تحديد مقدار التغير في الجزيرة الحرارية لمدينة الموصل
وعلاقتها بالتلوث البيئي
دراسة باستخدام التقنيات الجغرافية
رسالة تقدم بها
وليد خالد محمد شبيب المتيوتي
إلى مجلس كلية التربية للعلوم الإنسانية في جامعة الموصل
وهي جزء من متطلبات نيل شهادة الماجستير في العلوم الإنسانية
الجغرافية الطبيعية
بإشراف
الأستاذ الدكتور
قصي كمال الدين الأحمدي
الأستاذ المساعد الدكتور
سحر سعيد قاسم الطائي
1446هـ - 2024م
المستخلص
تعرف ظاهرة الجزر الحرارية الحضرية Urban Heat Island) على أنها ارتفاع درجات الحرارة في في مركز المدينة وقلبها عن ما يجاورها من مناطق وضواحي وتتشكل هذه عن الظاهرة نتيجة تنوع الأنشطة في المناطق السكنية والصناعية والتجارية والتعليمية، فضلاً : المناطق الخضراء وحركة المرور وغيرها من استعمالات الأرض وما ينتج عن ذلك كله من انبعاثات حرارية وملوثات على خصائص المناخ داخل المدن. انطلقت مشكلة الدراسة من تساؤل رئيس مفاده (هل لوجود الملوثات والأنشطة الاقتصادية والصناعية وغير ذلك من الأنشطة دور في تكوين الجزيرة الحرارية داخل مدينة الموصل؟).
وفي ضوء ذلك صيغت فرضية الدراسة من أن ( هناك علاقة بين الملوثات البيئية الناتجة من الأنشطة البشرية وتكوين الجزيرة الحرارية وتباينها)، وبذلك تهدف الدراسة الوصول إلى العوامل التي أدت إلى تكوين ظاهرة الجزيرة الحرارية والعوامل التي ساهمت في تمركزها في مكان دون آخر في مدينة الموصل، ومعرفة تأثير عناصر المناخ في تشكيل الظاهرة المدروسة وذلك من خلال تحليل وتفسير الظواهر المناخية الإشعاع الشمسي, درجة الحرارة, الامطار, السحب, الرطوبة, النسبية, سرعة الرياح واتجاهها) الدورة مناخية صغرى مدتها عشرون سنة للمدة (2023-2003) فضلاً عن إمكانية معالجة وتحليل المرئيات الفضائية من أجل إنشاء ملفات تبرز التباين المكاني الحراري لمنطقة الدراسة على مستوى وحداتها الإدارية من مناطق وأحياء للمدة ذاتها بالاعتماد على التقنيات الجغرافية الحديثة، إلى جانب إيجاد العلاقة ما بين الجزيرة الحرارية والعناصر الملوثة التي تم قياسها بناءا على الأجهزة المتوفرة لذلك في منطقة الدراسة.
اعتمدت الدراسة في تحقيق أهدافها في اختيار سبع محطات مناخية افتراضية في مدينة الموصل التي تقع في الجزء الشمالي الغربي من العراق في الحوض الأوسط لنهر دجلة (شمالي العراق) بين دائرتي عرض (36°14′40′′N) و (36°24′10′′N) شمالاً وخطي الطول (43°05′30′′E) و (43°18′10′′E) شرقاً، تم تحديد موقعها ما بين المدينة وأطرافها، لأجل التعرف على الأثر الذي تحدثه العوامل والنشاطات المختلفة التي يمارسها الإنسان داخل المدينة عن ما يجاورها، إذ تم الاعتماد على وكالة (ناسا) العالمية التي أرفدت البحث بالبيانات المطلوبة.
كما اعتمدت الدراسة على العمل الميداني من أجل رصد العناصر الملوثة إذ تم تقسيم المدينة إلى محورين يمثل كل محور من هذه المحاور أحد جانبي المدينة (الأيمن والأيسر)، إذ تضمن كل محور منها عدد من نقاط الرصد بعدد (12) نقطة رصد، إذ تمت عملية الرصد بواسطة أجهزة لقياس غاز ثاني أكسيد الكاربون (co2) والجسيمات العالقة بأحجامها الثلاثة (1.0 pm10 pm2.5, pm) وكانت المدة الزمنية لعملية القياس أربعة أشهر خلال فصلي الشتاء والربيع بمعدل ثلاث رصدات في الشهر لكل عنصر وعلى فترتين صباحاً ومساءً. ومن أجل الإلمام بموضوع الدراسة فقد تم تقسيمها على ثلاث فصول، تناول الفصل الأول الإطار النظري والمفاهيمي للجزيرة الحرارية الحضرية والتلوث البيني، أما الفصل الثاني تضمن دراسة العوامل المناخية المؤثرة في الجزيرة الحرارية لمدينة الموصل وما هو الدور الذي تلعبه في ظهور ظاهرة الجزيرة الحرارية الحضرية أو أقصائها وتحجيمها، وأخيراً الفصل الثالث الذي ركز على دراسة التمثيل المكاني للجزيرة الحرارية وقد أظهرت النتائج أن متوسط درجة حرارة سطح الأرض شهد ارتفاعاً ملحوظاً خلال فترة الدراسة، كما سجلت المناطق الجرداء أعلى درجة حرارة سطحية على طول فترات الدراسة، وتضمن الفصل أيضا التباين المكاني والزماني التركيزات بعض الملوثات الهوائية في مواقع محددة من منطقة الدراسة ومن خلال النتائج التي تم التوصل إليها لاحظنا أن قيم تراكيز الملوثات تتباين من مكان لآخر حسب نوع النشاط البيئي السائد في المواقع المختارة لينتهي الفصل بجانبه الأخير الذي تناولنا فيه التمثيل الثلاثي الأبعاد التأثير الجزيرة الحرارية في مدينة الموصل اعتماداً على الإحصائيات المتعلقة بعدد السكان لأحياء منطقة الدراسة ومناطقها إذ دلت النتائج على وجود علاقة طردية ما بين السكان والمناطق التي تشهد ارتفاعاً في درجات الحرارة ونسب العناصر الملوثة.
ومن ثم قدمت الدراسة مجموعة من المقترحات كان أهمها العمل على التخفيف من التركز السكاني داخل مدينة الموصل، علاوة على وضع الخطط من الجهات ذات العلاقة التي من شأنها أن تمارس دورها في فرض القوانين والعمل على إيقاف ومنع التجاوز على المسطحات الخضراء وإيقاف الامتداد العمراني على حساب الأراضي الزراعية لما لذلك من تأثير على النظام المناخي في المدينة فضلاً عن العمل على زيادة المسطحات الخضراء في منطقة الدراسة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق