مورفولوجية مدينة الحلة في العهد العثماني : دراسة في الجغرافية التأريخية ...

مورفولوجية مدينة الحلة في العهد العثماني

 دراسة في الجغرافية التأريخية

م.م. عامر راجح نصر 

جامعة بابل - كلية التربية

مجلة البحوث الجغرافية - جامعة الكوفة - المجلد: 1 - العدد : 2 - 2011 - الصفحات: 174-190 

الخلاصة

  يعبر موضوع مورفولوجية المدينة(*) عن دراسة تفاعل الوظيفة بالشكل وهما عاملان غير متشابهين، اذ غالباً ما تكون العلاقة بينهما معقدة وصعبة الفهم عبر مراحل تطورها(1). فالوظيفة تعبر عن نشاط الانسان الذي يتجسد بشكل استعمال للارض ولوحدة المساحة التي تمتد عليها المدينة، وما دامت الوظيفة سلوك انساني فتكون عرضة للتغيير وبصورة مستمرة مما يجعلها تفقد كثيراً من ملامحها خلال مراحل نموها وتطورها، اذ لا يبقى فيها سوى الشكل العام والنمط الذي اتخذته بالاضافة الى الطراز المعماري لمكونات هذه الوظائف، وهذا ما يجعل تحليل هذه العلاقة (المورفولوجيا) تنتابها كثير من الصعوبات. لذا فعند دراستها ينبغي تحليلها الى عناصرها الاتية(2):

1 - استعمالات الارض الحضرية.

2 - مخطط المدينة (والذي يتكون من ثلاث عناصر هي):

أ . نظام الشوارع .

ب. نمط قطع الاراضي.

ج. نمط الابنية.

  وهذه جميعها تعمل بطريقة متفاعلة وبصيغ متباينة من مكان لآخر في المدينة مما يسبب وجود اقاليم مورفولوجية متميزة لتكون المدينة ككل وكائن حي(3).

  لقد تركت السيطرة العثمانية التي دامت اربعة قرون آثاراً واضحة على مورفولوجية مدينة الحلة، ويظهر ذلك من خلال ما تم استحداثه من مباني واسواق وخانات ومساجد وجوامع ودور للحكومة وغيرها من الآثار العمرانية المادية الأُخرى. وقد كان لهذه المظاهر تأثيرات عديدة على شكل المدينة ومظهرها خلال مدة الدراسة مما اوجد مبرراً كافياً لدراسة المدينة خلال تلك الحقبة(**).  

   يهدف البحث الى تحليل مورفولوجيا مدينة الحلة في العهد العثماني عن طريق ابراز المكونات العمرانية للمدينة وبيان الوظائف الحضرية فيها، وتفسير العلاقة بين توطن هذه الوظائف والتغييرات التي تطرأ على شكل المدينة الذي يتجسد بخطة المدينة وهي تبقى ثابتة وشاخصة مدى.

  ان مثل هذه الدراسات لاتخلو من الصعوبات، باعتبار ان التراث المعماري للمدينة عرضه للتحوير والتغيير من قبل الانسان، بالاضافة للعبث المقصود الذي يزيل خطط مدن باكملها. 

  لقد لجأ الباحث للأطلاع على مصادر متنوعة لاتمام الدراسة، في مقدمتها كتب الرحالة الاجانب الذين زاروا الحلة ودونوا مشاهداتهم وانطباعاتهم عليها في المجالات المختلفة، ثم الاطلاع على المصادر التأريخية الاخرى التي كُتِبَتْ عن المدينة. وحتى لا نخرج عن اطار الجغرافية التاريخية تمت الاستعانة بعدد من المصادر الجغرافية الحضرية التي مكنتنا من فهم وتحليل العلاقة بين السكان والمكان (المدينة) قديماً ووصولاً الى تفسير توقيع الوظائف الحضرية في مكان دون الآخر.

النص الكامل : 

من هنا 

أو

للقراءة والتحميل 

اضغط هنا