التسميات

الاثنين، 5 يناير 2015

(أهمية الموارد البشرية في تنمية القارة الأفريقية) ...

(أهمية الموارد البشرية في تنمية القارة الأفريقية)
إعداد :
أ.عبد العزيز بوحليقة
أ.فتح الله الكيلاني
  
بحث مقدم  للمؤتمر الجغرافي الأول
تحت شعار
التنمية الاقتصادية والاجتماعية في القارة الإفريقية
الواقع والأفاق المستقبلية 
2008
  
الملخص : 
يتمحور غرض هذه الورقة البحثية حول جدلية العلاقة بين أهمية الموارد البشرية واستغلال الموارد الطبيعية الاستغلال الفعال من أجل تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية ترنو بالقارة إلى مكانة مرموقة تليق بها بين بقية قارات العالم الأخرى.
في سبيل ذلك تم استعراض أهم ملامح القارة الجغرافية كالموقع والبنية والتضاريس والمناخ وما تتمتع به من موارد معدنية وزراعية وموارد الطاقة، كذلك تم التعرض إلى الموارد البشرية كأساس لعملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
وقد أستخدم في هذه الورقة المنهج التحليلي الوصفي لبيانات ومعلومات تم جمعها من مصادر متعددة وتحليلها ومقارنتها في ضوء مؤشرات التنمية البشرية، والخلوص إلى نتائج من بينها أن القارة الأفريقية مؤهلة بان تكون لها مكانةً مرموقةً بين قارات الأمم الأخرى لما تحويه من ثروات طبيعية وإمكانات بشرية إذا ما وظفت هذه الثروات والإمكانات توظيفاً جيداً في عملية التنمية،  ولن يتأتى ذلك إلا بإتباع سياسات تعليمية قادرة على إنتاج عقولاً مستنيرة  وأيادي ماهرة تسهم في استغلال إمكانيات وموارد القارة الطبيعية بكفاءة وفاعلية.

 الكلمات الدالة:
 الموارد الطبيعية ـ الموارد البشرية ـ التنمية الاقتصادية والاجتماعية ـ القارة الأفريقية.
المقدمة:
 تمتلك القارة الأفريقية العديد من المقومات التي تسمح لها بالخروج من دائرة الفقر؛ فهي أكثر قارات العالم ثراءً، وقد حباها الله بالطبيعة الرائعة، والثروات الطبيعية، والأرض الخصبة التي تمكّنها من أن تلحق بركب التنمية، وتتبوأ مكاناً رائداً على المستوى الدولي.
إلا أنها في الوقت نفسه تشهد العديد من المعوّقات التي تعترض طريقها للتنمية، وتحول دون إنجاح محاولاتها لرفع مستوى معيشة مواطنيها. وتتعدد هذه المعوقات ما بين معوقات اقتصادية واجتماعية وسياسية وثقافية التي من أهمها ضعف القاعدة البشرية. لذلك فالحاجة ماسة إلي أهمية تنمية الموارد البشرية بالقارة لتكون قادرة على التكيف والتفاعل مع بيئتها لتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية من أجل إيجاد فضاء يحمى دول القارة من التحديات والمخاطر ويكون إطاراً للتضامن والتفاعل لتحقيق طموحاتهم وآمالهم في الحرية والوحدة والتنمية. وبالرغم من هذه الأهمية إلا أن الموارد البشرية بالقارة لم تلق الاهتمام المناسب كعنصر مهم ومحوري في عملية التنمية.
مشكلة الدراسة:
ينبغي النظر إلى القارة الأفريقية على أنها تستحق درجةً على سلم التنمية أعلى مما هي عليه الآن، وذلك نظراً للعديد من الخصائص الفريدة التي تتمتع بها مثل: الموقع والمناخ وتنوع الموارد الطبيعية، والتي إذا ما استثمرت استثماراً  فعالاً ستتبوأ القارة على إثرها مكانةً متقدمةً عن جدارةً واستحقاق، ولكن فيما يبدو يقف ضعف القاعدة البشرية المتمثل في انتشار الأمية، وضعف التعليم، ونقص التدريب حائلاً دون الوصول إلى هذه المكانة. 
أهداف الدراسة:
1. استعراض أهم الموارد الطبيعية.
2.  تحديد أهم نقاط ضعف القاعدة البشرية وتحليلها.
3. التوصل إلى تصور من شأنه المساهمة في تعزيز قدرة الإنسان الإفريقي على استغلال موارده بشكل فعال.
فرضية الدراسة:
في ضوء مشكلة وأهداف البحث تقوم هذه الدراسة على فرضية مفادها وجود علاقة قوية بين الاستغلال الفعال للموارد الطبيعية ومستوى التحصيل المعرفي للقاعدة البشرية.
أهمية الدراسة:
تكمن أهمية هذه الدراسة في تبيان أهمية الموارد البشرية والعمل على تفعيل دورها في استغلال الموارد الطبيعية الاستغلال الذي يمكنها من إحداث تنمية اقتصادية واجتماعية تساهم في تنويع وتوسيع القاعدة الإنتاجية، ومحاربة الفقر والجهل والمرض بفاعلية ؛ ومن ثم المساعدة في رفع مستوى معيشة ورفاهية المواطنين بالقارة، والذي سيحقق بدوره في نهاية المطاف طموحات وآمال أبناء القارة المشروعة في قيام الولايات المتحدة الأفريقية.                     
منهجية الدراسة:
تتبع هذه الورقة البحثية المنهج التحليلي الوصفي الذي يعتمد على بعض الكتب والتقارير المعنية بموضوع التنمية، كما تستعرض البيانات والمعلومات التي تم الحصول عليها من مصادرها وتحليلها ومقارنتها في ضوء مؤشرات التنمية البشرية.
الدراسات السابقة:
 تناولت العديد من الدراسات تنمية الموارد الطبيعية والبشرية بالقارة منها على سبيل المثال: دراسة العولمة والديمقراطية والتنمية في أفريقيا .. تحديات وآفاق  دراسة قام مجموعة من الباحثين الأكاديميين والمميزين في أفريقيا بإصدار كتاب مكون من عدة دراسات، يحاول رصد جوانب كثيرة وعميقة لأزمة التنمية في القارة الأفريقية.
كما ظهرت بعض الدراسات الأقطار الأفريقية ومن بينها دراسة على الحوات  الموسومة التنمية البشرية في ليبيا تناولت هذه الدراسة  وتحليل نموذج التنمية البشرية في ليبيا في ملامحه العامة ، وتحديد طبيعتها في العقدين الآخرين ثم استعرضت بشيء من التفصيل أربعة قطاعات رئيسة ينظر إليها دائما في كل نظريات التنمية البشرية على أنها محرك هذه التنمية وهي التعليم و الصحة ونوعية الحياة ، إضافة إلى مشاركة المرأة في الحياة الاجتماعية و الاقتصادية للمجتمع الليبي.
ملامح القارة الجغرافية:
موقع القارة:
تحتل القارة الإفريقية موقع وسطاً بين قارات العالم وينصفها خط الاستواء إلى نصفين تقريباً ، ويمر مع غربها خط غرنيتش، شكل (1) يتضح أن القارة تمتد فيما بين دائرتي عرض (20 َ , 37 ْ) شمالاً، ويظهر أقصى امتداد لها في الشمال عند رأس الأبيض في تونس، وينتهي امتدادها في الجنوب عند دائرة عرض(40 َ , 34 ْ) جنوباً؛ حيث رأس أجلهاس في دولة جنوب أفريقيا؛ وبهذا الامتداد نجد القارة تغطي  (72 ْ) عرضية ليضع قسماً كبيراً منها فيما بين المدارين ، وأيضاً تتميز بأتساع مساحة الصحاري الحارة، كما تنتشر الظروف المدارية فوق مساحة شاسعة تمتد من المحيط الأطلسي غرباً إلى البحر الأحمر شرقاً، وتظهر أحوال الجو المعتدلة في أقصى أطراف القارة الشمالية والجنوبية.
شكل (1)

موقع القارة الأفريقية


 وتمتد القارة فيما بين خطي طول (30 َ , 50 ْ)   شرقاً حيث راس هافان في الصومال وخط الطول   (30 َ , 18 ْ) غرباً؛ حيث الرأس الأخضر في السنغال.
ويحد القارة من الشمال البحر المتوسط، ومن الشرق البحر الأحمر والمحيط الهندي، ومن الغرب المحيط الأطلسي، مما يجعلها تشرف على أهم الممرات البحرية في العالم، الأمر الذي يسهل عليه الاتصال بحرياً مع بقية قارات العالم، كما يمكن أن تستغل هذه المسطحات في عمليات الصيد البحري.
البنية والتضاريس:
تظهر خصائص البنية الجيولوجية للقارة من حيث كونها كتلة صلبة باستثناء أطرافها الشمالية الغربية ، والجنوبية الشرقية ، وتأثرت القارة بالحركات الصدعية على نطاق وأسع ، مما كان له انعكاس واضح على تضاريسها من حافات وجبال مرتفعة وأخاديد منخفضة وانتشار طفوح اللافا . كذلك نتج عن انكشاف صخور القارة وتعرضها لعوامل التعرية فترات طويلة، إلى نشأت مجموعة من الأشكال الأرضية، وهي نتاج تظافر هذه المجموعة على مر الأزمنة والعصور الجيولوجية.(1)   
ومن الناحية التضاريسية في معظمها هضبة عالية وبذلك تختلف عن بقية القارات الأخرى ، حيث لا تمتلك سهولاً واسعة كالتي تمتلكها آسيا، مثل سهل سيبريا ، سهل الصين العظيم، وسهل الهندستان، ولا تمتلك سلاسلاً جبلية كبيرة كالهماليا والروكي ، وبذلك يكون مظهرها التضاريسي فريداً بالقياس إلى القارات الأخرى، وهذا لا يعني خلوها من التنوع التضاريسي؛ فيوجد داخل الهضبة مساحات سطحية أو مستوية تمثل سهولاً عليا ، وكذلك هضبة البحيرات التي تكون رقع زراعية تفصل فيما بينها عقد جبلية متفردة، على هيئة مخاريط بركانية ضخمة، كما تظهر بعض المساحات السهلية على أطرافها كسهل الكنغو وسهل جنوب السودان، وتعلو الصحراء الكبرى قمماً جبليةً وهضاباً عاليةً مثل جبال الحجارة، كتلة تيبيستي، جبال أكاكوس، الهروج السود، العوينات، وكتلة دارفور، وظهر النشاط البركاني في مناطق كثيرة من القارة فنجم عنه تراكم اللافا مكونة القمم الجبلية مثل جبل كلمنجارو وجبل كينيا وقمة الجون وجبال داركنزبرج.(2)
  التنوع في البنية الجيولوجية والتضاريسية يظهر بيئات متنوعة بالقارة تتيح فرصة للإنسان لاستثمارها وتنويع أنشطته الاقتصادية وفق إمكانياته.
المناخ بالقارة:
لعل أشهر التقسيمات المناخية التي تناولتها المصادر الجغرافية عن القارة الأفريقية هي تقسيمات أوستن ميلر والتي قسمت القارة الأفريقية إلي سبعة أنماط مناخية .(3)وهذا يعني تنوع البيئات المناخية بها والذي ينعكس بدوره على الحياة النباتية والحيوانية بالقارة، كما يُمكن سكانها من تنويع أنشطتهم الاقتصادية خاصةً النشاط الزراعي الذي يعد أكثر ارتباطا بالظروف الطبيعية .
الموارد المعدنية:
 تؤكد الاكتشافات الحديثة بأن أفريقيا تحتضن نصف الاحتياطي العالمي من الذهب والماس والنحاس وأكثر من(90%) من الكوبالت و(25%) من الاحتياطي العالمي من البوكسيت والحديد والمنجنيز والفوسفات و (3%) من النفط.(4) وغيرها من المعادن الأخرى.  
موارد الطاقة:
تمتلك القارة احتياطي فحمي يقدر بحوالي (92.4) مليار طن غير أن مساهمتها في إنتاج العالمي لا تتعدى (3%) وهي نسبة ضئيلة جداً. ويتركز أنتاجه في دولة جنوب أفريقيا حيث تأتي في المرتبة الثالثة عالمياً مع أستراليا حيث يمثل إنتاجها (5.2%) من جملة الأنتاج العالمي. ويعد النفط من أهم مصادر الطاقة في أفريقيا حيث يبلغ إنتاجه (7.9) من الاحتياطي العالمي.(5) ويمثل الغاز مصدرا آخر للطاقة حيث تمتلك القارة احتياطي يصل إلى (13%) من الاحتياطي العالمي، بالإضافة إلى بعض المصادر الأخرى للطاقة التي لا تقل أهميةً عما ذكر مثل الطاقة الكهرومائية التي تمتلك منها القارة إمكانيات هائلة ممثلة في العديد من الأنهار التي تزيد أطوالها عن 33 ألف كيلومتر؛ ولكن المستغل يبقى قليل جداً لتأخر القارة في مجالات شتى رغم بناء بعض الدول محطات على المساقط المائية مثل السد العالي في مصر و سد فولتا في غانا وكانجي في نيجريا.(6)
الزراعة والغابات :
تسهم الزراعة بحوالي (35%) من الناتج القومي، وتصل إلى 60% من جملة الصادرات ، ويعمل بها(70%) من جملة القوى العاملة. كما تتسم أفريقيا بالتنوع الهائل في ظروفها البيئية التي تتدرج من الغابات الرطبة إلى الصحارى، ومن المناطق الجبلية المعتدلة إلى مستنقعات غابات القرن الساحلية، وتشكل الغابات والإحراج ما نسبته (21.8%) من مساحة الأراضي بالقارة، أي ما نسبته (16.8%) من الغطاء الحرجي في العالم. كما يأوي حوض الكونغو ثاني أكبر كتلة من الغابات الاستوائية المطرية المتجاورة في العالم. (7) 
صيد ألأسماك:
تتمتع القارة بسواحل تتطل على البحر المتوسط والبحر الأحمر والمحيط الأطلسي والمحيط الهندي كما توجد في داخلها العديد من البحيرات التي تحوي على ثروات سمكية ؛علاوة عن وجود الأنهار الكبيرة. وهذه الإمكانيات  يمكن أن تؤهلها لتكون ذات مكانة مرموقة بين قارات العالم في هذا المجال، غير أن إنتاج القارة الإفريقية الحالي لا يمثل إلا(7%) من إنتاج السمكي العالمي.
القاعدة البشرية:
القاعدة البشرية هي الركيزة التي تبنى عليها التنمية، وتشكل أهم مورد يمكن أن يتوافر للقارة، وستظل التنمية دون المستوى المطلوب مادام يهمن على أفريقيا الفقر، والجهل، والمرض. وتتسم القاعدة البشرية في القارة بالضعف؛ حيث الأمية، وضعف التعليم، ونقص التدريب، وتواضع مستوى التنمية البشرية. وبخاصة الدول الأفريقية جنوب الصحراء.
التحصيل المعرفي:
يعد التقدم في التعليم أمراً مهماً للتنمية البشرية بذاته ولارتباطه بالصحة والمساواة والتمكين. (8) لذلك على القارة الأفريقية أن تنتهج سياسات تعليمية تعمل على تحسين مؤشرات التحصيل المعرفي التي تتسم بالضعف مقارنة بقارات العالم الأخرى،فعلى سبيل المثال: أن عدد الأطفال الملتحقين بالمدارس الابتدائية في عام 2004، لم يتجاوز زهاء( 65 %)ممن هم في سن الإلتحاق المدرسي. وفي الوقت نفسه فإن عددالأطفال الذين يُتمون مرحلة التعليم الابتدائي (من الصف الدراسي الأول إلى الخامسلا يزيد عن (56 %) من الأطفال الذين يلتحقون بالمدارس الابتدائية.ويُذكر أن ما يقدر بحوالي 40 مليون طفل في أفريقيا جنوب الصحراء لا يذهبون إلى المدارس على الإطلاق.(9)
كما أن أفريقيا هي الإقليم الذي تبرز فيه فجوة المعرفة فيما بين المناطق الحضرية والريفية بوضوح. والدول ذات إجمالي التحاق بالتعليم الابتدائي يقرب من (90%) في المناطق الحضرية، غالباً ما تحقق أقل من (30%) من نفس الهدف في المناطق الريفية.(10)
"وتبرز أيضاً صورة تعليم المرأة بشكل يثير القلق ، حيث يظهر انخفاض نسبة الإناث، سواء بين الطلبة الدارسين أو أعضاء هيئة التدريس في مؤسسات التعليم العالي ، وضعف الإمكانات ، ونسبة التسرب العالية خاصة بين البنات، إضافة إلى أن مؤسسات التعليم العالي تخرج طلاباً وطالبات لا يجدون عملاً أو وظائف في سوق العمل، فالجامعات الأفريقية بهذه الطريقة تخرج عقولاً حائـرة وأيدي عاطلة ،  صدت  أمامها أبواب العمل والرزق."(11)
بالنظر إلى الشكل (2) الذي يوضح توزيع الأمية بقارات العالم نجد ثمان عشرة دولة تتجاوز فيها نسبة الأمية (50%)منها  ثلاث عشرة دولة أفريقية، وهي السنغال، غينيا بيساو، غينيا، السيرليون، مالي، بوركينافاسو، بنين، النيجر، تشاد، أفريقيا الوسطى، موزمبيق، الصومال ، أثيوبيا.
بينما لا توجد إلا دولة واحدة في القارة الأفريقية التي تقل فيه نسبة الأمية عن (10%) وهي زمبابوي ، أما بقية دول القارة فتترواح نسبة الأمية فيها مابين (50%) إلى (10%) . إن التفاوتات الشاسعة في تعليم اليوم هي تلك الموجودة في الدخل والصحة غداً، ومن التحديات الأساسية التي ينبغي مواجهتها 
شكل (2)
توزيع الأمية في العالم
http://ar.wikipedia.org   المصدر :  

التحصيل الصحي:
ومن الشكل رقم(3)الذي يوضح العمر المتوقع في أقاليم العالم ،نجد أن أقل عمر متوقع في إفريقيا جنوب الصحراء هو (47)عاما ويعتبر أدنى مما كان عليه منذ ثلاثة عقود مضت، وتوجد بعض البلدان الإفريقية التي تعاني من انقلابات ديموغرافية فاجعة بالنسبة للعمر المتوقع، فنجد مثلاً في بوتسوانا أن العمر المتوقع (20) عاماً ، سوازيلاند (16)عاما ، و (13) عاما في كل من ليسوتو وزامبيا. 
شكل ( 3 )
العمر المتوقع عند الولادة بالأعوام لإقليم العالم
المصدر : تقرير التنمية البشرية للعام2006.
كما أثبت الدراسات تراجع العمر المتوقع لدى النساء عنه عند الرجال نتيجةً لإصابتهن بمرض نقص المناعة المكتسب، حيث ارتفعت معدلات الإصابة بين النساء بشكل أكبر بكثير منها عند الرجال، وتشكل النساء حالياً نسبة تبلغ(57%) من حالات الإصابة بفيروس نقض المناعة. وأغلب الظن أن إصابة الشابات الإفريقية (من 15-24 عاماً)ستصبح ثلاثة أضعاف إصابة الرجال.(12) وبذلك تكون أفريقيا جنوب الصحراء هي بؤرة الكارثة بسبب انتشار هذا المرض.
 الأداء الاقتصادي بالقارة:
لقد تراجع فقر الدخل في كافة المناطق منذ عام 1990 فيما عدا أفريقيا جنوب الصحراء.كما تراجع نصيب سكان العالم الذين يعيشون على أقل من دولار واحد في اليوم من (28%) إلى(21%)؛ ما عدا أفريقيا جنوب الصحراء فلم تشهد إلا زيادة في تأثير الفقر وعدد الفقراء على السواء. 
جدول (1)
الأداء الاقتصادي بالقارة الأفريقية
الأقاليم في العالم
الناتج الإجمالي المحلي
تعادل القوة الشرائية ببلايين الدولارات الأمريكية
2004
الناتج الإجمالي للفرد
تعادل القوة الشرائية بالدولار الأمريكي
2004
معدل النمو السنوي
(%)
(1990-2004)
الدول العربية
1,755.0
5,680
1.3
شرق أسيا ومنطقة المحيط الهادي
11,327.5
5,872
5.8
امريكيا الشمالية ومنطقة البحر الكاريبي
4,350.2
7,964
1.1
جنوب اسيا
4,650.6
3,072
3.3
أفريقيا جنوب الصحراء
1,327.5
1,946
0.3
وسط وشرق أوروبا ورابطة الدول المستقلة
3,545.0
8,802
0.9
منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي
32,007.9
27,571
1.8
بلدان منظمة التعاون والتنمية ذات الخل المرتفع
29,442.0
32.003
1.9
المصدر : تقرير التنمية البشرية للعام 2006 ،ص 334. 
وفي الوقت الذي يتسابق العالم إلي تحقيق هدف 2015 الرامي إلى خفض فقر الدخل المدقع إلى النصف فإن 150مليون نسمة من سكان المنطقة يعيشون على أقل من دولار واحد في اليوم، وبهذا تبقى أفريقيا جنوب الصحراء خارج السباق.
ويبين الجدول (1) الأداء الاقتصادي لأقاليم العالم أن أقل ناتج محلي إجمالي يوجد في أفريقيا جنوب الصحراء ويبلغ ( 1,327.5 ) بليون دولار أمريكي، تليه الدول العربية حيث يبلغ إجمالي دخلها المحلي (1,755.0) بليون دولار أمريكي، وبذلك تكون حصة الفرد من الناتج الإجمالي المحلي في أفريقيا جنوب الصحراء (1,946) دولار أمريكي وهو أقل نصيب للفرد مقارنة بأقاليم العالم الأخرى ، كما تجدر الإشارة إلى أن نصيب الفرد في الدول العربية يبلغ (5,680) دولار أمريكي،ويعزى معدل ارتفاع نصيب الفرد بالدول العربية إلى إنتاج النفط في بعض الدول العربية والتي يقع معظمها خارج حدود القارة الأفريقية، بينما يرتفع في بعض أقاليم العالم الأخرى إلى أكثر من (27.571) دولار أمريكي كما هو في منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي وبلدان منظمة التعاون في الميدان الاقتصادي ذات الدخل المرتفع.
دليل التنمية بالبشرية بالقارة:
كما هومعلوم يقيس دليل التنمية البشرية في الإقليم أو البلد ثلاثة أبعاد أساسية للتنمية البشرية وهي التمتع بحياة مدي\ة وصحية حسب ما يتم قياسه بالعمر المتوقع عند الولادة نو اكتساب المعرفة وفق ما يتم قياسه بمعدل الإلمام بالقراءة والكتابة لدى البالغين ، ومجموع نسب الالتحاق الإجمالية بالمدارس الابتدائية والثانوية والعليا، والتمتع بمستوى معيشة لائق حسب ما يتم قياسه بالناتج المحلي الإجمالي للفرد في تعادل القوة الشرائية بالدولار الأمريكي.في ضوء المؤشرات السابقة حددت ثلاثة مستويات للتنمية البشرية صنفت على أساسها أقاليم وبلدان العالم وهي : مستوى تنمية بشرية مرتفعة وتقع ضمنه الدول التي تزيد قيم دليل التنمية البشرية عن(0.8)، ومستوى تنمية بشرية متوسطة ويشمل الدول التي تتراوح فيها قيم دليل التنمية البشرية بين (0.5 ـ 0.799)، أما الدول التي تقل قيمة دليل التنمية البشرية فيها عن (0.5) فتعد من الدول ذات التنمية البشرية المنخفضة. 
يتضح من الجدول ( 2 ) إن العالم قد صنف إلى سبعة أقاليم جغرافية تضم 177 بلداً وزعت على مستويات التنمية البشرية الثلاث فيشمل مستوى التنمية البشرية المرتفعة 63بلداً، منها بلدان من قارة أفريقية وهما سيشل وموريشيوس، أما مستوى التنمية البشرية المتوسطة فيتضمن 83 بلدً من بينها ست عشرة بلداً أفريقياً ، وتقع 31 بلداً ضمن مستوى التنمية البشرية المنخفضة جميعها افريقية ما عدا اليمن وهايتي.  
جدول ( 2 )
قيم دليل التنمية البشرية
الأقاليم في العالم
قيمة دليل التنمية البشرية 2004
دليل العمر المتوقع
دليل التعليم

دليل الناتج المحلي الإجمالي
الدول العربية
0.680
0.71
0.66
0.67
شرق أسيا ومنطقة المحيط الهادي
0.760
0.76
0.84
0.68
أمريكيا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي
0.759
0.79
0.87
0.73
جنوب أسيا
0.599
0.64
0.58
0.57
أفريقيا جنوب الصحراء
0.472
0.35
0.57
0.50
وسط وشرق أوروبا ورابطة الدول المستقلة
0.802
0.72
0.94
0.75
منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي
0.923
0.88
0.95
0.94
بلدان منظمة التعاون والتنمية ذات الخل المرتفع
0.946
0.98
0.98
0.96
متوسط العالم
0.741
0.71
0.77
0.75
المصدر: تقرير التنمية البشرية للعام 2006 ص 286. 

الخلاصة:
 توصلت هذه الورقة البحثية إليمن خلال أن القارة الأفريقية تزخر بالموارد الطبيعية والبشرية التي لم تستغل استغلالا فعالاً نتيجةً لضعف أداء القاعدة البشرية، المتمثل في ارتفاع نسبة الأمية، وضعف التعليم، وانتشار الأمراض، وانخفاض مستوى الدخل، والسبب في ذلك يعود إلى إتباع سياسات تعليمية ركزت على توظيف الأموال من أجل الإنفاق على التعليم استجابةً للضغوط الاجتماعية دون الأخذ في الاعتبار نوعية مخرجات التعليم ومدى مساهمتها في العملية التعليمية، وهذا النوع من السياسات التعليمية ليس لها حظ كبير في النجاح وتلبية طموحات البلدان الأفريقية المتمثلة في تحقيق تنمية اجتماعية واقتصادية هدفها رفع مستوى معيشة سكان القارة.
كما ترى إن إدخال بعض التحسينات في جوانب عمل المنظومة التعليمية مثل:رفع كفاية وكفاءة التعليم، وتطوير المناهج، وإدخال التقنيات الحديثة في التعليم يمكن أن يكون حلاً؛ لكن يبقى السعي إلى ربط منظومة التعليم ربطاً كاملاً مع أهداف التنمية البشرية هو الحل الأمثل الذي يجعلها تتفاعل مع بيئتها ومع التحديات المستقبلية المتوقعة وذلك بتوطين المعارف العلمية والتقانية بهدف إيجاد رابطة عضوية بين استراتجيات وخطط التنمية من جهة ونظم توليد المعارف العلمية والتقانية ونقلها ونشرها وتشغيلها من جهة أخرى. 



(1) آمال إسماعيل شاور. أحمد علي إسماعيل، أفريقيا المعاصرة البيئة والإنسان والتحدي، دار   الثقافة للنشر والتوزيع، القاهرة ،2001، ص 7.
(2) عبد القادر مصطفى المحيشي، آخرون، جغرافية القارة الأفريقية وجزرها، الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع والإعلان، 2000، سرت، ص ص36،35.
(3)  جودة حسنين جودة، جغرافية أفريقيا الإقليمية، المكتب الجامعي الحديث، الإسكندرية، 1998، ص77.
(4) عبد القادر مصطفى  المحيشي ، مصدر سابقن ص146.
(5) المصدر نفسه،ص 147.
(6)  المصدر نفسه، ص ص 54- 55.
(7)الغابات الإفريقية: رؤية لعام 2020.
(8)  تقرير التنمية البشرية للعام 206. ص267
(12) تقرير التنمية البشرية للعام 2006، ص265.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا