دور الطرق في نمو وتوزيع المستوطنات البشرية
في قضاء طوز خورماتو
Roads role in the growth and distribution of human settlements in the district of Tuzkhurmato
رسالة تقدم بها إعداد
إسماعيل فاضل خميس مصطفى البياتي
إلى مجلس كلية التربية والعلوم الإنسانية - جامعة تكريت
وهي جزء من متطلبات نيل شهادة الماجستير
آداب في الجغرافيا البشرية
إشراف
أ.د. مجيد ملوك دهدي السامرائي
1435 هـ - 2014 م
تُعد شبكة طرق النقل (Road transportation network ) دالة على المستوى التنموي الذي وصلت إليه منطقة الدراسة, بل إنها تمثل العصب الحساس للنشاط الاقتصادي والاجتماعي للسكان, وتساهم في نمو (Growth) سكان المستوطنات البشرية وتوزيعهم (Distribution), إذ أن التفاعل بين شبكة الطرق والمستوطنات البشرية متبادل مكانياً وزمانياً, وإن نمو المستوطنات البشرية يستمر طالما استمر الطريق(Road).
تهدف هذه الدراسة عن إبراز سمات دور الطرق ضمن نطاق الدراسة المحددة, والوقوف على أهم الخصائص المكانية المؤثرة فيها, وأبعاد هذا التأثير سلباً وإيجاباً, ومن ثم محاولة الخروج بتصور للربط بين شبكة الطرق كظاهرة مكانية وبين ما يحيط بها من متغيرات ومقومات طبيعية وبشرية على حد سواء في إطار العلاقة المكانية (Spatial relationship) بمنطقة الدراسة.
كما تهدف الدراسة عن إعطاء صورة عن طبيعة دور الطرق في نمو وتوزيع المستوطنات البشرية, والكشف عن العلاقة المكانية باستخدام تقنية نظم المعلومات الجغرافية(GIS) للتعرف على مدى التأثير الذي تحققه الطرق في نموها وتوزيعها (Growth and distribution), وأتبعت الدراسة المنهج الاستقرائي التحليلي منهجاً رئيساً للدراسة, متخذاً من وسائل القياس الكمي ومعطيات نظم المعلومات الجغرافية GIS)) أداة للبحث والدراسة, فضلاً عن التحليل المكاني (Spatial Analysis) وذلك بغرض الوصول إلى أفضل النتائج، ولإكمال كافة متطلبات هذه الدراسة فقد تم جمع البيانات والمعلومات بواسطة العمل الميداني والحصر الشامل للبيانات والمعلومات من مصادرها المكتبية والدوائر الحكومية والاستطلاع والدراسة الميدانية، وقد تم إفراغ المعلومات التي تم الحصول عليها على هيئة جداول وملاحق والتي اعتمد عليها البحث في الاستدلال والاستنباط, مما أسهم في بناء قاعدة بيانات جغرافية، وتم تمثيل الكثير من بياناتها في عديد من الخرائط التي احتواها متن هذه الدراسة، باستخدام تقنية نظم المعلومات الجغرافية (GIS) التي تتميز بقدرتها على تحليل البيانات المكانية المرتبطة بقاعدة بيانات وصفية، من اجل التعرف على خصائص المكان والتي اشتملت على قياس نقطة المركز المتوسط ومركز الظاهرة والمسافة المعيارية واتجاه التوزيع , فضلاً عن استخدام (مربع x2) (Chi-square 2)، وقرينة الجار الأقرب (Nearest - Neighbor) لتحليل أنماط التوزيع المكاني للمستوطنات البشرية في منطقة الدراسة, وأظهرت الدراسة مدى كفاءة تقنيات نظم المعلومات الجغرافية في معالجة البيانات المكانية باستخدام العديد من وظائفها في عملية التحليل المكاني، بالإضافة إلى استخدام برنامج التحليل الإحصائية (SPSS.14) في عملية التحليل العاملي (Factor analysis) و (مصفوفة الإرتباط) (Correlation Matrix) وذلك لأجل الوصول إلى النتائج الدقيقة والتحليل المنطقي للعلاقة مع شبكة الطرق ونمو وتوزيع المستوطنات البشرية ( متغيرات الدراسة المعتمدة – المستوطنات/ والمسـتقلة. (ص – س11).
حيث أظهرت نتائج التحليل بأن المتغيرات ذات العلاقة بشبكة الطرق في منطقة الدراسة لها تأثير موجب وبعلاقة إرتباط موجبة قوية (0,984) , وعلى ذلك فالعلاقة المكانية بين شبكة الطرق ونمو وتوزيع المستوطنات البشرية في منطقة الدراسة هي علاقة إيجابية متباينة مكانياً, إذ كان للطرق دور مؤثرٌ في عملية النمو والتوزيع.
اشتملت الدراسة على أربعة فصول، فضلاً عن المقدمة التي تضمنت ( الإطار النظري للدراسة ) من مشكلة البحث وفرضيته, وأهداف الدراسة و حدود منطقة الدراسة و منهجية الدراسة و التقنيات المستخدمة في الدراسة و الدراسات السابقة ....إلخ. إذ تناول الفصل الأول العوامل الجغرافية المؤثرة في إنشاء الطرق في منطقة الدراسة, وجاء الفصل الثاني لدراسة العلاقة المكانية بين شبكة الطرق والمستوطنات البشرية في منطقة الدراسة, بينما تناول الفصل الثالث، قياس العلاقة المكانية بين أمتدادات الطرق وقيام ونشأة وتطور المستوطنات البشرية, وانتهى البحث من خلال الفصل الرابع، والذي اهتم بدراسة اختبار أثر متغيرات إحصائية عديدة على نمو وتوزيع المستوطنات حسب النواحي الإدارية، فضلا ًعن قائمة المصادر والملاحق والخلاصة باللغة الانكليزية.
اختتمت الدراسة بعدد من الحلول المقترحة والتوصيات والتي أهمها ضرورة إعادة النظر في هيكلة منطقة الدراسة وتوزيع السكان وذلك عن طريق إنشاء مستوطنات (Settlements) جديدة في مناطق استقطاب أخرى, وإنشاء مشاريع النقل (Transportation projects) التي من شانها أن تلعب دوراً بارزاً في إعادة توزيع السكان من جديد, حيث تعمل هذه الطرق على ربط المستوطنات الأصلية من مناطق الجذب الجديدة. فضلاً عن ضرورة الاسراع في تحويل الطرق ذات الممر الواحد الى طرق ذات ممرين وذلك لارتفاع معدلات الكثافة المرورية للمركبات وتسهيلاً لانسيابية حركة المركبات بسرعة أكبر وحوادث أقل على سبيل المثال طريق طوزخورماتو – تكريت, بالإضافة إلى إمكانية الاستفادة من تطبيقات نظم المعلومات الجغرافية (GIS) بوصفها منظومة متكاملة، في تطبيق معايير (Standards) مد وإنشاء الطرق اعتماداً على المعايير المحلية والدولية مما يساعد في تحسين ورفع كفاءة مستويات الخدمات المختلفة للمستوطنات البشرية، لا سيما الخدمات التعليمية والصحية (Educational and health).
الملخص
Abstract
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق