التسميات

الأربعاء، 28 ديسمبر 2016

4.العوامل الاقتصادية - 2.4 الزراعة والثروة الحيوانية والنهر الصناعي العظيم ( إقليم البطنان الفرعي)...



 2.4 الزراعة والثروة الحيوانية والنهر الصناعي العظيم
يتحكم في النطاق المحلي البطنان العديد من الظروف البيئية الطبيعية، وكذلك أوضاع الموارد البشرية والعوامل الاجتماعية والاقتصادية، التي تؤثر في الإنتاج الزراعي في النطاق، كما أن لخطط التنمية الزراعية وبرامجها والمشروعات الزراعية، دوراً في تنمية القطاع الزراعي، ما يستدعي معرفة الوضع الزراعي والرعوي القائم، لمعرفة أهم التطورات والتغيرات التي حدثت في أنماط ونظم الإنتاج الزراعي، والمشكلات الناجمة عنها، واتجاهات الزراعة في هذا النطاق .

1.2.4   البيئة الطبيعية والموارد الزراعية في النطاق المحلي / البطنان
يشمل النطاق المحلي / البطنان هضبة البطنان ـ الدفنة في الجزء الشمالي من النطاق، ومنخفض الجغبوب، وبحر الرمال العظيم في جنوب النطاق.
وتمتد هضبة البطنان ـ الدفنة بمحاذاة ساحل البحر، ولا يفصلها عن البحر إلا شريط ضيق لا يزيد اتساعه في أي مكان على 40 كم، ويقدر أقصى ارتفاع لها بحوالي 200 متر فوق مستوى سطح البحر، ويطلق اسم البطنان على المنطقة الممتدة من خليج البمبة في الغرب حتى مدينة طبرق في الشرق، أما الدفنة فهي تمثل الجزء الشرقي الممتد من طبرق في الغرب حتى الحدود المصرية في الشرق .
ويقع منخفض الجغبوب على امتداد نطاق المنخفضات الشمالية، ومستواه يقل عن مستوى سطح البحر، وتحده الكثبان الرملية الصحراوية لبحر الرمال، وتكثر به السبخات والتلال الصخرية التي أثرت فيها عوامل التعرية الصحراوية المحيطة بالمنخفض .
ويتميز منخفض الجغبوب بوجود البحيرات الصغيرة مثل بحيرتي الفريدغة، والملفا، كما تنتشر السبخات في أغلب أجزاء النطاق، ويظهر العديد من الحفر والتلال المنعزلة التي تعرف باسم ( القور )، وبعض الأودية، ومجموعة متفرقة من الكثبان الرملية، كما تنتشر في بعض أجزاء المنخفض الصخور القاعدية لسطح المنخفض، بالإضافة إلى الأحجار الصغيرة المتخلفة من عوامل التعرية الصحراوية .
وتتحدد الزراعة في بعض الأجزاء المنخفضة، التي تحتوي على تربة رملية طينية، ومعظمها ملحيةوتؤثر التضاريس بصفة عامة تأثيراً كبيراً على نوع النشاط الاقتصادي، فالمظهر التضاريسي الصعب يحول دون استغلال البيئة الطبيعية الاستغلال الأمثل، لا سيما في مجال الإنتاج الزراعي والحيواني، كما يحدد استخدام الميكنة في بعض المواقع، إضافة إلى تأثر الإنتاج الحيواني في النطاق بنوع المظهر التضاريسي بصفة عامة، الذي يحدد نوع الحيوانات التي تعيش وترعى عليها، في حين نجد المناطق السهلية تمتاز بخواص تفوق خواص المنطقة الجبلية، ولذلك نجد معظم المشروعات التنموية تنتشر في المناطق السهلية، ويمكن إجمال ملاحظاتنا حسب نمط المظهر التضاريسي فيما يأتي :
·       السهل الساحلي :
يمتد السهل الساحلي من خليج البمبة غرباً حتى حدود الجماهيرية مع الحدود المصرية شرقاً، وقد ساهمت طبيعة امتداد خط الساحل وتوغله في اليابس لمسافة أربعة كيلو مترات في تهيأة الظروف الطبيعية التي أدت إلى وجود ميناء طبرق، الذي يعد من أكبر الموانئ الطبيعية على الساحل الليبي، ويوجد إلى الشرق منه مرفأ البردي، ويكثر بالساحل العديد من الفجوات العميقة التي تشبه الفيوردات، ويتميز السهل الساحلي بالضيق في أغلب المواضع، حيث تشرف الحافة الشمالية للهضبة على البحر مباشرة .
وتعد سواحل هذا السهل خاصة في منطقة البطنان ـ الدفنة، أقل استقامة من بقية السواحل الليبية، ما سمح بوجود الخلجان والفجوات العميقة التي تظهر عند مصاب الأودية القصيرة ذات الحواف الحادة والانحدارات الشديدة، وتنتشر الشواطئ الحصوية في مناطق عديدة على امتداد هذا الساحل، كما تظهر بعض الشواطئ الرملية المنخفضة والكثبان المتفرقة، كما هو موجود في مناطق رأس التين، وخليج البمبة، وعين الغزالة، ويظهر العديد من السبخات بين  طبرق وخليج البمبة، الشكل ( 2.4 )، الأمر الذي يحد من استغلال المنطقة في النشاط الزراعي، ما عدا بعض المواقع البسيطة، التي يمكن أن تستثمر في الزراعة البعلية، وهي المناطق التي تعرف بالسقائف مثل سقيفة السد عند القرضبة .
·       هضبة البطنان ــ الدفنة :
تمثلان هضبة واحدة تمتد باستقامة من خليج البمبة غرباً إلى منطقة البردي شرقاً، بطول يصل إلى 250 كم، وتعرف المنطقة الممتدة من خليج البمبة إلى مدينة طبرق باسم البطنان، أما الدفنة فهي الهضبة الواقعة بين مدينة طبرق والحدود الليبية الشرقية، وتعد مدينة طبرق هي الحد الفاصل بين الهضبتين .
وتمتد الهضبة بصفة عامة بجوار خط الساحل المتعرج، وتتخذ شكلاً سُـلّمياً في المناطق الساحلية الشمالية، بسبب الانحدار الشديد في واجهتها الشمالية باتجاه الساحل، والانحدار الهين ناحية الجنوب، ومن ثم ظهر العديد من المدرجات، التي تتباين في اتساعها من منطقة لأخرى، وتنتشر بها مجموعة من المنخفضات تتخلل سطحها، ويطلق عليها اسم ( السقائف )، وتفصل بين هذه المنخفضات المحلية مناطق تلالية مرتفعة نسبياً، يطلق عليها اسم ( الحِجَاج ) على هيأة تلال وجروف .
ويفصل الهضبة عن البحر في بعض المواضع ــ خصوصاً من ناحية الغرب من منطقة الدفنة ــ سهل ساحلي ضيق، يختلف في اتساعه من مكان لآخر، لكنه لا يتعدى 40 كم .
كما يلاحظ أن المرتفعات والتلال التي تفصل السقائف عن بعضها بعضاً، تقطع بوساطة أودية صغيرة، تزداد أطوالها نسبياً بين رأس اعزاز والسلوم، وتتميز هذه الأودية بأنها ذات حواف حادة وشديدة الانحدار، خاصة في المناطق التي تشرف فيها الهضبة على البحر مباشرة، كمنطقة البردية، وتظهر مصاب هذه الأودية على هيأة خلجان صغيرة، تحددها رؤوس صغيرة من التكوينات الصخرية، وتتركز هذه المظاهر بوضوح في الجزء الشرقي من الهضبة، في حين تنحدر واجهة الهضبة الجنوبية انحداراً تدريجياً 

الشكل(2.4): نمط الزراعة البعلية في سقائف النطاق التخطيطي المحلي / البطنان
( أنموذج سقيفة السد إلى الشرق من مدينة طبرق )
  المصدر: مكتب العمارة للاستشارات الهندسية، بنغازي، 2005

ناحية الجنوب، حيث تظهر الصحراء بخصائصها الطبيعية، ويظهر نمط التصريف النهري الداخلي المحلي، وتتجه مصابها من منطقة وادي الشعبة إلى منطقة البلط الجنوبي جنوب الهضبة، ومن أهمها بلطتا المتورور، والعبد .
ويلاحظ التصريف الخارجي متمثلاً في الأودية الشمالية التي تقع في الحافة الشمالية، والتي تتباين في طولها وعمقها، فبعضها قصير لا يزيد على 5 كم، يمثل فجوات صغيرة في حالـة الهضبـة أو أحواضاً دائرية قيعانها مسطحة، يمكن استثمارها في الزراعة البعلية والرعي، وهذه الأودية تبدأ من الشرق بوادي جرفان، وتنتهي غرباً بوادي السهل، مروراً بأودية الحقوة، وجنزور، والعودة وغيرها .
وتتميز بعض مناطق هذه الهضبة بوعورة تضاريسها، نظراً لكثرة انتشار الصخور المتهشمة والأودية والشقوق في أماكن متفرقة،  حيث أن طوبوغرافية الهضبة حددت استثمارها في مجال الزراعة، إلا في حدود انتشار أنماط من الزراعة البعلية المعتمدة على كمية التساقط القليلة والشديدة التباين، التي تستثمر في الإنتاج الحيواني، بحيث تعد من أفضل المناطق الرعوية في المنطقة الشرقية، في حالة توافر عنصر المطر، حيث تتركز في الأجزاء الشمالية مراعي الإستبس للأغنام، بينما تسود قطعان الإبل في النطاق الجنوبي مثل وادي الشعبة .
·       منخفض الجغبوب :
يتحدد المنخفض بحافة تقع على منسوب 13 متراً فوق مستوى سطح البحر، وهو أقل من هضبة البطنان ــ الدفنة، ويتميز بالانخفاض عموماً، ويتألف من مجموعة متفرقة من الأحواض الصغيرة تفصلها التلال المتقطعة، وتشرف على المنخفض من الناحية الشمالية حافة تتكون من الصخور الرسوبية الأفقية الشديدة الانحدار، وتمزقها مجموعة من الأودية العميقة نسبياً المتخلفة من العصر المطير، كما يحدث في بقية المناطق الصحراوية بالجماهيرية، ويحده من ناحية الجنوب الكثبان الرملية، وبعض بقايا التكوينات الصخرية التي تظهر على هيأة تلال منعزلة، وتنتشر في المنخفض البحيرات الضحلة والسبخات، الأمر الذي يحدد استثمارها في الزراعة، ما عدا بعض المواضع التي تصلح تربتها لزراعة أشجار النخيل والزيتون .
أما عن المناخ وأثره على الزراعة، فالنطاق المحلي / البطنان يقع في نطاق المناخ شبه الصحراوي، وتتأثر الواجهة الشمالية لهضبة البطنان ــ الدفنة بالمؤثرات البحرية، ضمن مناخ الساحل الشمالي الليبي، وتتأثر بكثرة تعرجات الساحل إلى الداخل ووقوعها في ظل المطر، في حين نجد الأجزاء الجنوبية من النطاق تخضع للمؤثرات الصحراوية بمعطياتها الطبيعية المتطرفة، وهذا ما سيتضح خلال عرض عناصر المناخ لمحطتي طبرق والجغبوب .
·       الحرارة :
تعد الموارد الحرارية من أهم العناصر المناخية التي تؤثر في نمط النشاط الزراعي، وتتوافر في النطاق درجات الحرارة الملائمة، التي تفوق حد نمو المزروعات، ويتضح تأثير المؤثرات البحرية في النطاق الساحلي عنه في النطاق الجنوبي في الجغبوب، وعامل المظهر التضاريسي لا يؤثر على قيم معدلات الحرارة كثيراً، لأن ارتفاع الهضبة لا يزيد على 200 متر فوق مستوى سطح البحر، ما يحدد أثر التضاريس على درجات الحرارة .
ويتبع مسار درجة الحرارة بصورة طبيعية الارتفاع التدريجي ابتداءً من شهر أي النار (يناير)، وأعلى درجات للحرارة  في شهر هانيبال (أغسطس) في طبرق لقربها من الساحل، في حين تصل ذروتها في الشهر نفسه في الجغبوب، ما يبرهن على قارية المناخ في الجنوب، وهيمنة المناخ شبه الصحراوي في الشمال، ويعد أكثر شهور السنة برودة شهر أي النار (يناير)، إذ تنخفض درجة الحرارة في محطة طبرق إلى 7 مº، وتصل في الجغبوب إلى 12.02 مº، ويعد شهر هانيبال (أغسطس) أكثر شهور السنة حرارة، إذ تصل درجة الحرارة في الجغبوب إلى 29.06 مº في النطاق الصحراوي، وتقل عن 22.18 مº في طبرق الساحلية ، والمتوسط السنوي للجغبوب 21.36 مº، وفي طبرق ينخفض إلى 15.17 مº، نظراً لقربها من المؤثرات البحرية .
ويلاحظ توافق النسق العام لدرجات الحرارة من حيث الفترات التي ترتفع فيها، والتباين يظهر في المعدلات التي تحددها الظروف المحلية، ما يبرهن على أن المعدلات الحرارية متوافرة للإنتاج الزراعي .
·       الأمطار :
تعد الأمطار المحدد الطبيعي لإمكانية الزراعة الرعوية، بعد توافر الموارد الحرارية، ويتميز النطاق المحلي / البطنان بأنه يمثل نطاقاً مناخياً محلياً داخل النطاق المناخي التضاريسي الجبلي، غير أنه يعد أقل مناطق النطاق الجبلي ارتفاعاً، فهو أقل نطاقات إقليم الجبل الأخضر مطراً، والسبب في ذلك يرجع إلى تراجع خط الساحل إلى الداخل، وانخفاض تضاريسه، ووقوعه في منطقة ظل المطر خلف الجبل الأخضر، الذي يستأثر بمعظم الأمطار التي تسببها الرياح الغربية، حيث تقل أمطار السفح الجنوبي عن بقية محطات النطاق التخطيطي المحلي، ومن ثم فهو أكثر جفافاً، وتختلف معدلات التساقط بين المحطات الواقعة في القسم الغربي من منحدر الجبل الأخضر، وهي تصل في محطة الخروبة إلى 92 ملم / سنة، وتصل في محطة المخيلي إلى 39.2 ملم / سنة، في حين تقل في نطاق الجغبوب لتصل إلى 15.20 ملم / سنة، فنسبة كميات التساقط في النطاق الجنوبي تتشابه في انحراف السنوات الجافة عن المتوسط، أما معدل السنوات الرطبة، فيختلف حسب الموقع الجغرافي بالنسبة للسفوح الجنوبية للمنحدر، وذلك لبعدها عن الرياح الرطبة، وهي أكثر تعرضاً للرياح الشرقية الجافة.
إن إدراك الاتجاه العام للأمطار هو الأساس الأول الذي من خلاله يحدد ما يمكن أن يستثمر من مياه في المجالات المختلفة، فمن خلال الدراسة المناخية لعناصر المناخ في نطاق البطنان، لوحظ أن هناك تناقصاً في كمية الأمطار في طبرق خلال فترات الرصد المختلفة بمقدار 50.01 ملم / سنة، ومن ثم فإن معدل التغير السنوي يكون مقداره 2.6 ملم / سنة .
إن التغيرات المناخية المختلفة، ومن أهمها عنصر التساقط، تحدد نمط الإنتاج الزراعي والحيواني في النطاق، حيث نجد نمط الزراعة المنتشر هو زراعة الحبوب البعلية
( القمح، والشعير )، وبعض المزروعات الأخر مثل البطيخ البعلي، بالإضافة لاستزراع الكروم وأشجار الزيتون، كما تسود أيضاً تنمية الثروة الحيوانية على مراعي الإستبس، لا سيما في منطقة السقائف، في حين تسود تربية قطعان من الإبل في السفوح الجنوبية للهضبة، وأهمها وادي الشعبة .
ويشتمل النطاق المحلي / البطنان على أنواع مختلفة ومتباينة من التربات كبقية النطاق التخطيطي / بنغازي، لكن تربة هذا النطاق تختلف عن غيرها، بسبب عوامل طبيعية عدة، منها انخفاض نسبة التساقط بصفة عامة، وارتفاع المعدلات السنوية للحرارة عن غيرها، وتعرضها للاضطرابات الجوية، لا سيما الرياح المحلية، إضافة إلى أنواع الصخور القاعدية والمفتتة وما يضاف إليها من المواد المتحللة ، وتستغرق عملية التكوين فترات زمنية متباينة تبعاً لمدى قوة وسرعة العوامل المؤثرة في عمليات التكوين، ومدى توافرها، وبناءً على ذلك يتحدد سمك التربة وقدرتها الإنتاجية بالمدى الذي تكثر فيه المواد العضوية المتحللة بالقدر الكافي، ويعرف عن نطاق البطنان أنه خصب التربات، كما تتوافر المياه الكافية لنمو النباتات، لا سيما الزراعة البعلية المعتمدة على الأمطار، وتشتهر بين الفلاحين في بعض السنوات بما يُسمى بالشرقيات، كما يحدث في بعض السنوات التي يزيد فيها معدل الأمطار على المتوسط العام، ويقارب 300 ملم / سنة، حيث يزداد الإنتاج بنسبة كبيرة .
ويمكن تقسيم التربات في هذا النطاق حسب أهميتها الزراعية والرعوية إلى الأنواع الآتيـــة :
أ  ـ التربات الرملية الطينية :
تنتشر في السهل الساحلي، وعند مصاب الأودية، وفي بطونها، و كمدرجات على سطوحها، وتعد من أجود أنواع التربات لزراعة الخضراوات والفواكه حسب توافر الإمكانات المائية، وتعاني المزارع في النطاق الساحلي من زحف الكثبان الرملية الشاطئية عليها في بعض المواضع .
ب ـ تربات السقائف :
تعد من أفضل تربات النطاق، وهي تربات منقولة رسوبية، قوامها سلتي رملي تجمعت في منخفضات طولية، أو ما تعرف بالمدرجات على السفوح الجبلية الممتدة من الغرب إلى الشرق، ومن أمثلة هذه السقائف السد، وجنوب طبرق، والقبقابة، وجفلر جنوب كمبوت، والدّارة في الجنوب الغربي من كمبوت، والزعفرانة، والخنق، والخوير، والغرابات، والشويغرات، والشومر، والدودة، والريفي، والقبة، وكروم الخيل وغيرها من السقائف التي تشتهر بها هضبة البطنان ــ الدفنة .
والتربات الموجودة في قلب هذه السقائف أعمق وأفضل الأراضي، وتقل جودتها عند الحدود الخارجية للسقيفة، نظراً لزيادة نسبة الانحدار، وتعرضها للتعرية المائية والهوائية، وزيادة نسبة الحصى والحجارة على السفوح، إذ إن كل سقيفة تنتهي بعدد من الأودية والمسيلات الصغيرة، التي تصب أثناء الموسم المطير، وتعمل على تجميع المياه وسط السقيفة، وتعرف محلياً ( بالنقعة )، أي المكان الذي تستقر فيه المياه، وغالباً ما تشكل غديراً لبضعة أيام، وتعد موارد لسقاية الحيوانات في تلك الفترة، وبعد جفافها تزرع بالمحصولات البعلية مثل البطيخ وغيرها .
كما تظهر في بعض السقائف تجمعات ملحية كما هو موجود في سقيفة السد، وهي من أكبر السقائف، حيث تمتد بين عين الغزالة والحدود الغربية لمدينة طبرق، وتظهر السبخات الملحية لقربها من الشاطئ .
وتكمن أهمية هذه التربات في الزراعة البعلية والمراعي بالدرجة الأولى، وفي حالة توافر مياه الري يجود نمط الزراعة المروية للخضراوات وبعض أشجار الفاكهة، على نطاق ضيق لمحدودية إمكانية مياه الري .
ج ـ التربات الصحراوية :
تنتشر في أجزاء واسعة من النطاق المحلي / البطنان، لا سيما في النطاق الجنوبي، وفي وادي الشعبة، ونطاق الجغبوب، ويتركز انتشارها في النطاق الجاف، الذي يعم معظم أجزاء النطاق، وهي من التربات الفقيرة في مواردها العضوية اللازمة لنمو النباتات، وتستثمر في الأطراف الجنوبية كمشروع وادي الشعبة في تربية الإبل، كما تستثمر التربات الرملية والملحية الطينية في منخفض الجغبوب في تنمية وزراعة النخيل والزيتون .
وبصفة عامة قدرتها الإنتاجية ضعيفة جداً، وإمكانية استصلاحها تحتاج إلى معالجات خاصة، سواءً بإضافة الأسمدة والأغذية، أو غسل التربة من الأملاح، كما يحدث في بعض مزارع منخفض الجغبوب، ومن ثم فاستثمارها غير مجدٍ اقتصادياً، ولكن إمكانية استغلالها تنحصر في حدود الزراعة المعيشية المتعارف عليها في المنخفض .
ولمصادر المياه دور بالغ الأهمية في الزراعة، وفي النطاق التخطيطي / البطنان تتمثل في مياه الأمطار والأودية السطحية والمياه الجوفية، ومياه الصبورة ( مياه ناقلات النفط )، ومياه الصرف الصحي، إضافة إلى المياه المحلاة، ويمكن إيجاز الإمكانات المائية في النطاق وعلاقتها بالزراعة فيما يأتــــي :
1.    مياه الأمطار :
تعد المصدر الأساسي لمعظم حياة السكان الذين يغلب عليهم الطابع الريفي أو البدوي، وتقوم عليها الزراعة البعلية بمختلف أنوعها، وتربية قطعان الحيوانات، ولا تقتصر أهمية مياه الأمطار على كونها مصدراً للمياه، وإنما تتعداه إلى كونها مصدر تغذية للمخزون الجوفي في بعض المناطق، إذ تتسرب في مسام التربة والصخور لتصل إلى المياه الجوفية .

2.    مياه الأودية السطحية :
تعتمد مياه الأودية ( الجريان السطحي ) على مواسم حدوث الأمطار ووفرتها، وبصفة عامة الأمطار قليلة كما سبق ذكره، ولكن هذا لا يقلل من أهمية إقامة السدود التعويقية على بعض الأودية والمسيلات الصغيرة، وإقامة الصهاريج على نطاق واسع، واستخدامها في سقاية قطعان الحيوانات، لا سيما الأغنام والإبل، واستثمارها في الإنتاج الزراعي محدود جداً لقلتها .
3.    المياه الجوفية :
تشكل المياه الجوفية، على الرغم من محدوديتها وتدني نوعيتها، المصدر الأول أو الأساس للاستعمالات المختلفة، وتقسم المناطق التي توجد فيها خزانات جوفية إلى ثلاثة نطاقات، هي طبرق، والشعبة، والجغبوب .
يشمل نطاق طبرق المنطقة الساحلية الممتدة من البردي حتى خليج البمبة، ويحظى بأعلى معدلات الهطول بالمنطقة، التي لا تزيد على 160 ملم / سنة، ويعمل هذا المعدل على تغذية الخزانات الجوفية بنسبة قليلة جداً لا تذكر، وما يزيد من مشكلة هذا الخزان ارتفاع نسبة الملوحة، التي تتراوح معدلاتها بين 2000 و 9000 جزء في المليون .
أما نطاق الشعبة فيقع بين خطي مطر 10 و 50 ملم / سنة عند وادي الحميم والأطراف الشمالية لمنخفض الجغبوب، وكبر مساحة الخزان الجوفي فيه، وزيادة مناسيب المياه بين 100 و 200 متر، وارتفاع معدلات الملوحة بين 7000 و 9000 جزء في المليون، يحدد إمكانية استثمار هذه المياه في الزراعة والرعي .
ويقع نطاق الجغبوب إلى الجنوب من أحزمة مطر 10 ملم / سنة شمالاً، ويحده من الجنوب نطاق بحر الرمال العظيم، وتتراوح نسبة الملوحة فيه بين 1700 و 4200 جزء في المليون، وبعض مياهه كبريتية، ترتفع درجة حرارتها، الأمر الذي يحدد نمط استغلالها في نطاق ضيق في الإنتاج الزراعي، وهي تحتاج إلى معالجة وتجميعها في جوابٍ ( أحواض )، حتى يترسب ما بها من مواد عالقة، إضافة إلى تبريدها، ثم استغلالها في زراعة بعض محصولات العلف، وري أشجار النخيل والزيتون .
4.    مياه الصبورة ( مياه ناقلات النفط ) :
تتمثل في المياه التي تجلبها الناقلات النفطية معها لحفظ توازنها بعد تفريغ حمولتها من النفط، وقد تمت دراسة إمكانية استثمار هذه المياه بعد تنقيتها من الشوائب النفطية، وأجريت بعض التجارب على استخدامها في الإنتاج الزراعي في بعض المناطق الزراعية جنوب الميناء النفطي بطبرق،والتجربة مازالت على نطاق ضيق، وهي بصفة عامة غير اقتصادية، لكنها تعد ملجأ أخيراً في نطاق يعاني من العجز المائي بصفة عامة .
5.    مياه الصرف الصحي :
تعد مياه الصرف الصحي من المياه المعالجة التي يمكن استثمارها بالإنتاج الزراعي، غير أنه تواجهها الكثير من المشكلات والصعوبات، لأن البنية الأساسية وشبكة الصرف الصحي لم تكتمل بطبرق، وبصفة عامة هناك ما يزيد على 60 % من مياه الصرف يتم التخلص منها عن طريق الآبار السوداء، وهذه الطريقة لها مخاطرها، والاستفادة من مياه الصرف الصحي ماتزال في طور البحث والدراسة، وإمكانية استثمارها في ري محصولات الأعلاف ماتزال محدودة .
6.    المياه المحلاة :
بدأ استغلال مياه البحر المحلاة في الاستهلاك البشري لحل مشكلة المياه في مدينة طبرق، ومن المشاهد حالياً بدء استثمار جزء من هذه المياه في الزراعة في بعض أجزاء سقيفة السد غرب طبرق، وظهور نمط من المزارع الحديثة التي تعتمد في أساسها على المياه الجوفية والمحلاة، لكن هذا النمط مؤقت لعدم استمرارية مصادر المياه التي يعتمد عليها .
بالإضافة إلى دور النبات الطبيعي ( الغطاء النباتي ) الذي يعكس الصورة الطبيعية للبيئة النباتية بالنطاق المحلي / البطنان، حيث تتميز أراضيه وأراضي الدفنة بخلوها تقريباً من الأشجار الطبيعية بصورة عامة، وتشكل الحشائش والشجيرات الصحراوية الغطاء النباتي الطبيعي بالنطاق، وفي بعض المواضع تم استبدال الغطاء النباتي الطبيعي بزراعة المحصولات الحقلية كالقمح والشعير، وبعض المحصولات البعلية الأخر .
كما أن الرعي والحرث المستمرين من أهم العوامل التي تؤدي إلى تدهور الغطاء النباتي الطبيعي في هذا النطاق، نظراً لأنه يمتاز بمحدودية المجموعات الشجرية والأنواع النباتية بسبب ظروف الطبيعة الصعبة من مناخ وتربة، ويمكن إجمال أهم الأنواع الموجودة في المثنان، والشفشاف، والرمث، والحلبلب، والسبطة، والأثل، وهذه الأنواع مراعٍ طبيعية، لا سيما لقطعان الإبل، وبعض الأغنام، بالإضافة إلى النباتات الحولية مثل السهوب وغيرها .
2.2.4 الموارد والعوامل البشرية المؤثرة في الإنتاج الزراعي بالنطاق المحلي / البطنان
·       التوزيع الحضري الريفي للسكان :
تشير الإحصاءات والتعدادات الرسمية للسكان بالنطاق المحلي / البطنان إلى أن هناك تغيرات جوهرية في التركيب السكاني الريفي الحضري، فمن خلال تتبع توزيع السكان بين المناطق الحضرية والريفية في الفترة من1954-1995ف  نلاحظ النمو السريع لسكان الحضر ( خاصة مدينة طبرق )على حساب سكان الريف وتشير دراسة التركيب الحضري والريفي للسكان التي أوردها التقرير الوطني للتنمية البشرية في ليبيا إلى أن نسبة سكان الريف بالنطاق المحلي / البطنان انخفضت إلى 19.4 % في سنة 2001 ف، وهذه النسبة تدل على استمرارية تزايد سكان الحضر في النطاق، فقد وصلت إلى
79.6 % على حساب سكان الريف، والسبب في هذا التغيير الديموغرافي هو تزايد تيار الهجرة من الريف إلى المدن خاصة إلى مدينة طبرق، التي بلغت نسبة السكان فيها أكثر من ربع سكان النطاق المحلي / البطنان، أي ما نسبته 26.85 % .
·       القوى العاملة الزراعية :
يتضح من دراسة التركيب الاقتصادي للسكان الليبيين العاملين اقتصادياً بالنطاق المحلي / البطنان في عام 1995 ف أن هناك تحولاً كبيراً نحو المهن الخدمية في المناطق الحضرية، وقد دلت إحصاءات العاملين اقتصادياً على أن حوالي 90 % من السكان يشتغلون بالقطاعات الخدمية والتجارية، وقد جاءت نسبة العاملين في أعمال الخدمات بالمرتبة الأولى بنسبة 24.5 %، وتلتها في المرتبة الثانية نسبة المشتغلين بالمهن العلمية والفنية 24 %، واحتل العاملون بالإنتاج والنقل المرتبة الثالثة بنسبة 16 % .
وعلى الرغم من أن مجتمع النطاق المحلي / البطنان كان في السابق بدوياً رعوياً يشتغل معظم سكانه بحرفة الزراعة وتربية الحيوانات، نجد أن إحصاءات التركيب الاقتصادي للسكان في سنة  1995 ف، تشير إلى انخفاض نسبة العاملين بمهن الزراعة والرعي إلى 10 % من عدد السكان العاملين اقتصادياً، وهي بذلك تأتي في المرتبة الرابعة، ويعد هذا مؤشراً لتحول السكان في النطاق المحلي / البطنان نحو الاستقرار في المناطق الحضرية، والاشتغال بالحرف والمهن الخدمية والإدارية والتجارية والاصطناعية، وهجرتهم لحياة الريف، وعزوفهم عن المهن الزراعية والرعوية .
·       ملكية الأرض والحيازات الزراعية :
إذا تتبعنا تطور الحائزين الزراعيين في النطاق المحلي / البطنان في الفترة بين تعدادي 1987 ف و 2001 ف، كما هو مبين بالجدول ( 4.4 ) نلاحظ أن هناك تطوراً إيجابياً بسيطاً في عدد الحائزين الزراعيين بلغ 728 حائزأ بين التعدادين، ونلاحظ في الوقت نفسه أن نسبة الحائزين الزراعيين الذين يزاولون العمل الزراعي كمهنة رئيسة انخفضت قليلاً بالنطاق من28 % في سنة 1987 ف إلى 27 % في سنة 2001 ف، في حين ارتفعت نسبة الحائزين غير المتفرغين للعمل الزراعي من 72 % في سنة 1987 ف إلى 73 % في سنة 2001 ف، وبصفة عامة نلاحظ تناقصاً في عدد العاملين بالزراعة نتيجة لتحول العاملين بقطاع الزراعة للقطاعات الأخر كالتجارة والخدمات.
         الجدول(4.4): تطور الحائزين الزراعيين في النطاق المحلي / البطنان لتعدادي 1987 ف و 2001 ف.
البيــــــــــــــان
الحائزون الزراعيون حسب المهنة الرئيسة في تعداد عام 1987 ف
الحائزون الزراعيون حسب المهنة الرئيسة في تعداد عام 2001 ف
التطور العددي للحائزين الزراعيين خلال الفترة بين التعدادين
بالزيادة (+) أو النقصان (-)
مزارع
ليس مزارعاً
إجمالي
مزارع
ليس مزارعاً
إجمالي
مزارع
ليس مزارعاً
إجمالي
العـــــــــــــــــدد
1133
2934
4067
1275
3520
4795
142
586
728
النسبـــــــــــــــــة
28
72
100
27
73
100
20
80
100
 المصدر: التعداد العام الزراعي في الفترة من 1987-2001 ف.
الشكل(3.4): تطور عدد الحائزين الزراعيين في النطاق المحلي / البطنان
في الفترة بين تعدادي 1987 ف و 2001 ف.
المصدر: التعداد العام الزراعي في الفترة من 1987-2001 ف. 
3.2.4  خطط التنمية الزراعية وبرامجها في النطاق المحلي / البطنان
قد جاءت البرامج والمشروعات الزراعية التنموية ضمن إطار وخطط التنمية الزراعية التي تشرف عليها الهيأة التنفيذية لمنطقة الجبل الأخضر، ولكن المشروعات التي أقيمت في هذا النطاق كانت محدودة ومتواضعة، نظراً لشح الموارد المائية، وفقر التربة، وضعف الإمكانات الطبيعية والبشرية في النطاق، وقد ركزت هذه المشروعات على توطين الرعاة وتنمية الثروة الحيوانية، وزراعة أشجار الفاكهة التي تتحمل الجفاف مثل الكروم والزيتون في الجزء الشمالي من النطاق، وعلى تنمية أشجار النخيل في منخفض الجغبوب في الجزء الجنوبي، وفيما يأتي نبذة عن أهم المشروعات الزراعية التي أقيمت بالنطاق :
·             المشروعات الزراعية :
أقيم بالنطاق مشروعان هما البطنان والبمبة، وقد كانا من ضمن المشروعات التي تشرف عليها الهيأة التنفيذية لمنطقة الجبل الأخضر، لكن تلك المشروعات آلت تبعيتها لأمانة الزراعة بشعبية البطنان، بعد حل الهيأة التنفيذية لمنطقة الجبل الأخضر وهما:
أولاً : مشروع هضبة البطنان :
تبلغ المساحة الإجمالية المستهدف إصلاحها في المشروع 300000 هكتار، وهي تمتد من خليج البمبة غرباً إلى البردي شرقاً على شكل شريط مستطيل، و من أهم أهداف المشروع استكشاف موارد المياه الجوفية وحفر الآبار لاستخراجها وتجميع مياه الأمطار والمجاري المائية السطحية وحفظها في خزانات لاستخراجها وقت الحاجة وتوطين الرعاة بالمنطقة وإقامة بيوت رعوية لهم وتنظيم وتحسين المراعي وزيادة إنتاج الحبوب في المنطقة خاصة الشعير .
وقد مر المشروع بمراحل عدة، تضمنت المرحلة الأولى القيام بالعمليات المسحية، والدراسات الاستكشافية، والمفصلة للعناصر الطبيعية لأستغلالها ومعرفة امكاناتها وفي المرحلة الثانية بدأت عمليات تنفيذ المشروع بتسييج المناطق المختارة للرعي، وتقسيمها لمزارع وحفر الآبار وإقامة الصهاريج لتجميع المياه، وزراعة أشجار الغابات كمصدات، وإجراء بعض التجارب على زراعة أشجار الفاكهة، وقد تم حفر بئرين في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي،  تقع البئر الأولى في منطقة بئر الأشهب، وتبلغ ملوحة مياهها 2976 جزءاً في المليون، وتقع الثانية في منطقة كمبوت، وتبلغ ملوحة مياهها 5088 جزءاً في المليون، والهيأة التنفيذية بدأت في إجراء التجارب على زراعة أشجار الغابات والفاكهة باستخدام المياه المالحة في عمليات الري بمساحة قدرها 200 هكتار بواقع 100 هكتار في الموقعين المذكورين، وقد تمت إقامة سياج حول المنطقتين بطول قدره 8 كم، وتم التعاقد على إنشاء شبكة ري بالتنقيط تغطي حوالي 20 هكتاراً، وتمت زراعة 2000 شتلة من أشجار الفاكهة كالعنب والزيتون واللوز والرمان، وزراعة 120000 شتلة من غابات مختلفة، وقام المشروع ضمن خطته في الموسم الزراعي لسنة 1980 ف بتوزيع 12000 قنطار من الشعير علفاً لمساعدة مربي الإبل على مواجهة الجفاف، وتوزيع 5000 قنطار أخر من الشعير تمت زراعتها في مساحة قدرها 10000 هكتار في نطاق المشروع في الموسم نفسه، وكذلك أقيمت وحدة لجز صوف الأغنام في المنطقة .
ثانياً : مشروع خليج البمبة :
يقع هذا المشروع في منطقة التميمي بالقرب من خليج البمبة، وتبلغ مساحته حوالي 880 هكتاراً، وهو من ضمن المشروعات الزراعية التي تم تنفيذها خلال الزراعية في الفترة بين 1976 ـ
1980 ف وقد وضعت الهيأة التنفيذية لمنطقة الجبل الأخضر برنامجاً لتنفيذ المرحلة الثانية من المشروع، يتم فيه تقسيم المنطقة لمزارع وتمليكها للمواطنين بناءً على تقييم النتائج التي يتم التحصل عليها من الدراسات الفنية التي أجريت في المرحلة الأولى .
لكن هذه المشروعات التي بدأت الهيأة التنفيذية لمنطقة الجبل الأخضر في تنفيذها خلال الخطة الخماسية ( 1976 ف ــ 1980 ف ) في منطقتي هضبة البطنان وخليج البمبة تعثرت، وبعضها فشل بسبب الظروف الطبيعية القاسية المتمثلة في قسوة المناخ وتدني جودة وصلاحية الأراضي والتربة في المنطقة من ناحية، وبسبب حل الهيأة التنفيذية في بداية الثمانينيات من القرن الماضي وما صاحبه من وقف للمخصصات المالية، وعدم استكمال الدراسات الفنية اللازمة لتنفيذ هذه المشروعات الزراعية من ناحية أخرى .
ثالثاً : مشروعات أخر :
يوجد في الوقت الحاضر عدد من المشروعات الزراعية الواقعة بالنطاق، بعضها يتبع اللجنة الشعبية لقطاع الزراعة والثروة الحيوانية بشعبية البطنان، وبعضها الآخر مشروعات أهلية يمتلكها مواطنون أو مزارعون، وتتمثل المشروعات التابعة لأمانة الزراعة والثروة الحيوانية في الآتــــي :
1.  مشروع باب الزيتون لتربية الدواجن وإنتاج البيض، وهو يحتوي على 9 حظائر، ويقع بمؤتمر باب الزيتون .
2.    مشروع أبقار جنزور في مؤتمر بئر الأشهب .
3.    مشتل غابات الغرابات .
4.    مشتل لإنتاج شتلات الفاكهة .
وتعاني مشروعات الإنتاج الحيواني من نقص الأعلاف والخدمات البيطرية، ومشكلات الصيانة، وعدم توافر قطع الغيار، وهي في وضع سيئ لقلة الإمكانات المادية والمخصصات المالية، أما المشروعات الزراعية الأهلية، فهي صغيرة نظراً للإمكانات المحدودة للمزارعين والمواطنين الذين يمتلكونها، وهي تتمثل في الآتي :
1.    حظائر لإنتاج دجاج اللحم .             2.مشروعات لتربية الإبل .
3.مشروعات لتربية الأغنام .                4.مزارع لزراعة النخيل والزيتون .
5.مزارع  لزراعة الزيتون .
وقد بلغ إجمالي مساحة مشاتل مزارع الفاكهة بالنطاق في سنة 2005 ف حوالي 18.5 من الهكتارات، يمتلكها 11 مواطناً، وهي تتوزع على ثلاث مناطق هي طبرق، ومرسى اللك، وجنزور، وتتراوح مساحتها بين 0.5 و 4 هكتارات، وبعض هذه المزارع يروى من آبار رومانية، وبعضها الآخر يروى من آبار عادية، بالإضافة لمزارع متخصصة في غرس مشاتل نباتات الزينة والغابات، والجدول ( 5.4 ) يوضح مساحة المزارع وأصناف أشجار الفاكهة المزروعة فيها .

الجدول(5.4): حصر أشجار الفاكهة بمنطقة النطاق المحلي / البطنان لعام 2005 .
المساحة بالهكتار
عنب
زيتون
تين
رمان
لوز
خوخ
أشجار أخــــــــــــــــــــــر
نخيــــــل
أخــــــــر
18.5
62090
9602
104827
4416
5967
4343
3409
3285
  المصدر: الدراسة الميدانية’ مكتب العمارة للاستشارات الهندسية، بنغازي، 2005 ف.
الشكل(4.4): توزيع نسب أشجار الفاكهة بالنطاق المحلي / البطنان لعام 2005 ف.
                                    المصدر: الدراسة الميدانية’ مكتب العمارة للاستشارات الهندسية، بنغازي، 2005 ف.
رابعاً : مشروع تنمية وتطوير النخيل في الجغبوب :
يعد مشروع تنمية وتطوير النخيل بالجغبوب من مشروعات جهاز تنمية وتطوير النخيل في نطاق الواحات الليبية، وهو يقع في واحة الجغبوب بالجزء الجنوبي من النطاق المحلي / البطنان، وهو الوحيد بهذه المنطقة، وقد اختيرت هذه الواحة لإقامته نظراً للعديد من الظروف الملائمة لزراعة النخيل المتمثلة في المناخ الجاف والتربة الرملية وتوافر المياه الجوفية، وإن كانت تميل للملوحة، ووجود الخبرة لدى مزارعي المنطقة في مجال زراعة النخيل ومن أهداف هذا المشروع ما يأتي :
1.    تسوية واستصلاح الأراضي القابلة للزراعة بالمنطقة .
2.    حفر الآبار لسد حاجة زراعة النخيل من المياه .
3.    حفر الجور وزراعة الفسائل الجديدة .
4.  ربط الآبار بالمزارع عن طريق مد شبكة من القنوات لاستغلال المياه في عمليات الري بالغمر في المشروع القديم .
5.  الاهتمام بالنخيل المزروع سابقاً، ورفع معدلات الأداء لزيادة إنتاجية النخيل الموجود، عن طريق توفير المياه والتسميد، والعناية بالعمليات الزراعية الأخر، كالتقليم والتوشيح وغيرها من عمليات تربية النخيل وتحسينه وتطويره .
وقد وضعت خطة للتوسع في زراعة النخيل بالمنطقة في مطلع الثمانينيات من القرن الماضي، وتم استزراع حوالي 15881 فسيلة جديدة في الفترة من 1984 ف إلى 1987 ف من أصناف متنوعة من التمور كالصعيدي، والعزاوي، وهو ما يعرف بالمقماق أو الطفرة، وأنوع أخر .
ثم أصابت المشروع فترة ركود خلال نهاية الثمانينيات، حيث توقفت عمليات التوسع الأفقي لزراعة النخيل، وتم التركيز على استصلاح الموجود والعناية به، ثم بدأت مرحلة جديدة في أوائل التسعينيات، وتم استصلاح مساحة 1000 هكتار جديدة في سنة 1991 ف لزراعة عدد 100000 فسيلة من أصناف متنوعة مستوردة من خارج المنطقة، وقد تم تخصيص مساحة 30 هكتاراً لزراعتها بالنخيل، واستخدام نظام الري بالتنقيط كتجربة تكون أنموذجاً للمزارعين بالمنطقة، بحيث يتم تعميم هذا النظام في المنطقة كلها للمحافظة على المياه وتقليل نسبة التبخر والفاقد منها، وقد بلغت المساحة الكلية للمشروع حوالي 300 هكتار، حفرت فيها 18 بئراً، وبلغ عدد العاملين في المشروع 40 منتجاً، وهو يستهدف مستقبلاً تقسيم المشروع لمزارع توزع على المزارعين للانتفاع بها على أساس الاكتفاء الذاتي للعاملين بالمشروع، والراغبين  في التمليك من أبناء منطقة الجغبوب، وقد خصصت مزرعة أنموذجية لتدريب المزارعين على عمليات تربية النخيل بالطرق الحديثة وإجراء بعض التجارب الأولية على زراعة أصناف جديدة من التمور بالمنطقة . 
4.2.4  الوضع الزراعي القائم بالنطاق المحلي / البطنان
تتميز الزراعة بالنطاق المحلي / البطنان عن غيرها مما هو موجود في النطاقات الأخر المجاورة بنمط اختلاط الأنشطة الزراعية مع تربية الحيوانات، إذ يوجد نمطا الزراعة البعلية والمروية رياً جزئياً، إلى جانب الرعي بمختلف أنواعه، خاصة رعي الأغنام والماعز والإبل .
ويسود نمط الزراعة البعلية في هذا النطاق بالدرجة الأولى، إذ يشغل مساحة نسبتها حوالي 94 % من مجموع مساحات الأراضي الزراعية، وهي تقدر بحوالي 70000 هكتار، ونسبة أراضي الزراعة المروية لا تشكل سوى 0.4 % من مجموع مساحات حيازات الأراضي الزراعية في النطاق .
وتشير نتائج التعداد الزراعي 1987 ف إلى أن هناك مساحات قدرها 2705 هكتارات، أي ما يشكل حوالي 3.9 % من مجموع مساحات الحيازات الزراعية قابلة للزراعة بعد استصلاحها وتنميتها، أما غير القابلة للزراعة فتقدر مساحتها بحوالي 1755 هكتاراً، وتشكل حوالي 2.5 % من مجموع الحيازات الزراعية، وتتوزع الأراضي الزراعية في السقائف والغيطان السابقة الذكر حسب ما تسمح به إمكاناتها الطبيعية بقيام نمط الزراعة البعلية والمروية، وتستثمر بعض أجزائها في رعي الحيوانات على المجموعات العشبية الحولية .
وتجدر الإشارة إلى أن أراضي الزراعة المروية نمت بين تعدادي 1974 ف و 2001 ف، فمساحات الأراضي الزراعية المروية نمت من 572 هكتاراً إلى 5000 هكتار، أي بنسبة نمو قدرت بحوالي 500 %، كما زادت المساحة البعلية من 70000 هكتار في تعداد عام 1987 ف إلى 114000 هكتار في تعداد عام 2001 ف، وصاحب هذا التطور والنمو في المساحات الزراعية كنتيجة حتمية لمشروعات التنمية الزراعية في السبعينيات والثمانينيات زيادة في مساحة المراعي إلى 900000 هكتار، ونمت مساحة الغابات إلى 700000 هكتار في التعداد الزراعي لعام 2001 ف .
·             أنماط الزراعة والنظم الزراعية بالنطاق المحلي / البطنان :
يسود نمطان رئيسان من الزراعة في هذا النطاق حسب المعطيات البيئية الطبيعية والبشرية همــــا :
أ  ـ نمط الزراعة الشتوية ــ البعلية .ب ـ نمط الزراعة الصيفية ــ المروية رياً جزئياً .
ويمكن تحليل نظم الزراعة بأنواعها المختلفة فيما يأتـــــي :
أولاً : نظم الزراعة الشتوية ( البعلية ) :
تشمل الحبوب بأنواعها والخضراوات في نطاق ضيق، حيث تسمح الظروف الطبيعية لزراعتها وتزرع وتنمو الحبوب في فصلي الخريف والشتاء، ويتم نضجها في فصل الربيع، ويجنى محصولها في أوائل الصيف، والحبوب الرئيسة هي القمح والشعير، ويمكنها النمو بكميات محدودة من الرطوبة ( الأمطار ) في ظل حرارة موسم النمو، ويتحدد نمط انتشارها في بعض المواضع الطوبوغرافية بالمنطقة، إذ يساعد استواء السطح في السقائف وبطون الأودية على التوسع في زراعتها، وتستثمر الأجزاء التضاريسية الصعبة مثل الحجاج والمنحدرات التلالية وبعض مصاطب الأودية في زراعة البطيخ البعلي .
·             نمط زراعة وإنتاج الحبوب :
محصول القمح من المحصولات الرئيسة التي يعتمد عليها أغلب السكان في مصدر العيش، وهو يستهلك على نطاق واسع في النطاق التخطيطي المحلي .
ونظراً لعدم وجود بيانات دقيقة عن الإنتاج الزراعي في هذه المنطقة تغطي فترة زمنية طويلة، ومن خلال تحليل بيانات التعدادين الزراعيين 1974 ف و 1987 ف، ومقارنتها بنتائج تعداد عام 2001 ف، الجدول ( 6.4 ) يمكن ملاحظة بعض المؤشرات على اتجاه الزراعة في النطاق .
الجدول(6.4): تطور إنتاج الحبوب بين عامي 1974 ف و 2001 ف.
القمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــح
الشعيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر
الإنتاج بالقنطـــــــــــــار
الإنتاج بالقنطــــــــــــــــار
1974 ف
1987 ف
2001 ف
1974 ف
1987 ف
2001 ف
6346
1475
1757
146447
133258
90426
المصدر: التعداد العام الزراعي في الفترة من 1987-2001 ف.
الشكل(5.4): تطور إنتاج  الحبوب في النطاق المحلي / البطنان
بين تعدادي 1974 ف و 2001 ف.
المصدر: التعداد العام الزراعي في الفترة من 1987-2001 ف.
يتضح من الجدول السابق أن إنتاج الشعير أكثر من القمح، ومرجع ذلك زيادة المساحات المزروعة، وملاءمة الظروف الطبيعية، لأن الشعير ينمو في ظروف مناخية قاسية من حيث الجفاف والحرارة، ولا يحتاج إلى عناية زراعية كبيرة، فهو ينمو في التربات الفقيرة نسبياً، ويعد مصدراً أساسياً لعلف الحيوانات خاصة الأغنام، وتقل مساحة زراعة القمح، وتبعاً لذلك ينخفض إنتاجه بشكل كبير، كما في تعدادي 1974 ف و 2001 ف، وأصبح حالياً يزرع على نطاق ضيق جداً نظراً لعدم ملاءمة الظروف المناخية لزراعته، إضافة إلى أن زراعته غير اقتصادية، اللهم إلا في نطاق الزراعة المعيشية التي يعتمد عليها المزارع في قوته، كما يلاحظ أن إنتاجية هكتار القمح أقل من الشعير، إذ انخفض متوسط إنتاج الهكتار الواحد من القمح من 3.6 من القناطير في الهكتار الواحد في عام 1974 ف إلى 2.2 من القناطير في الهكتار الواحد في تعداد عام 1987 ف، ومتوسط إنتاج الهكتار الواحد من الشعير كان حوالي 4 قناطير في الهكتار الواحد في عام 1974 ف، وانخفض إلى 2.5 من القناطير في الهكتار الواحد في تعداد 1987 ف، ويرجع ذلك لأسباب عدة منها التباين المكاني والزماني لعناصر الإنتاج الطبيعية والبشرية، ويتناسب محصول الشعير الشتوي مع الظروف المناخية للنطاق، وهو المحصول الأول فيه نتيجة قلة الأمطار، وقصر فصل النموإذ يزرع في شهر الحرث ( نوفمبر ) مع بداية تساقط أمطار كافية، ويتم حصاده مع نهاية شهر الطير
( أبريل )
، وبداية شهر الماء ( مايو )ويلاحظ من الجدول السابق انخفاض الإنتاج الزراعي نظراً لقلة المساحات المزروعة وقلة الأمطار وانخفاض إنتاجية الهكتار الواحد بصفة عامة، وتعرض المزارع لكثير من المشكلات، كقلة الأسمدة الكيماوية، وارتفاع أسعارها وأسعار تأجير الآلات الزراعية، ووقف المساعدات العينية للمزارعين، فهذه جميعها أسباب رئيسة لانخفاض مستوى الإنتاج بصفة عامة .
ثانياً : المحصولات الصيفية :
تتمثل في الأشجار المثمرة التي تنتشر في مناطق متفرقة من هذا النطاق، وهي من الأنواع التي لها القدرة على مقاومة فترة الجفاف الطويلة، وهي في العادة تنضج أثناء فترات الصيف والخريف، ومن أهمها الزيتون واللوزيات والتين والنخيل، وغيرها كما يتضح في الجدول ( 7.4 ) .
الجدول(7.4): عدد الأشجار المثمرة في النطاق المحلي / البطنان.
تعداد عام 1987 
تعداد عام 2001 
زيتون
نخيل
لوزيات
زيتون
نخيل
لوزيات
6252
14017
7088
10980
6447
26351
المصدر: التعداد العام الزراعي في الفترة من 1987-2001 . 

الشكل(6.4): تطور عدد الأشجار المثمرة في النطاق التخطيطي المحلي / البطنان
بين تعدادي 1987 ف و 2001 ف.
المصدر: التعداد العام الزراعي في الفترة من 1987-2001 ف.
يتضح من الجدول السابق عدد الأشجار المثمرة في النطاق المحلي / البطنان، مع ملاحظة زيادة أشجار الزيتون واللوزيات، وانخفاض عدد أشجار النخيل التي تتركز زراعتها في منخفض الجغبوب، وتنتشر هذه المشروعات في مناطق متفرقة، وعلى جوانب الطريق الساحلية المؤدية إلى جمهورية مصر العربية، وقد تم تطوير مزارع التين، الذي له أنواع عدة تختلف في إنتاجيتها، وهو من أفضل الأنواع المنتجة هناك، وفيما يتعلق بتطور أعداد الأشجار المثمرة بين تعدادي 1987 ف و 2001 ف تشير البيانات إلى أن هناك زيادة ملحوظة في أعداد بعض أنواع الأشجار المثمرة عما كان عليه الأمر في عام 1987 ف، فمثلاً تلاحظ زيادة في أعداد أشجار الزيتون واللوزيات، ونمو زراعة أشجار التين والكروم، وانخفاض أعداد أشجار النخيل لحاجتها إلى عناية في بداية زراعتها، ومياه وفيرة، والمياه تتوافر في حوض الجغبوب، وبذلك تتركز هذه المشروعات في نطاق الواحات الشمالية، مثل جالو، وأوجلة، واجخرة، ومنخفض الجفرة، وهي مناطق جيدة لزراعة النخيل .
ثالثاً : الخضراوات والفواكه :
يعد هذا النطاق المصدر الرئيس والأول في الجماهيرية في زراعة وإنتاج البطيخ البعلي
( القلعاوي أو الماص )، إذ بلغ إنتاج الخضراوات بالمنطقة سنة 1974 ف حوالي
17024 قنطاراً، وفي حصر 1987 ف بلغ الإنتاج 30650 قنطاراً، كما بلغ إنتاج المنطقة من الفواكه والزيتون والتمور حوالي 7530 قنطاراً .
ويلاحظ من الجدول ( 8.4 ) اتجاهات نمط إنتاج أشجار الفاكهة في النطاق المحلي / البطنان في سنوات التعداد الزراعي 1974 ف و 1987 ف و 2001 ف .
الجدول(8.4): إنتاج أشجار الفاكهة في البطنان حسب تعدادات 1974 ف و 1987 ف و 2001ف.
أنواع الأشجــــــار
الأعداد المغروسة والتطور المطلق والنسبــــي
1974 ف
1987 ف
التطور +
التطور النسبي بين 1974 ــ 1987
2001 ف
التطور +
التطور النسبي بين 1987 ــ 2001
زيتون
4988
6252
+ 1264
+ 25.3
10980
4728
+ 75.6
نخيل
16497
14017
- 2480
- 15
6447
7370
- 52.5
لوز
12327
7088
- 5239
- 42.5
26351
18263
+ 2.5
ثمار ذات نواة صلبة
3771
1772
- 1999
- 53
9640
7868
+ 4.4
تفاحيات
956
317
- 639
- 66.8
4994
4577
+ 14.4
حمضيات
2036
161
- 1875
- 92
680
519
- 3.2
عنب
9141
19493
+ 10353
+ 113.2
47820
27327
+ 1.4
رمان
1953
3650
+ 1697
+ 86.8
6333
2683
73.5
تين
11650
43716
+ 32066
+ 275.5
114713
70997
1.6
أشجار أخر مثمرة
854
60
- 794
- 92.9
6227
6167
102.7
المجمــــــــوع
64173
69526
32353
50.4
235185


  المصدر: التعداد العام الزراعي في الفترة من 1987-2001 ف.
الشكل(7.4): التطور النسبي لأشجار الفاكهة في النطاق التخطيطي المحلي / البطنان
بين تعدادي 1974 ف ــ 1987 ف و 1987 ف ــ 2001 ف.
المصدر: التعداد العام الزراعي في الفترة من 1987-2001 ف.
ويشير الجدول السابق إلى أن النمو الإيجابي لبعض المزروعات تمثل في زيادة عدد أشجار الزيتون والكروم والرمان والتين، ويتضح هذا التطور في الإحصاء الزراعي عام 2001 ف، ما يدل على أثر مشروعات التنمية الزراعية في النطاق، وزادت أعداد هذه الأشجار بنسبة أقل بين تعدادي 1987 ف و 2001 ف، ما يدل على الاهتمام بزراعتها في العقد الأخير، وبقية المزروعات من اللوزيات والثمار ذات النواة الصلبة، والتفاحيات والحمضيات، انخفضت وقل عددها بين تعدادي 1987 ف و 2001 ف، لكنها نسب قليلة لا تقابل النقص السابق، وبصفة عامة يلاحظ أن هناك نمواً عاماً في زيادة الأشجار المثمرة بالنطاق، لكن إنتاج وزراعة النخيل قل بين التعدادات الثلاثة بنسب كبيرة، كما سبق ذكره، ويتم تطويرها في منخفض الجغبوب بشكل واضح، وتعود أسباب هذا التدهور في زراعة أشجار النخيل خاصة في منخفض الجغبوب لانخفاض مستوى الماء الباطني وارتفاع نسبة الأملاح، والكلوريدات في مياه الجغبوب التي تروى بها الأشجار، وارتفاع درجة حرارة المياه وطبيعة التربات الملحية السبخية التي تعم معظم أجزاء المنخفض، كما أن انخفاض إنتاجية التربة في بعض أجزاء النطاق المحلي / البطنان أثر سلباً على إنتاجية كثير من الأشجار المثمرة مثل اللوزيات والتفاحيات والحمضيات .
ويجب أن يركز في تنمية هذا النطاق الزراعي على زراعة الأعلاف بالدرجة الأولى، كالشعير والشوفان، وكذلك على زراعة القرعيات وتنمية مزارع الكروم والتين، نظراً لصلاحية الظروف الطبيعية والبشرية في النطاق .
5.2.4  الثروة الحيوانية والتنمية الرعوية في النطاق المحلي / البطنان
قد شهدت الثروة الحيوانية في هذا النطاق تطوراً ملحوظاً بسبب إقامة مشروعات التنمية الرعوية في المنطقة، واهتمام مربي الحيوانات بزيادة قطعانهم لتلبية الطلب المتزايد على اللحوم خاصة في المناطق الحضرية، والدراسة التفصيلية لإحصاءات الثروة الحيوانية في التعدادات الزراعية تشير إلى أن أعداد الحيوانات بلغت 440948 رأسا في سنة 1995 ف، بنسبة زيادة بلغت حوالي 323 % خلال هذه الفترة من1954-1995ف، كما هو مبين في الجدول ( 9.4 ) والشكل(8.4).
الجدول(9.4): تطور أعداد الثروة الحيوانية في النطاق المحلي / البطنان من 1954 ف إلى 1995  .
السنــــــوات
البيـــــــــان
1954 
1960  
1974  
1987 
1995  
عدد الحيوانات
104000
138417
221888
245675
440448
نسبة الزيادة / %
سنة الأساس
33
113
136
323
  المصدر: التعداد العام الزراعي في الفترة من 1954-1995 ف.
وتظهر دراسة تطور أنواع الحيوانات في النطاق أن هناك تبايناً في زيادة بعض الحيوانات مثل الضأن بنسبة أعلى من الحيوانات الأخر كالماعز الأبقار والإبل، فالأغنام والماعز من أهم الحيوانات التي تربى في النطاق، لذلك تضاعف عددها من 95000 رأس إلى 428911 رأساً خلال الفترة من 1954 ف إلى 1995 ف بنسبة زيادة بلغت 351 %، وسبب هذا التطور الكبير في أعدادها يعود لتفضيل مربي الحيوانات تربية الأغنام لزيادة الطلب على لحومها في الأسواق المحلية، وقد أفادت دراسة ميدانية أجريت في سنة 2005 ف أن 97 % من مربي الحيوانات يفضلون تربية الأغنام، و 63 % يمتلكون الماعز والجدول(10.4) يوضح ذلك .
الشكل(8.4): تطور الإنتاج الحيواني في النطاق التخطيطي المحلي / البطنان
بين تعدادي 1987   و 2001  .
  المصدر: التعداد العام الزراعي في الفترة من 1987-2001  . 
الجدول(10.4): تطور الإنتاج الحيواني في النطاق المحلي / البطنان بين تعدادي 1987   و 2001  .
تعداد عام 1987 ف
تعداد عام 2001 ف
التطور العددي بين التعدادين
ضأن
ماعز
إبل
ضأن
ماعز
إبل
ضأن
ماعز
إبل
189344
51122
4258
286784
65055
10682
97440
13933
6424
               المصدر: التعداد العام الزراعي في الفترة من 1987-2001 ف.

يتبين من هذا التطور الكبير في زيادة أعداد الضأن خاصة مدى اهتمام مربي الحيوانات بهذا النوع لملاءمة البيئة المحلية لتربيتها من ناحية، وللخبرة الطويلة التي يمتلكها المربون في هذا المجال وللفوائد الجمة التي تأتي من تربيتها من ناحية أخرى، فالأغنام من أكثر الحيوانات الرعوية مقدرة على الاستفادة من نباتات المراعي الطبيعية في المواسم الوفيرة المطر، لكنها قد تحتاج إلى الأعلاف المكملة، التي قد تتمثل في الشعير أو بعض الأعلاف الاصطناعية المصنعة محلياً، أو المستوردة من الخارج، أو ما يعرف محلياً باسم ( الكسبة )، وقد بدأ العديد من المربين في استخدام الخبز الجاف بعد تفتيته ( أو تدشيشه ) كعلف بديل للشعير والأنواع الأخر من الأعلاف المكملة، وتستطيع الأغنام أن ترعى الحشائش المنخفضة ( أي القريبة من سطح الأرض )، وتتوقف كمية العلف المتناولة يومياً على حجم الحيوان ونوع النباتات المتوافرة وكثافتها في المرعى، وكذلك على حالة الجو، وقد لوحظ أن الأغنام التي يتراوح وزينها بين 50 و 60 كجم تتناول عادة 6 كجم يومياً، ومحتمل أن تصل كميات العلف المتناولة في المرعى إلى 10 كجم من النباتات الخضراء خلال اليوم الكامل، وتستهلك الأغنام حوالي 5 لترات من الماء يومياً، ويزداد استهلاكها له في أشهر الصيف الحارة، وعند تناول الأعلاف الجافة، وتقل كمية المياه التي تحتاجها إذا كانت ترعى على الحشائش في المراعي الطبيعية وتربى في قطعان متفاوتة يبدأ حجمها من
50 رأساً، وهي تربى بالطرق التقليدية التي اكتسبها المربون من خلال خبرتهم الطويلة في هذا المجال، مع استحداث بعض التطويرات في نظام التغذية، وطرق ترحيل ونقل القطعان للمراعي الطبيعية أو الحقول الزراعية التي توجد خارج نطاق البطنان، ويأتي الماعز في المرتبة الثانية من حيث التعداد والأهمية بالنسبة للمربين في هذا النطاق، وتنتشر تربيته في الغالب في الأراضي الوعرة والقليلة أو الفقيرة المراعي، وقد توجد مختلطة مع الأغنام، لكنها عددها أقل في القطيع، وقد توجد في قطعان منفصلة تتراوح بين 10 و مئات عدة من الرؤوس، ويستطيع الماعز أن يرعى على الأعشاب القصيرة جداً والنباتات التي يصعب أن ترعى عليها الأغنام والأبقار، كما يعتمد الماعز اعتماداً كبيراً على الأعلاف الخشنة، ويستطيع أيضاً تسلق الشجيرات والتغذي على أوراقها وأغصانها .
وتشكل الأغنام والماعز مجتمعة حوالي 97.2 % من إجمالي عدد الوحدات الحيوانية بالبطنان، وتمثل الإبل حوالي 2.24 %، وتأتي في المرتبة الثالثة بعد الأغنام والماعز، ثم تأتي الأبقار في المرتبة الأخيرة، وهي تمثل حوالي 0.48 % من أعداد الحيوانات في النطاق .
وتبين إحصاءات الثروة الحيوانية في نطاق البطنان المحلي في الفترة بين 2001 ف و 2004 ف من خلال الجدول ( 11.4 ) أنه على الرغم من حدوث تطور في أعداد الحيوانات في بداية القرن الحادي والعشرين، أي إلى سنة 2002 ف مقارنة بأعداد الحيوانات الواردة في التعداد الزراعي لعام 2001 ف، يلاحظ أن أعداد الحيوانات أخذت في التناقص في السنتين التاليتين 2003 ف و 2004 ف .
الجدول(11.4): أعداد الثروة الحيوانية في النطاق المحلي / البطنان في الفترة من 2002   إلى 2004  .
السنـــــــــــــــة
الضأن والماعــــــــــز
الأبقـــــــــــــــار
الإبـــــــــــــــل
2001 ف
351839
4350
10682
2002 ف
616000
4300
13800
2003 ف
543000
3900
12600
2004 ف
460000
3200
10500
المصدر:الدراسة الميدانية ،مكتب العمارة للأستشارات الهندسية،بنغازي 2005.

فمثلاً نجد أعداد الضأن والماعز انخفضت من 616000 رأس في سنة 2002 ف إلى 460000 رأس في سنة 2004 ف، وانخفض عدد الأبقار من  4300 رأس في سنة 2002 ف إلى 3200 رأس في سنة
2004 ف، وكذلك انخفضت أعداد الإبل من 13800 رأس إلى 10500 رأس في الفترة نفسها، وتدل هذه المؤشرات على تراجع في أعداد الثروة الحيوانية في البطنان، ويمكن تفسيره بموجة الجفاف التي يمر بها النطاق من ناحية، وبالإهمال الواضح الذي بدأت تشهده برامج ومشروعات تنمية الثروة الحيوانية في النطاق، بسبب انخفاض الإنفاق العام والخاص ( القطاع الأهلي ) في هذا المجال من ناحية أخرى .

مصلحة التخطيط العُمراني - مشروع إعداد مُخطَّطات الجيل الثَّالث - (2000 ـ 2025) النطاق التخطيطي / بنغازي - النطاق المحلي / البطنان - تقرير الوضع القائم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا