ﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ﺍﻟﻤﻜﺎﻨﻲ ﻟﻠﺨﺩﻤﺎﺕ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﺸﻌﺭ ﻤﻨﻰ
ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺘﺤﻠﻴﻠﻴﺔ
ﺒﺤﺙ ﻤﻜﻤل ﻟﻨﻴل ﺩﺭﺠﺔ ﺍﻟﻤﺎﺠﺴﺘﻴﺭ ﻤﻘﺩﻤﺔ ﺇﻟﻰ ﻗﺴﻡ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺎ
ﻭﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ
The Spatial distribution of government services in Mina:Aanalysis geographic study
بحث مكمل لنيل درجة الماجستير مقدمة إلى ﻗﺴﻡ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺎ - ﻜﻠﻴﺔ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﻭ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ - ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ
ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻌﺯﻴﺯ
ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻌﺯﻴﺯ
إعداد ﺍﻟﻁﺎﻟﺏ
ﻤﺎﺠﺩ ﺃﺤﻤﺩ ﺒﺎﻭﺯﻴﺭ
ﻤﺎﺠﺩ ﺃﺤﻤﺩ ﺒﺎﻭﺯﻴﺭ
إشراف
ﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺤﻔﻴﻅ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺤﻜﻴﻡ ﺴﻤﺭﻗﻨﺩﻱ
ﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺤﻔﻴﻅ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺤﻜﻴﻡ ﺴﻤﺭﻗﻨﺩﻱ
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﻲ ﺍﻷﻭل
١٤٣٣ / ١٤٣٤ ﻫـ - ٢٠١٢ / ٢٠١٣ ﻡ
المستخلص :
تهدف الدراسة إلى التعرف على مدى تأثير طبوغرافية مشعر منـى علـى توزيـع الخدمات الحكومية وأيضاً معرفة نمط هذا التوزيع والوصول إلى التوزيع المكـاني الأنـسب لهذه الخدمات الحكومية في مشعر منى باستخدام تقنية نظم المعلومات الجغرافية، واستخدمت هذه الدراسة المنهج الوصفي التحليلي الذي يعتمد على دراسة الظاهرة علـى أرض الواقـع ومن ثم وصفها الدقيق، فضلاً عن التحليل المكاني من خلال تطبيق بعض وظـائف التحليـل المناسبة للوصول إلى أفضل النتائج. ولإكمال كافة متطلبات الدراسة فقد تم جمـع البيانـات والمعلومات، وعمل خرائط رقمية بواسطة برامج نظم المعلومات الجغرافية (GIS) مما أسـهم في بناء قاعدة بيانات جغرافية تم تمثيل الكثير منها في العديد من الخـرائط الرقميـة التـي احتوتها الدراسة.
واشتملت الدراسة على توقيع أنماط التوزيع المكاني للخدمات الحكومية فـي مـشعر منى مثل موقع الخدمة، الشوارع الرئيسة، نوع الخدمة، حدود مشعر منـى، حـدود مـشعر مزدلفة، مواقع الخيام السكنية للحجاج، كما قامت الدراسة بقياس المركز المتوسـط والنقطـة المركزية والمسافة المعيارية واتجاه التوزيع والجار الأقرب وتحليل الارتفـاع (DEM)، وقـد تبين من خلال الدراسة مدى كفاءة استخدام برنامج نظم المعلومات الجغرافية فـي معالجـة وتحليل البيانات تحليلاً مكانياً.
وكان من أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة أن هناك قصور واضح في خـدمات النقل والاتصال من حيث الكمية العددية مما انعكس سلباً على تأثير توزيعها فـي المـشعر، وبالنسبة للخدمات الحكومية الأخرى نجد أن عددها قليل في المشعر ولكن لا تؤثر سلباً مثـل الخدمات النقل والاتصالات لأنها جهات إشرافية رقابية.
أما الخدمات الأمنية والخدمات الصحية وخدمات الدفاع المدني والخدمات التوعويـة (د) والإرشادية نجد أن توزيعها جيد جداً مما انعكس إيجاباً على تأثير توزيعها في مـشعر منـى خاصة خدمتي الأمنية والدفاع المدني لأنهما تشكلان مع الخدمات الصحية المثلـث المباشـر الذي يتعامل مع الحجاج بشكل مباشر لكن الخدمات الصحية تحتاج إلى القليل من الزيادة فـي المشعر.
واختتمت الدراسة بعدد من الحلول والتوصيات المقترحة والتي تدعو إلى إيجاد حـل لمشكلة محدودية المساحة الشرعية للمشعر باستغلال سفوح الجبال لعمل خيام سكنية للحجاج، أيضاً تطوير منظومة النقل العام في منى بمختلف أنواعه.
التقديـــم
يشكل أداء الركن الخامس من أركان الإسلام (الحج) الهاجس الأكبـر لـدى معظـم المسلمين في العالم. كيف لا وهو يشدون الرحال إلى أعظم بيت وأطهر بقعـة علـى وجـه الأرض ملبين دعوة أبيهم إبراهيم عليه السلام ومكملين أركان دينهم الغر الذي ارتـضاه الله لهم. لذا نجد بعضهم يبذلون الغالي والنفيس لجمع المال الحلال لحج بيت الله الحرام مـع أن الله سبحانه وتعالى اشترط الاستطاعة لذلك لكنه الشوق والحنين بين المحب والحبيب.
ولذلك أخذت حكومة المملكة العربية السعودية على عاتقها توفير كل الـسبل لراحـة وسلامة ضيوف الرحمن، فنجدها سخرت كل طاقاتها الحكومية وغير الحكوميـة لخـدمتهم، فأنشأت لذلك وزارة الحج التي تعنى بكافة أمور الحجاج الداخلية والخارجية وجنـدت جميـع وزارات الدولة وقطاعاتها لخدمة وسلامة وأمن الحجاج.
ومن هذا المنطلق نجد أن مختلف القطاعات الحكومية الخدمية منها وغيـر الخدميـة يعملون في موسم حج كل عام، ونجد أن كل قطاع حكومي يعد القوة ويرسم الخطط لإنجـاح الموسم بتوفير الراحة والسلامة والأمن للحاج ضيف الله، كلاً في مجال عمله.
لذا نجد أن كل قطاع حكومي مواقع في مكة المكرمـة والمـشاعر المقدسـة (منـى، مزدلفة، عرفات). وقد هدفت هذه الدراسة إلى تحليل توزيع مواقع الخـدمات الحكوميـة فـي مشعر منى تحليلاً مكانياً من الناحية الجغرافية، باستخدام تقنية نظم المعلومات الجغرافية (GIS).
للتعرف على نمط التوزيع المكاني لكل خدمة حكومية تؤدي واجبها في مشعر منى. وقـد تـم تطبيق بعض أدوات التحليل المكاني باستخدام نظم المعلومات الجغرافية، وتمثيل ذلك في هيئـة خرائط رقمية، وقد تمت الاستعانة بخريطة رقمية لمشعر منى لعام ١٤٣٢هـ من معهد خـادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج، عمل لها تصحيح هندسي وإدخالها رقمياً في جهاز الحاسـوب وأخذ منها مواقع الخدمات الحكومية في مشعر منى وعمل خريطة رقمية جديدة منها.
وقد تضمنت هذه الدراسة خمسة فصول : اشتمل الفصل الأول على الأبعـاد العامـة والأساسية لدراسة مثل المقدمة ومشكلة الدراسة، وأهمية الدراسة ودورها في معرفة التوزيع المكاني الحالي للخدمات الحكومية في مشعر منى باستخدام بعض طرق التحليل المكاني فـي برنامج نظم المعلومات الجغرافية، وذلك لرفع مستوى تلك الخدمات وإمكانية استفادة الحجيج منها بطرق سهلة وسريعة ومباشرة. ثم تحديد منطقة الدراسة والأهداف من هـذه الدراسـة وفرضياتها ومصادر وأساليب وإجراءات الدراسة. وقد قام الباحث باعتماد على نوعين مـن المصادر والبيانات هما المكاني والوصفي، واستخدم المـنهج الوصـفي التحليلـي للدراسـة بالإضافة إلى ذلك احتوى هذا الفصل على أدبيات الدراسة. أما الفصل الثاني فقد تطرق إلـى الأوضاع الطبيعية والبشرية في مشعر منى. فبدأ بتحديد الموقع الجغرافي للمـشعر وتقـسيم منى من الناحية الطبوغرافية ومعرفة الحدود الشرعية والظروف المناخية لها.
ثم استعرضت الدراسة تاريخ تطور أعداد الحجيج من عام ١٤١٦هـ إلى عام ١٤٣٢هـ، سـواء حجـاج الداخل أو الحجاج القادمين من الخارج. وتطرقت الدراسة في هذا الفـصل أيـضاً لأعـداد القائمين على الخدمات الحكومية وحجم القوى العاملة في كل قطاع حكومي. وركـز الفـصل الثالث على الوضع الراهن لاستعمال الأرض في مشعر منى من حيـث توزيـع الخـدمات الحكومية بها. وقد قسمت الخدمات الحكومية في مشعر منى إلى سبعة أقسام هي :
(١) الخدمات السكنية.
(٢) الخدمات الأمنية.
(٣) الخدمات الصحية.
(٤) خدمات الدفاع المدني.
(٥) خدمات النقل والاتصالات.
(٦) الخدمات التوعوية والإرشادية.
(٧) الخدمات الحكومية الأخرى.
أما الفصل الرابع فقد ناقش بعض أساليب التحليل المكاني لتوزيع الخدمات الحكوميـة في مشعر منى والتي استخدمتها الدراسة، ومن تلك الأساليب، اسـتخدمت الدراسـة بعـض أساليب مقياس النزعة المركزية مثل المركز المتوسـط Mean Center والظـاهرة المركزيـة Centeral Feature. أيضاً استخدمت بعض أساليب مقاييس التشتت والانتـشار المكـاني مثـل المسافة المعيارية Standerd Distance وأسلوب الاتجـاه التـوزيعي Directional Distribution، وأيضاً أسلوب الجار الأقرب Average Nearest Neighbo. ومن التحاليل الأخرى المـستخدمة في الدراسة أسلوب تحليل الارتفاعات الرقمية (DEM) وأسلوب تحليل الارتباط بـين مـساحة المخيمات وعدد الحجاج.
ونجد أن كل أسلوب تحليل اظهر بعض النتائج والأرقام التي سـاعدت فـي إظهـار الإيجابيات والسلبيات لتوزيع مواقع كل خدمة حكومية في مشعر منى.
وتضمن الفصل الخامس إظهار النتائج والتوصيات للدراسة. فقد أظهرت النتائج أن أغلب التوزيعات المكانية لمواقع الخدمات الحكومية تركز فـي منطقة طريق الملك عبد االله والذي يعتبر قلب مشعر منى.
وبينت نتائج الدراسة أن الخدمات الحكومية مثل الخدمات الأمنية والصحية والـدفاع المدني والتوعوية والإرشادية كانت خدمات منتشرة في جميع المشعر لكثرة مواقعها، واتجـاه التوزيع يتخذ الشكل البيضاوي نحو الشمال الغربي، والجنوب الشرقي، ونمط الانتشار يأخـذ النمط العشوائي المتقارب.بينما خدمات النقل والاتصالات والخـدمات الحكوميـة الأخـرى نجدها غير منتشرة في كافة مشعر منى وذلك لقلة عدد مواقعها وشكل التوزيع يأخـذ الـشكل البيضاوي الحاد واتجاهه نحو الشمال الغربي، الجنوب الشرقي أما نمط الانتشار فيـه يأخـذ النمط العشوائي المتباعد.
وأيضاً بينت الدراسة أن جميع الخدمات الحكومية بمختلف أنواعها تكون محـصورة بين ارتفاع ٢١٥م إلى ٤٢٠م فوق سطح الأرض.
وانتهت الدراسة ببعض التوصيات التي جاء منها إيجاد حل لمشكلة محدودية المساحة الشرعية للمشعر باستغلال سفوح الجبال الاستغلال الأمثل، وتطوير منظومـة النقـل العـام بمختلف أنواعه في مشعر منى.
الفصل الأول: الإطار العام للدراسة
١-١ المقدمة
مشعر منى أحد المشاعر المقدسة القريبة من مكة المكرمة، ويقع في الجزء الـشرقي من مكة المكرمة. إذ يعد مدينة مبنية من الخيام، ويمكث بها حجاج بيت الله الحرام عدة أيـام، لأداء بعض مناسك الحج، وهي يوم الثامن من ذي الحجة (يوم التروية) ويوم العاشر من ذي الحجة (يوم عيد الأضحى) وأيام التشريق (اليوم الحادي عشر، والثاني عشر ، والثالث عـشر من ذي الحجة). وخلال التواجد فيه تنشأ الحاجة إلى القيام بالكثير من الرحلات سواء بالمشي أو بوسائل النقل المتنوعة لتحقيق أغراض مختلفة ترتبط باسـتعمالات الأراضـي. فحركـة الحجيج تتأثر كثيراً بأنواع استعمال الأرض وكثافة الاستعمال.
ونظرا للزيادة المطردة في أعداد الحجاج كـل عـام ومحدوديـة مـساحة الأرض (المساحة الشرعية لمشعر منى)، أدى هذا الأمر لحدوث بعض الـسلبيات والمـشاكل أهمهـا مشكلة الزحام و الحشود البشرية ، مشكلة الافتراش ، أيضاً مشكلة الاختناقات المرورية. مما أدى إلى وجود بعض العقبات والمعوقات التي تعيق الحجاج من أدى فريـضتهم بكـل يـسر وسلامة.
ويمكن القول أن هناك عدة عوامل ساهمت في حدوث ذلك لعل أحدها التوزيع الحالي لاستخدام الأرض الحكومي في منى. لاسيما وأن الخدمات الحكومية التي تلعب دور مهم وبارز في توفير السلامة والراحة لحجاج بيت الله في منى، ومن تلك الخدمات خدمة المستشفيات والمراكز الصحية والهلال الأحمر، أيضا خدمات الشرطة والأمن العام، خدمات الدفاع المدني وغيرها من الخدمات الحكومية المتواجدة في منى. ومن هذا المنطلق سوف يركز البحث على دراسة التحليل المكاني لتوزيع مواقع الخدمات الحكومية في منى بمختلف أنواعها، وربطها مع مساحة مشعر منى، ومعرفة ما إذا كانت هذه المواقع موزعه التوزيع الصحيح بما يتلاءم مع عدد الحجاج بكفاءة عالية في الفترة القصيرة التي يتواجدون فيها بمشعر منى .
١ - ٢ مشكلة الدراسة:
إن استخدام الأرض في مشعر منى يعتبر ظاهرة جغرافية خاصة من حيث أنماط استخدامات الأراضي وأيضاً من حيث معرفة كثافة استعمال الأراضي. فتقسيم الأراضي بين مؤسسات الطوافة والجهات مقدمة الخدمة سواء الحكومية منها والأهلية، تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على المستفيدين من الخدمات (الحجاج) بصفة خاصة ومقدمين الخدمات (مؤسسات الطوافة وغيرها من الخدمات الحكومية والأهلية) بصفة عامة.
إن الخدمات الحكومية لها دور تعاوني مع بعضها البعض، ناهيك عن دورها الفاعل في خدمة ضيوف الرحمن من توفير سبل السلامة والراحة لهم. ومن هذا المنطلق تكمن مشكلة الدراسة في معرفة تحليل التوزيع المكاني المناسب للخدمات الحكومية بمختلف أنواعها بمشعر منى، وربطها مع مساحة مشعر منى، بما يتلاءم مع أعداد الحجاج في الفترة القصيرة التي يتواجدون فيها بمشعر منى.
١-٣ أهمية الدراسة:
الخدمات هي إحدى نتائج التفاعل بين الإنسان وبيته الطبيعية والاجتماعية أيضاً، كما تعتبر الخدمات من أكبر مسببات مظاهر الحراك والتفاعل بين الأماكن. بل هي مـن أفـضل الطرق لتحقيق التوازن في التنمية، ولعل هذا يؤكد أن مداخل التنمية عديدة وأهمهـا المـدخل الخدمي. (الشريعي، خلاف. ٢٠١٢م).
وأهمية الدراسة تتلخص في معرفة التوزيع المكاني الحالي للخدمات الحكوميـة فـي مشعر منى، باستخدام طرق التحليل المكاني في برنامج نظم المعلومات الجغرافيـة (GIS)، لرفع مستوى تلك الخدمات ومدى استفادة الحجاج من إمكانياتهـا، بطـرق سـهلة وسـريعة ومباشرة لضمان خدمة وسلامة الحجاج.
١-٤ منطقة الدراسة:
الحدود المكانية : يقع مشعر منى في الجهة الشرقية من مدينة مكة المكرمة على دائرتي عرض ٢٠و٢٢ شمالاً، وخطي طول ٣٩ و٤٠ شرقاً، بمساحة تقدر ٧٧٦ هكتار أي حوالي (٧،٦٧كلم مربع)، موزعة بين المناطق المنبسطة (الوادي) و المناطق الجبلية، إذ تمثل المناطق المنبسطة ٤١٠ هكتار (٤كلم مربع) ما يعادل ٥٣ % من المساحة الإجمالية لمشعر منى (إدريس، ٢٠٠٣م).
الحدود الزمنية: وسوف يعمل البحث أثناء فترة موسم حج عام ١٤٣٢هـ لمعرفة وملاحظة العلاقات الايجابية والسلبية لكفاءة توزيع استخدام الأرض في مشعر منى. خريطة .(١ – ١)
١-٥ أهداف الدراسة :
تسعى هذه الدراسة إلى تحقيق الأهداف التالية :
(١) معرفة تأثير طبوغرافية مشعر منى على توزيع الخدمات الحكومية.
(٢) التعرف على نمط توزيع الخدمات الحكومية في مشعر منى.
(٣) الوصول إلى التوزيع المكاني الأنسب للخدمات الحكومية في مشعر منى، لرفع مـدى استفادة الحجاج من هذه الخدمات.
١-٦ فرضيات الدراسة :
(١) تؤثر طبوغرافية مشعر منى سلبياً في توزيع الخدمات الحكومية.
(٢) توزيع الخدمات الحكومية في منى عشوائي (غير متكافئ).
(٣) عدم تناسق توزيع الخدمات الحكومية مع الكثافة العامة لأعداد الحجاج في مشعر منى.
(٤) عدم وجود تنسيق بين مختلف الجهات الحكومية في توزيع مواقع الخدمة بينها.
١-٧ مصادر بيانات الدراسة:
اعتمدت هذه الدراسة بشكل رئيس على نوعان مـن البيانـات : البيانـات المكانيـة والبيانات الوصفية.
فالبيانات المكانية والتي وضحت مواقع الخدمات الحكومية بمشعر منى والتي أخـذت من خريطة الخدمات لمشعر منى والصادرة من معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحـج والعمرة بجامعة أم القرى، وتوقيع الخدمات الحكومية على الخريطة الرقمية المعمولـة فـي برنامج نظم المعلومات الجغرافية (GIS).
أما البيانات الوصفية فاشتملت على إجمالي أرقام أعداد الحجاج من خـارج المملكـة العربية السعودية وإجمالي أرقام أعداد الحجاج من داخل المملكة العربية السعودية في الفتـرة من عام ١٤١٦هـ إلى عام ١٤٣٢هـ. وقد تم الحصول على هـذه البيانـات مـن الموقـع الالكتروني لوزارة التخطيط.
إضافة إلى تم جمع أعداد الحجاج لكل مؤسسة طوافة وأعداد مقدمي الخدمة لحجـاج بيت الله الحرام في الخدمات الحكومية عن طريق المقابلات الشخصية مـع مـسئولين فـي مؤسسات الطوافة وأيضاً بعض مسئولين الخـدمات الحكوميـة أو عـن طريـق مـواقعهم الالكترونية.
الفصل الخامس النتائج والتوصيات
٥ - ١ : النتائج :
· أثبتت الدراسة أن المركز المتوسط والذي يظهر مركز الثقل لمواقع توزيـع الخـدمات الحكومية في مشعر منى موجود في قلب المشعر على طريق الملـك عبـد الله أو فـي الجهة الغربية منه قليلاً هذا ما أظهرت نتائج توزيع مواقع الخدمات الأمنية والـصحية والدفاع المدني والخدمات التوعوية والإرشادية، بينما نجد أن مركز الثقل لمواقع توزيع خدمات النقل والاتصالات والخدمات الحكومية الأخرى أقرب إلى طريق الملك خالد.
· في المقابل لذلك نجد أن مواقع الظاهرة المركزية لتوزيع الخدمات الحكوميـة لابـد أن يكون قريب من مركز الثقل وهذا ما أظهرته نتائج توزيع الخدمات الأمنية، الـصحية، الدفاع المدني والتوعوية والإرشادية، ونجد بعدهم عن بعـض فـي الخـدمات النقـل والاتصالات والخدمات الحكومية الأخرى، ولعل ذلك يعزى إلى نوعية الخدمـة التـي تقدم فنجد أن خدمة النقل والاتصالات والخدمات الحكومية الأخرى خـدمات إشـرافية ورقابية وليس لها اتصال مباشر مع الحجاج، بينما الخدمات الأمنية والصحية والـدفاع المدني والتوعوية والإرشادية فتعاملها مباشر مع الحجاج.
· أظهرت نتائج تحليل المسافة المعيارية أن توزيع الخدمات الأمنية والخـدمات الـصحية وخدمات الدفاع المدني والخدمات التوعوية والإرشادية منتشرة ومتمركزة حول المركز المتوسط في مشعر منى، بينما نجد تشتت التوزيع فـي خـدمات النقـل والاتـصالات والخدمات الحكومية الأخرى.
· وبينت نتائج تحليل الاتجاه التوزيعي أن توزيع مواقع الخدمات الأمنية والصحية والدفاع المدني والتوعوية والإرشادية في مشعر منى يتخذ الشكل البيضاوي وأن اتجـاه كثافـة انتشار التوزيع الشمالي الغربي والجنوب الشرقي وهذا بسبب انحـصار المـشعر بـين جبلين في الجهة الشمالية والجنوبية وأيضاً وجود منشأة الجمرات في الجهـة الـشمالية الغربية. بينما نجد في خدمات النقل والاتصالات والخدمات الحكومية الأخـرى اتجـاه التوزيع يأخذ الشكل البيضاوي الجاد، واتجاه كثافة انتشار التوزيـع الـشمالي الغربـي والجنوب الشرقي وذلك بسبب قلة مواقع الخدمات في مشعر منى .
· وأظهر تحليل نتائج الجار الأقرب أن نمط انتشار مواقع الخدمات انقسم إلى قسمين :
١) النمط العشوائي المتقارب. ٢) النمط العشوائي المتباعد.
ونجد أن النمط العشوائي المتقارب تمثله توزيعات مواقع الخدمات الأمنيـة والخـدمات الصحية والخدمات الدفاع المدني والخدمات التوعوية والإرشادية.
أما النمط العشوائي المتباعد نجده متمثل في توزيعات مواقع الخدمات الحكومية الأخرى والخدمات النقل والاتصالات، لذا يمكن القول بأن توزيع الخدمات الحكومية في مشعر منـى عشوائي وغير متكافئ ·
ويتبين من نتائج تحليل نموذج الارتفاعات الرقمية (DEM) أن جميع الخدمات الحكوميـة بمختلف أنواعها نجدها محصورة بين ارتفاع ٢١٥م إلى ٤٢٠م، وهذا يدل على تـأثير طبوغرافية مشعر منى على توزيع الخدمات الحكومية بالسلب.
· وفي نتائج تحليل الارتباط بين مساحة مخيمات مؤسسات الطوافة وعدد الحجاج وبـين مواقع الخدمات الحكومية نجد أن مواقع توزيع الخدمات الأمنية والدفاع المدني منتشرة وقريبة من جميع مواقع مخيمات مؤسسات الطوافة المختلفـة، بينمـا نجـد أن مواقـع الخدمات الصحية والخدمات التوعوية والإرشادية منتشرة إلى حد ما في جميع مواقـع مخيمات مؤسسات الطوافة المختلفة، لكن هناك قصور واضح في انتشار خدمات النقـل والاتصالات والخدمات الحكومية الأخرى على جميع مواقع مؤسسات الطوافة المختلفة، ويمكن إيجاد العذر للخدمات الحكومية الأخرى في الانتشار بحكم أنها جهـات خدميـة رقابية وليست لها علاقة اتصال مباشر مع الحجاج، لذا نجد عدم تناسق توزيع الخدمات الحكومية مع الكثافة العامة لأعداد الحجاج في مشعر منى، وهذا يدل على عدم وجـود تنسيق بين مختلف الجهات الحكومية في توزيع مواقع الخدمة بينها.
· مجمل القول يمكن إيجازه في أن هناك قصور واضح في خدمات النقل والاتصال مـن حيث الكمية العددية مما انعكس سلباً على تأثير توزيعها في المشعر، وبالنسبة للخدمات الحكومية الأخرى نجد أن عددها قليل في المشعر ولكن لا تؤثر سلباً مثـل الخـدمات النقل والاتصالات لأنها جهات إشرافية رقابية، أما الخدمات الأمنية والخدمات الـصحية وخدمات الدفاع المدني والخدمات التوعوية والإرشادية نجد أن توزيعها جيد جداً ممـا انعكس إيجاباً على تأثير توزيعها في مشعر منى خاصة خدمتي الأمنية والدفاع المـدني لأنهما تشكلان مع الخدمات الصحية المثلث المباشر الذي يتعامل مع الحجـاج، ولكـن الخدمات الصحية تحتاج إلى القليل من الزيادة في المشعر.
٥ -٢ : التوصيات :
وبناء على تحليلات ونتائج الدراسة يمكن تقديم عدد من التوصيات التي سوف تـسهم بإذن االله في تحسين الوضع مستقبلاً وهي كالتالي :
(١) إيجاد حل لمشكلة محدودية المساحة الشرعية لمشعر منى إما باستغلال سـفوح الجبـال من الجهة الشمالية والجنوبية للمشعر، أو إعادة بناء الخيام السكنية بـصورة عـصرية حديثة تستوعب الأعداد المستقبلية للحجاج.
(٢) تطوير وتفعيل منظومة النقل في مشعر منى خاصة النقل العام ومشروع قطار المشاعر ودراسة إمكانية عمل حزام دائري أو مسار دائري لقطار المشاعر حول مـشعر منـى بحيث يتصل مع خط قطار المشاعر الموازي لطريق الملك عبد العزيز مروراً بطريـق الملك فيصل باتجاه منطقة المعيصم وطريق الملك فهد وصـولاً إلـى منطقـة منـشأة الجمرات ثم يتصل من خلفها بطريق الملك عبد العزيز مرة أخرى.
(٣) العمل على زيادة توسع بعض مواقع الخدمات الحكومية التي تحتاج إلـى زيـادة فـي المساحة مثل الخدمات الصحية لأهميتها في تقليل المشاكل في المشعر مما يـساهم فـي تنظيم أكثر من ناحية الحركة والسلامة، أو محاولة الاستفادة من النمـو الرأسـي بـدل الأفقي خاصة في مثل هذه الخدمات.
(٤) دراسة إمكانية نقل بعض الخدمات الحكومية الأخرى التي لا تتطلب وجودهـا داخـل مشعر منى لمواقع خارج المساحة الشرعية لمشعر منى وجدوة ذلك واستغلال أماكنهـا في عمل مخيمات إضافية للحجاج.
(٥) زيادة تفعيل التعاون بين الجهات الحكومية الخدمية في مشعر منى ومؤسسات الطوافـة المختلفة وإبراز دور كل جهة للجهة الأخرى، بعمـل دورات ونـدوات وورش عمـل تطور وتدعم هذا التعاون.
(٦) تكثيف الجهود البحثية بعمل اتفاقيات تعاون بين جامعة أم القرى والجهات البحثية بهـا مع الجامعات العالمية والمحلية المهتمة بمجالات وشؤون الحج والحجاج خاصـة فـي مشاكل النقل والطرق ومشاكل الزحام والحشود البشرية والافتراش وبعـض التـصاميم العمرانية المتحركة وغيرها من المشاكل والنقاط المطروحة للدراسـة فـي المـشاعر المقدسة وخاصة مشعر منى.
(٧) الاستفادة من خبرات بعض الكوادر البشرية خاصة من أهل الخبرة والاختصاص مـن الأكاديميين والمطوفين.
(٨) الاستفادة من التقنيات الحاسوبية الحديثة مثل برنامج نظم المعلومات الجغرافية للمـساعدة فـي تطوير وتوزيع أمثل وتنظيم منظومة الحج، حتى يتسنى لجميع الحجاج الاستفادة منه.
٥ -٣ : الخاتمة :
ختاماً أرجو من االله العلي القدير أن يجعل هذه الدراسة في موازين حسنات كل مـن عمق وساهم فيها وأن تساهم هذه الدراسة الجغرافية التحليلية ولو بشكل يسير فـي عـرض تحليل لمواقع التوزيع المكاني للخدمات الحكومية في مشعر منى، وأن تساعد صانعي القـرار والمهتمين بشؤون الحج من باحثين ومقدمي خدمة لاتخاذ أفضل القرارات التنظيمية المبنيـة على أسس علمية واضحة، أن تفتح الباب لدراسات أخرى قادمة في هذا المجال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق