التسميات

الأربعاء، 28 ديسمبر 2016

4.العوامل الاقتصادية - 3.4 الثروة البحرية ( إقليم البطنان الفرعي)...


3.4 الثروة البحرية
يتحكم في هذا القطاع العديد من العوامل والظروف الطبيعية والبشرية التي تبرز الوضع الراهن والقائم للثروة البحرية، وتعكس صورة واضحة عن حجم المشكلات التي تواجهها في نطاق البطنلن المحلي .
1.3.4  العوامل الطبيعية والبشرية المؤثرة في الثروة البحرية بنطاق البطنان المحلي
تمتد شواطئ منطقة البطنان لمسافة 190 كم من البردي إلى عين الغزالة غرباً، أي من خليج السلوم إلى خليج عين الغزالة، ويختلف اتساع الشاطئ من مكان إلى آخر، وتظهر جيوب من الشواطئ الصخرية والجروف في المناطق الرملية، وجيوب رملية في المناطق الصخرية .

وتأخذ الشواطئ في الاتساع شرق مدينة طبرق حتى حدود جمهورية مصر العربية، والاتجاه العام للشواطئ غربي، ثم ينحرف ناحية الجنوب الشرقي إلى منطقة أم الشاوش، ثم إلى ناحية الشرق عند منطقة قابس شمال شرقي مرسى اللك، وبعد ذلك يتجه شرقاً حتى رأس اعزاز تجاه الجنوب عند بئر الرملة في منطقة البردي، وهي آخر نقطة على الساحل في شرق الجماهيرية  وتظهر التعرجات والخلجان المكونة للمرافئ والموانئ الطبيعية، ومن أشهرها خليج طبرق، الذي يكوّن ميناء المدينة الطبيعي، وهو من الموانئ المهمة في هذه المنطقة لموقعه المتميز الذي حماه حماية طبيعية من الرياح والتيارات البحرية والأمواج، وإضافة إلى هذا الميناء يوجد بالنطاق العديد من الخلجان مثل خليجي عين الغزالة، والبردي .
وتعد سواحل هذا السهل، خاصة في منطقة البطنان ـ الدفنة، أقل استقامة من بقية السواحل، حيث تنتشر بها الخلجان والفجوات العميقة التي تظهر عند مصاب الأودية القصيرة ذات الجوانب الحادة والانحدارات الشديدة، وتنتشر الشواطئ الحصوية في مناطق عديدة على امتداد هذا الساحل، كما تظهر بعض الشواطئ الرملية المنخفضة والكثبان الرملية المتفرقة .
وتحتوي منطقة البطنان على عديد الشواطئ البحرية ذات الطبيعة المختلفة، فمنها رملية وصخرية وأخر تجمعهما معاً، وفيما يأتي عرض لأهم الشواطئ من الشرق إلى الغرب :
ــ شاطئ وادي السواني بمنطقة البردي .
ــ شاطئ رأس اعزاز بمنطقة رأس اعزاز، وعلى مقربة منه توجد جزيرة صغيرة .
ــ شاطئ مرسى اللك بمنطقة مرسى الدفنة ، وهو يبعد عن طبرق بحوالي 125 كم شرقاً .
ــ شاطئ جنزور بمنطقة بئر الأشهب .
ــ شاطئ وادي العقيلة شمال شرق منطقة القعرة، وهو على شكل خليج يجمع بين الشواطئ الرملية والصخرية، ويبعد عن مدينة طبرق بحوالي 40 كم شرقاً .
ــ شاطئي رأس بياض أم الشاوش  بمنطقة باب الزيتون .
ــ شاطئ المنارة، وهو رملي ويقع في أقصى شرق مدينة طبرق.
ــ شاطئ وادي العودة، وهو رملي يوجد في شمال غرب مدينة طبرق .
ــ شاطئا اطبيرق ووادي السهل، وهما يقعان غرب مدينة طبرق .
ــ شاطئ عين الغزالة الذي يوفر مكاناً مناسباً لصيد الأسماك .
وتزخر الشواطئ بالعديد من الظاهرات الطبيعية كالرؤوس البحرية التي من أشهرها رأس بياض الواقع شرق مدينة طبرق بنحو 15 كم، ورأس اعزاز الواقع أقصى شرق المنطقة، بالإضافة للعديد من السبخات الملحية التي من أشهرها سبخة رأس اعزاز .
وتمتد على طول شواطئ المنطقة مجموعة كبيرة من السبخات والبحيرات والمستنقعات التي يمكن أن تستغل في استخراج الأملاح أو زراعة الأسماك، وهي تشمل من الشرق إلى الغرب سبخات رجل العلبة، والخروبة، والغزاية، وعوينات الباشكيتو، والشول، والتميمي، والبمبة، وحفرة الديس، وحطيات أم القرامي، وعين المياه، ورأس التين، والميولة، وبعضها متصل ببعض بوساطة فتحات، والبعض الآخر غير متصل بالبحر، يمتلئ جزء منها في فصل الشتاء حينما تصلها أمواج العواصف .
وتقع خلف منطقة الشاطئ منطقة مضرسة تزداد تضرساً وارتفاعاً كلما اتجهنا نحو الغرب والشمال الغربي، بينما يقل تضرسها وتصبح سهلية الشكل كلما اتجهنا نحو الشرق والجنوب الشرقي، وفي هذه المنطقة ترتفع الأرض من خط الصفر ( مستوى البحر ) والأقل من الصفر ( مستوى السبخات ) إلى ارتفاع يصل لأكثر من
200 متر في الاتجاه الشمالي الغربي والشمالي نحو منطقتي مرتوبة والفتائح، وتظهر مجموعة من التلال الصخرية في المنطقة الممتدة بين مرتوبة وأم الرزم تجاه التميمي، كما تظهر سلسلة من المرتفعات فوق هضبة البطنان تعرف بالسيرات ومفردها ( سيرة )، وهي امتداد للمصطبة الثانية للجبل الأخضر، وهي واضحة قرب عين الغزالة بمحاذاة الطريق التي تربطها بالتميمي .
ويتعرج خط الشاطئ في المنطقة مشكلاً خلجاناً كبيرة وصغيرة أهمها البمبة الداخلي ( الصغير )، والبمبة الخارجي، ورجل الغابة، بالإضافة إلى فجوات داخلية تمثل أفواه الأودية أو نهاياتها مثل الخبطتين الغربية والشرقية، حيث يدخل اليابس داخل البحر فيشكل رؤوساً بحرية أهمها التين، والعلبة، والملح، ويأخذ الشاطئ شكل تعرجات متسعة أيضاً، مشكلاً خلجان مفتوحة أهمها البمبة، الذي يمتد لمسافة 50 كم بين رأسي التين والعلبة، ويدخل نحو اليابس لمسافة 20 كم من الخط الوهمي الواصل بين رأسي التين والعلبة نحو اليابس أو مصب وادي التميمي، بينما يشكل خليج البمبة الصغير خليجاً داخلياً يمتد داخل اليابس إلى حوالي 6 كم، ويبلغ أقصى اتساع له حوالي 4 كم، بينما يشكل خليج رجل العلبة امتداداً طولياً للبحر داخل اليابس، تَشكـَّل بسبب انكسار أدى إلى هبوط الأراضي وامتداد البحر، وهو ما يطلق عليه انكسار عين الغزالة، ويبلغ طول الخليج 7 كم، وعرضه حوالي 1.5 كم .
وتوجد في منطقة البطنان 5 جزر هي العلبة، والبردعة، والوطية، ومصراتة، وأم القرامي ( الكرامي )،      والجدول ( 12.4 ) يوضح موقع كل جزيرة، والمسافة بينها وبين اليابس وأقصى طول وعرض لها .
الجدول(12.4): جزر خليج البمبة.
ت
الجزيــرة
الموقــــــــــــــــــــــــع
بعد المسافة عن اليابــــــــــــــــــس
أقصى طول وعرض
1
العلبة
شمال غرب عين الغزالة، وشمال غرب رأس العلبة
2.75 كم
الطول : 2 كم
العرض : 1 كم
2
البردعة
شرق مصب وادي المعلق
13.5 كم من مصب وادي المعلق، و 9.5 كم من قصور البمبة
الطول : 1 كم
العرض : 0.5 كم
3
الوطية
شرق قصور البمبة
2.75 كم
الطول : 600 متر
العرض : 300 متر
4
مصراتة
شمال شرق قصور البمبة
1.75 كم
الطول : 200 متر
العرض : 100 متر
5
أم الكرامي
شمال شرق جيانة بوفراج
1.75 كم
الطول : 150 متراً
العرض : 75 متراً
         المصدر: الدراسة الميدانية، بالإضافة إلى أنه تمت الاستعانة بخرائط وحدة المساحة للجيش الأمريكي وخرائط الأدميرالية.
وتمتد المنطقة السهلية من درنة شرقاً حتى وادي المهبول غرب رأس الهلال، وهي تتكون من السهول الضيقة التي لا يزيد اتساعها على 4 كم، وتضيق في بعض المناطق خاصة في المنطقة الواقعة شرق الأثرون وأمام رأس الهلال، كما تتخلل الشواطئ الصخرية بعض الجيوب الرملية، وبالذات في منطقة إدليس .
وتتعرض شواطئ منطقة الدراسة للعمليات الجيومورفولوجية المختلفة من تجوية ونحت وإرساب، ما أدى إلى تكوين ظواهر جيومورفولوجية مختلفة من جروف ومصاطب ورؤوس بحرية وشواطئ إرسابية رملية وحصوية في المناطق الخلجانية .
ويختلف فعل الأمواج في المنطقة من مكان لآخر باختلاف طاقتها، كما تختلف الأشكال الناتجة عن هذا الفعل باختلاف البنى والتراكيب الجيولوجية المكونة للصخور، ومن العوامل المؤثرة في زيادة فاعلية الأمواج على صخور الساحل مدى مواجهتها للأمواج السائدة من جهة ومدى ما يتوافر من مواد تعمل كأدوات نحت من جهة أخرى، وتوافر مواد النحت من عدمه هو الذي يحدد نوع العمليات التي تمارس بها الأمواج فعلها على الصخور الساحلية .
وتتمثل الخصائص التركيبية للصخور في نظام بنية طبقاتها ونمط الفواصل والشقوق التي تكتنفها، أما الخصائص الليثولوجية فتتمثل في اختلاف التركيب الصخري، وتعد الفواصل وسطوح الطبقات في المنطقة الممتدة بعد رأس التين تجاه درنة خطوط ضعف تسمح لمياه الأمواج المتعامدة على خط الشاطئ بالنحت من خلالها ما يعطيها فرصة لتكوين ظاهرات مورفولوجية ترتبط بها كالمصاطب الصخرية المدرجة والخلجان الصغيرة المرتبطة بالفواصل، ويساعد اتساع فتحات الفواصل في التكوينات الصخرية على زيادة فعالية عوامل التعرية البحرية، فكلما زاد اتساعها بات من السهل على مياه الأمواج التغلغل داخلها ونحتها وتوسيعها وتكوين الأشكال الساحلية كالخلجان والمداخل والكهوف البحرية وغيرها، وإذا كانت الفواصل موازية لخط الساحل تنتج عن ذلك ظواهر المصاطب الصخرية المدرجة .
ولصلابة الصخور المرتبطة بتركيبها المعدني وطبيعة تماسكها دور في تشكيل الظواهر الجيومورفولوجية، فكلما قلت الصلابة زاد فعل الأمواج، فالصخور اللينة تتكون فيها خلجان متسعة ومعمقة داخل الجروف البحرية .
وتؤدي العمليات البحرية من تعرية وتجوية بسبب حركة الأمواج وفعل التكسر الميكانيكي والإذابة الكيميائية إلى ظاهرة الاحتجار الذي هو حركة جذب وسحب للمواد الصخرية تقوم بها الأمواج وتلقيها بعيداً عن الشاطئ، وينتج عن هذه العملية انفصال الكتل الصخرية عن الجروف البحرية، ونشوء الأرصفة البحرية الحديثة المنحدرة تجاه البحر، وانتشار الكدوات الصخرية الصغيرة التي لا يتعدى ارتفاعها نصف متر على مقدمة الشاطئ الأمامي وفي منطقة تكسر الأمواج .
وتؤدي العمليات الجيومورفولوجية بسبب الأمواج إلى ظاهرة النحت المائي الموجي، وهو تفتيت المواد الصخرية وتكسيرها ميكانيكياً بوساطة الأمواج التي تحمل معاول الهدم من جلاميد وحصى ورمال خشنة، وينتج عن ذلك تقويض أسافل الجروف البحرية وإحداث تحززات وتجويفات إلى جانب صقل الأرصفة البحرية، وكثيراً ما تؤدي حركة الأمواج للمفتتات الصخرية المختلفة الأحجام صعوداً ونزولاً على مقدمة الشاطئ الأمامي إلى إحداث تغيرات في أوجه الجروف والأرصفة البحرية المجاورة لها، ويتمثل أغلب هذه التغيرات في كشط الأرصفة البحرية وإحداث فجوات في واجهة الجروف البحرية، وهذه الظاهرة تنتشر قرب مصاب الأودية المتجهة نحو الشمال في منطقة الدراسة، أي تلك التي تبدأ من رأس التين في الشرق إلى درنة في الغرب .
وإضافة إلى عمليتي الاحتجار بفعل الأمواج والنحت المائي الموجي، فإن ظاهرة رذاذ الأمواج تؤثر في مورفولوجية الجروف البحرية، لكن تأثيرها يقتصر على أعالي الجروف والمصاطب البحرية .
ومن الظاهرات المورفولوجية النحتية في المنطقة الجروف البحرية والثقوب الانفجارية التي تنشأ بفعل ضغط الهواء داخل الفواصل المتعمقة في الصخور والأرصفة البحرية، وهي عبارة عن أرصفة صخرية تمتد من أسافل الجروف البحرية بانحدار هين صوب البحر، ويتحدد اتساعها بمدى تراجع الجروف المجاورة لها، كما تؤدي حركة الأمواج على أسطح الأرصفة البحرية الجيرية التكوين إلى تكوين الحفر الوعائية، وعوامل التعرية تؤدي إلى تكون خلجان بحرية بعضها كبير متسع والبعض الآخر صغير، والنوع الأخير عبارة عن مصاب أودية تأخذ شكل الدلتا، وهي ترجع في نشأتها لفعل المجاري المائية، وتظهر أيضاً في المنطقة المصاطب والرؤوس والكهوف والأقواس والمسلات البحرية، وجميعها تنشأ بسبب فعل الأمواج في صخور الشاطئ .
وتظهر في المنطقة الممتدة من رأس التين حتى رأس رجل العلبة عمليات الإرساب مكونة الشواطئ الرملية الإرسابية في المناطق الخليجية، كما تظهر جيوب من الشواطئ الحصوية، خاصة في مصاب الأودية .
وتتم عمليتا النقل والإرساب على الشاطئ بفعل الأمواج والتيارات الناشئة عنها، حيث تقوم الأمواج بتفتيت الرواسب لأحجام صغيرة، فيسهل على التيارات الناشئة عنها نقلها وإرسابها، والرواسب في المنطقة تختلف من حيث سرعة انتقالها ومعدلات تراكمها من مكان لآخر، باختلاف أحجامها من ناحية، وطاقة الأمواج وتياراتها من ناحية أخرى .
وتتحرك الرواسب البحرية المفككة على امتداد خط الساحل والمنطقة الشاطئية الضحلة، باختلاف أحجامها وأشكالها، صعوداً نحو اليابس، ونزولاً تجاه البحر، وتنتج عن هذه الحركة عمليات نقل وإعادة إرساب لمواد الشاطئ، وتتوقف حركة الرواسب المفككة على مجموعة من العوامل الطبيعية، مثل انحراف اتجاه الأمواج، وشكل خط الساحل، وانحدار مقدمة الشاطئ الأمامي .
وتتكون الرواسب الشاطئية من الرمال والكالكارنيت المشتقة من رمال البحر، وقد لوحظ من خلال مشاهدة رمال الشاطئ أن كمية كبيرة منها عبارة عن حطام الأحافير وقواقع بحرية، وهذا يدل على أصلها البحري، وتنتشر الرواسب الشاطئية في أجزاء متفرقة على ساحل المنطقة، وتنشط مجموعة من الأودية لتصل بمصابها إلى خط الشاطئ حاملة معها كميات كبيرة من الرواسب، خاصة ما جرفته خلال العصر المطير الذي ما يزال أثره باقياً في شكل مراوح فيضية .
وتنتمي تربة الشواطئ في هذه المنطقة إلى التربة الملحية وتربة السبخات، وقوامها رملي، وتكثر بها الأملاح، ويتميز الشريط الساحلي بوجود الكثبان الرملية التي لا تصلح للزراعة بسبب افتقارها للمواد العضوية وزيادة نسبة ملوحتها، وهي كثبان متحركة حبيباتها تندرج من متوسطة إلى رقيقة، أما تربة السبخات فهي مغمورة بمياه البحر شتاءً وتجف في فصل الصيف بسبب ارتفاع درجة الحرارة، وبحدوث الخاصية الشعرية وتبخر المياه الظاهرة على السطح تتكون طبقة من الأملاح فوق تلك التربة، وهي ذات قوام رملي طيني .
وتظهر الكثبان الرملية الهوائية مختلطة بالرواسب البحرية على امتداد خط الشاطئ خلف السبخات والمستنقعات، وهي تمثل الكثبان الرملية القديمة، ومن أهم ما يميز مورفولوجية الشاطئ في هذه المنطقة السبخات، وهي تتكون من صلصال، وطفل رملي وطيني، وكلوريدات الصوديوم، والجبس، وهي تتميز بوجودها على مناسيب قريبة جداً من مستوى البحر مع تأثر العديد من قنوات المد فوق سطحها الذي يتميز بالصلابة والتماسك في بعض المناطق وباللزوجة الزائدة وارتفاع نسبة الماء المالح في بعض المناطق الأخر، وتغطي القشور الملحية والشقوق والكومات الرملية الهوائية أجزاءً واسعة من هذه السبخات، وانتشار السبخات هنا دليل كافٍ على ارتفاع منسوب سطح البحر، وغمره لمسافات كبيرة من اليابسة المجاورة، ويمكن إرجاع ذلك إلى فترة البلايستوسين .
ويحدد عمق المياه أو كما تسمى خطوط الأعماق نوعية الإنشاءات الساحلية التي يجب أن تقام، فالموانئ تحتاج لمياه عميقة حتى يتسنى للسفن بغواطسها المختلفة الرسو فيها إن معرفة مدى تأثير البحر على الإنشاءات الساحلية يجنب الوقوع في كثير من المشكلات التي قد تتعرض. لها، وقد أتاحت الدراسات الحديثة والتقدم العلمي في مجال علوم البحار والمحيطات وجيومورفولوجية السواحل الفرصة لكشف النقاب عن كثير من أسرار البحار وشواطئها . 
وتبدو خطوط الأعماق متقاربة في المنطقة الممتدة من رأس التين حتى درنة، ومعنى ذلك أن المياه في هذه المنطقة عميقة ومناسبة للصيد البحري، بينما تلك الخطوط تبدو متباعدة في المنطقة الممتدة من رأس التين في الشمال حتى منطقة عين الغزالة وخليج رجل العلبة في الجنوب، فالمنطقة هنا غير عميقة ومناسبة جداً لقيام منشآت ساحلية على الشاطئ، والشكل ( 9.4) يوضح خطوط الأعماق في المنطقة،  وكذلك يوضح الأعماق ومنطقة الجرف القاري في قاطع يمتد بين مصب وادي التميمي وجزيرة البردعة في الشمال الشرقي من الخليج .
ويلاحظ أن المنطقة غير عميقة، إذ عمقها لمسافة 1000 متر داخل البحر لا يزيد على 3 أمتار، ولكي نصل إلى عمق 10 أمتار لابد لنا من الدخول إلى مسافة 3500 متر، ونصل إلى أعماق 20 متراً عند مسافة
10000 متر، ثم يأخذ العمق في التناقص ليصل إلى 5 أمتار عند مسافة حوالي 16 كم، ثم تظهر جزيرة البردعة على مسافة 16 كم من مصب وادي التميمي في الاتجاه الشمالي الشرقي .
فهذا الانحدار الهين لقاع البحر في المنطقة الواقعة بين عين الغزالة ورأس التين ميزة من المميزات العديدة لشواطئ شعبية القبة .
فمعرفة اتجاه التيار وسرعته يساعد في التعرف على أماكن وجود الأسماك التي تغير مواقعها من وقت لآخر بتغير حركة المياه، فحركة التيارات البحرية تتحكم في التوزيع الجغرافي للكائنات البحرية، خاصة الخفيفة الوزن الرقيقة الشكل التي يجرفها التيار البحري .
وتتأثر التيارات البحرية بحركة واتجاه الرياح والأمواج، وبتغير الكثافة في طبقات الماء ودوران الأرض حول نفسها .
وتخضع منطقة الدراسة لما يحدث في البحر المتوسط من حركات المد والجزر، وهذا البحر من أقل بحار العالم تأثراً بحركتي المد والجزر، وقد تم قياسهما في هذه المنطقة ووجد أنهما لا يتعديان 40 سم، وبذلك تعد هذه الحركة ضعيفة ولا تشكل أية تأثيرات سلبية في المنطقة .
وبتطبيق هذا التقسيم على الأمواج التي تصل إلى شاطئ النطاق المحلي /البطنان نجد الأمواج من النوع الممدود السرعة، فسرعة الرياح المولدة لها تتراوح بين 16 و 11 كم / ساعة ( 9 ــ 6 أميال / ساعة ) كحد أدنى،
و 27 كم / ساعة ( 8 ــ 16 ميلاً / ساعة ) كحد أقصى .
وعند تطبيق هذا التصنيف الدولي على نوع الأمواج الواصلة إلى شاطئ منطقة الدراسة نحدها تتراوح بين الهادئة والمعتدلة، فالسرعة السائدة في المنطقة تتراوح بين 16 و 11 كم / ساعة، وهي تمثل أدنى متوسط لسرعة الرياح، وتسجل في شهر التمور ( أكتوبر ) 27 كم / ساعة، وهو أقصى متوسط لسرعة الرياح، وتسجل في شهر ناصر ( يوليو )، أي أن أدنى سرعة للرياح تسجل في منتصف شهر الخريف، وأعلى سرعة تسجل في منتصف فصل الصيف . 


الشكل(9.4): خط الساحل
المصدر: البحرية البريطانية، مقطع 3355 تونتن، 1991 ف.
أما ارتفاع الأمواج أمام ساحل المنطقة فهو يتراوح حسب تصنيف بيوفورت بين 1 و قدمين، أي من 
( 0.3 ــ 0.6 من الأمتار )، وهو أدنى ارتفاع في شهر التمور ( أكتوبر ) في فصل الخريف، ويتراوح بين
4 و 8 أقدام، أي من ( 1 ــ 2.4 من الأمتار ) في شهر ناصر ( يوليو ) في فصل الصيف، وعندما تصل سرعة الرياح إلى 20 كم / ساعة فإن متوسط طول الموجة يكون حوالي 10.6 من الأمتار. الجدول ( 13.4 ) .
الجدول(13.4): عناصر الموجة أمام ساحل النطاق المحلي / البطنان حسب مقياس بيوفورت.

أدنى ارتفاع للأمواج ( فصل الخريف )
أقصى ارتفاع للأمواج ( فصل الصيف )
أقصى طول للموجة في المتوسط
رقم الموجة
2
4
10.5 متر ( فصل الصيف )
سرعتها
11 كم / ساعة
27 كم / ساعة
ــــ
الارتفاع بالأقدام
1 ــ 2
( 0.3 ــ 0.6 من الأمتار )
4 ــ 8
( 1 ــ 2.4 من الأمتار )
ـــ
الاصطلاح العلمي الذي تعرف به الموجة
هادئة
معتدلة
ــــ
المصدر: الدراسة الميدانية، مكتب العمارة للاستشارات الهندسية، بنغازي، 2005 ف.
والحركة الدائرية لمياه الأمواج كما هو معروف تقل بازدياد العمق، وتنعدم تقريباً على عمق يساوي نصف طول الموجة، وعندما تقترب الموجة من الشاطئ الضحل لخليج البمبة يقصر طولها ويشتد انحدارها ويؤدي احتكاكها بالقاع إلى تحويل الحركة الدائرية بجزيئات الماء داخلها إلى مدارات بيضاوية مائلة مع زيادة سرعة الذرات في القمة، وارتفاعها واندفاعها نحو اليابس، وفي النهاية تنهار مقدمة أو جبهة الموجة لعدم وجود دعامة ترتكز عليها، وذلك يعرف بالتكسر .
ويقدر أن العمق الذي تنكسر عنده الأمواج يتراوح بين 1.25 و 75. من ارتفاع الموجة التي تتلوها ولم تنكسر بعد، وعادة تتكسر الأمواج إذا زادت سرعة ذرات الماء في القمة عن سرعة القمة نفسها .
وهناك ثلاثة أنواع من أمواج الانكسار هي الأمواج المنحدرة، والمتدفقة، والمندفعة ( المتقدمة )، والأمواج المتدفقة هي النوع السائد في المنطقة، حيث يرتبط هذا النوع من أمواج التكسر بالأمواج الناتجة عن رياح تتميز بقصر فترة هبوبها، خاصة عندما تهب في اتجاه حركة الموجة، وتبدو مقدمتها مغطاة برغاوي البحر والفقاعات المائية بسبب اضطرابها، ومن أهم خصائص هذه الأمواج فقدانها لطاقتها بشكل تدريجي لا فجائي، عكس الأمواج المنحدرة، حيث تتقدم إلى الأمام نحو الشاطئ، الذي عادة يتميز بقلة انحداره وتكويناته الرملية، وهي بصفة عامة من الأمواج البانية التي تعمل على الإرساب عندما تنسكب مقدمتها كفرشة رغوية تشغل مساحة كبيرة أمام خط الشاطئ .
ويُستثنى من ذلك الجزء الغربي من شواطئ النطاق من رأس التين حتى درنة، الذي يتميز بوجود جروف قائمة تشرف على البحر مباشرة، ومياهه عميقة نسبياً، ولهذا فإن الأمواج في ذلك الجزء من الساحل تحصل على فرصة أكبر لإتمام دورتها إلى القرب من الجرف الساحلي، ولذا تتميز بتقوس مقدمتها إلى أعلى، خاصة عندما تزداد سرعة الرياح مع اتجاه الأمواج، وتنهار بصورة مفاجئة، وتفقد معظم طاقتها في منطقة التكسر، وعادة تحصر هذه الأمواج داخلها كمية ضخمة من الهواء المضغوط، وتبدو واضحة عند انهيارها وخروج الهواء مصحوباً بفرقعات عنيفة، وقد ترتد  الطاقة الناتجة عن تكسرها على الجرف الساحلي نحو البحر في صورة تيارات راجعة، تـُعرف بالتيارات الشقية .
وقرب خط الساحل يتغير اتجاه الأمواج بتغير اتجاه الرياح من الشمال الغربي ( وهو الاتجاه السائد )، إلى الشمال الشرقي، حيث تأخذ الأمواج في التغير في شكل نصف قوس عندما تقترب من الشاطئ، بحيث تصل إليه بشكل عامودي أحياناً، وبشكل شمالي شرقي مع اتجاه الرياح في أحيان أخر، وذلك حسب سرعة الرياح .
كما يُلاحظ وجود أمواج أو تموجات سطحية فوق الأمواج الأصلية، أكثر انسيابية في اتجاهها مع الاتجاه العام للرياح، فعلى سبيل المثال عندما يتغير اتجاه الرياح إلى الشمال الشرقي، يتغير خط سير الأمواج من الشمال الغربي على شكل نصف قوس لتصل إلى الساحل متعامدة عليه، إلا أن الأمواج أو التموجات السطحية تأخذ اتجاهاً شرقياً مع اتجاه الرياح، بحيث تسير الأمواج الأصلية بشكل عامودي على خط الساحل، مع اتجاه الرياح .
وينبغي الإشارة إلى أنه في الوقت الذي يتغير فيه اتجاه الأمواج بالقرب من خط الساحل، نتيجة لتغير اتجاه الرياح، يحدث هذا التغير في أجزاء الساحل، لكن ارتفاع الأمواج لا يكون واحداً بالنسبة لهذه الأجزاء كلها .
والبيئات بأنواعها المختلفة، سواء الشاطئية أو غيرها تتعرض لظاهرة التلوث ،التي ترجع في معظمها إلى فعل الإنسان وأنشطته المتعددة .
وبصفة عامة يمكن القول إن التلوث بمصادره المختلفة لا يشكل مشكلة كبيرة في الواجهة البحرية للنطاق، ونستطيع حصر التلوث في المنطقة فيما يأتي :
1.    تلوث الهواء بفعل مصنع الإسمنت في مرتوبة " تلوث محدود " .
2.    التلوث الحراري، بفعل محطة تحلية مياه منطقة منقار رابح، ومحطة كهرباء غرب درنة " تلوث محدود ".
3.    نواتج زيوت ومخلفات محطات الكهرباء ومحطات الوقود " تلوث محدود " .
4.    التلوث بسبب وجود أعشاب البحر والكرات الليفية " تلوث منتشر " .
5.  التلوث بسبب زيوت مراكب الصيادين ( رأس التين، والبمبة، والتميمي، ودرنة، ورأس الهلال )
" تلوث محدود "
6.    المخلفات النفطية بسبب مياه الصابورة لناقلات النفط المتجهة نحو الحريقة .
7.    المواد الصلبة، المتمثلة في مخلفات المدن والتجمعات السكانية ورواد الشواطئ " تلوث متنشر " .
8.    مياه الصرف الصحي التي تصل بطريق أو أخرى للشواطئ عن طريق الأودية .
فعلى سبيل المثال توجد في منطقة الدراسة الأعشاب البحرية، وهي عبارة عن نباتات طافية فوق الماء، والطحالب بأنواعها، وتعد الأعشاب من ملوثات منطقة الشاطئ، خاصة عندما تتراكم في شكل حواف غير مرتفعة بموازاة الشاطئ، وقد تنتشر في المنطقة الشاطئية الضحلة، فتعمل على تعكيرها وتلويثها، فالأعشاب البحرية نباتات بمعنى الكلمة، فأغلبها له جذور وسوق وأوراق، لكن القسم الأكبر منها يكون غاطساً في الماء، وهي تنمو عادة في المياه الشاطئية الضحلة، حيث يتوافر لها الضوء وثاني أكسيد الكربون اللازمان لاستمرار نموها .
وأكثر أنواع النباتات البحرية انتشاراً حشائش البحر، بالإضافة إلى العديد من النباتات البحرية التي تنمو على الجرف القاري لمنطقة خليج البمبة، وقد أظهرت الدراسات التي أجريت وجود حوالي 12 جنساً من النباتات البحرية، و 15 نوعاً من هذه الأجناس منتشرة في شواطئ شعبية القبة، ويعد النبات المائي ( بوسيدونيا أوشنيكا )، الذي يعرف محلياً باسم ( التفش ) من النباتات المنتشرة بكثرة .
وتعمل الأمواج والتيارات البحرية على اجتثاث هذه النباتات وإرسابها على الشاطئ، فيتغير لونها من الأخضر إلى البني القاتم، وتشكل جزءاً كبيراً من الإرسابات الشاطئية عبر أجزاء عدة من خط الشاطئ .
       مناطق الصيد البحري بنطاق البطنان المحلي:ـ
·       توزيع مناطق الصيد بنطاق البطنان المحلي :
أولاً : توزيع مناطق الصيد ( المصائد ) حسب فصول السنة :
نظراً لمرور المنخفضات الجوية عبر البحر المتوسط، وموسم تساقط الأمطار، تـُجلب مواد مغذية للنباتات، تصبح بدورها غذاءً للأسماك حسب السلسلة الغذائية، وبالنسبة لمنطقة البطنان، يعد خليج البمبة أهم أماكنها، حيث تمتد من رأس التين غرباً إلى المرصص شرقاً، وهي محمية من الرياح الغربية، والسبب في ذلك موقعها الجغرافي، الذي يعد ضمن نطاق مرتفعات الجبل الأخضر .
·   منطقة البطنان : هذه المنطقة تقع في حدود جغرافية تمتد من خليج طبرق في الغرب حتى رأس أبـوشيكة، وهي محمية بهضبة البطنان ـ الدفنة، ولا يوجد فيها حاجز لكسر الأمواج، ما أثر على بعض المرافئ الموجودة، إذ لم توفر الحماية للمراكب التي ترسو فيها، خاصة في فصل الشتاء، وذلك كما يحدث في رصيف صيد مرسى اللّك .
·   مرسى السلوم : حدوده الجغرافية تبدأ من رأس أبوشيكة غرباً حتى رأس الرملة شرقاً، وتحميه هضبة الدفنة والمنطقة المُمتدة من البردي ( المرسى ) حتى رأس الرملة، والصيد يُمنع في هذه المنطقة لظروف أمنية، على الرغم مما تزخر به من أسماك ذات قيمة اقتصادية عالية، وذلك بسبب طوبوغرافية هذه المنطقة، حيث يوجد فيها العديد من الأودية والخلجان .
ونظراً لهبوب رياح الأربعين ( الملثم ) التي تتعرض لها تلك المنطقة ( البطنان ) الممتدة من خليج البمبة إلى البردي، وتعرضها للرياح الشرقية والشمالية الشرقية، يتوقف أغلب حركة الصيد، نظراً لتأثر الأسماك بالبيئة التي تعيش فيها، حيث إن الرياح خلال هذا الفصل تؤثر في خواص المياه الفيزيائية والكيميائية، والأسماك الاقتصادية الموجودة بتلك المنطقة تختلف في حركتها السنوية والفصلية، فمنها أسماك مستوطنة بتلك المنطقة طوال فصول السنة، على الرغم من انتشار أنواعها حسب نوع البيئة التي تعيش فيها، فمثلاً تقطن الأسماك في مناطق رملية أو طينية أو صخرية، وتتكاثر فيها لما يتوافر بها من سبل الحياة، وهناك نوع آخر من الأسماك وهي الأسماك المهاجرة التي تدخل المياه الليبية مع التيارات البحرية، وهي عادة سطحية تعيش في المناطق الرملية والعشبية، وبذلك تقع الأسماك في نطاقين من التصنيف حسب وجودها وطرق صيدها، فمثلاً الأسماك القارة أو القاعية والمستوطنة في المياه الإقليمية تقطن المناطق العشبية والصخرية لما تتمتع به من حماية وتوافر الغذاء، والمنطقة الممتدة من خليج البمبة إلى البردي مشهورة جغرافياً بوجود العديد من الجزر والخلجان والمصاطب الصخرية وفتحات الأودية، وموقع هضبة البطنان المطلة على البحر بجروف شديدة الانحدار تمتد أحياناً داخل المياه وتتداخل مع اليابسة في عديد المناطق، وتتعمق بعض الألسنة البحرية بمسافات إلى اليابسة، وكل هذه ظروف جيدة للأسماك القاعية خاصة حين تكون في طور الإصبعيات الصغيرة، إذ يتوافر لها الغذاء والحماية معاً، وأهم الأسماك المستوطنة في هذه المنطقة : الزمرينا، القرنقو، صيد الليل، الدوت، الفروج، السران، الغراب، التريليا البيضاء والحمراء، الشلبا، الدندشي، الجغالي، المرجان، الكحلة، القزلة، الشكورفو .
والأسماك السطحية أي المهاجرة تأتي من مناطق عديدة سابحة في المياه السطحية، خاصة تلك القادمة من المحيط الأطلسي، ولأسباب عدة تمكث في المياه الإقليمية الليبية لفترات متعددة، وقد تكون الهجرة لغرض التحصل على الغذاء أو الهروب من درجات الحرارة، أو أثناء مواسم التكاثر، ثم تبدأ في العودة لمواطنها الأصلية وقد تمكث لاستكمال رحلتها لأماكن أخر تجوب فيها البحار حتى تستقر في المكان المناسب لمتطلباتها البيولوجية كمرحلة وضع البيض أو حضانته، ومن هنا قد يتعذر صيدها لأسباب منهــــا :
أ  ــ  أغلبها في مرحلة التزاوج ووضع البيض .ب ــ عدم تفضيلها للأماكن المفتوحة، إذ تعيش على الصخور .
ج ــ عدم وضوح الرؤية لأن المياه عكرة غير شفافة نتيجة لتقلب المياه السفلية خلال المواسم التي تهب فيها الرياح والعواصف .
د ــ توقف رحلات الصيد خاصة أثناء رياح الأربعين، ومن ثم تقل حركة صيد الأسماك المهاجرة .
ومع حركتها في مسارات ثابتة، إلا أنه يمكن اعتراض طريقها أثناء عودتها لمواطنها الأصلية بنصب شباك وشراك خاصة بها، لكن قلة الإمكانات المتاحة للصيد في تلك المنطقة تعوق صيد العديد من هذه الأنواع، وأهم الأسماك الموجودة تتمثل في : القرش الرمادي، وكلب البحر، والمتسولة، والسفن، والبقرة، والسردين، والتونة، والمناني، والخنزيرة، والقاروص، والمغرس، والصاورو، واستريليا، والشولة، واللمبوكة، والصارص، والقراقوز، والكحلة، والأوراتا، والكوالي، والرزام، وأبوسيف، والمغزل، والمداس، والحلوف وغيرها .
وتقع منطقة البطنان شرق مدينة درنة، وتبدأ من رأس التين غرباً حتى رأس الرملة شرقاً كما هو مبين في الشكل السابق، إذ يظهر سهل ساحلي حول خليج البمبة يتميز برواسب رملية وانخفاض التضاريس، كما ينتشر العديد من البحيرات الساحلية والسبخات والإرسابات الفيضية، ويضيق هذا السهل ناحية الشرق من الخليج، حيث تقترب هضبة البطنان ــ الدفنة من خط الساحل ثم تنحدر تجاه البحر بجروف شديدة الانحدار، كما هو الحال في منطقة البردي، ويتسع بعد ذلك في خليج السلوم، أما الخلجان فتمتاز بضحالة أعماقها مثل عين الغزالة والبمبة، اللذين تقل أعماقهما عن 6 أمتار، ويوجد العديد من الأودية القصيرة ذات الجوانب الحادة والانحدار الشديد، وتظهر مصاب على هيأة خلجان صغيرة تتصل بالبحر مثل وادي البردي وهضبة البطنان ــ الدفنة القليلة الأمطار .
ويعد هذا الساحل أقل السواحل استقامة لانتشار الخلجان والفجوات العميقة، التي تظهر عند مصاب الأودية ومن رأس التين إلى رجل العلبة يظهر الساحل على شكل نصف قوس، ضلعه الرئيس في اتجاه الشمال مكوناً خليج البمبة متخذاً اتجاهاً عاماً نحو الشرق من رجل العلبة حتى بئر الرملة، وتكثر على طول امتداده الرؤوس والخلجان المتباينة في أحجامها وأبعادها، كما تكثر التعاريج بحث يتداخل اليابس مع الماء، وتوجد ألسنة بحرية تتعلق باليابس كما في خليجي طبرق وعين الغزالة، وفي خليج البمبة يظهر سهل ساحلي يتميز برواسب رملية، وتنخفض التضاريس وينتشر العديد من البحيرات والسبخات والإرسابات الفيضية، ثم يضيق السهل ناحية الشرق من الخليج، حيث تظهر هضبة البطنان ــ الدفنة من خط الساحل ثم تنحدر نحو البحر بجروف شديدة الانحدار، كما هو الحال في منطقة البردي، ويتسع الشاطئ بعد ذلك عند خليج السلوم .
·       المرافئ والموانئ البحرية في نطاق البطنان المحلي :
تعد موانئ ومرافئ الصيد البنية الأساسية لنجاح حرفة الصيد البحري، ومساعدة الصيادين وتشجيعهم على مزاولة هذه الحرفة، فهي الشريان الرئيس وحلقة الوصل المهمة بين الأنشطة التي تقوم بها وحدات الصيد في مواقع الإنتاج البحرية، وتلك الأنشطة المتوافرة التي تنجز على اليابس، من أعمال صيانة وإصلاح واستقبال للمراكب والجرافات والسفن، وكذلك أعمال المناولة والتخزين وغيرها من الأعمال ذات العلاقة بالصيد البحري .
إن توافرها يمكن المراكب والجرافات من الخروج والعودة بالصيد ودخول الميناء بسهولة وأمان متى شاءت، خاصة عندما تكون الظروف الجوية غير مناسبة وأثناء العواصف، حيث تسلم إنتاجها وتستعد للرحيل من جديد في رحلة صيد جديدة، وقد تلجأ للموانئ والمرافئ للصيانة والإصلاح، أو لأخذ قسط من الراحة، والتزود بالمؤن ومعاودة النشاط من جديد .
ولتقوم بدورها يجب أن تكون موزعة بطول الساحل، وبالقرب من مناطق الإنتاج، وعلى مسافات متقاربة ليسهل الاستفادة منها والوصول إليها وقت الحاجة، كما يجب أن تكون قريبة من أماكن إقامة الصيادين وذوي العلاقة من العاملين .
إن وضع الخطط الشاملة لتنمية وتطوير المرافئ الصالحة للصيد البحري ليس سهلاً، فهي تتطلب أموالاً طائلة وجهوداً كبيرة، ودراسة لجميع النواحي الطبيعية والبشرية، فالموانئ والمرافئ عند إقامتها يؤخذ بعين الاعتبار طبيعة الشاطئ، والموقع الجغرافي، والغرض من إنشائها قبل تصميمها ثم تنفيذها، وقد لا يكون العائد بالقدر المطلوب والمخطط له أو القدر الذي يشجع على إقامة مثل هذه المرافق بطول الساحل، خاصة إذا لم تسبق ذلك دراسة و مسوحات بحرية دقيقة وجدية، لتقييم المخزون السمكي، وتحديد مناطق هذا الساحل .
·       ميناء طبرق :
يقع ميناء طبرق على خط طول 59  23 شرقاً ودائرة عرض 04  32 شمالاً، ويوجد به رصيف طوله 1000 متر، وهو يقع في خليج طبرق ومحمي حماية طبيعية، فمن جهة الشمال تحميه شبه جزيرة طبرق، ومن الجنوب هضبة البطنان التي تنحدر على البحر بجروف شديدة الانحدار. الشكل ( 10.4 ) .
ويستغل هذا الميناء في مناولة البضائع وقد استقطع جزء منه للصيد البحري خارج حدود الميناء التجاري، ولا توجد به أية أسوار لحماية رصيف الصيد، وفيه رصيف قديم ( ميناء الفحم ) منذ العهد الإيطالي، وقد أصبح مرفأ لبعض مراكب الصيد، وتوجد به بعض الثلاجات و تشاركيات البطنان للصيد البحري، التي تقوم بشراء الأسماك وحفظها وتسويقها، وهناك تشاركية لصناعة الثلج تغذي أغلب المنطقة حتى حدود مصر، ويوجد في الميناء القديم مقر لحرس السواحل ومكتب لحماية الثروة البحرية تابع لقطاع الصيد البحري بالبطنان ومكاتب أمنية أخر تعمل بالتنسيق فيما بينها لتسيير حركة الصيد البحري، غير أن ميناء طبرق يعاني  من مشكلات عدة منهــــا :
·       عدم وجود حماية للمراكب بالميناء، لأن الرصيف معزول عن الميناء التجاري .
·       عدم وجود ورش لإصلاح المراكب بالميناء .
·   عدم وجود مجبد لإخراج المراكب من المياه، وتتعذر إقامة واحد نظراً لمرور الطريق الرئيسة قرب الميناء ( رصيف الصيد ) .
·       عدم وجود مخازن لحفظ المعدات ولوازم الصيد بالميناء .

الشكل(10.4): ميناء طبرق البحري.

المصدر: البحرية البريطانية، مقطع 3657 تونتن، 1992 ف. 
·   وجود تلوث في المياه السوداء ( الصرف الصحي )، يسبب صدأً وضرراً للمراكب، ويؤدي إلى إثراء النمو الطحلبي، لأن مياه الصرف الصحي تحتوي على مخلفات عضوية، تساهم في ازدهار النباتات والطحالب البحرية، ما يضيق وجود بعض الكائنات البحرية الحيوانية الأخر، لما تسببه من عتمة، ونقص في كمية الأكسجين اللازمة لتنفس تلك الكائنات .
·       مرسى البردي :
هو أنقى نقطة في منطقة الشرق، ويقع في الجانب الغربي من خليج السلوم، عند خط طول
06 25 شرقاً
، ودائرة عرض 45 31 شمالاً، وهو عبارة عن فتحة وادٍ، تمتد داخله مياه البحر بعمق يتراوح بين4 و 5 أمتار، ويشتمل هذا المرسى على رصيف إسمنتي بطول حوالي 100 متر، وقد تم تسلمه من القوات المسلحة، ويوجد فيه حاجز لكسر الأمواج من رباعيات الأقدام الإسمنتية بجوار الرصيف، ومكتب للبحرية، يقوم بالإشراف على الرسو والخروج، ومكتب لخفر السواحل يسير بإمكانات قليلة جداً، ويعمل في هذا المرسى حوالي 23 مركب صيد صغير ( فلوكة )، غير أنه يعاني أيضاً عديد المشكلات، ومنهــــا :
·       عدم وجود حاجز لكسر الأمواج، حماية للمراكب من الرياح الشرقية التي تتعرض لها المنطقة .
·       عدم استكمال الطريق المعبدة إلى الرصيف البحري .
·       عدم وجود إنارة .
·       عدم وجود ورشة لصيانة المراكب .
·       عدم وجود مخازن لتخزين الإنتاج ومعدات الصيد .
·       مرسى خليج عين الغزالة :
يقع شرق مدينة درنة، وهو عبارة عن لسان بحري، يمتد بعمق في اليابسة لمسافة 6 كم في اتجاه عام شمالي جنوبي، ويبلغ اتساعه نحو 1.5 كم، وأمام مدخله توجد جزيرة المراكب، ممثلة حاجزاً طبيعياً للأمواج، وحامية للمرسى من الرياح الشمالية، وأعماقه تتراوح بين 3.5 و 5 أمتار، وأمام مدخل الخليج تنتشر الصخور بمياه البحر، وبالإضافة لذلك يشتمل المرسى على رصيف من الحديد والخشب بطول حوالي 70 متراً، وثلاجة لحفظ الإنتاج، ومكتب للحماية البحرية يتبع قطاع الصيد البحري بالبطنان، ونقطة لخفر السواحل والبحرية، لكن إمكاناتها بسيطة جداً .
·       مرسى التميمي :
يقع غرب خليج الغزالة، وشمال منطقة التميمي، وهو لسان بحري يتوغل داخل اليابسة بمسافة قدرها 3 كم، ويرتبط بطريق معبدة، ويشتمل المرسى على مجموعة من الأكشاك والأكواخ لتجمع الصيادين وإقامتهم، ومخازن لتخزين أدواتهم ونقطة لخفر السواحل عملها إخراج المراكب للصيد، ومخزن لتخزين الإنتاج، لكن هذا المرسى يعاني من مشكلات منها عدم وجود مصدر للكهرباء أو المياه, ووجود تصريف مياه الصرف الصحي لمنطقة التميمي في هذا الخليج، ما يؤثر على المراكب .
·       مرسى البمبة :
يقع شرق مدينة درنة، وهو عبارة عن تجويف كبير ضحل يتدرج بأعماق مختلفة، ويبعد بمسافة تتراوح بين 10 أمتار و 3 كم من خط الساحل، وتوجد بطرفه الشمالي الغربي بحيرة ضحلة تتعمق عند اليابسة بمسافة قدرها 4 كم، وعمقها يتراوح بين 2.5 و 5 أمتار، وهو عمق يناسب مراكب الصيد الصغيرة، وتتصل بالمرسى طريق معبدة، وتوجد به مجموعة من المراكب الصغيرة والمتوسطة ومنطقة لحرس السواحل، لكنه يوجه مشكلات عدة منها عدم تحصل جمعية الصيادين على الرصيف البحري من البحرية الذي يستخدم الآن من قبل خفر السواحل، بالإضافة إلى ترك المراكب على الشط وسحبها عند تغير الأحوال الجوية خاصة تعرض الخليج للرياح الشرقية والشمالية الشرقية، وعدم وجود حاجز لكسر الأمواج، وتسرب مياه الصرف الصحي ( المياه السوداء ) للخليج .
·       الأيدي ( القوى ) العاملة ( الصيادون ) :
وقد تطور عدد الأيدي العاملة في حرفة الصيد البحري في ليبيا بصفة عامة.
إلا أن هذا التطور في العدد لم يكن موازياً للتطور في الأساليب التقنية بسبب عزوف الليبيين في عن ارتياد البحر، والاعتماد على استجلاب العمالة الأجنبية لسد العجز في الأيدي العاملة الفنية، ويضم مجال الصيد البحري مهناً أخر كالتجهيزات البرية من ورش الصيانة ومصانع القوارب والتعليب، بالإضافة إلى العاملين بالأمانات واللجان الشعبية بقطاع الصيد البحري، والعاملين بالشركات والتشاركيات، ومصانع الثلج، وإدارة الجمعيات التعاونية للصيادين .
 ويتوزع الصيادون على نقاط التجمع ( الموانئ / المرافئ / التجمعات ) الموزعة على الساحل بشكل متباين،  ونرى أن خلج البمبة وأم الرزم ورأس التين تضم نسبة تجمع تقدر بحوالي 14.7 %، وميناء طبرق يقع في المرتبة الثالثة بنسبة 8.4 %، ثم مرفأ البردي بنسبة 5.9 %، وبقية التجمعات لم تتعد النسبة فيها 5 % من إجمالي عدد الصيادين في المنطقة، وهذه التجمعات هي التميمي بنسبة 4.2 %، وخليج عين الغزالة بنسبة 2.8 % .
·       نوعية العمالة حسب الجنسية :
تتكون الأيدي العاملة من جنسيات مختلفة، أغلبها جنسيات عربية، وقد زادت هذه العمالة عندما فتحت الحدود الوهمية مع الدول العربية المجاورة، حيث أصبحت هناك حرية واسعة في التنقل والعمل، وقد ساعدت هذه العمالة في تغطية النقص الذي كان واضحاً في الأيدي العاملة في مجال الصيد البحري في
ليبيا .
·       دور القطاع الخاص في الصيد البحري :
القطاع الخاص على الرغم من أن حجم استثماراته من أجل الصيد البحري محدودة وقليلة، إلا أنه       استطاع أن يغطي نسبة من حاجة السوق سواء الاستهلاكية أو الإنتاجية، ويتمثل القطاع الخاص فـــي :
ــ الصيادون العاديون : يتوزعون على مراكز الصيد الموجودة بالمنطقة، على الرغم من وجود بعض الصعوبات، فبعضه لا توجد لديه الإمكانات المادية التي تمكنه من الصيد، كالمراكب والمعدات الأخر، ومن ثم انضموا إلى البطالة الإجبارية .
أما القطاع العام فيتمثل في دور الدولة بإيجاد وسائل لاستغلال الموارد البحرية، ومن ثم عملت على تشجيع المستهلكين والعاملين بمهنة الصيد وكونت الجمعيات التعاونية ومدتها بالقروض والمساعدات اللازمة، وقامت بتخفيض 50 % من ثمن ما يشتريه الصيادون من معدات الصيد ومحركات وقطع غيار ومراكب، كما وفرت الثلاجات بالمتاجر لبيع الأسماك .
ــ معدات ( أدوات الصيد ) :
الفخاخ : وسائل تتعدد أنواعها حسب مقدرة العقل البشري على ابتكار تركيبات يسهل دخول الأسماك إليها ويصعب خروجها منها .
الشباك : تفرد أمام مسارات الأسماك فتندفع نحوها معتقدة أنها تستطيع العبور من خلال فتحاتها فتنحشر بخياشيمها فلا تتمكن من تخليص نفسها منها ويتم ذلك ببساطة لافتقارها لمقدرة الرجوع إلى الخلف .
·       أسطول وأدوات الصيد ( وحدات الصيد ومعداته ) بنطاق البطنان المحلي :
يمكن تعريف طرق وسائل ومعدات الصيد البحري بأنها: الأدوات والآلات والأجهزة والطرق التي يمكن استعمالها في استغلال الثروة البحرية بما في ذلك مراكب الصيد، والطرق المستخدمة في صيد الأسماك مختلفة، ومعظمها قديمة ومعروفة في أغلب مناطق الصيد بالسواحل الليبية، والمعدات والوسائل التي تستعمل في هذه الطرق تختلف تبعا للآتـــــي :
أ  ـ مناطق الصيد : لكل منطقة معدات تتناسب مع عمق المياه، وتضاريس القاع ونوعيته صخرياً كان أم رملياً أم غير ذلك .
ب ـ أنواع وأحجام الأسماك المراد صيدها : لكل نوع من الأسماك طريقة صيد خاصة، ومعدات ووسائل تـناسبها .
إلا أن طرق ومعدات الصيد لم تتطور للمستوى الفني والتقني المطلوب، الذي وصلت إليه كثير من الدول ذات الاهتمام بمجال الصيد البحري، وهذا قد يكون راجعاً للنوعيات البشرية العاملة في الصيد البحري، التي تنقـصها الكفاءة والمقدرة على تسيير هذا القطاع، وعدم إدراك أهمية الثروة البحرية كقطاع حيوي إنتاجي يسهم في الاقتصاد الوطني، بالإضافة إلى قلة الدورات التدريبية سواء الداخلية أو الخارجية، وعدم توفير المعدات الحديثة في هذا المجال وقـد أمكـن التعرف على معـدات ووسائل الصيـد المستعملة في مجال الصيـد البحري في السواحل الليبية، خاصة في منطقة الدراسة، وتم تصنيفها من خلال القوانين والقرارات الصادرة عن أمانة اللجنة الشعبية العامة للثروة البحرية، والمقابلات مع العديد من الصيادين القدامى وأصحاب المراكب، بالإضافة إلى الدراسة والزيارات الحقلية لمواقع الصيد .
·             قطع أسطول الصيد ( مراكب ) :
هي المراكب التي يتم بها خوض غمار البحر، وقد تم تعريفها حسب اللوائح الفنية المعمول بهـا في ليبيا بـأنها : المراكب والسفن المخصصة لاستغلال الثروة البحرية والمرخص لها بذلك من الجهات المختصة واعتمدت في تعريف وحدات الصيد المستعملة في تحليل المسح على الأسماء المحلية الأكثر شيوعاً المعمول بها كالآتــي :
1.    الفلوكة : قطعة صيد صغيرة يتراوح طولها بين 2 و 7 أمتار وهي متنوعة الأشكال، ولكنها عموماً عريضة المؤخرة ودون سطح ومجهزة بمحرك خارجي، وعادة تصنع من الخشب أو الألياف الزجاجية أو من الاثنين معاً
( تلبيس )، وهي مجهزة بمعدات ملائمة للصيد الساحلي فالشباك الأكثر شيوعاً في الاستخدام هي الحليق، والسنار البرتقالي .
2.    المركب ( الماتور ): قطعة صيد متوسطة الحجم تتراوح أطوالها بين
5 و 6 أمتار، وقد تزيد على 18 متراً تحتوي الوحدات الكبيرة منها على غرفة قيادة صغيرة ومخرن تبريد أسماك ورافعة شباك، وهي مجهزة بمحرك داخلي وتكون مصنوعة من الخشب أو الخشب الملبس بالألياف الزجاجية
( فايبر جلاس )، والوحدات الصغيرة بها سطح فقط ولا تحتوي على غرفة قيادة، وهي من حيث الشكل والتصميم تشبه الوحدات الموجودة في تونس واليونان ومصر، وتلك المراكب تستخدم الشباك، وتكون مزودة عادة برافعة ( ونش ) والسنار البرنقالي .
ومن خلال دراسة موقع الصيد على ساحل منطقة نطاق البطنان المحلي تم حصر قطع  الصيد التي تعمل فعلياً في البحر، حيث يتضح من الجدول ( 14.4 )أن ميناء طبرق احتل المرتبة الأولى بنسبة بلغت 31.1 %، وتلاه مرفآ التميمي وعين الغزالة بنسبة 16.2 %، ثم مرفأ البردي بنسبة 14.9 %، ولم تتعد بقية المرافئ الأخر نسبة 10 % من إجمالي القوارب الموجودة بساحل نطاق البطنان
المحلي .

الجدول(14.4): توزيع القوارب بموانئ ومرافئ نطاق البطنان المحلي.
الميناء / المرفأ
فلوكــــــــــــــــــة
مركب 12 متراً
مركب أقل من 12 متراً
الإجمالـــــي
النسبــــــة
رأس التين
5
0
1
6
8.1
البمبة الشرقية
4
0
0
4
5.4
البمبة الغربية
5
0
0
5
6.8
عين الغزالة
12
0
0
12
16.2
التميمي
11
0
1
12
16.2
طبرق
1
5
8
23
31.1
وادي عبد الرسول
1
0
0
1
1.3
البردي
11
0
0
11
14.9
الإجمالـــــــــــي
59
5
10
74
100
المصدر: الدراسة الميدانية البحرية، مكتب العمارة للاستشارات الهندسية، بنغازي، 2005 ف.
2.3.4  الوضع القائم للثروة البحرية بنطاق البطنان المحلي
يمثل إنتاج منطقة البطنان المنطقة الممتدة من عين الغزالة حتى البردي شرقاً ومن خلال الجدول ( 15.4 ) نلاحظ أن هناك تذبذباً في الإنتاج من سنة لأخرى نتيجة رفع الدعم عن الجمعيات وحل الشركة الليبية للصيد البحري،
الجدول(15.4): إنتاج منطقة البطنان خلال الفترة من 1990 ف إلى 2000 ف / كجم.
السنــــــــــــــــوات
كمية الإنتـــــــــــــاج
معدل الزيـــــــــــادة
1990 ف
5740
ـــــ
1991 ف
6640
15.6
1992 ف
6702
15.9
1993 ف
4100
- 38.8
1994 ف
3350
- 18.5
1995 ف
4160
24.1
1996 ف
9800
135.5
1997 ف
8710
- 11.1
1998 ف
13000
49.2
1999 ف
2270
- 82.5
2000 ف
1820
- 19.8
المصدر: أمانة الثروة البحرية، البطنان، كشف كميات الأسماك المصطادة من عام 1990 ف إلى 2001 ف، بيانات غير منشورة.
وفتح باب التصدير في بعض السنوات وهجرة بعض الصيادين للحرفة وتوقف بعض المراكب عن العمل بسبب نقص قطع الغيار والمحركات، ومنع الصيد في بعض المناطق لدواعٍ أمنية، وقد ارتفع الإنتاج خلال أعوام 1996 ف، و 1997 ف، و 1998 ف، وقد بدأ يقل ويهبط إلى أدنى مستوياته بالمنطقة خلال عامي 1999 ف و 2000 ف، وقد بلغ إنتاج المنطقة خلال فترة التسعينيات 66.292 طناً .
·       إنتاج منطقة البطنان من الأسماك حسب نوع درجاتها :
على الرغم من تعدد واختلاف الأنواع السمكية التي تصطَاد في مياه منطقة الدراسة بمختلف وسائل الصيد ومعداته السالفة الذكر، إلا أن معظمها جيد من ناحية مذاقها واستساغتها، وذلك لنظافة المياه البحرية الليبية وخلوها من مظاهر التلوث الظاهر تقريباً، الذي يسبب فساد الأسماك وظهور الروائح الكريهة منها، وجميع أنواع الأسماك المصطادة في منطقة الدراسة تستَهلك طازجة أو مجمدة، وهي تمتاز بالجودة عند استهلاكها طازجة .
وتصنف الأسماك مفردة كل صنف على حدة، ويحدد اسمه ونوعه ويراعى في هذا التصنيف جودة وحجم كل نوع، وأحياناً لا يسمح بصيد بعض الأنواع إلا حسب شروط محددة، كما في الجدول ( 16.4 )، فيجب ألا يقل طول بعض الأسماك عن المبين بالجدول، وطول السمكة يقاس عادة من مقدمة الرأس، حيث يكون الفم مقفلاً إلى نهاية الفص الأطول لزعنفة الذيل أو نهاية الزعنفة إذا لم تكن متفرعة، ويقاس طول القشريات من مقدمة العين إلى أبعد نقطة من مؤخرتها، ويشمل هذا طول العجز، أما بالنسبة للقواقع ذات الفصين فيحسب الطول بأكبر بعد لنقلة القوقعة، ويحظر صيد بعض الأسماك والأحياء البحرية في مواسم تكاثرها حماية للثروة البحرية
وقد صنفت الأسماك التي تصطاد من المياه الليبية إلى أربع درجات هي الأولى والثانية والثالثة والرابعة، وتقسم أسماك الدرجة الأولى إلى قسمين، ويراعى الوزن في تحديد الدرجة لكل نوع، فأحياناً يزيد فتزيد الدرجة المصنف عليها تبعاً لذلك، وتقل إذا قل ذاك الوزن .
الجدول(16.4): بعض الأسماك والأحجام المسموح بصيدها، ومواسم تكاثرها.
اسم النــــــــــــــــــــــــوع
الحجم أو الوزن المسموح بصيده
موسم التكاثــــــــــــــــــر
الفروج
30 سم
الصيف ــ ناصر
المرجان
15 سم
الصيف ــ ناصر
البور ( بودماغ )
25 سم
ناصر ــ التمور
الكحلة
15 سم
الطير ــ الطير
كلب البحر
60 سم
الماء ــ ناصر
جراد البحر الجمبري
10 سم
الطير ــ ناصر
القرنيط ( عدا المسكي )
500 جم
الماء ــ التمور
المصدر: اللجنة الشعبية العامة للثروة البحرية، اللائحة التنفيذية للقانون رقم ( 14 ) لسنة 1989 ف، ص 24.
والتصنيف إلى الدرجات السابقة يشمل الأسماك القاعية البيضاء التي تصطاد بالجرف والشباك والبرتقالي، وبعض الأسماك الزرقاء التي تعيش قرب القاع، والقليل من الأسماك السطحية، أما القشريات فتصنف وحدها على أساس الحجم، والأسماك الزرقاء التي تصطاد بالإضاءة ( اللمبارة )،
لا يشملها التصنيف السابق إلى درجات، ويمكن تصنيف أسماك كل درجة كما يأتـــــي :
1.    أسماك الدرجة الأولى : تنقسم إلــــى :
أ ــ أسماك غير مرتبطة بوزن مثل الدندشي، والفروج، والحمرايا، والمناني، والجغالي، والبلاميط، والمغزل الشاوش، والشولة الكبيرة، والدوت، والمارلوستو، والقاروص، والبوري، والإستريليا، والتريليا، والتونة، والشيش صباطة، والأخيران نظيفان من دون أحشاء ورأس، بالإضافة إلى المرجان وغيرها .
ب ـ أسماك محددة بوزن مثل الأوراتا، التي تزن أكثر من 250 جم .
2.    أسماك الدرجة الثانية : تنقسم إلــــى :
أ ـ أسماك غير مرتبطة بوزن مثل الخنزيرة، والإبرة، والصاورو، واللمبوكة، والكحلة .
ب ـ أسماك محددة بوزن مثل التريليا، والبوري، والسيرا، التي يتراوح وزنها بين 80 و 150 جم، والمرجان ووزنه يتراوح بين 80 و 100 جم، والباقرو يزن أقل من 150 جم، وهناك أنواع يقدر وزنها إذا كان أقل من 250 جم وهي الأوراغي، والقاروص، والمغزل، والشولة، والقراقوز، والمداس، والبغلة .
3.    أسماك الدرجة الثالثة : تنقسم أسماك هذه الدرجة إلى الفئتين الآتيتيــــن :
أ  ــ أسماك غير مرتبطة بوزن مثل التنوت، والمنكوس، والقرنيط، والحلوف، والسفن، وأبوشوكة، والمتسولة .
ب ـ أسماك محددة بوزن مثل المرجان، والتريليا إذا تراوح وزنها بين 40 و 80 جم، والبوري، والسيرا، والأوراغي إذا كان أقل من 150 جم، والمارلوستو، والشلبا، والشكورفو الأحمر إذا كان أقل من 200 جم، والغراب إذا كان وزنه أقل من 250 جم، والمحراث إذا كان وزنه أكثر من 8 كجم نظيفاً، وكذلك كلب البحر النظيف الخالي من الأحشاء .
4.  أسماك الدرجة الرابعة : وهي تعد من أقل أنواع الأسماك المصطادة في المياه الليبية جودة ومذاقاً ومنهــــا :
أ  ـ أسماك لم يحدد وزنها مثل الزمرينا، والبراكش، والصبارص، وأبوخضير .
ب ـ أسماك مرتبطة بوزن مثل المحراث إذا كان وزنه أقل من 3 كجم .
5.    القشريات : وتصنف على أساس حجمها إلى نوعيــن :
أ  ـ الجمبري الكبير الحجم إذا كان وزنه أكثر من 300 جم .
ب ـ الجمبري الصغير الحجم إذا كان وزنه أقل من 300 جم .
وذلك بناءً على القرار رقم ( 26 ) لسنة 1994 ف الصادر عن اللجنة الشعبية العامة للاقتصاد والتجارة بخصوص تصنيف وتسعيرة الأسماك الطازجة في الفترة الشتوية خلال العام المذكور .
ومن دراسة الجدول ( 17.4 ) يتبين أن كمية الأسماك المصطادة بلغت 66292 كجم، وأسماك الدرجة الأولى بلغت 20192 كجم، أي بنسبة 30.5 % من إجمالي إنتاج منطقة طبرق، وبلغت كمية الأسماك من الدرجة الثانية 22560 كجم، أي بنسبة 34 % من إجمالي إنتاج المنطقة، والدرجة الثالثة بلغت
23540 كجم، أي ما نسبته 35.5 % من إجمالي إنتاج المنطقة أيضاً، في حين لم تحدد أية كمية خاصة بأسماك الدرجة الرابعة، وفي عام 1989 ف كانت أعلى كمية لأسماك الدرجة الأولى، حيث بلغت
6350 كجم بنسبة 48.8 % من إجمالي إنتاج منطقة طبرق، في حين بلغت أسماك الدرجة الثانية
6050 كجم بنسبة 46.5 % من إجمالي إنتاج منطقة طبرق، وتلتها كمية أسماك الدرجة الثالثة في عام 1997 ف، وقد جاءت بنسبة 60.8 %، ويتضح من ذلك أن كمية الإنتاج باتت متدنية بسبب تسرب العمالة وعدم تسجيل الكميات المصطادة .
الجدول(17.4): إنتاج منطقة البطنان حسب الدرجات في الفترة من 1990 ف إلى
 2000 ف / كجم.

الدرجة الأولى
الدرجة الثانيــــــة
الدرجة الثالثــــــة
المجمــــــــــــــوع
إجمالي الإنتاج
20192
22560
23540
66292
النسبة إلى الإجمالي
30.5 %
34 %
35.5 %
100 %
سنة الإنتاج
1998 ف
1998 ف
1997 ف
ـــــ
النسبة إلى إنتاج السنة
48.8 %
46.5 %
60.8 %
ـــــ
نسبة السنة إلى الإجمالي
31.4 %
26.8 %
22.5 %
100 %
المصدر: اللجنة الشعبية للثروة البحرية، البطنان، كشف بالكميات المصطادة في البطنان من عام 1990 ف إلى 2000 ف، بيانات غير منشورة.

مصلحة التخطيط العُمراني - مشروع إعداد مُخطَّطات الجيل الثَّالث - (2000 ـ 2025) النطاق التخطيطي / بنغازي - النطاق المحلي / البطنان - تقرير الوضع القائم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا