التسميات

الخميس، 22 ديسمبر 2016

أثر العوامل الطبيعية والاجتماعية والاقتصادية على مراضة الملاريا والإسهالات والتايفويد (دراسة جيوطبية – محافظة المناقل) (2001-2003م)


بسم الله الرحمن الرحيم

جامعة الخرطوم 

كلية الدراســـات العليا كلية 

الآداب قسم الجغرافيا

أثر العوامل الطبيعية والاجتماعية والاقتصادية

على مراضة الملاريا والإسهالات والتايفويد

(دراسة جيوطبية – محافظة المناقل)

(2001-2003م)

بحث مقدم لنيل درجة الماجستير في الجغرافيا

إعداد الطالبة: شذى إسماعيل الأمين

إشراف الدكتور: عبد الحميد بله النور

2003م



 بسم الله الرحمن الرحيم

قائمة المحتويات 

الإهداء 
شكر وعرفان 
ملخص الدراسة  Abstract 
قائمة المحتويات 
فهرس الجداول 
فهرس الخرائط 
فهرس الأشكال 
فهرس الصور 

الفصل الأول: أساسيات البحث 

الفصل الثاني: الإطار النظري للدراسة

الفصل الثالث: البيئة الطبيعية والبشرية لمنطقة الدراسة

الفصل الرابع: البيئة الطبيعية والبشرية والمرض في السودان

الفصل الخامس: الخصائص الطبيعية والاقتصادية والاجتماعية للمبحوثين

الفصل السادس: النتائج والتوصيات 

قائمة المراجع والمصادر

الخلاصة

   تهتم هذه الدراسة بتناول أثر العوامل الجغرافية على المرضى تحديداً على أمـراض الملاريا والإسهال والتايفويد بمحافظة المناقل ولاية الجزيرة، وقد هدفت الدراسة للتعرف على مستويات المراضة واختلافهم يبين الأنماط المعيشية المختلفة للمجموعات السكانية في منطقـة الدراسة، كما هدفت إلى تسليط الضوء على الجوانب البشرية والطبيعية ذات الصلة باتجاهات المراضة.

  استخدمت الدارسة مصادر متعددة لجمع المعلومات تمثلـت فـي المـصادر الأوليـة (الملاحظة، الاستبيان، المقابلة الشخصية)، والمصادر الثانوية الكتـب والرسـائل الجامعيـة، التقارير وأوراق العمل.

   تحتوي الدراسة على ستة فصول تحتوي على المقدمة وأساسيات البحـث، المفـاهيم والنظريات المتقدمة بالدراسة، الخصائص الجغرافية لمنطقة الدراسة الأيكولوجيـة الطبيعيـة والبشرية وعلاقاتها بالمراضة في السودان، ثم علاقة الأيكلوجية الطبيعية والبشرية للمراضـة بمنطقة الدراسة، وأخيراً تناولت الدراسة النتائج والتوصيات. وقد خلصت الدراسة إلـى عـدة نتائج فقد أكدت نتائج الدراسة أنه على الرغم من الدور الذي تلعبه الخصائص الطبيعيـة فـي انتشار ووجود المرضى إلا أنها لا تعمل بمعزل عن العوامل البشرية، وتؤكد النتائج أن العامل الاقتصادي من أقوى العوامل المؤثرة على إزدياد المراضة، كما تؤكـد علـى دور الإنـسان السلبي تجاه مكافحة ودرء المرض وسلوكه الغير مسئول تجاه بيئته، وأن هنالك عجز واضـح في الخدمات الصحية المقدمة للإنسان في المنطقة من قبل الجهات المسئولة، وقد كشفت عـن اختلافات في مستويات المراضة في المحليات المختلفة وتؤكد هذه الاختلافات علـى أهميـة مضاعفة الجهد لمكافحة هذه الأمراض في كل المحليات بمستوى واحد، وقد أوضحت الدراسة دور الأم وأهميته في النواحي الصحية ولتعظيم دورها لابد من الاهتمـام بتعلـيم الأمهـات، والتثقيف الصحي والغذائي لهن. ونشير في هذا الـصدد إلـى دور المؤسـسات والجمعيـات الطوعية في نشر الوعي الصحي والثقافة الغذائية وتوصي الدراسة بأن تهتم الجهات المعنيـة بالتسهيلات حتى تستطيع هذه الجمعيات من مد خدماتها في المنطقة، مـن أهـم نتـائج هـذه الدراسة أن الملاريا والإسهالات من أكثر الأمراض انتشاراً وتوسـعاً وأن الوفيـات خاصـة وفيات الأطفال ناجمة عنها، وتؤكد هذه النتائج أهمية دعم وزارة الـصحة لبرنـامج مكافحـة متكامل تشارك فيه كل الجهات المعنية.

Abstract

The study concerned with the impact of geographical factors which affect morbidity with special emphasis Malaria, Diarrhea and Typhoid in Almanagil Province, in the Gazira State. 

  The study tried to find out the relationship between living condition and the rates of infections on the population, it also assess the cultural and physical factors related to the infection.

  Data was collected from different sources represented by the primary sourceswill as secondary sources. 

   The study consists of six chapters, including the introduction the research methodology concepts and theories related to the study, geographical features of the study area, physical and cultural ecology factors pertaining to infection in the Sudan, followed by the impact of the ecological, physical and cultural factors and their relationship with the study area. The results of the study emphasized the joint role played by the natural physical features and presence of infection with human factors. In addition it revealed that the economic is the strongest factors effecting the infection, indicated that the passive role played by man to slop and prevent diseases and irresponsible behaviour of man towards the environment. The findings also pointed out the draw back of health services offered by the authorities to the inhabitants, it also disclosed that the handling of the infection varied between the different localities. These differences make it compulsory to handle infections on equal strength in all the localities. In addition the study stressed the role of mothers in the health aspects. So it becomes necessary to put weight on women general health and nutritional education. In this aspect it is stressed on the importance role of the institutions and voluntary societies in increasing and spreading health care and nutritional culture. The study puts a petition to the authorities to help and facilitate the role of these groups to extend their services to the area. One of the important conclusion is that Malaria and Diarrhea are the most wide spread infections and the mortality especially for infants is more common. The study results emphases on the ultimate support of the ministry of health by laying down on integrated and comprehensive combats programme, where, all related and interested institutions in these areas must participate in this programme. 

الفصل الأول :
1-1 تمهيد 

   ينبغي أن يكون البحث عن حل لمشاكل الصحة العامة مبنياً علـى معلومـات تتعلـق بشيوع أمراض معينة ومدى انتشارها بين السكان بالنسبة لخصائصهم الحضارية والاجتماعية والاقتصادية ولا بد للحصول على هذه المعلومات من إجراء دراسة وإدماج هـذه الدراسـات بغيرها وانتفاع هذه بتلك وذلك تحقيقاً لكفاية العمل ومراعاة للاقتصاد وتعتبر الصحة والمرض انعكاساً للوضع الاجتماعي والاقتصادي والبيئي والجسمي للفرد وترتبط جودتهـا ورداءتهـا بدرجة تقدم هذا المجتمع أو ذلك وتوجهاته وخلفية مسيرته التاريخية وعليه بات لزاماً في هذا الوقت المليء بظروف التقدم الصحي التشبث بإيماننا حول أهمية تـأمين الوضـع الـصحي والبيئي هذا الإيمان حول أهمية الدراسات البيئية والصحية وربط هذه بتلك وهذا ما أوضـحه العلماء منذ قديم الزمان أمثال أبو قراط والجاحظ وغيرهم والذين أكدوا على ضرورة دراسـة ظواهر الجو وأثرها على صحة الإنسان ومن بعدهم جاء أطباء وحكماء العـصور الوسـطي الذين أكدوا هذه الآراء في علاج مرضاهم في فصول وأماكن ذات أجواء معينة في تخفيـف آلامهم ومن هنا أتى الاهتمام بواقع الأبعاد المكانية لانتشار وتوطن أي مرض. وقد عـززت آراء علماء العصر الحديث عن الأمراض والبيئة بضرورة وضع مكانة هامة للجغرافية الطبية وذلك لأهميتها القصوى في الواقع العالمي المعاصر بسبب دورها القيادي في إحداث التنميـة الاجتماعية والبيئية خاصة في أحوال الزيادة السكانية المطردة ومـشاكل الاسـكان والتطـور التكنولوجي وما يحدثه من مشاكل سلبية مثل التلوث الفيزيائي والكيمائي والبيولوجي وغيـره (الرديسي، 2001م: ص 13).

   في عام 1949م قرر المؤتمر الجغرافي الدولي تشكيل لجنة خاصـة ضـمن لجانـه المتخصصة باسم لجنة الجغرافية الطبية بهدف تأكيد الانتماء الجغرافي لهذه المـادة وتـشجيع البحث فيها وقد عززت هذه الخطوة مركز الجغرافيا الطبية بين فروع الجغرافيـا الرئيـسية وشجعت الجغرافيين في معظم الدول المتقدمة على معالجة مختلف جوانبها واكتشاف المجالات التي تصلح للبحث فيها ولأهميتها أدرجتها ضمن مقرراتها الدراسية حتى في أقـسام الطـب الوقائي (طب المجتمع) ناهيك عن إنشاء كليات متخصصة فيها كما هو الحـال فـي هولنـدا (المصدر السابق 2001م ص: 7).

   يقول الجغرافي دادلي ستامب Dadly Stamp. "أن هنالك ميداناً شاسعاً ما زال ينتظر الاهتمام من الجغرافيين هو ميدان يعرف عموماً بالجغرافية الطبية ويحتاج إلي جهـد كبيـر ومتطوعين قادرين على العمل فيه بصبر ومثابرة وهذه متعلقة بذات الحياة البشرية وبـصحة الإنسان وسعادته ولا يجوز من أجل هذا تجاهل أي مجال من مجالات البحث فيـه" (سـتامب 1974م، ص153 نقلاً عن لمياء 1998م). ونحن في العالم الثالث أحـوج إلـى مثـل هـذه الدراسات في هذه المجالات لأنها تعكس الواقع الصحي لمجتمعاتنا بحضرها وأريافها وذلـك تحقيقاً للتنمية الشاملة المنشودة.

2-1 مشكلة البحث:

   تعتبر الأمراض المنقولة بالمياه من أكثر الأمراض شيوعاً في القارة الأفريقية لا سيما السودان والذي يضم داخل حدوده الجغرافية بيئات طبيعية وبشرية متباينة تماماً جعلت من هذه الرقعة بيئة صالحة لوجود الأمراض المتعددة خاصة أمراض الملاريا والاسهالات، هذا وقـد بات مسلماً بأن معظم الوفيات الحادثة تكون من جراء هذه الأمراض خاصة الملاريـا التـي تصيب كل الفئات العمرية، فقد أشارت تقارير منظمة الصحة العالمية أن الوفيات الناجمة عن الاسهالات والملاريا (أمراض المناطق المدارية) تمثل 1.1 مليون حالة وفاة (تقرير منظمـة الصحة العالمية 1994 ص:3)، وقد أصبحت هذه الأمراض مشكلة حقيقية خاصة في الجزيرة المروية عقب فترات الجفاف التي شهدتها البلاد في الثمانينات وما صحبه من هجرات ونقص في الغذاء وتكدس بشري في مناطق تفتقر إلى أبسط الأساسيات المعيشية اليومية كالماء مثلاً، فازدياد الطلب على الماء بزيادة عدد السكان وتمركز السكان حول النطاقات المائية زاد مـن انتشار الأمراض سواء المتعلقة بالماء أو بغيره وتزيد المشكلة خطورة انعدام أي خطط قومية أو محلية لحل تلك القضايا والتي باتت أمراً مسلماً به في أغلب القرى، هذا بالإضافة للاستهانة بالمرض وإنعدام أي حصر كمي أو نوعي لهذه الأمراض إلا من بعض الإحصائيات والتـي تراها الباحثة غير كافية لتأكيد الوضع الصحي فهنالك إصابات كثيرة لا يتم التبليغ عنها كمـا وأن المواطن العادي يجهل بأساليب العلاج وكيفية الإصابة والوقاية من الأمراض.

3-1 سبب اختيار الموضوع ومنطقة الدراسة:

   جاء اختيار الموضوع لانتشار كثير من الأمراض في منطقة الدراسة كمـا وأن الاهتمام بالنواحي الإكلينيكية للأمراض دون البحث في النـواحي الجغرافيـة المتباينة والتي لها الأثر الواضح في انتشار الأمراض كان لها الأثر الكبير في دفع الباحثة لدراسة العوامل الجغرافية لتوضيح أثرها الفعال في المرض، وقـد جـاء اختيار منطقة الدراسة بالبحث لأنها موطن الباحثة كما وإن أهميتهـا الاقتـصادية بالنسبة للولاية والبلد لا يمكن إغفالها باعتبار منطقة الدراسة من دعامات العمليـة التنموية، لذلك عمدت الباحثة إلى الالتفات إلى الوضع الصحي والبيئي بالمنطقـة فأي تراجع في الأوضاع الصحية يتبعه تراجع وخلل في المؤشرات التنموية لهذه الأسباب جاء اختيار الموضوع ومنطقة الدراسة.

4-1 الإطار الزماني والمكاني للدراسة:

   يتمثل الإطار المكاني للدراسة في محافظة المناقل بحدودها الجغرافية المعروفة، أما الإطار الزماني فقد إمتد إلى سنتين من بداية البحث في يوليو 2001م إلى أبريـل 2002م وهي الفترة الأولى التي استغلت في البحث عن المفاهيم والأطـر والنظريـات ذات الصلة بالدراسة وقد كانت الفترة تجميع للمادة العلمية، ثم الفترة الثانية من أبريـل إلى مايو وهي فترة توزيع الاستبيان، ثم الفترة الثالثة والأخيرة فيها حـصر الاسـتبيان وجمع وتحلل لنخرج في نهاية الفترة بالنتائج يونيو 2003م.

5-1 أهمية البحث:

تأتي أهمية البحث في الأتي:

1. معرفة بعض جوانب التنمية البشرية المتمثلة في الصحة والرعاية لإنسان المنطقة. 

2. توضيح النقص في مؤشرات الرعاية الصحية لإنسان منطقة الدراسة من أجـل إعطـاء المزيد من الاهتمام إليها.

3. إبراز الجوانب الطبيعية والبشرية للجغرافية الصحية مع التركيز على النواحي الصحية.

6-1 أهداف البحث:

تعددت أهداف البحث فهو يهدف إلى:

1. تحليل العوامل الطبيعية والبشرية لمنطقة الدراسة وتأثيرها على الحالة الصحية للـسكان بصفة عامة.

2. إبراز دور الأمراض ذات الصلة بالبيئة وتأثيرها المباشر على التنمية.

3. تحليل الأوضاع الصحية الراهنة بالمنطقة وإبراز الجوانب السالبة التي تؤثر على رفـاه ورقي السكان.

4. تحليل اتجاهات المراضة Morbidity يعرض تصور كامل يرمي إلى معالجة الأوضاع الصحية الناجمة من الأمراض بمنطقة الدراسة، وذلك لوضع خطط واستراتيجيات صحية على المستوى المحلي والولائي.

7-1 فرضيات الدراسة:

تعددت الفرضيات لدى الباحثة وصلتها بموضوع الدراسة وهذه الفرضيات هي:

1. خصائص الموقع الطبيعية والبشرية لها صلة وثيقة بالوضع الصحي وتفشي الأمـراض بصفة خاصة بمنطقة الدراسة.

2. انتشار الأمراض بمنطقة الدراسة (تايفويد، اسهالات ، ملاريا) هي انعكاس طبيعي لتدني مؤشرات صحة البيئة وضمور الصرف على الخدمات بصفة عامة.

3. ساهم نظام التصريف المائي وإهمال نظافة قنوات الري وتراكم الإطماء ونمو الحـشائش إلى ركود المياه مما أدى إلى خلق بيئة صالحة لتوالد وانتـشار الأمـراض ذات الـصلة بالمياه.

4. هنالك علاقة طردية بين عادات التغذيـة لـدى سـكان منطقـة الدراسـة والمرضـية Morbility والمتمثلة هنا في الأمراض ذات الصلة بالمياه.

8-1 المنهجية ووسائل جمع البيانات:

   المنهج هو مجموعة من القوانين والتشريعات التي تتبع للوصول إلى هـدف معلـوم، وهو في اللغة يعني الديدن والسنة، وفي البحث العلمي يستخدم مفهوم المـنهج للدلالـة علـى طائفة من القواعد العامة التي تحكم الطريق المؤدي للكشف عن الحقيقة والبرهنة على صحتها (عثمان 1995 ص: 87)، ويمكن تمييز عدد من المناهج في الدراسات الجغرافية عامة وهي: 

1-8-1 المنهج  الوصفي :

   ويتضمن المنهج الوصفي وصفاً لمنطقة الدراسة باستخدام المسح النوعي والكمي مثلاً للتركيبة الجيولوجية – الغطاء النباتي – الطبوغرافيـا – التـصريف – ووصـف المـرض (المصدر السابق ص: 89).

2-8-1 المنهج الإحصائي التحليلي:

   ويقوم هذا المنهج بتجميع المادة العلمية تجميعاً كمياً، وهو بذلك يعكس نتـائج البحـث العلمي في صورة رياضية بالأرقام والرسوم البيانية، بمعنى أنه يحول اللغة الكيفية إلى كمية، ويستخدم المنهج الإحصائي لتحليل البيانات، وبيان الأحداث المتكررة، ويقوم على الملاحظـة الكمية للبيانات والتغيرات الكمية التي تحدث في المخرجات التي تـربط بالأحـداث موضـع الدراسة (المصدر السابق ص: 87)، وقد اتبعته الباحثة في تحليل الاسـتبانة للوقـوف علـى نواحي كثيرة شملتها الاستبانة مستخدماً في ذلك طرق إحصائية متعددة منها: النسبة المئويـة، التحليل الانحداري، والارتباط لتحليل أسباب الإصابة بالأمراض المعنية في منطقـة الدراسـة وربطها بالعوامل الجغرافية المحيطة بها.

3-8-1 المنهج التاريخي :

   يسمى أحيانا بالمنهج الوثائقي وذلك لأنه يستخدم الوثائق كبنية ويعرف على أنه عملية منظمة وموضوعية لاكتشاف الأدلة وتحديدها وتقييمها والربط بينها من أجل إثبـات حقـائق معينة والخروج منها باستنتاجات تتعلق بأحداث جرت فـي الماضـي (عثمـان 54 :1995) واستخدمه الباحث في تتبع تاريخ الأمراض على مدار السنة في الفصول المختلفـة للوقـوف على الزيادة أو النقصان في الإصابات أو الوفيات كما استخدم في تتبع العادات الغذائية ما كان وما زاد عليها على مر السنين.

9-1 مناهج الجغرافية الطبية:

    بالرغم من أن فرع الجغرافيا الطبية فرع نشط الاهتمام به في السنوات الأخيرة إلا أن التأسيس لمناهجه كانت منذ بداية الخمسينات في القرن العشرين فيما يتمثل بمنهج ايكولوجيـة المرض فقد كانت المسببات البيولوجية للمرض غير معروفة ظهرت في هذه الفترة محاولات لمعرفة تفشي مرض بعينه في منطقة معينة دون المناطق الأخرى قاد ذلك إلى رؤى جديـدة لمعرفة طبيعة المرض وقد سبق هذا المنهج منهج تمثيل الأمراض على الخرائط في أواخـر القرن الثامن عشر واستمر هذا المنهج يستخدم حتى في الدراسـات الحديثـة حيـث توضـع الخرائط المرضية لمعرفة انتشار المرض المعين في منطقة معينة من حيث الزمان والمكـان، في القرن التاسع عشر شرع علماء الجغرافية في دراسة أثر العوامل الجغرافية على الإصـابة بالمرض والصحة ومع نمو الإصابات وزيادتها عالمياً وانخفاض الميزانية على الصحة فـي معظم الدول أصبحت النظرة إلى المكان والموقع الجغرافي لمعرفة المرض ومسبباته في غاية الأهمية فكان لابد من ظهور منهج يربط عوامل المرض بالمسببات وكـان أن ظهـر مـنهج التحاليل الارتباطية في الستينات من القرن الحالي حيث اهتم بتحليل عوامل الخطر الرئيـسية بالنسبة للأمراض وقياس الارتباطات الإحصائية بالمرض على مستويات جغرافية ومع ازدياد المهتمين بأمر الجغرافية المرضـية ازداد الاهتمـام بحقيقـة الوبائيـات ولمعرفـة الوبائيـة والانتشارية للأمراض كان لابد من معرفة الإحصاءات الصحية الدقيقة لتحديد طبيعة الانتشار فظهر في السبعينات منهج انتشار المرض بعد أن أصبحت دراسات الانتشار شاسعة وهامـة في التحليل الجغرافي، وقد شمل هذا المنهج عناصر ثلاثة هي الزمان والمكان والمرض، وقد ربطت منظمة الصحة العالمية كل عوامل الصحة ومناهجها بالفقر، وأن المنـاهج تطـورت لتشمل مناهج التغذية وخدمات الإصحاح ومناهج الرعاية الصحية الذي يعتمد على كـل تلـك المناهج في تحديد وجود أو اختفاء المرض وعلاقته بعوامل البيئـة الطبيعيـة والاجتماعيـة (ميلندا 1977) من خلال التسلسل التاريخي لظهور المناهج حسب البحث العلمي في تلك الفترة فإنه وفي السنوات الأخيرة قسم (طريح 1986م) مناهج الجغرافية الطبية بمعالجاتها المختلفـة إلى منهجين هما المنهج الأصولي والمنهج الإقليمي بشقيه منهج دراسة العنصر البيئي ومنهج دراسة المرض أو الظاهرة الصحية وفيما يلي سنتطرق بالمنهجين كل على حد: 

1. المنهج الأصولي:

  يتضمن هذا المنهج دراسة كل أو بعض الجوانب الجغرافية الطبيعية علـى مـستوى العالم أو على مستوى القارات والأقاليم الجغرافية الكبرى وأهم هذه الجوانـب هـي معرفـة الأدوار التي تقوم بها العوامل الجغرافية الطبيعية والبشرية في ظهور الأمـراض وانتـشارها ومعرفة الأمراض نفسها وعلاقتها بالبيئة وتوزيعها الجغرافي وآثارها علـى حيـاة الأفـراد والشعوب ووسائل مقاومتها (طريح1986م).

2. المنهج الإقليمي:

    المقصود به دراسة الجغرافية الطبية لوحدات إقليمية معينة سواء إدارية أو سياسية أو طبيعية وازداد الاهتمام بهذا المنهج منذ بداية الستينات بعد أن اتضحت أهميته فـي مجـالات التخطيط الصحي والتنمية الاقتصادية والاجتماعية ويتفرع من هذا المنهج منهجان هما:

أ/ منهج دراسة العنصر البيئي:

  ويقتصر على دراسة عنصر أو مظهر واحد من مظاهر البيئـة الطبيعيـة والبـشرية لاكتشاف العلاقة بينه وبين أمراض أو مشكلات صحية معينة ولا يستثنى من ذلك أي عنصر من عناصر البيئة مهما كان صغيراً فقد تبين أن بعض الأمراض تنتشر فـي بيئـات معينـة لمجرد وجود عنصر معين في التربة لأن هذا العنصر ينتقل إلى النبات والحيـوان وبالتـالي ينتقل إلى الإنسان كما تبين وجود عادة معينة بين السكان سواء كانت عادة غذائية أو اجتماعية قد تكون السبب في أمراض معينة (المصدر السابق).

ب/ منهج دراسة المرض:

  يتضمن هذا التحليل لتوزيع مرض معين في منطقة الدراسة لاكتشاف السبب الرئيسي الذي يتحكم في انتشاره وتوزيعه قد يكون السبب موجوداً في التـضاريس أو فـي التركيـب الجيولوجي أو في المناخ أو مياه الشرب أو في التكوين العنصري للسكان ومـن الممكـن أن تتضمن هذه الدراسة ظاهرة صحية خاصة بين أي شعب من الشعوب أو جماعة مثل ظـاهرة التقزم أو البدانة.

   والآخذ بالعمل بهذه المناهج لا يمكنه فصل المنهج دراسة العنصر البيئي عـن مـنهج دراسة المرض فمثلاً مرض تآكل الأسنان يكون في المناطق التي تقل فيها نسبة الفلور فدراسة المرض هنا تتطلب دراسة عوامل البيئة، أيضا الأمراض المعوية لابد من دراسة عنصر البيئة الماء في تحديد أثره ومدى تأثيره على توزيع المرض.

10-1 وسائل جمع البيانات:

اعتمدت الباحثة على نوعين من البيانات وهي:

1/ الكتب الخاصة بالجغرافيا الطبية والتي عن طريقها استخلصت الباحثة النظريات، المفاهيم، وعلاقة الجغرافيا بالأمراض وتوزيعها، وكذلك الكتب الخاصة بالصحة العامة وصحة البيئـة، ودراسات وصف وتعريف منطقة الدراسة من ناحية جغرافية الموقع والتضاريس والأنـشطة الاقتصادية والنواحي السكانية، كذلك وقد تم مراجعة الملفات والتقارير والإحصاءات الخاصة بموضوع الدراسة من قسم الإحصاء الولائي وتقارير المستشفيات ومكاتب الصحة والمحليات.


2/ الاستبانة وهي أداة من أدوات البحث الاجتماعي التي تساعد الباحث في تنمية قدراته فـي الملاحظة أو في جمع البيانات عن طريق المقابلة ونسبة لما تتمتع به الوسيلة من فعاليـة فـي جمع المعلومات فقد استخدمها الباحث كوسيلة أساسية في الدراسة وقد صممت الاستمارة مـن مجموعة أسئلة شملت محاور مختلفة لقياس الخصائص العامة بالنسبة لمنطقة الدراسة والتـي تمثلت في المعلومات الأولية عن أرباب الأسـر والخـصائص الديموغرافيـة والاقتـصادية والخصائص الصحية والاقتصادية والخدمات العامة وتضمنت عدد أسئلة بلغ 35 سؤال (ملحق رقم 1) وزعت على أرباب الأسر في المنطقة توزيعاً عشوائياً في أربعة محليات حسب العينة العشوائية المصنفة طبقياً.

1/ اختيار عينة البحث: إذا كان مجتمع البحث كبير فإن الباحث يلجأ إلى الإكتفـاء بعينـة مـصغرة لتمثـل المجتمع كبير وهناك طريقتان لاختيار عينة البحث:

1- العينة الاحتمالية متعددة المراحل.

2- العينة غير الاحتمالية.

   واستخدمت الباحثة طريقة العينة الاحتمالية متعددة المراحل (Probability Sampling) عند اختيار هذا النوع من العينات تقسم المجموعات الاحصائية إلى وحدات أولية ثـم نختـار عينة من هذه الوحدات كمرحلة أولى ثم تقسم كل وحدة من الوحدات الأولية إلى وحدات ثانوية وقد اتبع الباحث هذا الاختيار على النحو التالي:

- اختيرت أربعة محليات من مجموع ثمانية محليات اختياراً عشوائياً.

- تم اختيار عينة قوامها 200 أسرة وزعت على الأربعة محليات وفقاً لعدد السكان في تلك المحليات. (أنظر الخريطة رقم 1)

  وقد استخدامت الباحثة العينة الاحتمالية متعددة المراحل لأنها تضمن لنا الفـرق بـين النتائج التي نحصل عليها في البحث وهذه العينة تشمل:

1. العينة العشوائية البسيطة (Simple Random Sampling) وتمتاز بالسهولة والبـساطة إلا أن الاختيار يتم بالصدفة دون أي محاولة من الباحثة في الاختيار مما يـضمن درجـة تمثيل العينة، وعن طريقها تم اختيار محليات: الهدى، الكريمت، العزازي، 24 القرشي.

2. العينة العشوائية الطبقية (Systematic Random Sampling) ويقسم فيها المجتمع إلى طبقات وفق معايير وضوابط معينة ثم بعد ذلك تختار عينة عشوائية من كل طبقة وبـذلك تضمن تمثيل العينة لكل طبقات المجتمع حسب أهميتها مما يقلل من حجم أخطـاء العينـة خريطة رقم (1) قرى العينة بمنطقة الدراسة العشوائية والمعايير التي استخدمتها الباحثة هي الحالة الاقتصادية، والثقافية، والبيئة، والبعد أو القرب من مصدر المياه.

2/ حجم العينة: تم الاختيار الكلي لعينة تساوي 200 أسرة وهذا العدد مناسب ليفي بأغراض الدراسـة وذلك للأتي:

أ. الاستبانة تشتمل على عدد كثير من الأسئلة يتوقع أن يعطي أكبر قدر مـن المعلومـات المطلوبة دون اللجوء إلى زيادة حجم العينة.

ب. القرى في منطقة الدراسة متماثلة نسبياً مما يعطي فرصة لتغطيـة كـل المنطقـة دون استثناء.

   كما أن الباحثة استخدمت أدوات أخرى في جمع المعلومات كالمقابلات والملاحظـات الشخصية والكتب والمراجع والتقارير.

3/ حجم العينة في كل طبقة: يقصد بها عدد المفردات المختارة في كل محلية ويمكن أخذ المفردات بمـا يتناسـب وحجم مجتمع البحث وقد كان حجم العينة في كل محلية كالأتي:

جدول رقم (1) حجم العينة لكل محلية

المحلية            عدد السكان      النسبة %    عدد الاستمارات

العزازي            88.912            29.6              59

الكريمت            76.216            25.5              51

الهدى               63.513           21.3               43

24 القرشي        70.288           23.5               47

المجموع          298.929             100             200 
      
المصدر: العمل الميداني الباحثة 2003م 

4 - تحليل البيانات:

    وهي الخطوة الأخيرة التي يتبعها الباحث للوصول إلى النتائج والتوصيات التي تخـدم مجتمع البحث ويمكن أن نعمم عليه وتعتبر مرجع، وقـد اتبعـت الباحثـة برنـامج الحـزم الإحصائية (SPSS) لتوضيح العلاقة بين المتغيرات الثابتة والمستقلة للبيئة الطبيعية والبشرية والإصابات بالمرض وقد استخدم البرنـامج فـي ايجـاد الارتبـاط Correlation والتحليـل الانحداري (regretion analyses) والجداول التعارضية التقاطعية (.Cross tab)، والطـرق الإحصائية البسيطة كالنسبة المئوية ومربع كاي والارتباط البسيط.

    أما البيانات الكيفية فهي بيانات يصعب قياسها وعدها واستخدمتها الباحثة في تعزيز وتقوية البيانات الكمية ومن أساليبها: الملاحظة حيث لاحظت الباحثة الظواهر الطبيعية والبيئية للتأكد من الآثار الناجمة عن ذلك، وقام الباحث برصد السلوك العام للمواطن بمنطقة الدراسة تجاه وعيه وإلمامه بالحقـائق الصحية وذلك بغرض دراسة الوعي العام وسلوك الافراد تجاه بيئتهم والبيئة المحيطة بهم، كمـا وقـد لاحظت الباحثة جوانب صحية ما كانت لتسأل عنها كمستوى النظافـة للأشـخاص والبيئـة السكنية وقد كانت هذه الملاحظات خلال الزيارة التي قامت بها الباحثة لتوزيع الاستبيان وقـد ساهمت هذه الزيارة والزيارات التي سبقتها في تحديد أطر البحث.

11-1 المشاكل التي واجهت الباحثة:

1/ بعد الحقل الميداني وتباعد القرى صعب كثيراً من مهمة توزيع الاستمارة.

2/ عدم تجاوب الأهالي وتخوفهم من ملئ الاستمارة.

3/ معاناة الباحثة الشخصية من تلوث المياه في منطقة الدراسة.

12-1 الدراسات السابقة:

  استعانت الباحثة ببعض الدراسات السابقة وذلك لسد الفجوة المعرفية في مجال البحث ومحاولة لتقديم فهم أفضل لموضوع البحث فتضيف إلى وسطها العلمي معلومات جديدة مفيدة، لذلك اتبعت الباحثة كل طريقة تمكنها من الحصول على معلومة أو بينة تزيـد بحثهـا جـدة وفروضها قوة، وستتناول الباحثة فيما يلي بعض الدراسات التي تضمنت الكتـب والمراجـع، الرسائل الجامعية، الأوراق العلمية، المؤتمرات وورش العمل.

أولاً الكتب:

- قام شرف 1972 بدراسة جيوطبية تناول فيها البيئة الجغرافيـة وعلاقتهـا بـأمراض السودان ومشكلاته الصحية وتناول فيها العديد من الأمراض الملاريا والبلهارسـيا والجـزام وعمى النهر الفرنديد، وأوضح دور المناخ وعوامله في وجود نواقـل المـرض والحـشرات المسببة لانتشار المرض وأشار إلى المناطق التي يكثر فيها المرض( شرف 1972).

- دراسة ميلندا س. ميد 1977م التي أوضح فيها أن دراسة حركـات الـسكان سـواء الحركة اليومية للعمل أو أي مكان أو الهجرة عبر البلاد يعرض المستقبلين إلى اخطار الصحة وأكد ذلك بمثال انتشار الملاريا نتيجة للهجرة واسعة النطاق التي شجعتها الحكومة مـن قبـل خطط تسوية الأرض للحكومة الماليزية حيث كان لها الأثر الواضح في وجودها ولـم تكـن موجودة سابقاً (ميلندا 1977).

- كتب الغامدي بحثاً شرح فيه أهمية الجغرافية الطبية في الدراسات الميدانيـة وتنـاول أهمية الخريطة الجغرافية في الجغرافية الطبية ووضح أهميتها في معرفة أمكنة وطرق انتشار الأمراض المختلفة على مستوى القارات. كما قدم دراسة أخرى عام 1984م بعنوان (توزيـع وانتشار الأمراض بين الحجاج في المشاعر المقدسة) حيث أوضحت الدراسـة إلـى أن أهـم العوامل البيئية المساعدة على إصابة الحجاج بالأمراض المختلفة سواء دوخـة أو صـداع أو التهابات جلدية أو انفلونزا كانت الظروف المناخية خاصة الحرارة الشديدة لـه الأثـر الأول، ثانياً الازدحام الشديد أدى إلى الدوخة والصداع، ثالثاً سوء التغذية أدى إلى المغص والإسـهال (الغامدي 1998م) .

- أشار الرديسي إلى الدراسة التي قام بها هنتر (Hunter 1980) والتي ذكر فيهـا أن الذباب الاسود هو ناقل لأمراض معينة يمكن أن تنتشر لمئات الأميال بنظم الرياح المرتبطـة بمجئ الفصل الرطب (موسم البلل) في أراضي السافنا غرب أفريقيا( الرديسى2001م).

ثانياً: الرسائل الجامعية:

- تناول الباحث محمد سعادة موضوع عن الطب والبيئة ذكر فيه في سياق حديثه (لقـد دأبت مهنة الطب منذ بداياتها الأولى على تنوير جماهير الناس بـالأمور المتعلقـة بـصحتهم ونظافتهم والأمراض التي يصابون بها وذكر أيضاً أن حدوث أي مرض في مجتمـع معـين يتأثر كثيراً بعادات وسلوك وطريقة حياة الأفراد في ذلك المجتمع وقد ذكر أيضاً بأن التثقيـف الصحي يشكل قاعدة أساسية لأي مؤسسة صحية ولابد من أن يشارك كل أفراد تلك المؤسسة في أي نشاط حول هذا المجتمع) (سعادة 1995م). 

- دراسة قام بها أمين زكريا (1997م) عن (الآثار الاقتصادية والاجتماعية للملاريا بين منطقتي المنشية والدخينات (ولاية الخرطوم) توصلت الدراسة إلى العديد من النتائج، تلخـصت في الآتي:

1- أن أرباب الأسر وأفرادها في المنشية اقل إصابة بالملاريا من الدخينات.

2- الوضع الاقتصادي له أثره في الناحية التعليمية وبالتـالي زيـادة فـي الـوعي بالمرض والوقاية منه وعلاجه.

3- ساكني الدخينات أكثر استخداماً للعلاج الشعبي وأكثر تأثيراً بالمنصرفات تجـاه الأمراض.

- دراسة لمياء عن الملاريا والآثار الاقتصادية الاجتماعية المترتبة على انتشارها فـي ولاية الخرطوم أوضحت الدراسة أن الملاريا ستشكل معضلة أساسية بالنـسبة للـصحة فـي الولاية حيث يستمر نقل عدوتها على مدار السنة وتتكرر إصاباتها ما بين 3 إلـى 4 مـرات وارجعت الباحثة ذلك إلى انتشار الباعوض بصورة كبيرة خاصة أبان فترة الخريف حيث يعد أكثر الفصول انتشاراً للملاريا وأوضحت كذلك أثر الهجرات الوافدة إلـى الولايـة واثرهـا الواضح في انتشار المرض(لمياء 1998م) .

- دراسة أجرتها رقية عن السرطان والغذاء أوضحت أن أنواعاً عديدة مـن الـسرطان سببها عادات الأكل وذكرت بأن الغذاء الدسم الغني بالشحوم والسكريات والفقير إلى الأليـاف قد يساعد على الإصابة بسرطان القولون والمعدة (رقية 2000م).

من الدراسات أيضاً ما قامت به الأمم المتحدة ضمن برامج الإنماء الاجتماعي عـام 1959م وارتبطت الدراسة بتوضيح أثر النظافة العامة والهندسـة الـصحية وصـحة البيئـة كالإمداد بالمياه والتخلص من النفايات وإضافة الفلوريد إلى مياه الشرب لتحسين صحة الإنسان بالقضاء على الملاريا وربط كل هذه العوامل مع بعضها والبيئة باعتبارها جزء لا يتجزأ مـن جميع برامج الصحة العامة.

ثالثاً: الدراسات السابقة عن منطقة الدراسة:

   تقل الدراسات الخاصة بموضوع البحث في منطقة الدراسـة إلا أنـه توجـد بعـض الدراسات لولاية الجزيرة عامة فيما يخص صحة البيئة وتدهور خدمات صحة البيئة منها:

- في عام 1979م قام مشروع النيل الأزرق الصحي قبل تبعيته لوزارة الـصحة بدراسـة الأمراض المنقولة بواسطة المياه فكان التركيز على مرض الملاريا وخلصت الدراسة إلى أن مرض الملاريا يشكل خطراً حقيقياً على الإنسان في منطقة الدراسة حيـث يـتم نقـل عدوى المرض على مدار السنة وخلصت الدراسة بعمل برامج مكافحة شمل على مكافحة البعوض في طوره المائي والطائر أو التشخيص والعلاج الـسليم . ( مـشروع النيـل الأزرق الصحى 1979م).

- قام الباحث مأمون حسن محمد بدراسة عوامل البيئة الطبيعية وأثرها على الـصحة فـي منطقة الجزيرة ، وخرجت الدراسة بأن هنالك علاقة وطيدة بين المناخ والتربة والنبـات الطبيعي تفاعل هذه العوامل يؤدي إلى نمو الحشائش الطفيلية وكثرة البرك والمـستنقعات وهذا يؤدي بدوره إلى توالد الحشرات والناموس الناقل لأمـراض الملاريـا والتايفويـد، وأوصت الدراسة باستخدام المبيد ذو الأثر الباقي لقتل البعوض بالمنطقة (محمد1985م).

- عام 1991م انعقد مؤتمر صحة البيئة بمجالس المدن بمحافظة الجزيرة وجاءت قراراتـه الهامة بالتركيز على رفع مستوى خدمات صحة البيئة ونقل النفايات بعربات صحة وإنهاء خدمات الجرادل في المراحيض فوراً ومعالجة مشكلة انفجار أنابيب المياه ( ورقة عمـل ،صحة البيئة بمجالس المدن ولاية الجزيرة 1991) .

- في عام 1992م تحدث الباحث بشير محمد حسن في الندوة الدولية عن تدني الوعي لدى المواطنين وتعسر خدمات التثقيف الصحي وتدهور خدمات الإصحاح البيئـي مـن ميـاه وفضلات وغذاء وحشرات وانحسار العناية الطبية ، وقد أوصت هـذه النـدوة بمخـاطر التبرز في العراء وفي المصادر المائية وأهمية المراحيض وأن يعرف المـواطن أيـضاً أهمية إزالة القمامة والمخلفات ومحاربة تلوث البيئة و الأطعمة (التلـوث عامـة) ، وأن يعرف المواطن أهمية النظافة الشخصية وبيئة المنزل وطرق نقل العدوى وطرق مكافحة ناقلات ومسببات الأمراض ، وفي نهاية الندوة أمنت على أن الأمراض المنقولة بواسـطة المياه يرجع لأسباب كثيرة منها : إدارة المصادر المائية واسـتخدامها والتعامـل معهـا، النزوح والهجرة المكثفة بسبب الجفاف والتصحر وعدم الاستقرار والتي إنتظمت منـاطق الزراعة والمناطق ذات المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية بمنطقة الجزيرة مما انعكـس سلباً فيما هو متاح من خدمات وأدت إلى انتقال نوعيات معينة من طفيل الملاريا (بـشير 1992م) .

- دراسة بعنوان الآثار الاقتصادية والاجتماعية للملاريا بمنطقة الجزيرة المروية بالسودان قام بأعدادها إيمان حسن البدوي في أكتوبر 1994م تضمنت الدراسة أن الملاريا تـشكل المعضلة الصحية الأولى في المنطقة حيث يستمر نقل عدوى المرض على مـدار العـام وبنسبة توطن عالية بين شهري أغسطس – يناير موسم الأمطار نظراً لملائمة الظـروف البيئية خاصة بعد إدخال نظام الري الدائم مما جعلها أكبر مكان لتوالد البعوض والملاريـا والتي تشكل السبب الرئيسي لتردد معظم السكان الوحدات الصحية بمختلـف مـستوياتها والسبب في دخول المستشفيات والوفيات مقارنة مع بقية ولايات السودان ، هذا بالإضـافة إلى ضياع أكثر أيام العمل بسبب المرض مما ينعكس سلباً على الانتاج والدخل في ظـل زيادة الصرف على الدواء والأطباء وتكرار الإصابة بين 4-3 مرات في العام ، وخلصت الدراسة إلى ضرورة مكافحة الملاريا والبعوض في أطواره المائية والطـائرة والتوعيـة الصحية (ايمان1994م) .

- رابعا المجلات العالمية:

  ومن الدراسات التي نشرت حديثاً في المجلات الدراسات التـي قـام بهـا د. بنيـامين هونيغمان الذي يدير مركز دراسة المشاكل الصحية المتعلقة بالارتفاع في جامعـة كلـورادو الأمريكية حيث تجري البحوث منذ عام 1911م، وأظهرت النتائج اليوم أن الأمراض الناتجـة عن الارتفاع تتراوح بين الدوار وانخفاض وزن المواليد وأن الزائرين إلى المناطق الـشاهقة يصابوا بالعطش والدوار ، وقد تكون المناطق العالية أكثر خطورة إذ يقل فيها وزن المواليـد ويزيد معدل وفياتهم وتقوم الجامعة حالياً بأبحاث عن كيفية تأثير الإرتفاعات العالية في الأداء البدني والطريقة الأفضل التي يمكن للجيش أن يعد بها الجنود للسفر لمنـاطق مرتفعـة مثـل أفغانستان. (المجلة الأمركية للدراسات والبحوث 2002م ).

  أظهر بحث طبي جديد نشرته المجلة الأمريكية للأمراض التنفسية أن تعاطي الأطعمـة التـي تحتوي على فيتامين (E,C) يقلل تعرض الأطفال المصابين بـالربو، والمـشكلات التنفـسية الناتجة عن التلوث الجوي وأوضح الخبراء أن الأوزون لا ينبعث مباشرة إلى الهواء وإنما هو ناتج ثانوي صادر عن ملوثات أخرى ويتشكل نتيجة التفاعل بين الحـرارة وضـوء الـشمس والمركبات الكربونية المتطايرة من وسائل النقل والمصانع والمنتجات الصناعية لـذلك فـإن تراكيز الأوزون تكون أعلى في المناطق الحارة المشمسة وقدرت الإحصاءات أن تلوث الهواء يمثل مشكلة خطيرة في الولايات المتحدة حيث تظهر 20 ألف وفاة مبكراً سـنوياً بـسببه قـد يتجاوز هذا الرقم 500 ألف وفاة سنوية في العالم (ميلندا 1977). 

الفصل السادس النتائج والتوصيات

6 -1 الخلاصة

   تناولت الدراسة منطقة المناقل بامتدادها الجغرافي للبحث في بعض أشكال المراضـة (الإسهلات والتيفويد والملاريا) ، وهي الأمراض الأكثر انتشاراً وتأثيراً علـى الأفـراد فـي العروض المدارية الحارة وشبه الحارة والتي يتميز بها مناخ المنطقة ،وقد تناول البحث عـدة محليات تمثل المجتمع بفئاته المختلفة ، وذلك لكبر المحافظة وقد كان اختيارا عشوائياً تـوزع في محليات العزازي والهدي و 24 القرشي والكريمت.

  وقد اتبعت الباحثة عدة طرق وأساليب ومناهج للوصول إلى أهداف البحث والوصول إلى العوامل الطبيعية والبشرية التي لها دور وتأثير علي المراضة (تيفويـد ـ إسـهالات ـ ملاريا )، وقد أوضحت النتائج الدور المهم الذي تلعبه جغرافية الأمراض في توضيح العلاقة بين المرض والبيئة الجغرافية سواء كانت بشرية أو طبيعية بعناصرها المختلفة والتـي لهـا علاقة واضحة بوجود وانتشار الأمراض وناقلات الأمراض ،كذلك وقد أوضـحت الدراسـة علاقة الأيكلوجية البشرية من ثقافة وأسلوب تغذوي ومستوي تعليمي ودخل وحـراك سـكاني بالأمراض وتوطنها وطبيعة انتشارها.

  وقد استخدمت الباحثة للتحقق من الفرضيات التي استندت عليها الدراسة على التحليل بالجداول التقاطعية cross tabulation في توضيح العلاقة بين متغيرين وعلاقته بالمرض لأكثر من خاصية إقتصاديه واجتماعية ،وقد كان استخدام معامل الانحدار لتوضيح الارتبـاط بـين العوامل المناخية من حرارة ورطوبة نسبية وأمطار وعدد الإصابات ،حيث يشير المتغير إلى احتمال الإصابة أو نقصانه بمساعدة عوامل المناخ وذلك للتحقق من الفرضـية القائلـة بـأن الخصائص الطبيعية لها علاقة واضحة وقوية بتفشي المراضـة (الإسـهالات - التيفويـد ـ الملاريا).

    فيما يخص الخصائص الاقتصادية والاجتماعية فقد أكدت الدراسة بعد المسح أنهـا لا تقل أهمية في انتشار الأمراض وتوطنها ، وقد أوضحت الدراسة أن هنالك تباين فـي عـدد الإصابات ومستوي التعليم ،والدخل، والدخل من أهم العوامـل حيـث تركـزت الإصـابات والوفيات لدي الأفراد ذوي الدخل المنخفض، وبالنظر إلى هذه النتائج نتحقق من فرضـية أن العوامل الاقتصادية والاجتماعية لها علاقة بالمرضية وانتشاها ،واستخدم في ذلـك إحـصائياً الجداول المتعارضة للحاله الاجتماعية والدخل والمرض، حيث أتضح أنه بانخفاض الـدخل يزيد المرض ،ولا يخرج من هذا المجال النواحي الثقافية للمبحوثين ودرجة وعيهم بـالمرض وأساليب العلاج المتبعة، حيث أوضحت الدراسة استخدم 31‚5 % مـن المبحـوثين للعـلاج البلدي مع الطبي رقم درايتهم بأن العلاج الطبي أجدى وأنفع، ولكن معظم المبحوثين يرجعون ذلك إلى قلة الدخول وتكرارية المرض وهذا لا ينفي أن 49% يعتقدون تماماً بجدوى العـلاج الطبي .

   فيما يخص خصائص المسكن، فقد أوضحت الدراسة أن هنالك ارتباط عكـسي مـن ناحية عدد الغرف بالمسكن والمرضية، فكلما قل عدد الغرف زادت الإصابة بالمرض والعكس صحيح كلما زادعدد الغرف قل عدد المصابين بالمرض ، إما الناحية البيئية فقـد أوضـحت الدراسة من خلال المسح اهتمام المواطنين بالبيئة الداخلية للمنزل من حيث النظافة مع إهمـال البيئة الخارجية للمنزل ،حيث ترمى الأوساخ في العراء وتصب مياه العمل المنزلـي وميـاه الاستحمام خارج المنازل مع ملاحظة ضيق الشوارع وعدم تخطيطها وتداخلها مما يساعد من انتشار النواقل كالذباب والبعوض ،وقد أوضحت الدراسة أن 99,5% من المبحـوثين يلقـون بالأوساخ في العراء دون حفظها في أماكن مخصصة ،وهذا يحقق الفرضية أن تدني خـدمات صحة البيئة ساهم في انتشار أمراض الإسهالات والتايفويد والملاريا.

    أما عن الناحية الغذائية من حيث عدد الوجبات والكميـات المـستهلكة مـن اللحـوم والألبان والخضار فقد أوضحت نتائج العمل الميداني أن 59,5% مـن المبحـوثين يتنـاولون وجبتان فقط في اليوم مع ملاحظة العمل طول اليوم ،والمكون الرئيسي لهـذه الوجبـات هـو الحبوب بنسبة 92% متمثلة في الذرة حيث أن السعرات الحرارية به لا تفي بالغرض المطلوب للتغذية خصوصاً وأن ما يتناولة الفرد في المقابل من خضراوات ولحوم وألبان لا يمد الفـرد بالعناصر التغذوية اللازمة، أما عن الأمراض ومتوسط الإصابة للفرد بالنسبة للتيفويد بين مرة إلى مرتين /السنة والإسهالات 2ـ3 مرات /السنة والملاريا بين 3ـ4 مرات /السنة، و مقارنة ببعض أشكال المراضة الأخرى كالنزلات الشعبية وأمراض الصدر وأمراض العيون والجلـد يتبين أن أمراض الإسهالات والتيفويد والملاريا هي الأكثر انتشارا بين المواطنين في منطقـة الدراسة. 

   وعن دور الخدمات الصحية المقدمة في المنطقة فقد أوضحت نتائج المسح الميـداني آراء المبحوثين حول فعالية دور الخدمات المقدمة وقد اشار 99 ,5 % من المبحوثين إلى أن دورها غير فعال ،وكثير من الأسر لا تبدي تعاوناً مع اللجان الـشعبية في تفعيل دور الخدمات و97% من المبحوثين لا يودون المشاركة مع اللجان بينما الذين أبدوا رغبتهم في المشاركة 3% فقط . من كل ما تقدم يمكننا تلخيص النتائج التي خرجت بها الدراسة في الآتي:

2-6 النتائج :

  خرجت الدراسة ببعض النتائج وضعت لها حلول في شكل توصيات تمثلت في الآتي:

• أوضحت الدراسة بأن هنالك علاقة بين البيئة الطبيعية والبشرية وأثرهـا علـي الـصحة بمنطقة الدراسة تتمثل هذه العلاقة بين المناخ بعناصره المختلفة والتربة والنبات الطبيعي، تفاعل هذه العوامل أدى إلى انتشار الطفيليات وبالتالي انتشار الحشرات الناقلة للأمـراض بخاصة الذباب والبعوض في فترة البلل وهي من أكثر النواقل انتشاراً في المنطقـة، أمـا فيما يخص الخصائص الاقتصادية والاجتماعية فإن الزيادة السكانية بسبب النمو والهجـرة وعدم الوعي الصحي والضغط على المرافق العامة أدى إلى تفشي الأمراض .

• أن موقع منطقة الدراسة في وسط السودان وأهميتها بالنسبة لمشروع الجزيـرة أدى إلـى زيادة أعداد السكان خاصة حول المدن الكبرى مما انعكس سلباً علـى تـردي الخـدمات خاصة الصحية.

• هنالك عجز واضح في الدور الصحية و المؤسسات الطوعيـه التـي تقـدم المـساعدات الصحية أو تقدم النوعية الصحية للمواطنين حيث تلاحظ انعدام الوعي الـصحي والبيئـي وهنالك عدم مصداقية حتى من الجهات المعنية بالصحة مما فاقم المشكلة وزاد من تـردي الخدمات.

• هنالك عجز واضح في المتطلبات الأساسية التي يحتاجها إنسان المنطقة.

• إن عامل الدخل والتعليم من أهم العوامل في إزدياد المراضة بالمنطقة.

• إنسان المنطقة على دراية تامة بخطورة هذه الأمراض خصوصاً الملاريا، إلا أنه لا يبـدي أي معالجات واضحة تجاه المؤشرات المرضيه، فحسب آراء المبحـوثين أي معالجـات تكون غير مجدية في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعيه المتاحة. 

 3-6 التوصيات: 

* بث الوعي الصحي والبيئي بين أفراد المجتمع المعني لأنه الأساس في محاربـة الأمراض، والحث على التعاون مع السلطات بتغيير السلوك الغير مـسئول عـن البيئة، وذلك بردم البرك والمستنقعات ومحاربة الناموس في كل أطواره وكـذلك الذباب، وتخصيص أماكن محدده للقمامة وتعريف المـواطن بـضرورة وجـود مرافق صحية داخل كل منزل (مرحاض ـ حمام)حسب المواصفات الصحية حتى نتجنب انتشار الأمراض المنقولة بواسطة النواقل.

* على الحكومة أو ما يمثلها في المحليات وضع مخطط صحي مراعٍ للتباينـات البيئية في كل محلية حسب المجموعات العرقية المختلفة ،فلكل مجموعة عاداتها وتقاليدها ، مع مراعاة الاستخدام الأمثل للموارد الماديـة والبـشرية المتاحـة ،ووضع أولويات لتلك المخططات كتخصيص مال ثابت للقضاء على الأمراض الأكثر خطورة وانتشار خاصة تلك الأمراض التي تهدد صحة الطفل والمرأة .

* تصعيد وترفيع خدمات إصحاح البيئة ويأتي في مقدمة ذلك توفير مياه الشرب السليمة وتحسين مصادر المياه ومراقبتها وحمايتها وتنقيتها ،والـتخلص الـسليم للقمامة والأوساخ ،ورقابة الأطعمة في المجال العامة والمدارس خاصة الأساس لأنها الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض .

* على مستوى الفرد فإن معاينة الطبيب فيها حمايـة للفـرد ولمجتمعـه لأن هـذا الشخص باهتمامه بنفسه لا يكون مستودعاً لأي مرض.

* على العاملين في الحقل الصحي وخاصة الأطباء الالتزام بالتشخيص السليم وتقديم العلاج والجرعة الصحيحة لكل مريض، مع تقديم الإرشادات والتوعية بأي مرض. 

* دور الدولة يتمثل في دور الحكم الاتحادي و المحلي في وضع و تنفيذ الـسياسات والاستراتيجيات المعنية بالجوانب الصحية ويمكن أن يكون ذلك بـــ  :

1) وضع خرط انتشار الأمراض وربط الانتشار ومساراته بالعوامل البيئية .

2) دعم المتطلبات الأساسية كهدف أولي للاستقرار وزيادة الإنتاج ومن ثم الرفاهية. 

3) استخدام برامج نظم المعلومات الجغرافية (Gis) والاستفادة منها فـي وضـع الخـدمات الصحية ووضع نماذج للخدمة الصحية بناءاً على الخرط التي وضعها البرنامج ومن ثـم وضع التوقعات والتحوطات للحد من الأمراض وانتشاريتها .

4) تشجيع ودعم المنظمات الطوعية في تفعيل نشاطها في المناطق المعنية بالمعالجة الصحية.

5) حس المواطنين بالتعاون مع الجهات الطوعية والعمل الطوعي حيث يعـود ذلـك علـى الأفراد والجماعات بأقل أعباء صحية.

قائمة المراجع والمصادر:

- إبراهيم، عبد العزيز الطيب، (1994)،الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيـوان، دار جامعة الخرطوم للنشر ،(الطبعة الأولى ).

- أبو اليمن، صالح حمزة، (بدون تاريخ)، الجامع في منـاهج البحـث والمـسوحات الإحصائية للدراسات الاجتماعية.السودان.

- أبو غرارة ،فوزي عبد القـادر ،(1990) ،الأورام ،بنغازي ،الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع والإعلان ،(الطبعة).

- التكروري ،حامد والمصري ،محمد (1998م)، علم التغذية العامة ،أساسـيات فـي التغذية المقارنة ،القاهرة ،الدار العربية للنشر والتوزيع .

- التكريني ،رمضان أحمد الطيب ،ورمزي محي الـدين (1982م)، إدارة المراعـي الطبيعية ترجمة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ،الطرق ،بغداد.

- التوم ،مهدي أمين ،(1974)، الأمطار في السودان،دار النشر ،جامعة الخرطوم.

- التوم ،مهدي أمين ،(أكتـوبر2001م)، التنمية المستدامة في السودان ،عشرة سنوات بعد قمة (ريو) رؤية المجتمع المدني مراجعة د. يعقوب عبـد الله محمـد، مطبعـة جمعية البيئيين 2002م الخرطوم ، السودان.

- الجوهري ،يسري (1976)، الفكر الجغرافي والكشوف الجغرافية الإسكندرية منشأة المعارف.

- الحسيني، لبيبة (بدون تاريخ)، العلوم الأسرية ،المطبعة الحكوميـة ،الخرطـوم ـ السودان.

- الحفيان ،عوض إبراهيم (2001م)، أسس التنمية الريفية ودور الزراعـة في السودان ،الطبعة الأولى ،مطبعة جامعة الخرطوم للنشر.

- الحسن،إحسان محمد (1981) معجم علم الاجتماع،دار الطليعة بيروت .

- الخفاف ،عبد علي ،ومحمد أحمد عقلة (2000م )، دراسات في جغرافية الأمراض والعادات الغذائية والأنماط المرضية لدي شعوب العالم الثالث . الأردن ،دار الكندي للنشر والتوزيع.

- الرديسي ،سمير محمد علي حسن ،(2001)، الجغرافية الطبية ، المملكة العربيـة السعودية ، الرياض ،دار عالم الكتب للنشر ،(الطبعة الأولى ).

- الزوكة محمد خميس (بدون تاريخ)، البيئة ومحاور تدهورها وآثارها على صـحة الإنسان ،دار المعرفة الجامعية.

- الصغار، فؤاد محمـد ،(1965 م)، دراسات في الجغرافية البـشرية ،بيـروت ،دار النهضة العربية .

- الفاضلي ،محمد علي بهجت ،(1986) الـسكن الحـضري فـي العـالم الثالـث، الإسكندرية ،منشاة المعارف .

- الهندي أحمد محجوب وآخرون (1999م)، مرشد الاستخدام السليم لمبيدات الآفات، إصدارة وزارة الصحة بالتعاون مع الأمم المتحدة.

- بوستيل ،ساندرا ( 1992م)، ترجمة د.محمد صابر، مياه الزراعة التصدي للقيـود، الدار الدولية للنشر والتوزيع ،الطبعة العربية الأولى .

- حياتي، الطيب أحمد المصطفي (1996م)، مقدمة في البيئة ،دار جامعـة الخرطـوم للنشر والتوزيع.

- سلام، بشيرمحمد (1998م)، السكان والصحة والتغذية،الكتاب المرجعي في التربية السكانية، الشركة الجديدة للطباعة والتجليد ـ الخرطوم .

- شرف ، عبد العزيز طريح (1986)، البيئية وصحة الإنسان في الجغرافية الطبيـة، الإسكندرية ،دار الجامعة العربية المصرية .

- شلبي، أحمد، ( 1990) كيف تكتب بحثا أو رسالة.

- عبد الماجد ،عصام محمد وآخرون (1996م)، إمدادات المياه بالسودان ،دار جامعة الخرطوم للنشر ،(الطبعة الأولى ).

- عبد الماجد، هجو محمد ،وعبد القادر محمد عبد الماجد (1990م)، التلوث البيئـي الميكروبي، دار جامعة الخرطوم للنشر .

- عبد المقصود، زين الدين (2000م)، قضايا بيئيـة معاصـرة ،منـشأة المعـارف، الإسكندرية (الطبعة الثالثة).

- عبيد، ثريا أحمد (2001م)، آثار أقدام ومعالم علي الطريق ،حالـة سـكان العـالم 2001م (مطبعة فوينكس ش/م ألد نمارك،أوربا تابع لصندوق الأمم المتحدة للسكان).

- عثمان، عبد الرحمن أحمد (1995م)، مناهج البحث العلمي وطرق كتابـة الرسـالة الجامعية، دار جامعة أفريقيا العالمية للنشر ،الخرطوم.

- علي، جاد الله فـوزي ،(1990)، الصحة العامة والرعاية الـصحية ،مـصر ،دار المعارف ،(الطبعة الثالثة ).

- غلاب محمد السيد، (1986)، البيئة والمجتمع، الإسكندرية الطبعة السادسة.

- محاسنه، إحسان علـي ،(1994م)، البيئة والصحة العامة ،عمان ،مطبعة الـشروق جامعة مؤتة.

- محمد، آدم الزين، (200)، الدليل إلى منهجية البحث وكتابة الرسالة الجامعيـة ،دار جامعة أم درمان الإسلامية للطباعة والنشر ،(الطبعة الثالثة). 

- ميد. اس، ميلندا ،(1977م)، الجغرافية الطبية علم البيئة البشرية .

- نور، عثمان الحسن محمد، (1409هـ) صحة الأطفال ووفياتهم في إطـار التغيـر الاجتماعي والاقتصادي في المملكة العربية السعودية، مطابع جامعة الملك سعود . 

البحوث والرسائل الجامعية:

- إبراهيم، لمياء (1998م)، الملاريا والآثار الاقتصادية والاجتماعية المترتبـة علـي انتشارها بولاية الخرطوم ،رسالة ماجستير غير منشورة ـ جامعة الخرطوم ،كليـة الآداب.

- الأمين، عمر محمد (1995) مدينة المناقل ومرتبتهـا بـين المحـلات المركزيـة بالمحافظة ،كلية الهندسة ،جامعة الخرطوم ، رسالة ماجستير غير منقولة.

- الحسن، عبد الرحمن محمد (1995م)الجغرافية الطبية لمشروع الجزيرة، دراسة حالة المدينة عرب رسـالة ماجـستير غيـر منـشورة، جامعـة الخرطوم، كلية التربية.

- زكريا، أمين (1997م)، الآثار الاقتصادية والاجتماعية للملاريا بين منطقتي المنشية والدخينات ولاية الخرطوم رسالة ماجستير غير منشورة ،جامعة الخرطـوم ،كليـة الدراسات الاقتصادية ،قسم الاجتماع.

- سليمان، محمد الحسن أحمد (1996م)، تدهور خدمات صحة البيئة بمدينة ود مدني وآثارها الاقتصادية والاجتماعية، رسالة ماجستير غير منشورة جامعة الخرطوم.

- عبد العاطي ،حلو (1999م).التحول في علاقة الإنسان والبيئة فـي جنـوب النيـل الأزرق،حالة دراسة محافظة الدندر،رسالة ماجستير غير منشورة.

- عوض، إجلال (1998)، أثر العوامل الاقتصادية والاجتماعية في انتشار مرض السل في الفاشر، رسالة ماجستير غير منشورة جامعة الخرطوم كلية الآداب.

- محمد أحمد، عبد العظيم تير (2002م)، أثـر الهجـرة فـي البنـاء الاقتـصادي والاجتماعي لأبناء قبيلة التأما المهاجرين في مدينتي ود مـدني والمناقـل بولايـة الجزيرة ،رسالة دكتوراه غير منشورة ،جامعة الخرطوم ،كلية التربية.

- محمد، مأمون حسن (1985م)، عوامل البيئة الطبيعية وأثرها في الـصحة بمنطقـة الجزيرة، بحث تكميلي لنيل البكالوريوس جامعة الخرطـوم ،كليـة الآداب ،غيـر منشور. 

المجلات:

- الطيب ،الصادق محجوب ،هاشم علي الـزين (1993)، مجلـة: الأعـداد المبكـر للطواري الصحية ومجابهتها ،وزارة الصحة الاتحادية الإدارة العامة للطب الوقـائي (الطبعة الأولى).

- حياتي، الطيب أحمد المصطفي، (1991)، الغلاف الحيوي نظام بيئي متكامل ،مجلة النيل الجغرافية ،جامعة الخرطوم ،كلية الآداب ،العدد الأول.

- شرف، عبد العزيز طريح (1972م)، البيئة الجغرافية وعلاقتها بأمراض الـسودان ومشكلاته الصحية، مجلة الدراسات السودانية ،مجلـد رقـم (3) ،العـدد الثـاني، المركزي القومي للبحوث، الخرطوم.

- منصور محمد إبراهيم، مجلة التنمية والبيئة، العدد (32) ،ص (91ـ92)،القاهرة .

- منظمة الأمم المتحدة للأطفال (يونسيف ) (1985)، حوار الإسهال، مجلـة وضـع الأطفال في العالم.

الأوراق العلمية:

- إبراهيم، محمد، (1991م)، الحشرات في بيئة الإنسان ،ورقة عمل ،هيئة البحـوث، مدني.

- مؤتمر البيئة بمجالس المدن بمحافظة الجزيرة (1991م)، صحة البيئة ،ورقة عمـل ،مجلس صحة البيئة، مدني.

- الحسن، بشير محمد (1992م)، الندوة الدولية للأمراض المنقولـة بواسـطة الميـاه ،ورقة عمل، هيئة البحوث ، مدني.

- مشروع النيل الأزرق الصحي (1979)، دراسة عن الأمـراض المنقولـة بالميـاه ،وزارة الصحة مدني.

- هيئة الصحة العالمية(1993م)، الوضع العالمي للملاريا.

التقارير:

- وزارة الصحة الاتحادية(2000م)، التقرير الإحصائي السنوي لعام 2000 م،المركز القومي للمعلومات (98ـ99ـ2000م).

- وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية (1999)، التقرير السنوي الإحصائي ،قسم الإحصاء الولائي (مدني ).

- صندوق الأمم المتحدة للإسكان (2001م)، السودان في أرقام من 98ـــ 2000م ،الجهاز المركزي لإحصاء.

- الحسن ،عثمان علي أحمد ،وآخرون (2000م)، اقتصاديات ولاية الجزيرة للعام 99ـ2000م ، عرض سنوي تصدره إدارة التخطيط والتنمية والبحوث بالشئون الاقتصادية.

- وزارة الصحة الاتحادية ،قسم الوبائات 2000م ـ2002م.

- ديوان الحكم الاتحادي ، الموسوعة الولائية 2000م ،ولاية الجزيرة.

- مؤسسة التنمية الاجتماعية ،إدارة التخطيط والبحوث ،التقرير السنوي (يناير 2001م).

- الإحصاء السكاني 1993م.

- المسح بالعينة، التقرير النهائي ،العدد الثالث

- الأمم المتحدة للأطفال (اليونسيف) (1993)

-  تقارير الأمومة والطفولة (1993م) .

- وزارة الصحة . دليل مكافحة الملاريا للمتطوعين ،الادارة العامة للطب الوقائى 2002م.

 المراجع الإنجليزية

 Abler.J,(1977), Spatial Organization,London,Prentice Hall International,

 - Barim. Ibrahim. (1975), Gazira Soil Survey(.p) 

- Diarrhea Dialogue is published quartery by (AHRTAG,1985). 
- Farogui, M. Tarique, ( 1996), Situation Analysis of Children and Women in the Sudan (UNICEF Representative). 

- Milenda. S. Med, ( 1977), Medical Geography. 

- Proceedings of the Third National Population Conference, (October 10-14 , 1987 ), Khartoum. 

- Wile. John & Sons, (1977), Human Geography Culture , Society and Space . New York Santa



تحميل من 

⇐     mediafire

⇐         top4top



هناك تعليق واحد:

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا