التسميات

الاثنين، 1 فبراير 2016

البعـد البيـئي في تخطيـط وتصميـم المدينـة : مدينة ينبع الصناعية ـ حالة دراسية - م. عـيــد بن محـمد بن صالـح قيصـران ...


البعـد البيـئي في تخطيـط وتصميـم المدينـة


مدينة ينبع الصناعية ـ حالة دراسية


م عـيــد بن محـمد بن صالـح قيصـران

مشروع الهيئة الملكية بينبع ـ مدينة ينبع الصناعية 
قطــاع التخطيــط والمشاريــع

الملخـص : بدأت الحكومة السعودية بالاهتمام بعمارة البيئة منذ الانطلاقة الحضارية الكبرى الناشئة عن تحقيق الأمن والأمان في ربوع المملكة العربية السعودية ، وكان نتيجة لذلك أن قام المواطنون بالهجرة من القرى والهجر إلى المدن القريبة طلبا للرزق أو التعليم إلا أن هذه المدن كانت محدودة المساحة بسبب الأسوار العالية المحيطة بها وأدى هذا النزوح إلى زيادة عدد السكان وكثرة المنازل والدور واختفاء الفراغات الحضرية والمزارع المحيطة بالمدن ومحاولة استنزاف عناصر الغابات القريبة منها أو المنتشرة في أرجاء الوطن وما زامنها من تطور وسائل النقل وتجدد المعايير الخاصة باتساع الشوارع والممرات والفراغات ودخول التقنيات الحديثة للملكة فكان لزاما على الجهات المختصة بتطوير المدن وإنشاء الأحياء الجديدة الاهتمام بمهنة عمارة البيئة وجعلها أحد العناصر الأساسية في عمليات التخطيط الحديثة مع الأخذ في الاعتبار احتياجات المواطن ومتطلبات العصر الحاضر .


  وكما هو معلوم فإن مهنة عمارة البيئة تعتمد على تطبيق المبادئ الفنية والعلمية والإسهام في تخطيط وتصميم وإدارة البيئة العمرانية والطبيعية ، مع الاهتمام بالمحافظة على الموارد الطبيعية لتحسين البيئة الحضرية والزراعية وتخصيص مواقع لحماية الحياة الفطرية ويقوم هذا التخصص بوضع العديد من الدراسات والخطط التي تحقق في مجملها التكامل بين العنصر البشري وبيئته المحيطة به ضمن الإطار العام لظروف العصر ، وذلك لاشتمال هذا التخصص على العديد من فروع المعرفة التي تعمل على إيجاد مخططات تحقق الترابط والتكامل فيما بين الأنشطة المختلفة للفراغات الحضرية والطبيعية ، مثل دراسة وتحليل المواقع وتسوية الأراضي ووضع الأنظمة الخاصة بتصريف مياه الأمطار عن طريق الخنادق المكشوفة أو القنوات المغطاة أو الأنابيب ، والتعامل مع العناصر المائية واستغلال خواصها الفيزيائية والجمالية ، ودراسة الظروف المناخية والمكانية للمواقع ، وانتخاب النباتات التي تناسب الظروف المحلية مع تحقيق التناسق الوظيفي لهذه النباتات مع باقي العناصر المحيطة بها ، إضافة إلى تصميم وتطوير المواقع الرياضية والترفيهية والفراغات المختلفة ، مثل ممرات المشاة والشوارع والطرق السريعة وفقا لأحدث المعايير التصميمية الحديثة ، آخذا في الاعتبار تنسيق وتجميل المواقع بالعناصر الطبيعية والصناعية … الخ .

   وهذا البحث يعرض عمارة البيئة في مدينة ينبع الصناعية كأحد الأمثلة المتميزة بين المدن الحديثة بالدولة السعودية لتوضيح المعالم الجلية لهذه المهنة ، حيث فتحت آفاقا جديدة للبحث والإبداع ، وذلك بفضل الله أولا ثم بدعم الحكومة السعودية للباحثين والمتخصصين في هذا المجال ، الأمر الذي انعكس على الواجهة الحضارية للمملكة ، مما كان له أكبر الأثر على القاطنين والزوار وبشكل يدعو للتأمل والإعجــــاب .                        
 المقـدمــــة :

   كانت عمارة بيئة المدن قبل العهد السعودي الرشيد بسيطة في تخصصاتها ومنهجيتها أما بعد أن تأسست الدولة السعودية فقد بادرت الحكومة إلى الإفادة من جميع علومها وما صاحبها من التقنيات والوسائل الفنية والترفيهية المنتشرة في الدول المتقدمة مع الأخذ في الاعتبار توظيفها وفقا للمرتكزات الدينية والتراثية المستوحاة من الشريعة الإسلامية حتى تم الوصول إلى تحديد واضح المعالم لعمارة البيئة في مدننا الإسلامية .

    تتقدم الهيئة الملكية للجبيل وينبع ـ الإدارة العامة لمشروع ينبع الصناعية ـ بهذا البحث في مجال عمارة البيئة ، والذي اتـخذ من البيئة الصحراوية  والبيئة العمرانية موطنا يسعى من خلاله هذا التخصص إلى تحسين البيئة العمرانية  والطبيعية ، واستخدام الأرض وعمارتها لصالح الإنسان وبيئته ، عن طريق تطبيق المبادئ والأسس واللوائح التقنية والفنية في  تصميم وعمارة وتوظيف الفراغات الخارجية  في المدن والقرى والهجر إضافة إلى الحقول الزراعية والغاباتِ والتي تهدف في مجملها إلى ربط السكان بمنابع الحياة الطبيعية وتزيين وتجميل المدن وجعلها متنفسا لهم ودليلا على رقيهم وحضارتهم وتوفيرا لسبل الراحة والاستجمام والمتعة وللاستفادة من موارد البيئة وإثراء التكافل البيئي وتنوعه .

   فهذا التخصص في الحقيقة يعتمد على العلم والتكنولوجيا اللذين بوسعهما أن يحلا جميع المشكلات البيئية ويفضيا بالبشرية إلى حاضر ثري وغد مشرق فمعماري البيئة  لديه من الخبرة ما تجعله مؤهلا لحماية وعمارة وتطوير البيئةِ إضافة إلى قيامه بوضع التوجيهات والمقترحات أثناء تصميم المشاريع وإبراز أهمية تجهيز الفراغات بالعناصر الطبيعية  والصناعية ، وجعل عمارة البيئة ضمن مستلزمات التصاميم الأساسية وجزءا من واقع كل مشروع ومتوغلة في محاوره ومسطحاته .

ـ تسوية المواقع

   إن الغاية من تسوية المواقع هو توظيفها وحمايتها ، ويتمثل بتغيير مستوى سطح الأرض لتهيئتها لإنشاء المباني والشوارع وممرات المشاة والمساحات العامة والمتـنـزهات والحدائق الترفيهية والمزارع والغابات والتحكم بها ضد الكوارث الطبيعية والصناعية ووضع المعايير المناسبة  لضروفها المكانية والمناخية  والوظيفية من أعمال ردم أو إزالة تربة وإنشاء الجدران الساندة وتثبيت درجة الميول .

  لذا فإن نظام تسوية المواقع في المدن السعودية يعتبر إحدى المهام الأبعد أثرا والذي يستطيع الاضطلاع بها معماري البيئة ضمن فريق العمل والمتخصصون لوضع الخطط والتصاميم الخاصة بتشغيل وتوزيع شبكات التجهيزات الأساسية  في عمليات تطوير وإنشاء  المدن ومستلزمات التصنيع  وتوفير جميع المتطلبات الخاصة بالإنسان والمرافق العامة  وجعلها تؤدي خدماتها الضرورية لعملية الاستيطان  إضافة إلى حمايتها من المخاطر التي قد يحدثها غياب هذه التجهيزات .

ـ تسويـــة موقع مدينة ينبع الصناعية 

   كان وجود موقع المدينة ضمن دلتا وادي ينبع النخل أمرا يدعو إلى التفكير والتأمل والدراسة الواسعة من معماريي البيئة لحل مشاكل الموقع الطبيعية حيث كان الموقع يتعرض من فترة إلى أخرى إلى فيضانات وادي ينبع النخل وسرعة هبوب الرياح مما أدى إلى انعدام النباتات البرية على أكبر مساحة من الموقع   .

   إضافة إلى ذلك فإن الأراضي الساحلية المتاخمة للبحر كانت عرضة للمد والجزر من مياه البحر .

   فالموقع بالوضع المشار إليه لا يناسب الوظائف المتعددة للمدينة الصناعية  لذا قام مشروع الهيئة الملكية بينبع  بعملية استصلاح وحماية هذه الأراضي وزيادة كفاءتها ، وذلك برفع مستوى سطح التربة ، حيث تم ردم الموقع بالتربة المناسبة بسماكة تتراوح ما بين " 1 م - 5رم لحماية المدينة الصناعية من التعرض لانجراف التربة التي قد تسببها السيول والعواصف الماطرة الفجائية وحماية الأراضي المتاخمة للبحر من التأثر بظاهرتي المد والجزر وبذلك تم تقسيم الموقع إلى المناطق السكنية والتجارية والصناعية والسياحية والترفيهية ومناطق الخدمات العامة والمراكز الطبية والمدن الجامعية. . . . .  الخ

   هذا وقد تمت عملية تسوية الموقع لجعله موقعاً يمكن توظيفه لخدمة جميع المنشآت التي تتطلب معايير خاصة لإنجازها مثل متطلبات حركة المرور والنقل وتصريف المياه ونمو النباتات ولتحسين المناظر الطبيعية والمناخات المحلية كما تتطلب بعض المعالجات الهندسية للحصول على أغراض وظيفية وجمالية في آن  واحد ، وبإحاطة هذه الردميات بسد ذي واجهة صخرية واحدة لتوفير الأمان من مياه السيول وبالتالي انجراف التربة وقد تمت عملية بناء هذا السد باستعمال الصخور والتربة الطبيعية المتوفرة في البيئة ليسهل صيانتها وترميم ما قد يتلف منها ، وكذلك لتلائم الظروف الطبيعية السائدة في منطقة ينبع 

ـ أنظمة تصريف المياه

   في الماضي القريب كانت المدن تعاني من السيول والفيضانات التي كانت تتخلل النسيج العمراني وتفصل ما بين الأحياء وتؤدي إلى اكتساح الجسور والطرق وإزهاق الأرواح وتدمير المنشآت وإتلاف المحاصيل الزراعية والمراعي ونفوق آلاف  المواشي  ، ومن ضمن الأودية المدمرة وادي إبراهيم بمكة المكرمة الذي كانت تعاني منه المدينة المقدسة من فترة وأخرى إلى أن قامت الحكومة السعودية بشق ممـر بين جبل أبي قبيس  وجبل الصفا لزيادة عرض ممر السيل وللتخفيف من سرعة وكثافة المياه ولحماية المسجد الحرام والكعبة المشرفة من الأضرار الناتجة عن ضيق مجرى الوادي  ، ثم تم عمل قنوات واسعة ومغطاة وعلى طول الوادي لتصريف المياه خارج المدينة أما في المدينة المنورة فقد كانت السيول تمر من خلال أحيائها إلى أن تم إنشاء سد وادي بطحان وسد العاقول وسد عروة كما أن بعض أجزاء المنطقة الحضرية بالرياض والدرعية والعيينة تعرضت لفيضان وادي حنيفة وروافده ، وتم التغلب علي هذه السيول عن طريق إنشاء سد وادي حنيفة وسد الحائر وسد العلب كما أن العديد من المدن والقرى السعودية قد حضيت بالحلول الرائدة للتصدي لمخاطر السيول والفيضانات مما أدى إلى زيادة الفرص المستقبلية وتأمين نهوض وتطور الأجيال اللاحقة  في جميع أرجاء الوطن .

  إن الدراسات الحقلية ووضع الحلول المناسبة لتصريف مياه الأمطار هي إحدى فروع عمارة البيئة والتي تتم من خلال الدراسات المستفيضة  والإجراءات المتخصصة والنقاط الفنية التالية :

ـ مرحلة استقصاء المعلومات وتجميع البيانات الهيدرولوجية والجيومورفولوجية عن المناخ وخصائص ممرات السيول وارتفاع مستوى سطح الماء ، وسرعة جريان المياه للاستفادة منها في تحديد فرص حدوث الفيضانات .

ـ تحليل المواقع وتحديد أنظمة التصريف المناسبة سواء كانت مكشوفة أو مغطاة وتصميم مسارات القنوات إلى منطقة التصريف .

ـ العمل على إنشاء السدود أو الجدران الحاجزة بناء على الدراسات السابقة وتحديد طاقته الاستيعابية للمياه في حالة الذروة التي قد تحدث خلال العمر الافتراضي للسدود أو الجدران الحاجزة .

ـ العمل على حماية مجار الوديان الحالية ، ونوعية الانسياب ، وفاعلية التعرية والترسيب ، والتأثير على زيادة مستوى المياه الجوفية إضافة إلى تجميع وتوصيل وتصريف المياه .

ـ تخطيط وتنظيم استعمالات الأراضي المتاخمة للمجاري المائية والواجهات المائية ذات العلاقة وعدم إقامة الأحياء السكنية والمباني الحكومية والمهمة لحمايتها من الأضرار المتوقعة منها .

ـ تحديد مواقع الإيواء وإعداد وسائل الحماية والإنذار لمواجهة حدوث الفيضانات.

ـ ـ نظام تصريف مياه الأمطار في مدينة ينبع الصناعية

   إن ندرة الأمطار وعلو نسب الدفق وقلة نسبة الانحدار في الموقع هي العوامل التي أدت إلى تصميم أنظمة تصريف مياه الأمطار التي تعتمد على إنشاء شبكة من الوديان والخنادق المكشوفة إضافة إلى شبكات أنابيب التصريف المغطاة  والتي تنتشر بجوار الشوارع والطرقات حيث تتخلل المنطقة السكنية والمناطق الصناعية للمدينة فتـقوم هذه القنوات باستقبال مياه الأمطار من نقاط التجميع وتصريفها إلى مياه البحر مع العلم بأن نسبة  ميـْل هذه القنوات يتراوح  ما بين ( 2ر0 % ـ 00ر3 % ) ويعد هذا الميـْل كافيا لغرض تصريف المياه والحد من انجراف التربة أثناء سيلان هذه المياه في القنوات المعدة ومما تجدر الإشارة إليه هو أن للوديان المتسعة  وظيفة أخرى حيث تعتبر ممرات للمشاة ترتبط بالفراغات المشجرة والمواقع الترفيهية كما أنها تعد واحدة من أجمل عناصر عمارة  البيئة في مدينة ينبع الصناعية أنظر الصورة رقم ( 1 ) .

ـ شراييـــن الحركــــــة

  في الماضي كانت المدن تمتاز بالشوارع الضيقة الفراغات المحدودة المساحات والقليلة الانتشار ، أما في الوقت الراهن فقد تغيرت وسائل النقل وتعددت متطلبات الحركة والوقوف ، مما دعا القائمين على تطوير وإنشاء هذه الشرايين  من وضع الأنظمة الكفيلة بإثراء هذه الأماكن بالنواحي الأمنية والجمالية لما لها من مكانة مميزة في المدن حيث نجد المباني المطلة على الشوارع ، وممرات المشاة الموازية والمتاخمة لها ، وخطوط المنافع المارة من خلالها .

   وتعتبر عملية إنشاء وصيانة الشوارع والطرق ومواقف السيارات وممرات المشاة والفراغات العامة وخطوط السكك الحديدية من أكثر المنشآت تكلفة من الناحية المادية ، كما تعتبر من أهم المواقع التي تتوفر فيها العديد من العناصر التي تجعلها تحتل مكانة مرموقة لتوفير بيئة ذات مردود وظيفي وجمالي في آن واحد وهذا الموضوع يمكن إجماله فيما يلي  :

ـ ـ نظام حركة السيارات 

  إن حركة السيارات لها أكبر الأثر في عملية تشكيل المدن ، حيث يقوم معماري البيئة بتصميم الطرق بناء على رغبة المستفيدين للتنقل بكل يسر وأمن وسهولة في أرجاء المدينة ، ومن ثم تطبيق المعايير الفنية ووضع اللمسات         الجمالية للطرق ، وصنفت شبكة الطرق ضمن تدرج هرمي إلى ثلاث مجموعات من شرايين حركة السيارات          وهي كما يلي:

أ   ـ الطــرق بعـرض ( 40 م  ـ 60 م )  

ب  ـ الشـوارع  بعـرض ( 26 م )

جـ  ـ الممـرات بعـرض ( 50ر17 م ـ 00ر19 م )

   إن أسلوب التشجير في الحقيقة يعكس نوعية حركة السيارات في كل طريق بالنسبة لحركة المشاة وأنشطتهم من هذا المنطلق نلاحظ أن عملية تشجير الطرق الرئيسة تتبع أسلوب التوزيع المنتظم والمتماثل من أجل تحقيق الأمن والسلامة المرورية لمستخدمي هذه الطرق .أما إذا انخفضت سرعة السيارات وزادت حركة المشاة فإن عملية التشجير تتبع أسلوب التوزيع الطبيعي إلى حد كبير وهو بالتالي يعكس التغيرات اللازمة والناتجة عن تأكيد وتوظيف المقياس الإنساني فالشوارع الثانوية والمحلية يكون التشجير بها باستخدام نوع واحد من النباتات في كل شارع ، أما الساحـات والأحــواش والمناطق الخضراء والطرق غير النافذة فإن من الممكـــن استخدام أنواع مختلفة من النباتات في كل منها ، أنظر الصور رقم ( 2 ، 3 ) . 

ـ ـ نظام حركة العربات الثانوية 

   أما بالنسبة للطرق المستخدمة من قبل العربات الثانوية  مثل الدراجات النارية والهوائية وإن لم تكن بمستوي السيارات إلا أنها أخذت حظا وافرا من الاعتبارات التصميمية في مخططات كثير من المدن السعودية حيث تم فصل حركة العربات الثانوية عن الشوارع أو زيادة عرض الشوارع لدمج حركة وسائل النقل المتعددة بكل أمان .

ـ ـ الأنظمة المتبعة لحركة الدراجات الهوائية بمدينة ينبع الصناعية

   لم تعد الدراجات الهوائية مجرد ألعاب للأطفال بل أصبحت إحدى وسائل المواصلات التي يتم عن طريقها  ممارسة التمارين الرياضية والأنشطة الترفيهية بالإضافة إلى كونها وسيلة تبعث على الصحة والحيوية والاستمتاع ومع ذلك فإن أكثر المدن لم تقم بدمج حركة الدراجات الهوائية ضمن خطط أنظمة النقل والمواصلات ، مع العلم بأن هناك عدة امتيازات تجعل الدراجات الهوائية تحقق الكثير من كفاءة التنقل بسبب المميزات التالية :

الدراجات الهوائية هي وسيلة المواصلات الوحيدة التي لا تسبب ضوضاء ولا تلوث الهواء  .

عدم استهلاك الوقود فالشخص الذي يقود الدراجة هو الذي يحركها بما يبذله من طاقة وفقا للمسافة المقطوعة .  معدل السعرات الحرارية  المستهلكة من قائد الدراجة تقدر بخمس الطاقة التي يبذلها الماشي على قدميه .

قائد الدراجة يؤدى الغرض من مواصلاته بأقل تكلفة وأدنى صيانة  .

الدراجات الهوائية لها القدرة على تقليص الوقت المفقود في ساعات الذروة حيث لا تتجاوز سرعة السيارات في بعض المناطق المزدحمة  16 كلم ساعة .

لا تحتاج الدراجات إلى ما تحتاجه  السيارات من فحوصات دورية أو فترة تشغيل تسبق الحركة ، كما أنها لا تعاني من عرقلة السير والحصول على موقف .

-  تحتل رياضة قيادة الدراجات الهوائية  المرتبة الثالثة ، حيث يحتل العدو  المرتبة  الثانية ، أما السباحة ففي المرتبة الأولى  .

قيادة الدراجات هي إحدى الأنشطة الترفيهية الاقتصادية .

وتأسيا على ما سلف فإن مشروع الهيئة الملكية بينبع قد وضع لهذه الوسيلة قدرا كافيا من المعايير التخطيطية والاعتبارات التصميمية حيث تم تطبيق القواعد التخطيطية التالية  :

تسجيل الدراجة لدى إدارة المرور لإعطائها رقما يفيد في النواحي الأمنية والتقارير السنوية لدى المرور   .

تحديد السرعة القصوى للسيارات بــين 30 ـ 40 كلمساعة في الشوارع المخصصة للسيارات والدراجات الهوائية في آن واحد .

زيادة عرض ممر المشاة الصافي من ( 5رم ــ 00رم في حالة استخدامه من قبل المشاة وعمل حواجز صناعية أو نباتية أو بصرية لفصل حركة الدراجات عن حركة السيارات .

عمل مسارات الدراجات على جانبي الشوارع ـ التي تمتاز بكثافة حركة السيارات ـ لمنع تعارض حركات الدراجات مع بعضها  وازدواجيتها  .

تحاشي وضع مسارات الدراجات على جانبي الطرق السريعة لحمايتها من الحوادث ومن الغازات الملوثة المنبعثة من عوادم العربات المسرعة  .

حماية مسارات الدراجات من فتحات غرف التفتيش ومن السيول والمستنقعات التي قد تسببها مياه الأمطار .

توفير مواقف آمنة للدراجات الهوائية في العديد من المرافق العامة .

ـ ـ نظام حركة المشاة 

    تعتبر حركة المشاة  هي القوة الكبرى التي تعمل على تشكيل الفراغات وتوزيعها في المدن ، كما أن سرعة المشاة أدت إلى تأكيد وإبراز العناصر الجمالية والوظيفية بصورة أكثر دقة ووضوحا ، حيث تم إبراز وتعريف الممرات والتقاطعات والمداخل والساحات بما يلائمها من لوحات إرشادية وعناصر طبيعية كالأشجار ، والشجيرات ، والمسطحات الخضراء ، والصخور ، … ) وصناعية كالأرصفة ، والأرضيات المستوية أو ذات الميول البسيط بما يناسب حركة المشاة ،  والسلالم ، والمقاعد ، والمظلات والنوافير ، والمجسمات الجمالية ، وأعمدة الإنارة … ) لتحقيق المتعة والراحة للمشاة ، وحمايتهم من الظروف المناخية المتقلبة .

ـ ـ  ممــرات المشــاة في مدينة ينبع الصناعية

   الإنسان بطبيعته يسير على قدميه  لأداء مهامه وأنشطته المختلفة والمتعددة ، إلا أنه وجد نفسه في المدن الحديثة المعاصرة لم يعط هذه الحقوق حيث يجد نفسه محاطاً بأمواج من السيارات المختلفة الأحجام والأشكال والسرعات ، فإذا أراد حرية الحركة الذاتية لزمه أن يذهب إلى الجزر والشواطئ والحدائق والمتنزهات والمراكز التجارية . . . . الخ وهذا ماحدا بالهيئة الملكية إلى تبنى تأكيد اعتبار حركة المشاة وجعلها أحد أساسيات تخطيط المدينة للربط بين إحياء المناطق السكنية بما تحويه من أنشطة ووظائف ولتحقيق الأهداف التالية :

1-  تقليص التعارض القائم بين حركة السيارات والمشاة .

2- إيجاد شبكة متتابعة من الفراغات لحركة المشاة على أن تكون هذه الفراغات كشرايين خضراء وآمنة وممتعة ضمن أنسجة المناطق السكنية  .

3- زيادة وتحقيق راحة المشاة  .

   ولتحقيق هذه الأهداف بدأ مشروع الهيئة الملكية بينبع بوضع الأسس والمخططات التي ساهمت في إثراء حركة المشاة بما يناسب شرائح المجتمع المتعددة مثل الأطفال والشباب والشيوخ والمعاقين حيث تحتاج كل شريحة منهم إلى نوعية حركة تناسب سنه وحالته وموقعه هذا بالإضافة إلى حماية هذه الممرات من حرارة أشعة الشمس الساطعة معظم أيام السنة وهناك عدة أنماط لممرات المشاة حيث تم تزويد المدينة بها كل بما يناسب وظيفته وموقعه 

   إن النظام المتبع في جميع ممرات المشاة في المدينة سواء كانت متاخمة لطرق العربات أو التي تتخلل النسيج العمراني تمتاز بزراعتها  بالعناصر النباتية الكثيفة وحمايتها من تعارض السيارات إلا في مناطق التقاطعات حيث تم أخذ الاحتياطات اللازمة لانسيابية حركة المشاة والعربات بأمان كما أن شبكة ممرات المشاة المنتشرة في أنسجة المدينة تعتبر أحد السمات الأساسية لمدينة ينبع الصناعية ، أنظر الصورة رقم ( 4 )    .

ـ ـ  النتائج المستوحاة من شبكة ممرات المشاة    

ـ ـ ـ   الاعتبارات التصميمية في أنظمة توزيع ممرات المشاة  

أ تكامل ممرات المشاة  مع نظام الفراغات الترفيهية المفتوحة .

ب توظيف هذه الممـرات لعدة أغـراض بما يناسب أساليب الحركة والأنشطـــة الترفيهيــــة المختلفة  وذلك لغرض إنشاء ممرات لجذب الأنشطة الإنسانية وجعل هذه الممرات غامرة بالحيوية والمنفعة والتسلية والترفيه لإيجاد بيئة يتحقق فيها الأمن والأمان بكل صوره المرغوبة والمرجوة  .

ج استعمال هذه الممرات لربط المواقع المخصصة للأنشطة التي تمتاز بكثافة حركة المشاة مثل مداخل المناطق السكنية والمدارس والمساجد والمراكز التجارية والترفيهية والثقافية .

د تزويد شبكة الممرات بالوسائل الأمنية والوظيفية داخل المناطق السكنية وبين الأحياء والحارات كما أن التدرج في عرض هذه الممرات يتناسب مع كثافة حركة المشاة والحاجة إلى دمج حركة مرور الدراجات الهوائية من عدمه .

هـ  ممرات المشتركة للمشاة والدراجات هي الممرات السائدة في المدينة أما في حالة استخدام التوظيف المنفصل لكل حركة فإنه قد تم تمييز كل ممر عن الآخر عن طريق استعمال خامات التبليط أو اللون أو بما يفيد هذا التباين في وظيفة كل ممر .

و جعل الممرات مطلة على المناطق والفراغات العامة بأكبر قدر ممكن من الزاوية  البحرية ، كما أن زيادة الشعور باتساع الممرات والمناطق الخضراء على مستوى عين المشاهد أمر قد تم أخذه في الاعتبار وذلك للتعايش مع المقياس الإنساني حيث يعد أحد الأسس التصميمية لخلق تفاعل بيئي وفني وفقا  للنسب الذهبيـة المتكاملة بين كتلة الإنسان وكتل الأجسام والأشكال النباتية والبنائية المحيطة بالممر .

ز عرض المناطق المخصصة للتشجير في الممرات الرئيسية الخضراء لا يقل عن عرض الممرات المرصوفة ، مع الأخذ بالاعتبار تصميم العناصر النباتية من حيث التوزيع والتنوع والمقياس وسيادة اللون والوحدة والترابط والتكرار والتوافق والبساطة والتناسب والتوازن والعامل الزمني والظلال والصيانة المطلوبة والأنشطة المتوقعة من المشاة . . الخ

ح ممـرات المشــاة المتاخمة للطرق والشوارع  زودت بـ 80 مترا من ظلال الأشجار المورقـــة لكل 100 متر طولي هذا بالإضافة إلى تزويد هذه الممرات المظللة بمناطق للاستراحة كل 500 متر ، وتحتوي هذه المناطق على مقاعد للجلوس ووسائل تظليل طبيعية أو صناعية ومصادر إضاءة وحاويات ... الخ

ط إعطاء شخصية مميزة  لهذه الممرات عند تقاطعها مع الشوارع ، وذلك باستخدام مواد رصف ملائمة ومنحدرات لسير عربات الأطفال والمعاقين على أن تكون هذه الممرات مرتدة عن منطقة تقاطع الطرق بمسافة تتناسب مع نوعية الحركة لتحقيق اعتبارات السلامة المطلوبة ، هذا بالإضافة إلى زيادة تأكيد منطقة عبور المشاة عند التقاطعات بحيث تكون مزودة بعناصر نباتية ومعمارية ولوحات إرشادية .

ي تأكيد ممرات المشاة المؤدية إلى مداخل الأحياء أو الحارات أو المجموعات السكنية عن طريق تزويد هذه الأماكن بالعناصر التالية :

     ـ مقـــاعد مظلـلــــة

     ـ برادة ميـــاه شـــرب

     ـ حاوية نفايات

ك تم تنشيط حركة المشاة عن طريق تزويد ممرات المشاة بالعناصر التالية :

عناصر بيئية كالمياه المتحركة وأخرى تجميلية تنسيقية رائعة

مستلزمات ترويحية خاصة للأطفال

صيانة مستمرة للموقع

وفرة العناصر النباتية من أشجار وشجيرات وعشبيات

  أماكن للجلوس والراحة مثل المقاعد والمسطحات الخضراء

  حماية الممرات من دخول السيارات

حماية الأطفال

  فراغات ذات ألوان زاهية

تعددية اللمسات الجمالية في فرش الأرضيات والعناصر الأخرى

عناصر ملفتة للأنظار مثل ألعاب الأطفال ، وتغير مستوى الأرضيات . . . .

ل – أما بالنسبة لجسور المشاة التي تمتد في العادة فوق قنوات تصريف مياه الأمطار فإنها تمتاز من الناحية التصميمية باختلاف في مستوى أرضيتها عن أرضية الممرات المتاخمة وذلك لتحقيق عنصر التأكيد والاتساع لهذه الجسور إضافة إلى الأشكال الجمالية التي تمتاز بها هذه المنشآت حتى يتم تحقيق التجانس بين هذه الجسور وبين ما يحيط بها من عناصر بنائية أو طبيعية  .

م عند وقوع خطوط الخدمات أسفل سطح ممرات المشاة فإنه في هذه الحالة يتم تمييز وتأكيد هذه المواقع باستخدام مواد رصف مغايرة ومتماشية مع أسلوب التبليط المستخدم في الموقع .

ن تم تزويد ممرات المشاة المتاخمة لمواقف الباصـــات بمناطق انتظار مظللــة بمواد طبيعيــــة أو صناعية .

س الترتيبات المتخذة لمساعدة المعاقين اهتمت مدينة ينبع الصناعية بتوفير المرافق العامة للمعاقين حيث قامت بتزويد هذه المرافق بجميع الاعتبارات التخطيطية لمساعدة المعاقين على الاستفادة من مرافق المدينة وتمكينهم  من أداء دورهم الوطني في المدينة على أكمل وجه فقامت بتزويد جميع ممرات المشاة بمنحدرات ذات ميل خفيف ، كما تم تزويد مداخل المساجد والمباني العامة والحدائق والمتنزهات بهذه المنحدرات إضافة إلى الدرابزين على جانبي الجدران المخصصة لمرور عربات المعاقين وقد تم تطبيق جميع المعايير الخاصة بمنشآت المعاقين لضمان سلامتهم ومساعدتهم على الاستفادة من مرافق المدينة وتمكينهم من أداء دورهم الوطني على أكمل وجه .

ـ ـ المعايير المتبعة في تصميم وتشكيل الفراغات في مدينة ينبع الصناعية :

   تبنت الهيئة الملكية تطبيق أنظمة الفراغات لتحقيق الأغراض التالية ـ

    تحقيق الانسجام حول المباني والمناطق ذات الاهتمام الخاص بالجمهور وحماية محاور الحركة والفراغات لأغراض تجميل المظهر العام والمحافظة على هذه المناطق والاستفادة منها .

  تأمين الفراغات الكافية لضمان الصحة العامة وسلامة وراحة ورفاهية المقيمين في المدينة .

  تأمين الخصوصية المناسبة  لكافة عناصر المنطقة السكنية  والترفيهية والمرافق العامة .

   التغلب على الظروف المناخية القاسية عن طريق توظيف عمارة  البيئة .

  الحد من المخاطر التي قد تنشأ عن الحرائق أو الفيضانات أو الحوادث المرورية  وغيرها .

  سهولة توزيع الخدمات والمرافق العامة  والقيام بأعمال التشغيل والصيانة بصورة أكثر كفاءة وفاعلية 
                                    
 ـ ـ وسائل الأمن والسلامة :

   نصت لوائح الهيئة الملكية على إلزامية انتهاج وسائل الأمن والسلامة لحماية  جميع مرافق المدينة وساكنيها والمصطافين فيها ، فقامت بوضع الخطط والسياسات الكفيلة  بذلك عن طريق تطبيق  الوسائل التالية :

ـ تزويد الشوارع وتقاطعات الطرق بإشارات المرور الضوئية والفسفورية وتحديد مواقع للمشاة الراغبين بقطع الطرق لغرض التنقل.

ـ عزل حركات المشاة عن حركة السيارات بوضع الأرصفة المرتفعة والحواجز الخرسانية والمعدنية .

ـ تزويد المرافق العامة بدوريات الأمن الصناعي على مدار الساعة للمحافظة على الأمن وللرد على التساؤلات .

4ـ تزويد جميع مرافق المدينة بحنفيات  مياه إطفاء الحريق لتسهيل عملية إخماد الحريق .

ـ تزويد المرافق بحاويات النفايات ونقلها لمصنع السماد الطبيعي أو المردم الصحي للحيلولة دون تراكم النفايات وما قد يترتب عنها  من مخاطر بيئية وصحية .

ـ الصيانة المستمرة للمنشآت الترفيهية والبنى التحتية .

7ـ إحاطة المتنزهات بأسوار خرسانية أو معدنية أو نباتية لحماية الأطفال من مخاطر الطرق المجاورة .

ـ وضع حواجز معدنية في المتنزهات المطلة على الواجهة المائية العميقة .

ـ وضع نقاط مراقبة بجوار الشواطئ المخصصة للسباحة لملاحظة ومراقبة ومتابعة السابحين وإجراء عمليات الإنقاذ والإسعافات الأولية عند حصول أي حادث  .

10 ـ تزويد المرافق بكابينات الهواتف لخدمة المصطافين ولسرعة تبليغ دوائر الأمن عند حدوث أية أعطال أو حوادث في هذه المناطق ، توفير مصادر إضاءة كافية ومناسبة.

11ـ إحاطة المحولات الكهربائية بحواجز خرسانية وخشبية لحماية الأطفال من مخاطر التيار الكهربائي .

12 ـ إصدار بعض النشرات لتوعية الجمهور بأهمية المتنزهات وكيفية حمايتها والاستمتاع بها .

13ـ وضع لافتات إرشادية عن المواقع المخصصة للتنـزه والمواقع الأخرى المحظورة .

ـ أنظمة  التشجـيــــر

   لقد كانت بعض المدن محاطة بالمزارع والحقول ، وكان التشجير في السابق يقتصر على زراعة بعض المحاصيل الزراعية تبعا لحاجات الإنسان  المتعددة ومنها الغذاء والكساء والمأوى والتي تتناسب مع الظروف المحلية لكل مدينة ، إضافة إلى النباتات الطبية والرعوية التي كانت تنتشر في الصحارى والوديان مما أدى إلى محدودية الأصناف النباتية أما في المدن فكانت مزدحمة بالمباني المتلاصقة والشوارع الضيقة والفراغات المحدودة مما جعل عملية التشجير تقتصر على زراعة بعض الفراغات الخاصة بالمباني والنـزر القليل في الفراغات العامة وشبه العامة .

    أما في الوقت الراهن وخلال المائة عام المنصرم فلقد اهتمت الـحكومة السعودية بإنشاء الكليات المتخصصة بعمارة البيئة والكليات الزراعية وكليات الأرصاد وحماية البيئة والهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها ، من أجل تدريب وتأهيل الكوادر الوطنية والتدريب الأمثل في تنمية الخبرات وصقل المهارات ورفع مستوى ممارسة المهن المعمارية والتنسيقية والزراعية المتعددة كما اهتمت الحكومة ممثلة في الوزارات والهيئات والمؤسسات المتخصصة بالمشاركة بفعاليات أسبوع الشجرة طوال الأعوام السابقة  مما كان له أكبر الأثر في زيادة المساحات الخضراء وانتشار عملية تشجير الشوارع والفراغات الحضرية والمتنـزهات العامة والخاصة إضافة إلى حماية  مواقع الحياة الفطرية  من خلال التحديد الصحيح للمواقع وتنظيم استغلالها لغرض التحكم في الموارد الطبيعية وتجددها للأجيال القادمة .

ـ ـ أنظمة التشجير بمدينة ينبع الصناعية

   وبناءا على ما سبق فقد تسارعت أنشطة التشجير في ينبع الصناعية وتم عمل العديد من الرحلات الاستكشافية على مستوى المحلي والدولي وعمل مسح شامل لجميع أصناف النباتات المحلية ومعظم المستوردة لتوظيفها في أنظمة التشجير بعد إجراء التجارب والأبحاث ذات الصبغة العلمية والمعملية ، وتم انتخاب الأنواع التي تتحمل الظروف المناخية المحلية مع قلة احتياجها لمياه الري وعمليات الصيانة ومدي تناسبها لغايات وأهداف التشجير ، وكنتيجة لهذه الاهتمامات والجهود فقد تم تخصيص مواقع للـمحميات الطبيعية وتوزيعها على مستوى المدينة .

   أما   وبدء العمل بتكثيف المساحات الخضراء بالعديد من النباتات المحلية والبرية والمستوطنة ، وذلك بتطبيق المعايير الأساسية للتشجير وهي كما يلي :

ـ اختيار كافة العناصر النباتية المستخدمة لتلبية المتطلبات اللازمة بناء على دراسة الموقع والغرض منها ، وذلك من واقع مواصفات التشجير وتجهيز التربة وحساب الاحتياجات المائية للنباتات واستخدام قائمة  النباتات المعتمدة من قبل الجهات المختصة لكل مدينة .

2ـ تزويد المناطق المشجرة بنظام الري الآلي المبرمج بشكل دائم وثابت .

ـ عندما تستخدم الأشجار كأسوار يجب أن يتألف السور من الأشجار والشجيرات دائمة الخضرة عريضة الأوراق ومتقاربة المسافات .

ـ  تكون جميع المناطق المشجرة مفصولة عن طرق ومواقف السيارات بواسطة رصيف خرساني مستمر بارتفاع 150 ملم على الأقل عن مستوى الأرضية .

ـ  يجب اختيار الأشجار ومواقع زراعتها بحيث لا تشكل جذورها أو جذوعها أو أغصانها خطرا على  السلامة العامة ، كأن يترتب عليها مخاطر على المشاة أو الحركة المرورية أو إعاقة الرؤية أو أن تكون ذات أثر ضار على العقارات المجاورة ويجب صيانة المناطق  المشجرة المطلوبة بحيث تتضمن الصيانة أعمال التشذيب المناسب والتعشيب وإزالة الفضلات والتسميد واستبدال النباتات كلما كان ذلك ضرورياً  .

ـ يسمح فقط بغرس الأشجار أحادية السيقان والمستقيمة  على جوانب الطرق ، أما الأشجار المتعددة السيقان فيمكن زراعتها في جزر الشوارع كما يجب تجنب زراعة  أشجار النخيل والكافور وما شابههما على الأرصفة الجانبية  لشوارع  المناطق السكنية .           

ـ تغرس الأشجار على أبعاد منتظمة على جانبي الطريق ، وتحدد مواقعها بحيث لا تتعارض مع مصابيح الإنارة ومآخذ مياه إطفاء الحريق والبنية التحتية .

ـ أقصى ارتفاع للنباتات الواقعة في مثلثات خط الرؤية في تقاطعات الشوارع يجب ألا يتجاوز 5رم فوق الأرض

ـ تضاف المواد العضوية والأسمدة وعوامل الترطيب إلى خليط التربة الزراعية وفقا للنسب التالية :

الكمية
عناصر التربة الزراعية
الرقم

75 %
تربــة صفراء نقيــــــة  1

20 %
سمـــــاد بلـــــدي
2

5 %
مواد عضوية مثل الكومبوست )
3

لتر م
دبـــــــــال
4


ـ ـ المحميـات الساحليـة لمدينـة ينبـع الصناعيــة 

   لقد أدركت الهيئة الملكية منذ الانطلاقة الأولى أهمية المحافظة على البيئة الطبيعية والعمل على زيادة الرقعة الخضراء ولتحقيق هذا الهدف فقد تم وضع الخطط المدروسة لتنمية المحميات الساحلية الغنية  بنبات الشورى المانجروف وغيرها لذا تم تخصيص ثلاث محميات بمساحة إجمالية تقدر بـ ( 1038 هكتارا ضمن المخطط العام للمدينة لتمثل التواجد الطبيعي لهذه النباتات على شواطئ المدينة أنظر الصورة رقم ( 5 ) .

   فقامت بوضع تصور عام لتطوير المحميات الثلاث فالمحمية الأولى تبلغ مساحتها (360  هكتارا  )، وتبلغ مساحة الثانية ( 118 هكتارا ، أما مساحة المحمية الثالثة فتبلغ ( 560 هكتارا ) . فقامت الإدارة العامة لمشروع ينبع الصناعية بتطوير هذه المحميات حيث تمت عمليات التسميد وتزويد التربة بالعناصر الأساسية والنادرة ، إضافة إلى زراعة بعض النباتات النادرة بـهدف زيادة رقعة انتشار غابات المانجروف وغيرها على ساحل البحر الأحمر .

ـ ـ الأحزمـــة الخضـــــراء 

   تتجه التصاميم الحديثة للمدن السعودية إلى إحاطتها بالأحزمة الخضراء لتحل محل الأسوار الصخرية أو الطينية القديمة وذلك راجع إلى تغيير وظيفة الأسوار العالية المخصصة للحماية إلى أسوار من النباتات الخضراء للدلالة على مستوى الأمان الذي تشهده البلاد إضافة إلى تحقيق العديد من الخدمات الترفيهية والتثقيفية للمواطنين والوفدين ، وتتلخص مهام الأحزمة الخضراء في النقاط التالية :

ـ ترشيح وتقليل سرعة الرياح المحملة بالأتربة والملوثات.

ـ تحسين درجة الحرارة صيفاً وشتاءا ، وتقليل كميات تبخر المياه الجوفية من التربة وزيادة نسبة الرطوبة في التربة .

ـ تشجيع الطيور المحلية والمهاجرة على العيش فيها .

ـ العمل على جذب سكان المدينة للتنزه لما تمتاز به هذه  المنطقة من خضرة زاهية وجمال أخّاذ .

ـ ـ الحزام الأخضر لمدينة ينبع الصناعية :

   يحيط الحزام الأخضر بالمنطقة السكنية ، ويتكون من ثلاث مواقع برية كما يمتد الموقع الرابع على طول الشاطئ .  وقد تم تنفيذ المرحلة الأولى ، وهي الواقعة ضمن نطاق المنطقة الحدودية الفاصلة بين المنطقة السكنية ومنطقة الصناعات الثقيلة .

  فمنطقة الحزام الأخضر عبارة عن مجموعات شجرية في شكل شريط متموج على امتداد شارع الميناء  بطول أربعة أكيال "وبعرضأربعمائة مترا ويتكون من " 6619 " شجرة من عدة أنواع مختلفة من الأشجار المقاومة للجفاف .

  ويتضمن هذا الحزام العديد من المتنزهات والملاعب الرياضية والمنشآت الثقافية ، ومن أهمها متنزه بحيرة ينبع الصناعية  ونادي الفروسية والمتحف التاريخي ومقر تدريب المعسكر الكشفي ، أنظر الصورة رقم ( 6 ) .

هذا وقد تمت زراعة 37 نوعا من الأشجار التي تمتاز  بمجملها بالخصائص التالية :

ـ ملاءمتها للظروف المناخية السائدة ، وقدرتها على تحمل الجفاف .

ـ ملاءمتها لنوعية التربة .

ـ سريعة النمو ومن  المجموعات الجذرية العميقة ، وذات مجموعة خَضَرِية دائمة .

ـ مقاومتها الشديدة للآفات والحشرات والتلوث .

ـ ـ تشجير المنطقة السكنية بمدينة ينبع الصناعية

   تعد المنطقة السكنية أكثر المناطق كثافة من ناحية المساحات الخضراء والعناصر النباتية والترفيهية لما تحويه هذه المنطقة من الثروات البشرية البناءة ، حيث تحتاج هذه المنطقة لأجواء معتدلة مناخيا وخلابة بصريا وصحية بيئيا وممتعة ترفيهيا وثقافيا ، أنظر الصور رقم ( 7 ، 8 ) .

ومن هذا المنطلق قام مشروع الهيئة الملكية بينبع بتوفير كافة الاحتياجات والتجهيزات في جميع الأحياء المقامة حاليا ، أما مناطق التشجير الموجودة في هذه المنطقة الجوهرية فهي موضحة فيما يلي  :

أ ـ تكثيف المساحات الخضراء على مستوى الأحياء والحارات والمراكز الثقافية والترفيهية والتجارية  .

ب ـ تشجير جميع الشوارع الرئيسية والثانوية والمحلية بما يناسبها من النباتات التي تعكس وظيفتها وموقعها وأهميتها .

ج ـ تشجير ممرات المشاة التي تعمل على توجيه المارة نحو المنشآت الدينية والتجارية ومراكز الترفيه والخدمات كما تعمل على ربط هذه الوظائف مع بعضها البعض .  

ـ أنظمــــة الـــــــري

  منذ أقدم العصور كان  الري أحد الوسائل الأساسية لبقاء الجنس البشري ، حيث يقوم الري بتعويض ما تمتصه النباتات من المياه أثناء نموها ونظرا لوقوع المملكة العربية السعودية ضمن المناطق الجافة وشبه الجافة ، فزراعة النباتات كانت تعتمد فقط على مياه الأمطار مثل مرتفعات عسير أو الآبار كالمناطق الصحراوية وشبه الصحراوية أو العيون كمنطقة الأحساء .

  ونظرا لزيادة نـمو السكان في المملكة فقد ساهمت الجهود الحكومية في تطوير موارد المياه واستحداث أنظمة الري عن طريق تعميم وتنفيذ أجهزة الري الأوتوماتيكية الحديثة لتحقيق الاستفادة القصوى من مياه الأمطار والسدود والمياه الجوفية ومياه البحر المحلاة ومياه الصرف الصحي المعالجة فشهدت المدن السعودية تطورا ملموسا وزيادة واضحة في إنتاجية المياه ، وكانت نتيجة لذلك أن توفرت المياه المستعملة في عمليات الري على مستوى المدن السياحية والمزارع والمتنـزهات وأرصفة وجزر الشوارع والطرقات والميادين والساحات الخاصة وشبه الخاصة والعامة .

ـ ـ أنظمـة الـــري في مدينة ينبع الصناعية

   حضيت مدينة ينبع الصناعية بتطبيق أنظمة الري الحديثة وجعله ضمن شبكة  التجهيزات الأساسية فأصبحت نموذجا مميزا يحتذى به من بين المدن الأخرى التي تواكب تطورات العصر.

   إن مدينة ينبع الصناعية تقع على ساحل البحر الأحمر وفي منطقة صحراوية تعاني من  ندرة المياه العذبة ومياه الري ،فتم إيجاد البديل بإنشاء محطة لتحلية المياه المالحة مياه البحر ومحطة أخرى لمعالجة مياه الصرف الصحي  ومدت شبكة من أنابيب الري تحت سطح الأرض لنقل المياه  إلى جميع مناطق التشجير ، وبهاتين المحطتين تم توفير   تمديدات أنابيب شبكة الري العامة  حتى بلغ مجموع أطوال الأنابيب المستخدمة في المدينة بحوالي ( 402 كيلا لري النباتات المختلفة ، حيث يتم إرواء ( 80 % ) من مواقع  التشجير بمياه الري المعالجة ، أما المواقع العامة المتصلة بالمساجد والمدارس والمستشفيات والمتنـزهات والمسطحات الخضراء التي تشكل حوالي ( 20 % ) من المناطق الخضراء فيتم ارواؤها بالمياه العذبة النقية ، أنظر الصورة رقم ( 9 ) . فجميع هذه التمديدات أنشأت من خلال تطبيق معايير محددة ولوائح فنية معتمدة لتحقيق الأهداف التالية :

ـ ملاءمة مواد تصنيع شبكات الري المستعملة مع نوعية مياه الري .

ـ تحقيق الحد الأقصى من كفاءة استهلاك المياه .

ـ التخلص من أملاح التربة عن طريق ترشيحها إلى جوف التربة وبعيدا عن منطقة الجذور بفعل المياه .

ـ تحقيق مرونة في استخدام أنظمة الري الأوتوماتيكي للتكيف مع احتياجات النباتات للمياه خلال مراحل نموها وحسبما تقتضيه خصائصها الشكلية والفسيولوجية إضافة إلى الجوانب التصميمية والتنسيقية بأساليب وطرق تتناسب مع طبيعة نمو هذه النباتات وطريقة انتشار الجذور في التربة .

ـ تحقيق الوفورات الاقتصادية في التكاليف عن طريق تحقيق كفاءة الأداء وانخفاض متطلبات الصيانة .

ـ معالم وتجهيزات عمارة البيئة

   إن المتتبع لمخططات المدن القديمة يلاحظ أنها كانت تمتاز بالمعالم المعمارية أكثر من غيرها ، فبوابات وأسوار المدن والشوارع العريضة والمباني الحكومية والأسواق ومنازل الأثرياء وبعض الأسبلة والأشجار هي المعالم الرئيسية للمدن

   أما في العصر السعودي فقد تبوأت بعض المدن مركز الصدارة والتقدير الدولي في توفير معالم وتجهيز الفراغات الحضرية والسياحية كما هو ملاحظ في كورنيش مدينة جـدة ومتنزهات مدينة الرياض وكورنيش الدمام ومصايف عسـير وكل من مدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين  وما سواهما من المدن حتى غدت ذات كم هائل من الأعمال الخلاقة والفنون التشكيلية والمجسمات البديعة وغيرها التي أصبحت لا تخلو منها مدينة فألقت عليها الملامح المتفردة ، والتي تثير متعة التأمل والمشاهدة من جراء العطاء الجمالي والمتفاعل مع مجموعة الفراغات المحيطة بالمعالم ، وبصورة متناغمة بين الكتلة الفراغ .

   إن الهدف من تزويد البيئات المختلفة من الفراغات الحضرية والشوارع بالمعالم والتجهيزات هو توفير وسائل الراحة  ، والإرشاد ، وتوجيه الحركة ، وإضفاء الحماية والأمان والمتعة لمستخدمي هذه الفراغات عن طريق تزويدها بالمقاعد والمظلات واللوحات الإرشادية وأعمدة الإنارة والمرافق العامة وأجهزة تنظيم حركة السير والنافورات والتلال والأرصفة وممرات المشاة والأسوار والجدران والمنصات وكباري المشاة والمسابح   الخ حيث قام معماري البيئة في المدن السعودية بتزويد الفراغات بهذه العناصر وغيرها بتوزيعها ووضعها في أماكنها المناسبة مع الأخذ في الاعتبار الكثير من العوامل الاجتماعية والعادات الموروثة إضافة إلى الاعتبارات والعوامل الفيزيائية مثل المناخ وطبيعة الموقع والبيئة المبنية.

ـ ـ المعـالم والتجهيزات في مدينة ينبع الصناعية

   إن المعالم والتجهيزات في المدينة تشكل النقاط الرئيسية لتطوير المفهوم العام لعمارة البيئة ، حيث جعلت هذه المعالم مدينة ينبع الصناعية متصفة بشخصية واضحة ومميـزة ومنتظمة وذات معان تثقيفية متعددة ومؤكدة النوعية الراقية من الحياة الآمنة والشاملة لجميع مستلزمات الحياة في كل أرجاء المدينة ، أنظر الصور رقم ( 10 ، 11، 12 ) .

ـ المتنزهـــــات العامــــــة

   كانت المتنزهات العامة ترتبط بالأحوال الجوية المعتدلة والاستمتاع بالمناظر الطبيعية الموسمية مثل الرحلات البرية ومشاهدة تدفق مياه السيول والعيون والذهاب إلى المزارع الخاصة والسباحة في البرك ، وما إلى ذلك من فرص بسيطة ومحدودة من التنزه داخل حدود المدن .

  ففي المدن كانت الفراغات والساحات لا تسمح بمزاولة الأنشطة الترفيهية المختلفة إلا لبعض شرائح المجتمع مثل الأطفال والشباب وفي أضيق الحدود.

   وعندما بدت إطلالة العهد السعودي ودب الأمن والاستقرار ربوع الدولة بدأت الدولة تعوض المجتمع ما كان مفقودا في السابق فقامت بوضع الخطط المتكاملة لحماية البيئة لمعاصري هذا العهد وللأجيال اللاحقة في الغـد ، إضافة إلى التأكيد على النواحي الثقافية والترفيهية التعليمية والتنشيطية وجعلها ضمن الاحتياجات الأساسية التي تعم جميع شرائح المجتمع على حد سواء ، حتى غدت المتنزهات سمة مميزة في مجتمعنا ومقياسا للحضارة التي يشهدها .

  إن العوامل الطبيعية لها أكبر الأثر في التحكم بالنشاطات الترفيهية وهذا ما جعل الجهات الحكومية تقوم على دراسة المحتوى البيئي من حيث الموقع الجغرافي ، والسمات السطحية له ، والمناخ ، والثروات الطبيعية ، وظروف        تطويره …… الخ لوضع المعادلة التصميمية لتعيين الإمكانيات الاستيعابية للأنشطة الترفيهية المتوقعة وعلاقتها بالاستهلاك والمردود البيئي على هذه الأماكن الترفيهية .

ـ ـ المتنــزهات العامة بمدينة ينبع الصناعية :

    تمتاز المنطقة السكنية بمدينة ينبع الصناعية بتوزيع متوازن للأراضي ، وذلك لتأمين احتياجات السكان من المباني السكنية والمرافق والخدمات العامة والمتنزهات الخضراء ، أنظر الصور رقم (   13 ، 14 ) .

    ولما كان رواد المتنزهات العامة من كل شرائح المجتمع فإنه قد تم توزيعها بتوازن ضمن النسيج العمراني ليسهل الوصول إليها من قبل الراغبين في الراحة والاسترخاء والترفيه والتسلية ، وتشتد حركة قاصدي هذه الأماكن بفضل توظيف الفراغات وتجهيزها لصالح الفرد والمجتمع و مواكبة التطورات الحديثة في شتى المجالات .

   وتتكون متنزهات المنطقة السكنية من ثلاثة مقاييس هي :

أ ـ متنزهات المنطقة السكنية لا تقل مساحة هذه المتـنـزهات عن 000 ,50  م، وتقع بجوار مراكز الأحياء الواقعة فيها كما أنها تمتاز بإحاطتها بحزام أخضر كثيف من أجل حمايتها من الظروف المناخية غير المرغوب فيها ولتوفير أكبر قدر من الخصوصية ، ولعزلها عن البيئة الصناعية المحيطة بها .

ب ـ متنزهات المجاورة السكنية هذه النوعية من المتـنـزهات تحتل مساحة لا تقل عن  000, 20   م، وتقع بجوار مراكز الحارات أو الأحياء  ، بحيث يمكن دمج مواقف السيارات لكلا النشاطين في موقع واحد.

جـ ـ المتنزهات المحلية لا تقل مساحة هذه النوعية من المتـنـزهات عن 000 , 6  م، حيث تكون قريبة من المساكن من أجل الاستجمام واللعب والراحة وهناك عدة متنزهات من هذا الصنف في كل حي تبعاً للكثافة السكانية.

ـ ـ الشواطئ والجـــزر الترفيهيــــة 

   إن شخصية وجاذبية الشواطئ والجزر هي القوة الفريدة التي تنشأ عنها الانطلاقة الحضارية والحيوية لتخطيط وتصميم هذه الواجهات البحرية وتعتبر العناصر التالية بعض الخصائص الرئيسية  لهذه المناطق :

أ تعتبر الأنشطة التجارية والنقل والصناعة والتطور الاقتصادي والترفيهي للمدن الساحلية هي الدلالات والمفاهيم  التاريخية والاجتماعية والتجارية المرتبطة بخصائص الواجهات المائية  منذ أقدم العصور إلى وقتنا الحاضر .

ب لها تأثير إيجابي ملموس على الظواهر المناخية في المدن الصحراوية ، كما تحدد جمال وفوائد مواطن الأحياء الفطرية وعلاقتها البيولوجية الفريدة بالبيئات الإقليمية والقارية .

ج تبرز الحدود المشتركة والنشاط القائم على طول الساحل حيث تتصافح اليابسة مع المياه وتتلاقى بأبهى صورة جذابة.

د استمرارية الشخصية الساحلية الناتجة عن حركية الأمواج المتتابعة .

هـ سلسلة تعاقب غروب الشمس اليومي وخلو الأفق الغربي لرؤية هلال بداية الشهر العربي ، حيث تم إنشاء خليج مركز المدينة على شكل الهلال .

ـ ـ منتزهات كورنيش ينبع الصناعية 

   يتم تنفيذ هذا المشروع على عدة مراحل حيث تم الانتهاء من تنفيذ ثلاث مراحل ولا يزال العمل جاريا لتنفيذ كامل الكورنيش .

   تم تصميم متنزهات الكورنيش تحقيقا لمتطلبات المشروع وتمشيا مع فكرة التنفيذ على مراحل متتالية ، وتضم هذه المتنزهات العديد من عناصر الترفيه من الممرات المحاطة بالأشجار والشجيرات والمقاعد المطلة على البحر وحدائق الأطفال والمسطحات الخضراء إضافة إلى المرافق والخدمات المختلفة مثل مواقف السيارات والمصليات والأكشاك الخاصة ببيع المرطبات والمأكولات ودورات المياه للرجال والنساء ، أنظر الصور رقم ( 15 ، 16 ، 17 ) .

ـ ـ متنزهات الجزيرة الترفيهية

   تعتبر هذه الجزيرة أحد المعالم الأساسية البارزة حيث تقع غرب الكورنيش وتبلغ مساحتها  ( 250 ,521  م2 ) ، ويشترك في إدارة متنزهاتها كل من الهيئة الملكية والقطاع الخاص .

   فالهيئة الملكية تقوم بإدارة وتشغيل الشواطئ الرملية المعدة لممارسة السباحة وركوب اليخوت الشراعية وممارسة هواية صيد الأسماك ، كما وفرت جلسات مظللة تحتوي على مقاعد ومصادر إضاءة وأماكن مخصصة للشواء وحاويات للنفايات وأبراج مراقبة يديرها أشخاص متخصصون في عمليات الإنقاذ من حوادث الغرق وإجراء الإسعافات الأولية ، كما توجد أماكن مخصصة للاستحمام ومزودة بالوسائل الآلية التي تعمل على ترشيد استهلاك المياه ، بالإضافة إلى مواقف السيارات ودورات المياه ومصابيح الإنارة .

   أما دور القطاع الخاص فيتمثل في إنشاء متنزهات خاصة لخدمة المصطافين والسائحين حيث يتم توفير جميع فرص التسلية والترفيه المتمثلة في الألعاب المائية والعديد من الوسائل الأخرى ، وقد تمت الموافقة الفنية على العديد من التصاميم المقدمة وتم إشغال بعض أكشاك بيع المرطبات والأطعمة الخفيفة ، أما المتنزهات الخاصة فلا تزال تحت التنفيذ  .

ـ ـ حــدائــــق الأطفــــال

    تعد ألعاب الأطفال إحدى العوامل اللازمة والمرغوبة لدى جميع الأطفال ، حيث يتم من خلالها ممارسة الحركات المختلفة والأنشطة المتعددة ،كما تمكنهم من ممارسة بعض هواياتهم المفضلة ، وبخاصة إذا كانت هذه الألعاب في المتنزهات العامة وبين أحضان الطبيعة .

  وقد قام مشروع الهيئة الملكية بينبع بتوفير نوعين من الحدائق المزودة بألعاب الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين ــ سنوات ، وحدائق للأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين ــ 12 سنة ،  وتقع هذه الأماكن على امتداد الممرات الخضراء وفي الحدائق العامة ، وتحتوي على جميع أنواع الألعاب التي تناسب مختلف أطوار وطبائع وميول الأطفال .

    كما تم طلي الألعاب الخشبية بدهان مناسب من أجل حماية الأطفال من مخاطر الاحتكاك بالأخشاب  التي قد تتسلخ بسب العوامل الجوية وكثرة الاستخدام ، ولإبقاء الأسطح الخارجية للألعاب ناعمة ومقاومة للظروف المناخية لأطول فترة ممكنة.

   هذا وقد تم تزويد جميع المواقع المخصصة لألعاب الأطفال بأماكن أخرى مظللة ، ووضع أسفلها بعض المقاعد ليجلس عليها الصغار والكبار ، ولتكون هذه الملاعب تحت إشراف ومراقبة الآباء والأمهات وغيرهم لتقديم الإرشادات والنصائح التي من شأنها زراعة روح التعاون والحب والإخاء ، أنظر الصورة رقم ( 18 ) .

ـ ـ كثافة الرقعة الخضراء في ينبع الصناعية 

مجموع سكان مدينة ينبـــع الصناعيـة = 000, 42  نسمـــة

المساحة الإجمالية للمناطـق الخضـراء = 000 , 000 , 15 م2  

نصيب الفرد من المساحات الخضــــراء = 360 م2 / شخـص

ـ المردود الاقتصادي لمشاريع عمارة البيئة :

   تعد مشاريع عمارة البيئة  من العناصر الهامة في حياة سكان المدن والقرى على حد سواء وهذا ما جعل الجهات الحكومية المختصة بالتأكيد عليها والعناية الكاملة بها ويستهدف إنشاء مثل هذه المشاريع تحقيق الجوانب الاقتصادية التالية :

ـ تعد مشاريع عمارة البيئة من ناحية التشجير وإنشاء الحدائق العامة والسياحية  من وسائل الحفاظ  على الموارد المحلية لصالح المدن السعودية ، حيث تقوم البلديات بدراسة المدن والتعرف على حاجة ونوعية المشاريع الترفيهية والأنشطة السياحية التي تحتاجها هذه المدن فعليا ، ثم تقوم بإنشاء المشاريع المطلوبة ، إضافة إلى دعوة القطاع الخاص إلى فرص الاستثمار السياحية والترفيهية المتعددة لتقديم أفكارهم التصميمية وترجمتها إلى الواقع بصورة سليمة .

ـ إبراز القيمة الطبيعية والحضارية للمدن على أساس انتهاج الأساليب الاقتصادية التي من شأنها الاستفادة من المعطيات البيئية المحلية وتوظيفها لصالح المجتمع .

ـ تشجيع ودفع السكان لبذل المزيد من الجهد والعطاء والشعور بالانتماء عن طريق الاستفادة والاستمتاع بهذه المشاريع.

ـ استخدام آخر ما توصلت إليه العلوم التكنولوجية في مجال تقنيات عمارة البيئة  ، مما يعزز من مكانة هذا التخصص على المستويين المحلي والدولي .

   فمن ضمن الوفورات الناجمة عن مشاريع عمارة البيئة توفير تكاليف العمليات التقليدية في الممارسات الترفيهية على المدى الطويل ، بالإضافة إلى توفير تكاليف تنقل السكان من وإلى خارج المدينة بل وخارج البلاد ، وتقليل  الجهد والحركة والوقت ، وتوفير مساحات خضراء ترفيهية غير قابلة للإحلال أو التعويض ، والتي تتمثل في الفراغات البرية والساحلية والحضرية ، أنظر الصورة رقم ( 19 ) .

   وحيثما تكون أعمال عمارة البيئة مطلوبة ، فإنه يتعين أن تكون هذه الأعمال  مطابقة للمتطلبات الفنية المحددة  وفقا لدواعي الاستعمال أو الموقع المراد توظيفه بأي من عناصر هذه المهنة .

ـ التوصيـــــات 

1. التأكيد على زيادة برامج عمارة البيئة منذ الانطلاقة الأولى لعمل التصاميم الخاصة بالمدن الجديدة الأحياء وتوفير المساحات المنتظمة لإنشاء المتنزهات العامة والمنظر الطبيعية والصناعية .

2. إيجاد إدارة عامة رئيسية لعمارة البيئة في كل منطقة بحيث تنبثق منها بقية الإدارات كإدارات مستقلة ولكنها مرتبطة مع بعضها البعض من خلال الإدارة المركزية وخلق التنافس الشريف بين الإدارات المركزية لينعكس ذلك على تطوير عمارة البيئة والارتقاء بمستوى الإدارات .

3. الاستفادة من مزايا قابليلة وكفاءات المصانع المحلية لإمداد معالم عمارة البيئة بالعناصر والمواد الطبيعية منها والصناعية .

4. تمويل مشاريع عمارة البيئة عن طريق فرض رسوم سنوية على الشركات والمستثمرين .

5. زيادة مساحة الأراضي السكنية بفرض ارتدادات أمامية ( 4 م وخلفية ( 6 م )  وجانبية (  2 م ـ م لإنشاء الحدائق الأمامية والخلفية لمساكنهم ، والعمل على تشجيع المواطنين لتشجير هذه الفراغات وإقامة مسابقات سنوية للحدائق المنزلية .

6. قيام مشاتل البلديات بتزويد القاطنين بالشتلات الزراعية والنباتات المنزلية وتقديم تصاميم نموذجية للحدائق الخاصة .

7. إصدار النشرات والكتيبات الإرشادية حول البستنة ورعاية الحدائق بالشكل الأمثل .

8. إنشاء أحزمة خضراء تحيط بالأحياء والحارات وزراعتها بالأشجار والشجيرات والمسطحات الخضراء وريها بإحدى الوسائل المناسبة والاقتصادية .

9. تكثيف عمليات التشجير على طول محاور وشرايين الحركة المرورية والمناطق الترفيهية والساحلية والسياحية .

10. الاستفادة من معماريي البيئة وتوظيفهم في نفس التخصص لضبط وتوجيه تخصص عمارة البيئة للصالح العـام .

11. التأكيد على إعادة دراسة المعايير واللوائح المتبناة في السابق حول تشغيل وصيانة معالم عمارة البيئة وأعمال التشجير وشبكات الري وتقييمها وتطويرها .

12. ممارسة الحلول المناسبة لاستصلاح الأراضي في المواقع   الخاصة بالمعالم الطبيعية والسياحية والترفيهية والتثقيفية والفنية لحمايتها من الأضرار التي قد تؤثر على مضمونها .

13. تزويد المكتبات المركزية بالمراجع والدوريات المتخصصة بعمارة البيئة للاطلاع على أحدث المستجدات المهنية .

الخاتمـــــــــــة

   يشير هذا التقرير إلى الجهود التي قام بها مشروع الهيئة الملكية بينبع لإضفاء صفة الجمالية على جميع أنواع الفراغات الحضرية وسد حاجة المجتمع من النواحي المادية والروحية بتفاعلهم مع البيئة المحيطة بهم ، ومزج المظاهر الجمالية بالجوانب الوظيفية كتسوية المواقع وتصريف المياه السطحية وتوفير وتنظيم شرايين الحركة ووضع برامج التشجير وربطها بشبكة الري الحديث ووضع المعالم الفنية وتجهيز الفراغات وتطوير وسائل الظلال ومعالجة حركة الرياح وتوفير المواقع الترفيهية والسياحية وتحقيق الأمن والسلامة والراحة والخصوصية والاستفادة من المبادئ الموروثة بصورة ذات مردود حضاري عظيم يدعو لفتح آفاق جديدة من الأبحاث والتطبيقات .

   لقد أثبت مشروع الهيئة الملكية بينبع أن العلوم الحديثة المتعلقة بعمارة البيئة لها القدرة على تطوير قدرات الإنسان والعمل على استغلال المصادر الطبيعية للمحافظة على الفراغات والساحات الحضرية واستمرارية تطويرها على الرغم من التحديات المناخية التي تشهدها المنطقة في هذه الحقبة التاريخية من الزمن .

   وهكذا فإن مدينة ينبع الصناعية تعتبر أحد الأمثلة الناجحة في عمارة البيئة والتي ستعمل على تحريك الفكر العمراني والمعماري والبيئي في مثيلاتها من المدن الحالية والمستقبلية ، وفي إطار الإنجازات التكنولوجية والبيئية المعاصرة .

  المـراجـــع

[ 1 ] م قيصـران عـيـد ، م سمـان عبـد الوهاب : ( برامج التشجير وأنظمة الري بمدينة ينبع الصناعية مشروع الهيئة الملكية بينبعتاريخ 1418 هـ .

[ 2 ]  Royal Commission For Jubail and Yanbu , Directorate  General For Yanbu :

 ( Parks , Recreation and Landscape Guidelines , V. I , the master Plan Report & v. II . 1993  Landscape Design Manual )

[ 3 ] الهيئة الملكية للجبيل وينبع ، الإدارة العامة لمشروع ينبع : ( مخطط التطوير ودراسة التصميم العمراني ، مدينة ينبع الصناعية )    تاريخ 1400 هـ .

[ 4 ] Chales W. Harris & Nicholas T. Dines : “ Time. Saver Standards For Landscape Architecture “ 1988.  

[ 5]Harlow C. Landphair , Fred Klatt, Jr. " Landscape Architecture Construction “


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا