التسميات

الخميس، 9 أكتوبر 2014

المشروع القومى فى الخروج إلى الصحراء ...

المشروع القومى فى الخروج إلى الصحراء

 الأهرام اليومي - مقالات وكتاب - 18 أبريل 2012 - بقلم د. حمدي هاشم :
   سكنت في وعي المصريين صورة ذهنية سلبية عن الصحراء، عمقت مخاوف ومخاطر الانتشار في الصحراء، ووطنت مراكز الاستقرار البشرى في إقليم الوادي والدلتا للاقتراب من الماء والأمن والأمان الحضري، حيث شق نهر النيل التاريخي وجه الصحراء، عبر التكوينات الجيرية الحديثة، وكونت مياهه المستديمة هذه الواحة العمرانية الكبيرة الممتدة بطول مجرى النهر والمنفردة بأجود أنواع التربة الزراعية.

    لا شك أن الخروج إلى تنمية الصحراء قد يحل مشكلة التكدس، وارتفاع الكثافة السكانية في إقليم الدلتا والوادي، بشرط تفعيل الاستخدام الأمثل لمعطيات المكان وتعظيم الاستفادة من الأرض والمياه والطاقة، حيث إن معضلة مصر السكانية في ارتباط أهلها بالمعيشة حول النهر، والخوف البيئي من قسوة الصحراء الواسعة التي تمثل أكثر من 96% من مساحة الدولة، بينما يتركز المعمور المصري الحالي في مساحة تقل عن 4%.
     وحسب تعداد سكان 2006، تستقطب 21 محافظة غير صحراوية والتي لا تزيد مساحتها على 22% من مساحة الدولة نحو 98.7% من جملة السكان، أي لم تجذب محافظات الحدود الصحراوية الخمس (شمال سيناء، مطروح البحر الأحمر، الوادي الجديد، وجنوب سيناء) والتي تستأثر بنحو 87% من المساحة سوي 31 من جملة السكان. هكذا يتباين توزيع السكان بين المعمور المصري والصحارى بصورة استثنائية، وتعد كثافة هذا المعمور من أعلى الكثافات السكانية في العالم، بينما تعد الصحارى المصرية من أشدها إقفارا، وهناك تفاوت اقل من ذلك بكثير، ولكنه ملحوظ بين أجزاء المعمور المختلفة في الكثافات، حيث يتزايد السكان بصورة مؤثرة للغاية في النمو الحضري، وإن كانت السياسة القومية للسكان في سبيلها لتحقيق أهدافها على مستوى النمو السكاني، نجد أن سياسة إعادة توزيع السكان فئ مصر قد تعثرت.
   وتمثل المشكلة السكانية عصب السياسات القومية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في مصر، فإذا كانت الدول تعانى مشكلة سكانية نتيجة عدم التوافق في معدلات النمو بين السكان والاقتصاد،التي تتطلب أن يحقق معدل نمو الدخل القومي ثلاثة أمثال النمو السكاني، فزد على حالة مصر مشكلة ذلك التركز السكاني الشديد فوق مساحة ضيقة من الأرض.
    يعد مجلس العلوم الهندسية بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا (منذ مارس 2011) خريطة طريق للانتشار السكاني وتعمير الحيز غير المأهول في الصحراوات والسواحل المصرية ،من خلال اثنتي عشرة مجموعة عمل متكاملة لرصد خريطة المعمور المصري ومشكلاته من منظور مستقبلي، وتحليل التجارب الدولية في مجالات التنمية وإعادة توزيع السكان، ثم اقتراح مشروعات بحثية مطلوبة في سياق تلك الرؤية الإستراتيجية المعمقة لاستيعاب الزيادة السكانية.
     ولما كان السيناريو المرجح يتوقع زيادة سكانية تقدر بنحو 60 مليون نسمة (في عام 2052) لذلك تحتاج مصر خطة قومية شاملة لتنمية الصحراء بعيدا عن إهدار وتبديد الأرض والمياه والثروات الطبيعية الأخرى، مع ضرورة التعامل مع الأراضي المنزرعة في الوادي والدلتا كمحمية طبيعية للحفاظ عليها، وذلك من أجل الارتقاء بنوعية الحياة في معيشة الحاضر والأجيال القادمة. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا