التسميات

الأحد، 27 ديسمبر 2015

النمو السكاني المتسارع وأثره على البيئة - عمر المنصوري ..


النمو السكاني المتسارع وأثره على البيئة


أزمة الموارد - عمر المنصوري - 14 مارس 2010 :

   إن الزيادة المستمرة في عدد السكان, واحدة من المشاكل الضخمة التي تعاني منها شعوب العالم. مشكلة النمو السكاني المتسارع هي السبب وراء أي مشكلة أخرى, ويعزى هذا النمو السريع للسكان بأي تطورات في البيئة بمختلف المجالات الصناعية والتجارية والغذائية والاجتماعية والتعليم .

  الدراسات المختصة أوضحت أن نحو 3500 إنسان يولدون كل 20 دقيقة, ومن المؤكد أن ذلك الارتفاع الهائل بعدد السكان يؤدي إلى استغلال الموارد الطبيعية وتدمير البنى نتيجة عدم التوازن بين الأثنين نظراً للتضخم السكاني من جهة يقابله عدم توفر الموارد والغذاء والسكن الملائم من جهة أخرى . عوامل مثل النمو والتوزيع السكاني بالإضافة إلى الهجرة العالية بين المدن لأسباب مختلفة مجتمعة مع أنماط الاستهلاك البشري تلقي تبعاتها على البيئة التي لها حدود وقدرة لاستيعاب النفايات والاستمرار بقطع الأشجار والتوسع السكاني .

  الحاجة للمياه العذبة لغرض الري أو الاستهلاك البشري, والوقت اللازم لإعادة تدوير النفايات العضوية, تدهور التربة , تلوث الماء والهواء والتربة وفقدان التنوع البيولوجي كلها تأتي نتيجة زيادة عدد السكان بشكل عشوائي . من المرجح أن يصل عدد سكان العالم في عام 2050 إلى 9.2 مليار نسمة وبالطبع ذلك التضخم السكاني الكبير في ظل التدهور البيئي الحاصل منذ سنوات سوف يولد المزيد من الضغط على البيئة ومواردها .

  برز الانفجار أو التضخم السكاني مع عصر الصناعة والتقدم العلمي وصاحب ذلك سوء التخطيط للتنمية والأساليب الصحية لإدارة النفايات . الإنسان استخدم مصادر الوقود الأحفوري من الفحم والبترول لأغراض الصناعة فبدأ بصناعة الطائرات والقطارات والسيارات والمصانع وإزالة الأشجار والغابات لتأمين المدن والشوارع . ومع استمرار تطاول الإنسان على البيئة ولتوفير الغذاء اللازم نظراً لارتفاع أعداد السكان مع قلة الأراضي الصالحة للزراعة تعمد حينها لاستخدام المواد الكيمياوية والمبيدات الحشرية بشكل سنوي ودون توقف مما أثر سلباً على نوعية التربة وأفقدها قدرتها على الإنتاج مما أثر بقلة المحاصيل الزراعية وهذا حتما يؤدي للإخلال بالاقتصاد الوطني .

  الأثار السلبية الناجمة عن النمو السكاني يعود إلى سوء توزيع وأيضاً تركز السكان في المدن والعواصم مما يولدا ضغطاً كبيراً على الموارد وبالتالي تدمير البيئة , ونعني في ذلك اللجوء لاستخدام الأراضي الزراعية كمجمعات سكانية وبشكل عشوائي وأيضا التوسع في الأحياء الفقيرة بالإضافة إلى زيادة معدلات البطالة نظراً لارتفاع الطلب على الأيدي العاملة . النمو الهائل الغير متناسب مع الموارد الطبيعية المتوفرة يؤدي لإنهيار مجال الزراعة ويسفر عن تدني وصعوبات في إدارة التنمية الاقتصادية والاجتماعية وبالتالي فأنه ينعكس على المستوى المعيشي ويتولد عنه ارتفاع نسبة البطالة والفقر .

   التوزيع غير المتوازن بين المناطق الحضرية والريفية واحدة من المؤشرات السلبية على بنية الخدمات الأساسية وضعف قدرتها لاستيعاب الزيادة السكانية , لذلك أن الهجرة من الريف إلى المدن , والزيادة الطبيعية بعدد السكان نسبة لارتفاع معدل الولادات مقارنة بانخفاض الوفيات نتيجة تطور القطاع الصحي بأغلب دول العالم وحتى بشكل محدود في الدول الفقيرة , واضف التوسع العشوائي للمدن الذي يمتد للأراضي الهشة التي لا تصلح للبناء والسكن ويشمل الأراضي الزراعية والشواطئ البحرية مما يؤثر بانخفاض معدلات الإنتاج الزراعي والحيواني وهجرة الطيور والحيوانات . وفق جميع ما ذكر سيؤثر حتماً بتدمير البيئة بفعل الضغط المستمر على الخدمات الأساسية والارتفاع الأفقي لاستغلال الموارد الطبيعية .

  على سبيل المثال مصر هي أكبر الدول العربية بتعدادها السكاني بنحو يفوق 75 مليون نسمة , وتشكل نسبة السكان في المناطق الحضرية أكثر من النصف مما يشكل ضغطاً كبيراً على المدن فلا زالت مصر تواجه العديد من الأزمات التي أفرزها الانفجار السكاني أو سوء توزيع السكان ويشمل ذلك توفير المياه الصالحة للشرب وتوفير الوظائف وصعوبة تأمين الغذاء والدواء والسكن الصحي .

  إحدى عوامل نشوء التصحر بفعل النمو السكاني وينطبق ذلك حاليا على العراق حيث سبب نموه السكاني العشوائي بخاصة في المدن الحضرية إلى زيادة الطلب على الغذاء والسكن والمياه وبالتالي تطلب ذلك إستنزاف الأراضي الزراعية سنوياً التي تدهورت سريعاً وأصبحت مهيئة للتصحر نتيجة إبتلاع الأراضي الهامشية المحيطة بالمدن .

   العديد من العوامل التي تتولد نتيجة النمو السكاني المتسارع والتي لها أثر كبير بتدمير البيئة والاستغلال الكبير للموارد ومن تلك العوامل التوسع العمراني في المناطق الحضرية والبناء في الأراضي الهشة وحتماً سيؤهلها لأن تكون عرضة للفيضانات والزلازل , أما الأثر الثاني يتمثل بزيادة الضغط على الموارد الطبيعية لتلبية الاحتياجات المتزايدة للنمو السكاني وتوفير مياه الشرب ومعالجة مياه الصرف الصحي .

  الحاجة لضرورة وضع الخطط للتنمية البشرية والتوزيع السكاني بالأسلوب الأمثل من قبل الحكومات هو الحل الوحيد لوقف عشوائية زيادة السكان داخل المدن العربية التي تعاني انفجاراً سكانياً هائلاً يصحبه أيضاً سوء تقدير توزيع الموارد الطبيعية بحسب حصة الفرد .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا