التسميات

الخميس، 22 ديسمبر 2016

البعد البـيئي وأثـره على الصحـــة بولاية سنار في الفترة (2000م – 2006م) : دراسة في الجغرافيا الطبية التطبيقية)


البعد البـيئي وأثـره على الصحـــة بولاية سنار

في الفترة (2000م – 2006م)

دراسة في الجغرافيا الطبية التطبيقية



 (بحث مقدم لنيل درجة الدكتوراه في الجغرافيا)

 إعـــداد

 علي محمد علي موسى

إشــراف

دكتور/عبد الحميد بله النور

 يوليو 2007

مستخلص الدراسة

 تناولت هذه الدراسة البعد البيئي وأثره على الصحة بولاية سنار، للربط بـين الصحة والبعد البيئي بمعناه الشامل، بهدف وضع سياسة صحية تتجاوز مفهوم الطب العلاجي والوقائي لتشمل أبعاد تطبيقية من منظور جغرافي ، وهدفت الدراسـة إلـى التعرف على معدلات التنمية بالولاية، من خلال تحليل مكونات البعد البيئي المتمثلـة فى البيئة الطبيعية والاجتماعية والاقتصادية والمؤسسية وتأثيرهـا علـى الـصحة ، ولتحقيق تلك الأهداف تبنت الدراسة عدد من المناهج النظرية ذات الصلة بالجغرافيـا الطبية. منهجياً اعتمدت الدراسة على البيانات الأولية التي تم جمعهـا مـن العمـل الميـداني عبـر الإسـتبانة، الملاحظة،المناقـشات الجماعيـة، إضـافةً للمـصادر الثانوية.استخدمت الدراسة عدد من البرامج التحليليـة منهـا SPSS , Exell , GIS لتحليل تلك البيانات.

وتوصلت الدراسة إلى أن خصائص الخارطة المرضية لولاية سنار المتمثلة فى أنماط المرض وانتشاره ومعدلات الاصابه به، تشكلت وفقاً لعوامل البيئـة الطبيعيـة التى عملت على خلق بيئة مرضية تأثرت سلباً بالخصائص الاجتماعية والاقتـصادية للمجتمع ، إضافة لغياب الدور العلاجي والوقائي لمؤسسات الرعاية الصحية .

 وأوصت الدراسة بالإهتمام بصحة البيئة من خلال تفعيل مؤسسات الطب الوقائي حتى يتسنى لها مكافحة نواقل المرض فى أطوارها الأولى، إضـافة للقيـام بالـدور الارشادي والتثقيفي بالأمراض ذات الصلة بعوامل البيئة الطبيعيـة . كمـا أوصـت الدراسة بالإهتمام بالخصائص الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع باعتبارها أحـد أهـم العوامل المؤثرة فى أنماط المرض ومعدلات الاصابة به . إضافة لما تقـدم نـادت الدراسة بزيادة كفاءة وكفاية المؤسسات العلاجية والتنسيق بينها وبين مؤسسات الطب التقليدي حتى يتسنى لها وضع الخارطة المرضية لولاية سنار. 


Abstract

  This study aims at investigating the environmental dimension and its effect on health in Sinnar state. It attempted to link between health and environmental dimension in its broadest sense, aiming at making a health policy that goes beyond curative and preventive medicine to include applicable dimensions from geographical point of view. The study has the aim of knowing the development rates in the state through analyzing environmental dimension’s components which are represented in natural, social, economical and institutional environment and its effect on health. In order to achieve the objectives, the study adopted some of the theoretical approaches related to medical geography. Methodologically, the study was based on the primary data collected from the field work through questionnaire, group discussion and observation in addition to the secondary data. The study uses different analytical programmes such as SPSS, Excel and GIS for analyzing such data. 

  The study came out with the finding that the characteristics of diseases map of Sinnar State represented in its disease pattern, spreading and the rates incidences were formed on the basis of natural environment factors which created diseases environment that is negatively affected by socio-economic characteristics of the society. In addition to the absence of the curative and preventive role to be played by inefficient health care institutions. 

  The study recommended the following: Firstly paying attention to environmental health by activating preventive medicine institutions so as to be able to combat disease transmitters on one hand, and to enlight
inhabitants on health aspects on the other. Secondly paying attention to social and economical characteristics of the society that are considered to be one of the most influential factors affecting the types of disease and the rates of its incidences. Thirdly calling for increasing the efficiency and capacity of curative institutions, and its coordination with traditional medicine institutions so as to be able to set the disease
map for Sinnar state. 

المحتويـــــات

الإهداء
الشكر
مستخلص الدراسة باللغة العربية
مستخلص الدراسة باللغة الإنجليزية
فهرس الموضوعات 
فهرس الجداول 
فهرس الأشكال 
فهرس الخرائط 
فهرس الصور الفوتوغرافية 
الفصل الأول: أساسيات الدراسة 
الفصل الثاني : الإطار النظري للدراسة 
الفصل الثالث: البيئة الطبيعية وأثرها على الصحة بولاية سنار
الفصل الرابع: البيئة الاقتصادية والاجتماعية وأثرها على الصحة بولاية سنار 
الفصل الخامس : البيئة المؤسسية وأثرها على الصحة 
الفصل السادس: الخاتمة والتوصيات 
المراجع
الملاحق

الفصل الأول : أساسيات الدراسة

1-1 مقـدمـــة :  

 ارتبطت أنماط التنمية في العالم الثالث بقيام المشروعات التي تهدف إلى زيادة الدخل القومي، وكانت حتى نهاية الستينات تتخذ من الزيادة المستمرة في الناتج القومي مؤشرا لنجاحها، وهذا المنهج الاقتصادي شكل معوقا أساسياً للتنمية في دول العالم الثالث كما أثبت الواقع خطل هذا المنهج في الربط بين الأوضاع الاجتماعية ومقتضيات التنمية الاقتصادية.

  وقد أكدت الدراسات أن التناقضات في المحيط الاجتماعي ستكون حجر عثرة في الميدان الاقتصادي مما أدى إلى ظهور مفهوم التنمية المستدامة في بداية الثمانينات كبديل تنموي، وأمن علي تطور نوع الحياة الإنسانية، وعلى الصعيد الاجتماعي عرفت(اللجنة العليا للبيئة والتنمية،1987) مفهوم التنمية المستدامة بأنه "السعي من أجل استقرار النمو السكاني ووقف تدفق الأفراد على المدن وذلك من خلال تطوير الخدمات الصحية والتعليمية في الأرياف وتحقيق أكبر قدر من المشاركة الشعبية" . 

   وأظهرت الدراسات الحديثة اهتمامها بالأحوال الاجتماعية لا سيما الأحوال الصحية وجاء في (Ruttan 1994) بأن دراسة الأحوال الصحية - باعتبارها محوراً أساسياً فى البناء الاجتماعي- تعتبر من أهم محاور التنمية للقرن الواحد والعشرين، لأن الرعاية الصحية تعد نوعاً من الاستثمار البشري في العملية الانتاجية لأنها تساعد في القضاء على الأمراض المستوطنة التي تضعف القدرة البدنية والعقلية والاجتماعية للمنتجين (تبيدي، 1997).

  كما أكدت الدراسات أن المشاكل الصحية في العالم النامي تتصل بشكل مباشر بظروف البيئة ومشاكل التنمية (اللجنة العليا للبيئة والتنمية 1987)،وبذلك فإن الصحة تتطلب توافر الموطن البيئي السليم والمستقر باعتبار أن النظام البيئي يشكل المصدر الأساسي الشامل والكامل للحياة (محاسنة1991). 

   وعلى الرغم من تأكيد المؤتمر الدولي في الاتحاد السوفيتي (1978)على إمكانية بلوغ مستوى مقبول من الصحة لجميع شعوب العالم بحلول عام 2000م، إلا أن مشكلات الصحة المتمثلة في تعدد أنماط المرض، إضافة لنقص خدمات الرعاية الصحية وتركزها فى المراكز الحضرية لا تزال تمثل أهم معوقات التنمية فى الألفية الثالثة لدول العالم الثالث لا سيما السودان.

  ورد فى تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للدول العربية لعام 2003 أن وضع السودان فى المجال الصحي مازال متأخراً ، ففي مجال الغذاء فهو من أكثر أربع دول تعاني من نقص الغذاء، حيث بلغت نسبة السكان الذين يعانون من نقص الغذاء حوالي 22%. وفى مجال الصحة الإنجابية يلي الصومال مباشرة في وفيات الأمهات، إذ وصلت 1500 لكل 100000 ولادة حية. والثالث من حيث الوفيات بسبب مرض الملاريا في الفئات العمرية(4-0 سنوات) إذ بلغت الوفاة 550 لكل 100000. والرابع في الوفيات بسبب مرض السل حيث تبلغ النسبة حوالي 65 لكل 100000 . 

  وعلى الرغم من وفرة مصادر المياه إلا أن حوالي 32% من سكان الريف لا يحصلون على مياه صالحة للاستخدام البشرى و18% من سكان المدن(UNDP , 2003).وبالنسبة للمؤسسات الصحية فمعدل المستشفى لكل 100000 من السكان يبلغ 1.0 أما معدل الأسرة فهو 72 سرير لنفس العدد .أما من حيث القوى العاملة فلكل 100000 من السكان حوالى 3.3 من الأخصائيين و0.8 من أطباء الأسنان و20 من إجمالي الأطباء على كافة المستويات (التقرير الإحصائي الصحي السنوي، 2004) . أما إنفاق الحكومة الاتحادية على القطاع الصحي فهو لا يتجاوز 1.6% وبذلك يتضح أن الوضع الصحي بالسودان عموما يحتاج إلى كثير من الاهتمام خاصة على مستوى الدولة. 

 وعلى المستوى الفكري أصبحت الموضوعات المتعلقة بالتدهور الصحي من أهم قضايا الفكر المعاصر لا سيما فى مجال الجغرافيا الطبية التي تميزت عن غيرها من الدراسات بإضفاء البعد المكاني في تفسير المشكلات الصحية ، فبدأ الجغرافيون الأوائل في دراسة حتمية البيئة فى التأثير على أنماط المرض وعبر التاريخ تأكدت فرضية علاقة المرض بالمكان وفى بداية سبعينات القرن الماضى توسعت أهداف الجغرافيا الطبية واتضح ذلك في الازدواجية المتمثلة في دراسة أيكولوجية المرض وموضوعات الخدمات الصحية، وطرح هذه المشكلات من خلال العلاقة المتبادلة بين البيئة والصحة والتنمية. 

2-1 مشكلة الدراســة:-

  إن التطور الذي صاحب الأدب التنموي، إضافة لما نادت به منظمة الصحة العالمية بأن يكون عام 2000 هو عام الصحة للجميع كل ذلك لم يرفع من كفاءة الأجهزة المناط بها التخطيط المتكامل للتنمية البشرية مما أدى الى ضعف عائدات التنمية على الصعيد الاجتماعى في كل ولايات السودان. 

  وعلى الرغم من إدخال بعض المتغيرات الاجتماعية -الصحية والتعليمية- (المسير 1973، نميري 1977) في التخطيط التنموي إلا أنها لم تحقق التنمية الريفية الموجهة التي تعمل علي بناء رأس المال الاجتماعي Social Capital للمجتمع الريفي من خلال تحسين مستوى الحياة اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً.

  وتعتبر ولاية سنار (منطقة الدراسة) من الولايات التي حظيت بقيام مشروعات اقتصادية ولكنها لم تحقق عائداً مجزياً خاصة على المستوى الصحي. ومن خلال الزيارات الميدانية الأولية لمنطقة الدراسة تشير ملاحظات الباحث الأولية إلى أن ضعف العناية الصحية تعتبر أحد مؤشرات فشل التنمية وذلك لإهمال صحة الإنسان بإعتباره أحد الركائز الأساسية التي تقوم عليها التنمية ويتضح ذلك في المشكلات الصحية المتمثلة في أنماط  المرض، والتوزيع غير العادل للخدمات خاصة الخدمات الصحية كخدمات الرعاية الصحية الأولية، والخدمات الوقائية، وصحة البيئة وغيرها، إضافة لعدم كفاية هذه الخدمات وكفاءتها، وغياب التنسيق بين المؤسسات والإدارات المناط بها صحة الإنســان. و انعكست هذه المشكلات سلباً علي البناء الاجتماعي وعدم المساواة الاجتماعية والمكانية social spatial inequalities وحرمان Deprivation المنتجين الحقيقيين مما يؤدي إلى التصلب والجمود الاجتماعي Social Rigidity وهذا بدوره له اثاره السالبة في تحديد اتجاه التنمية واستدامتها. 

   وقد أثارت مثل هذه المشكلات المعاصرة الجدل بين الباحثين وتم تناولها وفقا لتباين المشارب العلمية والاختلافات الآيدلوجية. ولذلك سيتناول الباحث هذه المشكلة وفقاً لمفاهيم ونظريات ومجالات الجغرافيا الطبية وذلك بدراسة أنماط المرض. واستهدفت الدراسة عشرة أمراض تعد الأكثر دخولا وترددا على المستشفيات، إضافة للأمراض الشاذة التي تنتشر بالولاية (الكلازار Leishmaniasis والفرنديد Darconclaisis) بهدف تحليل العلاقة الارتباطية بين الصحة وعوامل البيئة الطبيعية، والبشرية المتمثلة في الخصائص الاقتصادية والاجتماعية ، إضافة لتحليل البيئة المؤسسية ذات الصلة بالصحة من منظور جغرافي وذلك لتحقيق المعادلة بين الصحة والبيئة والتنمية. 

1 - 3 أهداف الدراسة :-

   تهدف الدراسة إلى التعرف على معدلات التنمية بولاية سنـــار من خلال تحليل مكونات البعد البيئي المتمثلة فى المؤشرات الاقتصادية والاجتمــاعية والمؤسسية وخصائص البيئـة الطبيعية وتأثيرها على النواحي الصحية وذلك بدراسة الآتي:- 

♦ أنماط الأمراض المتمثلة في تحديد أنواعها، معدلات الإصابة بين الفئات السكانية، موسم الإصابة وانتشارها الجغرافي ومن ثم التعرف على أثر البيئة الطبيعية والاقتصادية والاجتماعية على أنماط المرض.

♦ التحليل الجغرافي للخدمات الصحية (توزيعها – كفايتها – كفاءتها والتنسيق فيما بينها) ومن ثم مقارنة أعدادها بعدد السكان وفقاً للمعدلات العالمية ومعرفة حجم التحيز المكاني والحرمان الاجتماعي وفق معايير جغرافية تتمثل في ربط الخدمة الصحية بعامل المسافة وإمكانية الحصول عليها ، كذلك التعرف على حجم الإنفاق الحكومي عليها.

♦ أثر الوضع الصحي (أنماط المرض، الخدمات الصحية) على الصحة الاجتماعية المتمثلة في التفاعل الاجتماعي، روح الجماعة، القبول الاجتماعي لسياسات الدولة العلاجية والوقائية.

♦ الاسهام في وضع بعض التوصيات بناءاً على نتائج الدراسة .

4-1 فروض الدراسة :-

لتحقق الدراسة أهدافها وضع الباحث عدة فرضيات هي:-

♦ خصائص البيئة الطبيعية للولاية لها أثر مباشر على أنماط المرض.

♦ مؤشرات البيئة الاقتصادية والاجتماعية لمجتمع الدراسة إضافة لضعف المؤسسات ذات الصلة بالخدمات الصحية تمثل أهم مؤشرات تدهور الوضع الصحي بالولاية.

♦ عدم كفاءة مؤسسات الخدمات الصحية وكفايتها إضافةً لتحيزها المكاني للمناطق الحضرية، يمثل أهم مؤشرات ضعف التخطيط التنموي بالولاية.

♦الخصائص الاقتصادية والاجتماعية للسكان Socio-economic characteristic إضافةً لنقص الخدمات الصحية الحكومية جعلت
قطاعاً عريضاً من السكان يلجأ للطب التقليدي.

5-1 الإطار المكاني والزماني للدراسة:-

 الإطار المكاني للدراسة ولاية سنار بحدودها الإدارية المعروفة (خريطة رقم 1).

 أما الإطار الزماني للدراسة فتركز الدراسة على الفترة من عام 2000م وحتى عام 2006م حتى يتمكن الباحث من تحليل الوضع الراهن لأنمـاط المرض والعوامل المؤثرة فيه إضافةً لتتبع تطور الخدمات الصحية في ظل أولويات التخطيط بالولاية .

6-1 منهجية الدراسة :-

   تشتمل على المصادر والطرق التي اتبعها الباحث لجمع المعلومات إضافةً للخطة التحليلية المتمثلة في المناهج والتقنيات التي أتبعت لمعالجة البيانات.

1-6-1 مصادر وطرق جمع المعلومات:-

هنالك عدة طرق لجمع المعلومات يمكن إجمالها في:

(أ) المعلومات الثانوية:-
 اعتمد الباحث على المادة العلمية المكتوبة في البحوث والدوريات والمراجع المتعلقة بالموضوع، إضافة إلى الخرائـــط وصور الأقمار الصناعية وذلك بهدف الاستفادة من هذه المصادر نظرياً في وضع إطار نظري للدارسة وتطبيقياً بالتعرف على النتـائج التـي توصـلت إليهـا الدراسات السابقة حتى يعمل الباحث على معالجة موضوع الدراسة برؤية متكاملة إضافة لبيانات الوثائق المكتوبة Written Records Data التي اشتملت على التقارير الإحصائية من وزارة الصحة والمؤسسات الصحية إضافة لتقارير المحليات والوحدات الإدارية وذلك بهدف توفير مادة كمية ونوعية تساعد في تحقيق أهداف الدراسة. 

(ب) المعلومات الأولية:-

 وهي طريقة اتبعها الباحث لجمع البيانات الميدانية، اشتملت على:-

(1) الملاحظة Observation :

 واتبع الباحث الملاحظة الدقيقة للظواهر الجغرافية ذات الصلة بموضوع الدراسة وتوثيقها كتابةً في دفتر الملاحظة Observation sheet وتصوير بعضها فوتوغرافياً.

(2) بيانات الإجابة على الأسئلة :

 صمم الباحث خمس استمارات متعددة المحاور (ملاحق رقم 5-1) تتباين حسب الفئات المستهدفة بمجتمع الدراسة كما هو موضح بالجدول رقم (1).
جدول رقم (1)
الفئات المستهدفة بمنطقة الدراسة وطرق جمع المعلومات 

 ومن الجدول أعلاه يتضح أن الباحث اختار عدداً من الفئات المتباينة حتى تتعدد مصادر المعلومات وذلك بهدف تغطية الفجوات المعرفية التي لم تشملها وسائل جمع المعلومات سابقة الذكر، كما تعددت الوسائل التي تم بها جمع معلومات الإجابة المسجلة ويمكن تلخيصها في:- 

أ/ المقابلة: على الرغم من أن هنالك مقابلات أسئلتها غير مكتوبة تمت مع بعض فئات المجتمع إلا أن الباحث ركز على المقابلات ذات الأسئلة المكتوبة مـع أفراد على راس العمل في المؤسسات ذات الصلة أو مقابلات جماعيـة مـع نخبة مستهدفة.

ب/ الاستبيان:- ولقد مر الاستبيان بعدة مراحل وهي:-

(1) مرحلة التصميم والمناقشة:-

 قام الباحث بتصميم الاستمارة (ملحق رقم 1) بطريقة تخدم أهداف الدراسة واشتملت على عدة محاور رئيسية المحور الأول معلومات عامة عن رب الأسرة وأفرادها والثاني عن الحالة الاقتصادية لمجتمع الدراسة والثالث عن التعرف على بيئة السكن المتمثلة في الخصائص النوعية للسكن والخدمات وصحة البيئة المنزلية، أما المحور الرابع فاشتمل على قسمين الأول عن صحة الأسرة من خلال التعرف على التغذية والإصابة بالأمراض وطرق العلاج وغير ذلك والثاني عن صحة البيئة العامة والوعي البيئي أما المحور الخامس والأخير عن الصحة الاجتماعية لمجتمع الدراسة. وبعد الفراغ من تصميم الاستمارة تمت مناقشتها مع أكاديميين من ذوي الخبرة من جغرافيين ودارسي علم الإحصاء. 

 *F.G.D : Focal Group Discussion م2005 الباحث :ا

ومن الجدول أعلاه يتضح أن الباحث اختار عدداً من الفئات المتباينة حتى تتعدد مصادر المعلومات وذلك بهدف تغطية الفجوات المعرفية التي لم تشملها وسائل جمع المعلومات سابقة الذكر، كما تعددت الوسائل التي تم بها جمع معلومات الإجابة المسجلة ويمكن تلخيصها في:- 

 (2) مرحلة الاختبار:-
 اختار الباحث عينة استطلاعية pilots sample من عشرة أفراد لفئات متباينة بمنطقة الدراسة وذلك لاختبار الاستمارة من حيث اللغة ومدى فهم المبحوثين لطبيعة الأسئلة والإجابة عليها والزمن الذي تستغرقه وأجريت التعديلات المطلوبة . 

(3) تحديد عينة الدراسة:-

 بعد إطلاع الباحث على البيانات والوثائق المسجلة بالولاية وضح أن هنالك ضعف في الجانب الإحصائي خاصة على المستوى الأفقي مما شجع الباحث على استخدام العينة العشوائية متعددة المراحل(العينة العنقودية) حتى يتسنَى للباحث تعميم نتائج الدراسة على ولاية سنار. والمراحل يوضحها الشكل رقم (1) ، ومن الشكل يتضح أن مراحل اختيار العينة هي :- 
(أ) اختيار محليات الولاية الثلاثة ( سنجة، الدندر وسنار) لتمثيل مجتمع الدراسة (خريطة رقم 2).

(ب) اختيار سبع وحدات إدارية بواقع وحدتين لمحليتي سنجة والدندر وثلاث وحدات لمحلية سنار وذلك للتباين النسبي فى عدد الوحدات الإدارية بمحلية سنار إضافة لتركز الاستيطان وزيادة الكثافة السكانية عن محليتي سنجة والدندر. وتبلغ نسبة الوحدات الإدارية المختارة 44% من مجموع الوحدات الإدارية بالولاية البالغة 16 وحدة إدارية كما فى الخريطة رقم(3) ، ولكي يتم تمثيل المجتمع طبقياً (ريف وحضر) اختار الباحث عن طريق العينة الطبقية العشوائية وحدة إدارية حضرية (تمثل رئاسة المحلية) وأخرى ريفية لكل محلية (باستثناء محلية سنار التي اختير منها وحدتين ريفيتين بسبب زيادة عدد الوحدات الريفية) حتى يتجنب الباحث التحيز المكاني الذي يعيق من إمكانية تعميم نتائج الدراسة...

7-1 الدراسات السابقة:-

  على الرغم من وجود بعض الإشارات في الفكر الجغرافي لعلاقة المرض بالبيئة، ووتوزيع الخدمات الإجتماعية لا سيما الصحية ودورها فـي تحقيق النماء الإقصادي والإجتماعي للمجتمع، إلا أن الجغرافيا الطبية تعـد من العلوم الحديثة مقارنة بالعلوم الجغرافيا الأخرى في تفسيرها للعلاقة بـين البيئة وصحة الإنسان، ورغم حداثتها فقد تعددت أتجاهاتها البحثية. وستتناول الدراسة الموضوعات ذات الصلة بجغرافية المـرض وجغرافيـة الرعايـة الصحية من خلال أربعة أبعاد هي:- 

• دراسات منهجية.
• دراسات عن الأمراض.
• دراسات عن الرعاية الصحية.
• دراسات متداخلة

أ. دراسات منهجية:-

 من الدراسات ذات البعد التاريخي دراسة (Prothero -1983 حيث ركزت على تتبع الاسهامات العلمية في مجال الجغرافيـا الطبيـة بافريقيا والتى تمثلت في تفسير أسباب الأمراض والمعالجات فـى ظـل الظروف المتاحة ، كما ركزت الدراسة على تتبع أسباب مـرض النـوم والتغيير فى الظروف البيئية التى تساعد على توالد ذبابة التسي تسي .

  أما دراسـة (1983- Ramesh) حاولـت الـربط بـين التنميـة والجغرافيا الطبية فى الهند، وعملت على تتبع هذه العلاقة ، ووضح مـن الدراسة أن الاهتمام بالجغرافيا الطبية بدأ فى القرن التاسع عـشر حيـث عملت على تفسير إنتشار الأمراض من الناحية الوصفية . وكان الاهتمام فى تلك الفترة بأمراض الملاريا ووباء الكوليرا وبعد ذلك بـدأت تأخـذ المنهج التحليلى في تفسير انتشار الأمراض .

  وتعد دراسة (1985- Rosenberg) دراسة منهجية هدفت إلـى التعريف بالجغرافيا الطبية، وتوضيح أهم المحاور التى ينبغي أن يلم بهـا دارسي الجغرافيا الطبية ، والتى تتمثل فى الالمام بعلـم الاحــصاء ، والوبائيات   كما اهتمت دراسة 1988) Gesler,elt) بالتعريف بالجغرافيـا الطبية وتنوع الموضوعات التي تتناولها وتوصـي الدراسـة بالاهتمـام بالدراسات البيولوجية لدى الجغرافيين حتى يتمكنوا من تفسير المشكلات الصحية ، وقد أوضحت الدراسة الموضوعات التى ينبغي الاهتمام بهـا والتي تتمثل في التنمية وصحة الانسان ، وجغرافية المرض وانتـشاره ،
إضافة إلى الاهتمام بأنظمة الرعايـة الـصحية ومـصادرها وإمكانيـة الحصول عليها . 

  وفى دراسة محاسنه (1991) عن البيئة والصحة العامة هـدفت إلى وضع كتاب منهجى ركز على البيئة الطبيعية ومكوناتها، والتداخلات الحيوية بين عناصرها، ومشـكلات البيئة ومن ثم تأثير البيئـة العامـة وصحة البيئة على الأمرض ، وكانت أكثر إسترسالاً في التعريف بأنواع الأمراض . 

   أما دراسة 1991) Park)عن المخاطـــر البيئيـة فحاولـت الدراســة الربــط بين الكوارث الطبيعية المختلفة وقدرة الانســان على التعايــش معها ، وعمل على تقييم الخطر والعلاقات التبادلية بين السكان والبيئة ، وتناولت الدراســة الآثـار الـصحية الناجمـة عـن الفيضانات ، وتلوث الهواء وانعكاس التغيرات البيــئية علـى الحيـاة
البشرية . 

    أما  دراسـة (WHO -1992) عن   Our Planet, our health  ، حاولت الدراسـة الربط بين البيئة والصحة من خـلال دراســــة العوامل المؤثرة فى المرض والتى اشتملت على عدة عوامل (الغـذاء – الزراعة – الصناعة – المياه الطاقة – العمران البشـري – التحــضر والتغيرات البيئية. ومن خلال مناقــشة هذه العوامل اختتمت الدراسـة بوضع بعض الاستراتيجيات والتوصيات . 

   وانتهجت دراسة (1997- Oljeski) بعداً فلسفياً في تفسير أسباب تغير أيكولوجية المرض ، وأشارت للصراع التقليديي بين دعاة الاصلاح فى الجغرافيا الطبية والمحافظين ، حيث تبنّى الاصلاحيين التأثير السالب للبيئة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية على المرض في مقال محمد (1998) بعنـوان الاتجاهـات الحديثـة فـى الجغرافيا الطبية تناول تطور الفكر الجغرافي فى مجال بحث ودراسـة الموضوعات المتعلقة بالجغرافيا الطبية ، وذلك من خلال التركيز علـى ماهية ومضمون هذه الموضـوعات. 

   أما (2000- Smith) حاولت الدراسة الاجابـة علـى أحقيـة الإنسان في البيئة هل للأغنياء أم الفقراء؟ ومن التيارات التى ناقشت هذه الجدلية تيار الصحة البيئية فى الدول المتقدمة التى تنادي بضرورة تقليل الملوثات التي تؤثر على الصحة ومساعدة الدول الفقيرة فى التحكم فـي الأمراض خاصة الملاريا ، وتحسين مياه الشرب كما تنـادي الدراسـة بإتاحة المعلومات في الإطار العالمي . 

   وفى دراســة الرديسي (2001) بعنوان الجغرافيا الطبيـة فهـي محاولة لوضع البعد المفاهيمى لمفهوم الجغرافيا الطبية وتأثيرهـا علـى الأمراض كما اهتمت الدراسة بتفـســير بيانـات الجغرافيـا الطبيـة وأفــردت جزءاً إلي جغرافيـــة الرعاية الصحية .

   أما دراسة (2000- Ordones) عملت الدراسة على وضع المفاهيم ذات الصلة بصحة البيئة بهدف تسهيل وضع القوانين والأسس التى تعالج بها المشكلات في المؤسسات ذات الصلة بالحقل الطبي.

ب. دراسات عن الأمراض:- 

  في دراسة (1965- Prothero) حاولت ربط الاصابة بالملاريـا بعامل الهجرة ، وتوصلت الدراسة إلى أن الهجـرة عامـل مـؤثر فـى الاصابة بالأمراض لا ســيما مـرض الملاريـــا ، وأجـــرت الدراســـة تطبيقاًً على غـرب وجنـوب وشـرق افريقيـا . وفـى الســـودان أشــارت الدراســة إلى تأثير المشاريع وهجرة العمالة الزراعية على الاصابة بالأمراض خاصـة فى منطقة الجزيرة . 

  فـى دراســـة (1979- B.N.H) عــن الأمـــراض المنقولة بواســطة المياه بعدة مناطق بالسودان توصلت الدراسة إلى أن مرض الملاريا يشكل أحد أهم الأمراض الخطيرة على صحة الإنـسان ، وأوصت الدراسة بمكافحة المرض في أطواره الأولى إضافــة لـذلك عمــل المــشروع على مكافــحة مرض البلهارســيا عن طريق التوعية الصحية والمساهمة في تهيئة المراحيض بصورة جيدة. 

   أما دراسة الادارة العامة للأمراض الطفيلية والمعدية (1983) عن نشاط مكافحة البلهارسيا فى المملكة العربية السعودية تناولت الدراسة نبذه عن مرض البلهارسيا ومسبباته، وخلصت الدراسة إلى ضـرورة وضع خطط مستقبلية لتطوير أعمال مكافحة الملاريا  وفي دراســة زكــريا (1997) عـن الآثـار الاقتـصادية والاجتماعية للمــلاريا، عمل مقارنــة بـين منطقتـى المنـشــية والدخينات بولاية الخرطوم ، وتوصلت الدراسة إلى أن معدلات الاصابة بالملاريا تزداد فى منطقة الدخينات مقارنة بالمنشية ويعزى ذلك لأفضلية الوضع الاقتصادي ومستوى الوعي بالمرض بمنطقـة المنـشية ، وأن ساكني الدخينات أكثر استخداماً للعلاج الشعبي ، ومعدل الصرف علـى
العلاج في الدخينات أكثر من المنشية . 

   أما ابراهيم (1998) فى دراسة عن انتـشار الملاريـا وآثارهـا الاقتصادية والاجتماعية ، توصلت الدراسـة إلـى أن أسـباب حدوثيـة المرض يرجع إلى انتشــار الباعوض فـى الخريـف والهجـــرة الوافــدة الى الولايــة ، وأكدت الدراســـة أن الملاريـا تعتبـر أحــد المشــكلات التى تؤثر على الصــحة بالولاية، وذلك لسهولة انتقال العدوى وزيادة تكراريتها على امتداد فصول السنة . 

   فى دراسة الأمـين ( 2003) بعنـوان أثـر العوامـل الطبيعيـة والاقتصادية والاجتماعية على مرض الملاريا والاسهالات والتايفويـد ، بمحافظة المناقل توصلت الدراسة إلى أن العامل الاقتصادي هو من أهم العوامـل المؤثرة على ازدياد عدد المرضى يليه الـسلوك الـســلبي للإنسان تجـــاه البيئة ، كما أشارت الدراسة إلى أن مرض الملاريـا والاسهالات مــــن أكثر الأمراض انتشاراً بالمحافظة .  

   أما دراسة (2005-Eltash) عن التحليل الاقتصادي والاجتماعي لعبء الإصابة بالملاريا وسط المجتمعات الريفيـة (مـشروع الجزيـرة والجنيد) والمجتــمعات الحضـرية (المعـمورة بولاية الخرطــوم) مـن منظـور اقتصاديات الصــحة. وبحثت في معـدلات الإصـابة بالمرض وانتــشارية المـرض بـين هـذه المجتمعـات وتوصـلت الدراســة إلى وجود تباين في معدلات الاصابة بين هذه المجتمعـات، إضافةً لتباين السلوك العلاجي وفقاً للظروف المادية للأســر ، وأخيراً توصلت الدراسـة إلى التأثير السالب للمرض على العمل .

  مـن الدراسـات التـى ركـزت علـى مـرض الكـلازار  Leishmaniasis فـي الـسودان، دراسـة (Hassan& Zijlastra 2005) التي عرفت المرض وأسباب الإصابة وإنتشار المرض وعـدد المصابين لعدة أعوام. 

ج. دراسات عن الرعاية الصحية:- 

   في دراسة,(1984- Shannon)عن الرعاية الصحية من منظور مكاني، ركزت الدراســـة على تاثير العوامـل الجغرافيـة المحليـة والاقليمية على توزيع خــدمات الرعاية الصحية والطرق المتبعة فـى إدارة خدمات المؤسسات الصحية المختلفة.

   أما دراسة النقر وآخـرون ،( 2003) عـن اسـتخدام المرافـق الصحية فى ولاية الخرطوم : الرؤى والاتجاهات ، هدفت الدراسة إلـى دراسة السلوك المرضى وإتاحة استخدام الخدمات الصحية مـن خـلال دراسة مدى استخدام العلاج الوقائي والمرافق التى يتعامل معها الأفـراد بغرض الوقاية ، أضافة لذلك ألقت الدراسـة الـضوء علـى الـسلوك العلاجي، ورأى المواطنين في الخدمة العلاجية المتاحة ، ومعرفة مـدى استخدام الطب الشعبي، ولذلك فإن الدراسة ركزت على السلوك العلاجي للمرض .

  وتناول الماحي، (2004) خـدمات الرعايـة الـصحية بولايـة الجزيرة وتمحورت الدراسة حول اسباب تدهور الخدمات وأوجه القصور من حيث الكم والكيف ، وتوصلت الدراسة إلى أنه هناك خللاً في توزيع الخدمات الصحية ونقص في التأهيل . 

د. دراسات متداخلة:- 

  وفي دراسة شرف(1972) عن البيئة الجغرافية بأمراض السودان  ومشــكلاته الصـحية ، تناول عـدد مـن الأمـراض خاصـة الأمراض المدارية مثل الملاريـا والبلهارســـيا والفرنديد ، وركزت الدراســة علـى توضـيح أثـر عناصــر المنـاخ علـى النواقـل الحشــرية المســببة للأمراض كمــا أشــار إلى مناطق تركـز الأمراض في السودان . 

  في دراسة (1979- Abou) تناولت موضـوع معـدلات وفيـات الأطفال بالاسكندرية وتوصلت الدراسة إلى أن انخفاض معدلات وفيـات الأطفال في الفترة بين 1965-1951 حيث كـان المعـدل 1000/160 وانخفض إلى 1000/150 كما تتبعت الدراسة أسباب الوفيات ، وتوصلت إلى أن وفيات الأطفال تتأثر بعدة عوامل منها الكثافة الـسكانية ونـسبة الأمية لدى النساء في سن الانجاب كما تؤثر العوامل البيئية فـى زيـادة نسبة الوفاة بعد الولادة .

  في دراسة عبد الله (1990) عن العلاقة بين الانسان والبيئـة أكدت أن مرحلة الاختلال البيئي بالسودان هى المرحلة التى تلت دخـول المستعمر باتباعه للفهم المادي للتنمية الشئ الذى انعكس بدوره عى صحة البيئة وصحة الانسان عن طريق الاصابة بأمراض الملاريا والبلهارسيا .

   في دراسة المنظمـة العربيـة للتنميـة الزراعيـة ( 1991) توصلت إلى أن المشاكل البيئية بالوطن العربى تختلف حسب نوعية النظم الزراعية المطبقة وكثافة استقلالها ونوعية المدخلات الزراعية وأكـدت الدراسة أن التنمية الزراعـية هي السبب الرئيسي فى الاصابة بأمراض الملاريا والبلهارسيا .

  وتنــاول (1994- Hespanhol) الأثــر الــصحي للتنميــة الزراعية فى المناطق المدارية مؤكداً أن التنمية الزراعية أدت إلى انتشار أكثر من ثلاثين مرض أهمها مرض الملاريا والبلهارسيا ، كمـا أكـدت الدراسة أن مدخلات الانتاج خاصة المياه والمبيدات أثرت علـى صـحة البيئة ومن ثم صحة الانسان .

  أما (1994- Ruttan ) فقد توصل إلى أن دراسـة الأحـوال الصحية من أهم محاور التنمية المستدامة للقرن الواحد والعشرين، وذلك بدراسة السياسات الصحية والأمراض المدارية وعلاقة الصحة بالتغذيـة كما بحثت الدراسة في أنواع الأمراض المتركزة فى المناطق المدارية .

  وفى دراسة (2003-U.N.D.P) بعنـوان الأهـداف التنمويـة للألفية فى البلدان العربية، توصلت الدراسة إلى أن الدول العربية وضعت ثمانية أهداف تسعى لتحقيقها فى هذه الألفية حتى عـام 2015 م. ومـن ضمن هذه الأهداف خفض نسب الفقر والجوع إلى الـضعف ، وتطبيـق التعليم الابتدائي على مستوى شامل وخفض معدل الوفيات بين الأطفـال دون الخمس سنوات الى الثلثين وخفض معدل الوفيات بين الأمهات بنسبة ثلاثــة أربــاع ومكافحــة فيــروس نقــص المناعــة المكتــسب HIV/AIDSوالملاريا والسل ومن خلال الدراسة وضح أن السودان من أسوأ ست دول فى معدل وفيات الأطفال دون الخامسة حيث يصل المعدل1000/110ولادة حية .

  فى دراسة لـ (1993- Feldstein) عـن اقتـصاديات الرعايـة الصحية اعتمــــد الكتاب على الأسلوب التحليلي لدراسة الخـدمات الصحية من منظور إقتصاديات الصحة، وتطرق إلى أثر الخدمـــات الطبية على الصحة، والطلب علـى الخدمـــات خاصــة التـأمين الصـحي وسوق خدمات الأطباء والمستشفيات .

  وفى الدودة الغينية Guinea Worm أو دودة الفرنديد ، عرضت الدراســة مفهوم المرض وأســبابه وخلفيـتـة التاريخية عن المرض وانتشارية المرض فى ولايات السودان المختلفة كما تطرقت للبرنامج المنـاط بـه مكافحة المرض والدور الذى يقوم به ، وطرق المكافحة . 

1- 8 أهمية الدراسة:-

  وضح من الدراسات السابقة أنها تعمل علي تفسير بعض الجوانب ذات الصلة بالمرض مما يؤدي إلى تجزئة الحقيقة، ومن هنا جاءت أهمية هذه الدراسة بإعتبار أنها حاولت معالجة الموضوع من مظور متكامل. وتتضح أهمية الدراسة في:-

(1) الربط بين الصحة والبعد البيئي بمعناه الشامل وذلك لإيجاد سياسة صحية تتجاوز مفهوم الطب العلاجي والوقائي، لتشمل المفاهيم ذات الصلة بالنشاط الاقتصادي والاجتماعي حتى تكون إسهاماً نظرياً وتطبيقياً في تفسير المشكلات الصحية بالولاية، ووضع بعض التوصيات حتى تكون الدراسة قاعدةً للتخطيط الذي يهدف إلى تحقيق تنمية ريفية موجهة تهدف إلى زيادة الرأسمال البشري.

 (2) التعرف على التعددية الطبية Medical Pluralism أي مدى  التكامل بين الطب الحديث والطب التقليدي Traditional Medicine.

 (3) إنتاج خرائط رقمية للأمراض والخدمات الصحية باستخدام ال GIS. 

9-1 صعوبات واجهت الباحث:-

  لقد واجهت الباحث عدة مشكلات إنعكست سلباً على إخراج الدراسة بالطريقة المثلى منها:- 

• ضعف القاعدة المعلوماتية لإدارات الصحة الولائية خاصة على المستوى الأفقي، مما أدى إلى استخدام عدة وسائل لجمع المعلومات منها تصميم خمس استمارات تم توزيعها على عدد من الفئات بدءاً بمجتمع الدراسة وحتى المستوى التشريعي والتنفيذي بالولاية، بغرض ملء الفجوه المعلوماتية التي تعيق أهداف الدراسة.

• غياب الرؤية الواضحة لمعايير تقسيم الوحدات الإدارية التي تغيرت عدة مرات في الأعوام السابقة، مما أثر على وجود معلومات احصائية ثابتة تُمكِن من تطبيق الدراسة على مستوى الوحدات الإدارية بالصورة المثلى.

• شح الموارد المادية للباحث.

10-1 تنظيم الدراسة:-

   تشتمل الدراسة على سبعة فصول يتناول الفصل الأول أساسيات البحث التي تتمثل في المقدمة ومشكلة الدراسة والأهداف والفرضيات ومنهجية البحث إضافةً للدراسات السابقة وأهمية البحث وتنظيمه. 

  ويتناول الفصل الثاني الإطار النظري للدراسة ويشتمل على المفاهيم والنظريات والمناهج ذات الصلة بموضوع الدراسة ويهدف الفصل الثالث إلى دراسة مكونات البيئة الطبيعية بمنطقة الدراسة وأثرها على المرض.

  أما الفصل الرابع فهو عن مؤشرات البيئة الاقتصادية والاجتماعية بمنطقة الدراسة وعلاقتها بالأمراض. 

   ويتناول الفصل الخامس البيئة المؤسسية الخاصة بمؤسسات القطاع الصحي من حيث الكفاءة والكفاية والتوزيع الجغرافي وأثرها على الوضع الصحي. أما الفصل السادس فهو ملخص الدراسة والتوصيات. 

الباب السادس : الخاتمة والتوصيات

 الخاتمة 6 – 1

  تعتبر العوامل ذات الصلة بصحة الانسان أحد الموضوعات التى كانت حبيسة الدراسات الطبية، بسبب العزلة المعرفية التى أفسدت قيمة البحث عن العوامل غير الطبية المؤثرة على الأمراض (خاصة فى الدول النامية) والتى لا يمكن التعرف عليها إلا من خلال التداخل المعرفى ومن هنا نبعت فكـرة الدراسة التى تناولت موضوع البعد البيئ وأثره على الصحة بولايـة سـنار باعتبارها أحد الولايات التى توفرت فيها عوامل بيئية متعددة عملـت علـى تشكيل الخارطة المرضية للولاية .

  وتمحورت الدراسة حول هدف رئيسى وهو محاولة التعـرف علـى معدلات التنمية بالولاية من منظور الجغرافية الطبية التى تختص بدراسـة جغرافية المرض وجغرافية الرعاية الصحية . ولتحقيق ذلك الهـدف حـاول الباحث تحليل مكونات البعد البيئي بمعناه الـشامل الطبيعـي والاجتمـاعي والاقتصادي والمؤسسي وتأثيرها على أنماط المرض، ومعدلات الاصابة به، ومواسم الاصابة وانتشارية المرض ، كما هدفت الدراسة الى التحليل المكانى للخدمات الصحية من حيث المنظور الكمي والنوعي ومقارنتها بعدد الـسكان بغرض الوقوف على مواقع الانحياز والحرمان ، إضافة لذلك هدفت الدراسة إلى معرفة مدى التكامل بين الطب الحديث والقليدي الذى تتميز بـه منطقـة الدراسة .

  ولتحقيق تلك الأهداف وضع الباحث عدة فرضيات تـتلخص فـي أن البعد البيئي بمعناه الشامل له تأثير مباشر على أنماط الأمراض ومعـدلات الاصابة بها . وللتحقق من هذه الرفضيات إعتمد الباحث على عـدة وسـائل لجمع المعلومات خاصة المعلومات الأولية حيث وضح من زيـارة الباحـث الإستطلاعية أن المعلومات ذات الصلة بالحقل الصحي تتوفر على المـستوى الرأسي فقط فى تقارير وزارة الصحة الولائية ومستشفى سنار ، ونسبة إلـى غياب الإحصاء الدقيق على المستوى الافقي صمم الباحث خمس اسـتمارات لملء الفراغ المعلوماتي الذى سيؤثر على مـضمون الدراسـة . 

   واسـتهدف الباحث عدد من الفئات المجتمعية المتباينة من أرباب الأسر وكبار السن مـن السكان، والقائمين على أمر القطـاع التقليـدى وإدارات القطـاع الـصحي بالمحليات والمستشفيات وإدارات وزارة الصحة الاتحاديـة إضـافة لإدارات الحكم المحلي. واتبع الباحث عدة طرق لجمع المعلومـات منهـا الاسـتبيان والمقابلة الفردية ونقاش المجموعات البؤرية Focal Group Discussion.

   ولتوزيع الاستبيان اختار الباحث عينة من 420 مفردة تـم توزيعهـا علـى مستوى السكان والاستيطان بطريقة تحقق أهـداف الدراسـة وتمكِـن مـن تعميمعها على المستوى الولائي . واستفاد الباحث من عدة مناهج فى صياغة الخطة التحليلية للدراسة أهمها المنهج الاحصائي التحليلي باستخدام عدد مـن برامج الكمبيوتر منها Excel لإيجاد العمليات الحسابية البسيطة وبرنـامج ] SPSS لإيجاد العلاقة بين العوامل المؤثرة على المرض ومعدلات الاصـابة وعدد المرضى ، والتحليل التعارضي التقاطعي والتحليل الإنحداري وغيرها من العمليات الإحصائية ، كما استخدم برنامج GIS لإنتاج الخرائط .

    ووفقاً لأهداف الدراسة والمعلومات التى تحصل عليها الباحث اشتملت الدراسة على ست فصول ، الفصل الأول عن اساسيات الدراسة والثانى هدف إلى التأطير النظري للدراسة ، أما الفصل الثالث عن تأثير البيئـة الطبيعيـة على المرض ، والفصل الرابع عن تـأثير خـصائص البيئـة الاقتـصادية والاجتماعية على المرض ، أما الفصل الخامس هدف إلـى تقيـيم البيئـة المؤسسية الخاصة بمؤسسات القطاع الصحي وأثرها على الوضع الـصحي.

وأخيراً الباب السادس الذي يشتمل على الخاتمة والتوصيات . 

6 – 2 نتائج الدراسة:- 

  أظهرت الدراسة أن انتشارية الأمراض ومعدلات الاصابة بها يرجـع إلى عدة أسباب تتلخص في ثلاثة محاور رئيسية هى:-

(أ) قابلية عوامل البيئة الطبيعية:-

   من خلال الدراسة الميدانية تأكدت فرضية علاقة عوامل البيئة الطبيعية بالمرض من خلال الآتى:-
* موقع الولاية الفلكي جعلها تقع فى نطاق الأمراض المدارية مثل مـرض الملاريا والبلهارسيا ، كما ساعد موقعها الحدودي مـع ولايـة القـضارف واثيوبيا على انتشار مرض الكلازار .
* هنالك علاقة ارتباطية واضحة بين عناصر المنـاخ والمـرض ، حيـث توصلت الدراســة إلى أن الأمـراض ذات الـصلة بالاحيائيـات الناقلـة للمرض مثل الملاريا والدسنتاريا والاسهالات أكثر انتـشاراً فـى الـشهور المطيرة الممتدة من شهر مايو وحتى اكتوبر وذلك لتدهور صحة البيئة بسبب تراكم المياه، والممارسات الخاطئة للتخلص من الفضلات الآدمية والمنزلية مما يؤدى إلى خلق بيئة صالحة لتوالد النواقل التى تنشط حيويـاً فـى هـذه الفترة بـسبب زيادة مـعدل الرطوبة وانخفاض درجات الحـرارة بنـسبة تساعد فى خلق مجال حراري يتناسب مع تكاثرها .
* عند ارتفاع درجة الحرارة فى فترة الصيف تزداد نسبة الاصابة بالتهـاب السحائي .
* أما بالنسبة لتأثير الرياح فوضح أن الرياح ليس لها تـأثير كبيـر وذلـكلطبيعة النشاط البشري الذى تتزيله الصناعة، ويتأثر الانسان بالرياح التـى تهب من الشمال والشمال الشرقي فى فصل الشتاء وتعمل على زيادة معـدل الاصابة بالالتهاب الرئوي أما حركة الرياح المحلية على امتداد العام فتعمل على نقل بقايا (حرق القصب) الذى يعمل على تلوث الهواء وتسخين الجـو على امتداد مشروع السكر الزراعي مما يؤدى إلـى الاصـابة بالحـساسية وأمراض العيون .
* قلة معدل الإنحدار ورتابة السطح ساهم فـى ســـوء تـصريف ميـاه الأمطار من المستوطنات مما أدى إلى تراكم المياه ولفترات ممتدة مما يزيد من تدهور صحة البيئة السكنية، كما يعيق من إمكانية الوصول إلى مراكـز الخدمات الصحية بالنسبة لسكان المناطق الريــفية بسبب وعورة الطرق طيلة فترة الخريف . 
 * سيادة صخور القاعدة الاساسية على مساحة كبيرة من أراضى الولايـة خاصة الوحدات الادارية الغربية ، أثر على قلة المخزون المائي فـى تلـك المناطق، مما جعلها تعتمد على مياه الحفائر التى تفتقر للحمايـة والأسـس العلمية لحفظ المياه، إضافة إلى وجود نسبة من الملوحة فى مياه المضخات.
    وعلى الرغم من توفر عدة مصادر للمياه السطحية ، إلا أن حوالى 67% من سكان الولاية يعتمدون على مياه غير صالحة للشرب، ممـا انعكـس علـى انتشار أمراض المياه المحجوزة ذات الصلة بالنواقل الحشرية مثل مـرض الفرنديد الذى ينتشر فى المناطق الغربية التى تعتمد على مياه الحفائر الآوية للدودة الغينية المسببة للمرض ، إضافة للامراض ذات الصلة بالخـصائص الكيميائية مثل إصفرار الاسنان الذى ينتشر فى الريف الغربي بسبب التلوث الكيميائي للمياه ، كما وضح تأثير انتشار قنوات الري والأدوديـة والأنهـار على زيادة معدل الاصابة بالأمراض الناتجة عن النواقـل الحـشرية مثـل الملاريا والبلهارسيا .
* تعد تربة الولاية امتداداً للسهل الطيني الذى ترتفع فيه نسبة الطـين إلـى 75% الذى يقلل من (تسرب) المياه بسبب قلة النفاذية خاصـة فـى الفتـرة المطيرة مما يعيق من إمكانية الوصول إلى الخدمات الـصحية . 
- تتميـز التربة الطينية بالانكماش فى فترة الصيف وتصبح (مشققة) مما يجعلها مأوى للحشرات ونواقل المرض مثل الذبابة الرملية التى أكدت الدراسة انتـشارها فى محلية الدندر وذلك لوجود التربة (الطينية المشققة) وأشـجار الهجلـيج والطلح مما يؤدى إلى انتشار مرض الكلازار فى هذه المنطقة حيث وصلت نسبة الاصابة فى 2002م إلى 142 مصاب وهى أكثر من سبعة أضـعاف معدل الاصابة فى عام 2003م وأخذت فى الازدياد حتى وصلت إلـى 685 إصابة في عام 2005 م .

(ب) تأثير الخصائص الاجتماعية والاقتصادية على المرض :-
   إستخدم الباحث برنـامج SPSS لتحليـل العلاقـة بـين الخـصائص الاجتماعية وأنماط المرض ومعدلات الاصابة وتوصلت الدراسة إلى:
1. إن معدلات الاصابة بالامراض تتأثر بالخصائص الديموغرافية للمبحوثين فنجد أن العلاقة الإرتباطية بين عدد أفراد الأسرة وعـدد المرضـى علاقـة موجبة تصل إلى 0.7 مع مرض الملاريا وتتفاوت فـى بقيـة الأمـراض الأخرى. أما علاقة الأمراض بالتركيبة النوعية فوضـح أن هنـاك بعـض الأمراض النوعية، وأخرى مشتركة يغلب عليها تساوى معدل الاصابة بـين الجنسين . ولكن وضح من الدراسة أن عامل العمر له تـاثير كبيـر علـى معدلات الاصابة بالأمراض حيث نجد أن الفئة دون سن 15 سنة تزداد فيهـا معدل الاصابة بأمراض الاسهالات والالتهاب الرئوى وفقر الدم وتصل إلـى 98.5 % من مجموع المصابين بفقدان السوائل و100% من الهزال الغذائي الحاد . وهذه النسب تمثل مؤشراً إلى ضعف مردود الخدمات الصحية كمـا تمثل أحد الأسباب التى تؤثرعلى خارطة المرض مـستقبلاً . بينمـا تـزداد الاصابة بمرض البلهارسيا وسط الفئة الشابة (24-14) والأطفال بعد سـن الرابعة، أما الفئات العمرية المتقدمة يزداد فيها معدل الاصـابة بالـضغط .
  وفيما يختص بأثر التعليم بالمرض فيؤثر بطريقة مباشرة باعتبار أن الـوعي العلاجي والوقائي هو أحد مخرجات العملية التعليمية . ومن خلال الدراسـة وضح أن الفاقد التربوي فى الفئة العمرية(14-6) عاماً يصل إلى 41% فى عمر سبعة أعوام ، وإلى 69.6% فى سن 14 عاماً مما يعنى أن (التـسرب) من المؤسسات التعليمية يزيد كلما تقدم عمر الدارس وهذا الوضع التعليمى انعكس على معدلات الاصابة بالأمراض.       
  وتوصلت الدراسة إلى أن معـدل الاصابة بالأمراض ومجموع عدد المرضى لكل الأمراض علاقته سلبية مـع المستوى التعليمى للأسر . وبمقارنة المـستوى التعليمـى لأفـراد الأسـرة والأمراض وضح أن العلاقة الارتباطية بين المـرض والجـامعيين وفـوق الجامعيين علاقة سالبة باستثناء مرضى السكري والضغط، حيـث ظهـر أن معدل الاصابة بهما يزيد كلما زاد مستوى تعليم الأسرة، بينما تزيد معـدلات الاصابة كلما زادت نسبة الأمية فى الأسرة . كما حاولت الدرسة إيجاد علاقة بين مستوى التعليم وتكرارية مرض الملاريا فوضـح أن تكراريـة مـرض الملاريا تقل كلما زاد مستوى تعليم أفراد الأسرة. إضافة لذلك فإن مـستوى التعليم يؤثر على الوعي المعرفي بالمفـاهيم ذات الـصلة بـصحة البيئـة .
  وبالنسبة للتركيبة القبلية وأثرها على الصحة وضح أنهـا أقـلّ تـأثيراً مـن الخصائص الديموغرافية الأخرى وذلك للتجانس والتداخل وانصهار العادات والتقاليد بين المجتمع . ولكن توجد بعض الممارسات العلاجية التقليدية تتميز بها قبيلة الفلاتة . أما الهجرة فقد أثرت على انتـشارية مـرض الكـلازار والفرنديد عن طريق هجرة العمالة الزراعية الموسمية من منـاطق الحبـشة والقضارف.
2. كما توصلت الدراسة إلى أن العادات والتقاليـد المجتمعيـة تلعـب دوراً أساسياً فى تفسير المرض وتحديد خيارات العلاج . فمن خلال الدراسة وضح أن العلاج الروحي والبلدي ينافسان العلاج الطبي خاصة فـى المجتمعـات الريفية ، حيث توجد نسبة 49% من مجتمع الدراسة يشخـصون الأمـراض المألوفة (الملاريا-الدسنتاريا-الاسهال...الخ) تشخيـصاً ذاتيـاً ولا يلجـأون للطبيب وبذلك اثرت العادات والتقاليد بالاضافة لبعد المسافة والناحية الماليـة علــى مــدى أهميــة عــرض الحــالات المرضــية علــى الطبيــب .
3. كما توصلت الدراسة إلى أن معدلات الاصابة بـالأمراض تتـأثر بـنظم التخلص من الفضلات الآدمية والمنزلية . وبقياس الصحة الاجتماعيـة مـن منظور توافق علاقة الفرد والأسرة مع المجتمع أكدت الدراسة أن العلاقـات بين المجمعات السكنية تنشأ فى الغالب لظروف إقتصادية.

(ج) تأثير البيئة الاقتصادية على المرض: -
   توصلت الدراسة إلى أن ملامح الاقتصاد الريفي بالولاية انعكست على أنماط المرض ومعدلات الاصابة به ، حيث تمثـل الزراعـة القطـاع الانتاجي والايرادي الأول ، وبـذلك فـإن سـيادة المـشروعات (التنمويـة الاقتصادية الزاعية) أثرت على تشكيل خارطة المرض التى تسودها أمراض المياه . ولا يوجد تأثير واضح للملوثات الهوائية بسبب عدم تعقيـد النـشاط الصناعي كما لا يوجد تأثير للملوثات الكيميائية على التربة بـسبب ضـعف استخدام المبيدات والمخصبات وهذا بدوره أثر علـى المـرض أمـا تـأثير
المستوى الاقتصادى وتأثيره على المرض ، فيتضح من خلال تأثير التركيبة الوظيفية على نوع المرض حيث ظهر وجود بعض الأمـراض ذات صـلة بالوظيفة مثل البلهارسيا التى تنتشر وسط المزارعين . كما تـؤثر التركيبـة الوظيفية علىالقدرة على تحسين بيئة السكن ، تشخيص الأمراض ،العلاج ، تحسين نوعية الغـذاء وإمكانيـة الـدخول فـى مظـة التـأمين الـصحي.
  كما تؤثر التركيبة الوظيفية على تحديد المستوى المعيشي للأسرة الـذى تـم قياسه من خلال عدة مؤشرات أهمها مكونات الوحدة الـسكنية . وتوصـلت الدراسة إلى أن تكامل الخصائص النوعية للسكن تـؤثر سـلباً علـى كـل الأمراض، باستثناء مرضى السكري والضغط ، وتوصلت الدراسة إلـى أن مكونات الوحدة السكنية ذات علاقة ايجابية (طردية) مع معدل الاصابة بهما.
  كما توصلت الدراسة إلى أن ملكية الأجهزة الكهربائية تقلـل مـن الإصـابة بالأمراض ، لا سيما الملاريا حيث وضح أن متوسط الاصابة بالملاريا وسط المبحوثين الذين لا يملكون أجهزة كهربائية تصل الـى 6.1% فـرد بينمـا متوسط الاصابة بين الذين يملكون راديو ، تلفزيون ، ثلاجة وأجهزة أخـرى تصل الى 2.3 فرد علماً بأن متوسط حجم الأسرة وسط مجتمع الدراسة 6.7. 
   وبقياس عدد الوجبات خلال اليوم والمكون الغذائي لها توصلت الدراسة إلى أن معدل الاصابة وسط الذين يأكلون ثلاث وجبات أقل من الذين يأكلون وجبتين كما توصلت إلى أن معدل الاصابة بالأمراض يقل كلما زاد المكـون الغذائي للأسرة باستثناء مرضى السكري والضغط حيث وضح أن معـدلات الاصابة بهما علاقته عكسية غير دالة احصائية مع المكون الغذائي.
- من خلال الدراسة وضح أن خيـارات العـلاج بالنـسبة للأسـرة تتـأثر بالظروف الاقتصادية للأسرة ، فحـوالى175 أسـرة نـسبة 41.6% مـن المبحوثين لا تعرض حالاتهم المرضية على الطبيـب إلا عنـد الأمـراض المستعصية ، كما تتأثر خيارات الوقاية من الأمـراض والنواقـل الحـشرية للمرض بالمستوى الاقتصادي للأسرة .

(د) عدم كفاية المؤسسات الصحية وكفاءتها:
 عملت الدراسة على التحليل المكاني للمؤسسات الصحية ومواردهـاالمختلفة فتوصلت الداسة غلى عدة نتائج منها:-
* عدم كفاية المؤسسات الصحية من خلال مقارنتها بعدد السكان والمعـدلات العالمية.
* الانحياز المكاني في توزيع الخدمات الصحية للمناطق الحـضرية خاصـة مدينة سنجة وسنار.
*عدم كفاءة القوى العاملة وكفايتها وضعف برنامج التأهيل والتدريب للكوادر العاملة فى الحقل الصحي .
* ضعف الانفاق المالي على المؤسسات الصحية ممـا اثـر علـى المـوارد الصحية المختلفة.
* الانحياز الطبقي للخدمات الصحية خاصة خدمات التأمين الـصحي التـى تحرم ما يقارب من 80% من سكان الولاية من خدماتها.
* غياب التنسيق المؤسسي بين إدارات وزارة الصحة المختلفة ، إضافة لعـدم التنسيق مع مؤسسات الطب التقليدي والاعتراف بها.
* تدهور بيئة العمل بسبب تدهور المباني وضـعف الميزانيـات والتأهيـل وغيره.
* عدم قبول المجتمع بآداء المؤسسات الصحية مما جعل العلاج التقليد خياراً  جاذباً لحوالى 49.5% من مجتمع الدراسة.
* ضعف الرصد الدقيق للأمراض وغياب البعد التحليلي والاحصائي على  مستوى إدارات وزارة الصحة وغعلى مستوى الوحدات الادارية خاصة  الريفية . 

 6- 3 التوصيات :

  من خلال النتائج التى توصلت اليها الدراسة ، وضع الباحث عدة توصـيات تنصب فى ثلاث محاور:-

(1) توصيات عامة -
 * إعادة هيكلة وزارة الصحة الولائية وفك العزلة المهنية التى تعيق تكامل الخطط وإمكانية التنفيذ، وذلك بالاعتراف بأهمية الطب التقليـدي ورعايتـه وإشراك القائمين على أمره فى اتخاذ القرار ، وإضافة وحدة بحثيـة تهـتم بالخصائص الاقتصادية والاجتماعية وقياس تاثيرها على المرض.
* ضرورة التنسيق بين إدارات الطب العلاجـي والوقـائي بـين الادارات المختلفة وتنزيل القرارات الرئاسية على المستوى الافقي ومتابعتها. وبذلك ترى الدراسة ضرورة تبني الصحة العلاجية والوقائية في أربع مراحل وهي :
(1) مرحلة البحث العلمي وإعادة صياغة البناء المعرفي: 
 وهي المرحلة الأولى وتهدف هذه المرحلة إلى وضع أولوية للبحـوث العلمية في الإتجاهات المعرفية المختلفة والتي لها تأثير على الصحة كما هو موضح في الشكل رقم (64). وأن تتم العملية البحثية فـي وقـت محـدد، وبموارد تفي بغرض البحث وصياغة النتائج النهائية بحيث تـشتمل علـى أسباب المرض وطرق الوقاية وإمكانية العلاج وتحديد حجم المنفعـة لكـلٍ وذلك من المنظور البيئي والاقتصادي والاجتماعي والمؤسسي. 
(2) مرحلة إنشاء وحدات بحثية:-
  تستند هذه المرحلة على النتائج التي تخرج بها المرحلة الأولى، وتهدف إلى انشاء وحدات بحثية يوضحها الشكل رقم(65) تتبـع لـوزارة الـصحة الولائية ونعمل هذه الوحدات على وضـع خطـط بحثيـة قوامهـا القاعـدة الإحصائية الدقيقة وذلك بغرض ازاحة الـسياج الـذي فرضـته متطلبـات التخطيط العلاجي، وتكون لهذه الوحدات الـصلاحيات المنهجيـة والفكريـة  والمعنوية والمادية بقدر تأثيرها على أسـباب المـرض وامكانيـة الوقايـة والعلاج. 
(3) مرحلة تحسين خارطة المرض:-
   وهي تمثل المرحلة التطبقية لمخرجات البحث العلمي وتهـدف إلـى تحسين خارطة المرض من خلال التوازن بين الفلسفة الوقائية والعلاجية كما في الشكل رقم (66) .
(4) مرحلة التركيز على الطب الوقائي:-
   وهي تمثل المرحلة النهائية التي من خلالها يمكن التنبؤ بمسببات الأمراض، وأسليب المكافحة إضافةً إلى تعزيز مبدأ السلامة العذائية.
 * الاهتمام بـتاهيل وتدريب العاملين فى الحقل الصحي.
 *  وضع البحوث العلمية كأحد أولويات وزاة الصحة ، والانفاق عليها.
 * الاهتمام بالمعلومات والبيانات الاحصائية ، وتأهيل وحدات الإحصاء بكل المؤسسات، ومتابعة أداءها والتدقيق فـي بياناتهـا لأنهـا تـوف القاعـدة المعلوماتية التى يقوم عليها التخطيط العلمي السليم. 
 * جدولة أولويات التنمية بالولاية بطريقة تضع فى أولوياتها رفاه المجتمـع الاقتصادي والاجتماعي مما ينعكس ذلك إيجاباً علـي الملامـح الـصحية للمجتمع ، بالاضافة إلى زيادة الانفاق المالي علي الصحة.
 * تصميم خارطة للمرض تتضمن أنماط ألمراض وتريخها وانتشارها  الجغرافي ومعدلات الاصابة بها ودراسة أسبابها والعوامل المؤثرة فيها ،  وتجديدها سنوياً لمعرفة أتجاهات المرض . 

ب. الصحة الوقائية :
الاهتمام بالصحة الوقائية عن طريق:-
 * عمل وحدة أحصاء متخصصة فى الأمراض المدارية ، تعمل على رصد  وتتبع العوامل المؤثرة فى المرض ومكافحتها ما أمكن ذلك .
* تفعيل دور الارشاد الصحي فى التوعية بأهمية صـحة البيئـة المنزليـة والخارجية ، والتثقيف بأنواع الأمراض ومسبباتها ، خاصة أمراض الكلازار والفرنديد.
* تعميم المكافحة الدورية للحشرات على كل المستوطنات البشرية ، وإعـادة تحديد كمية الجرعة المستخدمة من المبيدات ومواعيدها حتى تكـون أكثـر فاعلية في المكافحة.
* الاستفادة من التجارب المجتمعية فى أساليب المكافحة ودراستها ومن ثم محاولة تبنيها بطريقة علمية.
* دراسة جيمورفلوجية الأرض ووتضرسها لوضع خطة عملية لردم البؤر والبرك وتتبع دورة حياة نواقل المرض ومكافحتها فى مرحلتها الأولى.

ج. الصحة العلاجية: ويكون الاهتمام بها من خلال:-
* الزيادة الكمية والنوعية لمؤسسات الرعاية الصحية حتى تتوافق مع عدد السكان وتقارب المعدلات العالمية ، إضاة إلى عمل مستشفيات متخصصة. 
* إعادة توزيع المؤسسات العلاجية بصورة عادلة تتجاوز العقلية الانحيازية لمناطق بعينها.
* تطبيق نظام المنطقة الصحية عن طريق تنزيل الخدمة من المستشفيات المتخصصة بالمدن وحتى نقاط الغيار المتحركة التى تستهدف مجتمع الرحل.
* إعادة تأهيل بيئة العمل وذلك من خلال الاهتمام بالمباني والمعـاني ذات الصلة بالحقل الصحي.
* تبني الدولة عملية دعم الفئات غير المضمنة فى خدمة التأمين الصحي. 

المراجــــع 

1) مراجع باللغة العربية :

- إبراهيم ، ليمياء (1998)، الملاريا والاثار الاقتصادية والاجتماعية المترتبة على  اننتشارها بولاية الخرطوم ، (رسالة ماجستير غير منشورة) ، كلية الاداب ، جامعة الخرطوم ، الخرطوم.

- أحمد ، سليمان علي ( 1999) ،  بعض الاضطرابات الانفعالية والميول المرضية لدى المتزوجات غير المنتجات وعلاقتها ببعض المتغيرات الديمغرافية ، ( رسالة ماجستير غير منشورة) ، كلية  الاداب ، جتمعة الخرطوم ، الخرطوم.

- الأمم المتحدة ،( 1997) ، تقرير الامم المتحدة . ( نيويورك).

-----------، اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربى آسيا ، (1997) ،  الفقر فى غربى آسيا : منظور اجتماعى ، ( سلسلة دراسات الامم المتحدة ، نيويورك.

- الأمين ، شـذى اسـماعيل (2003م) ،  أثـر العوامـل الطبيــعية والاجتمـاعيــة والاقتصادية على مراضة الملاريا والبلهارسيا والتايفويد ، دراسة جيوطبية ، محافظــة المناقل ، رســالة ماجســتير غير منشــورة، كليــة الآداب ، جامعة الخرطوم،الخرطوم .

- البنك الدولى ، (1982)

- تقرير البنك الدولى ، 1995 

- تبيدى ، سلوى بابكر ، (1997) ،  صحة البيئة والصحة العامة ، اللجنة الوطنية لليونسكو ، الخرطوم .

- التوم ، مهدى أمين ، (1974)،  مناخ السودان ، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ،  معهد البحوث والدراسات العربية ، القاهرة.

- الحارثى ، فهد العرابى ، (1999) ،  الصحة فى قرن ، اسيا للدراسات والبحوث والاعلام ، المملكة العربية السعودية.

- الحسن ، بشير محمد ، (1981) ، الاقتصاد السودانى بين التصنيع وتنمية الزراعة ، الاتحاد العربى للطباعة ، القاهرة.

- الحسن، عبد الرحمن محمد (1988) الجغرافيا الطبية لمشروع الجزيرة ، دراسة حالة محلية المدينة عرب ،رسالة ماجستير غير منشورة ،كلية التربية جامعة الخرطوم ، الخرطوم .

- حسن ، خلف الله ، (1999) ، الصحة والبيئة فى التخطيط الطبى ، دار المعرفة الجامعية،  الاسكندرية.

- حمزه ، سعد ماهر ، (1975) ،  التنمية الاقتصادية والجمود الاجتماعى ، مكتبة النهضة المصرية ، القاهرة .

- دويدار ، محمد ، (1980) ، إستراتيجية الاعتماد على الذات ، دار المعرفة الجامعية ، الاسكندرية.

- الرديسى ، سمير محمد على ، (2001) ، الجغرافية الطبية ، دار عالم الكتب للطباعة والنشر والتوزيع ، الرياض ، المملكة العربية السعودية.

- زكريا ، امين ، (1997) ، الاثار الاقتصادية والاجتماعية للملاريا بين منطقتى المنشية والدخيانات بولاية الخرطوم ، ( رسالة ماجستير غير منشورة ) ، كلية الاقتصاد ، جامعة الخرطوم.

- السودان - إدارة المياه الجوفية والوديان بالقطاع الاوسط ، سنار ( 2004) ، التقرير السنوى لعام 2004 ، سنار.

------ الجهاز المركزى للإحصاء ، ( 2003) ، التقرير السنوى لعام 2003.

------ الصندوق القومى للتأمين الصحى، (2005)، التقرير السنوى لعام 2005.

------ محلية الدندر ، (2004) ، التقرير السنوى لعام 2004. 

------ محلية سنار ، (2004) ، التقرير السنوى للعام 2004.

------- المركز القومى للارصاد الجوى، (2005)، التقرير السنوى لعام 2005.

------- وزارة الصحة الاتحادية – الخرطوم ، (2005-2000) ، تقارير الاحصاء الصحى السنوى للأعوام 2000 الى 2005.

------- وزارة الصحة الاتحادية ، إدارة الوبائيات ، قسم اللشمانيا  (2005-200)التقارير السنوية للأعوام 2000 إلى 2005.

------- وزارة الصحة الولائية - سنار ، (2005-2000)  تقارير الاحصاء الصحى السنوى للاعوام 2000 الى 2005.

 ---------------------------، (2005-2000) ، - التقارير السنوية لمستشفى سنار للأعوام 2000 الى 2005.

- السودان - ولاية سنار ، إدارة الاستثمار بولاية سنار ، (2002) ، الخارطة الاستثمارية لولاية سنار .

------------- ، إدارة التحصين المومسع ، (2004) ، التقرير السنوى لعام 2004.

------------- ، ادارة صيانة التربة ، (1995) ، التقرير السوى لعام 1995. 

السودان - ولاية سنار ، ، ادارة الغابات ، (2003) ، التقرير السنوى لعام 2003.

------------- ، وزارة الزراعة ( 2004) ، " ولاية سنار " ، المجلة الزراعية ، العدد الأول .

- شــرف ، عبد العزيز طريح ، 1972، البـيئة الجغرافية وعلاقتــها بأمراض الســودان ومشــكلاته الصحية ، مجلة الدراسـات السودانية ، مجلد رقم (3) ، العدد الثاني ، المرآز القومي للبحوث ، الخرطوم .

- شــرف ، عبد العزيز طريح ، 1986،  البيئة وصحة الإنســان فى الجغرافيا الطبية ، دار الجامعة العربية المصرية ، الاسكندرية .

- عبدالحى ، سعد الدين , (2002) ، صورة الفقر ، التاكا للطباعة والنشر ، الخرطوم.

- عبداللطيف ، عيسى محمد ، (1993) ، المنظور البيئى فى السودان ، الجمعية السودانية لحماية البيئة ، الخرطوم.

- عبد الله ، عصام الدين إبراهيم ، (1990) ، " قضايا البيئة فى السودان" ، ( ورقة قدمت فى سمنار : التنمية الريفية وقضايا البيئة فى السودان ، الجمعية السودانية لحماية البيئة بالتعاون مع مؤسسة فردريش ايبرت الالمانية ، الخرطوم. 

- عثمان ، عبدالرحمن ، (1997) ، برنامج مقترح للعلاج المعرفى السلوكى ( رسالة
 دكتوراه غير منشورة ) ، جامعة أم درمان الاسلامية ، أم درمان.

- علي، على محمد (1999) البعد البيئي وأثه على التنمية الزراعية بمشروع الجزيرة، (رسالة ماجستير غير منشورة)، كلية الاداب ،جامعة الخرطوم.

- عوض ، محمد محمود ، (1997) ، " اقتصاديات التأمين الصحى" ( ورقة قدمت فى المؤتمر الاأول للتأمين الصحى) ، يوليو 1997 ، الخرطوم.

- الفاو ( منظمة الاغذية والزراعة ) - روما ، (1982) تقرير منظمة الفاو لعام 1982.

- قاسم ، منى ، (1993) ، التلوث البيئى والتنمية الاقتصادية ، الدار المصرية اللبنانية للنشر ، القاهرة.

- اللجنة العليا للبيئة والتنمية ، (1987) ، مستقبلنا المشترك ، إكسفورد.

- الماحى ، جمال أبو القاسم ، (2004) ، التخطيط الاقليمى لخدمات الرعاية الصحية بولاية الجزيرة 2002-1993 ( رسالة دكتوراه غير منشورة ) ، جامعة الجزيرة ، وادمدنى. 

- مجيد ، هلال ، (1988) ، مقدمة فى التنمية والتخطيط ، مطبعة التعليم العالى ، بغداد.

- محاسنة ، إحسان على ، (1997) ، البيئة والصحة العامة ، دار الشروق للنشر والتوزيع ، بيروت/ لبنان.

- محمد ، خلف الله حسن ، (1998) ، "الاتجاهات الحديثة فى الجغرافيا الطبية" ، المجلة الجغرافية العربية ، العدد (3) ، الجمعية الجغرافية المصرية ، ( القاهرة).

- المسير ، محمد زكى ، ( 1973) ، الاقتصاد السودانى بين التصنيع وتنمية الزراعة ، الاتحاد العربى للطباعة ، القاهرة.

- المملكة العربية لسعودية ، الإدارة العامة للأمراض الطفيلية والمعدية (1403هـ) ، نشاط مكافحة البلهارسيا فى المملكة العربية السعودية ، وكالة الوزارة المساعدة للطب الوقائى. 

- المنظمة العربية للتنمية الزراعية ، الخرطوم ( 1991) ، الآثار البيئية للتنمية الزراعية فى الوطن العربى ، الخرطوم.

- المنشى ، يوسف إبراهيم ، (2001) ، علم الاجتماع الطبى ، دار المستقبل للنشر والتوزيع ، عمان/ الأردن.

- ميلو ، فايتمافيانا ،(1994)، " التنمية المتواصلة لمن ومن يتولاها ؟" ماوراء الأرقام قراءة فى السكان والاستهلاك والبيئة ، الجمعية المصرية لنشر المعرفة والثقافة العالمية ، القاهرة .

- النقر ، سامية الهادى ، (2003)، استخدام المرافق الصحية فى ولاية الخرطوم ، الرؤى والاتجاهات ، معهد الابحاث الاقتصادية والاجتماعية ، وزارة العلوم والثقافة ، السودان .

- نميرى ، سيد ، (1977) ، التخطيط من أجل التنمية والتطوير الاجتماعى فى السودان ، دار جامعة الخرطوم للنشر ، الخرطوم.

- الوحيد ، مهدى و مجيد هلال ، (1988)، مقدمة فى التنمية والتخطيط ، مطبعة التعليم العالى ، بغداد. 

- الوليعى ، عبد الله بن ناصر ، (1991) ، التوزيع الجغرافى للأمراض فى المملكة العربية السعودية والعوامل المؤثرة فى هذا التوزيع بالتركيز على منطقة الرياض  ، مركز ابحاث مكافحة الجريمة ، الرياض/المملكة العربية  السعودية. 

2) مراجع باللغة الانجليزية :

- Abou, F. M., (1979),  “Some Aspects of Infant Mortality in Alexandria,Egypt: A Study in Medical Geography”, Genus, Vol.35 No. 3-4, 1979.

(Cited from the Internet Web Site).

- Andrew, (1984),"The Geology of the Sudan", in Tothil ,J. D.(ed),Agreculture in Sudan,Oxord Universiy press.

- Barbour,K M (1961), The Repuplic of the Sudan: a Rregional Geography,University of London press, London.

- Barnet, Tonny, (1977),The Gezira Scheme: An Illusion of Development,Frank Cass and Company Limited, London.

- Blaikie, P., and Brookfield (1987), Land Degradation and Society, Methuen, London.

- Blalock, H. M. (1972), Social Statistics, 2nd. Edition, University of Washington, McGraw Hill Book Company.

 - Blue Nile Health , Project 1985  Annual Report ,Ministry of Health, Sudan.

- Bowmik, N.N. (1996), A Case study of Villages in West Bengal with their Socio-economic status and possible reorganization of Agriculture Resources, Indian Agriculture, India. 

- Champres, R, (1983),  Rural Devlopment: Puting the last first, Longman, London.

- Cockran, W., (1977), Sampling Techniques, New York, John Wiley and Sons.

- Egemi, Omer , (1994), The Political Ecology at Subsistence Crisis in the Red Sea Hills (Unpublished Ph.D. Thesis), University of Bergen, Norway.

- Feldstein, Paul J., (1993), Health Care Economics, Delmar Publishers Inc.

- Friedman, Gary D, (1974), Primer of Epidemiology, McGraw-Hill Book Company, New York.

- Gesler, W.M., and Bird S.T., (1997), “Disease Ecology and a Reformist Alternative: The Case of Infant Mortality”, Social Science and Medicine,Vol.44 No.5, March 1997.

(Cited from the Internet Web Site).

- Gregory, S., (1980),Statistical Methods and the Geographers (4th. Ed.),Oxford, Oxford University Press.

- Harrison, M.N., and J.K. Jackson, (1958), Ecological Classification of the Vegetation of the Sudan. Sudan, Forests Department Bulletin (New Series)No. l. 

- (el) Hassan.A.M& Zijlstra(2001)  Leishmaniasis in Sudan , Royal Society of Tropical  Medicine & Hygiene, London.

- Hespandhol, I., (1994), “Health Impact of Agricultural Development”,Proceedings of NATO Advanced Research, Workshop (21-26 March), Kluwer Academic Publisher,Netherlands.

- Jones, K., and Moon, G., (1992), Health Diseases and Society, London.

- Lebon, John Harold George, (1965), Land Use in Sudan. London, Geographical Publications.

- Matthews S.A., and Rosenberg, M., (1995), “Teaching Medical Geography”, Journal of Geography in Higher Education, Vol. 19 No.3. (Cited from the Internet Web Site).

- Mausner, Judith and Bahan, Anita, (1974), Epidemiology, London, W. B. Sabbders Company.

- Meade M.S.,; Florin, J.W., and Gesler W.M., (1988), Medical Geography. New York, Guilford Press.(From the Internet Web Site).

- Mohamed, Mutasim Adam, (2000),  Engineering Geology and Geophysical Evaluation of Soil and Rocks Mass Condition for Proposed Hydroelectric Power Station and Bridge at Sennar Town, (Unpublished Master Thesis), University of Juba. 

- Ordonez, G.A., (2000),  “Environmental Health: Concepts and Activities”, Pan American Journal of Public Health, Vol.7 No. 3. (Cited from the Internet Web Site).

- Park, Chris C., (1991), Environmental Hazards, (2nd. Edition), Macmillan, London.

Prothero, R. Mansell, (1965), Migrants and Malaria, Longman Green and Co. Ltd.

_________________., (1983).,  “Medical Geography in Tropical Africa”, in: Mcglashan N.D.;(JR.ed.), Geographical Aspects of Health: Essays in Honor of Andrew Learmonth, London,Academic. (Cited from the Internet Web Site).

- Pyle, G. E., (1979),Applied Medical Geography, John Wiley & Sons,New York.

- Ramesh, A., (1983),  “Developments in Medical Geography in India”, in:
McGlashan N.D. (JR.ed.), Geographical Aspects of Health: Essays in Honor of Andrew Learmonth, London, Academic (Cited from the Internet Web Site).

- Rosenberg, N., and Matthews, S., (1995),  “Teaching Medical Geography”, Journal of Geography in Higher Education, No. (3).

- Ruttan, V.M., (1984),  Health and Sustainable Agriculture Development Perspective on Growth and Constraints, West View Press, Colorado, U.S.A.

- Sen-Sen, Binayak, (1997), Health and Poverty in the Context of Country Development Strategy: A Case Study on Bangaladesh, Bangaladesh Institute of Development Studies, Daka,Bangaladesh.

- Shannon, G.W.& Dever, G.E, 1984  Health Care Delivery: Spatial Perspective, New  York.

- Smith, K. R., (2000),  “Environmental Health – for the Rich or for all?”, Bulletin of the World Health Organization, Vol. 78 No.(9).(Cited from the Internet Web Site).

- Sudan, Federal Ministry of Health (2005), Gluinea Worm Eradication in Sudan. Khartoum.

- (el)Tash, Lamyya Ali, (2005),  Socio-economic Analysis of Malaria Burden in Gezira and Khartoum States, (Unpublished Ph.D, Thesis), University of Khartoum, Khartoum.

- UNDP (United ations Development Programme), (2003),The Millennium Development Goals in Arab Countries, New York.

- WHO (Word Health Organization),(1992), Our Planet, Our Health: Report of the WHO Commission on Health and Environment, Geneva. 

- Williams, Martin A.J., and D.A. Adamson, (Editors).(1982),  A Land Between Two Niles: Quaternary Geology and Biology of the Central Sudan, A.. Balkima, Rotterdam. 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا