاع الخاص فقد تأثرت بهذه الخطة إذ صدرت بعض القوانين التي تعمل على تشجيعه وزيادة مساهمته في التنمية الصناعية وزيادة حجم استثماراته ,فقد صدر القانون رقم 30 لعام 1961م المتضمن تشجع القطاع الخاص .(3)

     ولا بد من الإشارة إلى إن الوضع لم يدم طويلاً إذ إن عدم الاستقرار السياسي للوضع الداخلي وصدور قرار التأميم عام 1972م أثر بشكل سلبي على دور القطاعين الخاص والمختلط في عملية التنمية وكانت النتيجة  تجميد العديد من رؤوس الأموال ، في مقابل الاستثمارات الضخمة للحكومة  وفقا لخطة  التنمية القومية ، لذا فان المجال يضيق إمام القطاع الخاص والمختلط  في الملكية الصناعية بينما يكون أوسع في الوقت نفسه للقطاع العام.(4)وبما إن أغلب مؤسسات الصناعات الخشبية في تلك المرحلة هي للقطاع الخاص لذا فقد تأثرت بذلك .      

      وبفضل دور التسهيلات التي قدمها المصرف الصناعي الذي زيدت فعالياته عن طريق زيادة رأسماله الاسمي والمدفوع إذ زيد رأسماله الاسمي من (8) مليون دينار عام 1958م إلى (10) مليون دينار عام 1961م الأمر الذي مكن المصرف من التوسع في نشاطه الصناعي ، اشترك المصرف في 14 مشروعاً صناعياً في المدة (1950-1964)م .(5)       

     واستيراد الأخشاب فكان إما عن طريق التجار(قطاع خاص) أو استيراد حكومي , كما وتطورت الصناعات الخشبية في الستينات من القرن العشرين وتحولت مؤسساتها من محال أو ورش بسيطة إلى معامل لصناعة مختلف المنتجات الخشبية .(6)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)      مرتضى سرحان عوض , مصدر سابق , ص15.

(*) فولفو : شركة سويدية لتصنيع السيارت تأسست سنة 1927, ينظر الموقع الإلكتروني https://ar.wikipedia.org.

(2)   مقابلة شخصية مع الحاج (علوان مطشر اللامي) بتاريخ 10/9/2015.

(3)    عبد العزيز مصطفى عبد الكريم ورشاد مهدي هشام, مصدر سابق , ص(322).

(4)    عبد العزيز مصطفى عبد الكريم ورشاد مهدي هشام, مصدر سابق ص326.

(5)       عبد خليل فضيل, التوزيع الجغرافي للصناعة في العراق ,مطبعة الإرشاد , بغداد, 1976 ص60.

(6)      مقابلة شخصية مع الحاج علوان مطشر اللامي بتاريخ 10/9/2015.

     إما في الخطة الخمسية للمدة (1970 ــــ 1974) م فقد أعطت خطة التنمية اهتمام واضح للقطاع الخاص والمختلط من خلال توفير الحافز لأصحاب رؤوس الأموال الخاصة لدخول مجالات الاستثمار الصناعي وتخفيض سعر الفائدة وزيادة نسب التسليف .(1)

    وتميزت هذه المرحلة بالتقلب إذ لم تبقى الصناعات الخشبية على مسار واحد من ناحية الاستيراد إذ انه بعد عام 1979م أصبح استيراد الأخشاب عن الطريق الحكومي كونه قطاع اشتراكي وليس مختلط ولم يكن هنالك استيراد خاص إلا بشكل محدود جداً , وبلغ عدد السكان في مدينة العمارة وفقا لتعداد 1977م (119863) نسمة.(2)

     وفي المرحلة ( 1980 ـــ 1988) وبسبب ظروف الحرب (العراقية ـــ الإيرانية) تزايد أعداد السكان في مدينة العمارة نتيجة هجرة أعداد كبيرة من سكان محافظة البصرة إلى المدينة فضلاً عن عامل الهجرة الوافدة من المحافظات الأخرى إذ بلغ عددهم حوالي (38010) مهاجراً و تنفيذ العديد من المشروعات وتطور الخدمات الاجتماعية والاقتصادية وارتفاع معدلات الزيادة الطبيعية إذ بلغ تعداد سكان مدينة العمارة لعام 1987م(208797 نسمة ) .(3) أثرت كل تلك الظروف وبشكل كبير في تطور الصناعات الخشبية في المدينة ورغم ظروف الحرب إلا أن تلك الفترة امتازت بحركة مشاريع سكنية وإنشاء أحياء وتوزيع قطع سكنية للعسكريين . وخلال فترة الحرب انخفض معدل نمو الصناعات التحويلية إلى 13% مما أثر على تراجع مساهمته إلى (7,2%) من إجمالي القطاعات وكان هذا نتيجة تقليص الانفاق الاستثماري وتحويل الخطط الخمسية إلى مناهج استثمارية.(4)

     وخلال الحرب ( العراقية ــــ الإيرانية ) استنزفت أموال البلاد نتيجة تلك الحرب و توقفت الشركة الإنشائية إذ لم يكن باستطاعة الدولة دعمها فأصبح الاستيراد كله للقطاع الخاص عن طريق التجار الأمر الذي انعكس على مجمل المشاريع الصناعية بشكل سلبي .(5)

     وفي المدة (1990-1995) م ولغاية عام 2000م سجل قطاع الصناعة التحويلية معدل نمو سالب قدره (0,9%) بأهميه نسبية قدرها (18,2%) عام 2000 , ويعود هذا النمو السلبي إلى الحصار الاقتصادي الذي فرض على العراق منذ عام 1990, وتمثــــلت بدايـــــة هذه المـــــدة بــــــــــــــفرض

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)     كفاية عبد الله عبد العباس , الصناعات الإنشائية في محافظة البصرة واقعها وآفاقها المستقبلية , ,أطروحة دكتوراه , غير منشورة , البصرة 2005,  ص41.

(2)   كاظم شنتة سعد , جغرافية محافظة ميسان الطبيعية والبشرية والاقتصادية , ط1, دار الضياء, ميسان ,2014 , ص162 .

(3)     المصدر نفسه , ص165.

(4)  كفاية عبد الله عبد العباس , مصدر سابق , ص15 .

(5)   مقابلة شخصية مع الحاج علوان مطشر اللامي بتاريخ 10/9/2015.   

الحصار الاقتصادي على العراق وشن الحرب عليه مما أدى إلى تعرض بعض المصانع إلى التدمير ، والبعض الآخر إلى التوقف بسبب حصول مشاكل فنية نتيجة لنقص قطع الغيار وبعض المواد الأولية لذا انخفض عدد المؤسسات الصناعية في العراق من (792) مؤسسة كبيرة عام 1990 إلى (567) عام 1999م ، وانخفض كذلك عدد العاملين فيها من (159700)عامل عام 1990 إلى (109315)عامل عام 1999م وهذا يعود إلى ترك العديد من العاملين لوظائفهم بسبب تدني قيمة الدينار العراقي وقلة الرواتب المدفوعة لهم .(1)

     إذ عانى القطاع الخاص في هذه المرحلة نكوصا مادياً وبشرياً وفنياً إذ تدهورت الأوضاع المعيشية في هذه الفترة وانخفض الناتج المحلي بحدود الثلثين نتيجة انخفاض إنتاج النفط بحدود 85% فضلاً عن الإهمال والتهميش من قبل الحكومة الوطنية إذ بقي خارج خط التنمية ولم يكن له مساهمة حقيقية في جهد الإنتاج الحقيقي .(2)

     وبذلك تعد التسعينات فترة تدهور في تاريخ الصناعات الخشبية إذ إن تردى الوضع المعاشي للسكان بشكل كبير وارتفاع الأسعار فأصبح الإقبال ضئيلاً جدا على شراء منتجات الأخشاب على الرغم من استمرار التزايد في إعداد السكان في مدينة العمارة . إذ وصل عام 1997م(288763 ) نسمة وبقيت في ركود ولم تتطور حتى عام 2003م.(3)

     وبعد عام 2003م حدث تطور في الصناعات الخشبية في مدينة العمارة من حيث شكلها وأنواعها وحتى الأخشاب المعتمدة في صناعتها فضلا عن دخول الآلات الحديثة في تلك الصناعات مما سهل سرعة إنتاجها وزيادة كمية المنتج منها رغم دخول المنتجات الخشبية من خارج العراق إلا أن هناك ميل لحد الان من السكان إلى اعتماد الصناعات الخشبية المحلية كونها أطول عمراً ويتم تصميمها حسب ذوق المستهلك .

      وتعد المدة التي تلت عام 2003 م وبعد التغيرات السياسية التي شهدتها البلاد وارتفاع المستوى المعاشي للسكان وزيادة حالات الزواج في عموم العراق ومن ضمنها مدينة العمارة فضلا عن الانفتاح على العالم الخارجي والتعرف على الثقافات الأخرى وتكوين علاقات مع السوق الخارجي ودخول احدث الآلات والمكائن الخاصة بالصناعة بشكل واسع كــــــــــــــــان ذا أثر كبير في

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)     كاظم شنته سعد , مصدر سابق  , ص52 .

(2)       كريم عبيس العزاوي , واقع القطاع الخاص العراقي وسبل النهوض به , جامعة بابل , كلية الإدارة والاقتصاد , بحث منشور , 2008 , ص13.

(3)    كاظم شنتة سعد , مصدر سابق , ص51 .

تطور هذه الصناعة وانتعاشها , وحتى بالنسبة للدوائر الحكومية التي شهدت تغييرا في البنى التحتية وتشكيل لجان لشراء الأثاث وغيره فضلا عن حركة البناء الكبيرة التي شملت عموم المدينة , فكل تلك التغيرات لها آثار إيجابية  على تطور تلك الصناعات وتتمثل بـ(الأثاث المنزلي والمكتبي والأبواب وإطاراتها وإطارات الصور ) , لكنها لم تلبث إن تدهورت تدريجيا إذ تعرضت كغيرها من الصناعات إلى التدهور والإهمال نتيجة للأحوال السياسية المتدهورة التي تسود البلاد .(1)

      فضلاً عن انعدام الدعم الحكومي للمنتوج المحلي و المنافسة الكبيرة التي تعرضت لها صناعة الخشب من قبل المنتوجات المستوردة التي لم تفرض عليها رسوم كمركية وسيطرة القطاع الخاص عليها والتي تتميز بأسعار اقل بكثير من المنتج المحلي  فضلاً عن أشكالها التي تتميز بالحداثة وتلائم الأذواق والتطور الكبير في عالم الديكورات التي جذبت أذواق المستهلكين إلى حد كبير مما اثر على الصناعة الخشبية في مدينة العمارة .(2)

7- أنواع الصناعات الخشبية في مدينة العمارة

      تعددت أنواع الصناعات الخشبية في مدينة العمارة تبعا لاحتياجات السكان منذ القدم كما تطورت تلك الصناعات مع التقدم العلمي والتقني والفني للإنسان وتعدد مجالات احتياجاته , كما إن بعض تلك الصناعات اختفت ولم تعد حاضرة الوجود لانتفاء الحاجة منها وستتناول الدراسة الصناعات المنتشرة في مدينة العمارة حسب تخصص المعمل بإنتاج الصناعات الخشبية وكالاتي:  

أ- صناعة الأثاث المنزلي والمكتبي

     يعد هذا الفرع من الصناعة من أهم فروع صناعة الخشب في المدينة وأوسعها انتشارا لكون منتجاتها تعد متطلب أساسي في الحياة الاجتماعية للأسر وإمكانية السكان شراءها بمختلف مستوياتهم المعيشية ولا سيما ما يعرف بغرف النوم الخشبية والتي تكون ذات إشكال وديكورات تناسب المستهلك ومتطلباته ومستواه المادي , وتعتمد هذه الصناعة على الخشب المستورد لجودته وصلاحيته للبقاء مدة أطول وبلغ عدد معامل هذا الفرع في مدينة العمارة (112) معملا عام 2015م .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)   قابل الجبوري , مجلة النور , إصدار مؤسسة النور للثقافة والإعلام , العدد (23) , 2012 , ص2.

(2)     المصدر نفسه , ص2 .

ب- صناعة الأثاث المنزلي والأبواب وإطاراتها

     يتميز هذا الفرع من الصناعة الخشبية بأنه يختص بإنتاج نوعين من المنتجات الخشبية متمثلة بصناعة الموبيليات وملحقاتها وصناعة الأبواب وإطاراتها  ضمن معمل واحد وأيضا كسابقتها تعتمد على الخشب المستورد في جميع أجزاء المنتج ,وبلغ عدد المعامل التي تنتج هذه الصناعات (41) معملا عام 2015م وهي أدنى عدد لمعامل الصناعات الخشبية .

ج- صناعة الأبواب وإطاراتها وأخرى

     ويختص هذا النوع من الصناعة الخشبية بصناعة الأبواب وإطاراتها وأخرى* ويستخدم الخشب المستورد من نوع المعاكس أو ألواح الجاوي والجام في حين يستخدم لصناعة الإطارات خشب الجاوي , وتختلف أسعارها بحسب أنواعها وإشكالها وحجمها , وبلغ عدد معاملها في مدينة العمارة (52) معملا عام 2015م .

د- صناعة إطارات الصور  

     ويعد هذا الفرع الصناعي مهما إذ لا يمكن فصل معامله عن بائعي قطع الزجاج والمرايا كون ان جميع معامل صناعة إطارات الصور معامل لبيع الزجاج والمرايا ولكن ليس كل محــــــــلات بيع الزجاج وتركيبه هي محلات لصنع الإطارات الخشبية ويختلف هذا الفرع من الصناعة الخشبية عن سابقاته بدخول الخشب بنسبة قليلة مقارنة مع غيره بنسبة تقارب(35%) وباقي النسبة يكون بالغالية العظمى للزجاج أو المرايا على العكس من ذلك في الصناعات التي يدخل فيها الخشب بالنسبة الأعظم منها وبلغ عدد معامله (42) معملا عام 2015م .

ه- صناعة الأدوات الزراعية والزوارق  

      تعتمد هذه الصناعة على الخشب المستورد وأغصان وجذوع الأشجار المنتشرة على ضفاف الأنهار , كالغرب والصفصاف والتوت , ولعل ما يميز تلك الصناعة عدم استخدام الآلات الحديثة في صناعاتها بل تتميز بعمل يدوي, مما يوفر فرص عمل للسكان وقد يختص بعض النجارين بصناعة تلك المنتجات دون غيرهم .(1) وتبين من نتائج الدراسة الميدانية عام 2015م إن لصناعة الأدوات الزراعية لم يجر إي تغيير على إعداد محلاتها بحسب دراسة أجرتها الباحثة إنعام عبد الصاحب عن الصناعات التقليدية في محافظة ميسان في عام 2014 م وذلك بوجود ثلاثة محلات

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) أخرى : نعني بها مختلف أنواع الأثاث المنزلي عدا غرف النوم كالـ( المعارض والكراسي والمناضد والمكاتب وغيرها ) .

(1) كريم علكم , مصدر سابق , ص240 .

لهذه الحرفة في داخل المدينة التي تعد من الصناعات التقليدية وتتركز في موقعين  داخل المدينة هما سوق النجارين وحي الماجدية , إما صناعة الزوارق التي كانت ولا تزال ذات أثر في التنقل  لسكان المدينة سابقا ولسكان الأهوار والصيادين في وقتنا الحالي , وتتنوع الزوارق وتأخذ مسميات متعددة بحسب نوع العمل المرغوب فيه إلا أنها اضمحلت كصناعة بشكل كبير ولم يتبقى منها إلا محل واحد ضمن مدينة العمارة في حي الماجدية بحسب نفس الدراسة عام  2013م .(1) بعد إن كانت هناك معامل متعددة لصناعاتها وتعتمد صناعة الزوارق على الخشب والمسامير في صنعها فضلا عن القير الذي يطلى به قاع الزورق وجوانبه ويتم الحصول عليه من الأسواق المحلية في مدينة العمارة .(2)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)  إنعام عبد الصاحب حنتوش داود الركابي , التحليل المكاني للصناعات التقليدية في محافظة ميسان لسنة 2013, رسالة ماجستير غير منشورة , جامعة بغداد , كلية الاداب , 2015 , ص96.

(2)  حميد عطية عبد الحسين الجوراني , الصناعات الحرفية في قضاء سوق الشيوخ , بحث منشور , العدد(49) ,  مجلة آداب البصرة ,2009, ص210.


ثانيا: عوامل التوطن الصناعي للصناعات الخشبية في مدينة العمارة

      يشكل تحديد مواقع الوحدات الصناعية من أبرز الموضوعات المهمة في قيام الصناعة ذلك إن حسن اختيار المكان أمر ضروري .(1)

     وتعد الصناعات الخشبية من الصناعات التحويلية التي تمتاز بتعدد وتنوع فعالياتها ومنتجاتها , ولكل واحدة منها متطلباتها من المدخول , المواد الخام والعمل ورأس المال وتختلف بتنوع مصادرها ومنتجاتها التي وجدت للبيع , كما تختلف في نمط موقعها إذ يتنوع بتنوع الصناعات ولكل مجموعة منها متطلبات من الأرض والمواد الخام والعمل والمياه ومتطلبات أخرى مثل شكل الإدارة والتنظيم والخطط الصناعية الخاضعة لها , إما المتغيرات الأخرى المؤثرة في المكان الذي تقع فيه الصناعة فتتضمن الاعتبارات العامة للعاملين والمستثمرين والحالة الاجتماعية والثقافية للبيئة التي تحتوي على مكان الصناعة وتؤثر على قرارات التوطن الصناعي والتغيرات التقنية التي تطرأ على وسائل الإنتاج وتتأثر بالتغيرات التي تطرأ على السوق والتغيرات على طرق النقل ووسائله المختلفة .(2) وقد وضح مفهوم التوطن الصناعي بأنه " دراسة وتحليل الأسباب والعوامل التي تحدد الموطن والموقع الأمثل للمشروع الصناعي " .(3) كما يعرف أيضا على أنه " تركز فعاليات وأنشطة صناعية معينة في منطقة، أو في عدد محدود من المناطق ضمن الدولة ، وظهور قوى اقتصادية في هذه المناطق تعمل على استقطاب الصناعات المماثلة من الأقاليم الأخرى ، نتيجة لتوافر عدة عوامل اقتصادية في هذه المنطقة ، تعمل على خلق ظروف مشجعة لإقامة هذه الصناعات وتطورها في منطقة أو إقليم معين، دون تركزها في الأقاليم الأخرى " .(4)

     وللموقع دور كبير في توطن صناعة في مكان دون غيره , إذ ترتبط عدة عوامل بعامل الموقع فلا يمكن لصناعة إن تتركز في موقع منعزل وذلك للارتباط بين موقع الصناعة والمناطق الأخرى عند توفر طرق جيدة للنقل التي تكون قريبة من المركز السكني أو الارتباط بالمادة الخام وعامل الارتباط الأهم هو عامل تصريف المنتجات الصناعية وخاصة في الصناعات الخفيفة كون الصناعات موضع الدراسة تعد واحدة منها .(5)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)      محمد أزهر السماك ,وآخرون , مصدر سابق , ص207 .

(2)       عبد خليل فضيل , دراسات في الجغرافية الصناعية , مطبعة التعليم العالي , بغداد , 1989, ص39.

(3)  مدحت كاظم القريشي , الاقتصاد الصناعي , ط1, مطبعة دار وائل , الأردن ,2001, ص47.

(4)       انتصار حسون رضا السلامي , الحرف الصناعية في قضاء الكاظمية  , مصدر سابق , ص53.

(5)       علي أحمد هارون , جغرافية الصناعة , ط1, دار الفكر العربي , القاهرة , 2002 , ص55 .

وستعمل دراستنا على تناول العوامل المؤثرة في توطن الصناعات الخشبية في مدينة العمارة وكالآتي:

1- رأس المال

2- المواد الأولية

3- اليد العاملة

4- الارض  

5- االسوق

6- النقل

7- الطاقة والوقود

8- سياسة الدولة

9- الرغبة الشخصية   


1- رأس المال

      يعرف رأس المال " بأنه تلك الأموال المادية التي سبق إنتاجها لا لغرض إشباع الحاجات البشرية المباشرة بل بقصد استعمالها في إنتاج سلع أخرى و يطلق عليها أسماء مختلفة مثل رأس المال النقدي ورأس المال الثابت " . (1) مثل الآلات والمباني المستخدمة في إنتاج السلع الأخرى ورأس المال المتداول مثل الوقود والمواد الخام والمواد نصف المصنعة التي تدخل في مختلف الصناعات . وتحتاج الصناعة في نشأتها وتطورها إلى رأس المال سواء أكان لشراء المواد الخام والنصف المصنعة التي تعتمد عليها أم للحصول على المكائن والآلات والمعدات اللازمة لانجاز العملية الإنتاجية الصناعية , ومن ثم يعد رأس المال من أهم مقومات الصناعة الحديثة ولا تقتصر أهميته لإجراء العملية الانتاجية وهو مايسمى برأس المال النقدي بل لتامين احتياجاتها من المواد الخام والنصف مصنعة ودفع أجور العمال , وهو مايطلق عليه برأس المال المتغير , وتزداد احتياجات الصناعة إلى رأس المال كلما كبر حجم المشروع الصناعي واتجه إلى استخدام الآلات والمعدات المتطورة  .(2)

      ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)      محمد أزهر السماك وآخرون , أساسيات الاقتصاد الصناعي , مصدر سابق , ص226 .

(2)   حميد جاسم حميد و علي محمد تقي , فتحي حسين خليل , خائب إبراهيم جواد, الاقتصاد الصناعي , بغداد , 1979,  ص39.

وتحتاج الصناعات الخشبية في مدينة العمارة كأي مشروع صناعي إلى رأس المال لتوفير مستلزمات الصناعة من شراء ارض أو استأجارها وشراء الآلات والمعدات والمواد الخام و مستلزمات الإنتاج الأخرى فضلا عن أجور العمال إذ ظهر من الدراسة الميدانية عام 2015م , إن مقدار رأس المال في مدينة العمارة للصناعات الخشبية بلغ (6850) مليون دينار وأجور العمال الأسبوعية (451850) الف دينار عراقي , إلا إن رأس المال على الرغم من أهميته الكبيرة في التوطن الصناعي إلا إن أهميته  لم تكن ذات أثر كبير في توطن الصناعات الخشبية في مدينة العمارة على الرغم من أهميته في إنشاء الصناعات الخشبية ويمكن الحصول عليه إما من خلال التسليف الحكومي أو إن أصحاب المعامل لديهم القدرة المالية على إنشاء تلك المعامل , إما التوزيع الجغرافي لرأس المال يتم التطرق له لاحقا في الفصل الثاني .

3- المواد الأولية

      المادة الخام (المادة الأولية) هي المادة التي تصنع منها مطالب الإنسان المختلفة ، وهي إما خامات زراعية ، أو نباتات طبيعية ، أو خامات معدنية ، أو مواد نصف مصنوعة ، أو سلع كاملة الصــــنع ، وهي مــــواد مهمة في الصناعة ، لان الصـــناعة التحويلية ما هي إلا تحويل أو تغيير شكلـ إحدى المواد الأولية أو عدد منها من صورتها الطبيعية إلى صورة أخرى تلائم حاجات الإنسان ورغباته .(1) وتلعب المواد الخام في الماضي والحاضر دوراً كبيراً في اختيار مواقع بعض الصناعات ولا سيما عندما تستخدم مواد اولية تفقد جزءا من وزنها اوحجمها عند التصنيع .(2) ولكن هذا لا يعني إن وجود المواد الأولية في موقع ما قيام الصناعة التي تستخدمها فلابد من مراعاة الكميات الموجودة وقيمتها الاقتصادية . (3)إن جوهر العملية الصناعية هو تغير المادة من حالة إلى أخرى أكثر فائدة للإنسان، لتزداد قدرتها على إشباع الحاجات المتعددة  ، إذ تختلف قوة جذب المواد الخام للصناعة وفقاً للمواد نفسها وطريقة استخدامها والكميات المستخدمة منها ونوع التقنيات ومدى الفائدة منها إضافة إلى مصدر وكمية المادة الخام مما له الأثر الكبير في دراسة الجدوى الاقتصادية* للمشروع المراد إقامته. (4)

    والصناعات التحويلية بصفة عامة سواء أكانت مرتبطة بالمعادن أو الخامات الزراعية أو الحيوانية ـ فقد لا ترتبط ارتباطا تاما بموادها الخام .(1)

    والصناعة الخشبية تعد الأخشاب المادة الخام الأساس فيها وبكافة أنواعه المعروفة (الجام , الجاوي , المعاكس , الصاج , البلاويد) وبنسب مختلفة لكل فرع من فروع الصناعة فيدخل في صناعة الموبيليات والموبيليات والأبواب وإطارات الصور بنسبة (90 % , 85% , 75 % , 30%) على التوالي.(2) 

    إما المواد الأولية الأخرى فتتباين بحسب نوع الصناعة وتتمثل بـ (مسامير وبراغي,نرمادة , كيلون, قفيص, مسكات,غراء , إقفال , ورق سنفرة , المرايا والزجاج , أقمشة دوشمة, إسفنج , صمغ) فضلاً عن الأصباغ الخاصة بالأخشاب مثل( سبيرتو, وارنيش ,دهان تلميع , بوية خشب , ثنر , دملوك, باودر خاص بالأخشاب ) , وبمناشئ مختلفة اغلبها المنشأ الصيني وذلك لرخص ثمنه , فضلا عن  العراقي والهولندي والمصري والإيراني والألماني والسوري ,إما عن علاقة ذلك بتوطن الصناعة يعود إلى مصادر هذه المواد وموقعها الذي يعد عامل مشجع على توطن الصناعة الخشبية فمصادر الأخشاب هي مستوردة من خارج البلاد نظرا لما آل إليه المصدر المحلي بعد عام 2003م وتدهور الأوضاع وفقدان الرقابة على الرعي والقطع الجائر أدى إلى تدهور أوضاع الغابات التي تعد مصدر جيد للأخشاب لبعض الصناعات التي اغلبها تخرج عن صناعة الأثاث والأبواب وإطاراتها وإطارات الصور الأمر الذي جعل المصدر المحلي مصدر ضعيف مقارنه بالاستيراد من خارج البلاد إضافة إلى كون المستورد هو اقل تكلفة من المحلي وأفضل منه وبسبب وجود المستوردين في مناطق متعددة من البلاد بعد تحسن الوضع الاقتصادي وبالأخص في كل من مدينة (بغداد , الحلة , البصرة ) وكون هذه المناطق تتميز بسهولة الوصول الأمر الذي لا يعد معرقلا للحصول على الخشب الخام للصناعة , وتتميز مدينة العمارة بوجود تجار لبيع الخشب بالجملة متركزة في القطاع الشرقي وبفارق بالأسعار قليل مقارنة بغيره من المصادر خارج المحافظة وجدول (1) يوضح أنواع الأخشاب المستخدمة في الصناعة الخشبية وكميتها وأسعارها.                   

جدول (1)

الأخشاب المستخدمة في الصناعات الخشبية حسب كميتها ونوعها وسعرها* في مدينة العمارة  عام2015

نوع الخشب

كميته

أسعاره

صاج

1 فوت**(قدم)

150000دينار

الجام

م3

550000دينار

الجاوي

1 فوت(قدم)

31000 دينار

المعاكس

1 م2

15000 ـــ 20000 دينار

      المصدر : نتائج استمارة المسح الميداني المعدة من قبل الباحثة لمدينة العمارة للمدة (20/8 لغاية  25/10) لعام 2015

   (*) كل(1232,5 ) دينار عراقي يعادل (1) دولار امريكي بتاريخ 18/9/2015

  (**) الفوت (قدم) يساوي (30,48) سم

      ومن الدراسة الميدانية تبين وجود(17) خان متمركزة في القطاع الشرقي لبيع الخشب الخام المستورد الأمر الذي قلل من تكاليف النقل والذي عزز من توطن هذه الصناعة في هذا القطاع أكثر من غيره فضلا عن وجود أكثر من (45) محل تجاري لبيع المواد الأولية اللازم للصناعة الخشبية  تدعى بـ(محلات بيع المستلزمات الإنشائية) موزعة على المدينة , إذ تبين من جدول (2) الذي يوضـــح أسباب توطن كل معمل حصول عامل القرب من المواد الأولية على نسبة (2,6%) لـ(16) معملا من بين العوامل الأخرى وبالمرتبة السادسة من بين باقي العوامل الأخرى في المدينة موزعة على القطاعات البلدية حيث احتل القطاع الشرقي المرتبة الأولى بـواقع (9) معملا بنسبة (56%) يليه كلا من القطاع الغربي بـواقع (4) معملاً بنسبة (25%) والشمالي بـواقع (3) معملاً بنسبة (19%) . إما وفقا لكل قطاع بلدي في مدينة العمارة فقد احتل القطاع الشمالي المرتبة الأولى بـنسبة(3,8%) من بين بقية العوامل في القطاع يليه القطاعين الغربي والشرقي بـنسب (2,9 , 2,2 %) على التوالي . 

جدول (2)

القطاع

عوامل التوطن

توفر الأيدي العاملة

%

%

قرب المواد الأولية

%

%

القرب من السوق

%

%

سهولة الحركة والانتقال

%

%

رخص الأراضي والإيجارات

%

%

القرب من المسكن

%

%

الرغبة الشخصية

%

%

مج الكلي

%

الشمالي

0

0

0

3

19

3, 8

0

0

0

34

16

42,5

30

31

37,5

6

18

7,5

7

4,4

8.8

80

100

الشرقي

6

75

1,5

9

56

2,2

104

98

25,6

127

61

31,2

32

33

7, 9

12

36

3

117

74,1

28,7

407

100

الغربي

2

25

1,4

4

25

2,9

2

2

1,4

48

23

34,5

34

35

24,5

15

45

10,8

34

21,5

24.5

139

100

المجموع

8

100

1,3

16

100

2, 6

106

100

16,9

209

100

33,4

96

100

15,3

33

100

5,3

158

100

25,2

626

100

          التباين الجغرافي لعوامل توطن الصناعات الخشبية بحسب قطاعات مدينة العمارة عام 2015

     المصدر: نتائج استمارة المسح الميداني المعدة من قبل الباحثة لمدينة العمارة للمدة (20/8 لغاية  25/10) لعام 2015

      ومن جدول (3) الذي يوضح مصدر شراء الأخشاب والمواد الأولية الأخرى لمعامل الصناعات الخشبية في مدينة العمارة اتضح إن نسبة معامل الصناعات الخشبية التي تجهز موادها الأولية من داخل المدينة (52%) لـ(119) معملاً موزعة على قطاعات مدينة العمارة إذ احتل القطاع الشرقي المرتبة الأولى بـواقع (64) معملا بنسبة (53,8%) يليه القطاع الغربي والشمالي بـواقع (31 , 24 ) معملا بنسبة (26,1 ,20,2 %)على التوالي , إما على مستوى كل قطاع بلدي في مدينة العمارة فقد احتل القطاع الشمالي المركز الأول بـواقع (63,2%) يليه القطاعين الغربي والشرقي بـواقع (57,4 , 46,7%) . بينما كانت نسبة تجهيز المواد الأولية من خارج المدينة (48%) لـ(110) معملا موزعة على قطاعات مدينة العمارة إذ احتل القطاع الشرقي المرتبة الأولى بـواقع (73) معملا بنسبة (66,4%) يليه القطاع الغربي بـواقع (23) معملاً بنسبة (20,9%) والشمالي بـواقع (14) معملا بنسبة (12,7%) . إما على مستوى كل قطاع بلدي في مدينة العمارة فقد احتل القطاع الشرقي المرتبة الأولى بـواقع (53,3%) يليه القطاعين الغربي والشمالي بنسبة (42,6 , 36,8 %) , أي ذات نسب متقاربة موزعة على قطاعات المدينة .

جدول(3)

مصدر شراء المواد الأولية بحسب قطاعات مدينة العمارة عام 2015

القطاع

مصدر شراء المواد الأولية

المجموع

داخل المدينة

%

%

خارج المدينة

%

%

عدد المعامل

%

الشمالي

24

20,2

63,2

14

12,7

36,8

38

100

الشرقي

64

53,8

46,7

73

66,4

53,3

137

100

الغربي

31

26,1

57,4

23

20,9

42,6

54

100

المجموع

119

100

52

110

100

48

229

100

 المصدر : نتائج استمارة المسح الميداني المعدة من قبل الباحثة لمدينة العمارة للمدة (20/8 لغاية  25/10) لعام 2015

3- اليد العاملة

      تعد اليد العاملة أحد المتطلبات الرئيسية لعملية التنمية الصناعية وهي بحق تشكل عقبة أساسية أمام التطور الصناعي الذي تنشده الدول النامية ويتحدد اثر اليد العاملة في الإنتاج الصناعي بعدد العمال ومستوى كفاءاتهم ويعتمد عدد العمال على عدد السكان في المكان , وتتأثر الوحدات الصناعية تبعا لطبيعة ونوعية الأيدي العاملة التي تحتاجها وتوزيعها الجغرافي ولا يمكن تجاهل عنصر العمل لكونه أساس العملية الإنتاجية .(1)

      والسكان هم المنتجون و المستهلكون في نفس الوقت وإن الزيادة الحاصلة في عدد السكان تعني تلبية احتياجات الصناعة من العاملين الماهرين وغير الماهرين بأجور منخفضة فضلا عن اتساع طاقة السوق على استيعاب كميات كبيرة من المنتجات الصناعية .(2)

     إن عامل توافر الأيدي العاملة هو عامل يؤثر ويتأثر مع إي قطاع صناعي , والصناعات الخشبية كأحد القطاعات الصناعية التي تستوعب عدد كبير من الأيدي العاملة في المدينة . إذ تبين من جدول (2) حصول عامل توفر الأيدي العاملة في مدينة العمارة على (1,3%) لـ(8) معملاً واحتل المرتبة السابعة من بين باقي عوامل التوطن موزعة على القطاعين الشرقي بالمرتبة الأولى والغربي بالمرتبة الأخيرة بـواقع (6 , 2) معملا بنسب (75, 25 %) وذلك لعدم تأثير هذا العامل في معامل الصناعات الخشبية في القطاع الشمالي الموضحة من الدراسة الميدانية , إما على مستوى كل قطاع بلدي في مدينة العمارة فقد احتل القطاع الشرقي المركز الأول يليه القطاع الغربي بـواقع (1,5 , 1,4%) ,  ولكن اليد العاملة في نفس الوقت تحتاج إلى مهارة لذا تعد من الصناعات التي تحتاج إلى النوع وليس الكم وتوافرها في محل معين يجعل الصناعة تتوطن في تلك المنطقة كما في الجدول (4) , إذ حاز القطاع الشرقي على المرتبة الأولى من حيث عدد الأيدي العاملة بواقع (557) بنسبة (65,1%) عامل موزعين على أصناف العمال المختلف والمتدرج من (الإدارة والكفاءة العليا ,الفنيون, العمال الماهرين , العمال غير الماهرين) بـواقع (149, 143 ,198 ,67) عامل بنسبة (17,4, 16,7, 23,2, 7,8%) على التوالي يليه القطاع الغربي بـواقع (178) عامل بنسبة (20,8%) ولكل صنف (54 ,50 ,56 ,18 ) عامل بنسبة (6,3, 5,8, 6,5, 2,1%) وأخيرا القطاع الشمالي (119) عامل لعموم القطاع بنسبة (13,9%) ولكل صنف (35 ,29 ,44 ,11) عامل بنسبة (4,1 , 3,4 , 5,1 , 1,3%) , كما صنف العــــــــــــــــــــــــــــمال الماهرين العاملين في الصناعات الخشبية بحسب الدور الذي يؤديه في إخراج المنتج النهائي إلى ماياتي :

أ- نجار الأثاث المنزلي : وهو العامل المتخصص في صناعة أثاث غرف النوم والأثاث المنزلي كما في صورة (2) .             

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)    محمد أزهر السماك , جغرافية الصناعة بمنظور معاصر, ط1 , اليازوري ,عمان / الأردن ,2011, ص112و113.

(2)    حسن عبد القادر صالح , المدخل إلى الجغرافية الصناعية , مصدر سابق , ص240.


                                                       صورة (2)

عامل صناعة الاثاث المنزلي في مدينة العمارة

    المصدر : الدراسة الميدانية حي الحسين الجديد 16/9/2015

ب- نجار الأبواب وإطاراتها : وهو النجار المختص بعمل الأبواب لداخل الابنية والأبواب الخارجية لها مع الإطارات كما في صورة (3) تبين طريقة كبس الأبواب بواسطة آلة الفخات .

صورة (3)

صناعة الأبواب وكبسها بواسطة آلة الفخات في مدينة العمارة

    المصدر : الدراسة الميدانية  في سوق النجارين بتاريخ 15/8/2015


ج- عامل الصباغة : وهو العامل المختص بصبغ وتلميع الأثاث وبطرقه المختلفة كما في صورة (4)

صورة (4)

عامل يقوم بعملية صبغ الأخشاب في مدينة العمارة

   المصدر : الدراسة الميدانية حي العامل 16/9/2015

د- عامل الجراخة  : هو العامل الذي يقوم بخراطة الأخشاب بواسطة ماكنة خاصة صورة (5) .

صورة (5)

آلة خراطة الخشب في معامل الصناعات الخشبية في مدينة العمارة

   المصدر : الدراسة الميدانية في حي الحسين القديم 16/9/2015

ه- عامل مختص بتصفية الخشب بواسطة آلة كبيرة الرندة والدبل أوآلة تصفية يدوية صورة ( 6و7). 

صورة (6)

عامل يقوم بتصفية الخشب بواسطة الرندة (الدبل) في مدينة العمارة

المصدر : الدراسة الميدانية سوق النجارين 22/8/2015

صورة (7)

عامل يقوم بتصفية الخشب بواسطة الآلة اليدوية في مدينة العمارة

    المصدر : الدراسة الميدانية حي الحسين الجديد 16/9/2015

و- عامل الدوشمة : وهو العامل الذي يختص بتغليف الكراسي والمقاعد للأثاث المنزلي والمكتبي صورة (8).                                         صورة (8)

دوشمة الأثاث في مدينة العمارة

 المصدر : الدراسة الميدانية سوق النجارين 22/10/2015

ز- عامل الفريزة : يقوم بالعمل على آلة الفريزة لعمل النقش والحفر في الخشب صورة (9) .

صورة (9)

عامل يقوم بالنقش بواسطة آلة الفريزة

   المصدر : الدراسة الميدانية سوق النجارين 24/8/2015

ح- عامل إطارات الصور : وهو العامل المختص بتجهيز الخشب الخاص باطارات الصور وتقطيع الزجاج والمرايا بحسب القياس المناسب و الطلب من قبل المستهلك . وعادةً من يقوم بهذا العمل هو نفسه العامل الذي يقوم بتقطيع الزجاج والمرايا لمعامل الموبيليات والآثاث المنزلي .

     إذ تتوفر الأيدي العاملة التي تمتلك مهارة عالية وإتقان في إعمال الصناعة الخشبية في القطاع الشرقي فضلا عن  الموقع المركزي الذي يوفر عرضا لليد العاملة بسبب شهرة المكائن الأمر الذي يشجع على توطن هذه الصناعة في تلك المواضع أكثر من غيرها في بقية المدينة وأيضا بقية القطاعات , فيعد توفر اليد العاملة عامل مهم في توطن هذا القطاع الصناعي فيها , وبالمقابل يعد هذا القطاع الصناعي أيضاً ذات دور فعال في امتصاص جزء من البطالة وذلك بسبب الإقبال على هذا القطاع بسبب ارتفاع الأجور مع ارتفاع المستوى المعيشي وحركة العمل في محافظة ميسان ككل خاصة بعد عام 2003 ,  فضلاً عن الدور الكبير للخبرة والمهارة والعمر في العمل التي تجعل هذا العامل له دور في توطن الصناعة الخشبية , إذ ظهر من جدول (4) إن القطاع الشرقي حاز على أكثر من نصف في عدد العمال وذلك نتيجة عامل الخبرة المتراكمة إذ حاز هذا القطاع على(38) عامل في الفئة العمرية (أكبر من 50 سنة ) وذلك حسب أصناف العمال (الإدارة والكفاءة العليا,الفنيون ,العمال الماهرين ,العمال غير الماهرين ) بواقع (34 , 4)على التوالي لعدم وجود عمال من الصنفين الأخيرين ضمن هذه الفئة , بينما القطاع الغربي (4) عامل من الصنف الأول فقط والشمالي (3) عامل من الصنف الأول أيضا , إما الفئة الثانية (37 ــ 50سنة) فكان للقطاع الشرقي أيضا المرتبة الأولى بواقع (158) عامل موزعة على أصناف العمال الأربعة المذكورة أنفا(83, 62, 13, 0) يليه القطاع الشمالي بـواقع (32) عامل موزعة على أصناف العمال (21 ,5 ,5, 1) , يليه القطاع الغربي بواقع (26) عامل موزعة على (23, 3) عامل لكلا من الإدارة والكفاءة العليا والعمال الماهرين , إما الفئة الأخيرة (20 ــ 36 سنة ) حاز القطاع الشرقي على المركز الأول بـواقع (361)عامل موزعين على (32, 77, 185 ,67) عامل يليه القطاع الغربي بـواقع (147) عامل موزعين إلى (26, 50 ,53, 18) عامل حسب أصناف العمال وأخيراً القطاع الشمالي بـواقع (86) عامل موزعين إلى (13, 24 ,39 ,10) عامل .

     إما أجور العمال الأسبوعية فقد بلغت (451850) ألف دينار لمجمل الصناعات الخشبية في مدينة العمارة وكان المركز الأول من نصيب القطاع  الشرقي بواقع (261790) ألف دينار يليه القطاعين الشمالي والغربي بواقع (55930, 24020) ألف دينار.


جدول (4)

التوزيع الجغرافي للأيدي العاملة ودرجة مهارتهم واعمارهم بحسب قطاعات مدينة العمارة عام 2015

 

 

 

القطاع

صنف العامل

 

 

 

الإعداد

فئة العمر

%

الأجور الأسبوعية بآلاف الدنانير

20ــ 36سنة

37 ـ 50سنة

اكبر من 50سنة

الشمالي

الإدارة والكفاءة العليا

35

13

21

3

4,1

7875

الفنيون

29

24

5

3,4

4350

العمال الماهرين

44

39

5

5,1

3080

العمال غير الماهرين

11

10

1

1,3

275

المجموع

119

86

32

3

13,9

55930

الشرقي

الإدارة والكفاءة العليا

149

32

83

34

17,4

33525

الفنيون

143

77

62

4

16,7

21450

العمال الماهرين

198

185

13

23,2

13860

العمال غير الماهرين

67

67

7,8

1675

المجموع

557

361

158

38

65,1

261790

الغربي

الإدارة والكفاءة العليا

54

26

23

4

6,3

12150

الفنيون

50

50

5,8

7500

العمال الماهرين

56

53

3

6,5

3920

العمال غير الماهرين

18

18

2,1

450

المجموع

178

147

26

4

20,8

24020

المجموع الكلي للقطاعات

855

594

216

90

100

451850

المصدر : نتائج استمارة المسح الميداني المعدة من قبل الباحثة لمدينة العمارة للمدة (20/8 لغاية  25/10) لعام 2015


4 - الأرض

      الأرض من العوامل المكانية الضرورية لقيام الصناعة في كل موقع تختار إن تكون فيه , فكل صناعة تحتاج إلى مساحة من أرض جافة ومستوية لتقيم عليها مصانعها, فضلاً عن مساحة لعمليات التفريغ والتحميل واحتمالات التوسع المستقبلي , وجميع الصناعات تسعى إلى إن يكون ثمن الأرض رخيصا ومع ذلك فإن الارتفاع لا يعد مشكلة لأنه يعد جزءاً من رأس المال فالمشكلة في توفيرها بالقدر المطلوب حسب نوع الصناعات الثقيلة أو الخفيفة منها .(1)

     عامل الأرض من العوامل المكانية الضرورية لقيام المنشات الصناعية صغيرة أكانت أم كبيرة ويبدو أثر عامل الأرض واضحا في اختيار موضع الصناعة ضمن المخطط الهيكلي للمدن لاختلاف أسعار الأرض من مكان إلى آخر وتؤثر الأرض من حيث مساحتها وخصائصها وموقعها وأثمانها , ولا سيما بالنسبة للصناعات التي تحتاج إلى مساحات واسعة من الأرض لإقامة المصانع والمنشات التابعة لها التي تشمل مباني الإدارة والمخازن والمستودعات . فكل صناعة تحتاج إلى مساحة من الأرض لتقيم عليها مصنعا وتحتاج أيضا مساحات لعمليات التفريغ والتحميل واحتمالات التوسع المستقبلي فضلاً عن احتياجها إلى مساحة لرمي النفايات والمواد غير المرغوب بها وتصريف الماء الزائد ولا بد من اختيار موقع وموضع الأرض وإن يتمتع بمزايا معينة منها رخص قيم الأرض وموقعها بالقرب من الخدمات ووقوعها بالقرب من طرق النقل الجيدة .(2) وإن عامل الأرض له دور بالنسبة لتوطن الصناعة الخشبية في المدينة ولكن بعدة إشكال وبحسب فرع الصناعة فصناعة الآثاث المنزلي والآثاث المنزلي والأبواب  تحتاج إلى مساحات كبيرة فضلاً عن مساحات للشحن والتفريغ , إذ تبين من الدراسة الميدانية إن مساحات معامل الصناعات الخشبية في مدينة العمارة بلغت (12305) م2موزعة على معامل الصناعات الخشبية المختلفة بـ(1163, 285, 354, 227) م2 لكل من (الاثاث المنزلي , الاثاث المنزلي والأبواب , الأبواب وإطاراتها واخرى , إطارات الصور)  وتحتاج الصناعات الخشبية مصاريف إضافية تفوق مثيلاتها مع الارتفاع في أسعار الإيجارات والأراضي ولا سيما في مركز مدينة العمارة الأمر الذي اثر وبشكل مباشر في توطن الصناعة الخشبية مما أدى في الوقت الحالي انتشار المصانع بالقرب من المسكن وكما في جدول (2) , الذي يبين تأثر (33) معملا بعامل القرب من المسكن بنسبة (5,3%) واحتل هذا العامل المرتبة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)   إبراهيم شريف وآخرون ,  جغرافية الصناعة, دار الكتب للطباعة والنشر , جامعة الموصل , 1981 , ص98و99.

(2)  عدي فاضل عبد الكعبي , واقع التوزيع الجغرافي للصناعات الكهربائية في محافظة بغداد , رسالة ماجستير , كلية التربية / ابن رشد, بغداد ,2003 , ص121.

الخامسة من بين باقي العوامل في المدينة وكان للقطاع الغربي المركز الأول بـواقع (15) معملا بنسبة (45%) يليه كلا من القطاعين الشرقي والشمالي بواقع (12, 6) معملا بنسبة (36 , 18%) , إما على مستوى كل قطاع بلدي في مدينة العمارة فقد احتل القطاع الغربي المرتبة الأولى من بين باقي عوامل التوطن في القطاع بنسبة (10,8%) يليه القطاعين الشمالي والغربي بـنسبة ( 7,5 , 3 %) وذلك لغرض توفر الأرض (ملك) وإنشاء المعمل بجزء من مساحة المسكن , أو اختيار مناطق بعيدة عن مركز المدينة بغية رخص الإيجارات والأراضي بصفة عامة وأيضا من الأمور السلبية الناتجة عن الارتفاع في أسعار الإيجارات والأراضي التي وصلت إلى أكثر من مليون دينار في بعض الشوارع التجارية المهمة , فضلا عن القيام بالعديد من العمليات الصناعية خارج المعمل . إذ تبين من جدول (2) حصول عامل الأرض على (96) معملا بنسبة (15,3%) واحتل هذا العامل المرتبة الرابعة من بين عوامل التوطن موزعة على قطاعات المدينة فكان للقطاع الغربي  (34) معملا بنسبة (35%) يليه القطاعين الشرقي والشمالي بـواقع (32, 30) معملا بنسبة (33 , 31%) على التوالي إما على مستوى كل قطاع فقد احتل القطاع الشمالي المرتبة الأولى من بين باقي العوامل في القطاع بـنسبة (37,5%) يليه القطاعين الغربي والشرقي بـنسبة (24,5 , 7,9%).

5- السوق

تعد الأسواق ذات أهمية كبيرة في توطن الصناعة إذ لا تقل أهمية عن العوامل الأخرى لكون الصناعة تعمل وفقا لحاجة السوق ومتطلباته , ويتوقف البيع تبعا لعدد السكان من جهة والقدرة الشرائية من جهة أخرى . فالصناعات تتوطن بالقرب من السوق وقد يفرض السوق وجود بعض الصناعات التي ترتبط بأذواق المستهلكين .(1) وتعد الصناعات الخشبية ولا سيما صناعة الأثاث من الصناعات التي ترتبط بالسوق النهائية المتمثلة بمراكز المدن , وتحتاج إلى عدد من المستهلكين أكثر من غيره من الصناعات الاستهلاكية فضلاً عن أنها ترتبط بأذواق المستهلكين . ولقد تزايد إعداد سكان محافظة ميسان من (372575) نسمة عام 1977م إلى (890752) نسمة عام 2010م وهذه الزيادة كان لها الدور الكبير في زيادة الطلب على السلع والمنتجات الصناعية سواء كانت منتجات محلية أم مستوردة .(2)وكانت أعداد سكان مدينة العمارة للعامين(1977ــ 2010) بحدود من(39520 ـــ 119863 ) نسمه بزيادة مقدارها (80343) نسمة .(3) وبعد عام 2003 وارتفاع المستوى المعاشي والإقبال بشكل كبير على شراء الأثاث المنزلي فضلاً عن حركة البناء الكبيرة التي جابت البلاد والمحافظة بشكل خاص لذا توفر لهذا القطاع السوق الواسعة لاستهلاك منتجاته المتعددة ،كما إن موقع السوق بالقرب من الزبائن أو المواد الخام أو طرق النقل أو تاريخ نشأته له الأثر في قوة حركته , وقد تبين من جدول (2) إن عدد المعامل التي فضلت القرب من السوق بلغ (106) معملا بنسبة (16,9%) وبالمرتبة الثالثة من بين باقي عوامل التوطن في المدينة , موزعة على القطاعين الشرقي بالمرتبة الأولى بواقع (104) معملا بنسبة (98%) يليه القطاع الغربي بـواقع (2) معملا بنسبة (2%) بينما لم يكن لهذا العامل أي نصيب للقطاع الشمالي , وهذا يشير إلى إن أكبر عدد معامل الصناعات الخشبية تتركز في القطاع الشرقي في منطقة ( شارع  النجارين ) إذ بلغ (71) معملاً ويعود تركز هذه المعامل في ذلك القطاع هو نتاج شهرة ذلك المكان وكثرة المتسوقين منه , إما على مستوى كل قطاع بلدي في مدينة العمارة فقد احتل القطاع الشرقي المرتبة الأولى بـنسبة (25,6%) من بين باقي عوامل التوطن في القطاع  بينما القطاع الغربي بنسبة (1,4%) .

6- النقل  

"  يقصد بالنقل جميع الطرق والوسائط التي بها يجري نقل الإنسان ومنتجاته من مكان إلى آخر ويعد النقل من العوامل المهمة في توطن الصناعات " .(4)

     لوسائط النقل دوراً بارزاً في اختيار موقع المشاريع الصناعية وتحديد حجم الحمولات وتوزيعها من منطقة إلى منطقة أخرى استناداً إلى حجم السلع والبضائع المنقولة من المشاريع الصناعية , ونقل المواد الأولية والخامات إلى هذه المشاريع .(1)

    وتختلف تكاليف النقل من منطقة إلى أخرى بحسب كثافة النقل أو ازدواجه وتعدد وسائطه فالمناطق التي فيها حركة النقل ذهابا واياباً تكون تكاليفه فيها اخفض مما في المناطق الأخرى التي تكون حركته فيها ذهابا فقط , كما إن المناطق التي تتعدد فيها وسائط النقل وتتنوع تنخفض فيها التكاليف بتأثير عامل المنافسة .(2)

     وتبين من جدول (2) إن معظم معامل الصناعات الخشبية  في مدينة العمارة قد استوطنت في مواقعها بسبب سهولة الحركة والانتقال واحتلت المرتبة الأولى من بين باقي عوامل التوطن الأخرى ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) حيدر عدنان أمير , العوامل المؤثرة على اختيار موقع المشروع الصناعي وأثر ذلك على تلوث البيئة , مجلة دراسات محاسبية ومالية ,  

    المجلد الثامن , العدد(22) , 2013, ص 354.

(2) إبراهيم شريف وآخرون , مصدر سابق , ص83 .                                          

في المدينة , وذلك بـواقع (209) معملا بنسبة (23,4%) موزعة على قطاعات مدينة العمارة إذ احتل القطاع الشرقي المرتبة الأولى بـواقع (127) معملا بنسبة (61%) يليه القطاعين الغربي والشمالي بواقع (48 ,34) معملا بنسبة (23 , 16%) , إما على مستوى كل قطاع في مدينة العمارة فقد احتل القطاع الشمالي المرتبة الأولى بنسبة (42,5%) من بين باقي عوامل التوطن الأخرى في المدينة يليه القطاعين الغربي والشرقي بـنسبة (34,5 , 31,2%) . كما إن عامل النقل يوثر في تصريف المنتجات أو من ناحية الحصول على المواد الأولية للصناعة الخشبية فأغلب مصادر الأخشاب مستوردة من خارج العراق ومصادر الحصول عليها إما من داخل المدينة أو من خارجها , ومع التطور الحاصل في وسائل النقل وطرق التحميل بعناية أصبح هذا العامل ذات أثر غير واضح لأن أغلب المستوردين لبيع المواد الأولية للصناعات الخشبية والنصف مصنعة هم في كل من مدينة ( الحلة وبغداد والبصرة )التي تبعد عن محافظة ميسان بأبعاد مختلفة وبأجور نقل تتفاوت بين (180 ـــ 250) إلف دينار عراقي بواسطة سيارة حمل مختلفة الأحجام , فضلاً عن إن وجود تجار مستوردين لبيع الأخشاب والمواد الأولية بالجملة في داخل المدينة وبأجور قللت من تكاليف الإنتاج بشكل كبير إذا إن أعلى تكلفة نقل تصل من(10 ــ 50 ) ألف دينار قلل من أهمية هذا العامل لهذه الصناعة ويختلف تأثير عامل النقل بحسب فروع الصناعة ناهيك عن اثر الوسائل المطلوبة لكل فرع صناعي , فبعض الصناعات لا تستغني عن وسائل النقل الكبيرة الحجم والمتوسطة بحكم نوعها كما في صناعات الموبيليات والأثاث المنزلي , بعكس صناعة (الأبواب وإطارات الصور) التي تختلف الوسائل التي تحتاجها لنقل المواد الخام والأدوات الأخرى اللازمة للصناعة , فضلا عن كون وسيلة النقل تابعة للمعمل أم مؤجرة الأمر الذي يكلف أجور إضافية للإنتاج وكما في جدول (5) الذي يوضح ملكية وسائل النقل فكانت نسبة المعامل التي تمتلك وسائط نقل خاصة بالمعمل (55,5%) لـ(127) معملا موزعة على قطاعات مدينة العمارة إذ حاز القطاع الشرقي على المرتبة الأولى بنسبة (66,1%) يليه كلا من القطاعين الغربي والشمالي بواقع (25 , 18) معملاً بنسبة (19,7 , 14,2%) , إما على مستوى كل قطاع بلدي في مدينة العمارة فقد احتل القطاع الشرقي المرتبة الأولى بنسبة (60,4%) يليه كلا من القطاعين الشمالي والغربي بـنسبة (48,6, 47,2%) , بينما كانت نسبة المعامل التي لا تمتلك وسائط نقل خاصة (44,5%) لـ(102) معملاً موزعة على قطاعات مدينة العمارة بنسبة (53,9%) للقطاع الشرقي يليه كلا من القطاعين الغربي والشمالي بنسبة (27,5, 18,6%) , إما على مستوى كل قطاع في مدينة العمارة فقد احتل القطاع الغربي المرتبة الأولى في نسبة المعامل التي لا تمتلك وسائل نقل خاصة بالمعمل إذ بلغت (52,8%) يليه كلا من القطاعين الشمالي والشرقي بـنسبة (51,3 , 39,6%) فضلا عن ذلك اتضح اعتماد (صناعة الاثاث المنزلي , الاثاث المنزلي والأبواب ) جميعها على النقل بمركبات الحمل بعكس الصناعات الأخرى (الأبواب وإطاراتها) التي تعتمد مركبات حمل وغيرها وإطارات الصور لا تعتمد مركبات الحمل وإنما وسائل نقل صغيرة بمختلف أنواعها , إضافة إلى أن اغلب المعامل التي تم إنشاؤها حديثا كانت بالقرب من طرق النقل وبالأخص الطرق المهمة التي تكون ذات حركة سير مستمرة إذ يعد عامل مشجع بالأخص من ناحية الشحن والتفريغ .

جدول (5)

ملكية وسائل النقل للمعمل المعتمدة في الصناعات الخشبية في مدينة العمارة عام 2015

 

القطاع

وسائل نقل خاصة بالمعمل

نعم

%

%

لا

%

%

المجموع

%

الشمالي

18

14,2

48,6

19

18,6

51,3

37

100

الشرقي

84

66,1

60,4

55

53,9

39,6

139

100

الغربي

25

19, 7

47,2

28

27,5

52,8

53

100

المجموع

127

100

55,5

102

100

44.,5

229

100

      المصدر : نتائج استمارة المسح الميداني المعدة من قبل الباحثة لمدينة العمارة للمدة (20/8 لغاية  25/10) لعام 2015

7- الطاقة والوقود

        تحتاج المعامل إلى طاقة لغرض الاستفادة منها في إدارة المكائن والآلات المعتمدة في صناعة المنتجات الخشبية وتختلف الطاقة المعتمدة فيها والمتمثلة بالطاقة الكهربائية بشكل رئيس , كما تستخدم (البنزين والكازويل) بشكل غير مباشر في إنتاج الطاقة الكهربائية لعدم انتظام التيار الكهربائي من الشبكة الوطنية مما يعيق الإنتاج الصناعي .(1)

       وتعد الصناعات الخشبية من الصناعات التي تحتاج إلى الطاقة والوقود فهي تحتاج الطاقة الكهربائية في تحريك المكائن للإنتاج  وتحتاج الوقود (كالبنزين والكازويل ) في تشغيل مولدات الطاقة الكهربائية اللازمة لإدارة الآلات والمكائن لاستمرار الإنتاج وبذلك تتحمل تكاليف أسعار الوقود أو قد يكون الدفع لإنتاج الطاقة الكهربائية من المولدات الأهلية التي تزودها بالطاقة وبأسعار تجهيز تختلف بحسب مقدار الطاقة المجهزة شهرياً إذ يعاني العراق بعد عام 2003 من انقطاع التيار الكهربائي بشكل متكرر ومنه مدينة العمارة الأمر الذي يعرقل سير العملية الإنتاجية مما حدا بأصحاب المعامل إلى اللجوء لهذه الوسائل لتجهيز الطاقة الكهربائية واستمرا ر العمل  مما أضاف تكاليف للإنتاج وزاد من مصاريف العمل بسبب دفع أجور الوقود لتشغيل المولدات الخاصة بالمعمل كما أسلفنا, ذلك مع

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)   محمد محمود إبراهيم الديب , الجغرافيا الاقتصادية منظور معاصر, مكتبة الأنجلو المصرية , 2008 ,   ص817.

العلم بتوفر الوقود بشكل سهل في المحافظة ويتم استخدام الوقود في مراحل الإنتاج المخـــــــــــتلفة وليس فقط لإنتاج الطاقة ولكن بشكل ضــــــئيل جدا كاستعماله في عملية الصبغ وتلــــميع الأخشاب وذلك بخلط مادة البنزين مع مادة الصبغ , يتضح من جدول (6) إن جميع معامل الصناعات الخشبية في مدينة العمارة تعتمد على الطاقة الكهربائية الحكومية وتكاليف الطاقة التي تدفع شهرياً قسمت وفق فئات وبالدينار العراقي ، إذ وقع ضمن الفئة الأولى (31 ــ 50) إلف دينار (25) معملاً موزعة على كل من القطاع الشمالي والشرقي والغربي بواقع (4, 18, 3 ) معملا على التوالي ، إما الفئة الثانية (15 ــ 30) ألف دينار وقع ضمنها (204) معملا للصناعات الخشبية وكان نصيب كلا من القطاع (الشمالي , الشرقي , الغربي ) بـواقع (34, 119 ,51 ) معملاً على التوالي . إلا أ، الطاقة الكهربائية المعتمدة في الصناعات الخشبية تعاني من عدم انتظامها مما دفع أصحاب المعامل إلى اعتماد الطاقة الكهربائية من المولدات الأهلية أو المولدات الخاصة ويتضح من جدول (7) الذي يبين تكاليف الطاقة المستهلكة شهرياً المجهزة من المولدات الأهلية الخاصة بالمعمل ظهر إن (60 ) معملا تعتمد على الطاقة المجهزة من المولدات الأهلية في توفير الطاقة اللازمة للعمل موزعة على قطاعات المدينة الثلاثة فكانت المرتبة الأولى للقطاع الشرقي بواقع (32) معملاً .

جدول(6)

تكاليف الطاقة الكهربائية الوطنية للصناعات الخشبية حسب قطاعات مدينة العمارة عام 2015

القطاع

نوع الطاقة

الفئة /دينار عراقي /شهر

 

الطاقة الكهربائية

 

(15 ــــ 30) إلف دينار

(31 ــــ50) إلف دينار

المجموع

الشمالي

34

4

38

الشرقي

119

18

137

الغربي

51

3

54

المجموع

204

25

229

المصدر : نتائج استمارة المسح الميداني المعدة من قبل الباحثة لمدينة العمارة للمدة (20/8 لغاية  25/10) لعام 2015

بنسبة (14%) يليه كلا من القطاع الغربي والشمالي بواقع (15 ,13 ) معملاً بنسبة (6,6 , 5,7%) على التوالي , إما وفق تقسيم تكاليف الطاقة إلى فئات فكانت المرتبة الأولى ضمن الفئة (56 ألف دينار فأكثر) للقطاع الشرقي بواقع (10) معملاً من أصل (13) معملا يليه القطاع الشمالي بـواقع (3) معملاً وعدم وجود أي معمل للقطاع الشرقي ضمن هذه الفئة , إما الفئة الثانية (41 ــ 55) ألف دينار حاز القطاع الشرقي على المرتبة الأولى بـواقع (15) معملاً من أصل (24) معملا يليه كلا من القطاع الشمالي والغربي بـواقع (5, 4 ) معملاً على التوالي , إما الفئة الأخيرة ضمن الفئة ( 25 ــ 40) ألف دينار فكانت المرتبة الأولى للقطاع الغربي بواقع (11) معملا يليه القطاع الشرقي بواقع  (7) معملاً وأخيراً القطاع الشمالي بواقع (5) معملاً , إما الطاقة المستهلكة من المولد الخاص بالمعمل ظهر إن (169) معملا تعتمد عليها في توفير الطاقة فكانت النسبة الأكبر للقطاع الشرقي (107) معملا بنسبة (46,7%) يليه كلا من القطاع الغربي والشمالي بـواقع (40 ,22 ) معملا بنسب (17,5 ,9,6%) على التوالي , إما وفق الفئات فكان للقطاع الشرقي المرتبة الأولى ضمن الفئة الأولى (66 ألف دينار فأكثر ) بـواقع (65) معملا من مجموع المعامل البالغ عددها(92) معملا يليه كلا من القطاعين الغربي والشمالي بـواقع (17 ,10 ) معملا على التوالي , إما الفئة الثانية (51 ــ 65) إلف دينار فكان النصيب الأوفر أيضا للقطاع الشرقي بواقع (25) معملا من مجموع المعامل البالغ عددها (43) معملا يليه كلا من القطاعين الغربي والشمالي بـواقع (15 ,3 ) معملا , بينما كان للقطاع الشرقي المرتبة الأولى ضمن الفئة الأخيرة (35 ــ 50 ) إلف دينار بـواقع (17) معملا من مجموع المعامل البالغ عددها (34) معملا يليه كلا من القطاعين الشمالي والغربي بـواقع (9 , 8)  معملا على التوالي , ومن ذلك تبين إن نسبة معامل الصناعات الخشبية التي تعتمد على المولدات الخاصة بالمعمل بلغت ( 73,8%) إي أكثر من ثلثي مثيلتها التي تعتمد على المولدات الأهلية البالغة (26,2%) . وذلك يعود إلى مقدار الطاقة الكهربائية الكبير الذي تحتاج إليه الصناعات الخشبية لتشغيل المكائن والآلات في حال انقطاع التيار الكهربائي المجهز من الشبكة الوطنية المجهزة لمعامل الأثاث المنزلي مقارنة مع غيرها من معامل الصناعات الخشبية التي تحتاج مكائنها إلى طاقة أقل كـ(إطارات الصور والأبواب) التي تحتاج طاقة أقل .

جدول (7)

تكاليف الطاقة المجهزة من المولدات الأهلية والخاصة للصناعات الخشبية وفق قطاعات مدينة العمارة عام 2015

مصدر الطاقة

القطاع

(25ـــ40)ألف دينار

(41 ـــ 55)إلف دينار

56 إلف دينار فأكثر

المجموع

%

المولد الإيجار

الشمالي

5

5

3

13

5,7

الشرقي

7

15

10

32

14

الغربي

11

4

0

15

6,6

المجموع

23

24

13

60

26,2

مصدر الطاقة

القطاع

(35ـ50) ألف دينار

(51 ـــ 65) ألف  دينار

66 ألف دينار فأكثر

المجموع

%

المولد خاص بالمعمل

 

الشمالي

9

3

10

22

9,6

الشرقي

17

25

65

107

46,7

الغربي

8

15

17

40

17,5

المجموع

34

43

92

169

73,8

المجموع الكلي

57

67

105

229

100

المصدر : نتائج استمارة المسح الميداني المعدة من قبل الباحثة لمدينة العمارة للمدة (20/8 لغاية  25/10) لعام 2015

8 - سياسة الدولة

     برزت فكرة تدخل الدولة في النشاط الاقتصادي نتيجة للدعوة المتزايدة لضرورة تدخل الدول بدرجة اكبر في توجيه النشاط الاقتصادي . ثم إن تزايد المهام والمسؤوليات الملقاة على عاتق الدولة في العصر الحالي , كان هو الأخر حافزا يدعو إلى استخدام سلطة الدولة في هذا المجال ,إذ من غير الممكن للدولة إن تتجاهل قرارات مشاريع أصحاب الأموال أو منظمي المشروعات التي تعبر عن مصالحهم الخاصة ولكنها تحتاج في الوقت نفسه اتفاقاً حكومياً ضخماً لغرض توفير أسس المشروعات الصحيحة في المناطق التي يحددها منظموا تلك المشروعات لإقامة مشاريعهم المقترحة.(1)

     ويبرز دور التدخل الحكومي في دعم الصناعة المحلية في العراق من جهات عدةّ منها تطبيق فعّال لقانون حماية المنتجات العراقية وفقا لقانون رقم (11) لسنة 2010 اذ أن الهدف الرئيسي لهذا القانون هو حماية المنتجات العراقية من الآثار المترتبة عن الممارسات الضارة في التجارة الدولية مع العراق مع توفير بيئة صناعية وطنية قادرة على المنافسة في الأسواق المحلية والعالمية .(2)

       وكذلك الإعفاء عن ضريبة استيراد المكائن والآلات والمواد الأولية كما إن إسهام الدولة في توطين الصناعة من خلال تطبيق قانون التعرفة الكمركية الذي يساهم في حماية المنتج من المنافسة وتقديم الدعم المالي والتكنولوجي للقطاع الخاص , و تسهيلات القرض المصرفي في دعم المشاريع الصناعية مع تخفيض في حجم الفائدة, والتسديد المريح فضلاً عن خلق فرص تسويقية في الداخل والخارج .(3)

     وبذلك يساهم الدعم الحكومي في توطن الصناعات الخشبية في مدينة العمارة كونها تعود ملكيتها للقطاع الخاص في الوقت الحاضر وتعد من الصناعات التي تأثرت بشكل كبير بعامل المنافسة من المنتجات المستوردة من خارج العراق 

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)   عبد خليل فضيل و أحمد حبيب رسول , جغرافية العراق الصناعية, طبع جامعة الموصل , 1984, ص149.

(2)  جريدة الوقائع العراقية , قوانين , العدد(4147) ,2010 , ص3.

(3)  عبد الله نجم عبد الشاوي وعامر احمد محمد, دور الدولة في دعم القطاع الصناعي في العراق , مجلة الإدارة والاقتصاد, العدد  (89) , 2011 , ص5.

9- الرغبة الشخصية

      ظهر من خلال العديد من الدراسات بان الاعتبارات الشخصية في توطن الصناعة وخاصة في القطاع الخاص كانت على درجة ما من الأهمية . فهناك ميل لأكثرية المستثمرين في القطاع الخاص لان يقيموا مشاريعهم في المراكز الحضرية التي يقيمون فيها على الرغم من إن هذه المراكز قد لا تكون عمليا أحسن المواقع للصناعة كما وأن الخوف من المخاطرة الصناعية يحدد مجالات الاستثمار وعلى الرغم من إن أغلب رؤوس الأموال المتوفرة لدى الأشخاص جاءت من الإرث العائلي أو من ملكيات شخصية أو من العمل التجاري  ولهذا فان المستثمر الذي يرغب في اقتحام ميدان الصناعة يفضل منطقته على منطقة أخرى بعيدة عن مكان سكنه حتى ولو كانت تلك المناطق تحقق له مردود جيدا .(1)

      فرغبة المستثمر في تشييد المعمل في مكان ما يتبعه تشييد العديد من المعامل الأخرى في المكان نفسه ليس بتأثير فوائد الموقع فقط وإنما بتأثير عاملي التجمع والمنافسة .(2) وتعد الاعتبارات الشخصية ذات تأثير فاعل في توطن الصناعة في مدينة العمارة إذ إن أغلب الصناعات الخشبية التي توطنت في سوق النجارين توطنت بسبب الرغبة الشخصية نظرا لشهرة المكان إذ كان عامل ذات اثر بسبب توارث العمل عن الأسرة . كما يعد عامل الرغبة في القرب من المسكن ذات اثر في توطن الصناعة في مدينة العمارة إذ إن القرب من المسكن وفر أراضي رخيصة أو إيجارات رخيصة وكذلك توفر الخدمات من ماء وكهرباء فضلاً عن عوامل أخرى تخص الرغبة الشخصية . ومن جدول (2) أتضح إن عامل الرغبة الشخصية حاز على المرتبة الثانية من بين باقي عوامل التوطن الأخرى في المدينة بواقع (158) معملا بنسبة (25,2%) موزعة على قطاعات المدينة الثلاثة الشرقي والغربي والشمالي بـواقع (117, 34, 7) معملا على التوالي بنسب (74,1 , 21,5 , 4,4%) , إما على مستوى كل قطاع في مدينة العمارة فقد احتل القطاع الشرقي المرتبة الأولى بـواقع (28,7 %) من بين باقي العوامل الأخرى في القطاع يليه القطاعين الغربي  والشمالي بـنسبة (24,5, 8,8%) .

     وكل ما ذكر عن عوامل التوطن الصناعي للصناعات الخشبية في مدينة العمارة يثبت حقيقة ما ذهبت اليه الدراسة من فرضية عن تأثرها بمجموعة مختلفة من عوامل التوطن المكانية منها والاقتصادية والاجتماعية والسياسية .



(1)  فؤاد محمد الصقار ,الجغرافية الصناعية في العالم , ط1,وكالة المطبوعات , الكويت , 1980, ص63.

 

 (3) رضوان بن عبادي , صناعة الورق في تونس , رسالة ماجستير , كلية التربية / ابن رشد , 2003, ص103.

(*) الجدوى الاقتصادية : ويتم بموجبها تحديد الموازنة بين إجمالي المنفعـة مقابـل إجمالي الكلفة , ضمن معايير استثمارية اقتصادية   محددة، وخاصة ما يرتبط منها برفـع مـستوى الدخل القومي من جهة ، وبعدالة توزيعه من جهة أخرى . ينظر صباح اصطيفان كجة جي , إعداد دراسات الجدوى الاقتصادية لمشاريع التنمية , بغداد 2008, ص9 .

(4)  حسين موسى جاسم الآوسي ، التوطن الصناعي في محافظة كربلاء دراسة في جغرافية الصناعة ، مجلة جامعة كربلاء ، العدد(5)   ، بغداد ، 2003 .                            

 (1)  فؤاد محمد الصقار , الملامح الاقتصادية للدول النامية , ط1, وكالة المطبوعات , الكويت ,1982, ص209.

(2) مشتاق طالب صالح , الصناعات الخشبية في مدينة كربلاء , رسالة ماجستير غير منشورة , جامعة ديالى /كلية التربية ,2009,

      ص82.

(1)     ابراهيم شريف, جغرافية الصناعة , دار الرسالة للطباعة , بغداد , 1976, ص113 .

(2)   داليا عبد الجبار شنيشل التميمي, التباين المكاني للوفيات المسجلة في محافظة ميسان للمدة (1977ـ 2010) رسالة ماجستير / جامعة واسط , 2011 , غير منشورة , ص17.

(3)   كاظم شنته سعد , مصدر سابق, ص165.

(4)   عبد خليل فضيل , دراسة في الجغرافية الصناعية , مطبعة التعليم العالي , بغداد , 1989, ص162.

 

(1)   عبد خليل فضيل , التوزيع الجغرافي للصناعة في العراق , مطبعة الإرشاد , بغداد , 1976 , ص413.

(2)   مشتاق طالب صالح , الصناعات الخشبية في مدينة كربلاء , مصدر سابق , ص72.   

 

الاستنتاجات والمقترحات


أولاً  : الاستنتاجات

ثانياً : المقترحات

أولاً : الاستنتاجات

      بعد استعراض الدراسة لواقع الصناعات الخشبية في مدينة العمارة فقد خرجت الرسالة بعدة استنتاجات وكالآتي :

1-   تعد الصناعات الخشبية من الصناعات اليدوية والحرفية في مدينة العمارة ويعود تاريخ نشأتها إلى تاريخ نشوء مدينة العمارة عام 1861م وتضمنت في بدايتها صناعات خشبية بسيطة تشتمل على الأدوات الزراعية وبعض الأثاث المنزلي البسيط ثم تطورت الى صناعات خشبية متطورة استخدمت فيها الآلات الحديثة .

2-  احتوت مدينة العمارة (247) معملاً للصناعات الخشبية عام 2015 م موزعة على أربع أنواع من الصناعات , (112) معملاً لصناعة الأثاث المنزلي و(41) معملاً لصناعة الآثاث المنزلي والأبواب وإطاراتها , و(52) معملاً لصناعة الأبواب وإطاراتها و(42) معملاً لصناعة إطارات الصور ,  فضلاً عن صناعة الزوارق وصناعة بعض الأدوات الزراعية , وبذلك تعد رافداً من روافد اقتصاد مدينة العمارة فضلاً عن توفيرها فرص عمل للسكان .

3-  توزعت الصناعات الخشبية في مدينة العمارة على (36) حي سكني من أصل (56) حي وفقاً للقطاعات البلدية (الشمالي والشرقي والغربي ) وجاء هذا التوزيع منسجما مع التجمعات السكانية في قطاعات مدينة العمارة وسعة الأسواق فيها جاء القطاع الشرقي بالمركز الأول في عدد المعامل البالغ (148 ) معملاً والقطاع الغربي(59) معملا بينما القطاع الشمالي (40) معملاً .

4-  كشفت الدراسة وجود عدة عوامل مختلفة مؤثرة في قيام الصناعة الخشبية في مدينة العمارة منها مكانية واقتصادية واجتماعية إلى غيرها من العوامل وتتفاوت العوامل في مدى تأثيرها على الصناعة لكن العامل الأكثر تأثيراً في توطن الصناعات الخشبية هو عامل السوق بنسبة (16,9%) نتيجة تأثر الصناعة بذوق المستهلك ومستواه المعاشي والثقافي فضلاً عن دور المنافسة من المنتجات المستوردة من خارج البلد , مما يحقق اشباعاً لرغبات سكان مدينة العمارة .

5-  إن مصادر الحصول على الأخشاب الخام للصناعة هي الإستيراد من خارج البلد وذلك لعدم توفر خشب محلي صالح للصناعات الخشبية , وكذلك بالنسبة للمواد الأولية الأخرى للصناعة مما يعني أن هناك هدراً في العملة الصعبة تستنزف خارج البلاد .

6-  تعمل الصناعات الخشبية في مدينة العمارة بعدد من الأيدي العاملة بلغت (855) عامل ورأس مال (6850) مليون دينار عراقي وبمساحة (12305) م2وبقيمة إنتاج (24396,6) مليون دينار وبأسعار مكائن (1584,3) مليون دينار. مما يعني أن هناك توجها للإفادة من الصناعات الخشبية في مدينة العمارة ولا سيما الآثاث المنزلي والأبواب والشبابيك وإطاراتها التي تستمر إلى فترة طويله من الزمن وإمكانية منافسة البدائل .

7-  وجود منطقة تركز للصناعات الخشبية في مدينة العمارة بشكل واضح وبالأخص في القطاع الشرقي منها في كل من حي (الجديدة واليرموك والمحمودية ) المتمثلة بسوق ( النجارين ) في مدينة العمارة وذلك لوجود أكبر عدد من المعامل بلغ (148) معملاً وأكبر عدد من الأيدي العاملة بلغ  (564) عامل وأكبر قيمة من رأس المال بلغت (5003) مليون دينار عراقي وأكبر  مساحة بلغت (8847) م2 وأكبر قيمة إنتاج بلغت (16911,6) مليون دينار .

8-  وجود روابط صناعية للصناعات الخشبية في مدينة العمارة بين معامل الصناعات الخشبية  والسوق من جهة وبينها وبين المواد الأولية وكذلك بينها وبين الأيدي العاملة .

9- تعاني الصناعات الخشبية من مشاكل متعددة أبرزها ضيق المساحة إذ حازت على نسبة (12,1%) وعدم إمكانية التوسع المستقبلي , فضلاً عن تعرضها لعنصر المنافسة من المنتجات المستوردة بنسبة (14,6%) والمستوردة المستعملة ومنافسة المنتجات المحلية غير الخشبية من المنيوم وحديد وبلاستك بنسبة (8%) وكذلك تعاني الصناعات الخشبية شأنها شأن الصناعات الأخرى في العراق من انقطاع التيار الكهربائي وارتفاع تكاليف الإنتاج ونقص الملاكات الفنية المختصة بصيانة واصلاح المكائن والآلات اذ بلغت نسبة (9,2%) وارتفاع أسعار المواد الأولية ورداءة نوعيتها بنسبة (5,8%) وعدم توفر أماكن خاصة لخزن الأخشاب تحمل المواصفات القياسية للخزن لحمايتها من التعرض للرطوبة والحشرات بنسبة (13,6%) إلى غيرها من المشاكل الأخرى في مدينة العمارة التي حازت على نسبة (9,2%) .

10-      الصناعات الخشبية من الصناعات التي لا يمكن الاستغناء بأي حال من الأحوال عنها رغم المنافسة الشديدة لصناعات ببدائل عن الخشب لطول عمرها وجمالها فضلاً عن إمكانية اختيار الشكل تبعاً لرغبات الزبائن مما يعني أنها ستستمر لفترة طويلة رغم المنافسة الشديدة عن تلك البدائل. 

ثانياً : المقترحات

1-  ينبغي الاهتمام بتنمية الغابات الطبيعية في العراق وفقاً لأسس علمية وادخال التحسينات اللازمة عليها وتكثير الأشجار بغية الإستفادة من أخشابها في الصناعات الخشبية وسد جزء من حاجات الصناعة .

2-  الاهتمام بإقامة مراكز بحثية تهتم بنوعية المواد الأولية الداخلة في الصناعات الخشبية من أجل تحسينها وجعل منتجاتها ذات نوعية جيدة بغية جذب المستهلك نحو الصناعات المحلية .

3-  العمل على جعل استيراد المواد الأولية التي يصعب توفيرها محلياً تحت إشراف مؤسسات حكومية تابعة للدولة بدلاً من تركها بيد المستورد بشكل عشوائي .

4-  العمل على حل مشاكل النقل الخاصة بالصناعة من خلال خفض تكاليف الوقود بصورة عامة الأمر الذي يخفض من تكاليف النقل اللازمة للصناعة على مستوى مدخلات الصناعة ومخرجاتها الأمر الذي ينعكس على التقليل من كلف الإنتاج.

5-  زيادة مساهمة سلف الاقراض من قبل المصارف الحكومية لدعم المشاريع الصناعية وذلك بتخفيض نسب الفائدة وإطالة فترة التسديد .

6-  ضرورة إقامة الحكومة المحلية على إقامة المشاريع الصناعية في المناطق القليلة السكان أو الخالية منهم وذلك بإنشاء مجمعات صناعية وتأجيرها بأسعار تنافس أسعار الايجارات في المناطق القريبة من السكان للحد من التلوث ومخاطره الناتجة عن الصناعات الخشبية .

7-  العمل على إنشاء مؤسسات متخصصة ومؤهلة بأفضل الملاكات الفنية المختصة باصلاح وصيانة الآلات والمعدات المستخدمة في الصناعات الخشبية وتوفير قطع الغيار الجيدة المنشأ لها وبأسعار مناسبة .

8-  العمل على إنشاء مراكز لتأهيل وتدريب العاملين في الصناعات الخشبية لرفع الكفاءة الإنتاجية لهم للحصول على منتج بأفضل اخراج , واعتماد الآلات الحديثة في الصناعات الخشبية .

9-  العمل على الترويج والاعلان عن الصناعات الخشبية وتقديم الدعم الحكومي لها وحمايتها من المنافسة من المنتجات المستوردة وذلك بوضع تعرفة كمركية على المنتج المستورد لحفظ الأسعار بشكل متوافق بين المنتوج المحلي والمستورد .

10- الإستفادة من نشارة الخشب الناتجة عن تقطيع الخشب ونشره وتنعيمه واستعماله في صناعة  ( الحلفا ) التي تبطن بها أبواب جهاز التبريد (المبردة ) والعمل على إنشاء معمل خاص بها في مدينة العمارة فضلاً عن أنه بالإمكان الإستفادة من مخلفات الخشب في إنشاء معمل لصناعة الواح الخشب المضغوط الذي يستعمل في الصناعات الخشبية المختلفة في مدينة العمارة .

11- العمل على توعية أصحاب معامل الصناعات الخشبية وكادرها بمخاطر التلوث الضوضائي الناتج عن عمل الآلات والمكائن فضلاً عن أصوات مولدات الطاقة الكهربائية ومقدار الآثار الصحية التي تنتج مستقبلاً على القدرة السمعية لهم وللسكان القريبين من هذه المعامل وذلك باستخدام واقيات السمع وكذلك التلوث الهوائي بنشارة الخشب والغازات الناتجة عن الاصباغ وأدخنة مولدات الطاقة الكهربائية لذا يجب استخدام الكمامات الواقية للجهاز التنفسي .

 





تحميل الرسالة

👇




👇




تحميل الرسالة من قناة التليغرام

👇

👈   t.me/ThesisGeo


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا