التسميات

الأحد، 9 يوليو 2017

الخصائص الاجتماعية والاقتصادية والديموغرافية لسكان الأحياء الفقيرة : دراسة مطبقة على أحیاء الغنامیة والفوج "ھیت" والشعبي "المغتصبه" في مدینة الریاض


الخصائص الاجتماعية والاقتصادية والديموغرافية

لسكان الأحياء الفقيرة 

دراسة مطبقة على أحیاء

الغنامیة والفوج "ھیت" والشعبي "المغتصبه"

في مدینة الریاض 

قدمت هذه الرسالة استكمالاً لمتطلبات الحصول

على درجة الماجستير في علم الاجتماع

قسم الدراسات الاجتماعية - كلية الآداب

عمادة الدراسات العليا -جامعة الملك سعود

إعداد الطالب 

تركي بن لیلي الشلاقي

إشرف 

الدكتور صالح بن رمیح الرمیح 

العام

١٤٢٧ ھـ ـ ٢٠٠٦ م 


ملخص الدراسة :

أهداف الدراسة: 

  إن هذه الدراسة تهدف إلى معرفة الخصائص الاجتماعية والاقتصادية والديموغرافية لسكان بعض الأحياء الفقيرة في الرياض : 

١- التعرف على الخصائص الاجتماعية لسكان الأحياء الفقيرة . 

٢- التعرف على الخصائص الاقتصادية لسكان الأحياء الفقيرة . 

٣- التعرف على الخصائص الديموغرافية لسكان الأحياء الفقيرة . 

تساؤلات الدراسة:

  تتضمن الدراسة بعض التساؤلات التي يمكن من خلالهـا التعـرف علـى الخـصائص الديموغرافية والاجتماعية والاقتصادية لسكان الأحياء الفقيرة. 

١- ما الخصائص الاجتماعية لسكان الأحياء الفقيرة ؟ 

٢- ما الخصائص الاقتصادية لسكان الأحياء الفقيرة ؟

٣- ما الخصائص الديموغرافية لسكان الأحياء الفقيرة ؟ 

   توضح الدراسة الخصائص الاجتماعية والاقتصادية والديموغرافية لأفراد العينة وفيما يلي أهم النتائج . 

أولاً: البيانات الأولية : 

  بلغت نسبة الذكور وفقاً لنوع رب الأسرة ٩٦,٦% ، وبلغت نسبة الإناث ٣,٤%. وبلغ متوسط أعمار أرباب الأسر ٤٤,٨ سنة وكانت الفئة العمرية من ٤٠سنة إلى أقـل من ٥٠ سنة هي الأكثر حيث بلغت نسبتهم ٢٧,٨%. 

وكان أغلب المبحوثين متزوجين حيث بلغت نسبتهم ٨٧% . 

  وفيما يتعلق بالمستوى التعليمي فإن الأمية تنتشر بشكل كبير بين أرباب الأسر حيث بلغت نسبة الأميين ٣٥,١% من أفراد العينة، أما الذين يستطيعون القراءة والكتابة فقد بلغـت نسبتهم ١٩,٧% . وهذا يدل على انخفاض المستوى التعليمي لدى أفراد العينة.

  وتبين من البحث أن أفراد العينة يتمتعون بحالة صحية جيدة حيث بلغت نسبة الذين قالوا بأن حالتهم الصحية ممتازة ٣٤,٦% فيما بلغت نسبة الذين قالوا بأن حالتـهم الـصحية جيدة ٣٨% . وارتفاع المستوى الصحي عند سكان هذه الأحيـاء يرجـع إلى تـوفر الخدمات الصحية الحكومية.

ثانياً: بيانات الأسرة: 

  وكان أغلب الأسر يتمثل في الأسر المتوسطة وهي التي يبلغ عدد أفراد الأسرة لديها مـن خمسة أفراد إلى أقل من عشرة أفراد حيث بلغت نسبتها ٥١,٤% . وبلغت الأسر الكبيرة وهي التي يبلغ عدد أفرادها عشرة أفراد فأكثر نسبة ٣٠,٨% . وبلغ متوسـط حجـم الأسرة ثمانية أفراد . 

 وكان أغلب أرباب الأسر هو الزوج حيث بلغت نسبتهم ٨٩,٩% من أفراد العينة. وفيما يخص عدد الأفراد المكفولين فقد كانت أغلب الأسر لديها أقل من سبعة أفراد حيث بلغت نسبتهم ٤٠,٩% .وبلغت نسبة الأسر التي لديها أحد عشر فرداً فأكثر ١٩,٢% . وبلغ متوسط عد الأبناء لدى أفراد العينة ٢,٩٤.

وبلغ متوسط عدد البنات لدى أفراد العينة ٢,٧٠. 

  وقد أجاب ٨٠,٧% من أفراد العينة بأن لديهم زوجة واحدة فقـط . و ٧,٧% بـأن لديهم زوجتين ، وبلغت نسبة الذين ليس لديهم زوجة ١٠,٦%. وكان أغلب الأسـر ليس لديهم أطفال توفوا دون عامهم الأول أو دون عامهم الخامس حيث بلغت نـسبتهم ٩٦,٦% و ٩١,٨% على التوالي. وكان أغلب المبحوثين عنـد زواجهـم الأول تقـع أعمارهم في الفئة العمرية من خمسة عشر سنة إلى أقل من عشرين سـنة حيـث بلغـت نسبتهم ٤٧,١% تليهم الفئة العمرية من عشرين سنة إلى اقل من خمسة وعشرين سـنة حيث بلغت نسبتهم ٣٠,٢% . وبلغ متوسط عمر الزوج ٢٤,٨٥سنة ومتوسط عمـر الزوجة ١٨,١٨ سنة.

وبلغ متوسط تكرار ولادات الزوجة من الذكورة ٣ أولاد. 

ومتوسط تكرار ولادات الزوجة من الإناث ٢,٧٥ بنت . 

ومتوسط تكرار مرات الإجهاض عند الزوجة ٠,٤٧. 

  وفيما يتعلق بمدى معاناة الزوجة من المرض كانت أغلب الزوجات لا يعانين من المـرض حيث بلغت نسبتهن ٥١% ، وبلغت نسبة اللاتي نادراً ما يعانين من المـرض ٢١,٦% ، وبلغت نسب اللاتي يعانين باستمرار من المرض ٣,٤%. 

  وكانت أغلب الأسر لا يعيش معها أقارب حيث بلغت نسبتهم ٦٣% وأما الأسر الـتي يعيش معها أقارب فقد بلغت نسبتهم ٣٧%. 

  وبلغت نسبة الأسر التي يوجد بها كبار سن ٢٨,٤% ، والتي يوجد بها مرضى ١١,١% ، والتي يوجد بها أرامل ١٠,٦% والتي يوجد بها أيتام ٩,١% ، والتي يوجد بها مطلقات ٦,٣% والتي يوجد بها معاقين ٤,٨% والتي يوجد با مساجين ٣,٨% . 

   وأبدى أغلب المبحوثين عدم الموافقة على ان الأسرة تعاني بشكل عام من سـوء التغذيـة حيث بلغت نسبتهم ٦٣,٥% . 

  وبلغت نسبة الذين لا يرون أن الأولاد متخلفون في دراستهم ٧٣,١% والذين لا يـرون أن الأسرة تعاني بوجه عام من الخلافات والشجار المستمر بلغت نسبتهم ٧٨,٤% . 

ثالثاً: البيانات الاقتصادية :

   بلغت نسبة الذين يقل دخلهم عن ١٥٠٠ ريال ١٤,٢% فيما كان أغلـب المبحـوثين تتراوح دخولهم بين ١٥٠٠ إلى ٢٥٠٠ ريال حيث بلغت نسبتهم ٢٥% . ولم تتجـاوز نسبة الذين تزيد دخولهم عن ٦٠٠٠ ريال عن ٥,٩%. وبلغ متوسط الدخل الـشهري للأسرة ٣٤٧٧,٦ ريال. 

  وبلغت نسبة الذين يعملون بصفة دائمة من أرباب الأسر ٦١,٥% والذين يعملون بصفة مؤقتة ٦,٧% ، وبلغت نسبة المتقاعدين ٢٢,٢% والذين لا يعملـون بلغـت نـسبتهم ٩,٦% .

  وفيما يتعلق بالمهنة الرئيسية للمبحوثين فقد بلغت نـسبة الـذين يعملـون في القطـاع العسكري ٢٧,٤% وهم الأغلب . وبلغت نسبة المتقاعدين ٢٢,٢% ، وبلغـت نـسبة الذين يعملون في القطاع العام ١٦,٣%. وبلغت نسبة الذين يعملون في الأعمال التجارية ١% ، وبلغت نسبة الذين لا يعملون ٩,٦% .

   وقد بلغت نسبة الذين لم يتوقفوا أبدا عن العمل ٦١,٦% وهم أغلب المبحوثين، وبلغت نسبة الذين توقفوا عن العمل بشكل دائم ٨,٢% ، وبلغت نسبة الذين نادراً ما يتوقفون عن العمل ٢١,١% وتعددت أسباب التوقف عن العمل عند المبحوثين وكـان أغلـب المبحوثين يرجعون أسباب التوقف عن العمل إلى عدم وجود عمل مناسب حيث بلغـت نسبتهم ٤٤,٤% ، وبلغت نسبة الذين يرجعون أسباب التوقف عن العمل إلى المرض أو الإصابة أثناء العمل ١٩,٥%.

  والذين قالوا ان السبب يرجع إلى كبر السن والإحالة للتقاعد بلغت نـسبتهم ١٣,٩%، والذين ارجعوا السبب إلى الفصل من الخدمة فقد بلغـت نـسبتهم ٨,٣% وللظـروف العائلية بنسبة ٨,٣% وللبعد عن مكان العمل بنسبة ٥,٦% . 

   واختلفت عدد سنوات الانقطاع أو التوقف عن العمل حيث بلغت نسبة الذين توقفوا عن العمل لمدة تقل عن خمس سنوات ٣٦,١% ، وبلغت نسبة الذين توقفوا عن العمل أكثر من خمسة عشر سنة ٣٦,١% . وبلغت نسبة الذين توقفوا عن العمل لمدة تتـراوح بـين خمس سنوات إلى أقل من عشر سنوات ١٩,٥%. 

  أما نوع السكن فكان غالبية المبحوثين يعيشون في بيوت شعبية بفناء حيث بلغت نسبتهم ٥٣,٤%، وبلغت نسبة الذين يعيشون في بيوت شعبية بدون فنـاء ٢٨,٨% ، وبلغـت نسبة الذين يعيشون في صندقة ٩,٦% والذين يعيشون في شقة أو دور في فـيلا بلغـت نسبتهم ٧,٧% .

  وكانت غالبية المساكن التي يعيش فيها المبحوثين مكونه من ثلاث إلى أربع غرف حيـث بلغت نسبتهن ٤٨%، وبلغت المساكن التي تتكون من خمس إلى ست غرف ٣٤,٢% . وبلغ متوسط عدد الغرف ٤,٧. 

  وكانت هناك مشاكل عديدة يعاني منها المبحوثين تتعلق بالمسكن الذي يعيشون فيه. مـن أهمها انقطاع أو عدم توفر الماء بنسبة بلغت ٦٧,٣% ورداءة المـسكن بنـسبة بلغـت ٦٧,٣% ، والتلوث البيئي ( من نفايات وتسرب مياه الأمطار ) بنسبة بلغت ٤٦,٢% ، وضعف وانقطاع الكهرباء بنسبة بلغت ٣٨%.

  وكانت الجهات التي تأتي منها المساعدات للمبحوثين هي الجمعيات الخيريـة والحكومـة والأهالي والأقارب حيث كانت أغلب المساعدات تأتي من الجمعيـات الخيريـة بنـسبة ٣٨,٥% وكانت في الغالب عبارة عن أغذية وملابس وأجهزة واقتـصرت المـساعدات الحكومية على الجانب المالي بنسبة ١٣% . 

  وفيما يخص مدى كفاية دخل الأسرة لاستهلاكها فقد عبر أغلب المبحوثين بأنه يكفي إلى حد ما بنسبة ٤٧,١% ، وبأنه لا يكفي بنسبة ٣٨% ، وبلغت نسبة الذين يعتـبرون أن الدخل يكفي لاستهلاك الأسرة ١٤,٩%. 

  وقد اتبعت الأسر عدة طرق لمواجهة عدم كفاية الدخل لاسـتهلاكها حيـث عمـدت ٦٥,٨% من الأسر إلى إلغاء بعض المصروفات الضرورية فيما عمـدت ٦٢,١% مـن الأسر إلى ضغط بعض المصروفات . 

  واتجهت ٥٥,٧% من الأسر إلى الاقتراض ، فيما اتجهت ٣٤,٢% من الأسر إلى طلـب العون من المحسنين . 

   وكان أغلب المبحوثين ليس لديهم دخل من مصادر أخرى حيث بلغت نسبتهم ٨٣,٧% ، وبلغت نسبة الذين لديهم دخل من مصادر أخرى ١٦,٣% وكانت أغلـب المـصادر الأخرى للدخل تأتي من أيجار البيوت بنسبة ٤٤,١% أو عائد من سيارة بنـسبة بلغـت ٣٢,٤% ، أو إيجار محل بنسبة بلغت ١٧,٦% . 

  وكان أغلب المبحوثين الذين لديهم مصادر أخرى للدخل يحصلون على دخـل شـهري قيمته تتراوح بين ٥٠٠ ريال إلى أقل من ١٠٠٠ريال . حيث بلغت نسبتهم ٦١,٨% ، وبلغت نسبة المبحوثين الذين يحصلون على أكثر من ٢٠٠٠ ريال ١٤,٧%.

  وقد أبدى ٨٠ % من المبحوثين إعجابهم التام بالحياة في مدينة الرياض وكان مـن أهـم أسباب الإعجاب في الحياة بمدينة الرياض أن مجالات الرزق فيها كـثيرة بنـسبة بلغـت ٩٧,٥% ، وأن الخدمات العامة أفضل بنسبة بلغت ٩٤% ، وأن توافر الفرص للأبنـاء تكون بشكل أكبر بنسبة بلغت ٨٤% ، وأن الموسرون كثيرون ويعطفون على المحتاجين بنسبة بلغت ٧٩% . 

  وفيما يخص المسكن فقد كان اغلب المبحوثين يملكون البيوت التي يسكنونها بنسبة بلغت ٤٨,٦%، وبلغت نسبة الذين يسكنون بالإيجار ٤٥,٦%، والذين يسكنون بيوت وقف بلغت نسبتهم ٥,٨% . 

مقدمة:

  يتسم سكان الأحياء الفقيرة بخصائص اجتماعية واقتصادية وديموغرافية تميزهم عن بقية سكان الأحياء الغنية والمتوسطة الدخل وهذه الخصائص هي نتاج ظـاهرة حالة الفقر والعوز التي يعيشون فيها، حيث أفرزت هذه الظاهرة تلـك الخـصائص التي لازمتهم في حياتهم، ففي الغالب يكون الفقر عائقاً كبيراً أمـام أبنـاء الفقـراء لإكمال دراستهم وتعليمهم وحراكهم الاجتماعي.

   إن الأسباب والمشكلات التي تؤدي إلى استمرار الفقراء على نفس المـستوى الصحي والاقتصادي والاجتماعي السيئ تتعدد وتتنوع، فعلى سبيل المثال فالمساكن الغير صحية تنتشر فيها الأوبئة والأمراض كما تتسم حياة ساكنيها في الغالب بتدني المستوى الاقتصادي وكذلك غياب الأب أو الأم أو كليهما لطلب الرزق أو غيـره، إضافة إلى بعض المشكلات الاجتماعية التي قد يواجهونها جراء وقوع رب الأسرة أو أحد أفراد العائلة بالإدمان أو امتهان التسول أو الوقوع بأحد الجـرائم المختلفـة، واستمرار هذه الظروف تؤدي إلى استيطان الفقر في حياتهم وتوارثه جيلاً بعد جيل، ويصبح الفقراء يدورون في حلقة مفرغة لا خلاص منها (ثقافة الفقر). 

   وثقافة الفقر تعني الفقر الذي يبدأ بانخفاض المستوى التعليمي للفـرد الـذي لا يتوفر لديه خبرة مهنية وبالتالي يدفعه ذلك إلى امتهان مهن لا تتطلب الخبرة بـأجر زهيد، وقد تؤدي هذه الحالة إلى تذبذب في العمل وحدوث بطالة وفقر، وبسبب حالة الفقر فإن سكن الفقير سيكون متدنيا في المعيار السكني والمستوى العمراني ويؤدي العيش في مثل هذه المساكن إلى انتشار الأمراض البدنية والنفـسية والاجتماعيـة، وبالإضافة إلى ذلك فإن هذه المشكلات تتسبب في الغالب إلى ضعف القيم الأخلاقية وتؤدي إلى تدني الطموح الدراسي والتسرب من التعليم، ومما لا شك فيـه أن الأب الفقير يورث ثقافة الفقر لأبنائه مما يدفعهم في الغالب إلى قبول العمل فـي أعمـال متواضعة وبأجور زهيدة أو التسرب من الدراسة وامتهان حياة الشارع بكل أشكالها وصورها. 

  إن مفهوم الفقر معقد وذو أبعاد متعددة، اجتماعية واقتصادية وربمـا سياسـية وتاريخية. ويختلف مفهوم الفقر باختلاف البلدان والثقافات والأزمنة، إلا انـه مـن المتفق عليه أن الفقر هو حالة من الحرمان المادي التي تتجلى أهم مظاهرهـا فـي انخفاض استهلاك الغذاء، كماً ونوعا، وانخفاض مستوى الدخل الـشهري وتـدني الحالة الصحية والمستوى التعليمي والوضع السكني والحرمان مـن تملـك الـسلع المعمرة والأصول المادية الأخرى، وفقدان الاحتياطي أو الضمان لمواجهة الحالات الصعبة كالمرض والإعاقة والبطالة والكوارث والأزمات (باقر، ١٩٩٦م: ١).

  وتعتبر ظاهرة الفقر واحدة من أهم المعضلات التـي واجهتهـا المجتمعـات والحكومات منذ أقدم العصور فهي ظاهرة كونية، وسنة ألهيه. حيث ارتبطت ظاهرة الفقر بفقدان الموارد أو بالحروب أو الأزمات الاقتصادية الخانقة. 

  أما النظريات الاجتماعية مثل النظرية الماركسية فإنها لم تفصلها عـن وجـود أفراد أثرياء أو أمم غنية تجد من مصلحتها الدائمة إبقاء الأمم الأخرى في حالة فقر مستمر. وفي التراث الفلسفي نجد مقالة أرسطو " الفقر هو مولد الثورات والجريمة ". فالعديد من الثورات الاجتماعية والسياسية الكبرى في التاريخ الإنساني كان الفقر سببها الرئيسي أو أحد أسبابها المهمة. فالاشتراكية جاءت بشكل أساسـي للتـصدي لظاهرة الفقر ومعالجة مشكلة الفوارق الكبيرة في الثروة بين الأفراد كما بين الأمم، كما كان لها اثر مهم في توجيه دفة الصراع بين الأمم لعقود طويلة. وفـي مطلـع الثمانينيات من القرن العشرين، فقد حدث تطورين مهمين في قضيتا الفقر وتوزيـع الدخل وهما:

أ- بدء العديد من الدول النامية لبرامج الإصلاح الاقتصادي والتكيف الهيكلـي. واشتملت سياسات الإصلاح الاقتصادي ضمن أمور أخرى علـى إجـراءات أدت إلى إزالة الدعم الحكومي وتحرير الأسعار وتعـويم معـدلات صـرف العملات المحلية أو إزالة أسعار الصرف المتعددة التي تحوي في جوانب منها "دعما حكوميا" وعلى الرغم من الخلاف الشهير في الأدبيات الاقتصادية حول جدوى مثل هذه السياسات في المدى الطويل، وما إذا كان " التثبيت " وحـده كافيا، أم أن هناك حاجة لنمو قوي أيضا على الرغم من هذه الخلافات فان مما لاشك فيه هو انه كانت لهذه السياسات آثار سلبية في الطبقات الفقيـرة فـي المدى القصير. وقد تمثلت تلك الآثار في ارتفاع معدلات البطالة، وانخفـاض فرص التوظيف حتى للفئات المتعلمة، وارتفاع تكاليف المعيشة. ولـذا عـاد الاهتمام من جديد بظاهرة الفقر ولكـن ضـمن إطـار مناقـشة الـسياسات الاقتصادية السليمة للحكومات، ووصفات المنظمات الدولية، وبخاصة صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والبرامج التصحيحية التي تضعها والتـي تـشكل "شروطا" لازمة للقروض التي تقدمها.

ب- التحول الكبير في أدبيات التنمية من مفهوم النمو الاقتصادي القـائم علـى التصنيع وتكوين رأس المال الثابت والاستثمار المكثف في وسائل الإنتاج إلى التنمية البشرية باعتبارها أساس عملية التنمية وجوهرها. وعملية التحول هذه توجت بجهود برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الرامية لتطوير مؤشرات كميـة وكيفية يمكن تطبيقها على اكبر عدد ممكن من دول العالم لأغراض المقارنـة وكذلك إيجاد حوافز للتحسين والتطوير (الفارس: ٢٠٠١م، ١١ -٩). وهـذه الدراسة تسعى إلى التعرف علـى الخـصائص الاجتماعيـة والاقتـصادية والديموغرافية لسكان الأحياء الفقيرة وهي حي الغنامية وحي الفـوج "هيـت" وحي الشعبي "المغتصبه" والتعرف على الأوضاع الاجتماعية والوضع العائلي داخل الأسرة والمستوى الاقتصادي ومصادر الدخل ووضع المـسكن الـذي يعيشون داخله بهدف الوصول إلى رؤية واضحة لهذه الخـصائص، ولـذلك تنقسم الدراسة إلى بابين. الباب الأول ويمثل الإطار النظري ويـشمل ثلاثـة فصول وهي الفصل الأول ويحتوي المقدمة وموضـوع الدراسـة وأهميتهـا ومشكلة الدراسة. والفصل الثاني ويشمل الإطار النظري للدراسـة ويحتـوي على موقف الإسلام في مواجهة الفقر والقوانين والأنظمة الحديثة في مواجهة مشكلة الفقر والاهتمام العالمي بظاهرة الفقر وأسـباب الفقـر والتفـسيرات النظرية لظاهرة الفقر وخصائص الأسرة الفقيرة والدراسات السابقة. والفصل الثالث ويشمل على الإطار المنهجي للدراسة، منهج الدراسة ونوع الدراسـة ومجتمع الدراسة والعينة وأداة جمع البيانات والصدق والثبات وأسلوب معالجة البيانات ومجالات الدراسة. والباب الثاني ويشمل الإطار الميـداني ويـشمل فصلين وهما الفصل الأول عرض وتحليل النتائج، والفصل الثاني ويشمل أهم النتائج والتوصيات. 

14 صفحة للتحميل : حمله من هنا 

أو للقراءة والتحميل 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا