التسميات

الاثنين، 9 يناير 2017

تفعيَل دورالمجتمع المحلي للمشاركة في تنمية (ضرية) - د. أحمد بن محمد الشبعان ...


تفعيَل دورالمجتمع المحلي للمشاركة في تنمية (ضرية ) 
 

 د. أحمد بن محمد الشبعان

1-4-1432هـ  

 


بسم الله الرحمن الرحيم 

الملخص
  تأخذ هذه الدراسة أهميتها من كونها تعنى بتنمية الجانبين الاقتصادي والاجتماعي لمجتمعِ محلي يعيش فترة انتقالية من البداوة نحو التحضر في بيئة ريفية, ذات مستقبل واعد في ظل توجهات وخطط الدولة في التنمية. وتتمحور مشكلة الدراسة في كون مجتمع (ضرية) يفتقر إلى جوانب عدة, أخرت تنميته على الرغم من توافر الإمكانات التي يمكن أن تساعده  للعب دور فاعل في التنمية المحلية لو استطاع  استثمارها.
  وتهدف الدراسة إلى الوصول إلى معرفة معوقات التنمية في ضرية, وأثرها في ضعف دور الأهالي في المشاركة في التنمية, كما تسعى إلى التعرف على إمكانات المنطقة والبحث عن أفضل السبل لتفعيل دور المجتمع المحلي, للمشاركة في تنمية منطقته؛ لآن وضع أية خطة وتنفيذها ينبغي أن يبدأ وينتهي بالمعنيين بالتنمية وممن تستهدفهم, وفي سبيل تحقيق هذه الأهداف تم اختيار المنهج الوصفي لملائمته لهذه الدراسة, حيث تم استخدامه في وصف البيانات وتفسيرها, وتم الخروج بمجموعة من النتائج كان من بينها: أن من أبرز معوقات التنمية التي ساهمت في ضعف دور الأهالي: شح المياه لوقوع المنطقة ضمن الدرع العربي, كما أن موقع ضرية البعيد عن المراكز الحضرية - مع ضعف شبكة الطرق- ساهم في صعوبة الاتصال بمراكز الخدمات والإدارة. يضاف إلى ذلك أن محدودية الصلاحيات ونقص البيانات كان له دور في ضعف تخطيط برامج التنمية, مما نتج عنه تأخر تنفيذها. كما أنه مما ساهم في ضعف دور السكان في التنمية معاناتهم بسبب ضعف دخولهم, وارتفاع نسبة الأمية بين الآباء والأمهات, كما نتج عن هجرة مجموعة من المؤهلين علمياً إلى المراكز الحضرية ضعف ملحوظ في المؤسسات الاجتماعية, وتعطل في معظم المشاريع الاستثمارية.
  هذا وقد خرجت الدراسة بمجموعة من التوصيات التي منها: أنه ينبغي التخطيط ووضع البرامج لاستثمار الإمكانات السياحية في جذب الزائرين للمنطقة, كما تضمنت الدراسة مقترحات يمكن أن تساهم في تفعيل دور الأهالي في اتخاذ القرار والنهوض بتنمية المجتمع المحلي, مما ينتج عنه تنمية المنطقة.  

 

ABSTRACT  :

             The importance of this study lies in the development of economic and social aspects for a community lives a transitional period from Nomadism to Urbanization at  a promising rural environment and according to the state developmental  directions and plans .
          The problem of the study exists in the community of (Dharia) suffering from deficiency of a lot of  affairs stands in the way of the development instead of existing of most facilities which may help in playing an important role in the local welfare, if it were benefitted.
  The study aims to determine obstacles of the development in Dharia and its impact that helps to cripple inhabitants role to participate in the development. The study also aims to know the region facilities and to seek for the best ways to activate the role of local community to participate in the region development, and that is because of laying any plan and implement itneed to commence and finish with who concerned with the development. So , the researcher has used the descriptive approach in this study to descript data and analyzing it . Some results has been concluded e.g.: One of the most developmental obstacles which contribute to cripple the role of inhabitants is the run short of water for the region located within the Arabian Shield, in addition to the site of Dharia lies away from urbanite places, as well as lack of roads networks contributing on communication difficulty with administrative and services centers, as well as the rareness of authorities and data has an important role at the weakening of developmental programs planes which causing delaying of implantation and increasing of illiteracy for both fathers and mothers , Moreover the emigration of the qualified to urbanite places leads to a distinguished weakening at the social foundations and suspension the most of investment projects .
  
   Many recommendations have been concluded from this study e.g. : the importance of draw plans and programs to invest touristic facilities aiming to attract visitors to the region. The study also contains  many recommendations may lead and contribute on activate the role of inhabitants to adopt resolutions and promotion for local community development . 
       
  مقدمة :
    تعاني دول العالم النامي من ظاهرة عدم التوازن الإقليمي, والتي تتمثل في وجود فروقٍ إقليميةٍ في المستويات الاقتصادية والاجتماعية. وتنعكس هذه الفروق في وجود معدلاتٍ عاليةٍ من البطالة وانخفاضٍ في الدخل وتدنٍ في مستوى الخدمات الاجتماعية والصحية والتعليمية في المناطق الريفية مقارنة ببقية أجزاء الإقليم من مناطق حضرية, فاقتصاد المناطق الريفية يتصف بأنه غير متنوع ويعتمد على الرعي أو الزراعة غير المتطورة. هذه الأحوال الاقتصادية والاجتماعية المتدنية تجعل المناطق الريفية عرضة لحركة هجرة يفقد بموجبها الريف الكثير من القوى العاملة لصالح الأقاليم الأخرى, التي تتمتع بمستويات اقتصادية واجتماعية عالية.         
  كما يمكن القول أن السياسات التنموية هي نفسها قد تعيق تدفق عوائد التنمية من المدينة باتجاه الريف, وإن حدثت فإنها تكون ضعيفة؛ لكونها تصب غالباً في صالح المدينة والمناطق الحضرية على حساب الريف. ولعل من أبرز أسباب ذلك: أن المشاركة في القرار على المستوى المحلي لا يتعدى تنفيذ الأوامر الإدارية القادمة عادة من العاصمة. ويذكر في هذا السياق "أن تركز السلطة وأدواتها ومؤسساتها في العاصمة وطبيعة الهياكل الإدارية الهرمية وضعف المشاركة الأهلية في تخطيط وتنفيذ الخطط التنموية لا يؤدي فقط إلى زيادة الفوارق الاقتصادية والاجتماعية بين المناطق الحضرية والريفية, وإنما يعمل على إشاعة جو من الإحباط لدى سكان الريف" (غنيم, 1425هـ,ص167).                                                       
  والمعنيون بالتنمية في المملكة العربية السعودية يستشعرون هذا الواقع السائد لدى معظم دول العالم النامي, والمملكة جزء من هذا العالم؛ ولهذا فهي تواصل الاهتمام بتنمية المناطق من أجل تقليل الفوارق التنموية, سواء فيما بين المناطق أو داخلها, من خلال الاستفادة من التنوع في الموارد والإمكانات لتنعم بها كل منطقة, وقد تبنت الخطط التنموية المتعاقبة سياسات تنموية واضحة لتنمية المناطق, كان من أبرز سماتها: الحرص على تحسين بناها التحتية, مع أخذ الإمكانات التنموية لكل منطقة في الحسبان, وعلى سبيل المثال: فخطة التنمية التاسعة تواصل الجهود لتحقيق التنمية المتوازنة بين المناطق وزيادة تكاملها, فضلاَ عن تنمية القدرات المؤسسية للجهات العاملة في المناطق, حتى تتمكن من تحسين البيئة الاستثمارية, وسعياً في سبيل تحسين مستوى المعيشة ونوعية الحياة فقد ركزت الخطة التاسعة على عدة مسارات, كان من ضمنها: تنمية القدرات الإنتاجية والإبداعية للمواطنين, وتوفير فرص العمل, وتوسيع مشاركتهم في الأنشطة الاقتصادية المختلفة واتخاذ جميع التدابير لتقليص معدلات البطالة, كما تسعى الآلية التنفيذية على تهيئة البيئة المواتية لتحقيق التنمية المستدامة, وتحسين استغلال الموارد مع حماية البيئة (خطة التنمية التاسعة, 1432هـ, ص 31-32 ). كما يمكن أن يقال:أن خطة التنمية التاسعة ليست خطة اقتصادية فحسب, وإنما هي خطة اجتماعية احتوت فصولاً تعنى بالشباب, وخصصت فصلاً عن المرأة والأسرة, وأولت عناية خاصة بالمستوى المعيشي للسكان.     
 هذه  الدراسة تستشرف المستقبل في  ظل توجهات خطط التنمية, وعلى  الخصوص الأخيرة منها؛ سعياً  للنهوض بمجتمع (ضرية) كواحد من  المجتمعات الريفية التي تعاني  ضعفاً في تحقيق التنمية الريفية, على الرغم من الجهود الحكومية المبذولة في هذا الشأن. وتسعى هذه الدراسة إلى الوصول إلى معرفة معوقات التنمية في ضرية وأثرها في ضعف دور الأهالي في المشاركة في التنمية, كما تسعى إلى البحث عن سبل تفعيل دور المجتمع المحلي للمشاركة في تنمية منطقته؛ لأن وضع أية خطة وتنفيذها ينبغي أن يبدأ وينتهي بالمعنيين بالتنمية وممن تستهدفهم.                                                                                                           
أهمية الدراسة:

  تأخذ الدراسة أهميتها من كونها تسعى إلى معالجة التنمية من جانب عنايتها بأهمية الجانبين الاقتصادي والاجتماعي, وهي بذلك تؤكد على أهمية أن تكون التنمية عملية متكاملة, وبأنه على الرغم من تركيز الكثير من الباحثين - ولفترة طويلة- العناية بالجانب الاقتصادي بالدرجة الأولى, إلا أنه ينبغي إدراك أن التنمية عملية ذات جوانب متداخلة, فالهدف هو: إحداث تغيير حضاري يدفع بعملية التنمية إلى الأمام, ويراعى المجتمع وظروفه, وتؤكد هذه الدراسة على أهمية دراسة أي مجتمع قبل تخطيط مشروعاته واضعة في الاعتبار العامل البشري والقيم الاجتماعية السائدة التي تحكم حياة الناس, ولأجل هذا فقد بات من الضروري إجراء مثل هذه الدراسات لهذا المجتمع لتحديد اتجاهات التنمية وبرامجها ومشروعاتها, وبالمقابل معرفة اتجاهات أفراد المجتمع نحوها؛ لإعطاء هذا المجتمع الفرصة لتحديد الطرق التي يتبعها لتحقيق التنمية, بما يتلاءم مع ظروفه واحتياجاته وإمكانيات التنفيذ, إضافة إلى ذلك أن هذه الدراسة تعنى بالريف والأطراف الذي تتضرر نتيجة عناية خطط التنمية السابقة بالمراكز الحضرية بالدرجة الأولى. إلى جانب أن منطقة الدراسة تفتقد لمقومات الثروة الزراعية التي عادة يراهن عليها المستثمر بالريف, يقابل ذلك إعراض من السكان المحليين عن ممارسة الرعي الذي يعاني هو الآخر من شح في المراعي؛ مما دفع بالبعض من الفئة المتعلمة إلى التوجه للمراكز الحضرية للبحث عن مصدر رزق على أمل العيش في مستوى اقتصادي واجتماعي يستجيب لمتطلبات الحياة العصرية, ومما يمكن أن يعطي للدراسة أهمية أننا أمام منطقة تمتلك موارد بشرية وطبيعية لم تستثمر بعد بالدرجة المطلوبة, وعلى سبيل المثال : امتلاكها لبعض مقومات الجذب السياحي, كما وأن هناك مستقبلاً واعداً ينتظر (ضرية) بالتوجه لتحويلها إلى (محافظة) بالإضافة إلى الشروع في حل مشكلة تأمين مياه الشرب, إلى جانب أن هناك موافقة على إدراج تنفيذ المرحلة الأولى من طريق مكة المكرمة السريع الذي من المقرر أن يمر بضرية, وأخيراً صدور موافقة المقام السامي على إنشاء كلية العلوم والآداب للبنات, وهي ضمن كليات جامعة القصيم (صحيفة الجزيرة,1432هـ,عدد13971,ص7) إن هذه المعطيات وغيرها تجعل من المهم دراسة (ضرية) كمنطقة ذات مقومات طبيعية وبشرية لم تستثمر بعد, كما وتحتاج لجهود متضافرة وفي مقدمتها البحث عن سبل لتفعيِل دور سكانها المحليين كهدف أولي لتحقيق التنمية المستدامة.   
                                                                                    
أهداف الدراسة:
تسعى هذه الدراسة إلى تحقيق جملة من الأهداف, لعل من أبرزها ما يلي:
1- البحث عن أسباب ضعف دور المجتمع المحلي في عمليات التنمية .   
    2- السعي  للوصول إلى أهم وسائل  تفعيل  دور المجتمع المحلي للمشاركة  في التنمية.
    3- تحديد  أبرز الخصائص والإمكانات الطبيعية  والبشرية, التي بموجبها يمكن رسم خطط تنمية المنطقة.
    4-إنشاء  قاعدة بيانات يستفيد منها الباحثون  والمخططون لتنمية المنطقة.
مشكلة الدراسة:
    تتمتع  (ضرية) بإمكانات طبيعية وأخرى بشرية, كما أن هناك جهوداً  مبذولة من الحكومة بهدف تنمية المنطقة, وعلى الرغم من ذلك فإن المنطقة تفتقر إلى التنمية في جوانب عدة من أشكال التنمية؛ كما أن هناك ضعفاً ملحوظاً في مشاركة سكان (ضرية) في العمليات التنموية, فما أبرز أسباب ذلك الضعف؟ وهل تفَعيل دور المجتمع المحلي سوف يسهم في دفع عمليات التنمية؟ وللإجابة على هذا التساؤل الكبير لابد من الإجابة على التساؤلات الفرعية التالية:
1 – ما أبرز أسباب ضعف دور مشاركة المجتمع المحلي في عمليات التنمية ؟ 
2- كيف  يمكن تفعيل مشاركة المجتمع  المحلي ليسهم في التنمية ؟
3- هل  هناك إمكانات في المنطقة يمكن  استثمارها لتسهم في تفعيل دور  المجتمع المحلي في التنمية؟

الإطار النظري:
    من الطبيعي أن يهتم الجغرافي بالتنمية وبعمليات التغيير في المسرح الجغرافي, لأن هذا هو إطار العمل الحقيقي له, وذلك من خلال دراسة العلاقة بين الإنسان والأرض, "والحقيقة فأننا نعيش في عالم سريع التغير في وسائل الانتشار الحضاري, الأمر الذي جعل تباعد المسافات أمراً نسبياً, ولذا كان من الضروري أن نعرف أبعاد المسرح الجغرافي الذي يعيش عليه الإنسان بمكوناته الطبيعية والبشرية, وإمكانية استغلاله وتطويره, وتهيئة فرص أفضل للارتقاء بالمجتمعات المتواجدة فيه." (الجوهري,1999م,ص14)  واهتمام جغرافية التنمية بالجانب الحضاري من البيئة ضرورة أملتها عليها فلسفة البحث, فتفاعل الإنسان مع الأرض أحد مكونات البيئة, حيث أن الحتمية تتضاءل أمام آلية الإنسان الذي يسعى لاستثمار البيئة في بناء حضارته, ولهذا تحتل الجغرافيا الاجتماعية جانباً كبيراً من اهتمام المعنيين بالتنمية من الجغرافيين, وهذه من سمات تطور العلوم, فتفاعل الإنسان مع البيئة هو نتيجة عدة عوامل : بعضها مادي, والبعض الآخر اجتماعي, ونفسي, وثقافي, ويصعب الفصل بينهم فهي عوامل مترابطة محصلتها أنها تعمل على تغيير المظهر الطبيعي إلى مظهر حضاري.
    والمجتمع الذي نحن بصدد دراسته (مجتمع ضرية) قد مر بمرحلة انتقالية من البداوة إلى التحضر في بيئة صحراوية قروية, وفي سعينا لتفهم هذا المجتمع الانتقالي ومناقشة سبل دفعه للأخذ بأفضل خطط التنمية المناسبة لظروفه؛ لابد لنا من استعراض بعض المفاهيم والنظريات التي تساعد على توصيف هذا المجتمع المحلي, وتطرح أفضل سبل تنميته. 
 
البداوة والتوطين والتحضر:
     تعرف "البداوة " على أنها: ((اصطلاح يطلق على طبيعة فئة من السكان يتميزون بخصائص معينة وسلوكيات خاصة ترسمها البيئة المحيطة بهم, ولا تسمح بإقامة حياة سكانية مستقرة)). " فالبداوة تعني الترحال, أو عدم الاستقرار في مكان ثابت طوال العام, إذ تضطر إلى أن تغير مناطق إقامتها سعيا وراء الغذاء أو المرعى أو التجارة" (إبراهيم,2000م,ص63) والبدوي في هذه البيئة القاسية ذو مظهر سلبي تواكلي إلى حد كبير, فلا يجهد نفسه في استغلال موارد البيئة الطبيعية, لكونه يبحث عن الكفاية ولا يعنيه أن ينتج زيادة عن عيشته؛ مما نتج عنه الحاجة ليعيش مع غيره من أفراد قبيلته ليقاوموا قسوة الظروف المحيطة, فنتج عن ذلك كله روح النعرة والتعصب القبلي, والالتفاف حول شيخ القبيلة إذا ما شعر بخطر يحدق به ويهدد أمنه.
   ولطبيعة الحياة في الصحراء دور في تشكيل ملامح الشخصية البدوية؛ فالتنقل سمة هؤلاء الرعاة, مما لا يساعد على تجميع الثروة لأن الرعي وظيفة اجتماعية  أكثر منها اقتصادية, والعلاقات الاجتماعية القائمة على أساس القرابة من سمات هذا المجتمع, كما " أن احتقار البدوي للعمل اليدوي والزراعة ناشئ عن تصوره لفضائل الرجل البدوي ووظيفته في المجتمع, كما أن تصوره الخاص بالعرض والشرف وتصوره لبعض الفضائل الاجتماعية البدوية؛ كالكرم والنخوة, وتصوره للزمن والملكية والقيادة لا يتجاوب مع التنظيم الفني للأعمال الإنتاجية الحديثة كما يتصورها المنظمون والإداريون من الفاعلية والفئة وتسلسل الأوامر والمسؤوليات" ( عزام وآخرون,2010م,ص14). 
  ومن جهة أخرى فالمجتمع البدوي يقوم على  أساس من رابطة الدم في تشكيله المورفولوجي (أي توزع أفراد العشيرة على الأرض) حيث أن كل قبيلة تربطها علاقات دموية  يسكن أفرادها إلى جانب بعضهم البعض. " وقد تحل الرابطة الاجتماعية محل رابطة الدم, إذا ما دعت الظروف الاجتماعية إلى ذلك, لكن رابطة الدم من أقوى الروابط, ومن جانب آخر فإن الهيكل القبلي للجماعة البدوية يتألف من وحدات قرابية, تأتي القبيلة على رأس هذا التنظيم, فشيخ القبيلة مسئول عن وضع النظم  الاقتصادية  والاجتماعية وتنفيذها, ومسئول عن تمثل الأفراد  لمجمل الأعراف والقيم, التي أتفق عليها القوم بغض النظر عن بعض السلبيات كسلب الحرية أو الهدر للقيم المبدعة" (عزام وآخرون,2010م,ص19). كما تمثل الأسرة نواة هذه القبيلة وهي جهاز الضبط الاجتماعي, وتؤدي أهم وظيفة وهي التربية للصغار, ويتخذ عميد الأسرة دوره في الضبط الاجتماعي داخل الأسرة, لكن هذه الزعامة متصلة بالدور الرئيسي لكبير العشيرة أو القبيلة.
   أما التوطين "فهو عبارة عن :ظاهرة اقتصادية واجتماعية وتحولٍ في سلوك القبائل والعشائر البدوية...وهي تتضمن إحداث تغيير في الظروف الطبيعية والحضارية القائمة, بهدف تنمية الموارد البشرية والاقتصادية ورفع المستوى الاجتماعي وتحقيق التكامل القومي, عن طريق إدماج المجموعات البدوية ذات الحياة  الرعوية التقليدية بصورة جماعية, أي أن التوطين يعني : توفير عناصر الاستقرار والاستغلال الاقتصادي المنظم للبدو في نفس مناطقهم التي يعيشون فيها, أو على الأقل بالقرب منها" (إبراهيم,2000م,ص68). 
   هذا وقد كشفت الدراسات المتخصصة بالمجتمع البدوي السعودي أثر التغيرات الاجتماعية والاقتصادية على المجتمع البدوي بعد توطين البدو ومن ذلك: "أن النشاط  الرئيس لسكان الهجرة تبدل عند الرجال من الرعي إلى ممارسة المهن والوظائف المختلفة, كالأعمال العسكرية والتجارية. وتحولت الملكية من الملكية الجماعية للأرض إلى الملكية الفردية, وتغير شكل السلطة في الهجرة من نظام المشيخة الوراثي إلى نظام الإمارة بالتعيين, وقد تأثرت العائلة بالتغيرات الاقتصادية والبيئية, فلم تعد الأسرة الممتدة فقط هي السائدة, بل ظهر الكثير من الأسر النووية, وبعد أن كانت المرأة عوناً للرجل في البادية أصبحت عبئاً عليه عند الاستقرار في القرية, كما تأثرت العادات خاصة في الجوانب المادية كالسكن ووسائل النقل والأدوات المنزلية, وهي أسرع من غيرها تغيراً في الجوانب الثقافية كالقيم والعادات البدوية" (السيف,1424هـ,ص247-246 ).
  ويختلف مفهوم التوطين عن مفهوم التحضر, وإن كانت هناك علاقة قوية بينهما, فالتحضر يعني "إما انتقال السكان إلى المناطق الحضرية أو انتشار أنماط السلوك وأساليب التفكير الحضري, أو يعني انتشار سمات وخصائص حياة المدينة والمناطق الحضرية لدى جماعة ما. وعلى ذلك فإن تحضر البدو يمكن أن يعني : انتقال جماعات بدوية إلى المدن والمعيشة فيها, وما يتضمنه ذلك من تغيرات في الحياة الاجتماعية والثقافية للبدو, كما يمكن أن يعني : انتشار طرق التفكير وأنماط السلوك الخاص بالمناطق الحضرية بينهم نتيجة مؤثرات معينة مثل وسائل الاتصال (إبراهيم,2000م, ص69-68) .
  والمجتمع المحلي في ضرية مر بمرحلة انتقالية من البداوة إلى التحضر, وهذا نتيجة لتغير ظروف الحياة ولاتصاله بالمراكز الحضرية المجاورة, وأيضاً تأثره بوسائل التثقيف عن طرق وسائل الإعلام المختلفة, مع بقاء معظم العادات والتقاليد الموروثة من القبيلة, حيث مازالت مؤثرة في رسم هويته على الرغم من تحضره. فإنه من المعهود "أن مقاومة التغيير يقل حدوثها, وسرعة التغيير يزداد معدلها كلما زادت درجة الاتصال, والعكس يحدث إذا عانى المجتمع من قلة الاتصال وزادت عزلته" (أحمد,بدون تاريخ,ص35). وحالة المجتمع المحلي في ضرية تكون مغايرة لما عهد من هجرة سكان البادية إلى المدن, في معظم مناطق المملكة بعد الطفرة الاقتصادية التي مرت بها الدولة. وهذا برز من دراسة تطور عدد سكان القرى خلال الفترة السابقة,  ومن نتائج مقابلات السكان وتقارير الطلبة في المدارس, ولعل مما يفسر ذلك ارتباط ثقافة البدوي بالأرض وقوة رابطة القرابة حيث تم استيطانهم بشكل طوعي دون مشاريع توطين من الدولة, فتحولت موارد الماء إلى هجر أو قرى, ولعبت القبيلة ورابطة القرابة دوراً بارزاً في تجمعات هذه الهجر والقرى, وزاد من استيطانهم وصول الخدمات كالكهرباء والهاتف وانتشار المدارس والخدمات الصحية ومما كرَس هذه الوضعية ارتفاع أسعار الأراضي في المناطق الحضرية  وقلة دخول هؤلاء السكان, بل أن مجرد الانتقال إلى المدن يبعد هذا البدوي عن قطيعه من الإبل أو الماشية, كما عزز من هذا الاستقرار القروي ارتفاع الأمية لدى الإباء والأمهات وقلة امتهانهم لحرف يستثمرونها في المدن. هذه الخاصية المميزة لمجتمع ضرية بوصفه (بدوي متريف) يجعلنا نصنفه تجاوزاً بالمجتمع الريفي الذي لا يزاول معظم سكانه الزراعة.

التنمية الريفية:
   أصبح إحداث التنمية الشاملة من أهداف جميع الدول, المتقدمة منها والنامية. وإن كانت التنمية نفسها عملية نسبية تختلف سماتها وأهدافها من مجتمع لآخر, لذلك فقد تعددت التعريفات التي تناولت مفهوم التنمية. وتعرف التنمية بأنها "مفهوم معنوي يعبر عن عملية ديناميكية تتكون من سلسلة من المتغيرات الوظيفية والهيكلية في المجتمع, تحدث نتيجة التدخل الإرادي المقصود لتوجيه التفاعل بين الطاقات البشرية في المجتمع, وعوامل البيئة بهدف زيادة قدرة المجتمع على البقاء والنمو" (علام,2007م,ص218). أي أن: التنمية عملية تغيير مقصود تقوم بها سياسات محددة, وتشرف على تنفيذها هيئات وجهات حكومية تعاونها هيئات على المستوى المحلي, تهدف إلى إدخال نظم جديدة وتهيئة الظروف للتغير الاجتماعي, فالتنمية إذن يقصد بها : "الجهود المنظمة التي تبذل وفق تخطيط مرسوم للتنسيق بين الإمكانيات البشرية المادية المتاحة في وسط اجتماعي معين, بقصد تحقيق مستويات أعلى للمعيشة والحياة الاجتماعية في نواحيها المختلفة كالتعليم والصحة والأسرة والشباب, ومن ثمَ الوصول إلى تحقيق أعلى مستوى ممكن من الرفاهية الاجتماعية"(أبراهيم,2000م,ص109). فالتنمية في تصورها المعاصر تعني: تغير حضاري ينبغي أن يراعى فيه ثوابت المجتمع وتطلعاته لتحقيق تنمية وطنية عادلة, تراعي المجتمع المحلي ليتكامل مع المجتمع الكبير للدولة, وهي عملية متكاملة تمتزج فيها الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.       
  وجدير بالذكر أنه: إن لازم تعريف مفهوم التنمية بعض الصعوبات نتيجة لاختلاف ظروف المجتمعات, فإن تعريف تنمية الريف هو الآخر أكثر صعوبة, لعدم وضوح تحديد الريف نفسه؛ وعليه فلابد من تحديد وتعريف "للريف" الذي نسعى للتخطيط لتنميته." فإلى فترة قريبة وربما إلى عام 1950م كان ينظر إلى الريف على أنه : ذلك المكان الذي يقع خارج المناطق الحضرية, ويزاول سكانه الزراعة, إلا أنه بات غير كافٍ لتعريف الريف, وذلك لأن كثيراً من المناطق التي تقع في الأطراف المحيطة بالمدن حتى وإن زاولوا الزراعة إلا أنهم يعدون من سكان الحضر" (العاني,1426ه/,ص87). ولمَا كانت الزراعة مهنة تحتاج لتدريب وخبرة وكفاءة وهذه لا يملكها في الغالب الريفيون؛ لذا صار أناس يأتون من المدن يزاولون في الريف هذه المهنة. ومن هنا أصبح لا ينظر إلى كلمة ريفي على أنها كلمة مرادفة للزراعة؛ وهذا مما طرح جدلاً واسعاً بين الباحثين في التمييز بين الريف والحضر, حيث يذكر بعض الباحثين "أنه في الواقع ليس هناك مجتمع ريفي خالص, كما أنه ليس هناك مجتمع حضري خالص, بل أن هناك مزيجاً ونوعاً من التدرج فيما يتعلق بالخصائص الريفية " (بدر,1982م,ص24). كما تعددت الدراسات في موقفها من تحديد الريف, واختلفت معاييرها, ولعل من أقرب هذه التعاربف لمجتمع دراستنا ذلك التعريف الذي اعتبر المعيار الديمغرافي "الاجتماعي" أهم هذه التعاريف الذي بموجبه عرَف المكان الريفي على أنه :- ذلك المكان الذي يضم مناطق للتجمعات السكانية المتفرقة والمتصلة, التي يقل عدد أفرادها عن 2500نسمة والتي تتميز بعلاقات اجتماعية قوية مترابطة ومتداخلة على أساس من القربى والتعاون التام. فالريف مكان: "يشمل المناطق التي تقع خارج المراكز والامتدادات  الحضرية, وتنتشر فيه تجمعات سكانية متفرقة أو متصلة على شكل قرى يقل عدد نفوسها عن 2500 نسمه, يمارس أغلبهم النشاط الزراعي وتربية الحيوانات"  (العاني,1426ه/,ص88).
  وتعرف التنمية الريفية  المتكاملة على أنها " ذلك النوع من التنمية الذي يتعامل مع جميع مشكلات الريف مع التركيز بشكل أساسي على حاجات السكان الأكثر فقراً. وهي بمعنى آخر مجموعة من البرامج والمشاريع التي تنفذ بالمنطقة الريفية بقصد إحداث تغييرات مطلوبة. ويعتبر تخطيط التنمية الريفية المتكاملة نوعاً من الإدارة التنموية أكثر منه تخطيطاً إقليمياً" (غنيم,1425,ص58) وبما أن التنمية الريفية تهدف للنهوض بالمجتمع المحلي فلابد من إشراكه في التخطيط والتنفيذ, حيث ظهر في الآونة الأخيرة استخدام لمفاهيم مثل : تنمية المجتمع المحلي " وهي تعتمد كل الاعتماد على المشاركة الايجابية واستشارة أعضائه لضمان تفاعلهم واستجابتهم لتلك الحركة" (ابراهيم,2006م,ص345). 

إشراك المجتمع المحلي:
  قبل أن نتناول موضوع "المشاركة المحلية" بالمناقشة فلابد من إيضاح المعنى المقصود من مفهوم المجتمع المحلي, حيث قيل: أن المجتمع المحلي عبارة عن "مجموعة من الناس يقيمون في منطقة جغرافية محددة ويشتركون معاً في الأنشطة المشتركة, وتجمع بينهم وحدة اجتماعية تسودها قيم عامة ويشعرون بالانتماء لها" (زعزوع,1422هـ, ص28) فأعضاء المجتمع المحلي يشتركون في مكان محدد, وتجمعهم روابط مشتركة وعاطفة تدفعهم للتفاعل المنتج.
  هذا ولقد تعددت الاتجاهات الفكرية المفسرة لطبيعة المجتمعات المحلية, وتباينت وجهات النظر التي اتجهت لدراستها "حيث اهتم الاجتماعيون بالتركيز على معرفة السمات المحلية دون غيرها, في حين أكد الإيكولوجيون على آلية التكيف, وأولى أصحاب الاتجاه الثقافي أهمية للقيم والعادات الاجتماعية في المجتمع المحلي, أما المهتمون بالتنظيم فقد وجهوا دراساتهم إلى البناء وحاولوا الكشف عن العلاقة بين المجتمع المحلي والمجتمع الكبير, أما أصحاب الاتجاه التفاعلي فقد حاولوا التعرف على تأثير غير الريفيين في حياة المجتمع الريفي" (حبيب وآخرون, 1430هـ, ص87) وعني الجغرافيون بدراسة العلاقة بين الإنسان والأرض, لكون البيئة هي المسرح الذي يعيش عليه الإنسان, فبحثوا حول مدى إمكانية استغلاله لمواردها لتحقيق حياة أفضل.
أما إشراكهم فيقصد به "إشراك الشرائح السكانية المستهدفة في تحديد وصياغة أهداف خطة التنمية الموجهة لتحسين أوضاعهم, وكذلك المساهمة في تنفيذها وتقييمها, وبهذا المعنى فعملية إشراكهم تعني انطلاق التنمية من القاعدة باتجاه رأس الهرم" (غنيم,2005م,ص58) وأشار بعض الباحثين إلى أن هذه المشاركة ينبغي أن تنبع من العضو بطوعه دون إكراه "فالمشاركة تعني : إسهام المواطنين تطوعاً في أعمال التنمية, سواء بالرأي أو بالعمل أو بالتمويل أو غير ذلك" ( العبد,1993م, ص423).      ولعل من أمثلة هذه المشاركة "تجربة المجالس البلدية التي تمثل حق المواطنين في المشاركة مع السلطة في اتخاذ القرار والرقابة على الأداء لعملية التخطيط للتنمية وتجسيدها على أرض الواقع"(الرويشد,1428هـ,ص85) ومن خلال استعراض منجزاتها يمكن القول أنها حققت خطوات مثمرةً, وإن لم تتعد المجال الخدمي, ولعل القبول بتوسيع صلاحياتها مستقبلاً يعطيها مساحة أكبر للمشاركة في التنمية الشاملة, وهي على أية حال تعد تجربة نشرت ثقافة توصيل صوت المواطن عبر ممثلين تم ترشيح نصفهم على الأقل بالانتخابات.

اللامركزية الإدارية:
  "تختلف النظرة إلى مفهوم اللامركزية من بلد لآخر, نظراً لتباين الاستراتيجيات المتبعة في تلك الدول, وبصفة إجمالية يمكن القول بأن اللامركزية  - التي تمثل بالنسبة للعديد من الدول أداة لتنفيذ سياسة تهيئة المجال- تعني : عملية ترمي إلى نقل أنشطة اقتصادية وخدمية من منطقة مركزية مسيطرة إلى أقاليم قليلة النمو" (داري,1431هـ, ص2) ومن جهة أخرى "مازالت كثير من الدول تؤمن بالإدارة المركزية الحكومية, وذلك لبعض المبررات والتي منها: ترشيد وتنسيق الاستراتيجيات وإمكانية تحقيق التعادل, وكذلك فإن الحكومات المركزية لديها موارد أكبر, وأنها أكثر تفهماً للتنمية عن الحكومات المحلية...الخ, وفي الوقت نفسه شجع نظام اللامركزية على إتباع أسلوب التخطيط الإنمائي الإقليمي, القائم على الأقاليم الإدارية, وهناك لامركزية مالية, وتعني : جعل الإدارة أكثر قرباً من الناس لتخويلها الإدارات المحلية بعض السلطات المسئولة عن الإنفاق مما يسمح لها باتخاذ بعض القرارات" (صديق,1428هـ,ص186-185) ولعل التوجه لتغيير الفكر التنموي في ابتعاده عن المركزية خير وسيلة في بناء القدرات لبناء المؤسسات, فالتخطيط المحلي يعتمد على الكفاءات المتاحة في الريف, ويحظى بترحيبهم لأن "التخطيط التشاركي يرمي إلى تقوية القدرة المحلية على التنمية المستدامة, باصطلاح المعرفة والمهارات والتنظيم لتوفير بيئة ممكنة يتم فيها الحوار التفاوضي بين المجتمع المحلي والمؤسسات الخارجية " (غانم,2010م,ص1).
    وفي أيامنا هذه تواجه حكومات الدول النامية على وجه الخصوص تحدياً كبيراً, تحت آثار العولمة والتغير التقني, مما دفع بخطط التنمية فيها إلى التوجه نحو إعطاء الصلاحيات لأجهزة الحكم المحلي."وينبغي أن يكون تحويل السلطات إلى الأقاليم مصحوباً بتوفير الوسائل المالية الضرورية  للتنمية الإقليمية اللامركزية" (حامدون, 1431هـ,ص2 ) والدولة بذلك تعطي الاستقلالية في تسيير شؤون السكان المحليين إلى فاعلين في الريف, ولكن تحت إشراف ومراقبة الدولة, بدون مراقبة صارمة تسلب أحقية من يمثل المعنيين بالتنمية. مع أهمية تمتع هذه السلطة المحلية بسلطة تستمد شرعيتها من النظام, وتتمتع بشخصية معنوية ولها الحق في الاستقلال المالي والسلطة, وكذلك الحق في الرقابة, شريطة تمتع السلطة اللامركزية بالاستقلال الإداري, ولا يتطلب بناء القدرة بناء مؤسسات جديدة, وإنما تقوية المؤسسات القائمة حتى تتمكن من استيعاب الموارد الجديدة واستخدامها في دعم عملية التنمية, فهي تهدف إلى استمرارية التنمية.
   كما ينبغي التنبيه على أن اللامركزية لا تضعف الولاء للدولة ولا الوحدة الوطنية, ولا تشجع على ظهور حركات انفصالية كما يعتقد البعض, لأن هذا النظام يزيد من الاستقرار السياسي والوحدة الوطنية عبر إعطاء الناس الحرية في التعبير وإدارة المشاريع المحلية وسط جو من الشورى قائم على التعاون والتفاهم.

مراكز النمو:
    اهتمت نظرية قطب النمو بالتركز المكاني للحصول على ميزة الوفرات الخارجية ( العلاقات الاقتصادية والفنية لمشروع معين في موضع ما) "فالنمو لا يظهر حيثما كان في وقت واحد, بل يبرز في نقاط أو أقطاب للنمو, وينتشر عبر قنوات مختلفة بنتائج نهائية- متفاوتة بالنسبة للاقتصاد ككل" (الكناني,1429هـ,ص107).
إن فكرة هذه النظرية تقوم على تطبيقها في حالة وجود بعض الأقاليم المتخلفة,  فيمكن إنشاء قطب نمو في هذه الأقاليم الفقيرة, ثم يسعى إلى تطوير الخدمات كالطرق ووسائل الاتصال, ثم البدء بالتصنيع بالاعتماد على المواد الأولية المحلية والأيدي العاملة, وتهدف هذه النظرية إلى كون هذا المركز نقطة جذب  لبقية أجزاء الإقليم, مما يعمل على تنميته ككل. "كما تقوم فكرة أقطاب النمو عند بيروكس على تركيز الصناعات في مكان واحد نظراً لتوافر بعض الحوافز الاقتصادية مثل: الموارد الاقتصادية أو خدمات البنية التحتية. وتمتاز هذه الصناعات بقدرتها على نشر التحديث في محيطها,  وجذب صناعات جديدة وكذلك أيدي عاملة" (غنيم,1425هـ, ص157).
   وعلى الرغم من نجاحها في بعض الدول الغربية بشكل واضح, إلا أنه تم توجيه انتقادات لمثل هذه النظرية, حين محاولة تطبيقها في الدول النامية فعلى سبيل المثال : " كونها ربطت التنمية باقتصاديات التوطن مما دفع إلى التركيز على التصنيع وإهمال الصناعة, وعلى اختيار المناطق الحضرية لأنها تقدم الحل الأقل تكلفة لمشكلة التوطن, وفي هذا الإطار ظل التخطيط المركزي توطيناً للاستثمارات بينما المطلوب تخطيط إقليمي" (غانم,2010م,ص9).
   وعند  محاولة تطبيق مركز النمو في  بلدة (ضرية) فإننا سوف نجابه بسلبيات  عدة, تحول دون تطبيق هذه النظرية, ومن ذلك على سبيل المثال: قلة  رأس المال عند الأهالي, وضعف  التقنية, إلى جانب قلة عدد السكان, مما ينتج عنه ضعف في الطلب  على السوق, يضاف إلى ذلك ضعف  في شبكة الطرق, كما أن جذب  الأيدي العاملة سيقابله تفريغ  للقرى الواقعة في إقليم بلدة  ضرية, وكما أن ضرية تتميز بالطابع  الريفي الواقع في بيئة نقية  هادئة, ولاشك أن تركز الصناعة له سلبيات على البيئة كالتلوث  والقضاء على الغطاء النباتي  ورمي مخلفات الصناعة, "كما أن  هناك خلافاً واسعاً بين المخططين  لتطوير الريف في كيفية الجمع بين التوسع في التصنيع والحفاظ  على البيئة الطبيعية في هذا  المكان" (Gregory,2009,p660).

   هذا  ويطرح "حبيب" مجموعة من المشاريع  يمكن القيام بها في مراكز  النمو, لإحداث التنمية الشاملة  وتعتبر (مشاريع ذات علاقة بالإنتاج  الزراعي, وأخرى خدمية, ومشاريع البنية  التحتية) وعلى الرغم من المبررات  التي ساقها في محاولة تطبيق  هذه النظرية في ريف جازان "كزيادة  فرص التفاعل المكاني, والذي يتمثل في أوجه التبادل التجاري والتقني بين أجزاء الريف, وأن توجيه الاستثمارات في مكان واحد يؤدي إلى الحصول على عائد اقتصادي أكبر...الخ".(حبيب,1418هـ,ص 3) ومع تسليمنا أن هذا قد ينجح تطبيقه في جازان, إلا أن الحال في ضرية مختلفة؛ فالخدمات الأساسية ( طرق,مدارس, مراكز صحية...الخ) نفذت بالفعل في معظم القرى والهجر, نتيجة لتنفيذ توجهات التنمية بالدولة في تثبيت سكان الريف في قراهم مع تقديم الخدمات الأساسية لهم, كما أن إلحاح أهل هذه القرى والهجر له دور في التعجيل في بعض الخدمات؛ إلى جانب طبيعة أهلها البدوية المستقرة في القرى والهجر حول موارد المياه والأقارب وبالقرب من قطيع الماشية, واعتبارهم البيئة جزء من شخصيتهم حتى ولو كانت البيئة فقيرة الموارد في بعض الأحيان. أما المشاريع الحكومية المتمثلة في فروع الإدارات فهي قائمة بالفعل في بلدة (ضرية) لمناسبة موقعها الجغرافي المتوسط في الإقليم, كما أن زيادة عدد سكانها مبرر لقيام الخدمات التجارية والأسواق الأسبوعية الدورية.  

الدراسات السابقة:
  حسب حدود علم الباحث فإنه ليس هناك أية دراسة جغرافية عن (ضرية) وأن ما سوف يتم عرضة الآن لا يتعدى كونه دراسات تعنى بالدرجة الأولى بتنمية الريف, وقد تتعرض بعض هذه الدراسات (لضرية)  ضمن ريف القصيم, كمنطقة تعاني نقص الخدمات, وتقابل هجرة للمراكز الحضرية. أما بقية الدراسات الأخرى فتعالج في مجملها كيفية تفعيل دور المجتمع المحلي  كوسيلة فعالة في دفع عملية التنمية الريفية. ولتسهيل عرض هذه الدراسات تم تبويبها على النحو التالي :

1- دراسات اقتصادية:
  تناول السكران ومنير(2004م) الهجرة الريفية الحضرية في بعض مناطق المملكة العربية السعودية وأثرها على التنمية الزراعية, حيث أجري البحث في مناطق الباحة,وجازان وحائل, وحللت الدراسة ظاهرة الهجرة الريفية وأثرها على التنمية الزراعية من خلال أثرها السلبي على السمات الديموغرافية للقوى العاملة في الريف بسبب ظاهرة الانتقاء العمري والنوعي والتعليمي, وأوصت بتحسين الخدمات الزراعية لرفع مستوى المزارعين, ويمكن تحقيق ذلك من خلال وجود هيئات تنظيمية كالتعاونيات الزراعية.
  فقد قامت (العجلان,1430هـ) بدراسة عن (الأطراف الفاعلة في التنمية المستدامة وأثرها على الزراعة في المملكة) وكان من أهداف الدراسة تحقيق الاستدامة الاجتماعية بتحسين الإنتاجية للمزارعين, وأصحاب المشاريع الزراعية, وكذلك للمزارع الصغيرة, لضمان الأمن الغذائي المنزلي كوسيلة لمحاربة الفقر. واعتبرت الباحثة الزراعة أحد أطراف معادلة التوازن في المناطق, حيث كان أهم مجال لتطوير الريف وتشجيع الاستقرار البشري فيها.  ومن أبرز توصياتها العمل على تطوير منظومة استخدام الموارد المائية بما يكفل تحقيق تنمية مستدامة.                                                                                 
2- دراسات في إدارة التنمية:
  تناول حامدون(1431هـ) اللامركزية الإدارية ومساهمتها في التنمية المحلية, حيث هدفت الدراسة إلى تحليل مساهمة اللامركزية الإدارية في تحقيق التنمية المحلية, وقد حاولت الدراسة تعريف اللامركزية الإدارية وشروطها, كما تطرقت الدراسة إلى دور هذا النوع من الإدارة  في توسيع قاعدة المشاركة الشعبية وترسيخ الديمقراطية المحلية, وقد خلصت الدراسة إلى أن اللامركزية تعمل على تطويع برامج التنمية إزاء حاجات السكان المحليين.
  ودرس غانم (1431هـ) التخطيط ومشاركة المواطن, وأعطى عناية للتخطيط الإقليمي المحلي, وقد ذكر في دراسته أنه من أهم الحلول لمشكلات إدارة التنمية أن ينبع القرار من الناس المخولين بالترشيح من قبل المعنيين بالتخطيط, ونبَه إلا أن هذه المشاركة تكون ضارة في حين ما إذا كان الناس غير مبالين, كما خرج بتوصية بالعناية برفع الكفاءات المحلية عن طريق التدريب, وذلك لرفع مستوى المهارة الإدارية لدى السكان المحليين.
   كما  تناول (الجخيدب, 1422هـ) أحجام المراكز  الحضرية وامتداد أقاليمها الوظيفية  بمنطقة القصيم. وتتمحور مشكلة  البحث بتجاور المراكز الحضرية  الكبرى في منطقة القصيم, وهذا  يخالف مبدأ التباعد بزيادة  الحجم, ومخالفة هذا المبدأ قد  تولد أقاليم وظيفية لا تتناسب  مع أحجام المراكز الحضرية وقدرتها  الوظيفية, وهذا يؤدي إلى ضعف التنمية الشاملة وازدواجية الوظيفة. وقد خلصت الدراسة إلى نتائج من أهمها: أن الأداء الوظيفي للمراكز الحضرية قاصر بالنسبة للمناطق الغربية من القصيم, كما خرجت الدراسة بتصور مقترح لتقسيم إداري وظيفي يزيد من الكفاءة الوظيفية, ويحقق أعلى مستوى من التنمية في جميع توابع المنطقة, وجاء تناول ضرية ضمن الدراسة لكونها متضررة لتبعيتها لمحافظة الرس, ولكونها تبعد 160كم عن مركز المدينة, مما جعلها تقدم خدمات عامة لتوابعها وهذه الخدمات حسب التقسيم الإداري تتبع مركز الرس. 
   
3- دراسات في جغرافية الريف.
  قام (المحيميد, 1412هـ) بتحليل وتقويم خدمات المجمعات القروية بالقصيم, حيث حاول تقويم تجربة المجمعات القروية ومدى قيامها بخدمة القرى والمراكز التابعة لها وذلك من خلال تحديد المراكز المتوسطة للقرى والسكان في مناطق المجمعات القروية وكانت عينة الدراسة (ضرية, النبهانية, البصر) كما أعطى عناية للعوامل التي تؤثر في وصول الخدمات للقرى التابعة لهذه المجمعات؛ كعامل المسافة ونوعية الطرق والنشاط السكاني ومدى كثافة السكان وأحجام وأعداد القرى التابعة للمجمع. 
                                                                                     
   كما درس (الجخيدب,1429هـ) التنمية العمرانية بمنطقة القصيم, حيث ركز في دراسته على الأبعاد والآثار الاجتماعية والاقتصادية للسكان وأثرها على التنمية العمرانية في ريف القصيم, وتوصلت الدراسة إلى أنه على الرغم من تضافر مجموعة من المحفزات المساعدة على التنمية, والمتمثلة  في سهولة امتلاك الأرض, والحصول على مواد البناء, فإنه في المقابل توجد بعض الصعوبات كانخفاض السيولة النقدية, وندرة الأيدي العاملة إلى جانب العوائق المكانية والتنظيمية والاجتماعية. واقترحت الدراسة محفزات مساعدة لتنمية السكن الريفي عند توفر مقومات النمو لنقط الاستقرار, كما حددت بعض التوصيات للنهوض بالسكن الريفي.
  وتناول (حبيب, 1418هـ) الأبعاد المكانية للتنمية الريفية في المملكة العربية السعودية (دراسة تطبيقية على جازان) وتم اختيار منطقة جازان بسبب طبيعتها الريفية الغالبة وموضعها كأحد أهم الأقاليم الزراعية في المملكة. وتم بحث مدى ملائمة إمكانيات التنمية في جازان لعمليات التنمية, وبمعنى آخر ملائمة السياسة المكانية للتخطيط في جازان لحاجات وظروف المنطقة.
  وخلصت الدراسة إلى أن النظام الإداري الجديد والذي بموجبه تم تعيين إمارات صبيا وصامطه وأبي عريش كمراكز نمو؛ جعلها مرشحة لاستقبال المزيد من الاستثمارات الحكومية والتي أعقبها التوسع في الخدمات الاجتماعية والبنية التحتية؛ مما ترتب عليه تقوية الارتباط بين الريف وهذه المراكز, وإحداث تحولات إيجابية في الجوانب الاقتصادية والمكانية بالريف. 
 
5- دراسات في التخطيط.

طرح (ابن صالح,2001م) )  Eben Saleh (  رؤية لتوجيه جهود التخطيط للمستقبل: دراسة حالة قرى جنوب غرب المملكة العربية السعودية
 (A vision for directing future planning efforts: the case of villages of southwestern Saudi Arabia )
   حاول الباحث أن يقيم الجهود المبذولة للتخطيط في جنوب غرب المملكة العربية السعودية خلال مراحل التنمية الثلاث (التقليدية, الانتقالية والمعاصرة) كما عرض نماذج التخطيط الحديثة في هذا المجال على مدى آخر 30 سنة؛ وتطرح الدراسة أنه من أجل التعامل مع سرعة التنمية الاقتصادية والاجتماعية وللوصول إلى تخطيط سليم آخذ بأصالة القرى, ولهذا ينبغي الأخذ بمتطلبات السكان المحليين والعناية بتراثهم مع مراعاة ظروف البيئة الطبيعية والمناخية عند تصميم أي تخطيط للنهوض بالمنطقة. ولتوصيف مشكلة الدراسة تم التعرض لأثر التمدد العمراني العشوائي وأثره في القضاء على الأصالة التقليدية, وأوصت الدراسة بأهمية مشاركة المجتمع المحلي, لتفادي الوقوع بأي أخطاء في التخطيط تقضي على أصالة هذه القرى.  

4- دراسات في السياحة الريفية.
   تناول (الجخيدب 1429هـ) (التفاعل السياحي مع المقومات والإمكانات المتاحة بمنطقة القصيم), وتعرضت الدراسة للمقومات والإمكانات السياحية في القصيم؛ كالخلفية التاريخية للمنطقة, وكان من ضمن الإمكانات البشرية في القصيم التي تطرق لها الباحث (الحياة الريفية) وتم التعرض لبعض الحرف التراثية وبعض العادات, ومن نتائج هذه الدراسة: أن المعالم البشرية الترفيهية حصلت على المرتبة الأولى في استقطاب السياح بنسبة56,2% بينما تدنت المعالم الطبيعية إلى 16,8% وربط هذا بضعف الإرشاد السياحي, وكان من ضمن توصيات الدراسة المبنية على نتائجها : حاجة المنطقة للدراسات التفصيلية لتقدير كفاءة البنية السياحية, ومدى وفائها بمتطلبات الزوار, كما أكدت الدراسة على إمكانية نجاح السياحة الريفية في منطقة القصيم.                                                                                               
  كما أن هناك دراسات غير عربية أجريت خارج المملكة العربية السعودية, يمكن أن يستفاد منها كتجارب أخرى تساهم في فتح آفاق متعددة في سبل تفعيل دور المجتمع المحلي, في استثمار الإمكانات السياحية الموجودة في بيئتهم كعامل يسهم في تنمية مجتمعهم اقتصادياً واجتماعياً,  ومن أجل لعب دور فاعل في تنمية دولهم بدلاً من كونهم نقاط ضعف,  فعلى سبيل المثال: هناك دراسة عن دعم المغرب للسياحة الريفية (Morocco promotes rural tourism ) أعدتها (إيمان بالحاج، 2008م) وهي عبارة عن خطة مقترحة لمشروع تعاون بين المغرب وفرنسا للاستفادة من قرى المغرب لجذب السياح المتوقع عددهم  (10 مليون سائح في عام 2010م) وتبرر الدراسة أن هذا سوف يفسح المجال أمام إيجاد زيادة في دخل السكان المحليين وفي توعيتهم ثقافيا. أما خارج العالم العربي فهناك دراسة قام بها كل من :         (بريدهان وويكسنس ,2003) (Briedenhann and Wickens)) وهي تحت عنوان: السياحة الريفية : مواجهة التحديات في جنوب إفريقيا الجديدة
( Rural tourism- meeting the challenges of the new South Africa )  وتهدف الدراسة إلى استغلال المناطق الجميلة غير المستغلة؛ لممارسة أنشطة سياحية و لكن يقابل ذلك مجموعة من التحديات: كنقص الخبرة الإدارية, وقلة رؤوس الأموال لتوسيع البنية الأساسية لهذا النوع من السياحة. كما قام (ماكدونلد و قوليف, 2003 ) (MacDonald and Jolliffe ) بدراسة عن ثقافة السياحة الريفية : كندا أنموذجاً (Cultural rural tourism: Evidence from Canada ) .
   حيث قام الباحثان باختبار عامل السياحة الريفية الثقافية في قرية تقع شرق كندا, ومن أهم توصياتها تفعيل مشاركة السكان المحليين في إبراز الجانب التقليدي لحضارتهم المحلية على اعتبار كونها مورد جذب للسياح, وهناك دراسة أخرى تعنى بالسكان الريفيين الأسبان قام بها كل من: (غارسيا و فيردقو وروزي , 2007) (,D,M Garcia,A,o, Verdugo, M,C and Ruiz) تحت عنوان: كسب دعم السكان للسياحة والتخطيط Gaining residents support for tourism and planning) ) حيث تسعى الدراسة إلى الوصول لمقومات السكان المقيمين, كما تتوقع الدراسة أن هناك أنماطاً مختلفة من السكان حيال مواقفهم من السياحة المبني على المزايا التي قد يحصلون عليها من قدوم السياح لقراهم, وثمة نموذج طبق في مجتمع صغير من أسبانيا نتائجه تدعم فرضية أن دعم المقيمين للسياحة يتوقف على مستوى المنافع التي يحصلون عليها. أما ( سلي وسوندون,2009) (Slee and Snowdon ) فقد ناقشا التأثير الاقتصاد المحلي على السياحة, في بحثهما تحت عنوان: التأثير الإقتصادي لبدائل السياحة الريفية :
(Impact Of Alternative Types Of Rural Tourism   The Economic ) وقد طبقت هذه الدراسة في ريف اسكتلندا؛ وتشير النتائج إلى أن السياحة الريفية أكثر اندماجها في الاقتصاد المحلي؛ وبالتالي هي قادرة على توليد الدخل المحلي وزيادة فرص العمل.
   ومن استعراض الدراسات السابقة  يمكن أن نخرج برؤية عامة  عن أهدافها وما عالجته, فهناك دراسات أولت عناية بمواطن الخلل والنقص في البيئات الريفية  في الجانب الزراعي لكونه عادة سمة النشاط في الريف كما في دراسة (السكران ومنير أو العجلان) كما حاولت الدراسات الأخرى العناية بتوزيع الأدوار الإدارية وأظهرت أن سرَ التخلف  الاقتصادي والاجتماعي مرجعه لبعد أهله عن القرار كما في دراسة (حامدون) أو لسوء التخطيط الإقليمي في توزيع صلاحيات المجال الوظيفي كما في دراسة (الجخيدب) ودراسة (غانم). كما عنيت  الدراسات الريفية الأخرى بالنمو العمراني كدراسة (الجخيدب, 1429هـ ) وأيضاً ركزت أخرى على الخدمات في الريف حيث طرحها (المحيميد) في دراسته عن المجمعات القرويةً.
  وأولت الدراسات التخطيطية عناية بأهمية الحفاظ على أصالة القرى التقليدية, فقد طرح ( أبن صالح,2001م) أهمية الأخذ بآراء السكان المحليين عند تخطيط قراهم لكي لا يقضي التمدد العمراني على أصالة وهوية القرى التقليدية. وأعطى أمثلة على ذلك في قرى جنوب غرب المملكة العربية السعودية.
  كما يمكن القول بأن هناك دراسات ركزت على جانب السياحة الريفية كدراسة (الجخيدب ) التي حاولت الوصول لمواطن الجذب الأكثر قوة في الريف وكذلك السعي لمعرفة أسباب ضعف الإقبال على مواطن أخرى من الريف.
   أما بخصوص ما تم التعرض له في الدراسات الأخرى التي تخص أريافا خارج المملكة, فيمكن أن نحصر أهدافها كونها حاولت أن تعالج السياحة الريفية من منطلق طرح مشاريع مقترحة, أو تجارب متعددة لتنمية الريف, أو دراسة لأثر الاقتصاد على السياحة الريفية, أو على السكان المحليين. وكل هذه المحاولات البحثية تدعم أهمية العناية بتنمية المجتمعات المحلية من خلال العناية بالسياحة الريفية, وعلى الرغم من اختلاف ثقافة سكان هذه الأرياف, ومناخ بيئاتها, بل وتطلعات السياح ....ألخ؛ إلا أن القواسم المشتركة بينها وبين دراستنا هذه أن السياحة الريفية تسهم في تفعيل دور المجتمع المحلي من خلال المساهمة في هذا المنشط.            
   أما هذه الدراسة فقد أخذت مساراً مختلفاً عن الدراسات التي تم عرضها وعنيت بتنمية الريف؛ سواء في موضوعها أو طريقة معالجتها لوسائل تفعيل دور مشاركة السكان المحليين في التنمية. فهؤلاء القرويون هم في الأصل بدو, ولا تمثل الزراعة حرفة رئيسة لهم لقلة خبرتهم بها ولظروف بيئتهم. كما أن قراهم وهجرهم لا تشهد هجرات تهدد تفريغها؛ ولهذا فالدراسة تمثل إضافة علمية لكونها تعالج تخلفاً في سلوك وأسلوب مجتمع مستقر غير متفاعل مع بيئته في أخذ المبادرة للتغيير, وهي دراسة تعنى بالمجتمع المحلي ومشاركته, وهي مشكلة دراسية  قلما تناولها الجغرافي في الدراسة, فهو مجتمع لا يمكن دراسته بمعزل عن بيئته التي سعت هذه الدراسة للأخذ بالإنسان ليتفاعل مع مقوماتها الطبيعية. وعلى الرغم من أن (ضرية) منطقة ذات مقومات طبيعية وبشرية, فإنها لم تحفل سابقاً بأية دراسة جغرافية تعنى بأهميتها كجزء مهم من الوطن, ينبغي توجيه العناية لتنميته. 
    
الإجراءات المنهجية للدراسة:
  تسعى هذه  الدراسة - بالدرجة الأولى- إلى البحث  عن أسباب ضعف مشاركة السكان  في عمليات التنمية الريفية, كما  تهدف إلى الوصول لأفضل الطرق  المناسبة لتفعيل دور المجتمع  المحلي ليشارك في عمليات التنمية في منطقتهم ؛ ولتحقيق هذه الأهداف وغيرها؛ فقد تم اختيار المنهج الوصفي لملاءمته لهذه الدراسة, حيث يهتم بتوفير أوصاف دقيقة عن الظاهرة المراد دراستها عن طريق: جمع البيانات, ووصف النتائج, وتفسيرها للوصول إلى تعميمات تخدم في الخروج بتصور واضح عن المشكلة وطرح الحلول المناسبة لها ؛ ولتحقيق ذلك تم إتباع الخطوات التالية:          
                                                       
- الدراسة الوثائقية  في الكتب والدراسات ذات العلاقة  بالموضوع؛ كالكتب والأبحاث التي  تعنى بالتنمية الريفية بشكل  عام, والتنمية الريفية  داخل المملكة  بشكل خاص, إلى جانب الإطلاع  على التقارير الحكومية ونتائج  الدراسات الميدانية ذات العلاقة  بمنطقة الدراسة.          
                                                 
- الدراسة الميدانية تمت على ثلاث مراحل:   
                                                                     
 أولاً- زيارات متكررة لضرية والقرى التابعة لها؛ للتعرف على الإمكانات الطبيعية والبشرية للمنطقة, إلى جانب التقاط الصور لبعض المظاهر الطبيعية والبشرية والتي لها علاقة بالدراسة.                         
ثانياً: زيارة بعض المؤسسات الحكومية داخل المنطقة وخارجها؛ بغرض مقابلة بعض المسئولين؛ للاستفادة منهم في الإطلاع على جهود الدولة حيال تنمية المنطقة, وللإطلاع على مستوى الخدمات المقدمة للسكان. كما تم الحصول منهم على بيانات تم إعدادها عن طريق المسح الميداني وبجهود ذاتية من قبل الجهة نفسها. وعلى سبيل المثال لا الحصر: بلدية ضرية, وفرع الزراعة في ضرية.                                        
ثالثاً: إجراء المقابلات مع ثلاث مجموعات من السكان (سوف يأتي تفصيل ذلك أثناء الحديث عن أدوات جمع البيانات).     

 
أدواة البحث:                                                                                              
   ينحصر مجتمع الدراسة بسكان بلدة (ضرية) والقرى التابعة لها حيث يبلغ عددهم (31,928 نسمة) (وزارة الشئون البلدية والقروية,1425هـ)* هذا ولطبيعة مشكلة البحث ونوع الإجابات التي تسعى الدراسة للوصول إليها فقد تم اختيار أداة المقابلة كوسيلة للوصول إلى الإجابة على بعض تساؤلات الدراسة. " فقد تكون مشكلة البحث ذات صفة خاصة أحياناً حيث يصعب على أفراد العينة الإدلاء بالمعلومات كتابة أو حتى مباشرة مما يحتم مقابلتهم وجهاً لوجه ومحاولة اكتشاف الحقيقة ولو بطريق غير مباشر( العساف,  1416هـ,ص387) كما أن هناك إيجابيات عدة يمكن الحصول عليها عن طريق المقابلة, منها :أنها تمكن المبحوثين من التعبير عن وجهات نظرهم, خاصة إذا استطاع الباحث أن يجعلهم يتفاعلون في النقاش, فإن هذا سوف يجعل الباحث يتعرف على بعض السلوك والتصرفات أثناء محاولتهم في التعبير عن وجهات النظر تجاه الموضوع (Gilbert, 1996,p141-142 (.   
 
* قامت  وزارة الشئون البلدية والقروية  ممثلة ببلدية ضرية بمسح شامل  لجميع القرى والهجر التابعة  لضرية, وذلك بهدف حصر سكان وخدمات  الهجر التي لم يشملها تعداد 1425هـ الذي قامت به مصلحة  الإحصاءات العامة؛ فالنتائج الأولية للتعداد العام للسكان والمساكن لعام 1425 هـ والخاص بمنطقة القصيم, لم يشمل قرى وهجر تابعة لضرية مثل ( الرمثية, بدينية, روضة ريمان, هويشله, الشنانه ...الخ) مع العلم أن بلدية ضرية  اعتمدت حصر مصلحة الإحصاءات في خصوص القرى التي شملها التعداد, مع الإشارة إلى أنه تم تكرار نفس الحصر لعام 1431هـ, حيث اقتصر على القرى المعتبرة كمراكز إدارية للقرى والتوابع وتم إغفال بقية القرى والهجر؛ مما أعاق الاعتماد عليه في هذه الدراسة.
                                                              
   ومع إيمان الباحث أنه من المتوقع اقتران هذه الأداة بصعوبات متنوعة تستلزم الوقت والجهد كالتحضير للمقابلات والاتصال بالمجموعات المستهدفة؛ خاصة وأن الباحث اختار نوعية المقابلات الجماعية  "وهي طريقة تستخدم للتعرف على اتجاهات الرأي العام أو معرفة اتجاهات الأفراد"(سليمان ,2009,ص166)  فالحصول على المعلومات يحتاج لمهارة لإدارة النقاش وسماع الآراء المتنوعة والتي تساعد على حل مشكلة البحث. إلا أن هناك عدة مبررات حملت الباحث للقيام بالمقابلات, ومن أبرزها ما يلي:               
1- توفر  بيانات عن عدد السكان والمساكن, وحجم الخدمات وتوزيعها( قام بالمسح  بلدية ضرية) إضافة إلى بعض الجوانب  الاجتماعية والاقتصادية المهمة  والتي لها علاقة  بالمستوى المعيشي؛  مما استلزم العدول عن أسلوب  المسح بالعينة للوصول إلى هذا  النوع من البيانات التي هي  متوفرة أصلاً, حيث تم الاستفادة  من نتائج مسح مندوبية التعليم  لطلاب الثانوية والبالغ عددها  ثلاث ثانويات (ضرية, الصمعورية, بدائع الضبطان ) والبالغ عدد طلابها ثلاث مئة وخمسون طالباً, يمثلون معظم القرى والهجر, وتم قصرها على طلبة المستوى الثالث والبالغ عددهم 197طالباً.
2- طبيعة هذا المجتمع البدوي الذي يغلب علية الفقر, يتحسس من الإدلاء بمعلومات مكتوبة, حيث يتوقع بعضهم أن تعيق إجاباتهم الحصول على المساعدات من المجمعات الخيرية أو الإعانات  من الدولة كالضمان الاجتماعي, والمخصصات أو حتى الإعانات المتعلقة بالمواشي. وهذا تكرر حدوثه حين تعبئة الطلبة استمارة البحث الاجتماعي من قبل مندوبية التعليم.
3- يهدف  البحث إلى الوصول لرأي الطبقة  المؤثرة في التنمية في المنطقة, وهي في الغالب تمثل شرائح  متعددة من المجتمع ومن المفترض  أن توصل صوتهم.  
4- هناك إجابات يستهدف البحث  الوصول إليها: كدور القبيلة ونوعها  وأثر ذلك في اتخاذ القرار؛  وهذا النوع من المعلومات يصعب  الوصول إليه إلا بعد خطوات  تم اتخاذها لزرع الطمأنينة  لدى أفراد المقابلة وإفساح  المجال لهم للتعبير عن ذلك  بأسئلة مفتوحة ومتدرجة وغير  مباشرة. 
5- صفة  الكرم والترحيب لدى أهالي (ضرية) شجعت الباحث لعقد هذه المقابلات  التي سادتها روح الطمأنينة  وعدم التكلف في الإجابة على  الأسئلة. كما تجدر الإشارة هنا أنه تم مقابلة ثلاث مجموعات هي كما يلي: (1- أعضاء المجلس البلدي, 2- مجموعة من المستثمرين3- مجموعة من وجهاء ضرية بما فيهم المحافظ, بمتوسط عددي: ستة أشخاص في كل مجموعة, وكانت أسئلة النقاش تدور حول أسباب ضعف دور مشاركة السكان في التنمية, وسبل تفعيل دورهم في هذا الشأن. كما تم تدوين أهم المعوقات التي تأخر التنمية, والمقترحات التي يمكن الأخذ بها للمبادرة في تنمية المنطقة.  
                               
منطقة الدراسة:                                                                                    
  تقع ضرية في الجزء الجنوبي الغربي من منطقة القصيم, وتحدها من الشمال محافظة النبهانية, ومن الشرق محافظة الرس, ومن الجنوب والغرب منطقة الرياض, وتنحصر المنطقة فلكياً بين دائرتي عرض30  24 و 22 25 شمالاً, وبين خطي طول 1  42  و 14  43, شكل (1)  
موقع ضرية شكل (1)
المصدر: من عمل الباحث, اعتماداً على المرئية الفضائية ( مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية) (Landsat2002 )  
 
  وضرية منطقة سهلية تنحصر بين مرتفعات جبلية, فمن الغرب جبال: شعباء, وشوفان, والمقوقي, ومن الجنوب جبال: وسط, وعسعس, والاكيثال, ومن الشرق جبال: كبشان, والشعب, وطخفة, وأسواج, ومن الشمال جبال: اللهيب, والشغيفاء, ميدان, كتيفة. كما تتناثر في سهل ضرية مجموعة من الهضاب والجبال المميزة, منها هضاب: النظيم, والشلالات, والهواوي, والزحيف والعيادي, وهضيبة أم الرفارف و, وهضاب البيضتين. وأما من الجبال : فهناك جبل أحامر, والصمعورية, الربوض, وأم السباع, وجبل الصقار, وجبل ليم وجبل نجخ وضليعات النهدين, وجبل أم عنيقير. وتنحصر ضرية بين مجرى وادي الجرير من الغرب ومجرى وادي الداث من الشرق ويفصلها نفود العريق عن وادي الرمة شمالاً. ويخترق سهل ضرية عدد من مجاري المياه التي تنحدر باتجاه الشمال  لترفد شعيب هرمول- أحد الروافد الرئيسية لوادي الداث- كما تنتهي بعض المجاري في رمال نفود العريق في الشمال الغربي. كما يتميز سهل ضرية بوجود مجموعة من الشعبان وعلى سبيل المثال: شعيب الثمالة, شعيب السليسية, شعيب مسكة, شعيب الصمعورية, شعيب ليم, شعيب ريمان. وتقع ضرية بنطاق الدرع العربي الذي تقتصر مصادر المياه فيه على المياه السطحية المبعثرة والمحدودة في إرسابات مجاري الأودية (شكل 2)   
 
                                   طبوغرافية ضرية شكل (2)
   المصدر: من عمل الباحث, اعتماداً على الخرائط الطبوغرافية (الرس,ضرية) مقياس 1:250,000

   ويعد المناخ الصحراوي القاري الجاف سمة للمنطقة, كما أنه مما يعمل على تلطيف درجة الحرارة ارتفاع سطح منطقة ضرية عن سطح البحر بمعدل (850-1150م) كما تسقط معظم الأمطار في فصلي الشتاء والربيع, تجري على آثارها المجاري والشعاب. ولوجود الشعاب والمجاري المائية جعلت سهل ضرية منطقة خصبة ورعوية جذبت الاستيطان البشري إلى فترة ما قبل الإسلام حيث " تعرف قديماً بمنطقة القريات (ضرية, مسكة, الصمعورية)" (الجار الله,1431هـ,ص33-34). هذا ويبلغ عدد سكان ضرية (31,928 نسمة) (وزارة الشئون البلدية والقروية ,1425هـ) كما ويبلغ عدد التوابع (72). 

ضعف دور الأهالي في التنمية:

  إن المستوى  الاقتصادي المتدني والوضع الاجتماعي غير المستقر؛ والذي جاء كنتيجة  لمجموعة من العوامل المتداخلة  له  أثر فاعل في تخلف مسار  التنمية في المنطقة والشواهد  على ذلك كثيرة ومنها : انخفاض  مستوى الدخل لدى معظم الأسرة  لقلة فرص العمل أو لوجود  الإحباط أو الاتكالية على الإعانات  الحكومية وانتشار الأمية خاصة  عند النساء.

  ولعل خلف ضعف دور الأهالي في التنمية الريفية مجموعة من المعوقات من أبرزها ما يلي: 
 

1- الموقع الجغرافي:
   بدراسة الشكل السابق ( 1 ) يتضح أن ضرية تقع في الجنوب الغربي من القصيم, فهي  تبعد عن بريدة عاصمة القصيم قرابة 250كم. والرحلة تقطع بمتوسط زمني لا يقل عن ثلاث ساعات, ولهذا يحتاج القادم من ضرية لبريدة لست ساعات لقطع المسافةً, مما يعني أنه بالأغلب مضطر للإقامة بصورة مؤقتة فعلى سبيل المثال: مواصلة الدراسة في الجامعة وخاصة البنات تحتاج للإقامة في بريدة والتي يترتب عليها إجارة السكن والمعيشة المرتفعة مما يعوق مواصلة التعليم, خاصة بالنسبة لمعظم الأسر التي دخلها منخفض  فوضع كهذا لا يساعد في الغالب على الإنفاق على مقرين في (ضرية, بريدة). كما أن كثيراً من الحالات المرضية تحال من مستشفى ضرية إلى مستشفى الملك فهد التخصصي ببريدة, ومن جهة أخرى فإن التغير الحضاري الذي طرأ على بعض الأسر في ضرية جعل المرأة تتطلع إلى إكمال مستلزماتها من الأسواق ذات الماركات العالمية المتوفرة في بريدة خاصة في مناسبات الأعراس.     
   وحتى لو سلمنا بأن معظم سكان ضرية يترددون على محافظة الرس كأقرب مركز حضري يتوفر فيه الخدمات التي لا توجد في ضرية, لكون معظم الإدارات ترتبط بمحافظة الرس, فهؤلاء يقطعون رحلة قدرها  160كم  يومياً ذهاباً وإيابا بمتوسط زمني لا يقل عن ساعتين, ففي الصباح يكتظ الطريق الذي يصل ضرية بمدينة الرس بسيارات الطلبة والموظفين وغيرهم ممن لديهم مصالح يومية, وتزداد خطورة ذلك إذا عرفنا أن هذا الطريق غير مزدوج ولم تتم صيانته منذ زمن,  مع حركة متزايدة من صهاريج الماء الذي ينقل لضرية طوال اليوم, كل هذه المعوقات تعكس سلبية موقع ضرية النائي عن المركز الحضري مقارنة ببقية مدن وقرى القصيم. 
 كما أن هناك معاناة بين ضرية وتوابعها حيث تبلغ توابعها (72 تابعاً) وهي تعاني من تشتتها بسبب قيامها على الآبار المتفرقة على مساحة مقدارها ( 6715  كم2 )* شكل (3 ) فبعضها يبعد 60 كم عن بلدة ضرية مثل (مركز العاقر, القويعية). ومرجع ذلك أنه بسبب موقع  الحمى على طريق الحاج وكونه  في الماضي منطقة عبور للقبائل التي بعضها يستقر حيث الماء والكلاء؛ وهذا مما ورًث لضرية خليطاً من القبائل مثل : (الكثيري,حرب,عتيبه, مطير رشايدة وغيرهما ) فعلى الرغم من كون هذه القبائل قد انصهرت ولم يعد بينها عداوة كما كانت من قبل في التنافس على المراعي قبل توحيد الجزيرة العربية, إلا أن استقرارها في الهجر والقرى المتفرقة مكانياً, ومطالبتهم بتوفير خدمات التعليم والصحة ونقل الماء وغيرها أصبح من معوقات التنمية, خاصة وأن متوسط بعد هذه القرى والهجر عن ضرية  يبلغ حوالي 35كم.  
ـــــــــــــــــــــــــــــ
    *المساحة من قياس الباحث اعتماداً على الخراط الطبوغرافية (الرس,ضرية) مقياس 1:250,000
                                    جدول (1) المسميات العمرانية في  ضرية *
  الترتيبالبلدهالترتيبالبلده
      1الصمعوره8الظاهريه
      2المطيوي9القاعيه
      3مسكه10بقيعاء
      4بائع الضبطان11هرموله
      5سلام12العاقر
      6صعينين13ليم
      7رفائع اللهيب14الريشيه
 
  الترتيب الترتيب   
15الرمثيه35العراده55بدائع الحمانين
16ريمان الشمالي36الشمطاء56بدينه
17الجرثمي37السليسيه57الضبعيه
18الداره38ام سلمه58ضبيعه
19الغيبيه39رفائع صمعوره59الجرباء
20رشيده40جفره60حمادة بن مجلاء
21هرمول41طخفه61الصيديه
22حليوه42حماده لنت هادي62الرايسيه
23طفيله43شعباء63حمادة نجخ
24بدراء44الفايزيه64القويعيه
25الرضم45باينه65الطويله
26ريمان الجنوب46مليح66محامة الهجره
27هويشله47صميعر67ثريان
28مشرفة ريمان48همجة طخفه68عيده
29ام المحاش49ابو نخيله69ناصية طخفه
30الهواويه50شقراء70ام برقه
31رفائع النجج51العموده71الصالحيه
32نجخ52روضة النجخ72بدائع الحمانين
33روضة ريمان53ام خط73 
34الخالديه54المندسه74 
*المصدر: بلدية ضرية (1431هـ) 

  توزيعات المسميات العمرانية في  ضرية   شكل (3)

 المصدر من عمل الباحث اعتماداً على الخارطة الطبوغرافية مقياس 1:250,000

2- ندرة المياه:
تقع ضرية في منطقة الدرع العربي وهذا يعني خلوها من الآبار العميقة التي يعتمد عليها في الشرب والزراعة, ويقتصر وجود الماء في آبار سطحية متفرقة لا يمكن أن تكفي في سد حاجة الناس كما أن ملوحتها مرتفعة, مما يضطر الأهالي إلى شراء الماء وجلبه من المناطق الغنية بالمياه, وهذا دون شك يضاعف الأعباء على صاحب المنزل وأيضاً مالك الحيوانات الذي يتضاعف عليه تكلفة التربية.
  ومما يتوقع أنه سوف يقلل من تفاقم هذه المشكلة البدء فعلياً بمشروع يهدف لجلب مياه الشرب عبر قنوات مغطاة تنطلق من مدينة البدائع باتجاه ضرية " حيث سيتم تغذية ضرية بالمياه المنقاة ضمن مشروع إنشاء الخط الناقل للمياه المنقاة إلى جنوب غرب منطقة القصيم, حيث يبدأ من محطة التنقية الثالثة بالبدائع, وسوف يتم تسليم المشروع بنهاية 1433هـ, علماً أن كمية المياه المخصصة لضرية هي 2,299م3/ في اليوم"(مصلحة المياه في القصيم,1432هـ).
  ولعله بعد توفر مياه الشرب سوف يقلل من الضغط على مياه الآبار السطحية, فيتم الاستفادة منها في زراعة الخضروات والمنتجات سريعة التلف, مما يساعد سكان ضرية من الاكتفاء الذاتي ويقلل من ازدحام الطرق في نقل المنتجات اليومية, خاصة وأن الزراعة المحمية كالطماطم تمت تجربتها بنجاح في قرية (مسكة), لكنها لم توفق بإدارة تسويقية, كما أنه لشح المياه وزيادة الملوحة في عناصرها دور في رداءة إنتاجية بعض أنواع النخيل. ومن نتائج ذلك أن تسببت قلة المياه في موت بعضها والبعض الآخر أعطى إنتاجاً مقبولاً, ولكن لمدة ثلاث سنوات فقط, ثم تملحت التربة وتسببت في ضعف الإنتاج, مما يعني حاجة المنطقة لدراسات متخصصين تعنى بأنواع التربة وأنواع الزراعة المناسبة لهذه البيئة, من جهة أخرى فإن المزارع يحتاج لقروض طائلة تعوض خسائره المتوقعة, مما جعل الكثير من الأهالي يحجمون عن هذا النشاط بعد عجزهم عن الحصول على هذه القروض.

3- ضعف شبكة الطرق:
   بدراسة الشكل التالي ( 3 ) يمكن الوصول إلى أن هناك جهوداً مبذولة من قبل بلدية ضرية لوصل القرى ببلدة ضرية, على الرغم من صعوبة تسوية الطرق بسبب مواضع بعض القرى التي عادة ما تقوم حول الأودية والشعاب لنشأتها حول الآبار السطحية, إلا أن هذه الطرق مازالت دون الشكل المطلوب لعدم وجود طرق مزدوجة, ولكونها تحتاج لصيانة دورية, لتآكلها إما بسبب ضغط صهاريج الماء التي تمر بها طوال اليوم, وكذلك سيارات تحميل الماشية, وإما لعدم وجود عبَارات تسمح بمرور الماء أثناء فترات تدفق الأمطار في الشعاب في مواسم هطول الأمطار, كما أن هناك بعض الهجر مازالت الطرق المؤدية إليها ترابية وعلى سبيل المثال ( طخفة ,  القاعية ) أما بالنسبة للطريق الذي يصل ضرية بالرس فإنه هو الآخر رديء وغير مزدوج ويفتقد للوحات الإرشادية ولندرة محطات الوقود والخدمات الأخرى.
  ولعل أسباب ضعف هذه الطرق جاء من كون ضرية تابعة لمحافظة الرس وليس لديها ميزانية خاصة بها مما يجعلها عرضة للترحيل لمشاريع مستقبلية بحجة كونها ليست ذات أولوية. كما أن ضعف سلطة أهلها في صنع القرار أو عدم قدرتهم للوصول لأصحاب القرار جعل مثل هذه المشاريع مصاحبة للتأخير بحجة عدم مطالبة أهلها بذلك. وهذا يدفعنا إلى اعتبار أن طريقة صنع القرار تعتبر من معوقات التنمية. 
 

           شبكة الطرق في ضرية شكل (3)  
  • من عمل الباحث اعتماداً على الخارطة الطبوغرافية مقاس: 1:2500 

      4- عدم وجود استراتيجيات وسياسات واضحة ومحددة للتنمية الريفية.
       فغياب الكوادر التخطيطية والفنية المدربة والمؤهلة لإعداد خطط التنمية الإقليمية له دور في عدم تفهم حاجات سكان الريف, كما أن غياب الوعي الحقيقي بأهمية التخطيط كوسيلة للتغلب على كثير من المشكلات الاقتصادية والاجتماعية عند السكان المحليين وصناع القرار يعمل على تأخير عجلة التنمية؛ ومما ضاعف من ذلك عدم توفر قواعد بيانات الأمر الذي لا يسمح في إعداد خطة, مما نتج عنه عدة مشكلات منها: إهمال للبعد المكاني في عملية التخطيط المركزية مما أضطر بعض المنفذين إلى استنساخ أنظمة من مدن تختلف في البنية الاقتصادية والاجتماعية عن ريف ضرية, كما أن هناك غياباَ للهياكل المؤسسية التي تربط الوحدات المحلية مع الإقليمية مع الوطنية, كل هذه النواقص تفتح المجال للبيروقراطية وتجعل العلاقة بين الإدارات الرئيسة في الحضر وفروعه في الريف على فصام دائم, وقد تجر إلى أن يرمي كل باللائمة على الآخر في تأخر مشاريع التنمية.
 5- التنظيم الإداري ومركزية القرار:
  إن من أهم عيوب ومعوقات التنمية في مجتمعنا السعودي أن كثيراً من المخصصات والمشاريع تنفذ نتيجة للضغوط الأهلية والعلاقات الشخصية, وليست قائمة على دراسة من الواقع تكون مبنية حسب الأولوية وعدد السكان وحاجتهم وظروف المنطقة. فأهالي ضرية بالجملة حديثي عهد بالعناية بالتعليم ومواصلة الدراسة, ومن ثم الوصول لمراكز إدارية مؤثرة في صنع القرار.
  وفي دراسة لواقع ضرية ومن نتائج مقابلة أعضاء المجلس البلدي وغيرهم, أتضح أن سلم الهرم الإداري بين الإدارة العليا وفروعها في ضرية هو تلقي القرار, ودور هذه الفروع الإدارية لا يتعدى التنفيذ, فعلى سبيل المثال: اتضح أن دور أعضاء المجلس البلدي منذ بداية نشاطه لم يتعد حدود العناية بالخدمات البلدية: كالإنارة ورصف الطرق, ونظافة البيئة, كما يقتصر على رفع مقترحات لبلدية ضرية. وصحيح أن تشكيلته الموفقة عكست تنويعاً في القدرات وممثلين لشرائح سكان القرى إلا أنهم لم يلبوا تطلعات من رشحهم لان دورهم حسب النظام محدد بحدود صلاحيتهم. مع العلم أن الهدف من الموافقة على المجالس البلدية أنه بمثابة "خطوة كبرى نحو تعزيز دور الإدارات المحلية ومزيد من التحول نحو اللامركزية الإدارية"(خطة التنمية الثامنة,1425هـ-1430هـ).

6-  ضعف رأس المال:
   بلغت نسبة ممن دخولهم من السكان أقل من 3000ريالاً في الشهر ما نسبته 46% من المجموع الكلي, وممن يمارس التجارة 7% فقط من المجموع, وهناك 7% بدون عمل ( تقارير غير منشورة, مندوبية التعليم بضرية, 1431هـ), ولاشك أن أقل من ثلاثة الآف متوسط دخل رب الأسرة لنصف السكان تقريباً ليعكس الصعوبات المعيشية التي تجعل رب الأسرة يعيش هم كفالة الأسرة خاصة إذا علمنا أن 75% من مجموع الأسر يزيد عدد أفرادها عن ثمانية أشخاص في المسكن الواحد, وأن 79% من الأمهات ليس لهن أي مصدر دخل لجلوسهن في البيت بدون عمل (المصدر نفسه).
   كما أفادة مجموعة ممن يعتبرون رجال أعمال في ضرية أن تكلفة الإنتاج وضعف السوق من أبرز معوقات قيام أي مشروع, كما أنه ليس هناك جهة تسعى لقيام شراكة بين هؤلاء لتجميع رأس مال يمكن أن يقام به مشروع يخدم التنمية.

7 - قلة الكوادر المتعلمة:
   بلغت نسبة من لا يجيدون القراءة والكتابة من الآباء من سكان ضرية 27% وترتفع عند الأمهات لتصل إلى 34%, أي أنه قريب من ثلث الوالدين أميون, وهذا مرده إلى حداثة استقرار معظمهم حيث كانوا في السابق رعاة يتتبعون المراعي, كما أن تعليم البنات جاء متأخراً لعدم قناعتهم بأهمية التعليم للفتاة. أما من أنهى التعليم الجامعي من الآباء فلا يتعدى نسبتهم 10% وتقل عند الأمهات لتصل إلى 5%( نتائج غير منشورة, مندوبية التعليم في ضرية,1431هـ) ولعل انخفاض نسبة التعليم الجامعي جاء نتيجة لعدم وجود أية كلية في ضرية, ولعل انخفاض نسبة المتعلمين له دور في نقص القيادات المطلعة على أفضل الأساليب الإدارية والتنموية التي تخدم البلدة, كما يضعف دورهم في التغلغل في هيكلة الإدارات صاحبة القرار في الدولة.
" فمن المعروف  أن فرص تحقيق الطموحات في  الريف محدودة, فالمؤسسات العلمية كذلك محدودة المستوى, كما أن  هجرة القيادات المتعلمة من  الريف تجعل المجتمع الريفي  يفقد عنصراً مهماً من عناصره  وهو قدرته على الارتقاء بالحياة  الاقتصادية والاجتماعية وبالتالي  يؤدي غيابها إلى تخلفه اقتصاديا  واجتماعياً"( العاني 1426هـ, ص127). فصحيح  أن ريف ضرية لا يقابل تفريغاً  من السكان بسبب الهجرة إلى  المراكز الحضرية, إلا أن القدرات  الطموحة والتي تعلمت في الجامعات  خارج ضرية قد تجد فرصاً وظيفية  في المراكز الحضرية ومن ثم يطيب لها المقام وتستقر.

   ولعل موافقة المقام السامي على افتتاح كلية للعلوم والآداب للبنات في ضرية ( جريدة الجزيرة, عدد,... ص1) سيكون له دور في توطين القدرات النسائية, ولعله في المستقبل القريب ينشأ كلية للذكور تعمل هي الأخرى على هجرة معاكسة لبعض القيادات العلمية المستقرة في المراكز الحضرية وخاصة الرياض. كما أن التوسع في التعليم الجامعي يعتبر مناخ مناسب لتخريج وصقل القيادات الفكرية التي تقود التنمية, خاصة إذا عني بالتدريب وعناية بالموهوبين من الطلبة.

8- موسمية الاستثمار:
  فترة الأمطار واخضرار الأرض في ضرية موسمية, ولهذا فهواة الرحلات البرية تستهويهم الرياض والغدران, وهواة الصيد يطاردون الصيد في مواسم محددة, والمنتجات التقليدية المعتمدة على الألبان خاصة لا تروج إلا في الربيع حيث تزدهر السوق الأسبوعية ويكثر الزوار. وما عدا ذلك فهي بالجملة فترة ركود وتحدي للحراك الاقتصادي والاجتماعي في آن واحد. لهذا يحجم كثير من المستثمرين في التوسع في بناء الشقق المفروشة أو افتتاح المطاعم ذات الأكلات السريعة خاصة وأن غالب هواة الرحلات يفضلون الطهي بأنفسهم, كما أن هناك شريحة من الأهالي مازالوا يتعايبون الأكل في المطاعم, فمن جهة التنمية السياحية فإنها تقابل  هذه الصعوبات حيث يذكر صالح "بأن الطلب السياحي يتسم في غالبيته بالموسمية وموسمي بمعنى أن هناك أوقاتاً من السنة يصل فيها الطلب السياحي إلى الذروة, بينما يكون في حالة ركود نسبي في أوقات أخرى سواء كان الطلب مقاساً بإعداد الزائرين أو إنفاقهم السياحي" (صالح,2008م,ص 80) ومن جانب آخر فإن الاستثمار في اللحوم ومشتقات الألبان وغيرها تروج في عيد الأضحى أو مناسبات الأعراس في فترة الصيف غالباً, وهذا التحدي لابد من وضع آلية مخططة واقتراح برامج ومشاريع استثمارية تعوض هذا الركود.

9- صعوبة التغيير الثقافي:
   إن مما ساعد على بقاء الناس على بداوتهم هو عدم امتهانهم للزراعة لندرة الماء في منطقتهم, مما جعل حرفة الرعي هي السائدة في السابق, ومن المعلوم أن الحياة مع الإبل وتتبع الأغنام تورث الجفاء في الطباع, خاصة وأن المنطقة ذات جبال ووهاد وصحراء ذات رمال, كما أن أقرب مدينة إليهم تبعد 160كم. ومما تتوارثه القبائل بعض العادات في ضرية والجزيرة العربية على وجه العموم عادة الترفع عن ممارسة الأعمال المهنية: كالحدادة وصناعة الجلديات والصوف وهذا مما فوت الفرصة على الأهالي في استثمار منتجات بيئتهم على وجه أخص. كما أنه لقلة فرص العمل أصيب كثير منهم باللامبالاة والاتكال على إعانات الحكومة كالضمان ومعاش التقاعد وما تقدمة جمعية البر من زكاة وصدقات.
  والدليل على ميل البدوي للصحراء وارتباطه بالأرض والأقارب رفض مجموعة من الفقراء  السكن في مشروع الإسكان الخيري المقام في قرية (مسكة) المجاورة لبلدة (ضرية) ورجوعهم إلى الخيام أو بيوت شعبية متهالكة في الهجر.

خصائص وإمكانات ضرية:
تمتلك ضرية خصائص وإمكانات طبيعية وبشرية يمكن أن تأهلها للعب دور اقتصادي واجتماعي مؤثر في تنمية المنطقة, لو استطاع سكانها استثمار هذه الثروة؛ فالتراث التاريخي الثري وجمال الطبيعة وطبيعة أهلها جميعها عوامل تمثل نقاط جذب سياحي, كما أن خصوبة المراعي يمكن استغلالها في التوسع في الثروة الحيوانية, وفما يلي عرض لأبرز هذه العوامل:

أولا: التراث التاريخي:
 ذكر الحموي: بأن "ضرية: بالفتح ثم الكسر, وياء مشدودة, وما أراه إلا مأخوذا من الضراء وهو ماء  واراك من شجر, ويقال: أرض مستوية فيها شجر... وهي قرية عامرة قديمة على وجه الدهر في طريق مكة من البصرة من نجد. قال الأصمعي يعدد مياه نجد, قال: الشرف كبد نجد وفيها حمى ضرية, وضرية بئر, ويقال ضرية بنت نزار, قال الشاعر:
    فأسقاني ضرية خير بئر              تمج الماء والحب التؤاما

  وأضاف, ضرية أرض بنجد وينسب إليها حمى ضرية ينزلها حاج البصرة, لها ذكر في أيام العرب وأشعارهم" (الحموي , 1399هـ ,ص457).  وينسب البكري: "تسمية ضرية إلى ضرية بنت ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان. ويضيف بأن ضرية أرض مرب منبات كثيرة العشب, وهو سهل الموطى كثير الحموض" (البكري, 1403هـ,ص860).
 ومهما كان سبب التسمية ؛فإنه من المتفق عليه في كتب التاريخ أن ضرية ذات ماء, وفي أرضها يكثر الكلأ, ولهذا كانت العرب تتقاتل للحصول على أماكن الرعي حتى تم تحويلها إلى حمى في صدر الإسلام. 
  
1 - وقوعها ضمن الحمى:
"الحمى في اللغة أصلة الموضع الذي فيه الكلا والعشب يحمى من الناس أن يرعوه أي: يمنعون من أن يجعلوا مواشيهم ترعاه. يقال: حميت الموضع إذا منعت الناس منه. وأحميته إذا جعلته حمى لا يقرب" ( العبودي,1399هـ ص 191 )"
  وضرية مكان ينسب إليه الحمى وهو أكبر الأحماء, وهو من ضرية إلى المدينة (شكل "5") وأول من أحمى هذا الحمى :عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- لإبل الصدقة وظهر الغزاة, وكان حماه ستة أميال من كل ناحية من نواحي ضرية, وضرية أواسط الحمى, فكان على ذلك إلى صدر خلافة عثمان بن عفان - رضي الله عنه- إلى أن كثر النعم حتى بلغ نحو أربعين الفاً, فأمر عثمان - رضي الله عنه- أن يزاد في الحمى ما يحمل أبل الصدقة, فزاد فيها زيادة لم تحدها الرواة, إلا أن عثمان - رضي الله عنه- اشترى ماء من مياه بني ضبية, فدخل ذلك في حمى ضرية., ثم لم تزل الولاة بعد ذلك تزيد فيه, وكان أشدهم  في ذلك انبساطا إبراهيم ابن هشام" (لحميري,1984,ص377) كما "أن حمى ضرية يسمى أيضاً حمى الشرف, وهو أشرف الأحماء وكان حمى كليب بن وائل به كانت ترعى أبل الملوك, ويقع الحمى في كبد نجد غرب إقليم السر وجنوب القصيم, يمر طريق الرياض-الحجاز (القديم) من طرفه الجنوبي بعد مجاوزة قرية القاعية التي تبعد عن الدوادمي (95كم), ويخترق الطريق المتوجه من عفيف إلى القصيم وسطه" (فريق الصحراء, 1431هـ).             ويقع هذا الحمى في الجنوب الغربي من منطقة القصيم, إلا أنه ليس داخلاً كله في منطقة القصيم وإنما يقع جزء منه في المنطقة التابعة للرياض (عفيف,الدوادمي). 
                                 صورة فضائية لحدود الحمى شكل (5)*
    *المصدر: فريق الصحراء (1431هـ)     www  ALshra.ovg 
  أما اختيار هذا الموقع فبسبب جودة مراعية مقارنة بغيرة, ولوجود أنواع متعددة من العشب كالحمض والربلة وغيرهما, وهي عادة تنمو بعد سقوط الأمطار وعلى الأخص في فصل الربيع كما هو الحال في (روضة وادي الجرير) قرب نفود الدسم االذي يفصلها عن وادي الجرير, ولمرور بعض الأودية والشعاب في وسطه وأطرافه, فعلى سبيل المثال وادي الرشا وطينان وشعيب الداث, وهذه مصادر لتغذية الآبار السطحية التي حفرت على مدى التاريخ لسقي الناس ودوابهم. وجدير بالذكر أن هذا الحمى خصص لرعي إبل الصدقة والإبل المعدة لأن يركبها الغزاة أثناء الفتوحات الإسلامية, أما الأغنام فإنها لا تمنع من رعية خاصة إن كان عددها قليل كما يفهم من النصوص التاريخية.    
  1. وقوعها على طريق الحاج:
  ضرية كانت محطة هامة من محطات طريق الحاج من البصرة إلى مكة (شكل(6) بل ربما "كانت أهم المحطات لولا أن النباج (الأسياح حالياً) كان ينافسها على هذه المنزلة ذلك أن النباج أكثر عيوناً. هذا وقد عدها الإمام الحربي المنزل السادس عشر فقال: السادس عشر: ضرية. وقد خلد جرير بن حازم الجهضمي (ضرية) في أرجازه التي قالها في طريق الحاج البصرة إلى مكة ذكرها بعد (طخفة) وقبل (اللوى) الذي يسمى الآن (عريق الدسم) وأثنى على غنى أرضها, وطيب هوائها....وذكر أن الحاج ضرب فيها الخيام الكبيرة والأخبية الصغيرة واستراحوا فيها من وعثاء السفر, أرووا ظمأهم من مائها البارد ..." ( العبودي,1399هـ,ص ص1412,1413).
  وكما أن حمى ضرية أشتهر بخصوبة أرضه وتوفر الآبار ووجود الكلأ, فإن هذه الإمكانات كانت نقطة جذب لتكون ضرية محطة استراحة للحجاج القادمين من البصرة أو من نفس الاتجاه والمتجهين للمدينة النبوية, خاصة وأن موقع ضرية يعتبر في الطريق إلى الأماكن المقدسة, ويسبقه صحاري رملية تجهد المسافر, كما أنه يعقبه منطقة الدرع العربي حيث شح المياه, ولهذا كان الحاج يستريح ويتظلل في أشجارها
                         
  طريق الحج الذي يمر بضرية  شكل (6)*
*المصدر: العبودي, 1999هـ, ص 190 )  

3 - الآثار:
  يوجد في ضرية مجموعة من الآثار الباقية كالرسوم والكتابات على الصخور, السد الصخري, القنوات المائية, الآبار...الخ ومن أبرز الآثار الباقية في ضرية السد الصخري والقنوات المائية وفي ذلك يذكر العبودي: "أنه لم يقتصر عمران ضرية في القديم على كونها نقطة لتلاقي القوافل, أو منزلاً للحجاج فقط أو مركزاً إدارياً للحمى, أو ماء للبادية, أو قرية للتجارة بل أنها أصبحت مسرحاً لإنشاءات عمرانية نادرة الوجود في نجد في تلك العهود, ومن ذلك أن أحدهم أنشأ فيها سداً للمياه, كما ذكر الهجري: أن عثمان بن عنبسة, ضفر بعين ضرية ضفيرة بالصخر, وجعلها تحبس الماء"
( العبودي,1399هـ, 1419).
                        
 موارد الجذب  السياحي في ضرية شكل (7)
*المصدر: من عمل الباحث, اعتماداً على الخرائط الطبوغرافية (الرس,ضرية) مقياس 1:250,000

   وفي الزيارة الميدانية للسد والقنوات المائية لوحظ أن السد  يقع في ملتقى المجاري المائية, في شرق بلدة ضرية على مسافة بضعة كيلومترات من مركز البلدة. وتم إنشاؤه عن طريق صف الصخور بعضها فوق بعض لتوجيه مجاري السيول إلى خنادق تحت الأرض منخفضة عن السطح بمسافة ستة أمتار تقريباً وتمتد داخل باطن الأرض على شكل قنوات مائية لحفظ المياه من التبخر. أما عن مصدر الصخور فهي من الجبال المجاورة للسد ويظهر من حجمها أنها سحبت بالجمال لصعوبة حملها بالنسبة للأشخاص, ومما يلاحظ أن السد قد شيد لتجميع مياه السيول لتتجه إلى قنوات الماء المحفورة تحت الأرض (صورة 1-2-3).
   أما بالنسبة  للمحلات التجارية القديمة وسور  البلدة فقد تهدمت بسبب السيول  لكونها بنيت من الطين, وما بقي  فقد أزيل وشيد مكانه محلات  تجارية من الخرسانة, أما عن تقدير عدد الحوانيت  فإنه في صدر الإسلام وبالتحديد في عهد  جعفر بن سليمان فإن العبودي يقدرها  بحوالي مئة وسبعين حانوتاً إذ الذي أحدث فيها جعفر نيفاً وثمانين(المرجع نفسه ص1424) وهذا لكونها مركزاً تجارياً بين البصرة ومكة ولكونها مركز الحمى. هذا ويورد كبار السن أنه كان يحيط بجميع مباني البلدة سور للحماية من هجمات الأعداء إلا أنه تهدم ولم يبق من آثاره شيء.
   أما الآبار فقد أورد المؤرخون والرحالة  عدداً من مواقع لآبار كانت مورداً للحجاج والتجار والرعاة وقبل ذلك كانت نواة للاستقرار لبعض القبائل في فترات ما قبل الإسلام وبعده, فكانت الصراعات تقوم للتحكم في هذه الآبار والعيون التي تسيل من بعض الجبال. فعلى سبيل المثال أورد البكري مجموعة من مسميات الآبار: "ولبني الأدرم ماء قديم جاهلي... وفي موضع آخر من المعجم ذكر: أن عثمان بن عفان اشترى ماء من مياه بني ضبينة يقال لها ((البكرة)) ودخلت في حمى ضرية ......واحتفر مروان بن الحكم حفيرة في الحمى يقال لها الصفوة , واحتفر بن مطيع بئراً في شعبى" (البكري, 1403هـ ,ص-860- 861)  وأورد العبودي نقلاً عن الحربي في كتابه المناسك "وبضرية بركة وآبار كثيرة, ونخل, وبها بئر يقال لها الطهمانية طيبة" (العبودي,1399هـ,ص1408), وذكر البلادي: "أن في ضرية عيناً لم يعثر عليها الآن " (البلادي,1406هـ,ص90).
  وفي أثناء الزيارة الميدانية تم الوقوف على بعض الينابيع المائية في انكسارات بعض الجبال  كما في طخفة, أما الآبار القديمة فإنها بالجملة لم يتم التعرف عليها حتى من قبل أهل المنطقة والكثير منها قد انطمر, أما ماعدا ذلك فإنها آبار سطحية حديثة.  ومن الملفت للنظر أن البكري أشار في معجمه إلى وجود المعادن في جبل (حليت) حيث ذكر: " وحليت جبل عظيم ليس بالحمى أعظم منه إلا شعبى.....كثير معادن التبر, وكان به معدن يدعى النجادى, ...ولم يعلم في الأرض أكثر منه نيلاً,  والذهب غال بالآفاق كلها, فارخصوا الذهب بالعراق وبالحجاز. ثم أنه تغير وقل نيله وقد عمله بنو نجاد دهراً قوماً بعد قوم" (البكري,1403,ص875) كما أنه أثناء الزيارة الميدانية تم الإطلاع على مقالع (منجم) لاستخراج الرخام الذي استفيد منه في بناء الحرمين في التوسعة الحديثة. فهذا يفتح الباب للمستثمرين بأن يقوموا بالتنقيب عن المعادن في جبال ضرية.
وأخيراً لعل في الرسوم التي على بعض الصخور أدلة على تاريخ ضرية الذي مازال بحاجة إلى دراسة وإلى عناية من قبل الهيئة الوطنية للسياحة, وكذلك بحاجة إلى التفاتة من كبار السن من أهالي ضرية  فهم ممن ينبغي أن يشاركوا في التعريف بتاريخ المنطقة.  
 
 ثانياً- التراث البدوي الريفي:
   مما يميز مجتمع ضرية أنه مجتمع يجمع بين التراث البدوي والريفي في آن واحد. فصحيح أن هذا المجتمع استقر وترك ممارسة حرفة الرعي حيث عهد بها إلى العمالة غير السعودية؛ إلا أنه مجتمع يمكن أن يوصف بالبدوي لاستقرار القيم البدوية وسلطتها عليه, وتأثيرها في السلوك العام على الرغم من استقرارهم في بلدة ضرية أو توابعها من القرى والهجر وتغير حرفتهم.  كما أننا أمام مجتمع يسكن القرى (الريف) ولا يمتهن الزراعة كحال معظم السكان في الأرياف. فنحن أمام مجتمع ينطبق عليه وصف بعض الباحثين بأنه مجتمع "بدوي متريف" (حبيب وآخرون,1430هـ,ص361). فعلى مستوى العلاقات الشخصية فما زالت روح التعاون (الفزعة) سائدة حتى وإن اختلفت القبيلة, وعادات الزواج كالحجر على بنت العم والمبالغة في تكاليف الزواج وغيرها من العادات مازالت مرتبطة بعرف القبيلة. بل أن هناك عادات موروثة قد تورث الفقر لمن ليس لديه وظيفة  فعلى سبيل المثال: فإمتهان الرعي أو الحرف المهنية كالنجارة والحدادة وغيرها يعتبر عيب يحط من قدر الشخص.  بل حتى على مستوى النساء مما قلل من نجاح مشاريع الأسر المنتجة وغيرها.
  ومن جانب آخر فا لعومل الاجتماعية دور مهم في تحديد شكل القرية, ونمط امتدادها السكني فالعلاقات العشائرية غالباً ما تكون سبباً في ظهور القرى المجمَعة, طلباً للأمان والخير المشترك (الهيتي,1420هـ,ص88),ودليل ذلك بقاء طرق البلدة القديمة ضيقة ومتعرجة تنتهي ببوابات سور البلدة الذي بقيت آثاره حتى عام 1400هـ. وهذا لم يمنع من انتشار عشرات الهجر التي قامت بالأصل حول مصادر المياه ويتردد أهلها على ضرية خاصة أيام الأسواق الأسبوعية جالبين معهم منتجات الإبل والأغنام ويشترون من السوق حاجاتهم الضرورية.   
 

ثالثاً: المنظر الطبيعي ( (Landscape:
   وصف البلادي (ضرية) حين زارها فيقول: وتشرف عليها الهضاب المتفرقة من كل جانب مما يزيد من جمال منظرها, ويوزع الهواء العليل بها, فمن الشمال تشرف عليها هضبة الصقَار ومن الجنوب هضيبات أكبرها أم الرفارف, ومن وراء الرفارف تظهر هضبة الشلالات, لأن نبوعاً كانت تشل منها, ومن الجنوب الغربي جبل (وسط) وجبل أمغر وهو عال, يليه من الشمال هضاب الزحيف, ومن الغرب هضيبة أم رقبة: طويلة ملساء, ومن ورائها جبل حمرة, ويلي هضبة أم رقبة- أيضاً- أم إصبع ثم البيضتين: حصوات شكلها كالبيض, وإلى الشمال الغربي بعيداً ظهرت أطراف شعبى.  ومن ضرية يمكنك أن ترى شعبى غرباً إلى الشمال, وترى طخفة شرقاً" (البلادي,1406,ص90).
  وضرية تحد بثلاثة أودية رئيسية, ففي الشرق وادي (الداث) وفي الجنوب وادي( الجرير) وهذان الواديان يتجهان ليصبا في وادي  الرمة الذي يمر غرب ضرية حيث يفصله عنها عرق الدسم الذي يزيد جمال المنطقة حيث يمتد في الجهة الغربية وهو يتميز بكثرة النباتات وتنوعها. كما تنتشر الشعاب والمجاري المائية والرياض, حيث تزداد جمالاً بعد هطول الأمطار. كما يلعب ارتفاع سطح المنطقة وإحاطتها بالجبال دوراً في تلطيف درجة الحرارة في الصيف, ولا يمكن إغفال أهمية أشجار الطلح والسدر المنتشرة في الأودية والشعاب وكونها مصدر ظل لهواة التنزه وجذب للطيور المهاجرة. (صور4,5,6).
  ولعل منطقة (طخفة) والتي تبعد 25كم عن بلدة ضرية جهة  الجنوب الشرقي (صورة طخفة) هي من أبرز مناطق الجذب السياحي, فالجبال تحيط بها من كل جانب والشعاب والأودية تخترقها, وأشجار الطلح والسدر وغيرها تنتشر في شعابها, هذا ولجمال منطقة طخفة مع ندرة سكانها مبرر قوي لطرحها كمنطقة مرشحة لتكون محمية طبيعية؛ خاصة وأنها تمثل  المنطقة التي تفصل القصيم عن الرياض إدارياً, كما أن نهاية معظم شعابها والسيول تنقطع داخل نطاق الحدود الإدارية للرياض؛ مما يجعل الفرصة أفضل بحيث تصلها خدمات القصيم والرياض معاً.
  هذا التراث  التاريخي الثري إلى جانب المناظر  الطبيعية وحياة مجتمع القرية كل هذا رصيد لضرية, يمكن استثماره  في مجال السياحة البيئية والريفية, فمحبو سياحة الآثار يجدون تنوعاً  هائلاً من الآثار المكتوبة  والمرئية, كما يمكن أن يستمتعوا  بالإطلاع على تقاليد السكان  المحليين سواء من قبل عادات  الزواج والعلاقات الاجتماعية  أو المصنوعات المحلية التي تنتج من مواد أولية تعكس البيئة التي يعيشون بها,  كما  أن لهواة السياحة البرية وما  يمكن أن يمارسوه من هوايات  كالصيد أو التطعيس أو البحث  عن (الكمأه) وغير ذلك من المناشط  كالتخييم في الربيع مثلاً.  ومما يميزها كذلك ويزيد موارد الجذب كونها ربما تستهوي السياح  غير السعوديين ممن عادة يعشقون  التراث أو ممن هم من هواة  المغامرة.
  فالبيئة جوهر المنتج السياحي حيث ذكر: الصيرفي" أن نجاح النشاط السياحي يعتمد على بقاء مغريات بيئة المقصد السياحي, لذا فقد أصبح الحفاظ على البيئة هو محور التنمية السياحية. ويمكن تقسيم عناصر البيئة الطبيعية إلى ثلاث أقسام رئيسة يتضح من خلالها مدى إمكانية الجذب السياحي, وهي (البيئة الطبيعية وتشمل الماء والهواء والحياة الحيوانية والحياة النباتية) و(البيئة المصنوعة كالمنشىأت المختلفة والآثار الحضارية والبنية التحتية الأساسية والفوقية) و(البيئة الثقافية التي تمثلها القيم والعادات والسلوك والتاريخ وغير ذلك)" (الصيرفي,2007ص255). كما أن  " المنظر الطبيعي (
Landscape ) يمثل جزء حيوي من الموروث الطبيعي الجاذب للسياح" ( 
Waugh,2000,p596 ) ويضيف فؤاد في تعريفه لنوع آخر من السياحة, هي السياحة الايكولوجية "(أنها سفر مسؤول غير متلف, إلى مناطق بكر للتمتع والتعرف على الطبيعة والثقافة والمساهمة في الحفاظ على البيئة ورفاهية السكان المحليين بصورة متواصلة من خلال المشاركة والتعاون بين الأجهزة الحكومية وغير الحكومية)" ( فؤاد,2008,ص90-91). 
  ولعل من وسائل تفعيل دور السكان المحليين دفعهم للاستثمار في الأنشطة السياحية مما يدفعهم للانتقال من الهجر والقرى المجاورة والسعي للتَركز في بلدة ضرية بهدف تحسين وضعهم الاقتصادي عن طريق البحث عن فرص عمل. "فالسياحة الريفية تلعب دوراً فاعلاً في توفير فرص عمل للسكان المحليين" ( Robert and Hall,2003,p4) كما أن مناطق الجذب السياحي سوف تدفع بالمسؤولين إلى السعي إلى ترَكيز مشاريع التنمية في مكان واحد لتسهل المتابعة والتطوير,  كما أنه ينتج بالعادة عن نشاط صناعة السياحة في بعض الأقاليم التي تشكل مناطق جذب سياحي حدوث تغيرات في أنماط حياة هذه الشعوب, وفي هذا السياق ينقل الزوكة أمثلة لهذه التأثيرات الإيجابية, ومن ذلك على سبيل المثال: " تغير البناء الاقتصادي للمجتمع وهو تغير يتبعه تغير مماثل في الهياكل الثقافية والاجتماعية...الخ  حيث يسهم احتكاك السكان المحليين بالسياح في تبادل الأفكار وإدراك سلوك الآخرين, إلى جانب إسهام السياحة عن طريق  اهتمام المسئولين برفع المستوى الثقافي لسكان أقاليم العرض السياحي بهدف تكوين قاعدة من السكان المحليين القادرين على التعامل مع السياح, ويتبع ذلك ارتفاع في الخدمات التعليمية والصحية" (الزوكة,1422,ص286).  

رابعاً: الثروة الحيوانية:
   من أبرز الإمكانات الاقتصادية بضرية والتي لم تستثمر بالشكل المطلوب, توفر ثروة حيوانية هائلة مقارنة بغيرها من محافظات القصيم أو حتى بقية مناطق المملكة. ففي ضرية يعيش قرابة (18,100) من الإبل و (222,500) من الأغنام و (116,600) من الماعز( الوحدة البيطرية بضرية,1431 هـ) (جدول(3) وشكل (8).    
 

                               أعداد الثروة الحيوانية جدول (2)*  
     أعداد الثروة الحيوانية
    القرىإبلأغنامماعز
    مشوله30080005000

    السليه
    30060004000

    الجرثمي
    60090004000

    ام سليم
    60060003000

    العموده
    80050003000

    بدينه
    70050002000

    الخالديه
    60040002500

    الداره
    70060002500

    الرمثيه
    30050001500

    الغيبيه
    60080004000

    القويعيه
    30070003500
    شقرا2005001000
                                                                      
*المصدر: المديرية  العامة للزراعة والمياه بمنطقة  القصيم (1431هـ) تقارير غير منشورة.
                       أعداد الثروة الحيوانية بضرية  شكل (8)
 
  ومما يجدر ذكره أن هناك عوامل عدة ساعدت على نماء أعداد هذه الثروة؛ فبالإضافة إلى الدعم السخي الذي تقدمه الدولة لملاك هذه الحيوانات سواء بالقروض والهبات أو المساهمة في تخفيض سعر الأعلاف, فإنه مما ساعد على توفر ونماء هذه الثروة الحيوانية هو خصوبة المراعي وكون ضرية جزءاً من الحمى, هذا وقد لعبة قلة المصادر الاقتصادية الأخرى دوراً في استمرار تمسك الأهالي بثروتهم الحيوانية, خاصة وأن امتلاك هذه الحيوانات هو جزء من كينونة البدوي ووجاهته بين القبائل فهي مصدر فخر ومعيشة في آن واحد؛ فصاحبها يكرم ضيوفه من لحومها ومن مشتقاتها كاللحوم والألبان يتغذى وعائلته ويصنع حاجاته الضرورية, كما يحصل على العملة الصعبة نتيجة لبيعه من منتجاتها.
  وصحيح أن السكان لم يعودوا يمارسون حرفة الرعي حيث عهدوا بقطعانهم إلى العمالة الوافدة,  وذلك نتيجة لاستقرارهم بالهجر والقرى, إلا أنهم يمتلكون هذه القطعان ويعتنون بتربيتها على الرغم من قلة مصادر المياه وموسمية المراعي وانتشار بعض الأمراض المستعصية نتيجة لتعليف هذه الحيوانات أثناء قلة خصوبة الغطاء النباتي حين تطول فترة انقطاع الأمطار.  فعلى سبيل المثال : تم اكتشاف  بعض الأمراض مثل:" الهزال الحمى واليرقان"( الكتاب الإحصائي السنوي,جدول( 6-5-4), 1429هـ). وفي سبيل المحافظة على هذه الثروة وإنمائها ينبغي توعية الملاك بوقاية حيواناتهم من الأمراض وإقامة الحظائر الآمنة من الحيوانات المفترسة وأن تكون مغطاة لحمايتها من أزمات البرد وعلى الأخص الماعز منها. كما ينبغي تنظيم الرعي وحمايته من الرعي الجائر ولمنع المصادمات بين الرعاة على الفياض, وهذا لا يمكن أن يتأتى إلا بإقامة جمعية تعاونية محلية تعتني بالثروة الحيوانية وتمثل شريحة عريضة من ملاك هذه الثروة, ومدعومة من وزارة الزراعة لتكون قراراتها نافذة, ويقترح في هذا الصدد حرمان صاحب القطيع من الإعانات الحكومية حال خرق الأنظمة المتفق عليها كتنظيم الرعي, أو ترك القطيع سائبة في الطرق المرصوفة وعلى الأخص الإبل منها. كما تضطلع هذه الجمعية بتنظيم لقاءات دورية للتوعية بأمراض الحيوانات ورفع كفاءة الملاك بأفضل الطرق لتسويق منتجاتهم وباختيار أفضل الأنواع التي تكون صالحة للتربية ويكون عائدها أفضل, خاصة إذا ما علمنا أن نسبة من يمتلكون قطيعاً من الحيوانات بلغت 23% من مجموع السكان (نتائج استفتاء طلبة مدارس ضرية, 1431هـ).
  ومما يمكن أن يساعد على تفعيل دور الأهالي في الاستفادة من الثروة الحيوانية العمل على تشجيعهم في الانخراط والاتحاد تحت شركة أو شركات تجمع أكثر من مالك لتصبح بذلك ذات رأس مال قادر على إنشاء مسلخ محلي مجهز بوسائل التقنية الحديثة ويقوم باستقبال اللحوم إما لتجهيزها للتسويق خارج المنطقة أو لتصنيعها للتسويق المحلي, بحيث يتعدى دورها التقليدي بيع اللحم الخام إلى الوصول إلى منتج محلي متميز, فعلى سبيل المثال اشتهرت ضرية بلحم (الحاشي) لكون صغار الإبل تتغذى من المراعي الطبيعية فنكهة الأعشاب توجد باللحم, ولهذا يمكن إنتاج لحم (البرجر) أو خلطات جاهزة تضاف للحوم, ويمكن تكوين أسطول من البرادات تقوم بتموين بعض مراكز التسويق أو المطاعم في المراكز الحضرية. 
   من جهة  أخرى يوجد في ضرية قرابة  عشرين ألفاً من الإبل في حمى ذي طابع تاريخي يهم كل  مسلم زيارته, فلم لا يقام مهرجان  يعنى بالإبل؟! ويمكن أن يقام  في هذا المهرجان سباق للهجن  وإقامة دورة لتوعية الملاك للعناية بصحتها كما يمكن أن  يستثمر اللقاء في توعية النشء الجديد بأهمية تربية الإبل, وتكون  فرصة لتشجيع تسويق الإبل وأيضاً  الأغنام والماعز كما يمكن تسويق منتجات ضرية التقليدية من المصنوعات  الصوفية والجلدية وغيرها.

النتائج والتوصيات:

  خلصت الدراسة إلى مجموعة من النتائج بنى عليها الباحث بعض التوصيات التي من شأنها أن تسهم في  تفعيل دور المجتمع المحلي في تنمية منطقتهم. ولعله من الأهمية بمكان التذكير بأن هذه الدراسة تميل إلى عدم مناسبة تطبيق نظرية مركز النمو في بلدة (ضرية)؛ لأن ذلك  سوف يجابه بصعوبات عدة منها: ضعف رأس المال عند الأهالي, والقصور في التقنية, إلى جانب قلة عدد السكان؛ مما قد ينتج عنه ضعف في الطلب على السوق, يضاف إلى ذلك الضعف الحاصل في شبكة الطرق, كما أنه من المتوقع أن جذب الأيدي العاملة سيقابله تفريغ للقرى الواقعة في الإقليم. إلى جانب أن تركُز الصناعة له سلبيات على البيئة كالتلوث والقضاء على الغطاء النباتي. أما من جهة الخدمات الأساسية ( طرق,مدارس, مراكز صحية...الخ) التي يراهن عليها مؤيدو مركز النمو ويطرحونها كمكتسب للريف, فقد نفذت بالفعل في معظم القرى التابعة لضرية نتيجة لتوجهات التنمية بالدولة في تثبيت سكان الريف في القرى.
   هذا ولعل النتائج التالية هي أبرز ما تمَ التعرض له في الدراسة, ولتسهيل عرضها تم تصنيفها حسب التسلسل المنطقي للدراسة بداية بأسباب ضعف دور المجتمع المحلي, ثم إمكانات المنطقة, ثم يأتي سبل تفعيِل دور الأهالي ضمن التوصيات.   

أولاً: أسباب ضعف دور المجتمع المحلي.
1- وقوع ضرية في منطقة الدرع العربي مما يعني خلوها من الآبار العميقة التي يعتمد عليها في الشرب والزراعة, وسقي الحيوانات. ويقتصر وجود الماء في آبار سطحية متفرقة لا يمكن أن تكفي في سد حاجة الناس, فضلاً عن ارتفاع نسبة الملوحة بها؛ مما يضطر الأهالي إلى شراء الماء وجلبه من المناطق الغنية بالمياه, وهذا دون شك يضاعف الأعباء من جهد ومال على صاحب المنزل وأيضاً مالك الحيوانات أو المزارع.
2-  تقع ضرية في الجنوب الغربي من القصيم. فهي  تبعد عن بريدة عاصمة القصيم قرابة 250كم, وعن مدينة الرس 160كم, هذا البعد في المسافة ضاعف من صعوبته عدم ازدواج الطريق الموصل من ضرية إلى الرس, وهذه السلبية لموقع ضرية البعيد عن المراكز الحضرية ضاعف من عناء التردد لقضاء المصالح الإدارية والشخصية, يضاف إلى ذلك معاناة أخرى بين ضرية وتوابعها حيث يبلغ عدد توابعها (72 تابعاً) معظمها تعاني من تشتتها فبعضها يبعد 60 كم عن بلدة ضرية مثل (العاقر, القويعية). 
3- لا يوجد في ضرية أية مؤسسة تمثل المجتمع المحلي لتوصيل صوت المواطن للمسئولين سوى المجلس البلدي, وعلى الرغم من جهود أعضائه في مجال الخدمات البلدية, إلا أن محدودية الصلاحيات ومركزية القرار جعلتهم هم وبقية المسئولين في بقية الدوائر الحكومية مجرد أداة لتنفيذ القرار, غير صانعين له ولا مشاركين فيه. 
4أدى غياب الإستراتيجية في التخطيط, ونقص البيانات, إلى غياب التخطيط المدروس مما نتج عنه بعض المشكلات التخطيطية منها على سبيل المثال: استنساخ أنظمة مطبقة في بعض المدن كتراخيص البناء والرسوم والتي لا تناسب الوضع الاقتصادي لسكان الريف وتم تنفيذها في بيئة مختلفة.
5- بلغت نسبة من دخولهم من السكان أقل من 3000ريالِ في الشهر ما نسبته 46% من المجموع الكلي؛ ولاشك أن أقل من ثلاثة الآف متوسط دخل رب الأسرة لنصف السكان تقريباً ليعكس الصعوبات المعيشية, خاصة إذا علمنا أن 75% من مجموع الأسر يزيد عدد أفرادها عن ثمانية أشخاص في المسكن الواحد, وأن 79% من الأمهات ليس لديهن أي مصدر دخل لجلوسهن في البيت بدون عمل يسهم في تحسين دخل الأسرة, هذه المؤشرات تعكس تدني المستوى المعيشي للسكان.
6- بلغت نسبة من لا يجيدون القراءة والكتابة من الآباء من سكان ضرية 27% وترتفع عند الأمهات لتصل إلى 34%, أي أنه قريب من ثلث الوالدين أميون. أما من أنهى التعليم الجامعي من الآباء فلا تتعد نسبتهم 10% تقل عند الأمهات لتصل إلى 5%؛ ولعل انخفاض نسبة المتعلمين له دور كبير في نقص القيادات المطلعة على أفضل الأساليب الإدارية والتنموية التي تخدم المنطقة, كما أن هذا مما يضعف دورهم في التغلغل في هيكلة الإدارات صاحبة القرار في الدولة.
    7- صحيح أن ريف ضرية لا يواجه تفريغاً من السكان بسبب الهجرة إلى المراكز الحضرية, إلا أن القدرات الطموحة والتي تعلمت في الجامعات خارج ضرية قد تجد فرصاً وظيفية في المراكز الحضرية ومن ثم يطيب لها المقام وتستقر هناك؛ وهذا مما يفوت فرصة الاستفادة بهذه القدرات العلمية داخل ضرية.
8- من أسباب ضعف الاستثمار في مشاريع التنمية في ضرية أن الفرصة موسمية وليست طوال العام؛ فعلى سبيل المثال:
فترة الأمطار واخضرار الأرض موسمية؛ ولهذا فهواة الرحلات البرية مثلاً يأتون في هذه المواسم فقط. كما أن المنتجات التقليدية المعتمدة على الألبان لا تروج إلا في الربيع حيث تزدهر السوق الأسبوعية ويكثر الزوار. وما عدا ذلك فهي بالجملة فترة ركود وتحدٍ للحراك الاقتصادي.
9- مما تتوارثه القبائل بعض العادات في منطقة ضرية عادة الترفع عن ممارسة الأعمال المهنية كالحدادة وصناعة الجلديات والصوف وغيرها؛ وهذا مما فوَت الفرصة على الأهالي في استثمار منتجات بيئتهم على وجه أخص. كما أنه نتيجة لقلة فرص العمل لغير المتعلمين أصيب كثير منهم باللامبالاة والاتكال على إعانات الحكومة كالضمان ومعاش التقاعد وما تقدمه جمعية البر من زكاة وصدقات.

ثانياً: الإمكانات السياحية والاقتصادية:
1- ضرية مكان ينسب إليه الحمى, الذي يمتد من منطقة ضرية إلى المدينة النبوية, وأول من أحمى هذا الحمى عمر بن الخطاب رضي الله عنه لإبل الصدقة وظهر الغزاة, فكان على ذلك إلى صدر خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه, إلى أن كثر النعم حتى بلغ نحو أربعين الفاً, فأمر عثمان رضي الله عنه أن يزاد في الحمى, ولم تزل الولاة بعد ذلك تزيد فيه, وكان أشدهم  في ذلك انبساطا إبراهيم ابن هشام. ولا شك أن هذا الحمى مصدر جذب سياحي لمن تستهويه زيارة الأماكن الأثرية. 
2- ضرية كانت محطة هامة من محطات طريق الحاج من البصرة إلى مكة المكرمة, بل ربما كانت أهم المحطات لولا أن النباج (الأسياح حالياً وهي أحد محافظات القصيم) كان ينافسها على هذه المنزلة. هذا وقد عدت المنزل السادس عشر, ومن مواضعها التي ذكرت (طخفة) و(اللوى) الذي يسمى الآن (عريق الدسم)
كما أن حمى ضرية أشتهر بخصوبة أرضه وتوفر الآبار ووجود الكلأ, فإن هذه الإمكانات كانت نقطة جذب لتكون ضرية محطة إستراحة للحجاج القادمين من البصرة أو من نفس الاتجاه.
3- يوجد في ضرية مجموعة من الآثار الباقية كالرسوم والكتابات على الصخور, السد الصخري, القنوات المائية, الآبار...الخ ومن أبرز الآثار الباقية في ضرية السد الصخري والقنوات المائية وسبب ذلك؛ كونها نقطة لتلاقي القوافل, ومنزلاً للحجاج ومركزاً إدارياً للحمى, وماء للبادية وقرية للتجارة بل أنها أصبحت مسرحاً لإنشاءات عمرانية نادرة الوجود في نجد في تلك العهود .
4- مما يميز مجتمع ضرية كونه يجمع بين التراث البدوي والريفي في آنٍ واحد, فصحيح أن هذا المجتمع استقر وترك ممارسة حرفة الرعي؛ إلا أنه مجتمع يمكن أن يوصف بالبدوي لاستقرار القيم البدوية وسلطتها عليه وتأثيرها في السلوك العام على الرغم من استقرارهم في بلدة ضرية أو توابعها من القرى والهجر.  فنحن أمام مجتمع ينطبق عليه وصف بعض الباحثين بأنه مجتمع "بدوي متريف". 
5- تتمتع ضرية بمناظر طبيعية جذابة؛ فهي تحد بثلاثة أودية رئيسة, ففي الشرق وادي (الداث) وفي الجنوب وادي( الجرير) وهذان الواديان يتجهان ليصبا في وادي  الرمة الذي يمر غرب ضرية حيث يفصله عنها عرق الدسم الذي يزيد جمال المنطقة. كما تنتشر الشعاب والمجاري المائية والرياض, كما لا يمكن إغفال أهمية أشجار الطلح والسدر المنتشرة في الأودية والشعاب وكونها مصدر ظل لهواة التنزه وجذب للطيور المهاجرة. ولعل منطقة (طخفة) من أبرز مناطق الجذب السياحي.
6- من أهم الإمكانات الاقتصادية بضرية توفر ثروة حيوانية هائلة مقارنة بغيرها من محافظات القصيم أو حتى بقية مناطق المملكة. ففي ضرية يوجد قرابة (18,100) من الإبل و (222,500) من الأغنام و (116,600) من الماعز. ومما يجدر ذكره أن هناك عوامل عدة ساعدت على نماء أعداد هذه الثروة؛ كخصوبة المراعي, واستمرار تمسك الأهالي بثروتهم الحيوانية خاصة وأن امتلاك هذه الحيوانات هو جزء من كينونة البدوي ووجاهته بين القبائل فهي مصدر فخر ومعيشة في آنٍ واحد.   
 

ثالثاً: التوصيات:
   يتضح  من نتائج الدراسة أن بيئة  ضرية جمعت بين عوائق عملت على تأخير التنمية الريفية  وفي الوقت نفسه هذه البيئة  نفسها تمتلك إمكانات طبيعية وبشرية تحتاج للتخطيط والدعم  المادي وعناية أكبر من المسئولين  في الدولة والمستثمرين, وأهم من  ذلك كله تنمية الإنسان ابن البيئة نفسه بإعطائه الفرصة, وبذل  السبل لتفعيلة, وشحنه ليشعر بالمسئولية, ولعل الأخذ بالتوصيات التالية  يكون من وسائل تفعيل دور  السكان المحليين لتنمية منطقتهم.
  1. هناك شبه اتفاق بين المجموعات التي - تمت مقابلتها أثناء الدراسة الميدانية- على أن أكبر التحديات التي أضعفت دورهم تكمن في بعد المواطن المحلي عن اتخاذ القرار في تنمية مجتمعه, ولهذا يقترح في هذا الصدد توسيع صلاحيات المجلس البلدي, بحيث تتعدى الخدمات البلدية إلى وضع إستراتيجية مستقبلية للنهوض بالمنطقة  (اقتصادياً واجتماعياً) فذلك مما يتماشى مع خطط التنمية مع امتلاك أحقية الإنفاق على المشاريع.
  2. هناك موافقة على إنشاء مركز تنمية اجتماعي تابع لوزارة الشئون الاجتماعية, ولعل دعمه مادياً, وبإعداد خبرات قيادية لإدارته خير وسيلة ليكون مصدر إشعاع ثقافي في المنطقة كلها, كما يحبذ قيام مجالس استشارية من الأهالي تعقد لها جلسات دورية تحت إشراف مركز التنمية بضرية.
  3. ليس هناك تشكيل أعضاء منطقة يمثلون الأهالي في المطالبة بمشاريع التنمية, وما عليه الحال الآن لا يعدو أن يكون مجرد جهود فردية تعبر عن رأي شخص واحد, وليست مدروسة. فينبغي المسارعة في تشكيل أعضاء يمثلون معظم شرائح المجتمع للمطالبة بمشاريع المنطقة وللمشاركة في توصيل صوت المواطن للمسئولين في الدولة.  
  4. يوجد بضرية وحدة إرشاد بيطري تعنى بالثروة الحيوانية, والحاجة ملحة إلى إنشاء وحدة إرشاد زراعي تعنى بإرشاد المزارعين على اختيار أفضل وسائل التسويق وتحديد الوسائل الحديثة كالزراعة بالتنقيط وسبل رعاية التربة, خاصة وأن المنطقة تعاني شحاً في المياه مع ملوحتها, كما يشكو المزارعون من تأخر القروض الزراعية.
  5. هناك موافقة على إنشاء فرع للغرفة التجارية في ضرية, وهذا يشجع على عدم مركزية القرار, وعلى الأخص إذا تم اختيار أعضائه بالانتخاب, وعليه ينبغي أن يسعى في إستراتيجية تناسب صغار المستثمرين عن طريق الانضواء تحت شراكات قادرة على إنشاء مشاريع استثماريه تخدم المنطقة.
  6. ضرورة التنسيق بين فروع مؤسسات الدولة في ضرية (التعليمية, الصحية, الاجتماعية البيطرية...الخ) لإنشاء قاعدة بيانات شاملة وتكون في متناول اللجان التطويرية, نظراً لأهمية ذلك في إعداد استراتيجيات وخطط ملائمة لتنمية المنطقة.
    وأخيراً هناك عدة مطالب ترى الدراسة أن تحقيقها سوف يوفر القدرات الإدارية والفنية ويفسح المجال لإيجاد فرص وظيفية تستوعب أبناء المنطقة ويقترح في هذا الشأن ما يلي:
    - تظل الحاجة ملحة في السعي لإنشاء كلية للطلاب تابعة لجامعة القصيم, ويقترح في هذا الشأن إنشاء قسم للطب البيطري, فالتعليم الجامعي من أفضل الوسائل في توطين التقنية وإيجاد فرص وظيفية للمواطنين والحراك الاقتصادي للمنطقة. 
      - إقرار المرحلة الأولى من طريق القصيم مكة المكرمة, ينبغي أن لا يثني المطالبة بازدواج الطريق من مدينة الرس إلى بلدة ضرية  وصيانته فهو طريق يشكل خطورة لازدحامه الشديد وكونه عرضة للجمال العابرة وقت الغروب خاصة. 
    - توطين  ثقافة امتهان المهن لدى الشباب  السعودي مطلب ملح جداً في  مجتمع ذو خلفية بدوية لم  تتأقلم على ذلك, ولعله من الحلول  الجذرية أن تقوم إدارة التعليم  الفني بإنشاء معهد مهني يأخذ  على عاتقه التدريب, خاصة وأن  هناك قصوراً من قبل القطاع  الخاص في إنشاء معاهد للتدريب.
    - من أكبر معوقات التنمية في  ضرية وقوعها في الدرع العربي  مما يعني قلة الماء, وفي الوقت  نفسه نجد أن وادي الرمة يمر  بغرب المنطقة كما يخترقها وادي  الداث من الشرق ووادي الجرير  من الجنوب, أفلا يجدر إعداد  دراسات مدعومة من وزارة الزراعة  والمياه في مدى إمكانية وجدوى  إقامة سدود في مجاري هذه  الأودية للاستفادة من المياه؟  خاصة وأن أحواض هذه الأودية  تكاد تخلو من الملكيات الخاصة  لقلة الاستيطان بها.
-  
بلغت نسبة من دخولهم من السكان أقل من 3000ريالاً في الشهر ما نسبته 46% من المجموع الكلي للسكان؛ ومازال دور جمعية البر في قرية (مسكة) وفي بلدة (ضرية) تلقي الإعانات من المحسنين في مناطق المملكة, فلابَد من السعي لإقامة مشاريع استثمارية تحقق الاستقلالية والاعتماد على النفس.    
- تمتلك المنطقة  ثروة هائلة من الإبل والأغنام  والماعز. ولم يتم الاستفادة منها لا في المجال السياحي ولا  حتى الاقتصادي, وتنفرد المنطقة بكونها تقع في الحمى ذى الطابع  التاريخي الذي يهم كل مسلم  زيارته, فلم لا يقام مهرجان  يعنى بالإبل؟ كما يمكن أن  يقام في هذا المهرجان سباق  للهجن, وإقامة دورة لتوعية الملاك  للعناية بصحتها كما يمكن أن يستثمر اللقاء في توعية النشء  الجديد بأهمية تربية الإبل  وتكون فرصة لتشجيع تسويق الإبل  وأيضاً الأغنام والماعز كما  يمكن تسويق منتجات ضرية التقليدية  من المصنوعات الصوفية والجلدية  وغيرها, مع الحذر من الوقوع  بسلبيات بعض المهرجانات التي يكون فيها البذخ والعصبية المقيته.
- ومما يمكن  أن يساعد على تفعيل دور الأهالي  في الاستفادة من الثروة الحيوانية العمل على تشجيعهم في الانخراط  والاتحاد تحت شركة أو شركات تجمع أكثر من مالك تصبح بذلك  ذات رأس مال قادر على إنشاء مسلخ محلي مجهز بوسائل التقنية  الحديثة ويقوم باستقبال اللحوم  إما لتجهيزها للتسويق خارج  المنطقة وإما لتصنيعها للتسويق  المحلي, بحيث يتعدى دورها التقليدي  بيع اللحم الخام إلى الوصول  إلى منتج محلي متميز, ويمكن  أن يقوم على أثره, عناية بالجلديات  والصوف.
- أفادت نتائج  الدراسة أن 75% من مجموع الأسر  يزيد عدد أفرادها عن ثمانية أشخاص في المسكن الواحد, وأن 79% من الأمهات ليس لهن أي مصدر دخل لجلوسهن في البيت بدون  عمل. وهذه المؤشرات تعكس مدى  تدني المستوى المعيشي. مما يشجع  على تكوين رابطة الأسر المنتجة, ويمكن أن ترتبط بمركز التنمية  الاجتماعية بضرية وبالتنسيق مع  جمعية حرفة في مدينة بريدة.
 – أفادت نتائج الدراسة أن حوالي الثلث من مجموع الآباء والأمهات لا يجيدون القراءة والكتابة مما يعني أهمية المبادرة من قبل مندوبية التعليم في إقامة مدارس محو الأمية, مع التوصية بتقديم محفزات مادية ومعنوية لضمان نجاحها.
    - تفتقر المنطقة للإرشاد السياحي على الرغم من أهمية موارد الجذب بها, فهناك نقص في المرشدين السياحيين واللوحات الإرشادية والخرائط, حبذا لوعنيت الهيئة الوطنية العليا للسياحة ممثلة بمكتب القصيم بهذا الجانب واستصدرت دليلاً سياحياً بالصور والخرائط والإحداثيات ليكون خير دليل للسائح, خاصة وأن أكثر روادها من هواة السياحة الصحراوية .
    - تعتبر منطقة طخفة من أجمل  المناظر الطبيعية وهي منطقة جبلية تقع على أطراف الحدود  الإدارية مع منطقة الرياض. وتشتمل على حياة نباتية متنوعة وعلى  الأخص أشجار السدر في الأودية والمهدد بالاحتطاب الجائر, كما  أن المحلات العمرانية محدودة  جداً, ويقترح تخصيصها كمنطقة محمية  للحياة البرية وينظم لها رحلات  سياحية (سفاري) .
    وفي الأخير ضرية بريفها المشتمل على 75 تابعاً, وبموقعها الذي يبعد عن أقرب مدينة  (الرس160كم) ينتظر أن تحول ضرية إلى محافظة أسوة ببقية محافظات المنطقة. فهذا سوف يدفع بعملية التنمية إلى الأمام بخطوات مدروسة وواثقة, كما أنه سوف يخفف عن محافظة الرس أعباء إدارية عديدة, وهذا ينسجم مع الهيكلة الوظيفية في حدود صلاحيات المراكز الحضرية وامتداد خدماتها.   

    المراجع العربية:
    - إبراهيم, محمد عباس (2000م) التنمية والعشوائيات الحضرية, دار المعرفة الجامعية, الإسكندرية.
    - إبراهيم, وفاء زكي (2006م) دور السياحة في التنمية الاجتماعية دراسة تقويمية للقرى السياحية, المكتب الجامعي الحديث, الإسكندرية.
    - أحمد, علي فؤاد (بدون تاريخ) مشكلات المجتمع الريفي في العالم العربي, دار النهضة العربية للطباعة والنشر, بيروت.
    – الإدارة العامة للمساحة العسكرية (1423) لوحة رقم9 -  -NG38 الرس مقاس250,000:1
      ولوحة رقم  13 NG38- ضرية مقاس250,000:1 , وزارة الدفاع والطيران, المملكة العربية السعودية, الرياض.
    -البكري, عبد الله بن عبد العزيز (1403هـ-1983م) معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع,  ج3, تحقيق مصطفى السقا, عالم الكتب, بيروت.
    - البلادي, عاتق غيث (1406÷ت-1986م) على ربى نجد رحلات ومشاهدات, دار مكة للنشر والتوزيع, مكة المكرمة.
    - السكران, محمد بن سليمان و منير, صديق الطيب (بدون تاريخ) الهجرة الريفيةالحضرية في بعض مناطق المملكة العربية السعودية وأثرها على التنمية الزراعية, http://banimalk.net
    - السيف, محمد بن إبراهيم (1424هـ-2003م) المدخل إلى دراسة المجتمع السعودي, منهج في علم الاجتماع وتحليل وظيفي للمجتمع ودروس علمية في التغير الاجتماعي والتربية الوطنية, دار الخريجي للنشر والتوزيع, الرياض. - الحموي, شهاب الدين أبي عبد الله ياقوت بن عبد الله (1399هـ-1979م) معجم البلدان, ج3, دار إحياء التراث العربي,بيروت.
    - الحموي, شهاب الدين أبي عبد الله  ياقوت بن عبد الله (1399هـ-1979م) معجم البلدان, ج3, دار إحياء التراث العربي,بيروت.
    - الحميري, محمد بن عبد المنعم (1984) الروض المعطار في خبر الأقطار, مكتبة لبنان,بيروت.
- الجوهري, يسري (1999م) جغرافية التنمية, مكتبة ومطبعة الإشعاع, الإسكندرية.
    - الكتاب الإحصائي (1429هـ) العدد التاسع والخمسون السنة الثالثة والأربعون, وزارة الشؤون البلدية والقروية وكالة الوزارة للتخطيط والبرامج إدارة الإحصاء والبحوث, المملكة العربية السعودية, الرياض.
- الجخيدب, مساعد بن عبد الرحمن (  1429هـ -2008م ) التفاعل السياحي مع المقومات والإمكانات المتاحة بمنطقة القصيم, رسائل جغرافية (335) وحدة البحث والترجمة, قسم الجغرافيا, جامعة الكويت والجمعية الجغرافية الكويتية, مؤسسة الكويت للتقدم العلمي, الكويت.
      -الجخيدب, مساعد بن عبد الرحمن (1429هـ-2008م) التنمية العمرانية الريفية بمنطقة القصيم, دراسات جغرافية (15) الجمعية الجغرافية السعودية, الرياض.
    -الجخيدب, مساعد بن عبد الرحمن (1422هـ-2002م) أحجام المراكز الحضرية وامتداد أقاليمها الوظيفية بمنطقة القصيم, جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية, الرياض.
    - الرويشد, سليمان بن عبد الله (1428هـ) التخطيط لتنمية المكان "دور المجالس البلدية" ضمن محاضرات الموسم الثقافي في الجمعية الجغرافية السعودية (سلسلة المحاضرات العامة والندوات,4) (الجمعية الجغرافية السعودية) المملكة العربية السعودية-الرياض.
    - الزوكة, محمد خميس (1422) صناعة السياحة من المنظور الجغرافي, دار المعرفة الجامعية الأسكندرية.
      -الصيرفي, محمد (2007م) السياحة والبيئة, دار الفكر الجامعي, الإسكندرية.
    -العاني,محمد, جاسم ( 2006-1426 هـ) الإقليم والتخطيط الإقليمي, دار صفاء للنشر والتوزيع-عمان.
    - العبودي, محمد بن ناصر (1399هـ-1979م) المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية بلاد القصيم
    ,ج1-5, دار اليمامة للبحث والترجمة  والنشر, المملكة العربية السعودية, الرياض.
    - العجلان, نورة بنت عبد الله (1430هـ- 2009م) الأطراف الفاعلة في التنمية المستدامة وأثرها على الزراعة في المملكة العربية السعودية, دراسات جغرافية 16, الجمعية الجغرافية السعودية, الرياض.
    - العساف, صالح بن حمد ( 1416ه) المدخل إلى البحث في العلوم السلوكية, مكتبة العبيكان, الرياض.
    - المحيميد, محمد (1411هـ) تحليل وتقويم خدمات المجمعات القروية بمنطقة القصيم ( دراسة في جغرافية الريف) رسالة ماجستير غير منشورة, قسم الجغرافيا, جامعة الملك سعود, الرياض.
    -الكناني,كامل  كاظم (2008م-1429هـ) الموقع الصناعي وسياسات التنمية المكانية, دار صفاء للنشر والتوزيع, عمان – الارردن.
    - المديرية العامة للزراعة والمياه بمنطقة القصيم (بريدة) (1431هـ),  تقارير غير منشورة. 
  • المرئية الفضائية (Landsat2002 )  , مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية, الرياض.
    - الهيتي, صبري فارس (2000م-1420هـ) جغرافية الاستيطان الريفي والتنمية الريفية, دار صفاء للنشر والتوزيع, الأردن,عمان.
    - الوحدة  البيطرية في ضرية ( تقارير غير  منشورة لعام 1431هـ) (المديرية العامة  للزراعة والمياه بالقصيم (بريدة).
    - بدر, عبد المنعم محمد (1982م) ريفنا النامي دراسة مقارنة في علم الاجتماع مع التطبيق على المملكة العربية السعودية و جمهورية مصر العربية, دار المطبوعات الجديدة, الإسكندرية.
    - جارالله, عبد العزيز بن جار الله (1431هـ-2010م) جغرافية القصيم  (بيئة الاستيطان ومصادر المياه في منطقة القصيم) دار الثلوثية للنشروالتوزيع, الرياض.
    - جريدة  الجزيرة (الأربعاء 23محرم 1432هـ, 29ديسمبر-2010م) العدد 13971 السنة 51, ص7.
    - حامدون,سليمان (1431هـ) اللامركزية الإدارية ومساهمتها في التنمية المحلية, ديوان أصدقاء المغرب مجموعات قوقل, الشبكة العنكبوتية. 
    - حبيب, عالية وسعد الله,نجوى,عبد الله  وشكري,عليا و الجوهري,محمد و  العقبي,محمد (2009م-1430هـ) علم الاجتماع الريفي, دار المسرة للنشر والتوزيع والطباعة, الأردن,عمان.
    - حبيب, محمد عبد الكريم (1418هـ) الأبعاد المكانية للتنمية الريفية في المملكة العربية السعودية (دراسة تطبيقية على منطقة جازان), العقيق, مج9,ع, 17,18.
    - خطة  التنمية التاسعة (  1430هـ-1435هـ  ) وزارة الاقتصاد والتخطيط, الرياض, موقع الوزارة على الشبكة العنكبوتية.www.mep.gov.sa                                                                           
    - خطة  التنمية الثامنة (  1425هـ- 1430هـ ) وزارة  الاقتصاد  والتخطيط, الرياض,مطابع  الوزارة.
    - داري, رشيد (1431هـ) الإدارة والتنمية المحلية, جريدة الاتحاد (جريدة يومية سياسية)
    ,17-11-1431هـ, ص1-4.  
    - زعزوع, ليلى بنت صالح محمد (1422هـ-2001م) مقدمة في الجغرافيا الاجتماعية, الدار العربية للعلوم, لبنان,بيروت.
     - سليمان, سناء محمد (2009م) أدوات جمع البيانات في البحوث النفسية والتربوية,  عالم الكتب, القاهرة .
    - صالح, غادة (2008) اقتصاديات السياحة, دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر, الإسكندرية.
    - صديق, عبد الفتاح (1428هـ-2007م) التخطيط الإقليمي وتطبيقاته الجغرافية, دار المعرفة للتنمية البشرية, الرياض.
    - عزام, إدريس و ابو حوسة,موسى وربايعة, أحمد (2010م) المجتمع الريفي والحضري والبدوي, الشركة العربية المتحدة للتسويق والتوريدات, القاهرة.
    - علام, سعد طه (2007م) التنمية والمجتمع, مكتبة مدبولي, القاهرة.
    - غانم, عبد المطلب أحمد (2010م) التخطيط ومشاركة المواطن أو التخطيط التشاركي, بحث منشور على الشبكة العنكبوتية. http://www.pidegypt.org/download/local                                
    -غنيم , عثمان محمد ( 2005م-1425هـ) مقدمة في التخطيط التنموي الإقليمي, دار صفاء للنشر والتوزيع, الأردن-عمان.                           
    - فؤاد, نشوى (2008م) محاضرات في السياحة المتواصلة والبيئة, دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر, الإسكندرية.   
    - فريق  الصحراء ( 1431هـ)    الموقع على الشبكة العنكوبتية        www ALshra.org
    - مصلحة  الإحصاءات العامة (1425هـ) التعداد العام للسكان والمساكن, النتائج الأولية للتعداد العام للسكان والمساكن, وزارة الاقتصاد والتخطيط, الرياض.
    - مصلحة المياه والصرف الصحي بالقصيم ( 1432هـ) مشروع توصيل المياه المنقاة  إلى جنوب غرب القصيم  ,تقرير  غير منشور.
    - مندوبية  التعليم بمركز ضرية (1431هـ) مسح  دوري  للطلبة. (إدارة التعليم بمحافظة  الرس).
    - وزارة  الشئون البلدية والقروية, وكالة  الوزارة للتخطيط والبرامج, استمارة  معلومات الأجهزة البلدية الحالية  والمجمعات القروية المقترحة (بلدية  ضرية) 1431هـ, نتائج غير منشورة.


     
      المراجع غير العربية: 
Belhaj,I (2008) Morocco promotes rural tourism,
- Briedenhann, J and wickens,E(2003) Rural tourism- meeting the challenges of the new South Africa,International Journal of Tourism Research, vol.6, Issue.3, pp.189-203.
- Garcia,A,O, Verdugo,M,C and Ruiz,D,M (2007) Gaining Residents Support for Tourism and Planning,  vol.10 Issue. 2, pp. 95-109.
- Gilbert,N (1996) Researching Social Life, Sage Publications, London.

- Gregory,D and Others (2009) The Dictionary of Human Geography, 5E, Wiley-Blackwell ,U.K. 
-  MacDonald, R and Joliffe (2003)Cultural Rural Tourism: Evidence from Canada, Annals of Tourism Research, vol. 30,Issue.2,pp.307-322. 
- Roberts,L and Hall,D (2003) Rural Tourism and Recreation : Principles to Practice, CABI Publishing,UK. 
- Slee, B and Snowdon , H, F (2009)
The Economic Impact Of Alternative Types Of Rural Tourism,
Journal Of Agricultural, Economics, vol.48 Issue. 1-3,  pp.179-192.


    الملاحق   : 1- استبانة مندوبية التعليم في ضرية.
                    السؤال الأول:      (المستوى التعليمي للوالدين)
         الأب:                                                         الأم:
- لا يجيد  القراءة والكتابة (     )                           - لا تجيد القراءة والكتابة    (     ) 
- أنهى الابتدائي           (      )                           - أنهت الابتدائي            (      )
- أنهى المتوسطة         (      )                            - أنهت المتوسطة          (      )
أنهى الثانوي             (       )                           - أنهت الثانوي              (      )
- أنهى الجامعة          (      )                            - أنهت الجامعة              (      )
- فوق الجامعي         (       )                            - فوق الجامعة               (      )
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
السؤال الثاني:                        (طبيعة عمل الوالدين)
             الأب :                                                                    الأم:
- يملك قطيع  من الحيوانات  (    )                                        - ربة منزل   (      )
- لا يعمل (عاطل)        (       )                                     
- متقاعد                   (       )                                         - موظفة      (       )
تاجر (متسبب)           (       )                                          - متسببة     (       )
- موظف                (        )                  
-أخرى  "حدد"         (             )                                   - أخرى"حدد"  (               )
- متوفى                 (       )                                           - متوفاة        (      )
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, 
السؤال الثالث:   (الوضع الاقتصادي للأسرة)
- دخل الأسرة  في الشهر:      أقل من   1000ريال (    )       من 1000  حتى  3000 ريالاً (       )
                                  من 3000 حتى  5000   (      )        أكثر من 5000ريالاً   (     )
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
السؤال الرابع:       عدد أفراد الأسرة:
سجل العدد الإجمالي (.......................)
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
السؤال الخامس:           ( نوع السكن)
خيمة (       )             شعبي (      )                 شقة  (    )                 فله (    )
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
السؤال السادس:                (مكان الإقامة)
اكتب اسم المركز أو القرية أو الهجرة  (..................................)
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
السؤال الثامن:  ( أين ولد رب الأسرة ؟)
اكتب اسم المركز أو القرية أو الهجرة  (.............................)
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
السؤال التاسع :   ما أبرز المشكلات التي تقابلها في حياتك ؟
1-.....................................................2-................................................
3......................................................4.................................................
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
السؤال العاشر: ما أبرز أمنياتك في المستقبل  ؟   :
1.................................................................2......................................
3.....................................................................4....................................  
ملحق 2- الصور:
                           كتابات تاريخية على بعض الصخور صورة (1)
                             جزء من السد  الصخري صورة (2)
                       
                        القنوات المائية تحت الأرض صورة (3)
 
                   منظر طبيعي في حسلات صورة رقم (4)
 
                      منظر طبيعي يظهر فيه جبال شعبا صورة(5)
                              أحد الشعاب في  طخفة صورة (6)
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا