التسميات

الثلاثاء، 28 أكتوبر 2014

العمارة الإسلامية والبيئة ...

العمارة الإسلامية والبيئة 

الروافد التي شكلت التعمير الإسلامي






تأليف : د.م. يحيى وزيري

سلسلة عالم المعرفة

العدد 304

مطابع السياسة الكويت

ربيع الآخر 1425هـ - يونيو 2004 م


العمارة الإسلامية لمسة ساحرة لم تفقد فخامتها  :

يستهل المؤلف يحي حسن وزيري كتابه الذي حمل عنواناً رئيسياً هو :
( العمارة الإسلامية والبيئة )
وعنواناً ثانوياً هو :
( الروافد التي شكلت التعمير الإسلامي  )
بمدخل تمهيدي يطرح من خلاله أربعة محاور رئيسية هي :
1 - ماهية البيئة  .
2 - العمارة والبيئة  .
3 - جذور التصميم البيئي في حضارات ما قبل الإسلام .
4 - المؤثرات التي ساهمت في تكوين العمارة والفنون الإسلامية .
و تهدف هذه المحاور في مجلها إلى توضيح المصطلحات والمفاهيم والأسس العامة التي يعتمدها المؤلف في بنية دراسته حيث يعرض في المحور الأول تعريفات متعددة لكلمة " البيئة " منها :
-        أن البيئة هي الإطار الذي يعيش فيه الإنسان ويؤثر فيه ويتأثر به ، وتتمثل البيئة فيما يحيط بالإنسان من هواء وماء وتربة وضوء الشمس والمعادن في باطن الأرض والنبات والحيوان على سطحها وفي بحارها ومحيطاتها وأنهارها .
-        وأيضاً تعريف البيئة في المعاجم الإنجليزية بأنها : مجموعة الظروف و المؤثرات الخارجية التي لها تأثير في حياة الكائنات بما فيها الإنسان ، في حين يعرفها البعض الآخر على أنها الإطار الذي يعيش فيه الإنسان ويحصل منه على مقومات حياته من غذاء و كساء و دواء و مأوى ويمارس فيه علاقاته مع أقرانه من بني البشر ، وفي ذات المحور يقسم د. يحيي وزيري البيئة من وجهة نظر العمارة والعمران إلى بيئتين أساسيتين هما البيئة الطبيعية التي من صنع الله سبحانه وتعالى والبيئة الحضرية ( المبنية ) التي من صنع الإنسان .
وفي المحور الثاني ، العمارة والبيئة يعرض المؤلف بشكل موجز بعضاً من محاولات الإنسان التي انتهجها للوصول إلى المثالية في تصميم المأوى الخاص به وتشكيله بيئياً وبصورة معمارية جميلة من خلال حلول معمارية فطرية اتبعها لمقاومة قسوة المناخ فمثلاً المنزل في منطقة الاسكيمو الباردة يتميز بتشكيله الخارجي وتشكيل فراغه الداخلي بما يلائم العيش في مكان مرتفع يتجمع فيه الهواء الساخن بعيداً عن المناخ الثلجي القارس البرودة بالخارج أما المنزل الاستوائي بفنائه الداخلي في الإقليم الحار الجاف فإنه يخزن الهواء البارد ليلاً لمواجهة الحرارة الشديدة نهاراً ، بينما يعمل التشكيل العام لكتلة المسكن الاستوائي على تسهيل حركة الهواء البارد خلاله مما يساعد على التخلص من الرطوبة العالية التي تعمل على زيادة الإحساس بالسخونة كما تساعد الأسقف المنحدرة على التخلص من الأمطار الغزيرة التي تتميز بها هذه المناطق، ويشير وزيري إلى أن فكرة التصميم البيئي في العمارة ليست بجديدة بل يمكن ملاحظتها في مأوي كائنات أخري كالحشرات والطيور والثدييات الصغيرة ويستشهد في هذا السبيل بمأوى كل من العنكبوت والنحل والنمل والأرانب البرية فتظهر لنا المهارة الفائقة التي تتبعها هذه الكائنات في تصميم بيوتها وتخير مواقعها بما يتلائم مع حياتها وظروف البيئة التي تعيش فيها، وتقدم هذه الكائنات دروس جادة للإنسان في تصميم المسكن البيئي الملائم للعيش.  
حضارة بلاد ما بين النهرين ..
أما المحور الثالث فيتناول فيه المؤلف جذور التصميم البيئي في الحضارات السابقة على ظهور الإسلام كالحضارة الفرعونية وحضارة بلاد ما بين النهرين وحضارتي الإغريق والرومان والحضارة الساسانية .
وفي المحور الرابع يحدد المؤلف المؤثرات العامة التي ساهمت في تكوين العمارة والفنون الإسلامية والتي يلخصها في ثلاثة نقاط أساسية هي :
- البواعث الدينية والنظم السياسية و التشريعية .
- تأثير فنون الأمم السابقة والشعوب التي دخلت الدين الإسلامي .
- اختلاف المناخ ومواد البناء وأساليبه في أقاليم وبلاد الإسلام المفتوحة .
بعد ذلك يقدم يحي وزيري لكتابه قائلاً : ثارت تساؤلات ومحاورات عديدة حول مفهوم العمارة الإسلامية ، فالبعض يري أنه لا يجوز أن نصف المباني والعمائر التي بنيت في مختلف مناطق العالم الإسلامي عبر التاريخ بأنها إسلامية أو يطلق عليها مصطلح العمارة الإسلامية وإلا جاز لنا القول بوجود ما يسمي بالعمارة البوذية أو الهندوسية أو اليهودية وما شابه ، وأصحاب هذا الرأي يرون من وجهة نظرهم عدم الربط بين الفن أو العمارة والدين بصفة عامة بينما يري البعض الآخر أنه توجد عمارة إسلامية تتمثل في مجمل المباني والمدن التي يحفل بها العالم الإسلامي ومناطقه بما فيها البلاد التي كانت جزءاً منه في فترة من الفترات كالأندلس وصقلية ويغلب على هذا الرأي في كثير من الأحيان النظرة الشكلية حيث تصبح العمارة الإسلامية في نظرهم مجرد بعض المباني الأثرية التي تتميز ببعض الخصائص والعناصر المعمارية والزخرفية المعروفة كالأقواس والقباب والمآذن والمشربيات ، ويري فريق آخر أنه لا يمكن فهم العمارة الإسلامية والعديد من خصائصها الجوهرية إلا من خلال معرفة المؤثرات الدينية التي تعتبر عاملا أساسيا في إعطائها شخصيتها المتميزة عن سائر الطرز المعمارية الأخرى ووجهة نظر هذا الفريق ترتكز على أن الإسلام كدين شامل وجامع قد حدد أطر العلاقة بين العبد وربه وبين مجتمعه ولم يترك صغيرة ولا كبيرة في حياة المسلم إلا ووضع لها الإطار النموذجي الواجب الإتباع وعلى ذلك فإن الإسلام ما كان ليهمل مسألة تحديد نظام حياة ومعيشة المسلم وفيها بالطبع أسلوب عمارة الأرض بصفته خليفة الله فيها. كما ناقشت العديد من الأبحاث والكتابات والمؤثرات البيئية على العمائر والمدن الإسلامية في محاولة لإظهار ردود فعل المعمار والفكر الإسلامي مع معطيات البيئة خاصة في المناطق الصحراوية من العالم الإسلامي ولكن يلاحظ أن أغلب هذه المحاولات تركز على المؤثرات المناخية فقط والتي تمثل أحد أهم جوانب البيئة الطبيعية ، كما أن هذه الدراسات غالبا ما تركز على عمارة المسكن الإسلامي دون سائر الأنواع الأخرى من المباني والتي يأتي على رأسها المسجد ..
روافد دينية وحضارية ..
ويرى أيضاً أنه لا يمكن فهم العمارة الإسلامية إلا بنظرة أكثر شمولية وأكثر عمقاً، فالعمارة الإسلامية شكلتها روافد عدة دينية وحضارية ومناخية ، وهذه الروافد مجتمعة تمثل الرؤية الشاملة لمفهوم البيئة والتي يجب ألا تقتصر على العوامل المناخية فقط ، ولكن تتعداها لتشمل البيئة الدينية والاجتماعية والثقافية أيضاً ، ولتحقيق ذلك يقسم د. وزيري دراسته  بالإضافة إلى المدخل التمهيدي والمقدمة إلى ستة فصول أساسية تتناول الفصول الثلاثة الأولى الخطوط العامة للدراسة . 
الفصل الأول :
عمارة البيئة في الإسلام  يبين المؤلف في أربعة أجزاء يحتويها هذا الفصل العلاقة بين التوجيهات الإسلامية وعمارة البيئة بصورة أساسية والتي تنبع في الأصل من اهتمام الإسلام الكبير بإعمار الأرض عمارة صالحة . فيبدأ في الجزء الأول بعرض المفهوم الإسلامي لعمارة البيئة مشيرا إلى بداية استخدام علماء المسلمين لكلمة"البيئة" استخداماً اصطـلاحياً وذلك منذ القرن الثالث الهجري ، وفي الجزء الثاني يعرض لعمارة البيئة في القرآن الكريم لافتا الانتباه إلى أن بعض السور القرآنية لها أسماء مرتبطة بالعمارة والتعمير كسور: ( الكهف ) والحجرات و البلد وأيضاً ورد ذكر العمارة بلفظها أو اشتقاقها في آيات عديدة ، وكذلك ورد ذكر أسماء بعض المدن والقرى مثل بكة ( مكة ) والمدينة وإرم وسبأ ، وأيضا قص القرآن الكريم بعضا من جوانب الحضارات المعمارية للأمم السابقة على ظهور الإسلام كحضارة ( ثمود ) ، كما يشير القرآن إلى ظروف البيئة كعامل مؤثر في اختيار مواقع المدن إضافة إلى إشارته و ذكره لبعض المواد الإنشائية والمعمارية كالآجر الذي يصنع عن طريق حرق الطين والصخر والحديد والنحاس والزجاج. وفي الجزء الثالث من هذا الفصل يتناول عمارة البيئة في السنة النبوية فيتوقف عند بناء مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام في المدينة باعتباره حدثا فريدا في تاريخ العمارة الإسلامية فهو أول بناء خالص يمكن إطلاق صفة   إسلامي عليه ، وقد وضع الرسول الكريم بأفعاله وتوجيهاته في بناء المسجد النبوي أسس عمارة المساجد تاركاً بعد ذلك للمسلمين حرية الابتكار والإبداع حسب ظروف كل مكان وبيئته .
ويعرض المؤلف المنهج الذي انتهجه المسلمين في إنشاء المدن والسوق والطرق ويستشهد بالمدينة المنورة والبصرة والكوفة والفسطاط والعسكر والقطائع . ويختتم الفصل الأول بالجزء الرابع وعنوانه : عناية الفقه والقضاء الإسلامي بعمران البيئة وأحكام البنيان الذي يشرح فيه فقه العمارة الإسلامية ويشرح أيضاً اعتماد فقهاء الإسلام في تناول قضايا وأحكام البنيان على قول الله سبحانه وتعالى : " خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين " آية 199 ( الأعراف )
الفصل الثاني :
من الكتاب ( التفاعلات الحضارية التي شكلت العمارة الإسلامية ) يرصد فيه بداية العمارة في الإسلام وكيف استفادت في مراحل التكوين الأولى من الحضارات السابقة عليها ويقسم المؤلف هذا الفصل إلى ثلاثة أقسام رئيسية يشير في :
القسم الأول :
إلى أشهر تصنيفات الآثار والعمائر الإسلامية التي وضعها العلماء المتخصصون في هذا المجال ومنهم الألماني" ايرنست كونل " و " كريزول " و " جورج مارسيه " ويتوقف د. وزيري عند تصنيفين مبتكرين لكل من " جوستاف لوبون " وأنجزه في كتابه " حضارة العرب " الذي ألفه عام 1884م و" جون هوج " في كتابه ( العمارة الإسلامية ) 1977م .
القسم الثاني :
فيعرض مدارس وطرز العمارة الإسلامية وهي : الطراز الأموي في الشام والأندلس والطراز المغربي الأندلسي والطراز العباسي بالعراق والولايات الأخرى والطراز الفاطمي في مصر والطراز السلجوقي في إيران وتركيا وعهد الأتابكة وطراز العصر الأيوبي في مصر وسوريا وطراز العصر المملوكي في مصر وسوريا والطراز المغولي والتيموري والصفوي بإيران والطراز الهندي والطراز العثماني .
القسم الثالث :
يقدم عرضاً لتأثير العمارة الإسلامية على مباني الغرب .
الفصل الثالث :
( المعالجات المناخية في تخطيط وتصميم مباني المدينة الإسلامية ) يدرس الظروف والمشكلات المناخية وأيضاً المعالجات التخطيطية في المدينة الإسلامية كشروط اختيار مواقع المدن الإسلامية وإتباع الحل المتضام للمباني أي تقارب المباني بعضها من بعض بحيث تتكتل وتتراص في صفوف متلاصقة لمنع تعرض واجهاتها بلا داع للعوامل الجوية وضيق الشوارع وتعرجها وتسقيف الشوارع وبروز الواجهات ومراعاة الجوانب الصحية ويدرس في هذا الفصل كذلك عناصر المعالجات المناخية في المباني كنوعية مواد البناء المستخدمة والفناء الداخلي والتختبوش والمقعد والإيوان وملاقف الهواء والنوافذ والفتحات والمشربيات وأساليب الإضاءة الطبيعية واستخدام العناصر الطبيعية الماء ، النباتات ومعالجة الضوضاء .
أما الفصول الثلاثة الأخيرة من الكتاب فإنها تؤكد على بعض تفصيليات العمارة الإسلامية وعلاقتها بالبيئات المحيطة ، وقد حملت هذه الفصول العناوين الرئيسية الآتية :
- عمارة المساجد... رؤى بيئية .
- المسكن الإسلامي في البيئات الحضرية وغير الحضرية .
 الحدائق وتنسيق المواقع ..
وتحت العنوان الأول عالج المؤلف موضوعات :
الوحدة والتنوع في عمارة المساجد مستشهدا بالنماذج المعمارية للمساجد النبوي وذي المجاز القاطع وذي الأكتاف البنائية والمعلقة وذي الإيوانات وذي القبة المسيطرة ومقدما في ذات الوقت عرضاً موجزاً لأبرز العناصر المعمارية بالمساجد كالمحاريب والمنابر والمآذن والقباب والأعمدة والعقود والشرفات والمقرنصات .
التأثيرات المتبادلة بين المسجد والبيئة العمرانية .
- المؤثرات المناخية على عمارة المساجد .
- أثر تعدد البيئات الثقافية في اختلاف التشكيل المعماري للمساجد مع قيام المؤلف بعرض نماذج من عمارة المساجد في آسيا ( سنغافورة ، نيبال ، ماليزيا ) وفي جنوب الصحراء الإفريقية وكذلك في بيئة المجتمعات غير المسلمة ، أمريكا كنموذج حديث . 
وتحت العنوان الثاني يناقش موضوعات :
- المسكن الإسلامي في البيئات الحضرية كمساكن المدن الحجازية (مكة المكرمة،المدينة المنورة، جدة) والمسكن اليمني والخليجي والعراقي بالإضافة إلي دراسة تحليلية للمسكن بمدينة رشيد المصرية التي تتميز بيوتها بطابع معماري يختلف عن بيوت القاهرة الفاطمية .
- المسكن الإسلامي في البيئات غير الحضرية ومنها مساكن النوبة في جنوب مصر ومساكن الهاوسالاند في نيجيريا ومساكن الريف في شمال المغرب ومساكن الشاوية في الجزائر ومساكن تحت الأرض بمطماطة في تونس والمساكن المبنية بالنخيل في سلطنة عمان والمساكن المتعددة الأدوار في عسير بالسعودية ومساكن المستنقعات في العراق ومساكن خلايا النحل في سوريا ومساكن جيلان في إيران ومساكن خيمة اليورت في أفغانستان ومساكن كاروباتاك في إندونيسيا والمسكن الملاوي في ماليزيا .
- المباني التي لها صفة المسكن كالربع الإسلامي والوكالة والخان .
أما العنوان الثالث والأخير فيهتم بطرح عدة قضايا هي :
1 - فوائد الحدائق والمسطحات الخضراء للإنسان والبيئة ( الفوائد الصحية والبيولوجية ، الفوائد المناخية ، الفوائد الجمالية والاجتماعية ) .
2 - التطور التاريخي لتصميم الحدائق ونبذة عنها تنسيق الحدائق في عصر القدماء المصريين والآشوريين والبابليين والفرس والإغريق والرومان .
3 - الحديقة الإسلامية وتأثرها بفكرة الفردوس مع تقديم إيجاز لعناصر الحديقة الإسلامية وهي: الأشجار والنباتات ، الاستخدامات المتنوعة للماء ، المجالس المظللة والمكشوفة ، الروائح الزكية والأصوات الجميلة ، الخط والكتابات العربية .
4 - التكامل بين الحديقة الإسلامية والفناء الداخلي.
5 - عرض نماذج من حدائق العالم الإسلامي الحدائق الأندلسية ، الحدائق الأناضولية بتركيا ، الحدائق الإيرانية ، الحدائق الهندية  .
وعلى الرغم من أهمية هذه الدراسة وتمـيزها وتفرد مـادتها العلمية والجهد الكـبير الذي بذله المؤلـف د. يحيي وزيري إلا أنه ينقصها الاستعانة باللوحات والصور والرسومات الهندسية من مساقط وقطاعات ومناظير لتدعيم مادة الكتاب وإثراءه 

 artsyap  الإربعاء 1 ديسمبر 2010

المؤتمر نت - هشام شمسان - الخميس - 08 يوليو 2004 : في كتابه: العمارة الإسلامية والبيئةوزيري: العمارة اليمنية صياغة محلية فريدة للعمارة الإسلامية لا تشبه باقي البلدان :
 وزيري: العمارة اليمنية صياغة محلية فريدة للعمارة الإسلامية لا تشبه باقي البلدان .
    ارتبط مفهوم العمارة الإسلامية لدى الإنسان المعاصر بالروافد، والمؤثرات الدينية، والحضارية، بما في ذلك الدينية، والثقافية، والاجتماعية، بحيث لا تقتصر العمارة الإسلامية على مجرد طُرز بنائية، وأثرية لها خصائص زخرفية معينة، كما هو سائدٌ لدى كثير من غير المسلمين.
    والكتاب الذي بين أيدينا- للدكتور يحيى وزيري- يغطي عدة محاور في هذا الاتجاه، من خلال توضيحه للعلاقة بين العمارة، والبيئة، وتحليله لتأثير العوامل الدينية، التي كانت باستمرار تمثل العمود الفقري للحضارة، والفنون الإسلامية، متناولاً التفاعلات والمؤثرات الحضارية التي ساهمت في ظهور مدارس وطرز العمارة الإسلامية كالطراز العباسي بالعراق، وولايته، والطراز الفاطمي بمصر، والأيوبي، والمملوكي في مصر وسوريا، والمغولي، والتيموري، والصفدي بإيران.
    كما فصَّل القول في تصميمات المساكن الإسلامية، تلك التي على رأس المباني المدنية في بيئات مختلفة، موضحاً التباين الواضح لأسلوب تصميم المساكن في الحضر، والريف، وأوجز الكاتب تحليلاً بعض المباني الحضرية في الحجاز، وعمان، ومدينة رشيد بمصر، متوقفاً عند المنزل اليمني الذي افرد له الكاتب خمس صفحات، معتبراً "المباني في منطقة اليمن بأنها تتميز بطابع فريد، وتحمل ملامح محلية، واضحة، وأن كانت تعد صياغة محلية للعمارة الإسلامية، وفي الوقت نفسه لا تتشابه مع طراز العمارة الإسلامية في باقي البلاد الإسلامية الأخرى.
   لقد حاول المؤلف –في هذا الكتاب- أن يعطي القارئ والمثقف غير المختص فكرة أكثر وضوحاً عن العمارة الإسلامية، بتتبعه لتفاعلات العمارة الإسلامية مع البيئات المختلفة، مستكشفاً في ذات الوقت إسهام العوامل والروافد البيئية المختلفة في تشكيل العمران، والعمارة الإسلامية في هذه المجتمعات.
   الكتاب في ستة فصول، و(284) صفحة، من إصدار عالم المعرفة - يونيو 2004م- سلسلة كتب ثقافية شهرية يصدرها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدولة الكويت.

--------------

    يناقش هذ الكتاب العديد من الأبحاث و الكتابات و المؤثرات البيئية في العمائر و المدن الإسلامية في محاولة لإظهار ردود فعل العمارة و الفكر الإسلاميين تجاه معطيات البيئة، خصوصا في المناطق الصحراوية من العالم الإسلامي. و لكن يلاحظ أن أغلب هذه المحاولات تركز على المؤثرات المناخية فقط، التي بلا شك تمثل أحد أهم جوانب البيئة الطبيعية، كما أن هذه الدراسات غالبا ما تركز على عمارة المسكن الإسلامي دون سائر الأنواع الأخرى من المباني، التي يأتي على رأسها المسجد.

    و نحن نرى أنه لا يمكن فهم العمارة الإسلامية إلا بنظرة أكثر شمولية وأكثر عمقا. فالعمارة الإسلامية شكلتها و أنضجتها عدة روافد دينية و حضارية و مناخية... و هذه الروافد في مجملها تمثل الرؤية الأكثر شمولا لمفهوم البيئة، التي يجب إلا تقتصر على العوامل المناخية فقط، و لكن تتعدى لتشمل أيضا البيئة الدينية و الاجتماعية و الثقافية.
   و في هذه الدراسة - التي يصلح طرفا العلاقة فيها ( العمارة الإسلامية - البيئة) أن يكونا موضوعا قائما بذاته - جاء طرح ه العلاقة المتشعبة الجوانب بأسلوب يمتاز بشمولية النظرة، مع عدم الاقتصار على جوانب بيئية بذاتها، و من جهة أخرى ، فإن الكتاب يعرض و يناقش بعض الرؤى غير التقليدية الخاصة بالعمارة الإسلامية، من أجل استجلاء بعض الجوانب، التي يمكن ألا تكون ظاهرة للعيان عند الحديث عن العمارة الإسلامية.
   لقد حاول المؤلف في هذه الدراسة أن يعطي القارئ و المثقف غير المتخصص فكرة أكثر وضوحا عن العمارة الإسلامية من خلال تتبع تفاعلاته مع البيئات المختلفة التي وجدت فيها المجتمعات الإسلامية بثقافاتها المحلية المتباينة. إنها محاولة لاستكشاف كيفية إسهام العوامل و الروافد البيئية المختلفة في تشكيل العمران و العمارة الإسلامية في هذه المجتمعات.
 -------------------------
صحيفة تشرين 18/05/2005 عرض: م. حواس محمود
    
 تناول العديد من الأبحاث والكتابات المؤثرات البيئية في العمائر والمدن الإسلامية، في محاولة منها لإظهار ردود فعل العمارة والفكر الإسلاميين تجاه معطيات البيئة، لاسيما المناطق الصحراوية من العالم الإسلامي، ولكن معظم هذه المحاولات يركز على المؤثرات المناخية فقط، التي لا شك تمثل أحد جوانب البيئة الطبيعية، كما أن هذه الدراسات غالباً ما تركز على عمارة المسكن الإسلامي دون سائر الأنواع الأخرى من المباني التي يأتي على رأسها المسجد، ويرى مؤلف الكتاب الحالي أنه لا يمكن فهم العمارة الإسلامية إلا بنظرة أكثر شمولية وأكثر عمقاً.. فالعمارة الإسلامية شكلتها وأنضجتها عدة روافد دينية وحضارية ومناخية.. وهذه الروافد في مجملها تمثل الرؤية الأكثر شمولاً لمفهوم البيئة، التي يجب ألا تقتصر على العوامل المناخية فقط، ولكن تتعدى لتشمل أيضاً البيئة الدينية والاجتماعية والثقافية
     وفي هذا الكتاب يتم تناول طرفي العلاقة (العمارة الإسلامية/ البيئة) ليشكلا موضوعاً قائماً بذاته، وجاء طرح هذه العلاقة المتشعبة الجوانب بأسلوب يمتاز بشمولية النظرة، مع عدم الاقتصار على جوانب بيئية بذاتها، ومن جهة أخرى فإن الكتاب يعرض ويناقش بعض الرؤى غير التقليدية الخاصة بالعمارة الإسلامية، من أجل استجلاء بعض الجوانب التي يمكن ألا تكون ظاهرة للعيان عند الحديث عن العمارة الإسلامية. ‏
عمارة البيئة في الإسلام.
  هذا هو عنوان الفصل الأول، يوضح المؤلف فيه تأثير العوامل الدينية، والتي كانت باستمرار تمثل العمود الفقري للحضارة والفنون الإسلامية، ويركز المؤلف ضمن هذا الفصل على أثر الشريعة الإسلامية (القرآن ـ السنة ـ الآراء الفقهية) على عمارة البيئة والأرض بصفة خاصة. ‏
التفاعلات الحضارية التي شكلت العمارة الإسلامية: ‏
الفصل الثاني ـ يتناول التفاعلات والمؤثرات الحضارية التي ساهمت في ظهور مدارس وطرز العمارة الإسلامية (مرحلة الطراز العربي قبل ظهور الرسول ے، الطراز البيزنطي العربي، الطراز العربي الخالص، الطراز العربي المختلط، الطراز الأموي، في الشام والأندلس، الطراز المغربي الأندلسي، الطراز العباسي في العراق والولايات الأخرى، الطراز الفاطمي في مصر، طراز العصر المملوكي في مصر وسورية، الطراز المغولي والتيموري والصفوي في إيران، الطراز الهندي، الطراز العثماني) ويعالج المؤلف موضوع تأثير العمارة الإسلامية في مباني الغرب ضمن هذا الفصل. ‏
المعالجات المناخية في تخطيط وتصميم مباني المدينة الإسلامية: ‏
الفصل الثالث: يوضح هذا الفصل المعالجات المناخية على مستوى تخطيط المدينة الإسلامية وعلى مستوى تصحيح مبانيها، والتي تغطي أحد جوانب العلاقات بين العمارة الإسلامية والبيئة، ويذكر استراتيجيات التصميم المناخي في المناطق الحارة، والتي تسعى الى تحقيق هدفين أساسيين: ‏
1 ـ في فصل الشتاء يجب أن يراعى في تصميم المبنى الاستفادة القصوى من الاكتساب الحراري عن طريق الإشعاع الشمسي مع تقليل فقد الحرارة من المبنى. ‏
2 ـ في فصل الصيف يكون الاحتياج للتبريد فيراعى تصميم المبنى بأسلوب يعمل على تجنب الإشعاع الشمسي وعدم الاكتساب الحراري، مع العمل على فقد الحرارة من داخل المبنى وتبريد فراغاته بوسائل مختلفة. لقد نجح المسلمون في التصدي للمشكلات المناخية التي واجهتهم عند إقامة مدنهم ومبانيهم في المناطق الصحراوية، وتمكنوا من خلال الاعتماد على الموارد والطاقات الطبيعية المتجددة والمتوافرة في البيئة كطاقة الشمس والرياح مثلاً، من تحقيق عدة أهداف رئيسية أهمها: ‏
1 ـ الحماية من الإشعاع الشمسي عن طريق توفير الظلال بأساليب تخطيطية ومعمارية متعددة. ‏
2 ـ العمل على تحريك الهواء من خلال التخطيط التقليدي للمدينة الذي يعتمد على مظهرين أساسيين هما الشوارع الضيقة والأفنية المكشوفة (داخل المباني). ‏
3 ـ تنظيم درجة الحرارة ليلاً ونهاراً، وتم تحقيق هذا الهدف من خلال استعمال مواد بناء معينة. ‏
4 ـ تحقيق التهوية الطبيعية باستخدام عناصر معمارية معينة كملاقف الهواء مثلاً. ‏
5 ـ تعديل نسبة الرطوبة في الجو بزيادتها في المناطق الجافة باستخدام عنصر الماء. ‏
6 ـ الاعتماد على الإضاءة الطبيعية في المباني من خلال استعمال بعض العناصر المعمارية، مع معالجة ظاهرة الإبهار، من خلال استعمال المشربيات والفتحات الضيقة. ‏
عمارة المساجد.. رؤى بيئية: ‏
الفصل الرابع: تم ضمن هذا الفصل مناقشة عدة رؤى بيئية متصلة بعمارة المسجد، والذي يأتي على رأس المباني الدينية في العمارة الإسلامية، ومن هذه ا لرؤى البيئية ماله علاقة بتنوع التصميم المعماري للمساجد حسب البيئة التي يبنى فيها، أو ما له علاقة بالبيئة العمرانية والتأثيرات المتبادلة بينها وبين المسجد، كما تم عرض رؤى غير تقليدية توضح دور المؤثرات المناخية على عمارة المساجد أو أسلوب بناء المساجد في بيئة المجتمعات غير الإسلامية والتي تختلف اختلافاً جوهرياً في جوانب متعددة عن المجتمعات الإسلامية. ‏
المسكن الإسلامي في البيئات الحضرية وغير الحضرية: ‏
الفصل الخامس: وقد تم تناول أولاً: المسكن الإسلامي في البيئات الحضرية، يوضح فيه المؤلف الخصائص التصميمية للمسكن الإسلامي والذي يأتي على رأس المباني المدنية في بيئات مختلفة مع توضيح التباين الواضح لأسلوب تصميم المسكن في كل من البيئة الحضرية (المدن) والبيئات غير الحضرية (الريفية أو الصحراوية). ولقد وقع اختيار المؤلف على بعض البيئات الحضرية العربية المختلطة والمتباينة في ظروفها المناخية والثقافية للتعرف على أسلوب تصميم المسكن في كل منها: ‏
1 ـ دراسة تحليلية للمسكن في المدن الحجازية (المساكن في المدينة المنورة، المساكن في جدة). ‏
2 ـ دراسة تحليلية للمنزل اليمني (المساكن المتعددة الطبقات في صنعاء) ‏.
3 ـ دراسة تحليلية للمنزل الخليجي ‏.
4 ـ دراسة تحليلية للمسكن العراقي ‏.
5 ـ دراسة تحليلية للمسكن في مدينة رشيد المصرية ‏.
ثانياً: المسكن الإسلامي في البيئات غير الحضرية: (مساكن النوبة ـ جنوب مصر، مساكن الهاوسالاند ـ نيجيريا) مساكن الريف شمال المغرب، مساكن الشاوية ـ الجزائر، مساكن تحت الأرض بمطحاطة ـ تونس، المساكن المبنية بالنخيل ـ سلطنة عمان، المساكن المتعددة في عسير ـ السعودية، مساكن المستنقعات ـ العراق، مسكن خلايا النحل ـ سوريا، مساكن جيلان ـ إيران، خيمة اليورت ـ أفغانستان، مساكن كاروباتاك ـ أندونسيا، المسكن الملاوي ـ ماليزيا). ‏
ثالثاً: مبان لها صفة المسكن (الربع الإسلامي، الوكالة،و الخان) ‏
الحدائق وتنسيق المواقع: ‏
الفصل السادس: عمل المؤلف على إبراز اهتمام العمارة الإسلامية بتصحيح الحدائق وتنسيق المواقع، مع توضيح الرؤية الإسلامية التصميمية المتميزة والخاصة من خلال استعراض أمثلة مختلفة من بعض مناطق العالم الإسلامي.. ‏
وختاماً: ‏
فإن هذا الكتاب يتميز بأهمية استثنائية كونه يعالج موضوعاً حيوياً وهاماً تفتقد المكتبة العربية لمثل هذه الدراسة العلمية الهامة، ولقد حاول المؤلف ـ في هذه الدراسة ـ أن يعطي القارئ والمثقف غير المتخصص فكرة أكثر وضوحاً عن العمارة الإسلامية من خلال تتبع تفاعلاتها مع البيئات المختلفة، التي وجدت فيها المجتمعات الإسلامية بثقافاتها المحلية المتباينة أنها بحق محاولة لاستكشاف كيفية إسهام العوامل والروافد البيئية في تشكيل العمران والعمارة الإسلامية في هذه التجمعات. ‏
تأليف: د. م يحيى وزيري ‏.
هامش: ‏
الكتاب: العمارة الإسلامية والبيئة ‏.
المؤلف: د. م يحيى وزيري ‏.
الناشر: سلسلة عالم المعرفة الكويتية حزيران /2004 الكويت ـ عدد الصفحات 273 قطع متوسط. ‏
العنوان: سورية ـ القامشلي ص ب 859 ـ م. حواس سلمان محمود. ‏



بناة لكل مجتمع العمران -  الدكتور المهندس يحيى حسن وزيري  هو رئيس ومدير دار الفن الإسلامي للعمارة. حاصل على الدكتوراه والماجستير في العمارة البيئية. ودبلوم في المواد الطبيعية, ودبلوم في الدراسات الإسلامية. وهو مهندس استشاري في مجال التصميم الداخلي, وخبير في مجال العمارة الإسلامية والبيئية ومباني المعوقين.


وشارك في أعمال المراجعة والصياغة النهائية في لجنة إعداد كود مباني المعوقين بمركز أبحاث البناء عام 2000-2001م, كما اختارته منظمة المدن العربية عام 1991 ضمن اللجنة التي تضطلع بالترشيح للجوائز المعمارية للمنظمة.
وله العديد من الأبحاث العلمية المنشورة، كما شارك في مؤتمرات وألقى محاضرات في مصر والمغرب والسعودية وسلطنة عمان والأردن وأسبانيا.وله العديد من المؤلفات والكتب العلمية،منها خواطر الشيخ الشعراوي حول عمران المجتمع الإسلامي, التعمير في القرآن الكريم, المدخل إلى تصميم مباني المعوقين, موسوعة عناصر العمارة الإسلامية, تطبيقات على عمارة البيئة. “التصميم الشمسي للفناء الداخلي”, التصميم المعماري الصديق للبيئة, المجتمع وثقافة العمران والذي اختير ضمن أفضل 40 كتابا لحفلات التوقيع في معرض مكتبة الإسكندرية الأول عام 2002م, كما نفذ فيلما تسجيليا عن العمارة بعنوان “كرنفال العمارة المصرية”.






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا