المنورة الكبرى (رؤية المستقبل بعين الحاضر)تجربة إنشاء وتشغيل المرصد الحضري المحلي للمدينة
الفصل الخامس تحليل حالة المدينة المنورة
إدارة المرصد الحضري- أمانة منطقة المد ينة المنورة :
سوف يتناول هذا الجزء عرض تحليل تكاملي لمؤشرات المرصد الحضري المنتجة عام ١٤٢٧هـ والتي تم تحديث بياناتها وفق شروط الدقة والملائمة والتزامن لتحقيق جدوى ونفع ينعكس على صحة التحليل وصواب القرار المتخذ، يهدف لرسم تصور شامل لحالة المدينة المنورة (City Profile) بأبعاده العمرانية والاجتماعية والاقتصادية والبيئة.
ويعد تقرير حالة المدينة المنورة من أهم المخرجات حيث يعتبر صورة واقعية لما عليه حالة المدينة بناءاً على المؤشرات التي تم إنتاجها، ويهدف هذا المنظور إلى رصد مستوى الحيـاة المعيشية ووضع صورة للقضايا والسياسات التي تؤثر على استمرارية التنمية، ويجب أن يتم تحديثه بصورة دورية ويفضل كل سنتين واستخدامه في حلقـة تـشاوريه لتحديـد القـضايا والسياسات التي تتحدى خطط تنمية المدينة المنورة.
- الخلفية العامة تحتل المدينة المنورة عاصمة الإسلام الأولى ومنطلق رسالة الإسلام إلى كافة أرجـاء الـدنيا مكانة متميزة في نفوس المسلمين حيث شيد فيها مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم الـذي تشد إليه الرحال وقبره الشريف، وورد في فضلها الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة، وكثير من تلك الصفات والآثار الدينية التي أعطتها مكانة خاصة في قلوب المسلمين تتحـرك بهـا المشاعر الإيمانية كلما ورد اسمها على الألسنة وخطر رسمها على القلوب، وهي بذلك تحتل مكانة تاريخية بعراقة نشأتها وتناوب الأحداث الجسام التي مرت بها قبل دخول الإسلام إليهـا واختلاف العديد من القبائل العربية وغير العربية التي سكنتها، ولها صفات جغرافية مميـزة فهي تحتل موقعاً حصيناً منخفضاً محمياً بما يحيط بها من حرات وسلاسل جبليـة وهـضاب تنتهي إلى مجموعة الدرع العربي التي تحاذي البحر الأحمر من شماله إلى جنوبه، ويخترقها من الجنوب والشرق ثلاثة أودية رئيسية تجتمع عند طرفها الشمالي الغربي فيما يسمى بمجمع الأسيال وهذا ما أعطى تربة المدينة المنورة خصوبة مميزة وجعلها منطقة صالحة لزراعـة الكثير من الأنواع النباتية ومن أشهرها زراعة النخيل المتعدد الأصناف ذو الجودة العالية.
وتتميز المدينة المنورة بخصائص اجتماعية تظهر آثارها علـى صـورة العلاقـة الحميمـة والترابط الاجتماعي بين شرائح السكان، وتلك الصورة الفريدة مـن الاسـتقبال والترحـاب وتلقائية البشر والمودة التي اشتهر بها أهل المدينة المنورة في أوساط زوارها ممـا يجعلهـم يعيشون في المدينة المنورة أجواء من الروحانية والاطمئنان والسكينة.
- وظهرت المدينة المنورة كمركز عمراني في موقعها الحالي، نتيجة لوفرة الموارد الطبيعيـة، وتقع المدينة المنورة على خطي طول (٣٩٤٢٣٦ -٣٩٩٦٠٠) وخطي عرض (٤٢٤١٠٠- ٢٤٣٦٠٠) في منطقة تتوسط الإقليم الغربي من المملكة العربية السعودية، كما هو موضـح بالشكل (١-٥)، على بعد حوالي أربعمائة كيلو متر شمال مكة المكرمة فـي اتجـاه الـشرق وعلى بعد حوالي ١٥٠ كيلو متر شرق البحر الأحمر وارتفاع نحو ستمائة متر عن متوسـط منسوب سطح البحر بمسطح يبلغ ٧٠٢,٢ كم٢.
وتعتبر منطقة المدينة المنورة خامس المناطق الإدارية بالمملكة من حيث حجم السكان حيث بلغ تعدادها السكاني وفقاً لنتائج التعداد الأولية للسكان والمساكن عام ١٤٢٥هـ ١٥١٢٠٧٦ نـسمة وذلك بسبب مركزها الديني مما جعل المدينة المنورة منطقة جاذبة بالسكان، وتعتبر المدينـة المنورة واحدة من المدن الكبرى في المملكة إذ يصل تعداد سكانها طبقاً لتعداد عام ١٤٢٥هـ إلى نحو (٩١٩ ألف) نسمة، وطبقاً للإسقاطات السكانية بلغ عدد السكان حالياً قرابة المليـون نسمة، وهي بذلك استأثرت بما نسبته ٦٩,٧ % من سكان المنطقة بمتوسط معدل نمو سـنوي يبلغ ٣,٣٨ وفقاً لنتائج التعداد السكاني لعام ١٤٢٥هـ والذي يعد مرتفعاً بمقارنتـه بالمنطقـة البالغ ٢,٧٥ والمملكة البالغ ٢,٤ في نفس العام، ويوضح الشكل (٢-٥) مقارنة لمعدلات النمو السكاني بين كل من المملكة والمنطقة والمدينة المنورة، والذي يؤدي إلى زيادة سكانية ستؤثر على الخطط والبرامج التي تهدف إلى تحقيق تنمية عمرانية مستدامة في المدينة المنورة.
ويوزع سكان المدينة المنورة حسب الجنس بما نسبته ٥٣,٧% ذكور، ٤٦,٣% إناث من جملة السكان في عام ١٤٢٧هـ (٢٠٠٦م) طبقاً لتقديرات استشاري المشروع حسب بيانات النتائج الأولية لتعداد السكان والمساكن عام ١٤٢٥هـ (٢٠٠٤م) - مصلحة الإحصاءات العامـة - وزارة الاقتصاد والتخطيط، بينما وزع السكان حسب الجنس بمنطقة المدينة المنـورة حيـث بلغت نسبة الذكور ٥٣,٦%، والإناث ٤٦,٤%، في حين بلغـت نـسبة الـذكور ٥٥,٣٨% والإناث ٤٤,٦٢% على مستوى المملكة في نفس العام وهو ما يعكس ارتفاع نـسبة الـذكور نتيجة للعمالة الوافدة والسكان الغير سعوديين، ويوضح الشكل (٣-٥) مقارنة التوزيع النسبي للسكان حسب الجنس للمملكة والمنطقة والمدينة المنورة
مقارنة التوزيع النسبي للسكان حسب الجنس للمملكة والمنطقة والمدينة المنورة أما توزيع السكان حسب فئات السن، فنجد من هم أقل من خمس سـنوات يمثلـون حـوالي ١٢,٥٨% مقابل ٢٥% ينتمون إلى الفئة العمرية (١٤-٥) ثم تزيد إلى ٣٥,٦٩% لمن هم في الفئة العمرية (٣٤-١٥) سنة ثم الفئة العمرية (٥٩-٣٥) سنة تمثل ٢٢,٢%، والباقي ٦٠ سنة فأكثر ٤,٧% من إجمالي عدد السكان، وتعتبر هذه النسب متقاربة مع النسب فـي المنطقـة والمملكة، ويقدر وسيط العمر للسكان السعوديين بنحو (١٧,٣) عاماً أي أن حـوالي نـصف السكان لا يتجاوز أعمارهم هذا السن، كما يتسم التركيب العمري للسكان بغلبة الفئات الصغيرة والشابة، وجدير بالذكر أن التركيب النوعي للوافدين له تأثير على التركيب الإجمالي للـسكان حيث تبلغ نسبة الجنس بين الوافدين نحو ٢٢٨ ذكر لكل ١٠٠ أنثى، كما هو موضح بالـشكل (٤-٥) تصنيف السكان حسب فئات السن بالمدينة المنورة عام ١٤٢٧هـ (٢٠٠٦م).
وتبلغ الكثافة العامة للسكان بالنطاق الحضري للمدينة المنورة حوالي ١٤٠٠ نسمة/ كم٢ عام ١٤٢٧هـ وتنخفض تلك الكثافة إلى ١٠,٤ شخص/ كم٢ في منطقة المدينة المنـورة وهـي مقاربة للكثافة العامة للسكان بالمملكة والتي تصل إلى ١٢,٢ شخص/ كم٢ فـي ذات العـام، ويبلغ متوسط حجم الأسرة ٦,٤ فرد طبقاً لبيانات المسح الاجتماعي الاقتـصادي بالمرصـد الحضري لعام ١٤٢٧هـ (٢٠٠٦م) والذي يعد مرتفعاً بمقارنته بالمنطقة البـالغ ٥,٦ فـرد والمملكة البالغ ٥,٧ فرد عام ١٤٢٥هـ (٢٠٠٤م) طبقاً للنتائج الأولية للتعـداد العـام، هـذا وتشير بيانات مؤشر معدل التكوين الأسري إلى ارتفاع نسبته عن عام ١٤٢٥هــ (٢٠٠٤م) بـ ٠,٢% ليبلغ ٢,٤% عام ١٤٢٦هـ (٢٠٠٥م) وهو يمثل عدد الأسر الجديدة إلى إجمالي عدد الأسر الحالية وهي مقاربة لقيمتها على مستوى المنطقة والتي تصل إلى ٣% فـي ذات العام، كما هو موضح بالشكل (٥-٥).
ويقدر الناتج المحلي للمدينة المنورة عام ١٤٢١هـ بحوالي ٣٢ مليار ريال، ومتوسط نصيب الفرد السنوي منه بنحو ٣٦ ألف ريال، وهو أعلى من متوسط نصيب الفرد علـى مـستوى المملكة العربية السعودية البالغ ٣٠ ألف ريال في نفس العام.
- وتعتبر مؤشرات استعمالات الأراضي بالمدينة المنورة من أهم المؤشرات التي تعكس طبيعة وظيفة المدينة، حيث بلغت مساحة الأراضي المعمورة والمأهولة نحو ٥٤٤,٤٧ كم٢ بنـسبة ٧٧,٥% من إجمالي مساحة النطاق العمراني، ومساحة الجبال والأدوية ١٥٧,٧٢ تبلغ حوالي ٢٢,٥% وهي مناطق يصعب استغلالها عمرانيـاً، وتعتبـر مـن كم٢ أي بنسبة تبلغ حوالي محددات التنمية بالمدينة المنورة، ويوضح الشكل (٦-٥) توزيع نسب استعمالات الأراضـي بالمدينة المنورة للوضع الراهن لعام ١٤٢٧هـ (٢٠٠٦م)، كما يوضح الشكل (٧-٥) خريطة الوضع الراهن لاستعمالات الأراضي القائمة بالمدينة المنورة عام ١٤٢٧هـ (٢٠٠٦م)
ومن خلال توزيع نسب المساكن بالمدينة المنورة طبقاً لنتائج المسح الاجتماعي الاقتـصادي بالمرصد الحضري عام ١٤٢٧هـ (٢٠٠٦م) نجد ارتفاع نسبي في المساكن المؤجرة حيـث يبلغ ٥٥,٩% في مقابل ٤٢,٤% للمساكن المملوكة والباقي يمثل المنح الخاصـة والمـساكن الأخرى مما يعكس الطبيعة الخاصة بالمدينة المنورة حيث ارتفاع نسبة المـساكن المـؤجرة نظراً لارتفاع نسبة الوافدين إليها حيث يشكلون ما يقارب ثلث سكانها، أما تصنيف الحيازة فقد بلغت الحيازة العامة حوالي ١١,٦٥% من إجمالي الحيازة، وبلغت الحيازة الخاصة ٨٨,٣٥% بعد استبعاد مساحة نطاق حد التنمية ومساحة الجبال والأودية والطرق من إجمـالي مـساحة الحيازة والذي يدل على محدودية الأراضي العامة ضمن النطاق العمراني مما يعكس النـدرة النسبية في توفير الأرض المطلوبة لإقامة الخدمات العامة خاصة في المناطق السكنية القائمة.
للمزيد : للقراءة أونلاين والتحميل إضغط هنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق