التسميات

آخر المواضيع

السبت، 5 يناير 2019

المشكلة السكانية - مشكلة اجتماعية لها خصوصيتها: المحاضرة الثانية والثالثة عشر



المشكلة السكانية 

 مشكلة اجتماعية لها خصوصيتها


المحاضرة الثانية والثالثة عشر


عناصر المحاضرة
  • تمهيد
  • أولا: علم السكان
  • ثانيا: المقاييس الديموجرافية الرئيسية
  • ثالثا: أبعاد المشكلة السكانية
  • رابعا: المشكلة السكانية واستنزاف الموارد
  • خامسا: نظريات السكان
  • سادسا: آثار المشكلة السكانية
  • سابعا: مواجهة المشكلة السكانية
  • تمهيد 
  • تحظى المشكلة السكانية على المستوى العالمي بأهمية خاصة في عصرنا الحالي , وذلك نتيجة للزيادة المتسارعة في عدد السكان
  • فقد تضاعفت عدد سكان العالم من (1,25) بليون نسمة إلى أن وصل إلى ( 2,5) نسمة في عام 1950, ثم تضاعف سكان العالم مرة أخرى خلال 37 سنة فقط ما بين عامي 1950 إلى 1987من (2,5) مليون إلى (5) مليون نسمة
  • بلغ نمو السكان في العالم حاليا مستوى أعلى مما كان عليه في أي وقت مضى بالأرقام المطلقة, حيث تتجاوز الزيادات السنوية في السكان أكثر من (90)  مليون حتى عام 2015
  • كان من نتائج هذه الزيادة عدم وفاء الموارد الاقتصادية بحاجات البشر , وأصبحت الدول وخاصة النامية تعاني من مشكلات خطيرة أهمها نقص الطعام وتلوث البيئة وأزمة الإسكان.
  • المشكلة السكانية تحدق بالعالم وتحيطه بسياج من الأخطار إن لم يكن واعيا لها متدبرا أموره من خلال استراتيجيات لمواجهة الأخطار.
  • يقصد بالمشكلة السكانية الوضع القائم في البلاد .عندما يزداد عدد الناس دون أن يوافق هذه الزيادة ازدياد مناسب في التعليم وفي المرافق الصحية وفي الاقتصاد ويكون النمو في (الكم دون الكيف ).
  • توجد المشكلة السكانية عندما توجد الظواهر التالية:-
  1. يكون النمو السكاني اكبر من النمو الاقتصادي .
  1. يكون الاستهلاك اكبر من الإنتاج
  2. يزداد طلب الأفراد لدخول المدارس أو لدخول المستشفيات .
  • وهذا يعني انه يمكن تلخيص العناصر في نقطتين :-
  1. معدلات مرتفعه للزيادة السكانية من جانب
  2. ومعدلات التنمية لا تتناسب مع ارتفاع معدلات الزيادة السكانية من جانب أخر مما يترتب عليه انخفاض مستوى المعيشة.
  • وبمعنى أخر فأن المشكلة الكبرى العاجلة هي اختلال التوازن بين معدل النمو السكاني وبين المال والموارد اللازمة لسد حاجات الزيادات السكانية في العالم .
  • يتضح الحجم العالمي لهذه المشكلة إذا أدركنا أن هناك نحو (500) مليون نسمة في العالم في الدول النامية يعانون من الجوع
  • أكثر الدول معاناة نتيجة أزمة الغذاء والقحط تقع في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية ,وتشير معدلات الزيادة السكانية في معظم هذه الدول إلى انفجار سكاني محتوم.
  • تعرف المشكلة السكانية بأنها: الخلل في التوازن بين موارد الدولة وحاجات السكان, أو بين معدلات التنمية الاقتصادية ومعدلات النمو السكاني 
  • كلما اتسعت الفجوة بينهما انخفض مستوى المعيشة وتدنى بالنسبة للأسرة والفرد, وبالتالي ينحدر المستوى الاجتماعي إلى مزيد من التخلف وعدم القدرة على الإنتاج نتيجة تدني خصائص السكان
  • تصل مشكلة التزايد السكاني في وقت ما إلى مرحلة يصعب فيها توفير الغذاء ومتطلبات الحياة البشرية الأخرى للجميع
  • السكان يتزايدون ويستهلكون كل ما تنتجه الأرض من نبات أو ثروة حيوانية تعيش على نبات الأرض أو ثروة معدنية
  • هذه المواد ليست بلا نهاية أو بلا حدود ,وبالتالي فأن ارتفاع معدلات الاستهلاك بلا نهاية وعدم تجددها يظهر المشكلة بشكل واضح
  • والسبب هو الإنسان غير القادر على فهم طبيعة العلاقة بين التزايد السكاني وأنماط الاستهلاك , وكيفية التخطيط والاستثمار والعمل على تجديد وتنمية الموارد.
  • مثل هذه المشكلة تكشف أن الإنسان هو مشكلة البيئة الأولى فهو لم يترك نظاما فرعيا دون أن يعبث فيه ,ولم يترك مكونا من مكونات البيئة دون أن يتدخل فيه عن قصد أو دون قصد.
  • الإنسان رغم وعيه بخطورة الأمر يضيف الآلاف من الأطفال إلى رقعة محددة من الأرض ضاقت بمن عليها ,ولم تعد مواردها قادرة على الوفاء باحتياجاتهم.
  • الأرض في الوقت الحاضر أصبحت أشبه بجزيرة يمكن أن يعيش عليها مئة من البشر , ولكن يعيش بالفعل عليها آلاف منهم, يأكلون ويشربون ويتنفسون ويسيئون إلى الأرض والماء والهواء والتربية مما يجعل حياة البشر عليها شيئا مستحيلا
  • المشكلة المترتبة على الزيادة السكانية ليست بالأمر البسيط  كما أن الزيادة السكانية في العالم تسير وفق معدلات غير متكافئة
  • الدول المتقدمة اقتصاديا تزيد بمعدل لا يتجاوز (0,7%) في السنة وربما أقل , على حين أن الدول المتخلفة اقتصاديا والتي نطلق عليها الدول النامية تزيد وفق معدل يصل في بعضها (3%)
  • يتضح أن الدول الصناعية المتقدمة بحكم التقدم الصناعي تستطيع أن تأوي عددا كبيرا ومتزايدا من السكان كل سنة دون أن ينخفض متوسط دخل الفرد فيها نظرا لارتفاع معدل نمو دخولها القومية عموما, ولارتفاع دخل الفرد الذي يصل في بعضها إلى أكثر من عشرة آلاف دولار في السنة في المتوسط
  • في حين أن الدول النامية تتصف الآن بانخفاض دخل الفرد في المتوسط ,
  • بمعنى أن الزيادة السكانية الكبيرة في عالم اليوم تتركز في الدول النامية التي ما زالت بعد في أولى مراحل تنميتها الاقتصادية , وازدادت فقرا على فقر.
  • على مستوى قارات العالم نجد أدنى معدلات النمو السكاني في قارة أوروبا حيث يصل إلى ( 0,2%)
  • بينما تسجل القارة الأفريقية أعلى معدلات النمو في العالم والذي يقدر بحوالي (2,1%)
  • أعلى معدلات النمو يصل إلى (3,1%) يوجد في غرب أفريقيا
  • بينما أدنى معدلات النمو يصل إلى (0,1%) يوجد في غرب أوروبا
  • ومن المتوقع أن تتناقص المعدلات السنوية لنمو السكان في أرجاء المعمورة كافة ,إلا أن البلدان الأقل تقدما ستظل ذات معدلات خصوبة مرتفعة ,وستستمر معدلات الخصوبة المنخفضة في البلدان المتقدمة.
  • سكان العالم يتوزعون على سطح الأرض توزيعا غير عادل  ,حيث يقطن نصف سكان العالم فوق (5%) من مساحة  اليابسة ,في حين أن (5%) من سكان العالم يعيشون فوق (57%) من مساحة الأرض.
  • يتوزع سكان العالم العربي على قارتي أفريقيا وآسيا ,حيث تستأثر أفريقا بحوالي (70%) من جملة المساحة ,ومجموع السكان على السواء ,بينما يزيد قليلا نصيب أسيا العربية على(30%) منها.
  • يعتبر معدل النمو السكاني في العالم العربي بصفة عامة من أعلى المعدلات في العالم ,إذ يبلغ نحو(4%) سنويا , وهذا يعني أن سكان العالم العربي يتزايدون في الوقت الحاضر بما لا يقل عن سبعة ملايين نسمة سنويا
  • تصل معدلات النمو السكاني في كل من السعودية وليبيا وقطر وسوريا والأردن إلى أكثر من (3,5%) سنويا.
  • بينما تسجل لبنان وتونس ومصر أدنى معدلات النمو السكاني في العالم العربي إلا إنها مازالت معدلات مرتفعة إذا قورنت بالقياس العالمي
  • تعد المشكلة السكانية مشكلة نسبية وتناسب بين عدد السكان وبين موارد الثروة المستغلة
  • إذا كان معدل الزيادة السكانية في السنة أعلى من معدل زيادة مقومات العيش بدأ العد التنازلي لمشاكل الحياة الإنسانية في الظهور وبدأت معه المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
  • وإذا كانت معدلات الزيادة السكانية أقل من مثيلاتها في مقومات العيش الحضاري الجديد فإن التقدم الاقتصادي والاجتماعي سيحدث لا محالة
  • من هنا فإن المشكلة السكانية تتصل بها ,لذلك فأن إحصائيات المواليد والوفيات ومعدلات الزيادة الطبيعية ومعدلات الهجرة ونسب السكان في الأعمار المختلفة أي الهيكل العمري للسكان ,
  • وغير ذلك من الإحصاءات الحيوية تنقل للباحث الواقع الذي يستطيع من خلاله الإفادة في تحليله لمشاكل المجتمع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
  • أولا: علم السكان
  • أهتم القدماء بالشبان القادرين على حمل السلاح, وإحصاء فئات من السكان على دفع الضرائب
  • مع مضي السنين أهتم الأفراد والحكماء والحكومات بحساب معدلات المواليد والوفيات ومعدلات النمو السكاني وتعددت العمليات الحسابية لأبعد حد.
  • نشأ علم السكان الذي يهتم بدراسة التغيرات السكانية والإحصاءات المتنوعة المرتبطة بحركة السكان
  • يعرف العلم الذي يهتم بالإحصائيات الحيوية للسكان بالديموغرافيا البشرية
  • وهو يهتم بحساب بيانات عديدة منها:
  • تضاعف السكان
  • ومعدلات الخصوبة .
  • ومعدلات المواليد والوفيات
  • وتوزيع الأعمار.
  • الاتحاد الدولي لتنظيم الوالدية (IPPF) هو أول تنظيم دولي يعمل في مجال السكان عام 1952 ,ويضم عددا من الهيئات الأهلية غير الحكومية التي تعمل في مجال السكان وتنظيم الأسرة على مستوى العالم, ويقوم الاتحاد بنشاط كبير في هذا المجال حتى اليوم
  • في نفس العام أنشئ مجلس السكان (Councial Population) في نيويورك ويعمل على مستوى العالم في هذا المجال.
  • أنشئ صندوق الأمم المتحدة للأنشطة السكانية (( UNFPA عام 1969 ويعتبر أشهر مؤسسة دولية تعمل في مجال السكان
  • تغير أسمة إلى صندوق المم المتحدة للسكان , وهو أكبر مؤسسة دولية تعمل تحت مظلة الأمم المتحدة وتهتم بالإشراف والتمويل ومتابعة وتقييم الأنشطة السكانية في مختلف الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.
  • في عام 1979 عقد مؤتمر دولي للبرلمانيين عن السكان والتنمية في كولومبو بسريلانكا وتم تشكيل اللجنة العالمية للبرلمانيين وهي تعمل في مجال السكان
  • تهتم الدراسات السكانية عامة بثلاث نواح سياسية :-
  1. حجم السكان :- هو مجموعة عدد السكان وما يطرأ على هذا الحجم من تغير ,زيادة كان أو نقصان
  1. توزيع السكان :- وما يطرأ على هذا التوزيع من تغير, ومدى انتشار السكان في مناطق المجتمع المختلفة وكثافة توزيعهم في تلك المناطق مع تقسيمهم إلى مناطق حضرية وأخرى ريفية .
  2. خصائص أو صفات السكان :- مدى اختلاف هذه الخصائص من مجتمع إلى أخر.ثم مدى تغير أو إثبات هذه الخصائص وأثر كل ذلك على السكان .أي السمات السكانية ونسبتها .
  • على الرغم من تحديد هذه الخصائص كما لو كانت منفصلة عن بعضها ,فأنه لا يعني الاستطاعة لدراسة أية ناحية منها منفصلة عن الناحيتين الأخريتين
  • الدراسات التي تدور حول حجم السكان تؤكد أن مجرد التغير الذي يحدث في حجم السكان في المجتمع أو أي دولة أو العالم يخلق أوضاعا اجتماعية مختلفة, الأمر الذي يتطلب الاهتمام بدراسة هذا التغير.
  • التغير في  توزيع السكان في مساحة معينة تنشأ عنه تغير نسبي في أهمية النشاط الاقتصادي في هذه المساحة,
  • والتغير في التوزيع أو في حجم السكان النسبي في مجتمع بعينة أو منطقة بذاتها
  • ويحدث من وجهة النظر السكاني بطريقتين:-
  • الأولى : أن سكان مجتمع ما قد تزيد بينهم نسبة المواليد عن الوفيات عنها في مجتمع أخر فيزداد تبعا لذلك بنسبة اكبر
  • الثانية : الهجرة وذلك حين يتنقل الناس من منطقة إلى منطقة أخرى .فتقل نسبة الزيادة تبعا لذلك في المنطقة التي هاجروا منها بينما تزداد في المنطقة التي هاجروا إليها.
  • الخصائص أو الصفات التي يتميز بها سكان المجتمع تختلف على حد كبير أو قليل من مجتمع لأخر
  • كلا من النوع والسن والجنس له أهمية في بعض المجتمعات التي يختلف مواطنوها بشكل واضح من هذه الناحية, كما هو الحال في الولايات المتحدة الأمريكية, حيث يجمع مواطنوها بين الجناس الثلاثة الأبيض والأسود والأصفر
  • والحال أيضا في جنوب جمهورية جنوب أفريقيا حيث تجمع بين الجنسين البيض والأسود.
  • إلى جانب هذه الخصائص الطبيعية نجد أن عددا أخر من الخصائص الاجتماعية والاقتصادية الجديرة بالدراسة,وهي خصائص لا تقل أهمية عن الخصائص الطبيعية إذا أردنا فهم الاختلافات بين المجتمعات.
  • في الدراسات السكانية لا يمكن أن نفصل بين كل من الخصائص الطبيعية والاجتماعية والاقتصادية
  • لأن الاختلاف بين السكان في نسبة  (الذكور إلى الإناث ) أو (  في توزيع فئات السن المختلفة) أو ( في نسبة توزيع مواطنيها حسب الجنس الذي ينتمون إليه ) .
  • فان كل هذه الاختلافات تؤثر في الظروف الاجتماعية السائدة في أي مجتمع حسب اختلاف نسب توزيع هذه الخصائص .
  • ثانيا: المقاييس الديموجرافية الرئيسية
  • يستخدم الباحثون في ديناميات السكان عددا من المفاهيم والمصطلحات التي تبين التغيرات التي تحدث في النمو السكاني
  • ومن أهم صورها ( البيولوجية ) حركة المواليد والوفيات التي تؤدي إلى تغير في حجم السكان سواء بالزيادة أو بالنقص وهو ما يعرف بالنمو الطبيعي للسكان .
  • والبيانات السكانية تعد مادة أساسية  للديموغرافيين الذين يحصلون عليها من
  • عدة مصادر أساسيه وهي :- خمسة مصادر
  1. التعدادات الرسمية: -
  • هي أن تقوم كل دولة كل عدة سنوات بإحصاء عدد السكان وتسجيل البيانات الخاصة بهم . والتي منها: جنس الفرد وعمرة وديانته وحالته التعليمية والنشاط الذي يزاوله .
  • ومن هذه البيانات يمكن التعرف على
  • العدد الإجمالي للسكان
  • وتوزيعهم الجغرافي
  • والتغيرات الحادثة في حجم السكان
  • وأنواع الأنشطة التي يمارسونها
  • وعدد الأفراد في الفترات العمرية المتنوعة
  • يعرف تعداد السكان بأنه: جملة العمليات الخاصة بحصر وتجميع ونشر المعلومات الديموجرافية الخاصة بمجموع السكان المتواجدين داخل حدود معينة في فترة زمنية محدودة.  
  1. الإحصاءات الحيوية ( التسجيل ):-
  • تتضمن مجموعه من الإحصاءات المتنوعة التي تتم بطريقة منظمة ورسمية في الدول مثل: تسجيل المواليد والوفيات وحالات الزواج والطلاق والإحصاءات العسكري وتسجيل المجندين والملتحقين بالوظائف المتنوعة
  • كما يتم عمل إحصاءات خاصة بالهجرة سواء كانت هجرة دولية (أي من دولة أخرى ) أو هجرة داخل حدود الدولة الواحدة (أي ما يعرف بالهجرة الدولية والداخلية في الدول.)
  • من المقاييس الديموغرافية الرئيسة التي توضح التغيرات الحادثة في حركة السكان ما يلي:-
  1. معدل المواليد :-  
  • ويطلق علية معدل المواليد الخام ويعرف بأنه عدد المواليد الأحياء لكل ألف نسمة من السكان في منصف السنة ,  ويتم حسابه بقسمة عدد المواليد المسجلين إلى جملة عدد السكان في منصف السنة لمنطقة جغرافية محددة , وعادة ما تحسب هذه المعدلات على أساس ألف فرد.
                                                    معدل مواليد الخام = 
  1. معدل الوفيات :-
  • ويطلق علية معدل الوفيات الخام ويعرف بأنه نسبة جميع الوفيات المسجلة خلال سنة معينة إلى عدد السكان الكلي في منتصف السنة لمنطقة جغرافية محددة ,وعادة ما تحسب هذه المعدلات على أساس ألف فرد 
                                                     معدل الوفيات الخام = 
  1. معدل الخصوبة العام :-
  • تقدر بعدد المواليد الأحياء لكل ألف امرأة في سن الحمل وفي سنة محددة وهي عبارة عن النسبة بين العدد السنوي للمواليد إلى عدد السكان من الإناث في سن الحمل , ويحدد بعض الديموغرافيين سن الحمل بين 15 إلى 44 سنة ويحدد فريق أخر سن الحمل بين 15 إلى 49 سنة
                                               معدل الخصوبة العام = 
  1. معدل الزيادة الطبيعية :-
  • هي الزيادة الطبيعية التي تطرأ على شعب وهي عدد مطلق , نحصل عليه بطرح عدد الوفيات الكلي من عدد المواليد الكلي في سنة ما , وإذا كان عدد الوفيات أكثر من عدد المواليد فأن الزيادة الطبيعية تكون زيادة طبيعية سالبة أو نقص طبيعي ,ولا تحسب الهجرة في الزيادة الطبيعية.
  • ومعدل الزيادة الطبيعية يعبر عنه بعدد في الألف كل سنة , يمكن الحصول عليه بطرح معدل الوفيات من معدل المواليد.
                                 الزيادة الطبيعية = عدد المواليد في السنة – عدد الوفيات في نفس السنة
                                معدل الزيادة الطبيعية = معدل المواليد في سنة ما – معدل الوفيات في نفس السنة
  • من المصادر التي يتم الحصول منها على إحصاءات سكانية استطلاعات الرأي وعمليات مسح العينة
  • كما يهتم علماء الديموغرافيا البشرية بجمع البيانات والإحصاءات عن الأفراد في فئات السن المختلفة من الذكور والإناث وتلخيص هذه البيانات في جداول أو عن طريق رسوم بيانية
  • أسهل أنواع التمثيل البياني فهما هو النوع الذي يطلق عليه ( الهرم السكاني) والذي يساعد في فهم التركيب العمري والنوعي لمجموعة من السكان
  • من خلال فحص الأهرامات السكانية يمكن معرفة نسبة الأطفال وصغار السن إلى مجموع السكان أو إلى من هم في سن العمل ,ويمكن التعرف على نسبة الشيوخ والعجزة إلى نسبة العاملين المنتجين وغير ذلك من النسب التي تهم الباحثين والمهتمين بالإحصاءات السكانية.
  • قد يظهر عدم تناسق في شكل الهرم السكاني ,ويكون ذلك دليلا على وجود تغيرات طارئة تعرض لها المجتمع كالحروب والمجاعات والأوبئة.
  • لذلك تظهر فجوات في الهرم السكاني في فئات سنية معينة , وتتخذ الأهرامات السكانية أنماطا معينة تختلف في أشكالها باختلاف التركيب السكاني للبلد الذي يمثله الهرم.
  • ثالثا: أبعاد المشكلة السكانية
  • يمثل السكان العنصر الدينامي لأي شكل من أشكال البناء الاجتماعي, وبدون وجود العنصر البشري ينتفي وجود البناء الاجتماعي لأنه يرتبط بالسكان ارتباطا شديدا
  • ولا توجد ظاهرة سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية إلا وكانت تخضع لظروف السياسات السكانية القائمة داخل المجتمع
  • حيث يكون العنصر البشري هو أساس أي تغير اجتماعي سواء داخل المجال الفكري أو المادي , فضلا عن أي زيادة أو نقص في السكان يؤثر على البناء الاقتصادي وقوة العمل وعلى البناء الاجتماعي.
  • المشكلة السكانية وثيقة الصلة بالعديد من المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الهامة في المجتمع . ودراسة المشكلات السكانية لا تتم في فراغ وإنما تتم في اتصالها بالمشكلات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
  • عرض للأبعاد الثلاثة المتداخلة والتي تتصل اتصالا مباشرا بحياة المواطنين الاجتماعية والاقتصادية والسياسية
  1. السكان ظاهرة اجتماعية .
  • إن تكدس السكان في الكيلو متر المربع في المدن والهجرة إلى الخارج وانشغال المرأة بدخولها ميدان العمل جنبا إلى جنب مع الرجل ,ثم اشتغال الأطفال الصغار في بعض المجتمعات الزراعية المختلفة , يترتب عليه سلوك إنساني معين سواء من جانب الحكومات أو الأفراد كرد فعل للمشكلة هو في ذاته ظاهرة  ذات بعد اجتماعي.
  • النظرية السكانية الحديثة خاصة ما يتصل منها بالاقتصاد الجزئي تقول أن وجود مشكلة تضخم سكاني في مجتمع ما لابد أن تؤدي بهذا المجتمع إلى إشباع سلوك اجتماعي خاص بإنجاب الأطفال يتفق مع المستوى الاجتماعي والثقافي لهؤلاء الأفراد
  • عدد الأطفال المولودين في مجتمعات غنية وذات حضارة وثقافة غربية مرتفعة يختلف هو وعدد الأطفال في مجتمعات مختلفة.
  • ولقد عبر عن ذلك العالم الأمريكي المعاصر كزنتس Kuznets مبينا الأسباب الاجتماعية في كل من النفسية البشرية الغنية والفقيرة حيث يشير إلى أن شعوب الدول النامية تختلف من حيث الخصوبة والإنجاب عن شعوب الدول المتقدمةفالدول النامية تتميز بمعدلات خصوبة مرتفعة
  • لأن الظروف المعيشية تحتم على الأفراد أن يزيدوا من عدد أطفالهم لزيادة المعروض من اليد العاملة داخل العائلة الواحدة ,لما في ذلك من ضمان مادي ومعنوي لهذه العائلات
  • فالحالة الاجتماعية السيئة والظروف بالغة الصعوبة التي عاصرت المجتمع الإنجليزي في أعقاب الثورة الصناعية مباشرة هي انعكاس مباشر لزيادة السكان في ذلك الوقت.
  • إن زيادة السكان في الدول النامية وتكدسهم في بعض المدن الرئيسية دون ضابط ودون سياسة سكانية رشيدة لا بد وأن يتولد عنها شرور وكوارث اجتماعية خطيرة تهدد الجانب الاجتماعي كله
  • فانتشار الجرائم والفقر والبطالة وغير ذلك هي انعكاس مباشر للأثر الاجتماعي الذي تحدثه الزيادة السكانية.
  1. التضخم السكاني  ظاهرة سياسية .
  • التوترات السياسية التي نراها بوضوح في مناطق الانفجار السكاني قد تكون نتيجة غير مباشرة للتزايد السريع والمتواصل للأعداد السكانية في تلك المناطق
  • ويتفق هذا الرأي مع رأي الذين يرجعون سبب الحرب كظاهرة في غاية التعقيد إلى سبب سكاني بحت, إلا أنه رأي غير صحيح
  • ترجع بعض الحروب القديمة إلى أسباب متصلة بالازدحام السكاني ,إلا أن القرن العشرين وأحداثه الخطيرة والعنيفة أثبتت أن الحرب لا ترجع إلى أسباب سكانية
  • وإنما إلى أسباب تتصل 
  • بطبيعة الشعوب نفسها
  • وبالسياسة الاستعمارية
  • واختلاف المذاهب والنظم المعاصرة
  • وبالنواحي النفسية المتصلة بالشعوب
  • الحروب الحديثة ظاهرة معقدة متشابكة لا يمكن إرجاعها إلى سبب معين بالذات سواء كان سياسيا أو سكنيا أو تاريخيا, لأن المشكلة أعقد من أن ترجع إلى سبب واحد
  • إلى أنه لا يمكن أن نذكر أن التضخم السكاني مع وجود مستوى معيشي معقول يسمح بثقافة وشعور قومي معين قد يؤدي في الأجل الطويل ومع وجود عوامل أخرى ضاغطة إلى توتر شديد في الداخل قد يؤدي إلى ما يشبه الانفجار السياسي الذي يدعو إلى الحرب.
  • يرى لستر براون lester bron أن هناك دولا كثيرة وصلت إلى حد التخمة السكانية لدرجة أصبح معها إنتاج الطعام داخل حدودها لسكانها أمرا مشكوكا فيه لأن ندرة موارد الثروة الزراعية تجعل هذه الدول مضطرة إلى استيراد طعامها من الخارج أي من الدول التي تحقق فائضا في السنة في أنتاج الطعام وخاصة القمح
  • ولذلك فهذه الدول تقع تحت الضغط السياسي للدول الغنية المنتجة للطعام .
  • وهنا يؤكد لستر أن نسبة كبيرة من الثقل السياسي الدولي بدأت تنتقل من الدول المهيمنة على رأس المال و المستحوذة على التكنولوجيا إلى تلك الدول المنتجة للمادة الأولية من الطاقة المحركة من الطعام
  • ومعنى هذا أن القوة السياسية الدولية سوف تنتقل في القريب العاجل إلى الدول المنتجة للطاقة المحركة للبترول مثلا
  • وإلى الدول المنتجة للطعام أو ذات الوفرة التصديرية في القمح كالولايات المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا.
  1. السكان ظاهرة اقتصادية .
  • المشكلات السكانية ذات أبعاد اقتصادية من حيث العدد ومعدلات المواليد والوفيات والزيادة الطبيعية كانت في التاريخ الإنساني منذ فترة موضع دراسة علمية متعمقة من جانب الفلاسفة والاقتصاديين القدماء
  • الأدب الفلسفي الصيني القديم ملئ بدراسات ذات طابع سكاني , والحكماء الصينيون في عهد كونفوشيوس كانوا على علم تام بأن الزيادة السكانية قد تؤدي إلى الإقلال من ناتج الفرد في المتوسط وإلى تخفيض معيشة الجماهير , وهي الفكرة التي يقول بها أئمة الاقتصاد المعاصر.
  • الكتابات الاقتصادية المعاصرة أكثر واقعية لأنها :
  • تدرس الزيادة السكانية في العالم بطريقة رقمية
  • تناقش مواقع هذه الزيادة المفرطة بين مناطق العالم المختلفة
  • وأثر هذه الزيادة على دخل الفرد في المتوسط
  • وعلى ظهور البطالة
  • وعلى التكوينات الرأسمالية اللازمة لعملية التنمية والتطوير .
  • فالمشكلات السكانية ظاهرة اقتصادية لها أهمية وذلك من حيث :
  1. أن ثلثي سكان هذا العالم يعيشون دون المستوى الاقتصادي الممكن والمتاح لهم , ولذلك فهم يهدفون إلى التنمية الاقتصادية وذلك لتغيير حالاتهم وإيجاد التوازن بين الإنتاج المادي والمعنوي
  1. أن الزيادة السكانية في العالم يتركز أغلبها في الدول النامية وهذا مؤشرا مخيفا بين عدد السكان في هذه الدول النامية وبين إنتاج الطعام .
  2. ارتفاع معدلات المواليد واستمرار هذا الارتفاع سنوات طويلة يؤدي إلى خلق هيكل عمري معين يمكن رسمه على شكل مثلث ذي قاعدة عريضة جدا مدبب أعلاه .
  • فقاعدة المثلث ستكون الأعمار الصغيرة قبل سن الإنتاج على حين تقل نسبة كبار السن الذين سيضعون في أعلى المثلث العمري
  • ففي الشعبين الهندي والباكستاني نجد أن أكثر من (60%) من المجموع الكلي للسكان مكدسون في فئات العمر الأقل من 19 سنة
  • وهنا تكمن إحدى نقاط الضعف في الاقتصاد القومي , ويضاف إلى ذلك نسبة إعالة أخرى تتمثل في كبار السن الذين يزيدون عن ال 60سنة ونسبة كبيرة من السيدات غير العاملات.
  • ونستخلص من ذلك أن ظاهرة الطفولة الثقيلة الأعباء التي تعتبر المظهر المباشر للعوامل السكانية تؤدي إلى :
  1. زيادة الاستهلاك .
  1. انخفاض المدخرات الشعبية .
  • وبذلك تعتبر المشكلة السكانية ظاهرة اقتصادية على جانب كبير من الأهمية تخيم بثقلها وعواملها على الغالبية الساحقة من الدول النامية والمتخلفة . 

المحاضرة الثالثة عشر
  • رابعا: المشكلة السكانية واستنزاف الموارد
  • حسب توقعات الأمم المتحدة فإن عدد السكان سوف يصل إلى نحو (5,5%) بليون نسمة عام 2025
  • وتدل هذه الأرقام على أن البلاد الفقيرة تزداد فقرا,والبلاد الغنية ستواصل زيادة ثروتها , وإذا أردنا أن نحافظ على كلا الطرفين يجب أن تنال الدول النامية النصيب الأكبر من الزيادة في الإنتاج العالمي.
  • ويعني هذا أن نزيد من معدل الإنتاج في البلاد النامية إضعاف أضعاف إنتاجها الحالي.
  • المشكلة السكانية لها تأثير سلبي خطير على الموارد الطبيعية الزراعية التي تتمثل في الأرض والماء وإنتاج الغذاء
  • والسكان هم
  • أولا : المستهلكون للمنتجات الزراعية والذين ينبغي على الزراعة أن تفي باحتياجاتهم أساسا من الغذاء ثم من المنتجات الزراعية الأخرى.
  • ثانيا : المنتجون أي الزراع اللذين يستثمرون الموارد الطبيعية الزراعية في تحقيق الإنتاج الزراعي المطلوب .
  • والإنسان كائن حي ليس له بقاء دون الغذاء وتزايد عدد السكان عبر التاريخ ارتبط عضويا بقدرتهم على استثمار الموارد الطبيعية الزراعية المتاحة لهم في إنتاج الغذاء
  • وبتنامي هذه القدرة تنامي عدد السكان وأزدهر الجنس البشري .
  • والزيادة في عدد السكان تعني ببساطة :
  1. الحاجة إلى المزيد من الغذاء وخامات الكساء للوفاء باحتياجات السكان الجدد وهذه أعباء تقع مباشرة على عاتق الزراعة ,كما أن هجرة السكان الريفية إلى المناطق الحضرية يزيد من أعباء الزراعة بسبب تغير نمط الغذاء المطلوب فضلا عن كميته .
  1. الإقتطاع من الموارد الطبيعية الزراعية ( الأرض والماء ) للوفاء باحتياجات السكان الجدد في المجالات الأخرى
  2. في كثير من الحالات وخاصة في الدول النامية يستقطع من الاستثمارات التي يمكن أن توجه للتنمية الزراعية وفي بعض الحالات تستخدم فوائض الزراعة ليس لتنمية قطاع الزراعة ولكن لتنمية قطاعات أخرى تحت ضغط احتياجات السكان المتزايدين .
  3. يمكن أن تشكل زيادة السكان ضغطا شديد الأثر في البيئة بدءا بالرعي الجائر وإزالة الغابات ومرورا بتلوث البيئة وحتى تأكل مورد الوعاء الوراثي .
  • ومع تسارع الزيادة السكانية التي يشهدها العالم لم تتغير المساحة الكلية للأرض المستثمرة في المجالات الزراعية المختلفة, ومن ثم نقص ما يخص الفرد الواحد بنفس مقدار الزيادة السكانية.
  • وعلى المستوى العالمي نجد عدم مواكبة عمليات استصلاح أراضي جديدة وإدخالها في مجال الاستثمار الزراعي للزيادة السكانية
  • وهذا يعبر بصورة واضحة عن محدودية هذه المورد الطبيعي ( الأرض الزراعية) وصعوبة إضافة أراضي جديدة
  • لأسباب عديدة منها:
  • عدم وجود أراضي يمكن استصلاحها
  • عدم توافر مورد الماء اللازم لريها
  • عدم توافر الاستثمارات والظروف المناخية المناسبة .
  • مورد الماء بالنسبة لمورد الأرض الزراعية هو محدود بطبيعته ونصيب الفرد منه آخذ في التناقص تبعا للزيادة السكانية
  • والمصادر الرئيسية للموارد المائية المتاحة للزراعة ثلاثة هي :
  1. الأمطار : وهذا المورد يمكن اعتباره ثابتا .
  1. الأنهار : وجزء كبير منها تم استثماره بالفعل في مشاريع الري الصناعي في معظم دول العالم وجزء أخر غير قابل للاستثمار كما هو الحال بالنسبة لنهر الأمازون في البرازيل والكونجو في زائير وهما من أضخم أنهار العالم , والمناطق المجاورة لها ليست في حاجة إلى مياهها .
  2. المياه الجوفية : وهذا المورد محدود واستثمر في العديد من الدول إلى الحد الأقصى .
  • ومن حيث إنتاج الغذاء فتدل الإحصائيات على أن النمو الكبير الذي تحقق في إنتاج الغذاء جاء أساسا من خلال الارتقاء بإنتاجية وحدة المساحة من الأرض وليس من خلال زيادة المساحة المزروعة أي من خلال استخدام تكنولوجيا ومدخلات إنتاج أفضل .
  • والإنتاج في النمو أيضا واكبه نمو مماثل في عدد السكان , حتى إن جاءت مستقبلا بمعدلات أقل
  • اعتماد العالم مستقبلا سوف يرتكز على التكنولوجيا سواء للوفاء باحتياجات السكان الجدد أو لتحسين ما يخص الفرد بوجه عام
  • ومن هنا فأن قدرة الإنسان على تطوير طبيعة زراعية تصبح بالغة الأهمية.
  • خامسا: نظريات السكان
  • تشير الدراسات السكانية إلى أن الاهتمام بدراسة السكان بدأت من العصور القديمة وقد استندت إلى اتجاهات فلسفية على عكس الدراسات التي استندت إلى الاتجاه العلمي في وقتنا المعاصر
  • بدأت الدراسات السكانية التي تستند على الاتجاه الفلسفي على يد الفلاسفة من المفكرين أمثال :  ابن خلدون أرسطو , أفلاطون .
  • وقضية السكان والمجتمع أخذت اتجاها علميا متناميا وملحوظا من جانب علوم كثيرة مثل علم الاقتصاد والإحصاء والجغرافيا وعلم الاجتماع بهدف تحليل الظاهرة السكانية وتفسيرها والتنبؤ بانعكاساتها في المستقبل ومدى ما يمكن أن تحدثه من آثار
  • الاتجاه العلمي لتناول هذه الظاهرة بدأ على يد " مالتس"
  • والدراسات السكانية تستند لاتجاهات أساسية مختلفة في هذا المجال الحيوي المهم ويمكن الإشارة إلى أهمها فيما يلي :
  • 1- نظرية مالتس :
  • فهو أول ما نبه إلى المشكلة الناتجة عن زيادة السكان بدرجة تفوق الموارد وما يترتب على ذلك من آثار .
  • وقد حظيت النظرية المالتسية بأهمية كبرى في مجال الدراسات السكانية
  • فهو أول من أهتم بدراسة السكان بطريقة عملية إحصائية تعتمد على الدليل العلمي
  • وقد واكبت هذه النظرية فترة هامة من تاريخ أوروبا شهدت فيها عدة تغيرات هامة في هذا المجال الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والفكري.
  • وقد رفض " مالتس " الأخذ بتيار التفاؤل الذي كان سائدا في ذلك الوقت بصدد المسألة السكانية
  • ونشر مقالة الأول عن السكان عام 1789 دون ذكر أسمه خشية إلصاق تهمة التشاؤم بآرائه
  • ونشر مقالة الثاني بعد خمس سنوات في عام 1803
  • تقوم نظرية مالتس على عدة أسس:
  1. أن الغذاء ضروري لحياة الإنسان ,وأن الشهوة الجنسية بين النوعين ضرورة أيضا وأنها ستبقى على ما هي عليه مر الزمان.
  1. قدرة السكان في التزايد أعظم من قوة الأرض في إنتاج وسائل العيش للإنسان .
  2. يتزايد السكان حسب متوالية هندسية وفقا للأرقام ( 256,128,64,32,16,4,2,1) في الوقت الذي يتزايد فيه القوت في شكل متوالية حسابية تبعا للأرقام ( 9,8,7,6,5,4,3,2,1)
  • خلال قرنين من الزمان يكون عدد السكان بالنسبة للموارد الغذائية كنسبة ( 9 إلى 256) وبعد ثلاث قرون تصبح النسبة ( 13إلى  4096)
  • وطبقا لفكرة المتوالية  الهندسية فإن عدد السكان من الناحية النظرية يمكن أن يستمر في التزايد إلى ما لا نهاية .
  • أن الطبيعة تفرض قيودا على  نمو السكان
  • وهناك نوعين من الموانع يساعدان على:
  • الحد من الزيادة السكانية
  • ويحققان تعادلا بين السكان والغذاء
  • أطلق على العوائق الأولى العوائق الإيجابية ,والثاني العوائق المانعة
  1. العوائق الإيجابية :
  • هي متعددة وتشمل كل عوامل البؤس التي تنقص عدد السكان بتقصير الحياة البشرية مثل: ( ارتفاع معدل الوفيات , الظروف السيئة لتشغيل الأطفال , الحرف المضرة بالصحة , الأعمال الشاقة القاسية , العوالم الطبيعية غير المواتية , الفقر الشديد , ضعف التنشئة الاجتماعية ,ازدحام المدن الكبرى, الإفراط بأنواعه , وكل أنواع الأمراض والأوبئة والحروب والمجاعات والجرائم) .
  1. العوائق المانعة:
  • وهي تشمل الضبط الأخلاقي المتمثل في: ( تأخير سن الزواج مع الاحتفاظ  بسلوك عفيف يكبح الشهوة الجنسية لدى الإنسان) , مع اتخاذ السبل والإجراءات التي من شأنها من الفقراء من الزواج وكثرة الإنجاب
  • في حين تتمثل الموانع الأخرى في تجنب الرذيلة مثل: ( الفوضى الجنسية , وانتهاك حرمة الزوجية ,إنتاج أطفال غير شرعيين , زيادة عدد اللقطاء).
  • دعم " مالتس" آراءه مستشهدا ببعض الظروف التي سادت في عصره , ففي الولايات المتحدة الأمريكية الشمالية ازداد المجتمع بسرعة نتيجة الهجرة المتلاحقة والظروف الاجتماعية والاقتصادية الملائمة مما جعل السكان يتزايدون زيادة سريعة كل 25 سنة تقريبا.
  • واستشهد بإنجلترا في ذلك الوقت إذ توفرت الرعاية الفائقة بالزراعة حيث أمكن بالكاد معادلة الإنتاج الأصلي كل 25 عاما أيضا
  • ادخل "مالتس" نظريته على التفكير الاقتصادي التقليدي ثلاث مفاهيم جديدة هي:
  1. مفهوم الحركة :
  • إذ بين مالتس أن المجتمعات ليست راكدة أو جامدة على حد تعبير رجال الاقتصاد والمعاصرين في ذلك الوقت , بل هي حية متحركة ويمثل عنصر الحركة والحياة فيها بتغير العلاقة بين السكان من ناحية والموارد من ناحية أخرى.
  1. مفهوم الشدة أو التقشف:- 
  • عارض مالتس بشدة تقديم الإحسان للفقراء كحل للمشكلة , وندد بكل التنظيمات الخيرية التي تقدم المساعدات للمعوزين والمعدمين ,وإن أي عون يقدم للفقراء يزيد من عددهم لأنه يخمد الشعور بالمسئولية ويجعلهم يعتمدون على المجتمع في تربية أولادهم.
  1. مفهوم التشاؤم :-
  • فقد كان يخشى دائما أن تؤدي الزيادة في السكان إلى انتشار الفقر والأمراض والنضال الطبقي والحروب , واعتقد أن الإنسان يمكن أن يكون له أثر في إيجاد هذا التوازن والتحكم في هذه الزيادة
  • انتقادات نظرية مالتس :- 
     
  • أثارت نظرية "مالتس" في السكان جدلا واسعا ولاقت استحسانا وقبولا لدى الكثير من العلماء مثل( دارون) الذي كان شديد الإعجاب بها ومن المتحمسين المبالغين لها , حيث رأى فيها تأكيدا لنظرية النشوى والارتقاء في مجال المجتمع البشري
  • ودعمها  أيضا ( ريكاردو) وقوى نزعتها التشاؤمية
  • ورأى فيها (جون ستيورت مل) العلاج الوحيد لأمراض المجتمع كله
  • إلا أن مالتس وجهت له موجة شديدة من النقد في حياته وبعد مماته
  • تتلخص أهم أوجه النقد في ما يلي:
  1. لم يزد سكان العالم حسب المتتاليات التي ذكرها مالتس ,أو حتى بنسبة قريبة منها , حتى إن أوروبا نفسها عانت من نقص كبير في المواليد بعد أقل من قرن من ظهور رأي مالتس , وهو يخالف متتالية الهندسة .
  1. اغفل مالتس دور التقدم العلمي في زيادة الموارد الغذائية  في مجال مضاعفة إنتاج الحبوب والفواكه والخضروات والإنتاج الحيواني , كما أن هناك مساحات شاسعة غير مستثمرة في العالم ومن الممكن الحصول على إنتاج أوفر بتحسين سبل الإنتاج واستعمال الوسائل الفنية في الزراعة والصناعة .
  2. إهمال دور الموارد الطبيعية الأخرى التي لا تتصل بالإنتاج الزراعي . وتجاهل دور المخترعات والتنظيم الاجتماعي في المسألة السكانية.
  3. تجاهل الأثر  الناجم عن استخدام وسائل تنظيم الأسرة واعتبرها احد الوسائل المرفوضة .
  4. قد لا تكون الزيادة السكانية ضاره في كل الأحوال خاصة إذا واجهت توجيها سليما , وتحقق الاستغلال الأمثل للأفراد في مجالات التنمية الحقيقية والمطلوبة في المجتمع , هذه مسألة نسبية تتوقف على العلاقة بين العدد وموارد الثروة المتاحة في المجتمع.
  • إن نظرية مالتس مهما واجهت من معارضة أو نقد فإنها تعد أول ما أوضح الرأي العام أهمية هذه المشكلة التي تعتبر في وقتنا الحاضر من أهم المشكلات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه جميع الدول النامية وبوجه خاص في قارتي أفريقيا وأسيا , وتحتاج إلى تخطيط شامل للعلاج.
  • 2- النظريات الطبيعية :-
  • وهي تعتبر أن الطبيعة قوة ذاتية تتحكم في نمو السكان ومعدل تزايدهم, وان قدرة الإنسان تقف عاجزة أمام التحكم في عدده , حيث أن هناك قوة طبيعية خارجية عن الإنسان وأقوى منه هي التي تحدد معل نموه
  • ومن أهم رواد هذه النظرية هم (ميشيل سادلر , توماس دبلي, هربرت سنبسر , وكورادوجينى , ) 
  1. ميشيل سادلر:- 
  • يرى أن تكاثر السكان عملية بيولوجية تتحكم في نفسها بنفسها وإذا وصل بلد من البلدان إلى درجة الكثرة تدخلت العوامل البيولوجية لحمايتهم من التضخم الزائد عن طريق إنقاص قدرة الإنسان الفسيولوجية على الإنسال
  • ووفقا لتزايد الجنس البشري فإن قدرة الإنسان على التناسل تتزايد تناسبا عكسيا مع عدده
  • بمعنى أن الطبيعة ممثلة في العوامل البيولوجية وهي الكفيلة بتحديد العدد المناسب للسكان من خلال زيادة قدرته على الإنسال إذا قل عدد المجتمع كما يحدث العكس بان تتدخل العوامل البيولوجية لإنقاص القدرة على الإنسال إذا زاد عدد المجتمع عن حد معين.
  • وعتقد بأن السعادة والغنى تضعف الخصوبة , وأن الحرمان من الترف يشجع على التناسل وينمي القدرة عليه
  • وأشار إلى أن كل مرحلة يمر فيها المجتمع تجاه الرفاهية والترف ينقص فيها عدده , على أن يصل عدد سكان المجتمع إلى نقطة يبلغ عندها أكبر عدد من السكان أقصى درجة ممكنة من السعادة
  • وهو بذلك يعارض آراء " مالتس" بأن تزايد السكان ينجم عنه تزايد أخر في شكل متوالي ومستمر , كما أن الاختلاف في درجة القدرة على التناسل تتأثر لا بالبؤس والرذيلة , بل بالسعادة والغنى وذلك باستثناء حالات البؤس الشديد.
  • ومن أهم أوجه الانتقاد التي وجهت لنظريته أنها لم تقم على أساس  من دراسة كل الحقائق المعروفة عن النمو, مما يبعد القوانين الطبيعية الثابتة
  • كذالك لم تميز بين القدرة على النسل والنمو الفعلي للسكان.
  1. هربرت سبنسر :-
  • يؤكد في نظريته أن في الطبيعة تنافرا بين الذاتية والتوالد .فكلما أزداد ما يبذله الفرد من جهود لتأكيد وجودة ونجاحه وضعفت جهوده في الإنجاب . يعتقد سبنسر أن الغذاء يزيد من القدرة على التناسل
  • وأشار أن الحياة عند كثير من المخلوقات تبدأ في وقت من العام يكون فيه الدفء كبير مما يساعد على وجود مؤونه غذائية
  • وأن الغذاء المتزايد يجعل حياة الفرد سهلة وتكفل حاجاته في يسر , وبناء على ذلك يؤدي الرخاء إلى تزايد السكان
  • ونستلخص من النظرية النقاط التالية :-
  1. إن الغذاء الجيد يزيد من القدرة على التناسل, وإن الرخاء يؤدي إلى تزايد السكان .
  1. أن هناك تعارض بين التناسل والنضوج الذاتي , لأن المخلوقات كلما ارتفعت وتطورت من الأشكال الدنيا للحياةنقصت خصوبتها  , فإذا كانت الأجسام العضوية الدنيا ضعيفة  القدرة ولا تستطيع المحافظة على نفسها فإنها تتكاثر بدرجة كبيرة حتى لا تفنى  , وإذا كانت الأشكال العليا للأجسام العضوية تنفق جزءا كبيرا من قوتها ونشاطها في إنضاج ذاتيتها وبناء شخصيتها , فإنه لا يتبقى لها إلا القليل لبذله في مجال التوالد والإنجاب .
  • دعم سبنسر اعتقاده بناء على ما لا حظه  من قلة النسل بين السيدات المشتغلات في المهن الفكرية واللائي كن ينتسبن إلى طبقات عليا وينلن رعاية صحية أفضل إلا أن تناسلهن يكون ضعيفا , بسبب الإجهاد الذهني والعجز عن إرضاع أطفالهن ورعايتهم ومدهم بالغذاء الطبيعي.
  • أكد سبنسر أنه كلما ازداد ما بذله الفرد من جهود لتأكيد ذاته ووجوده ونجاحه ضعفت قدرته على الإنجاب والتوالد .
  • وتعتبر نظريته إطارا نظريا متكاملا إلى حد بعيد , فضلا عن إنها  أفكار قد دخلت ميدان السكان بعد " مالتس"  واستندت إلى عوامل التطور الاجتماعي في تفسير نمو السكان وتحقيق التوازن بين أفراد المجتمع.
  1. كورادو جيني:-
  • يفترض جيني وجود قوة طبيعيه تعمل من تلقاء نفسها في تحديد عدد سكان المجتمع 
  • واهم الأفكار التي تضمنتها النظرية هي:-
  1. أن أي جيل سكاني يأتي من نسبة  تتراوح بين 3/1 , 8/1 الجيل السابق .
  1. أن العوامل السكانية تتمكن خلال فترة قصيرة من الزمن من تغيير التركيب الجنسي أو البيولوجي للمجتمع , فنسبة الإنجاب المنخفض لدى الطبقات العليا تعمل على خلق صعود مستمر من الطبقات لدنيا لشغل الفراغ الذي يوجد فيها
  • إن هذا الانخفاض في الخصوبة لا يلبث أن يعم بين معظم طبقات المجتمع, فتصبح الطبقات الدنيا بدورها قليلة الإنجاب هي الأخرى , ويكون مصيرهم كمصير السابقين عليهم , لأنهم سرعان ما يفنون لتحل محلهم موجات أخرى من الطبقات الدنيا.
  1. أن المجتمعات تتميز في مرحلة تكوينها بخصوبة مرتفعه سواء أكانت أصلية في المكان الذي نشأت فيه أم هاجرت إليه .
  2. بعد أن يصبح المجتمع مكتظا بسكانه نسبيا وبدرجة تفوق طاقته يضطر جزء من سكانه إلى الهجر ة, وهو أمر يساهم في انخفاض درجة الخصوبة ونقص عدد السكان ويعم الرخاء وتزدهر التجارة والنشاط الاقتصادي وينمو التصنيع ويزداد الاهتمام بالفنون والآداب , ويحل المستثمرون ورجال الأعمال والمال محل أولئك الذين فقدهم المجتمع والمتصفين بالخصوبة العالية.
  3. تبدأ مرحلة اضمحلال المجتمع نتيجة نقص الخصوبة وفقده أصلح عناصره , وكأثر لارتفاع معدلات الهجرة من الريف إلى الحضر وتقهقر الزراعة ونقص الأيدي العاملة وتتأثر الصناعة والتجارة وتحل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية وسوء حالة العمال ويزداد الصراع والتذمر والضعف وتشدد رقابة الدولة على الحياة ويستمر المجتمع في التدهور حتى الفناء الذي ينتهي بمرحلة استعمار أو تبعية لقوة خارجية أو بهجرة جماعية أو شبه جماعية منه إلى مجتمع أخر
  • تمتاز أفكار جيني بأنها تمثل عملا نظريا يكاد يصل إلى حد الاكتمال من حيث البناء
  • مثل هذه الأفكار جاءت لتحقيق صورة قريبة نوعا ما من فكرة النمط الاستنباطي الذي ينطوي على مجموعة قضايا بعضها أخذ صفة المسلمات.
  • على الرغم من أن جيني قدم جهدا لا بأس به في سبيل تأكيد أهمية العوامل الاجتماعية في تفسير نمو السكان وتغييرها , إلا أنه لم ينجح في استخلاص قانون عام يؤكد هذا التفسير
  • 3- النظريات الاجتماعية :-
  • تفسر هذه النظريات المسألة السكانية في ضوء الظروف والعوامل الاجتماعية التي تؤثر على اتجاهات الإنسان في تحديد نسله.
  • ومن أهم رواد هذا الاتجاه :-
    1. كارل ماركس Carl Maarx :-
  • يذكر أن الفقر والشقاء يرجعان إلى أي ميل طبيعي في الإنسان إلى إنجاب عدد من الأطفال يزيدون على قدرته على إعالتهم .
  • وأن الفقر والبؤس أنما يدينان بوجودهما في زمان ومكان معينين إلى النظام الاقتصادي الذي يكون سائدا فيهما فيعجز عن تشغيل أفراد المجتمع تشغيلا كاملا.
  • قرر ماركس انه لا يوجد قانون عام ثابت للسكان , وإنما لكل عصر ولكل مجتمع قانون للسكان خاص به .ينتج عن الظروف الخاصة السائدة فيه.
  • في المجتمعات الرأسمالية يتزايد رأس المال الثابت (الآلات) بسرعة تفوق تزايد رأي المال المتغير (العمال) فتؤدي زيادة رأس المال الثابت إلى الاستغناء عن جزء من رأس المال المتغير
  • بمعنى أخر يؤدي تراكم رأس المال في صور سلع إنتاجية إلى نقص الحاجة إلى العمل ,لأن هذه السلع تميل إلى احتلال مكان العمل , فالعمال ينتجون الوسائل التي تجعلهم يتحولون إلى نوع من الفائض 
  • يرى ماكس أنه لن يكون هناك سكان فائضون عن الحاجة ولا فقر ولا شقاء ولا بؤس إذا تحول النظام الرأسمالي إلى اشتراكي
  • يؤخذ على ماركس أنه تجاهل العوامل التي تؤثر في النمو الحقيقي للسكان واغفل التفكير في إمكان وجود الضغط للسكان على الموارد حتى ظل في النظام الشيوعي أو الاشتراكي الذي أراد أن يستبدل النظام الرأسمالي به.
    1. آرسين ديمون Arsen Dumont :-
  • يرى أن الفرد في المجتمع يميل إلى الصعود والارتفاع إلى مستويات اجتماعية أعلى من بيئته في شكل حراك اجتماعي
  • وانه في عملية الارتقاء الاجتماعي يصبح اقل قدرة من الناحية الاجتماعية على الإنجاب.
  • لأنه يبتعد عن بيئته الطبيعية ويفقد تركيزه  واهتمامه بالأسرة بسبب انشغاله في عملية الارتقاء التي سوف تعود عليه بالفائدة الشخصية, بغض النظر عما إذا كان في ذلك فائدة أو ضرر بمجتمعه , أو بالجنس البشري عامة.
  • يسمي ديمون ظاهرة الارتقاء من طبقة دنيا إلى طبقة أعلى منها بالتقدم الاجتماعي الذي بعد من أهم الأسباب في تحديد الأسرة , وهو يرى على هذا الأساس أن زيادة عدد السكان في المجتمع تتناسب عكسيا مع تكوين الفرد نفسه
  • ويعتبر إنهاك الفرد في تحسين أحواله الشخصية يعد علامة من علامات تدهور المجتمع وضعف الروح القومية وهو عامل من عوامل تفكك الأسرة وضعف الإنجاب , كما يشير إلى أن الهجرة إلى المدن هي عامل سلبي أخر في تنمية المجتمع.
  • على الرغم من أن نظرية ديمون لا تعطي تفسيرا كاملا لهبوط نسبة المواليد إلا إنها لا تخلو من القيمة من وجهة النظر الاجتماعية من حيث إنها لفتت الأنظار إلى أهمية الظروف الاجتماعية التي تسود في مجتمع يتزايد سكانه أو يتناقصون.
  • سادسا: آثار المشكلة السكانية
  • أهم الآثار التي تتأثر بها الدول نتيجة للزيادة السكانية غير المستمرة .
  1. الآثار الاقتصادية :-
  • تتأثر الأوضاع الاقتصادية في أي دولة نتيجة للزيادة السكانية المستمرة في عدد السكان.
  • ويتبع ذلك ارتفاع عبء الإعالة نتيجة ارتفاع معدلات الخصوبة وارتفاع نسبة الأطفال الذين يقع عبء إعالتهم على مجموعة من المنتجين حيث تتسع قاعدة الهرم السكاني وتزداد نسبة غير القادرين على العمل من الأطفال إضافة إلى كبار السن والمرضى والمرأة غير العاملة.
  • من الواضح أن عبء إعالة الذين يقع على عاتق الفئة المنتجة من السكان يرتفع في المجتمعات النامية نتيجة لزيادة نسبة الأطفال الأقل من (15) سنة إضافة إلى فئة الشباب ممن هم في المدارس والجامعات وكبار السن والمرضى والمرأة غير العاملة.
  • ونتيجة لعدم التوازن بين النمو السكاني ونمو الناتج القومي فإن نصيب الفرد من الناتج القومي يتناقص,
  • ويحدث ذلك نتيجة لانخفاض نصيب الفرد من المساحة المزروعة من الأرض.
  • وبالتالي نصيبه من المساحة المحصولية ,مما يؤدي إلى عدم كفاية المحاصيل الزراعية لحاجات السكان , ويعني هذا نقص قدرة الإعالة للأرض والتي يقصد بها قدرة الأرض على إنتاج الغذاء وتزويد سكانها بمطالبهم المعيشية.
  • الزيادة السكانية المستمرة تؤدي إلى تعثر عملية التنمية ,نظرا لعدم وجود موارد ماليه كافية للتنمية حيث تلتهم الزيادة السكانية التقدم الحادث في التنمية
  • وهذا يؤدي إلى تقلص فرص العمل وانتشار البطالة بين القادرين على العمل , كما أن هجرة السكان من الريف إلى الحضر سعيا للحصول فرص عمل خاصة مع ارتفاع نسبة كثافة السكان على الأرض الزراعية أدى إلى تضخم المدن وزيادة الكثافة السكانية بها , مما شكل ضغطا على المرافق العامة , وخلق مشاكل عديدة في الإسكان والمواصلات وتوفير المياه والصرف الصحي .
  1. الآثار الاجتماعية:-
  • يترتب على مشكلة زيادة السكان مع تعثر جهود التنمية ونقص الموارد العديد من المشكلات الاجتماعية خاصة في مجالات التعليم والإسكان والرعاية الصحية.
  • ففي مجال التعليم تعجز الدول عن توفير المدارس التي تستوعب أعداد الأطفال ,فتزداد الأمية ويزداد أعداد التلاميذ في الفصول وتتدهور حالة المباني وتعجز الدول عن توفير الإمكانيات الضرورية للتعليم الجديد.
  • وفي مجال الرعاية الصحية يحدث نفس الشيء حيث تعجز المستشفيات عن استيعاب أعداد المرضى ,كما أن الإمكانيات المادية في الأجهزة والمعامل تعاني عجزا في أعدادها وانخفاض نصيب الفرد من الغذاء يؤدي إلى نقص قدرة الأفراد على العمل ومقاومة الأمراض مما يزيد من أعداد المرضى وتزداد المشكلة حدة.
  • وفي مجال الإسكان تظهر آثار الزيادة السكانية حيث تتراجع أعداد المساكن اللازمة لسكني الأسرة ,وتسوء الأحوال السكنية في مناطق كثيرة نتيجة لنقص المرافق والطرق والمواصلات.
  • كما أن هجرة السكان من الريف إلى المدن سعيا للحصول على فرص العمل يزيد من مشكلة الإسكان في المدن ,ويؤدي إلى ظهور مناطق سكنية عشوائية غير مناسبة صحيا ,والتي تضم الفقراء ومعتادي الإجرام ومحدودي الدخل ومحترفي الرذيلة وأصحاب المهن الهامشية.
  • تسهم العوامل البيئية الناتجة عن الزيادة السكانية في انتشار العديد من الأمراض الاجتماعية والثقافية داخل الأسرة ومنها :
  • التفكك الأسري
  • الاغتراب
  • التوتر في الزواج وكثرة حالات الطلاق والإخفاق العاطفي . مما يترتب علية من انحرافات سلوكية للرجل والمرأة وتأثير ذلك على علاقة الأسرة.
  1. الآثار البيئية :- 
  • يرتبط النمو السريع في عدد السكان ارتباطا وثيقا بالبيئة ونظمها المختلفة فالأنشطة السكانية تحدث تأثيرات مختلفة في موارد الأرض التي تلبي احتياجات حياة البشر, وتتسبب في حدوث تغييرات في النظم البيئية المتنوعة
  • الأنشطة البشرية التي زادت مع ازدياد السكان أدت إلى تلوث الهواء والماء والتربة والغذاءوتسببت في تناقص خصوبة التربة أو تعريها والتصحر واختفاء بعض الكائنات الحية سواء الحيوانية أو النباتية , وتناقص الغابات , وانكماش مواطن صيد الأسماك ,ونجدد ظواهر عديدة كمشكلة طبقة الأوزون والأمطار الحمضية والضباب الدخاني .
  • باختصار فأن النمو السكاني السريع فرض المزيد من الضغوط على الموارد الطبيعية البيئية وأحدث خللا في النظم البيئية مما يعرض مسألة الأمن البيئي للخطر .
  • وترتبط المشكلة السكانية بارتفاع معدلات الاستهلاك واستخدام التكنولوجيا والتنمية والبيئة في علاقة معقدة متشابكة تؤثر بشكل واضح وملموس في حياة البشر ورفاهيتهم .
  • سابعا: مواجهة المشكلة السكانية
  • يمكن مواجهة الزيادة السكانية من خلال اتباع الأساليب الآتية:
  1. الارتقاء بمستوى التعليم: ونشرة بين الجنسين وتحسين الوعي السكاني والصحي والبيئي .
  1. استثمار مرحلة الطفولة :وإعداد الأطفال ذهنيا وفكريا وصحيا ورياضيا وخاصة أطفال القرية إلى جانب الحضر.
  2. الاستخدام الأمثل للموارد: الطبيعية والبشرية وتوجيهها وفق برامج مخططة للتنمية الشاملة.
  3. العمل على تحقيق التوازن :وعدم إهدار الطاقة والموارد والتوفيق بين أنشطة الإنسان والموارد والبيئة .
  4. زيادة الاهتمام بموضوع تنظيم: الأسرة في المجتمعات المحلية ذات الثقافات المتباينة 0( بدوية – ريفية – حضرية ) ونشر الثقافة السكانية من جانب الهيئات الرسمية والشعبية .
  5. النهوض بالوعي الصحي: والبيئي والثقافي عند تنشئة الإنسان في مراحل حياته وإعلاء قيم الانتماء والمواطنة والتضحية والمشاركة.
  6. التنمية في العديد: من المجالات فهي الأسلوب الأمثل الحل لمشكلة الانفجار السكاني والتخطيط الطموح من أجل بناء الإنسان والمصانع واستصلاح الأراضي.
  7. التنمية الاقتصادية : من خلال تخطيط الاقتصاد القومي وتنمية الموارد الطبيعية واستخدامها وتوجيهها وفق برامج مخططة للتنمية الشاملة
  8. تنمية الموارد الزراعية :- من خلال توسع الأراضي الزراعية وزيادة الإنتاج الزراعي والتوسع في التصنيع الزراعي .
  9. التنمية الاجتماعية: من خلال نشر التعليم وخاصة تعليم الفتاه والتوسع في محو الأمية والوظيفية  ونشر الخدمات الصحية وتحسين مركز المرأة ونشر خدمات رعاية الأمومة والطفولة بالإضافة إلى نشر الوعي بالمسؤولية الاجتماعية ( النهوض بالوعي الصحي والبيئي والثقافي)
  10. تنمية التصنيع :- من خلا زيادة عمالة المرأة والحد من الاستهلاك وتشجيع الادخار واستخدام الاكتشافات العلمية الحديثة .
 

تم بحمد الله  

الفيصلاوي - جامعة الملك فيصل - وجامعة الدمام

                                   التحميل من   هنا


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا