دور
منفذ إمساعد في التنمية المكانية والتجارية
(دراسة في التخطيط الحضري)
د. بشير محـمد عبدالسلام (أستاذ مساعد) كلية
الآداب/ جامعة طبرق
د. سالم عبد الرسول المهدي (أستاذ مساعد) كلية
الآداب/ جامعة طبرق
بحوث المؤتمر الجغرافي الخامس لقسم الجغرافيا ونظم المعلومات الجغرافيا / جامعة بنغازي 2022م - التخطيط المكاني والتنمية في ليبيا - تحرير أ.د. ناجي عبد الله الزنتاني وآخرون - ص ص 34 - 135:
الملخص
تتسم المناطق الحدودية بطابع
خاص تستمده من خصائصها المكانية، ويعد منفذ إمساعد البري أحد أكبر وأهم المنافذ
البرية في البلاد؛ فله تأثيرات اقتصادية واجتماعية، وتهدف الدراسة إلى التعرف على دور
منذ إمساعد في التنمية المكانية والتجارية لكافة مناطق شرق إقليم البطنان، وتأتي
أهمية الدراسة كونها تناقش الأهمية التجارية للمنفذ ودوره في التنمية ، وتتمحور
مشكلة البحث في وجود نقص حاد في البيانات عن دور هذا المنفذ وأهميته في التنمية
المكانية، ويأتي تساؤل الدراسة في: ما نوع ومدى طبيعة الخدمات المقدمة من قبل
المنفذ؟
واعتمدت هذه الدراسة في
منهجيتها وأسلوبها في جمع البيانات والإحصائيات والمعلومات على المنهج الوصفي
التحليلي، والمنهج الإقليمي إضافة إلى استخدام المنهـــج الإحصائي الكمّــي من
خلال البيانات المتاحة بالمراجع والمصادر العلمية، إلى جانب أسلوب المقابلة الشخصية،
لمحاولة تبسيط المعطيات واستخلاص النتائج والحلول المقترحة.
وجاءت الدراسة محورين أساسيين/
المحور الأول: أهمية منفذ إمساعد ودوره في توطن العديد من المرافق والخدمات،
والمحور الثاني: الرؤية المستقبلية لدور المنفذ في التنمية ومبرراتها.
وتسهم نتائج الدراسة في تحديد
ورسم الملامح العامة للتنمية التجارية المكانية بالمنفذ، كما توصي الدراسة بسُبل
النهوض بالأنشطة التجارية بالمنفذ كأحد مقومات التنمية المكانية الشاملة من خلال
الاستفادة من الخصائص المكانية المتاحة.
الكلمات الدالــــــــة:
التنمية المكانية – التنمية التجارية المكانية – منطقة النفوذ- منطقة حرة.
The role of an Imssad customs border gate in spatial and commercial
development (study in urban planning)
المقدمة
:
تعد التنمية المكانية
الاقتصادية هدفاً تسعى لتحقيقه دول العالم عامةً والدول النامية خاصةً فقد حظيت
الدراسات التنموية عامة باهتمام بالغ سواءً من الجغرافيين أو غيرهم لما لها من
مكانة بارزة خاصة في الدراسات الجغرافية، وكذلك للدور الذي تلعبهُ التنمية
المكانية باعتبارها أحد العوامل التي يرتكز عليها توطن السكان في رقعة جغرافية
معينة، حيث أن عملية التنمية المكانية يمكنها أن تلعب دوراً فعالاً في الهيكل
المكاني من خلال التأثير المتبادل بين مشاريع التنمية المكانية وما يمكن أن تحدثهُ
من تغيرات على جميع المستويات الإقليمية والمحلية فهي توازن بين المكونات المكانية،
والسكانية، والاقتصادية
وتأتي دراسة الأنشطة التجارية
مقترنة بدراسة التنمية المكانية نتيجة إلى تحقيق التنمية الاقتصادية والبشرية
والاجتماعية، حيث تسهم في زيادة الدخل القومي وتعمل على تحسين معيشة الفرد من خلال
توفير فرص العمل له، وتوفير السلع والخدمات المطلوبة لإشباع حاجاته بالإضافة إلى تحسين
مستواه الصحي والتعليمي والثقافي وتحسين المدفوعات بما يحقق له سد عجز الدولة وبالتالي
تعود بالفائدة على الدولة والمجتمع مرةً أخرى
تعد بلدة إمساعد هي تأشيرة الدخول
بين دولتي ليبيا ومصر، وبذلك تكون حلقة وصل للتجارة الدولية اليومية، إذ يوجد بها
منفذاً لتجميع وعبور البضائع عبر الشاحنات القادمة من مصر والأردن، والسعودية، (حظيرة
جمركية) تمثل القوة الاقتصادية الرئيسة عامة وفي قطاع التجارة خاصة، وهي تجمعاً
سكانياً وبداية خط المواصلات القادم من مصر والمتوجه نحو مناطق أخرى في البلاد
وتمثل حركة المرور الدولية فرصةً كبيرةً للتنمية المكانية التجارية وهي أول نقطة
توقف توفر العديد من الخدمات للمسافرين للدوليين وعلى الرغم من وجود مشكلات تواجه
التنمية بالمنطقة الحدودية أدت إلى تعثرها لاسيما من الجانب المصري إلا أنها في
الواقع تُتيح امكانات تجارية محتملة عبر الحدود ويتوقع لها النمو من خلال خطط
التبادل التجاري بين البلدين.
وتقع منطقة الدراسة (بلدة إمساعد) في أقصى شرق
البلاد، ويحدها من الشرق والجنوب الحدود الليبية المصرية ومن الغرب منطقة قصر
الجدي، ومن الشمال منطقة البردية والبحر المتوسط أما فلكياً فتقع عند التقاء خط
طول (00 03 25 شرقاً) ودائرة عرض(00 36 31شمالاً) كما هو مبين في الخريطة (1)، أما
عن موقعها النسبي فتبعد عن مدينة طبرق الواقعة إلى الغرب منها بمسافة 130 كم،
وتبلغ مساحتها الحضرية (398 هكتار) وترتفع عن مستوي سطح البحر 186 م ويبلغ عدد
سكانها عام 2021 (11109 نسمة)
مشكلة البحث:
تعتمد الدراسات المتعلقة
بالتنمية المكانية والتخطيط لها في أي رقعة جغرافية على مجموعة من البيانات التي
يمكن جمعها ويمثل ذلك أهمية بالغة في معرفة المناطق المستهدفة بالبحث ودورها في
تحقيق الأهداف التنموية المحددة.
ولما كان موضوع البحث يدور
حول إمكانية معرفة الدور الذي يلعبه منفذ إمساعد الحدودي في التنمية بالمنطقة فإن
مشكلة البحث تكمن في وجود نقص حاد في البيانات عن دور منفذ إمساعد وأهميته في
التنمية المكانية والتجارية وإمكانية الاستفادة من عوائد التنمية بالمنفذ .
خريطة (1) موقع بلدة إمساعد
ــ
المصدر إعداد الباحثان استناداً على:
ــ المخطط الأساسي
للبلدية، مكتب التخطيط العمراني .
ــ مرئية فضائية لمنطقة الدراسة UTM
Z34 2018 .
تساؤلات البحث:
طرحت الدراسة تساؤلات عدة وهي كالآتي:
1- ما نوع ومدى الإمكانات المقدمة من قبل المنفذ؟
2- هل وضعت الدولة الخطط التنموية التي تساعد على
تطوير منفذ إمساعد؟
3- هل أسهم المنفذ في تحقيق الأهداف التنموية في مناطق التأثير ؟
4- هل تستخدم عوائد المنفذ في المشاريع التنموية
لبلدة إمساعد؟
أهداف البحث:
تسعى الدراسة لتحقيق الأهداف الآتية:
1- التعرف على مشكلات التنمية
المكانية التجارية في بلدة إمساعد .
2- معرفة دور منفذ إمساعد في
التنمية المكانية والتجارية لكافة مناطق شرق إقليم البطنان.
3-حصر مساحات الأرض غير
المستعملة ببلدة إمساعد لإقامة مشاريع تنموية مستقبلية.
أهمية البحث:
تزايد اهتمام الجغرافيين في
الوقت الراهن بقضايا التنمية المكانية على المستويين القومي والإقليمي، الأمر الذي
دفعهم إلى استخدام خبراتهم في حل مشاكل التخطيط الحضري والإقليمي، ومعالجتها
علاجاً صحيحاً ، خاصة وأن موضوع التنمية يعد أحد الموضوعات الجغرافية المهمة، إذ
يمثل في الوقت الحاضر استراتيجية عالمية ملحة تسعى إلى تحقيقيها دول العالم كافةً،
وتبرز أهمية الدراسة فيما يلي:
1- تمثل هذه الدراسة إضافة علمية إلى دراسات
التنمية المكانية الاقتصادية عامة ًوإبرازاً لأهمية موضوع التنمية التجارية بشكل خاصةً.
2- لفت انتباه المسؤولين بأهمية المرافق والخدمات
التي تخدم منفذ إمساعد.
3- طرح الحلول المقترحة لمعالجة المشكلات القائمة
بالمنفذ والتي من شأنها أن تسهم في عملية التنمية.
منهجية البحث:
استخدم عدداً من المناهج
المتبعة في مجال التنمية المكانية أو ذات الصلة بها؛ وذلك من أجل تحقيق أهداف
البحث وبأسلوب علمي، فقد اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي الذي يمثل الأساس
في وصف الظاهرات وتحليلها وتفسيرها، وتتبع الارتباطات والأسباب القائمة بين مختلف
الحقائق، وذلك عن طريق دراسة الحالة من خلال الاستعانة بتقنية نظم المعلومات
الجغرافية في معالجة البيانات باستخدام (AR GIS 10.03)، والمرئيات
الفضائية لغرض إدارة البيانات، والتعامل معها وتحويلها إلى نماذج خرائطية
بالاعتماد على البيانات الوصفية؛ واعتمدت الدراسة أيضًا على المنهج الإقليمي الذي يهدف
إلى إبراز التباين المكاني للنشاط التجاري في منطقة الدراسة من خلال البيانات
المتاحة من المصادر، بالإضـافة إلى استخدام المنهـــج الإحصائي الكمّــي، كما استخدم
أسلوب المقابلة الشخصية لمحاولة تبسيط
المعطيات واستخلاص النتائج وصولاً للحلول المقترحة.
الدراسات
السابقة:
بلدة
إمساعد من المناطق التي لم تحظ بدراسة التنمية بصفة عامة والمكانية بصفة خاصة،
واقتصرت الدراسات بها على معالجة مجموعة من الجوانب الجغرافية منها الطبيعة
والبشرية، وقد تناولت هذه الدراسات البلدة دون التعرض لقضايا التنمية وفيما يأتي
عرضاً لبعض الدراسات التي تخص موضوع البحث ومنها:
-
بشير محمد عبدالسلام، سالم عبدالرسول المهدي
2020، التمثيل الخرائطي لاستعمالات الأرض الحضرية لبلدية إمساعد المركز باستخدام
نظم المعلومات الجغرافية، بين البحث تمثيل عشر استعمالات للأرض الحضرية بمنطقة
الدراسة في مساحة بلغت 398 هكتار، وهدفت الدراسة إلى إعداد
خرائط توضح التوزيع المكاني لاستعمالات الأرض الحضرية للعام 2020م وإبراز دور
الخارطة في توزيع استعمالات الأرض الحضرية، كما أوصت بالأخذ في عين الاعتبار تصميم الأساس في التخطيط وتوزيع
المؤسسات التجارية والمنشأة الصناعية وخدمات النقل في البلدية إضافة إلى الخدمات
التي تقدم للمسافرين باعتبارها منطقة حدودية.
-
جميلة حمد طاهر2018 (تأثير الوظائف على مورفولوجية مدينة
إمساعد)، بينت الدراسة تطور استعمالات الأرض الحضرية على مدى 60 عام، حيث زادت
مساحة الأرض الحضرية 183 هكتار، كما هدفت الدراسة إلى التعرف على التركيب الوظيفي
للمدينة ومعرفة أهم الوظائف البارزة التي تقوم بها المدينة.
-
صلاح إبراهيم موسى 2017 التفضيل المكاني للإقامة
المستقبلية لسكان منطقة إمساعد، بين البحث التفضيل المكاني على المستوى المحلي
والدولي أي أن معظم سكان منطقة الدراسة مرتاحون للسكن فيها ويفضلونها مكاناً
للإقامة الحالية والمستقبلية، كما هدف البحث إلى معرفة أهم المناطق التي يفضلونها
السكان للإقامة المستقبلية وأسباب ذلك.
-
عادل إدريس الخالدي 2014 التحليل الجغرافي
لظاهرة السكن العشوائي في بلدة إمساعد، بين البحث تشخيص مدى الآثار السلبية على
المخطط العام للبلدة والكشف عن مسبباتها ومعرفة خصائصها العشوائية، كما هدف البحث
إلى معرفة الاتجاه العام لنمو وحجم ظاهرة السكن العشوائي وتباينه مكانياً في مدينة
إمساعد.
المحور
الأول: أهمية منفذ إمساعد ودوره في توطن العديد من المرافق والخدمات.
المنفذ الحدودي هو نقطة المرور
والتفتيش الواقعة على خط الحدود البرية بين دولتين متجاورتين وكذلك في المناطق المقامة
على ضفاف الأنهار التي تشكل خط الحدود بين تلك المناطق
نتيجة طبيعة أن تتواجد وتتوطن
مرافق وخدمات متنوعة بالمناطق الحدودية لاسيما عندما تكون بعيدة نوعاً ما عن
المراكز الحضرية التي تضم جميع الخدمات، كما أن توطن مثل هذه المرافق الخدمية هو
نتاج عمليات التنمية التي صاحبت تطور الدور الوظيفي لمنفذ إمساعد الحدودي، وفيما
يلي نستعرض المرافق الخدمية التي أنشأت، وكانت نتيجة وسبب ــــ في الوقت نفسه ــــ
في زيادة التنمية المكانية والتجارية في المنطقة وهي:
أولا : المرافق الخدمية ذات
الصلة المباشرة بالمنفذ:
1- مركز تجمع الشاحنات
(الحظيرة الجمركية):
يقع هذا المركز شرق بلدة
إمساعد ويبعد عنها بمسافة 1.450 كما، ويبعد عن المنفذ بمسافة 2.200 كم، وبذلك
يتوسط المسافة بين البلدة والمنفذ كما هو في الخريطة (2) وتبلغ مساحتهُ
صورة (1) مركز تجمع الشاحنات (الحظيرة الجمركية)
-
المصدر
تصوير الباحث 15- سبتمبر 2022م .
2- مركز الرقابة والتفتيش :
يقع هذا المركز في شرق بلدة
إمساعد ويبعد عن مركز تجميع الشاحنات (الحظيرة الجمركية) بمسافة 630 متر، كما في الخريطة (2) وتبلغ مساحتهُ هكتاراً واحداً، وقد تم
إنشاءه عام 2003م
خريطة
رقم (2) المرافق الخدمية ذات الصلة المباشرة بالمنفذ
ــ
المصدر إعداد الباحثان استناداً على:
ــ المخطط الأساسي
للبلدية مكتب التخطيط العمراني
ــ مرئية فضائية لمنطقة الدراسة UTM Z34 2018 .
2- المصارف :
يقدم القطاع المصرفي خدمات
مهمة لكل المؤسسات والأجهزة التابعة للمنفذ الحدودي، وكذلك شريحة التجار ومكاتب
التخليص الجمركي على السواء؛ لذلك فقد أضيفت فروع لمصرفي التجارة والتنمية والوحدة
إلى جانب مصرف التجاري الوطني وكلها تتواجد ببلدة إمساعد، وبذلك فهي تسهم في تشغيل
وتوظيف شريحة من المواطنين لا سيما من منطقة إمساعد وما جاورها، وبذلك تكون عاملاً
إيجابياً في التنمية المكانية.
ثانياً: المرافق الخدمية ذات
الصلة غير المباشرة بمنفذ إمساعد:
لهذه المرافق دوراً مهماً في التنمية المكانية
التجارية، فهي تقدم خدماتها لسكان البلدة وللمسافرين معاً، وتشمل أماكن الإقامة
(الفنادق والنُزل)، وخدمات الطعام والشراب، وشركات الصرافة وشركات التأمين، ومحطات
الوقود، والخدمات الطبية، خريطة (3)، وفيما يأتي عرضاً لهذه المرافق الخدمية:
1- أماكن
الإقامة (الفنادق والنُزل) :
تقدم هذه الخدمات بمختلف
أنواعها أماكن لمبيت المسافرين، وتتواجد عادة في المدن وكذلك بالقرب من المنافذ
البرية والبحرية والجوية، ومنها ما يتواجد على طول الطرق البرية في شكل نزل توفر
أماكن استراحة لعابري تلك الطرق.
وبرغم أهمية منطقة إمساعد باعتبارها حلقة وصل
بين ليبيا ومصر إلا أن هذه الخدمة فيها لا تتعد كونها نزل تمثلها بعض الفنادق
الصغيرة وغير المصنفة يصل عددها إلى 5 أماكن إقامة ورغم ذلك فهي تمثل إضافة ملموسة
لدور التنمية المكانية والاقتصادية لمنفذ إمساعد، فهي تقدم الخدمات للمسافرين
القادمين والمغادرين إلى جانب كونها تسهم في توظيف وتشغيل عدد من العاملين من
المنطقة ومن خارجها، وتسهم في توطن مشروعات اقتصادية متنوعة.
2- خدمات الطعام والشراب :
تضم هذه الخدمات كل المطاعم
والمقاهي والمحال المختصة ببيع المواد الغذائية، وتتواجد عادة على جانبي الطرق وفي
مناطق مناسبة للحركة التجارية، ولهذه الخدمات أهميتها لا سيما لمرتادي الطرق بشتى
أنواعهم، وتصنف داخل المدن ضمن الخدمات الترويحية وتخدم شريحة من السكان المقيمين
بالمدن، وفي منطقة الدراسة وكغيرها من المناطق يتواجد النوع والذي يجمع بين صفتي
الخدمات الأساسية والخدمات الترويحية ,وتتركز مجموعة من المطاعم والمقاهي على طول
الطريق الرئيس ببلدة إمساعد مع تواجد خدمات المواد الغذائية بمختلف أنواعها، وكلها
تقدم خدمة للمسافرين وسكان البلدة، وقد ازدادت الحاجة إليها مع نشاط حركة السفر
بين ليبيا ومصر خاصة في العقود الماضية، وقد تطورت في أشكالها وخدماتها فانتشرت
المطاعم والمقاهي الشعبية وكانت انعكاسًا لنوع الثقافة بالمنطقة المحصورة بين من
شرق ليبيا وغرب مصر، وذلك في عادة إعداد الطعام والشراب وطرق تقديمه ، إلى جانب
ذلك توجد المطاعم غير الشعبية أو التي تتخذ الطابع الرسمي في خدماتها .
خريطة (3) المرافق الخدمية ذات الصلة غير المباشرة
ــ المخطط الأساسي
للبلدية مكتب التخطيط العمراني
ــ مرئية فضائية لمنطقة الدراسة UTM
Z34 2018 .
3- شركات الصرافة:
هي محال صغيرة تعمل على استبدال وتحويل العملات
ــــ Exchange ــــ بكافة أنواعها
للمسافرين وسائقي الشاحنات وتوجد في المدن الكبيرة في كل بلد، كما توجد في الموانئ
البرية، والبحرية، والجوية، والهدف الرئيس لشركات الصرافة هو تقديم كل ما يحتاج
إليه العميل من خدمات مالية متنوعة أو توفير للخدمات التجارية المختلفة، وفي منطقة
الدراسة توجد هذه الخدمة في الجانب الشمالي من بلدة إمساعد صورة (2).
صورة (2) شركات
الصرافة
-
المصدر
تصوير الباحث 16- سبتمبر 2022م .
ومن خلال الدراسة الميدانية يرجع
السبب في توطن هذه الخدمة كون منطقة الدراسة منطقة حدودية وبالتالي انتشرت فيها
هذه الخدمة، وفي عمومها تتبع القطاع الخاص ويبلغ عددها حوالي 12 شركة، ولهذه
الشركات أهميتها في توفير الخدمات المالية المختلفة لكل المسافرين ذهاباً وإياباً
عبر منفذ إمساعد، فبواسطتها يتم تحويل الأموال إلى جميع دول العالم دون استثناء،
كما يتم عن طريقها تغيير العملات، ويعمل بهذه الخدمات عدد من العاملين من سكان
البلدة إلى جانب عدد من أبناء جمهورية مصر العربية بصفة ممثلين عن شركات صرافة
مصرية، وتسهم خدمات هذه الشركات في التنمية المكانية بما تقدمه من خدمات مالية
متنوعة.
4- الخدمات الطبية :
تعد الخدمات الطبية بصفة عامة
من بين الخدمات التي يتطلبها مرتادي الطرق من المسافرين في بعض الأماكن والأحيان،
وتحظى بلدة إمساعد بوجود (مستشفى عام ومراكز صحية– عيادات خاصة وصيدليات)
المحور الثاني: الرؤية
المستقبلية لدور المنفذ في التنمية ومبرراتها:
تعد التجارة من القطاعات
المهمة لاقتصاد أي دولة وتمثل ليبيا محورًا مهماً في الحركة التجارية في دول شمال
أفريقيا والشرق الأوسط، والتي تمر عبر منافذها البرية، وقد أخذ منفذ إمساعد النصيب
منها إذ تورد وتصدر عبره البضائع من وإلى دول مصر والأردن والسعودية.
وتمثل بلدة إمساعد النقطة
الأولى في خدمات وصول البضائع؛ لذا لابد من الأخذ في الاعتبار تنمية هذه الأنشطة
وتطورها حتى تستوعب وتواكب حركة التجارة مستقبلاً؛ وذلك لموقعها المتميز على
الطريق المؤدي إلى مدينة طبرق غرباً والحدود المصرية شرقاً، وهي بذلك تمثل تنمية مكانية
تجارية سواءً من خلال المحال التجارية أو بتوفير فرص عمل من جهة وتوفير مساكن من
جهة أخرى لتنشيط حركة التجارة التي من المتوقع أن تزداد في المستقبل القريب بعد
تفعيل كافة الاتفاقات الليبية المصرية المشتركة، إذ بلغت قيمة الواردات عبر هذا
المنفذ نحو 1.5 مليار دولار سنوياً
أولا: تنمية قطاع النقل
والمواصلات في منطقة الدراسة:
1- الاهتمام بطريق طبرق
إمساعد:
يعد قطاع النقل والمواصلات
أحد أهم العوامل الرئيسة في تنمية منطقة الدراسة؛ لما لها من دور مؤثر وفعال في
ربط المنفذ بمناطق وقرى إقليم البطنان مع بعضها البعض، فضلاً عن ربطها بالمراكز
الحضرية للحصول على الخدمات وتسويق البضائع؛ لذا يتحتم إعداد وتجهيز الطرق البرية
المؤدية إليها، وقد تبين من خلال الدراسة الميدانية ومعايشة الواقع افتقار وحاجة
مناطق وقرى إقليم البطنان إلى توسيع وتحسين شبكة النقل التي تربط الطريق الحدودي
في منطقة الدراسة كعامل جذب وتنمية مكانية لسكان الإقليم ككل، وخاصة في منطقتي
البردي وقصر الجدي القريبة من بلدة إمساعد.
ومن خلال الدراسة الميدانية
يمكن إلقاء الضوء هنا على الصورة العامة على مستقبل التنمية المكانية التجارية في
إقليم البطنان عامةً، ووضع خطط تنموية تهدف إلى التنمية المستقبلية لقطاع النقل
والمواصلات، والتي من شأنها أن تنعكس على دعم القطاعات الإنتاجية والخدمية في
مناطق الإقليم من خلال توفير شبكة بمستوى أفضل ومناسب للطرق المرصوفة؛ لضمان تدفق
البضائع إلى مناطق الاستهلاك، وكذلك المواد الخام إلى مناطق التصنيع، والمبررات التي
تحتم علينا بضرورة إنشاء وصيانة الطرق هي متعددة يمكن استخلاصها في الآتي:
أ. افتقار مناطق وقرى إقليم
البطنان إلى الطرق المعبدة ذات المواصفات والمستوى الجيد والتي تتحمل نقل البضائع،
حيث أن أغلب الطرق متهالكة لدرجة أن السير عليها يصعب لاسيما عقب سقوط الأمطار.
ب. بُعد المنفذ الحدودي عن
مناطق إقليم البطنان والمراكز الحضرية الأخرى حيث تصل المسافة بين المنفذ وعاصمة إقليم
البطنان (طبرق) 140كم، ففي عدم صيانته يتسبب في الازدحام المروري، ووقوع حوادث
السير بشكل يومي تقريباً كما في الخريطة (4).
ج . صعوبة حصول بلدة إمساعد
على الخدمات العامة أو التنمية؛ بسبب تهالك الطرق إضافةً إلى إهمال المسؤولين لهذا
المنفذ خاصة في العقد الأخير.
ومن إيجابيات التنمية إحداث
تغييرات شاملة، ومتواصلة على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، تحققها
غايات وأهداف ولعل من أهم الأهداف التي تحققها التنمية التجارية في منطقة
الدراسة توفير الطريق الجيد في
مناطق إقليم البطنان ومن إيجابياته ما يأتي:
- تسهم صيانة هذا الطريق في
ربط مناطق إقليم البطنان والمراكز الحضرية الأخرى بالمنفذ الحدودي إمساعد، مما
تنعكس على التنمية المكانية التجارية لمنطقة الدراسة.
- يسهم الطريق في نشاط
التبادل التجاري والخدمي بين المراكز الحضرية ومنطقة الدراسة مما يتيح التنمية
المكانية لسكان البلدة.
خريطة (4) طريق طبرق إمساعد والطريق المقترح
المصدر إعداد الباحثان استناداً على:
ــ مرئية فضائية لمنطقة الدراسة UTM
Z34 2018 .
2- إنشاء الممر الثاني لطريق
منفذ إمساعد - طبرق مباشرةً
يعد هذا الطريق هو الأفضل
مستقبلاً لما له من مهام منها فصل البضائع الخفيفة كالخضروات والفواكه وغيرها، ويسمح
لهذه البضائع بالمرور ببلدة إمساعد وباقي مناطق إقليم البطنان، أما البضائع الثقيلة
كالمواد الخام ومواد البناء التي تسببت في تهالك الطريق الرابط بين منفذ إمساعد
ومدينة طبرق مروراً بمناطق وقرى إقليم البطنان، وسوف يسهم إنشاء مثل هذا الطريق الجديد
في نشاط حركة التبادل التجاري وحركة تنقل الأفراد بين ليبيا ومصر وتتمثل مميزات
هذا الطريق في الآتي:
أ. اختصار مسافة من الطريق البالغ
طوله 145 كم ليصل إلى 107كم.
ب. يعد طريق سريع ومباشر ولا
يمر بالتجمعات العمرانية، ويكون في بداية منفذ إمساعد شرقاً ومطار طبرق الدولي
غرباً وهي نقطة البداية إلى الطريق الصحراوي إجدابيا - طبرق
ج. بيئة الطريق مناسبة جداً
حيث تخلو تماماً من أي عوائق طبيعية كالأودية والتلال فهي منطقة سهلية منبسطة.
ثانياً: إنشاء منطقة حرة:
المنطقة الحرة وتمثلها المناطق التي يتم فيها تقليل المعوقات التجارية مثل الرسوم المفروضة على حركة التجارة بهدف تشجيع التنمية المكانية التجارية، وجذب الاستثمارات لمناطق التجارة الحرة، ويمكن تعريف المنطقة بأنها ذات كثافة عمالية عالية، وتشتمل على نشاطات استيراد المواد الخام والعناصر المكونة لها وتصدير المنتجات المصنعة؛ وتفتقر البلاد إلى إنشاء هذه المناطق الحرة وخاصة في المناطق التجارية، وتمتاز منطقة الدراسة بموقعها التجاري الذي يتيح لها الفرصة بإنشاء منطقة حرة ويقترح بأن تكون جنوب بلدة إمساعد بمساحة تقدر 59 هكتار، وعلى بعد كيلومتر واحد من الحدود المصرية، وسوف يكون التأثير الاقتصادي لمنطقة السوق الحرة عاملاً فعالاً في التنمية المكانية والتجارية في أرجاء إقليم البطنان كافة، ولا شك في أنه سوف يجذب قوى عاملة من مناطق مختلفة، وعلى الرغم من أن التنمية المكانية التجارية للبلدة سيحددها السوق الحر، إلا أن الأنشطة الاقتصادية الرئيسة سوف تركز على الأنشطة التجارية المحلية والعالمية، ومن هذه الناحية يتطلب توفير السكن للعاملين بالمنطقة الحرة والعمالة التجارية الأخرى المتواجدة في البلدة.
خريطة
(5) المنطقة الحرة المقترحة
ـ المصدر إعداد الباحثان استناداً على:
ــ المخطط الأساسي
للبلدية مكتب التخطيط العمراني
ــ مرئية فضائية لمنطقة الدراسة UTM Z34 2018 .
خلاصة القول أن بلدة إمساعد
من خلال المشاريع الممولة من قبل الدولة سوف تنعم بإيجابيات التنمية الشاملة
متضمنة مجالات عدة منها مشاريع الإسكان ومشروع منطقة التجارة الحرة المشار إليها
في الخريطة (5) حيث أن استغلال المناطق الشاغرة بالمخطط السابق ينبغي أن تظل محل
اهتمام ومحور رئيس في التنمية المكانية.
النتـــائـــــج
:
من خلال دراسة منفذ إمساعد
ودوره في التنمية المكانية والتجارية في منطقة الدراسة تم التوصل إلى مجموعة من
النتائج تهدف إلى تحقيق تنمية مكانية تجارية وذلك على النحو التالي:
1- توصل البحث إلى أن منفذ
إمساعد الحدودي يتمتع بأهمية استراتيجية على المستويين الاقتصادي والاجتماعي وهو
بوابة ليبيا نحو دول الشرق الأوسط.
2- يعاني منفذ إمساعد من
العديد من المشاكل التي تقف عائقاً أمام الدور الذي يؤديه ليكون أكثر فاعلية في
عملية النقل، وتتمثل أهم مشاكله في تدهور حالة الطرق المعبدة التي تربط المنفذ
بمناطق وقرى إقليم البطنان .
3- تبين أن منطقة الدراسة
تتمتع بتوطن المرافق الخدمية التابعة للمنفذ بشكل مباشر وكذلك غير المباشر فهي تعد
نتاج عمليات التنمية التي صاحبت تطور الدور الوظيفي لمنفذ إمساعد الحدودي.
4- تغاضي الدولة عن أهمية
الإرادات والمكاسب التي تحققها المنافذ والتي تعد من أهم الموارد الاقتصادية
الكبيرة بها، وتبين ذلك من إلغاء الرسوم الجمركية بمنفذ إمساعد واستبدالها برسوم
موافقات رمزية ، مما أنعكس سلباً عن إنهاء مهام أكثر من مكتب داخل مركز جمرك
إمساعد.
التوصيات :
1- العمل على تدعيم البنية الأساسية
بمنطقة الدراسة وذلك بتجهيز الطرق المعبدة والمقترحة؛ مما يجعل من بلدة إمساعد
نقطة توريد للبضائع على مستوى البلاد وشمال أفريقيا.
2- الأخذ بتجارب الدول
المتقدمة في مجال التنمية التجارية، وذلك من خلال وضع مخطط شامل ومتوازن لمنطقة
الدراسة بمفهوم إقليمي بحيث يتوافر به النشاط التجاري الشامل.
3- الاستفادة من الموقع الجغرافي المتميز للمنفذ
فهو حلقة وصل بين دول شمال أفريقيا ودول الشرق الأوسط، والذي بدوره سوف ينعكس
إيجابًا على تحقيق التنمية المكانية التجارية بمنطقة الدراسة.
4- العمل على إدخال الأساليب التكنولوجية العصرية مثل نظم المعلومات الجغرافية، لتحسين مجالات إدارة مشروعات التنمية الشاملة بمنطقة الدراسة.
المراجع
1- مقابلة شخصية، إبراهيم
محـمد الجراري، (15 سبتمبر, 2022) رئيس الغرفة الاقتصادية الليبية المصرية
المشتركة ، القاهرة.
2- الدراسة الميدانية (15 سبتمبر, 2022).
3- بشير محمـد و سالم عبدالرسول ( 2020)
التمثيل الخرائطي لاستعمالات الأرض الحضرية ببلدية إمساعد المركز، مجلة القرطاس،
العدد، العاشر، مؤسسة الأندلس للثقافة،طرابلس، 462.
4- بيار جورج. (2002) معجم المصطلحات الجغرافية،
المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، بيروت، ص 176.
5- سارة محمد عباس،(2020)، منفذ زرباطية ودوره
في حركة النقل والتجارة في محافظة وسط، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية التربية،
جامعة بغداد، ص12.
6- مقابلة شخصية، عقيد ايفان الهوني (15
سبتمبر, 2022) رئيس مركز جمرك إمساعد (المكلف).
7- عمر عطا علي (2013)، التنمية الاقتصادية في
محافظة القليوبية رسالة ماجستير ، غير منشورة، كلية الآداب، جامعة أسيوط، ص 1.
8- فلاح جمال معروف. (2016) التنمية المستدامة
والتخطيط المكاني، دار دجلة، عمان، ص185.
9- مكتب السجل المدني إمساعد، (2021)، صفحات متعددة.
10-مقابلة شخصية، نصر الدين جمعة حمد. (15
سبتمبر, 2022)، مركز الرقابة والتفتيش على الأغذية. إمساعد.
تحميل البحث
👇
👇
تحميل البحث من قناة التليغرام
👇
👈 https://t.me/Magazinesgeo/4184
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق